بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في كتاب السلام باب سلام الرجل على زوجته والمرأة على من محارمه وعلى اجنبية واجنبيات لا يخاف الفتنة بهن. وسلامهن بهذا الشرط عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال كانت فينا امرأة وفي رواية كانت لنا عجوز تأخذ من اصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر عليه في حبات من شعير. فاذا صلينا الجمعة انصرفنا فنسلم عليها فتقدمه الينا. رواه البخاري عن ام هانئ فاختة بنت ابي طالب رضي الله عنها قالت اتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يغتسل وفاطمة فسلمت عليه وذكرت الحديث رواه مسلم. وعن اسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن وهذا لفظ ابي داوود ولفظ الترمذي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فادوى بيده بالتسميم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب سلام الرجل على زوجته وعلى اجنبيات اذا امنت الفتنة. ثم ذكر حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قالت كانت لنا امرأة وفي رواية كانت لنا عجوز وكانت تجمع السلق وهو بقل اشبه ما فيكون بي الخس. وكانت تكركر فتضعه في القدر يعني الذي يطبخ فيه. وتضع فتكركر حبات من شعير اي تطحن حبات من شعير فتضعها في القدر معه فاذا صلينا الجمعة اتينا اليها فسلمنا عليها فتطعمنا من هذا الطعام. فهذا الحديث يدل على فوائد منها مشروعية اطعام الطعام. ولا سيما للمحتاج والضيف ونحوه. ومنها ايضا بيان ما كان عليه رضي الله عنهم من قلة ذات اليد ومن شظف العيش. ولهذا قال سعد رضي الله عنه في اخر الحديث فتطعمنا فكنا نفرح به اي انهم يفرحون بيوم الجمعة لانهم يأتون الى هذه المرأة العجوز فتطعمهم من هذا الطعام وهذا يدل على ما كانوا عليه من شظف العيش. وفيه ايضا دليل على جواز سلام الرجال على المرأة الاجنبية اذا امنت الفتنة ولكن السلام يكون من غير مصافحة. لان مصافحة المرأة الاجنبية امر لا يجوز سواء كان بحائل ام من غير حائل. اما الحديث الثاني وهو حديث ام هانئ رضي الله عنها انها النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفاطمة تستره وهو يغتسل. فسلمت عليه فرد عليها السلام وقال لها قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ. فهذا الحديث يدل على جواز سلام المرأة على الرجل النبي اذا امنت الفتنة كما تقدم. وفيه ايضا دليل على مشروعية التستر عند الاغتسال. وان المشروع للانسان اذا بحضرة الناس ان يستتر بجميع بدنه. ومنها ايضا جواز اغتسال الرجل بحضرة النساء من محارمه اذا كان بينه وبينهن ستر. اما الحديث الثالث حديث اسماء رضي الله عنها ان النبي صلى الله الله عليه وسلم مر بعصبة من النساء في المسجد فسلم عليهن فاومأ بيده. وهذا يدل على ما تقدم من جواز سلام الرجل على المرأة الاجنبية او على النساء اذا امنت الفتنة وفيه ايضا دليل على ان الانسان اذا سلم على بعيد لا يسمعه فانه يجمع في سلامه بين اللفظ والاشارة. فاذا سلمت على شخص بعيد لا يسمع سلامك فانك تجمع بين اللفظ وبين اشارة لاجل ان تنبهه على انك تسلم عليه. ولا يقتصر على الاشارة فقط بان لا يكون متشبها باهل الكتاب. بل يجمع بين اللفظ فيقول السلام عليكم. ويشير بيده وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد