اخلاقا فهو يقيم في شعب الايمان والترمذي نحنحه عن جابر رضي الله عنه وعن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيخ ليش ما خليتنا نسمع اسمه؟ قال هو جاي اصلا مقتنع انه ما يبي يعرف الجواب ليش افتح لها مجال؟ اعين الشيطان عليه ليش يا اخوان لا بد ان نكون فقهاء الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فهذا درسنا الاخير ان شاء الله تعالى في كتاب وصول الايمان للامام المجدد ابي عبد الله محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كنا قد وقفنا على قوله باب التشديد في طلب العلم للمراء والجدال فنبدأ على بركة الله ونسأله سبحانه وتعالى ان يخلص نياتنا واعمالنا واقوالنا وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا والمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الاصول الايمان. باب التشديد في طلب العلم والجدال عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليجاري ليجاري به العلماء او ليماري بها السفهاء به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه. ولي ماري به السفهاء. نعم. ليماري به سفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار. رواه الترمذي. وعن ابي وعن ابي امامة رضي الله عنه مرفوعا ما ضل لقوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا قوله تعالى ما ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون رواه احمد والترمذي وابن ماجة وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم. متفق عليه وعن ابي وائل عن رضي الله عنه قال من طلب العلم لاربع لاربع لاربع دخل النار او نحو هذه الكلمة ليباهي بها العلماء ليباهي ليباهي به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف به وجوه الناس اليه او ليأخذ به من من الامراء. رواه الدارمي. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكم. وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء نبلاء ولا علماء ولا علماء ايام الله غير انهم تذكروا عظمة الله طاشة غير انهم تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم انكسرت قلوبهم وانقطع وانقطعت السنتهم حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الى الله الاعمال الزاكية يعدون انفسهم مع المفرطين وانهم لكي لكي لكي لكي وانهم لاكياس نتخطى مطبع وانهم لكياس اقوياء نعم احسن الله وانهم لاكياس اقوياء ومع الضالين والخطائين وانهم لابرار برءاء. الا انهم لا له الكثير ولا يرضون له بالقليل ولا يدلون عليه باعمالهم حيث ما ما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون رواه ابو نعيم قال الحسن رواه ابو نعيم قال الحسن وسمع قوما يتجادلون هؤلاء قوما ملوا العبادة وخف عليهم القول ورعهم فتكلموا وهذا الباب صنفه الامام رحمه الله ليبين ان من اصول الايمان لا سيما بالنسبة لطلاب العلم انهم يتركون التشدد في طلب العلم للمراء والجدال وان طلب العلم للمراء والجدال امر محذور ممنوع. لان العلم ما عبادة؟ والاصل في العبادات انها تطلب لرب البريات تبارك وتعالى. كل عبادة لابد من الاخلاص فيها لله تبارك وتعالى والعلم عند الاطلاق وفي الكتاب والسنة المقصود به العلم المنزل العلم الشرعي علم التفسير علم القرآن علم الحديث علم الفقه هذا العلم لابد لطالبه ان يكون مخلصا فيه والا فليحذر ما ورد من التشديد في المرائين فيه والمجادلين فيه ويفهم من هذا الباب مع ما اورد تحته من الاحاديث والاثار ان طلب العلم للمراء والجدال سبب من اسباب هدم اصول الايمان وقد يقول قائل كيف يكون طلب العلم للمراء والجدال سببا من اسباب هدم اصول الايمان نقول ذلك من وجهين الاول ان الناس اذا رأوا المرائين والمجادلين لا سيما الاعوام فان ثقتهم بالدين يضعف ويقولون في انفسهم لو كان هذا الدين خيرا لما مارى فلان ولما جادل فلان والوجه الثاني ان عامة الناس اذا رأوا المراءين والمجادلين وقع في قلوبهم الزعزعة في اصول الايمان حتى يقول احدهم اني لا اعرف الحق مع من فهذا وجه ايراد ما اورد من الوعيد الشديد فيمن طلب العلم للمراء والجدال واصل المراء من المماراة ما رأى فلان يماري فهو مراء والمصدر منه المراء مارا يماري مراءا والجدال كذلك مصدر من جادل يجادل جدالا والفرق بين المراء والجدال ان المراء انما هو طلب العلم لاجل الناس ولكسب السمعة عياذا بالله او نشره لاجل الناس او لكسب السمعة عياذا بالله تبارك وتعالى من ذلك واما الجدال فانه معناه صرف وجوه الناس بالقيل والقال صرف وجوه الناس بالغلبة ولهذا ندرك لماذا السلف رحمهم الله كما كانوا يحذرون من المراء يحذرون من الجدال فانهما من جدال الا ويدخل فيه حظ للنفس يدخل فيه حظ النفس ولهذا كان المجادل على خطر عظيم ولابد ان يكون مراعيا حال نفسه كالطبيب المعالج لاصحاب الاوبئة يخشى في كل لحظة ان يصاب بالوباء الذي يجادل اهل البدع هو مغامر في دينه فربما يضل الناس بجداله او يضله وبجداله نسأل الله السلامة والعافية ومن هنا نفهم صحة علم السلف على علم الخلف فقد كان الشافعي يقول ما جادلت احدا الا تمنيت ان يجعل الله او ان يظهر الله الحق على لسانه وقيل لعبد الرحمن حاتم الاصم انك رجل اعجمي فكيف انصرف وجوه الناس اليك وانت لا تحسن العربية وكان في لسانه نكنة فقال ان فيني ثلاث خصال ما كلمت احدا الا تمنيت ان يجعل الله الحق على لساني وما تمنيت ان يزل احد بين يديه وما رجوت احدا غير الله وما طلبت الدنيا منذ عقلت ولهذا لما كان العلم عزيزا يأبى ان يستقر في مكان عال ولهذا كان من اعظم السمات اهل العلم وطلابه التواضع والمراء والجدال صفتان متنابذتان مخالفتان للتواضع اورد رحمه الله احاديث واثار الاول عن كعب ابن مالك رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليجاري به العلماء ومعنى مجاراة العلماء وماشاتهم وانزال الرجل نفسه منزلتهم عياذا بالله تبارك وتعالى وهذا قد يؤدي بالانسان الى ان يمدح نفسه ويقول من مثلي وانا مثل فلان فيجاري العلماء بهذا العلم من باب انه يدعي انه مثلهم ولو لم يكن من الفروقات بينه وبينهم الا عدم الخلاص لكان ذلك ذلك كافيا في الفرق فمن طلب العلم لاجل ان يقال عالم فانه كما جاء في حديث ابي هريرة في الصحيح ثلاثة تسعر بهم النار وذكر منهم رجل اتي به قد قرأ القرآن فيقال له فيعرفه الله جل وعلا نعمه فيعرفها فيقول الله له ماذا عملت فيقول اي ربي عملت به وعلمته الناس فيقال كذبت انما فعلت ليقال قارئ او ليقال عالم وقد قيل اذهب فخذ اجرك منهم خذوه الى النار هذا امر خطير ولهذا ايها الاخوة جميع العبادات بحاجة الى الاخلاص والمتابعة والعلم من اعظم الامور التي لا بد ان يخلص الانسان فيها ولهذا الذين يطلبون العلم في كليات الشرعية حالهم ليس كحال من يطلب علم الدنيا من الصناعات كالهندسة والطب فان الطبيب او المهندس او ايا كان من الامور الدنيوية التي سموها علما وهي صنايع وفنون لو انهم ما طلبوا بنياتهم الا الدنيا ما اثموا ولا لحقهم اثم اي نعم لا يلحقهم ثواب لكن لا يلحقهم اثم فان نووا بطلبهم الطب نفع المسلمين صارت نيتهم هذه حسنة اما طلاب الشريعة مثلا طلاب المعاهد الدينية مثلا فانهم على خطر عظيم لانهم لا بد وان ينووا طلب العلم لله عز وجل فان جاء وراء ذلك مال او وظيفة او رئاسة تبعا فبها ونعمة والا فالاصل انه طلب العلم لله عز وجل فان لم ينوي بطلبه للعلم الشرعي وجه الله عز وجل ما هو حاله مثل حال الطبيب لا يأثم لا يأثم وهذا اخطر بكثير ولهذا يجب ان ننبه ابناءنا الذين يدرسون في المعاهد الشرعية والكليات الشرعية الى هذه القضية الاساسية من قضايا العلم ان طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء وآآ اصل المراء ايضا معناه هنا في هذا السياق معناه اظهار العلو على السفهاء يقول انتوا ما تفهمون شي انا عندي وانا كذا انتوا ايش فهمكم يتعلم بعض الامور فيأتي عند العامة وعند السفهاء فيقول فيصير يسألهم ليفحمهم لا يسألهم ليعلمهم وانما يسألهم ليفحمهم ولهذا اذا جاءك من يسأل ففهمت انه يسأل ليفحم فافحم نفسك وريح نفسك فيموت كمدا وترتاح انت او ليماري به السفهاء والسفهاء اسم جنس اول ما يدخل به يدخل فيه الذين يكونون من اهل النفاق واهل البدع ويدخل فيهم السفهاء الذين لا هم لهم ولا غم الا لهو الدنيا ولعبها او يصرف به وجوه الناس او يصرف به وجوه الناس اليه فهذه المقاصد المتنوعة في صورها المشتركة المتحدة في مغزاها فانها كلها تجتمع في انها لغير الله قال ادخله الله النار بسبب عدم الاخلاص في طلب العلم هذا الحديث الذي اختلف العلماء في تحسينه وتضعيفه لكنه يقرب ان يكون من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ومن قال انه موقوف فله حكم الرفع ولا شك وعن ابي امامة رضي الله عنه صدي بن عجلان الباهلي مرفوعا قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل وهذه سمة ملازمة من سمات اهل البدع انهم اوتوا جدلا اعطوا جدالا فقد تجدهم فصحاء بلغاء يعرفون يركبون القظايا المنطقية ويعرفون القياسات العقلية ويجادلون ويناظروه لكنهم عن الهدى وعن السنن في عماية فقد يقول احدهم قال رسول الله ويذكر اية او يقول قال الله ويذكر حديث او يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوردوا حكمة فهم علمهم مبني على الجدل وهذه سمة ملازمة لاهل البدع وهي سمة موجودة في بعض المنتسبين الى السنة وهي اشارة وامارة وعلامة على بداية انحراف نسأل الله السلامة والعافية ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه. الا اوتوا الجدل وهذا الامر مشاهد في الواقع فانك اذا نظرت في الواقع الى اناس كانوا على شيء من السنة ثم انحرفوا تجدهم من اكثر الناس جدالا يعني مثلا لو ظربنا امثلة بالاموات فتجد مثلا الرازي من اكثر الناس جدالا في تفسيره مثلا وهو امام من ائمة المناطق من ائمة المتكلمين من ائمة الاشعرية اذا نظرت الى الذي ارتد وترك الدين بعد الهداية مثل عبد الله القصيم تجد في كتاباته من الجدل ما تستغرب من قوة جدلياته بعد اذ ترك الهدى ولهذا قال ثم تلا قوله تعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون خصمون فاعلون اي كثيري الخصومة فهي صيغة مبالغة دالة على انهم انما يجادلون لذات الجدال يريدون بالقيل والقال اكثار المقال يريدون بالقيل والقال افحام الخصم ليس الا ليس مقصودهم الوصول الى الحق. ولهذا ذكر اهل العلم ان الجدال على انواع جدال بالحق للحق بنية خالصة فهذا ليس مذموما وهذا هو المراد بقوله تعالى وجادلهم بالتي هي احسن فبالتي هي احسن جدال بالتي هي احسن بالقرآن والسنة باقوال سلف الامة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن فمن جادل بنية خالصة بادوات صحيحة ناصعة منزلة الكتاب والسنة فانه على خير يريد نصرة الحق فهو على خير ومن فقد هذه الامور كان يفقد الاخلاص او وجد الاخلاص لكن جادل بالباطل لاظهار الحق وهو على باطل فكيف ان جادل بالباطل للباطل وهو على ابطل من الباطل وهذا الحديث قال رواه احمد والترمذي وابن ماجة واختلف ايضا في رفعه ووقفه ولكن المصنف رحمه الله رجح رفعه فقال مرفوع ثم اورد رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابغض الرجال الى الله الالد الخاصين ابغض الرجال الى الله الالد الخصم. الالد تقول فلان رجل لدود لدود ويجوز اضغام الدال في الدال والحذف الواو وفلان رجل لد والذ وهم الاداء يعني شديدي الخصوم وهنا الالد الخصم من باب الشيء الى صفته والمعنى ان ابغض الرجال الى الله الشديد الخصومة العظيم الخصومة الكثير الخصومة البالغ في الخصومة الاصل ان الانسان يعرض ما عنده من الحق يقول قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى ان من امامه يجادل يقول له يا اخي الكريم الذي عندي قلته الذي عندي قلته ليس عندي مزيد ولا ادخل معك في قيل وقال هذا هو القدر الذي ينبغي ان يسير عليه من يريد السنة فان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان يأتي الى مجاميع قريش وهم الذين انزل الله فيهم بل هم قوم خصمون فيقولون له ماذا انزل عليك؟ فيقرأ عليهم الايات ثم يريدون عليه ما يريدون فيقولون له مثلا لولا انزل عليه ملك لولا القي عليه كنز لولا يكون له كذا وكذا وكذا فيتركهم ويمشي صلوات ربي وسلامه عليه. ما يقول لهم اما يكفيكم ما قلت ما يقول لهم ما يكفيكم اني طلبت انشقاق القمر وقد انشق لا يجادله انما انما يتمثل امر الله ان عليك الا البلاغ انما انت منذر وانما امر بالجدال بالتي هي احسن مع اهل الكتاب على وجه الخصوص لانه يمكن ان يكون هناك قواعد مشتركة بيننا وبينهم في الجدال فانهم يقرون بالجنة يقرون بالنار يقرون بنبوة موسى عليه السلام يقرون بمكانة ابراهيم عليه السلام فتنطلق معهم من انطلاقات ثابتة متكررة للوصول الى الحق اما اناس ليس عندهم الا السفسطة والسوفستائية قوم من الفلاسفة ليس عندهم اصول ثابتة يمكن معهم النقاش فاذا رأيتنا اولئك الناس الذين يمشون على طريقة السوفستائية فليس من العقل ولا من العلم ولا من الدين النقاش معه ولهذا يحكى عن ابي حامد الغزالي رحمه الله وهو من ائمة المتكلمين الاشعرية كان في بغداد فجاءه بعض هؤلاء السوفستائية فقالوا له جئت اناظرك قال لا قال لم قال لانك لا تقر بوجودك فشيء غير موجود كيف اناظره وهذا على مبدأهم انتم ما تثبتون حقائق الاشياء فكيف يمكن الجدال معكم اذا ابغض الرجال الى الله الالد الخصم. اي الذي يحب الخصوم الذي حياته كله قيل وقال. ما يسمع بمناقشة الا ويدخل رأسه فيه الاصل ان المؤمن لا يحب المناقشات لا يحب القيل والقال. لا يحب المنازعات. لماذا؟ لانها تؤدي الى الخصومات. وما سميت هذه والمجادلات وهذه المناظرات بالخصومات الا باعتبار نتائجها لانها تؤدي الى خسور حتى لو كان بين الاحبة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام كان في بيته فخرج على اصحابه وهم يتجادلون يتجادلون صحابة احباء يتجادلون في القرآن فغضب عليهم وقال بي هذا امرتم ابهذا امرتم ان تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فنهاهم عن المجادلة في القرآن ولما خرج مرة وراهم يتجادلون في القدر فقال لهم عليه الصلاة والسلام مقعدا قاعدة عظيمة من قواعد التعامل بين الاحبة والاخوة قال آآ عليه الصلاة والسلام اذا سمعتم بالقدر فلا تجادلوا اتركوا هذه الخصومات. نهاهم عليه الصلاة والسلام ونهاهم عن الخصومات في الصحابة ونهاهم عن الخصومات في ايات الله جل وعلا ثم اورد رحمه الله عن ابي وائل شقيق ابن سلمة المرادي رحمه الله من كبار تلامذة عبد الله بن مسعود الهزلي الصحابي الجليل قال من طلب العلم لاربع دخل النار؟ من طلب العلم باربع دخل النار ومعلوم ان طلب العلم عبادة وقد تقرر معنا ان العبادة لابد فيها من الاخلاص فان فقد الانسان الاخلاص فقد شرط قبول العمل وصار هذا العمل وبالا عليه قال ونحو هذه الكلمة ليباهي به العلماء السلام عليكم. والمباهاة قريب بمعنى ما سبق في حديث كعب المجاراة يباهي فلان بكذا وكذا اي بمعنى يظهر الابهة مثل ما يقول اخواننا المصريين ايه الابهة ده هذا معنى المباهاة يعني الرفعة والعلو يباهي به العلماء او ليماري به السفهاء او ليصرف به وجوه الناس اليه او ليأخذ به من الامراء وهذا امر خطير ان الانسان ليبيع دينه بعرض من الدنيا قيل لسفيان ابن سعيد ابن مسروق الثوري رحمه الله انا نراك في ضيعتك تعمل. قال نعم فاني اريد ان اكون في شغل فلا احتاج الى احد فيلوكن الامراء كما يلاك الكلام على طالب العلم ان يكون كافا نفسه عن ابواب العلماء عن ابواب الامراء وابواب السلاطين ان كان لا بد من الحضور اليهم فيحظر اليه متجردا ناصحا لا يحظر ليأخذ لا يحظر ليقال فلان حضر باب فلان وقال كيت وكيت فهذا نوع من انواع البهاة ونوع من انواع المجاراة ونوع من انواع طلب العلم لغير الله عياذا بالله تبارك وتعالى اي نعم اذا كان طالب العلم قد عمل عملا فجاءه من هذا المال من غير سؤال اليه فينظر الى هل سيكون لذلك العطاء منا او من وراء هذه العطاء طلبة فيرد هذا العطاء كما فعل كثير من السلف وان لم يكن الامر كذلك فله ان يقبل وقد فعل السلف هذا وهذا باعتبارات ثم ختم هذا الباب باثر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين يجادلون يقولون نفرض انه صار كذا طيب انا افرض انه صار كذا طيب اذا فرضت كذا فاقول كذا فان قلت كذا اقول كذا النتيجة النتيجة لا يصلون اليها لماذا؟ لان كل واحد منهم يريد ان يكون قوله الحق كل واحد منهم يريد ان يكون هو على الصواب. وغيره على الخطأ لا يريدون ما عند الوهاب فحينئذ لا يحسنون الجواب ولا الخطاب ولا يصلون الى الصواب يقول والدي رحمه الله ادركت شيخا من مشايخي يقول ما رأيت اجدل منه في حياتي يقول كان يجلس الطلاب عنده من بعد صلاة العشاء الى اذان الفجر هم يقولون وهو يقول يسألهم وهم يردون عليه في مسألة واحدة الى اذان الفجر لا يصلون الى الحق ما هو السبب؟ الجدل ومن هذا الباب ذم من ذم من علماء السلف علم الكلام الذي هو المنطق علم الكلام الذي هو الفلسفة لانه قيل وقال فرضيات وجدليات جزئي وكلي ينتج عنه كيت وكيت يعني ينظرون الى امور كلية وجزئية في المخلوقات ويريدون تطبيقها في شرع الله جل وعلا وفي الغيبيات وهذا امر تالله عظيم خطرهم مستطيل ولهذا الف الامام ابو اسماعيل الهرمي شيخ الاسلام في زمان وعلامة هرات رحمه الله كتابه العظيم ذم واهله في ثلاث مجلدات مطبوعات يقول قال لقوم سمعهم يتمارون في الدين اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا ولهذا دائما سمعنا مشايخنا ونقول لطلابنا اذا ورد على ذهنك سؤال ما لاسيما في ابواب الاعتقاد لماذا نقول في ابواب الاعتقاد لان ابواب الاعتقاد مسائلها مغلقة لا مجال للاجتهاد فيها تمت كلمة ربك صدقا وعدلا نعم ابواب الفقه تستجد مسائل تحتاج ان تسأل فيها لكن مسائل الاعتقاد يأتيك شياطين الانس والجن يوحون اليك فتسأل اسئلة غريبة وعجيبة طيب اسأل نفسك هذا السؤال لماذا لم يسأل الصحابة هذا السؤال اسأل هذا السؤال مباشرة لنفسك فستجد في نفسك جوابا على هذا السؤال احد جوابين اما انهم لم يعلموا هذا السؤال فعدم علمهم لهذا السؤال هو الخير فتمحيه من ذاكرتك واما انهم علموه ولم يسألوا عنه فعلمهم وعدم سؤالهم هو الخير فاسكت واما انك تقول علموه لكن سألوه انا ما بلغني فحينئذ لا تريد السؤال على وجه المناقشة والجدال وانما تريده وتقل هل احدا من السلف سأل هذا السؤال وعليه جواب او لا وبهذه الطريقة نقلل القيل والقال اما ان الناس يأتيك هذا ويسألك يقول لك فلان من الناس قال لا اله الا الله ومات بجنس العمل ثم مات هل يدخل الجنة ولا يدخل النار يا مساكين يعني انت تظن هذا علم والله لو كان علم لسبق الى السؤال هذا السؤال ابن عباس لسألك الى هذا السؤال ابن عمر فسبقك الى هذا السؤال ابن مسعود ولهذا قال العلماء رحمهم الله انه ابواب السنة يعني الاعتقاد ابواب توقيفية ولهذا كثيرا ما نجد الامام ابو الحسين الاجر رحمه الله تعالى في كتابه الشريعة ينص على هذه القضية لماذا لم يسأل الصحابة هذا السؤال لماذا لم يسأل السلف هذا السؤال ولهذا ينبغي للانسان يلجم نفسه. وهذا كلام ابن عباس اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير صمم ولا بكى يرد على اذهانهم قد ترد اسئلة لكنهم من خشية الله لا يريدونه وانهم لهم العلماء. وهذا باب الحصر لانه اتى بضمير فصل بين المبتدأ والخبر فافاد الحصر وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء فيهم هذه الاوصاف الاربعة ما تجي تقول والله انا افصح منهم انا افهم منهم والعلماء بايام الله اي هم العلماء بايام الله عز وجل التي مضت والتي ستقدم والتي ستكون وبايام الاخرة غير انهم اذا تذكروا عظمة الله طاشت عقولهم الله اكبر وهذا المعنى جاء في الصحيحين قال بعض الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله ان احدنا ليجد في نفسه مال ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم فيه قال وجدتموه؟ قال نعم. قال ذاك صريح اسئلة ترد على اذهانهم فيدعونها ويتركونها من خشية الله تبارك وتعالى من منا اليوم يترك السؤال خشية من الله انا اولكم اسأل نفسي متى تركتم؟ السؤال خشية لله عز وجل هذا سؤال وارد ان كنا طلاب علم حقا فلنسل انفسنا هذا السؤال اذا كان يجب على الانسان ان يدعي السؤال الذي يؤدي الى اختلاف المسلمين هذا واجب لكن هذا الباب باب خشية الله. متى تركت السؤال خشية لله عز وجل متى تركت السؤال خشية وقوع المسلمين في النزاع متى تركت السؤال لاجل ان لا تظهر علوك على الناس نسأل الله السلامة والعافية اذكر انا كنا عند احد مشايخنا فجاء وقال شيخ عندي سؤال وما اظنك تعرف الجواب قال الشيخ ما اعرف الجواب لا قال لي واحد من الطلاب بعد ما رحت رجل ما يصلح هذا الكلام يجي انسان يقول انا يجيك المسجد يقول لك الشيخ انا بجادلك قل لا والله انا ما عندي جدار انت شايف علي غلط قول لي وخلاص. انا ما عندي استعداد ارجع. ليش اجاد ما هو عيب ان الانسان يقول انا اخطأت ولا عيب ان الانسان يجيك يقول لك انت اخطأت من المعيب في طلاب العلم اليوم الانفة عن ابو الحق الانفة عن التغليط يا اخي منت معصوم من العيد والله ثم والله ثم والله اني لادعو لمن يأتيني بخطأ يقول يا شيخ هذا خطأ في كتابك ادعو له لانه محسن اليه هو محسن اليه لان هذا الغلط ربما لو عمل به انسان سيكون اثمه علي طيب قد يقول قال هذا خطأ اعرابي نحوي ما يضر. كمال يا اخي اخوك المؤمن صار مرآة لك واراك الكمال قبل رأسه يا اخي ما الذي يمنعك من هذا قال رحمه الله ورضي عنه قال غير انهم تذكروا عظمة الله طاشت عقوله وانكسرت قلوبهم وانقطعت السنته حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله بالاعمال الزاكية يعدون انفسهم مع المفرطين انا من سيما طلاب العلم بحق هذا من سيم العلماء الصادقين انهم دائما يوجهون اللوم على انفسهم ويرون انفسهم ويرون انفسهم مفرطين قال وانهم لاكياس يعني يفوت فيهم فطنة رجل كيس يعني فطن واكياس يعني فطناء قال وانهم لاكياس اقوياء مع الظالين والخطائين يعني لا شك انهم اكياس يفهمون واقوياء على على الظالين وعلى الخطائين هنا الواو زايدة والعبارة وانهم لاكياس الاقوياء مع الضالين والخطائي وانهم لابرار برءاء لا غرار في انفسهم برآء من العيوب الا انهم لا يستكثرون له الكثير الله اكبر هذه من سمات اهل السنة انهم مهما عملوا يرون عملهم قليلا في جنب الله عز وجل لا يستكثرون له اي لله الكثير من الامل ولا يرظون له بالقليل بل يجدون ويجتهدون ولا يدلون عليه باعمالهم ادل فلان على الله بعمله اي بمعنى من ورب العزة قالها في سورة الحجرات مخاطبا اصحاب العقول اصحاب الحجر حتى نتجنب هذا الوصف الذميم قالت الاعراب قامت قل لم تؤمن ولكن قولوا اسلمنا فلا يجوز المنة لله عز وجل المن على الله لان المنة له. قال الله يمنون عليك ان تسلم قل لا تمنوا عليه اسلامك بل الله يمن عليكم من هداكم للايمان قال رحمه الله ولا يدلون عليه باعمالهم حيث ما لقيتهم يعني في الخلوات بالجلوات بالسفر في الحظر بالعمل في الشغل في البيت حيثما لقيتهم مهتمون اي بانفسهم مشفقون على احوالهم وجلون خائفون هذا حاله قال رواه ابو نعيم يعني في الحلية قال الحسن يعني ابن ابي الحسن البصري ابو سعيد وسمع قوما يتجادلون اهل البصرة هم اول الناس وقوعا في الجدال لا سيما في مسائل القدر الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام اذا ذكر القدر فامسكوا واذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا يقول الحسن وسمع قوما يتجادلون هؤلاء قوم ملوا العبادة ملوا العبادة ضبطنا ملوا بالظن الصواب ملوا بالفتح ملوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعه فتكلم يعني صار عندهم ثلاثة احوال نسأل الله السلامة والعافية صار عندهم ملل من العبادة الى متى وانا اصلي واصوم وتعلم وسهل عليهم القول والرجل شافوا ان القول سهل. كل ما تكلم الناس صفقوا لي الناس يحطون لي في اليوم شيسمون هذا التويترات يحطون لي لايكات وما ادري تويترات ما ادري تصدق انا لو اصلي الليل كله ما حد يحط لي لايك لكن لما احط كلمة ها؟ خف عليهم القوم. وقل ورعهم فماذا حصل فتكلم تكلموا يعني صاروا مجادلين مقصود ولا تكلم يعني في الجدال صاروا يتكلمون في اعراض الناس وصاروا يتكلمون في القيل والقال وصاروا يضعون الاسئلة للعامة وهذه والله طامة كان السلف قديما وانا ادركت هذا عند بعض مشايخنا حتى كنا اذا اردنا ان نقرأ كتاب مثل التدميرية على بعض المشايخ يأبى ان يدرسنا في المسجد نقول له ليش يا شيخ كان هذا الكتاب صعب يمكن عمي يجي يجلس عندي ويدخل في رأسه شبهة ما اقدر اطلعها له تعالوا للبيت والله يا اخوة هذا امر عظيم ترى اما اليوم في التويترات في الواتسابات في اليوتيوبات سؤال يجيب لك سؤال والله ما خطر ببال احد من السلف وبعدين انت الحين وتجاوب على هذا السؤال تجد السؤال في والجواب في والناس وقعوا في الاضطراب بسبب سؤالك انت وواحد يؤيد وواحد يعارض. الناس وقعوا في الاختلاف بسبب سؤالك انت ماذا سيكون موقفك يوم القيامة؟ اذا جيء بك وانت المتسبب لهذا النزاع وهذا الخلاف بين ما اقول طائفة وفيها بين امة محمد صلى الله عليه وسلم ايش سيكون جوابك اذا كان على ابن ادم الاول ذنب كل نفس قد قتل فعليك ذنب كل نفس قد نازع بسبب سؤالك هذا امر خطير يا اخوة نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم حسن العمل وحسن العلم والاخلاص فيه نعم نختم بهذا الباب اذا تسمحون لنا نعم وعن امامة رضي الله عنه وعلى ميثاق رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مني يوم القيامة احاسنكم اخلاقا الله اكبر عن عبدالله بن عمرو عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان الله يؤمن ببليغة من الرجال كما تتخلل البقرة بلسانها رواه الترمذي وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم صوت الكلام او الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة رواه ابو داوود وعن عائشة رضي الله عنها رضي الله عنها قالت كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم اصلا يشرع كله فيسمعه كان يهددنا فقالت انه لم يكن يسرد الحديث رواه ابو داوود وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم عبدا يعطى زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه انه يلقى الحكمة. رواه البيهقي فيلقى ملقى انه يلقى الحكمة رواه البيهقي في شعب الايمان وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من المجالس الحرة وان من العلم جهلا وان من الشعر حكما. وان من الشعر حكما وان للقول عيانا وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال يوما فقام رجل فاكثر القول فقال في قوله لكان خيرا له سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول لقد رأيت او امرت ان اتجوز بالقول فان الجواز هو خير. رواه ابو داود كتب المصنف رحمه الله كتاب اصول الايمان بباب التجوز في القول وترك التكلف والتنطع وعلاقة هذا الباب بالايمان ان الايمان في اصله هي مبادئ واصول محفوظة ليست بحاجة الى الاستكثار بالقيل والقال وان المؤمن انما يكتفي بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في باب الايمان ولهذا اورد رحمه الله في هذا الباب ما جاء من الاحاديث والاثار في اهمية التجوز في القول والاختصار وترك التكلف والتنطع والتكلف كما هو معلوم قد يكون متقصدا فان كان متقصدا فانه لا يكون لله عز وجل وقد يكون التكلف بمعنى الفصاحة غير متقصد وانما يأتي تبعا اما لقوة علم المتكلم كما في حال بعض العلماء رحمهم الله كالشافعي مثلا في شكه لكلامه او كالبخاري رحمه الله او غيره من اهل العلم فهذا ليس مذموما وانما المذموم تقصد التكلف تقصد التكلف وهو ان الانسان يتعب نفسه حتى يأتي كلامه على الخارج المألوف هذا هو التكلف انسان يتكلم بما هو مألوف وبما هو معروف ومع الاسف الناس اليوم او كما يقال الجماهير اليوم يعجبون ممن يأتي بكلام مكلف بكلام خارج عن المعتاد فيشغلون انفسهم وفلان والله قال كلمة غريبة وعجيبة حتى يصبح كلامه كلام المجالس واما التنطع فالتنطع له وجهان واصله مأخوذ من نقع الفم نطع الحنك الاعلى وهو ان الانسان يتكلم باعلى لسانه في رفع الحروف ويفخمها التنطع على وجهين. الوجه الاول تسخيم الكلام في المخارج وهذا لا شك انه مذموم لانه وصف من اوصاف المتكبرين الوصف الثاني في التنطع انه يبالغ في كلامه حتى يأتي على وجه كلام الفصحاء قصدا لا يعني اه سليقة واورد رحمه الله في هذا الباب عدة احاديث واثار الاول عن امامة رضي الله عنه الحياء والعي شعبتان من الايمان الحقيقة معروف وصف آآ يحمل الانسان على ترك الذنوب والمعاصي ويحمل الانسان على غض الطرف عن زلات الناس واما العي فمعناه العجز والظعف الاصل في المؤمن انه عاجز ظعيف على المؤمنين كما قال الله جل وعلا في كتابه في اوصاف المؤمنين قال اشداؤه على الكفار رحماء بينهم الحياء هو العين شعبتان من الايمان والبذات والبيان او البذاء والبيان البذاء وصف للسان فلان بذيء اللسان يعني سيء اللسان في كلامه سب وشتم في كلامه احتقار واذلاله والبذاء والبيان شعبتان من النفاق والبيان في الفصاحة والمقصود هنا بالبيان البيان المتقصد وليس البيان الذي يكون اه سليقة شعبتان من النفاق لان المنافق يتقصد البيان ليأخذ قلوب الناس من حوله ولهذا جاء في حديث الذي رواه الطبراني وغيره بسند صحيح من قوله عليه الصلاة والسلام اخوف ما اخاف على امتي اخوف ما اخاف على امتي منافق عليم اللسان ثم ورد حديث ابي ثعلبة جرثومة بناشر رضي الله تعالى عنه وفي ان احبكم الي نسأل الله ان نكون منهم واياكم. واقربكم مني يوم القيامة القرب من النبي عليه الصلاة والسلام هو امنيات كل مسلم صادق والقرب منه عليه الصلاة والسلام يكون بسببين عظيمين اولاهما باتباع السنة. وهذا اصل لابد منه فمن لم يجده لا يمكن ان يدرك القرب والسبب الثاني هي الاسباب الاخرى المؤدية الى القرب. ومنها حسن الخلق ومنها كفالة الايتام ومنها القيام على حاجات الارامل ومنها ومنها قال واقربكم مني يوم القيامة احاسنكم اخلاقا احاسنكم اي افاضلكم افضل الناس واحسن الناس خلقا لان اهل الايمان لا سيما اهل السنة قد يكون عندهم اخلاق لكن الاقرب منهم الى النبي عليه الصلاة والسلام من لم يكن حسن الخلق ومن كان احسن الاخلاق وان ابغضكم الي نعوذ بالله ان نكون منهم وابعدكم مني مساوئكم اخلاقا. يعني اسوأكم اخلاقا ثم فسر المساوي للخلق من هم الاسوء الخلق من هو قال الثرثارون كثير الكلام. كثيري الكلام اصحاب الهذرة المتشدقون والمتشدق هو الذي يخرج الكلام من شدق لسانه او من شدق فمه على وجه التكبر او على وجه الافتخار او على وجه الفصاحة المتفيهقون والمتفيق فسر بمعنى المتكلم ثم اورد رحمه الله حديث جابر عند الترمذي وفيه ان سعد رضي الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بالسنتهم كما تأكل البقر بالسنتها هذا من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام فقد وجد اقوام يأكلون بالسنتهم انه يتكلم فيعطى مالا وقال بعض المعاصرين من مشايخنا وان كان في قوله نظر ولم يسبق اليه يقول هذا على ظاهره هذا على ظاهره الاصل في الاكل ان الانسان يأخذ الاكل باصابعي واطراف اصابعه ويده ويدخله الى فمه لكن ان الانسان يخرج لسانه ثم يأكل يقول هذا هو المراد من ظاهر الحديث يخرج قوم يأكلون بالسنتهم فقلنا لو يا شيخ رحمه الله واسكنه الجنة كيف يعني كيف ياكلون بياسين؟ قال لي ياكلون الايسكريم ليكونوا ايس كريم شلون ياكلونه لا يطلعون لسانهم قال وقع كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام نعم هو لم يسبق الى هذا لكن هذا لا يبعد ان يكون الحديث مرادا به هذا ومرادا به الاول وهو قول اكثر الشراح رحمهم الله تعالى ثم ورد حديث عبد الله بن عمر مرفوعا طبعا الحديث السابق متكلم في اسناده ضعفه الشيخ الالباني رحمه الله والترمذي استغربه قال ان الله يبغض البليغ من الرجال المقصود بالبليغ هنا ليس البلاغة السليقية وانما المقصود البلاغة التي يتعلمها الانسان ليتكسب بها مثل اللي يسمونه الان اه يسوون دورات يقول لك اه دورة شلون تكسب الجماهير دورة شلون تخاطب الجمهور الدورة شلون؟ يعني كل هذا ويدخل في هذا المعنى مقصود ان الانسان يكون على طبيعته. لكن اذا نظرت الى واقع الناس تجد ان هؤلاء الناس الذين يبيعون الكلام ويتعلمون الكلام ما هو مقصودهم الا الدنيا فصار نعلمهم وفعلهم كله الكلام يقول ان الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانك يعني اما متكبرا واما مظهرا الفصاحة متقصدا واما مستعليا نسأل الله السلامة والعافية ثم ورد حديث ابي هريرة وفيه من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال يسبي يسلب قلوب الرجال او الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. الصرف المقصود به هو الفرض والعدل المقصود به النفل هذا احسن ما قيل في معنى صرفا ولا عدلا. وقيل غير ذلك وهذا الحديث الذي رواه ابو داوود ايضا في اسناده كلام لكنه يستشهد به لان الاصل والقاعدة المضطردة عند ابي داود رحمه الله انه اذا ورد في سننه حديثا ولم يتكلم عليه فانه يراه حجة فمن تبع آآ ابا داود على هذا المنوال وعلى هذه الطريقة فانه لا لوم عليه وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا فصلا يعني بمعنى مقاطع قصيرة هذا معنى فصله قال يفهمه كل من يسمعه ما كان يتكلم يعني مثلا لما ننظر الى كلام النبي عليه الصلاة والسلام ونقارن كلامه بكلام البلغاء من العرب قبله نجد ان كلامه فوق لكلام النبوة لكن في نفس الوقت هو متناول لعامة اهل العرف الموجودين في زمان يفهمون بخلاف كلام البلغاء الذين كانوا في زمانه او قبله فان في كلامه من وحشي الكلام وغريبه ما لا يفهمه العربي القحة هذا معنى قول عائشة رضي الله عنها يفهمه كل من يسمع يتكلم بالكلام الالفاظ الغريبة المتداولة بين الناس وقالت كان يحدثنا حديثا لو عده العاد لاحصاه يعني كان عليه الصلاة والسلام قليل الكلام وقالت انه لم يكن يسرد الحديث كشرك يعني ما الناس اليوم الدرس الان مثلا بدأنا الساعة الثامنة والنصف ننتهي الان بعد قليل ثم تجد بعض الناس يجلس الى الساعة اثنعش يتكلم ما عنده مشكلة هذا ما كان عليه حال النبي عليه الصلاة والسلام ولا حال السلف انما كانوا يجلسون للذكر وللدعاء والصلاة ويجلسون مع اهليهم في احوالهم والتفحص احوالهم ثم يجلسون لما ينفعهم في اخرتهم او دنياهم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اذا رأيتم العبد يعطى زهدا في الدنيا يعني ليس في قلبه حب الدنيا هذا حقيقة السوء حقيقة الزهد ان يكون الدنيا في يدك لا في قلبك حقيقة الزهد ان يكون الدنيا بين يديك كالمنديل بين يديك. تخرج منه ما تحتاج فتزيل به حاجة او تمسك به قذارة هذا هو الدنيا هذا معنى الزهد في الدنيا قال وقلة منطق يعني قليل الكلام اقتربوا منه لماذا يقترب منه قال فانه يلقى الحكمة يلقى الحكمة يعني بمعنى انه يعطى الحكمة اه الهاما ولهذا قيل لقمان الحكيم رحمه الله قيل له انا لك الحكمة قال بامرين بالاعتبار وبقلة الكلام بالاعتبار وبقلة الكلام وهذا الحديث الذي رواه البيهقي في شعب الايمان ايضا في اسناده كلام من حيث رفعه قال وعن بريدة رضي الله عنه مرفوعا ان من البيان سحرا يعني بعض البيان يكون يشبه بالسحر فانه يأخذ لب العاقل حتى تقول شلون واصلت؟ قال والله ما ادري قال لي كلام خلاني اقتل لما جاء البيت يطق على راسه شلون انا وافقت ويقول والله سحرني يعني بكلامي هذا معنى ان من البيان لسحر او ان من البيان سحر وهذا الحديث هل هو على وجه المادة او هو على وجه الذم الصحيح من اقبال الشراح انه على وجه الذنب لماذا؟ لسببين اثنين الاول دلالة الاقتران فانه اقترن السحر بالجهل ان من البيان سحرا وان من العلم جهل ودلالة الاقتران معتبر والوجه الثاني انه اورد في سبب الورود لبيان ذم القضية قال وان من العلم جهلا ايش هو العلم الذي يكون الجهل هو العلم الذي كف عنه اصحاب محمد صلى الله عليه فعدم علمك بما كفوا عنه علم فكونك لا تخوض فيما لم يخوضوا فيه علم وما يخوض فيه المتأخرون جهل قال وان من الشعر حكما لا شك ان من الشعر حكم ولهذا جاء في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام لما سمع شعر امية اه وفيه انه قال وكل شيء ما خلا الله باطل قال امن شعره او قال صدق قال وان من القول عيالا او وبالا روي هكذا وهكذا ومعنى عيالا ان من القول عيلا وعيالا يعني بمعنى ان من القول ما يعود وباله على صاحبه فكم من مقولة قتلت صاحبه وكم من مقولة كانت سببا في المعاذير التي لم تقبل او وان من القول وبالا والمعنى واضح ثم ختم رحمه الله هذا السفر المبارك لحديث عمرو بن العاص انه قال يوما وقام رجل فاكثر القول فقال عمرو رضي الله عنه لو قصد في قوله لكان خيرا له ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد رأيت او امرت ان اتجوز في القول فان الجواز هو خير ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان من مأنة فقه الرجل طول صلاته وقصر خطبته والمقصود بقصر الخطبة ما هو ما يفهمه بعض الناس انك تقوم تقوم كلمتين ما يفهم الناس كلامك لا المقصود بقصر الخطبة انك تقول كلاما مجوزا ليس فيه يعني الاستفرادات نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يثبت الايمان في قلوبنا وان يزيده وان ينورنا بنوره وان يجعله معنا حتى الممات ويوم الحشر والعرض على رب البريات وشكر الله لاخينا بعبد الله ولكم جميعا والتحمل في هذه اللقاءات التي بها يسر الله جل وعلا ختم هذا الكتاب المبارك ونسأل الله ان يرحم المؤمن غمده برحمته وان يجزيه خير ما جاز عالما ان طلابي اصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين