لما حث الله المؤمنين على الصبر والتقوى عقبه بالامر بالمسارعة الى نيل رضوان الله. ثم ذكر بالتفصيل غزوة احد وما نال المؤمنين فيها من الهزيمة بعد النصر. بسبب مخالفتهم امر رسولهم عليه الصلاة والسلام اه هل في الوجود كنعمة القرآن وروضة تزداد في الوجدان هل في الوجود كنعمة القرآن هو روضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وزمت بها لمراتب الاحساء زهراء وحين نستظل بظلها قصة التفسير للقرآن. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. يا عشر المؤمنين امتثلوا اوامر الله ورسوله. واجتنبوا ما نهاكم عنه الله ورسوله. لتنالكم رحمة والله في الدنيا والاخرة وقد ذقتم طعم الهزيمة في غزوة احد بسبب عصيان اوامر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وسارعوا الى مغفرة من ربكم وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. امر الله تعالى عباده المؤمنين بالمبادرة والمسارعة الى امرين. الاول ما يوجب مغفرة الذنوب. وذلك بالتوبة النصوح والثاني دخول الجنة. وذلك بالطاعات والعمل الصالح. وهذه الجنة الواسعة الفسيحة عرضها كعرض السماء والارض. هيأ الله تعالى لعباده المتقين. ثم ذكر الله تعالى اربعا من المتقين الضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن والله يحب المحسنين. الصفة الاولى من صفات المتقين انه يتصدقون باستمرار وفي جميع الاحوال في حال اليسر والعسر. في حال الشدة والرخاء. الصفة الثانية انهم يمتلكون السيطرة على غضبهم مهما بلغت شدتهم. الصفة الثالثة انهم يصفحون عن الذين اساءوا اليهم مع قدرتهم على الانتقام. والله تعالى يحب المحسنين. المتصفين بمثل لهذه الاخلاق النبيلة. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ومن يغفر الذنوب طوبى الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون الصفة الرابعة من صفات المتقين. انهم اذا ارتكبوا ذنبا كبيرا من الكبائر او ظلموا انفسهم باتيان اي ذنب من الصغائر. ذكروا حق الله تعالى. وتذكروا عذابه الشديد طلبوا من الله تعالى مغفرة ذنوبهم. وتابوا اليه توبة نصوحة. ومن يغفر الذنوب الا الله وهذا استفهام بمعنى النفي اي لا يغفر الذنوب الا الله. وهي جملة لتطييب اس العباد ودفعهم الى التوبة. ولبيان ان الذنوب وان عظمت فان عفو الله اعظم ورحمته اوسع. وهؤلاء ان وقعوا في الذنب اقلعوا عنه سريعا ولا يطيلون البقاء على ذنوبهم لانهم يعلمون قبحها ويعلمون ان الله يتوب على من تاب. وما اجمل كلام اه فبينما الاية السابقة تدعو العبادة الى السماحة والعفو عن الناس فاذ بهذه الاية تطلعه هنا على جانب من لطف الله تعالى هو عفوه مع عباده. ليتذوقوا ويتعلموا ويقتبسوا اولئك جزاء مغفرة من ربهم وجنة وجنة وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين ما فيها ونعم اجر العاملين وعد الله تعالى هؤلاء المتقين الموصوفين بالخصال الحميدة السابقة بثلاثة امور. الوعد الاول غفران الذنوب. وهذا منتهى الامال وغاية الاماني. والوعد الثاني ادخال التي تجري الانهار من تحت قصورها واشجارها. والوعد الثالث الخلود في تلك الجنات. ثم كانت تذير ببيان ان الجنة هي نعم الجزاء لمن اطاع الله اه حتى يرغب في تحصيله العقلاء. وبعد بيان مبادئ الرشد والصلاح عاد السياق لذكر تتمة تفاصيل غزوة احد واثارها في نفوس المؤمنين. ليبعث الامل في قلوبهم ويخفف الامهم فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين خاطب الله تعالى المؤمنين مسليا لهم بعد ما هزموا في غزوة احد. انه قد مضت سنن الهية في الامم السابقة من اطاع الله والرسل نجى. ومن عصى وخالف هلك. فسيروا ايها المسلمون في ارض متأملين وانظروا الى اثار من سبقكم وخذوا العبرة بما جرى للمكذبين لله ورسله وليه وفي هذا تنبيه لمن خالف النبي عليه الصلاة والسلام يوم احد. فانهم انتصروا يوم بدر لانهم اطاعوا وهزموا يوم احد لانهم خالفوا. هذا بيان سوى هدى وموعظة للمتقين هذا القرآن بيان للناس كافة. بما فيه من دلالات وهدايات وعظات. يوضح لهم الحق يحذرهم من الباطل. الا ان هذه الدلالات والهدايات والعظات التي في القرآن لا ينتفع بها الا طائفة المتقين. فعموم الناس لا ينقصهم العلم بالحق. ولا ينقصهم الفهم الصحيح. ولا تنقصهم معرفة الهداية. انما ينقصهم الصدق في الموقف وينقصهم التجرد للحق وتنقصهم الجرأة في اتخاذ القرار ينقصهم القوة في تحمل العقبات وتنقصهم القدرة على دفع الثمن. وينقصهم الصبر على مشقة قاعة الطريق هذا هو الامر وهذا هو لب المسألة. لا مجرد العلم والفهم والمعرفة. فكم ممن يعلمون ويفهمون ويعرفون وهم مع جند الشيطان يرابطون. وفيه حمأت الباطل يتمرعون. ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين يا معشر المؤمنين لا تضعفوا ولا تحزنوا بسبب ما اصابكم من الهزيمة في غزوة احد على يد المشركين ولا ينبغي لكم ذلك والحال انكم انتم الغالبون لهم المتفوقون عليهم ما دمتم متمسكين ما عليكم فان كان الكفار قد اصابوكم يوم احد فانتم قد ظهرتم عليهم يوم بدر. فلا تهنوا ولا تحزنوا ان كنتم مؤمنين حقا. انتم تقاتلون في سبيل الله وهم يقاتلون في من سبيل الطاغوت. ان يمسسكم قرحا فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين يا معشر المؤمنين ان اصابكم او جراح يوم احد فقد اصاب اعداءكم كذلك قتل وجراح مثل ما اصابكم. وبهذا فقد تساويتم فلا ينبغي ان تستمروا على حزنكم. وهذه سنة الله. ان يجعل الايام دولا بين الناس يصرفها بين الناس مؤمنهم وكافرهم. يوم لك ويوم عليك. مرة تساء ومرة تسهر مرة تنتصر ومرة تنهزم. ثم ذكر الله تعالى بعض الحكم العظيمة التي قادها من هذا التداول بين الناس. الحكمة الاولى امتحان العباد. فيظهر المؤمنون حقيقة من المنافقين وليتميز قوي الايمان من ضعيفه. الحكمة الثانية ليكرم من يشاء بالشهادة في سبيله اليه ليكونوا مثالا لغيرهم في التضحية بالنفس من اجل اعلاء كلمة الله. وهو سبحانه وتعالى فيحب الشهداء ولا يحب الظالمين لانفسهم الذين تركوا الجهاد وركنوا الى الدنيا ومنهم منافقون الذين انخذلوا عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم احد. وليمحي الله الذين امنوا ويمحق الكافرين الحكمة الثالثة من حكم تداول الايام بين الناس ليطهر المؤمنين من الذنوب ويخلص صفوفهم من المنافقين المندسين بينهم. والحكمة الرابعة ليهلك الكافرين ويمحوهم شيئا فشيئا بغيهم وظلمهم. هل في وجودك نعمة القرآن هو روضة تزدان في الوجدان بان عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لما راتب الاحزاب زهراء وحي نستظل بظل بخلاصة التفسير للقرآن اه