لكن الله جل في علاه اوجب على نفسه ان من لا يشرك به شيئا لا يعذبه. لا يعذب من لا يشرك به شيئا اما المعتزلة فانهم هداهم الله الى الحق بخلاف من بعدهم كل واحد منهم يقول انا اظن كذا او كذا انا اعتقد انه كذا وكذا. من قال لك تعتقد بدون يقين من قال لك تعتقد بدون علم هذه مصيبتنا اليوم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ في شرح الحديث الثامن الثامن عشر من احاديث الاربعين الايمانية وهو بعنوان حق الله علينا هذا الحديث ايها الاخوة جاء من رواية معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ومعاذ بن جبل صحابي له مكانة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه كان يعد من العلماء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في رواية حسنة ان شاء الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعلم امتي بالحلال والحرام معاذ ابن جبل وجاء ايضا في سند اخر ظعيف ان العلماء يحشرون يوم القيامة يقدمهم معاذ ابن جبل برتوة او رمية حجر معاذ بن جبل رضي الله عنه مات بالشام في طاعون عمواس مات صغيرا لم يتجاوز كما يقول العلماء لم يصل الى الخمسين ولكن علمه قد استفاد منه الناس في الافاق هذا الحديث خص النبي صلى الله عليه وسلم به معاذ ابن جبل واختصاص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة بالاحاديث لبيان ان من العلم ما لا ينبغي ان يقال لعامة الناس وذلك لان بعض الناس ربما لا يفهم الحديث على وجهه ولهذا بوب البخاري رحمه الله في كتاب العلم باب من حدث او من خص قوما بحديث لماذا يخص القوم بالحديث خشية ان لا يفهمه اذا القي القاء عاما هذا الحديث ايها الاخوة نص في بيان حق الله علينا. قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بعض الروايات رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم والردف مصدر ردف يردف ردفا واما الرديف فهو وصف يقول كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار قال بعض الشراح فيه بيان تواضع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم امام المتقين وسيد المرسلين وخاتم الانبياء والمرسلين يركب على حمار ولا يجد انفة من ركوبه من هذه الدابة التي اباح الله لنا ركوبها و كان النبي صلى الله عليه وسلم اصبح في اخر حياته الجزيرة كلها تحت امري ونهيه ومع ذلك لم يخرجه ذلك عن تواضعه عليه الصلاة والسلام ذلك لان تواضعه عليه الصلاة والسلام تواضع ليس متصنعا كفعل المتصنع وانما هو تواضع خلقي تخلق بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا يجعلنا ايها الاخوة ان لا نأنف من ركوب اي سيارة او اي مركب من المراكب اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الناس نسأل الله السلامة والعافية اذا جيء له بسيارة يقول انا اركب هذه السيارة المقصود هو الوصول وليس المقصود التفاخر والتفاخر بالمراكب التفاخر بالملابس التفاخر بالمجالس التفاخر بالبيوت ليس من شيما اهل الاخرة وانما هي من سيما اهل الدنيا واما اهل الاخرة فان شيمتهم وعلامتهم انهم يدركون ان مع هذه الاشياء الا وسائل للوصول الى الاخرة وليست من الامور التي آآ يفتخرون بها وانما الفخر بالعلم والعمل يقول معاذ رضي الله عنه كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير وهذا فيه كما قال ابن القيم رحمه الله في الزاد وغيره ان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تسمية الدواب باسماء خاصة الحمار اسم جنس لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقب دوابه باسماء خاصة الجمل اسم جنس والنبي صلى الله عليه وسلم يلقب دوابه باسماء خاصة فكان له ناقة يقال لها القسوة وهذا حماره عليه الصلاة والسلام يقال له عفير ولذلك من السنة ان الانسان اذا كان عنده دواب خيول او جمال او نوق او اغنام او او ايا كان من السنة ان يسميها وذلك اذا ناداها فانها ستأتي واذا امرها فتنصرف لا سيما اذا كانت معلمة واما ما يقال كما في كتاب حلية الاولياء وغيره وكما في بعض الكتب التي تجمع الغث والسمين من ان عفيرا هذا لما مات النبي صلى الله عليه وسلم جنة والقى بنفسه في بئر فهذه خرافات لا تصح فقال صلى الله عليه وسلم يا معاذ تدري ما حق الله على العباد وفيه دلالة كما قال اه غير واحد من شراح الحديث على ان المعلم عليه ان ينادي الم تعلم بالاسم المحبوب يعني عليه ان ينادي المتعلم بالاسم المحبوب يا معاذ ولم يصغر الاسم ها هنا لان المجال مجال تعليم فينبغي ان يكون النداء نداء معلم لمتعلمه و النداء في التعليم هو آآ النداء في التعليم من طريقة الكتاب والسنة فالله جل وعلا في القرآن ينادي الانبياء ينادي المؤمنين ينادي الصالحين بل وينادي بني اسرائيل وينادي اهل الكتاب بل وينادي حتى المسرفين على انفسهم حتى يرجعوا الى دين الله تبارك وتعالى والنداء في القرآن في التعليم على قسمين في القرآن والسنة نداء عام ونداء خاص النداء العام لو تغلقون الاجهزة ايها الاخوة النداء العام مثل يا بني ادم يا ايها الذين امنوا النداء الخاص مثل هذا الحديث يا معاذ وقد اتفق العلماء رحمهم الله على ان النداء اذا كان خاصا وكان ما بعد النداء امرا عاما فان هذا لا يدل على التخصيص فان هذا لا يدل على التخصيص قال تدري ما حق الله على العباد هذه الرواية بحذف همزة الاستفهام وقد اتفق العلماء علماء اللغة على جواز حذف همزة الاستفهام اذا كان السؤال مفهوما اذا الاصل ابقاء حذف ابقاء همزة الاستفهام اتدري ما حق الله على العباد لكن لما كان السؤال جليا استغني بالسياق عن اللفظ لان السياق يدل على الاستفهام فالتيان باللفظ ليس له معنى تدري ما حق الله على العباد وهذه مستعملة حتى عند العامة انهم لا يأتون بهمزة الاستفهام اذا كان السؤال مفهوما من السياق فيقول احدهم للاخر تدري وش قال فلان كل لأ هذي مستخدمة عندنا ما يقولون اتدري لماذا؟ لان السياق اذا كان نصا في السؤال والاستفهام فالاتيان بالهمزة الاستفهام او عدمه الامر فيه سواء تدري ما حق الله على العباد وفيه ايضا مندوبية التعليم بالاستفهام يندب ان يعلم المعلم والشيخ والعالم وامام المسجد الناس بطريق الاستفهام لاسيما اذا كان الناس الذين عنده ليسوا بمجادلين اما اذا كانوا مجادلين فلا ينبغي السؤال بالاستفهام لانهم يبادرون ويجادلون ويضيع وقت التعليم وانما يقول الانسان او يستفهم الانسان من المتعلمين اذا كان يدرك انهم يعرفون اداب الطلب قال تدري ما حق الله على العباد ما هنا بمعنى الاستفهام اي شيء حق الله على العباد هنا حق الله على العباد فيه دلالة على ان الله جل في علاه له حق على العباد كيف لا يكون لله عز وجل حق على العباد وهو موجدهم خالقهم ومالكهم ورازقهم ومدبر امورهم نحن اليوم كلنا ندرك ان للاب حقا على الولد لماذا لانه ربى لانه سعى في جلب الرزق لانه اجتهد في التعليم واجتهد في صون الولد وحفظه. مع ان هذه الامور الاربعة ما الوالدان فيهما الا سبب اما الله جل في علاه فربوبيته على العباد ابتداء نعمة منه سبحانه وتعالى واستدامة فضل منه سبحانه وتعالى واكراما منه سبحانه وتعالى اذن حق الله على العباد الله له حق على العباد؟ الجواب نعم والعباد المقصود بهم في هذا السؤال الالف واللام المقصود بهم العباد العاقلين المكلفين العباد العاقلين المكلفين فهو مخصوص بالانس والجن مخصوص بالانس والجن والملائكة ايضا لله عليهم حق اذا الملائكة والانس والجن لله عز وجل حق على هؤلاء المخلوقات قال تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله ومحق العباد على الله اذا الله سبحانه وتعالى له حق على العباد وهذا امر بدهي امر يدركه كل عاقل اذا كان الانسان احسن اليك في جيرته او احسن اليك اعطاك مالا قرضا فرج عنك كربة ترى واجبا عليك ان تحسن اليه. ترى واجبا حقا عليك ان انه ينبغي تجاهه كيت وكيت وكذا وكذا. فكيف برب العالمين جل وعلا لكن وما حق العباد على الله هنا هذا السؤال وما حق العباد على الله هذا السؤال يعني يحتاج الى تأمل حق الله على العباد امر بدعي لكن ما حق العباد على الله؟ هل العباد لهم حق على الله عز وجل وما حق العباد على الله قلت القائل هو معاذ ابن جبل الله ورسوله اعلم وهذا من حسن تأدب ومن حسن ادب المتعلم انه اذا لم يكن متيقنا من الجواب الا يجاوب فظلا عما اذا كانا متوهما في الجواب وهذه احد الفروقات الجلية بين السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وبين من بعدهم فقد كانوا رحمهم الله ورضي عنهم كانوا وقع فينا لا يتكلمون الا بعلم ويقين ولا يخوضون في دين الله عز وجل بالظن والتخمين تجد انسان لا يعرف كما يعني يقال لا يعرف المرفوعة من المجرور ثم بعد ذلك يتكلم في دين الله عز وجل معاذ بن جبل امام العلماء هذا لقبه. امام العلماء لما لم يكن متيقنا من الجواب والا نحن لا نشك انه ربما خطر في باله اشياء واشياء انت الان اذا سمعت السؤال تدري ما حق الله على العباد؟ يخطر في ذهنك اشياء واشياء وانت لا تقارن بمعاذ ابن جبل ولا لا فلماذا لم يبادر ويقل شيئا من الاشياء التي آآ وقعت في ذهنه لانه رظي الله عنه قد رباه محمد صلى الله عليه وسلم علمه محمد صلى الله عليه وسلم زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم معلمهم من محمد صلى الله عليه وسلم فلذلك تجد هؤلاء المتعلمين ها على اعلى وارفع الاداب في التعلم لا كان ولا يكون مثلهم على وجه الارض قال الله عز وجل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم اه ويزكي على تربية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك قال معاذ بن جبل الله ورسوله اعلم لانهم لا يتكلمون في دين الله عز وجل بالظن والتخمين. قال الله تعالى وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الذين يسترون على الله الكذب لا يفلحون هذا خبر الله معنى هذا انه لا يجوز ان نتكلم في دين الله بالظن بل اخبر الله ان التكلم في الدين بالظن من اوصاف المشركين. من اوصاف الكافرين. قال تعالى ان الا الظن وان هم الا يخرصون. اما المؤمن الذي تربى على الكتاب والسنة لا يتكلم الا عن يقين. ولا يقول لكم قصة حصلت معي مع شيخنا عبد المحسن العباد نفع الله به العباد والبلاد محدث المدين سئل عن مسألة فاجاب عنها فاجاب عنها بعد ايام الغلط مني انا لا اذكر الان مر يومين ثلاث المهم انه ما مر اكثر من اسبوع لانه في الشيخ عنده درس مستمر عدا يوم واحد في الاسبوع ينقطع في نفس الاستمرارية كان كرر نفس السؤال عن الشيخ فقال الشيخ الله اعلم توقف فانا استغربت شيخنا قد اجاب قبل ايام واليوم توقف ايهما اسبق؟ الاجابة ولا التوقف الايجاب التوقف يكون اسبق ثم الاجابة لا يستغرب لكن اجاب ثم توقف هذا هو المستغرب فقلت في نفسي لاسألن الشيخ فبعد صلاة العشاء مشى الشيخ الى سيارتي فقلت له يا شيخنا سئلت عن مسألة كذا وكذا قبل ايام واجبت عنها واليوم سئلت عنها فقلت الله اعلم فقال لما سئلت عنها كنت مستيقنا اما اليوم فلم ابلغ مرتبة اليقين او عبارة نحوها وانا اذا لم اكن متيقنا اقول الله اعلم. قلت يا شيخ سهلة عليك الله اعلم قال ليش هو صعب يا ابو صلاح؟ صعب قل الله اعلم اما الناس اليوم الله المستعان تجد احدهم يجلس الساعة والساعتين ها في الفظائيات والقنوات لا تكاد تسمع منه كلمة الله اعلم وانا لا اذكر ان شيخنا عبد المحسن العباد على مدى سنوات التي لازمتها اه لازمته فيها الا ويمر عليه اليوم واليومين او الثلاث على الاقل ويقول فيها الله اعلم لا ادري الله اعلم لا ادري معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت الله ورسوله اعلم هنا يأتي السؤال متى انتبهوا لهذا السؤال تعال هنا يا شيخ تعال لا لا عشان الباب ما يصلح تعال شيخ سعيد تعال عشان لا تقطعون الدرس اسمعوا الكلام واحد منكم اني واحد منكم تعال طب وابو يوسف مكانك نعيد السؤال هذا السؤال مهم لو قال لنا قائل متى نقول الله ورسوله اعلم. ومتى نقول؟ الله اعلم انتبهوا لهذا السؤال فالجواب اذا كانت المسألة دينية اذا كانت المسألة دينية فنقول الله ورسوله اعلم اذا كانت المسألة دنيوية فنقول الله اعلم لماذا؟ لان امور الدنيا من مسائل الغيب النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم الغيب قطعت او فقدت عائشة رضي الله عنها عقدها وهي تحت الناقة امر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش ان يثبتوا ويبحثوا عن العقد وما علم ان العقد تحت النار اذا امور الدنيا ما يصلح ان نقول فيها رسوله اعلم لماذا؟ انها من الغيبيات لكن لو سألنا سائل وقال مثلا القراءة الفاتحة في الصلاة ركن اوليس بركن وكان ما عنده علم يجوز ان يقول الله ورسوله اعلم لماذا؟ لان الشرع لان الشرع المنزل يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم على الكمال والتمام الشرع المنزل يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم عن الكمال تمام فلو سألنا انسان ما سؤالا في مسألة دينية فيجوز ان نقول الله ورسوله اعلم. لان المسائل الدينية انزل الله عز وجل الشرع كاملا على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يغيب عن الشرع شيء لان الله قال اليوم اكملت لكم اذا المنزل كامل على النبي ولا ناقص كان اما نور الدنيا لو قال لك قائل ها متى الساعة هذا الان غيب؟ ما يصير تقول الله ورسوله اعلم الرسول لا ما يعلم متى الساعة الله اعلم لو قال لك قائل اتأتينا غدا تقول الله اعلم اذا المسألة كانت دينية ولا دنيوية؟ حق الله على العباد دينية. اذا جاز ان يقول معاذ ابن جبل الله ورسوله اعلى. نعم. فان قال قائل فان مسائل الدينية كيف نقول فيها الله ورسوله اعلم ويمكن ما نزل الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة نقول حتى لو لم ينزل فان الله يعلم نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يمكننا ان نعلم الا من جهته عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله النبي صلى الله عليه وسلم واسطة في البلاغ فلا علم لنا فلا علم لنا بالشرع الا من جهته عليه الصلاة والسلام ولا يجوز ان نجعله واسطة في العبادة فالعبادة حق الله تبارك وتعالى قلت الله ورسوله اعلم هنا يأتي بعض الناس تسأله سؤال ويقول الله اعلم متى يقول الانسان الله اعلم؟ ومتى يقول لا اعلم قد جاء قد جاءت روايات في كراهة ان يقول الانسان الله اعلم كما جاء عن عمر وعن غيره لكن ينبغي ان ننتبه ان كراهة الله اعلم في موضع واحد فقط. وهو انك اذا سئلت عن علمك لا تقل الله اعلم قل لا اعلم لكن اذا سئلت عن دين اذا سئلت عن دين سئلت عن مسألة دينية قل الله اعلم لان احيانا المدرس او الشيخ او العالم قد يسأل بعض الناس عن علمه فيقول انت ماذا تعلم في هذه المسألة فهو احد رجلين اما ان يعلم او لا يعلم ان كان لا يعلم فليقل لا اعلم وذلك لا ينقصه شيئا بل يرفعه عند الله تبارك وتعالى قال صلى الله عليه وسلم له فان حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا اذا هذا جواب عن السؤال الاول تدري ما حق الله على العباد قال فان حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله عز وجل الا يعذب من لا يشرك به شيئا. جواب للسؤال الثاني وما حق العباد على الله تأملوا معي ان كما بين السؤالين ارتباط حق الله على العباد حق العباد على الله. كذلك بين الجوابين ارتباط حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله عز وجل ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا وهنا نقول فان الفاء هذه تسمى الفاء المرتبة على السؤال السابق وان هنا بمعنى التقرير والتوكيد اي يقينا حق الله على العباد فان حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا اذا حق الله على العباد هو كلمة لا اله الا الله لانه لا اله الا الله هو هذا معنى اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الاية ثم قال ولا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اذا ليست كلمة لا اله الا الله معناها ان انسان يقول ما في خالق الا الله. لا هذا غلط معنى لا اله الا الله اي لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا لا اله نسيوا الشرك الا الله اثبات العبادة لله عز وجل لا معبود حق الا الله فان حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به طيب قد يقل قائل اليس هناك حقوق اخرى لله عز وجل العباد؟ الجواب نعم لكن هذا الحق لكن هذا الحق اذا اقر به الانسان استحق ما يأتي بعده. اما الحقوق الاخرى فهي دون هذا الحق فهي دون هذا الحق او من لوازم هذا الحق او من مقتضيات هذا الحق اذا كل حق لله عز وجل غير هذا الحق فهي مندرجة تحت هذه الامور الثلاث. اما انها من لوازم لا اله الا الله واما انها من مقتضيات لا اله الا الله واما انها دون هذا الحق نضرب مثال لو قال لنا قائل حق الله يا عباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا طيب اذا قال قائل اليس من حق الله علينا ان نعتقد انه لا خالق الا الله الجواب نعم هذا حق الله علينا وهو من لوازم لا اله الا الله لانك لما قلت لا اله الا الله ذلك لانه لا خالق الا الله طيب اما المقتضيات فلو قال قائل حق الله على العباد ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا تضمن هذا الاقرار بهذا الحق حقوقا اخرى مثل اعتقاد عظمته. اعتقاد جماله وجلاله وكماله سبحانه وتعالى هذه كلها من مقتضيات لا اله الا الله ما كان دون هذه الحقوق طاعته سبحانه وتعالى في العبادات في المعاملات قدر الوسع والطاقة طيب هل هنا سؤال هل الله سبحانه وتعالى كل ما امرنا به يكون حقا له الجواب نعم لان الشرع والتشريع حق لله سبحانه وتعالى ليس لاحد ان يلزم العباد بدين الا الله جل وعلا ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه الله سبحانه وتعالى هو الذي يشرع شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا اذا الله اللي يشرع الدين ولذلك ما يسميه الناس اليوم بالمشروعات المخترعة بالديانات المحدثة هذه لا تنفع عند الله عز وجل فنحن ندرك ان حق الله على العباد ان نعبده ولا نشرك به شيئا فاذا كان هذا حق الله كيف نعبده بما امر كيف نجتنب الشرك بنبذه وتركه وبغضه هذه من حقوق لا اله الا الله واهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى من اعظم حقوقه هو عبادته وحده لا شريك له خلافا للفلاسفة وغيرهم الذين ظنوا ان اعظم الحقوق هو الاعتراف بربوبيته لا الاعتراف بربوبيته يعترف به حتى المشرك لكن لا ينفعه ذلك هنا المقصود به الحق حق الله على العباد الحق الذي به ارتبط النجاة الحق الذي به الفلاح الحق الذي به ادراك رضا الله عز وجل قال وحق العباد على الله عز وجل الا يعذب من لا يشرك به شيئا قد اتفق العلماء من جميع الطوائف ما عدا الفلاسفة وغيرهم الباطنية على ان الله عز وجل له حق على العباد. وهذه مسألة بديهية كما ذكرنا في الاول ان الانسان يدرك ان من احسن اليه وربى واطعمه وسقاه يستحق حقوقا لذلك اذا رأينا ابنا عاقا الناس يقولون له الا تذكر ماذا سأل بك يوما كنت صغيرا كيف رباك؟ كيف علمك؟ كيف كيف؟ فيذكرون له حتى يؤدي الحقوق فكيف بالله عز وجل؟ والله وبالله وتالله لو وقفنا الليل والنهار في عبودية الله عز وجل ما ادينا حقه بل ولا حق نعمة من نعمه حق البصر والله ما تستطيع ان تؤديها حق البصر ما تستطيع اغمض عينيك بشريط لاصق وامشي في الشارع دقيقتين فقط لتنظر عظيم نعمة الله عليك اذا رأيت مجنونا تدرك عظيم نعمة الله عليك. انت على بالك ان العقل جاك انت اللي اكتسبته؟ لا الله اعطاك اياه فضلا منه ومنه فضلا منه ومنه الفهم الذكاء الحول والقوة الى اخره. كل ذلك قال العلماء بالاتفاق بل بجميع الفرق ان الله له حق على العباد ما عدا الفلاسف والباطنيين وحق العباد على الله عز وجل الا يعذب من لا يشرك به شيئا وهل للعباد حق على الله اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله جل وعلا اوجب على نفسه حقا اوجب على نفسه حقا والا فان العباد لا يستحقون هذا الحبق حق فهذا حق بايجاب الله على نفسه هذا حق بايجاب الله على نفسه ولنضرب مثال ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم لو ان ابا قلنا الاب يستحق البر من الابن ولا لا طيب لو ان ابا امر ابنه بان يعمل كذا وكذا فعمل هل الابن لابد ان يكرم ولى عمله من باب البر اذا لا يلزم ان يكرم لان عمله من باب البر لكن لو قال الوالد اي بني اذهب الى المكان الفلاني وافعل كذا وكذا وانا اعطيك كذا وكذا. صار الان حق واجب عليه ولا لا لماذا حق واجب عليه هو الذي اوجب على نفسه وعد والله لا يخلف الميعاد جل في علاه فهمنا هذه المسألة اذا الله سبحانه وتعالى اوجب على نفسه بوعده جل في علاه والله جل في علاه يخلف الميعاد وعد الله لا يخلف الله النعم اذا العباد ليس لهم حق ابتداء على الله فانهم يقولون يجب على الله كذا وكذا يجب على الله كذا وكذا يجب على الله كذا وكذا فصاروا يوجبون على الله بعقولهم نسأل الله السلامة والعافية وهذا من الجهل المركب والله جهل مركب لو سكتوا لكان خيرا لهم وعكسهم وعكسهم الاشاعرة الذين يقول لا يجب على الله شيء. وهذا غير صحيح يجب على الله ما اوجبه على نفسه لانه سبحانه وتعالى لا اصدق منه قيلا ولا اصدق منه حديثا. ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا. فاذا وعد ها فلا خلف في وعده جل في علاه ولذلك لما وعد المؤمنين بالجنة هل فيه خلف ما فيها خلف اما الوعيد فهو سبحانه من كرمه وجوده له ان يعفو عن الوعي له ان يعفو عن الوعيد هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة وحق العباد على الله عز وجل الا يعذب من لا يشرك به شيئا طيب هنا يأتي السؤال الذي لا يشرك بالله شيئا لا يعذب الجواب نعم ابشروا يا اهل التوحيد الذي لا يشرك بالله قط لا اكبر ولا اصغر لا يعذب بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال قائل فان قال قائل فان اهل الكبائر يستحقون الوعيد يعني مثلا انسان مات على الزنا ولم يتب انسان مات على الربا ولم يتب انسان مات على الغيبة والنميمة ولم يتب انسان مات على الغل والحقد ولم يتب. انسان مات على الخيانة ولم يتب. هؤلاء يستحقون الوعيد ولا ما يستحقون يستحقون الوعيد فكيف جاء في هذا الحديث لا يعذب من لا يشرك به شيئا. قال العلماء المقصود هنا احق العباد على الله عز وجل الا يعذب من لا يشرك به شيئا لا يعذبه عذاب المشركين لا يعذبه ايش عذاب المشرك فلا يجعل سبحانه وتعالى العظيم العدل الحكم الحكيم لا يجعل من عرف توحيده كمن جحد توحيده حتى لو عذبه واضح هذا ولا لا يعني لا يمكن يوم القيامة ان الله جل في علاه يجعل عذاب اهل الكبائر كعذاب اهل الشرك والكفران والنفاق ما يمكن ومن هنا قال من قال من اهل العلم النار ناران نار المشركين فلا سناء لها ونار الموحدين وهذه فانية كما ذكر هذا ابن القيم رحمه الله اذا نقول ايها الاخوة ان الله جل وعلا هو الذي اوجب على نفسه الا يعذب من لا يشرك به شيئا لا يعذب من لا يشرك به شيئا فان كان الرجل من اهل الكبائر فانه لا يعذب عذاب الكافرين لا يعذب عذاب المشركين لا يعذب عذاب المنافقين ولكن يعذب دون ذلك بقدر ذنبه وقال بعض الشراح ان الحديث انما خرج على الاستحقاق خرج مخرج الاستحقاق ومخرج الاستحقاق انما يكون على الكمال وليس على النقصان يكون على الكمال وليس النقصان فمعنى الحديث وحق العباد على الله الذين هم حققوا العبودية ان لا يعذبهم وهذا معنى صحيح فان الناس يوم القيامة اعني اهل الاسلام على صنفين صنف حققوا التوحيد فيدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب وصنف لم يحقق العبودية فلهم بقدر نقصان عبوديتهم عذاب ان شاء ربنا جل في علاه عدله عذبهم وان شاء جل في علاه بفظله تجاوز عنه اذا نفهم معنى وحق العباد على الله عز وجل ان لا يعذب من لا يشرك بي شيئا على المعنيين المعنى الاول ان المقصود لا يعذب اذا كان من اهل الكبائر اي لا يعذبه عذاب المشركين ولكن عذابه دون ذلك المعنى الثاني ان من حقق العبودية فانه لا يستحق ابتداء العذاب ولهذا اخبر الله جل وعلا في القرآن فقال والسابقون السابقون ها اولئك المقربون وقال النبي صلى الله عليه وسلم يدخل من امتي سبعون الفا الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم ذكر منهم الذين حققوا العبودية قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. هذا من تمام التوحيد وهنا يأتي السؤال كيف يحقق الانسان العبودية لله عز وجل تحقيق العبودية ايها الاخوة بايجاد صفات عباد الرحمن نحقق العبودية بان نوجد في انفسنا صفات عباد الرحمن وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذاب كان غراما. انها سعت مستقرا ومقام والذين لا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وهذا من اوصافهم في تعاملهم مع العباد ومع الدنيا والذين ها لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس الى اخر يعني يعني تاركين الكبائر كلها الشرك وما دونه ثم بعد ذلك جاءت الصفات الاخرى لهم والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كرام ثم جاءت الصفات الاخرى والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا علي صما وعميان ثم ختم الله صفاتهم بقوله والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا اذا من اوجد هذه الصفات في نفسه حقق عبودية الله عز وجل ولا يمكن ايها الاخوة اقول لا يمكن تحقيق العبودية مع وجود الشرك حتى لو كان اصغر ومن هنا ندرك ايها الاخوة ان من زعم انه يمكن ان يكون المشرك او المبتدع وليا لله فقد افترى على الله عز وجل اولياء الله لا يكونون من المشركين ابدا بل ولا يكونون من المبتدع لان من شرط الولاية تحقيق العبودية لله عز وجل بالاخلاص وتحقيق المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذا ما يتعلق بهذا الحديث ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين