الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد في باب ما جاء في اللوء قال في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل لو انني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نعم هذا الحديث فيه بيان موقف المؤمن اذا اصابته المصايب وانه يظهر الايمان بالله ويقول قدر الله او قدروا الله وما شاء فعل ولا يقل لو اني فعلت كما يقول المنافق منافق يقول عند المصايب لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا اما المؤمن فانه يقول قدر الله او قدر الله وما شاء فعل فيظهر الايمان بالله عز وجل ويحاسب نفسه من الوقوع في الاخطاء يتلافى ليتلافى المكاره مرة ثانية نعم قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قول المصنف رحمه الله في الصحيح اي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك الحديث اختصر المصنف رحمه الله هذا الحديث وتمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير نعم المؤمن الصادق الايمان كل ما كمل ايمانه فهو احب الى الله عز وجل وهو خير من المؤمن الظعيف يعني ظعيف الايمان فان ضعيف الايمان عرظة عرظة آآ ظهور التأسف وظهور عدم وعدم الصبر سبب ضعف الايمان بخلاف المؤمن فانه ثابت الايمان واذا اصابه ما اصابه فانه يراجع نفسه ويتلافى النقص بايمانه واما المنافق فانه والعياذ بالله الذي يظهر الايمان ويبطن خلافه فانه ينكشف عند الشدائد فمن كشفت احوال المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في وقعة احد وفي غيرها نعم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير نعم المؤمن القوي القوي في بدنه والقوي في ايمانه خير واحب الى الله من المؤمن ظعيف الايمان وفي كل خير في ظعيف الايمان وفي قوي الايمان لكل خير بخلاف المنافقين فانهم والعياذ بالله ينكشفون عند ادنى مصيبة لانهم ليس فيهم خير وانما يظهرون الخير ويبطنون الشر نعم احرص على ما ينفعك هذا حث من الرسول صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك يعني شفاء الشيء الذي فيه نفع فاحرص عليه وتمسك به نعم احرص على ما ينفعك اي في معاشك ومعادك والمراد الحرص على فعل الاسباب التي تنفع العبد في دنياه واخراه مما شرعه الله تعالى لعباده من الاسباب الواجبة والمستحبة والمباحة نعم وليس معنى الايمان بالقظا والقدر انه يؤمن انه يهمل الاسباب بل يتخذ الاسباب الواقية والنافعة يتخذها خلاف المنافق فانه ليس عنده ليس عنده ايمان اصلا وانما يظهر الايمان ويعيش مع مع المؤمنين لكن اذا جاء مصيبة تبين والعياذ بالله موقفه من المصايب المؤمن يثبت عن عند المصايب ويثبت على ايمانه ويعلم ان ما اصابه انما هو بقضاء الله وقدره فيحاسب نفسه وحاسب نفسه خلاف المنافق فانه يلقي باللوم على الاخرين ويهمل الاسباب النافعة ويتخذ الاسباب التي تضره او لا تفيده شيئا. نعم ويكون العبد في حال فعله السبب مستعينا بالله وحده دون كل ما سواه. ولا يعتمد على السبب وانما يعتمد على الله سبحانه وتعالى مع اتخاذ الاسباب فلا بد من الامرين اتخاذ الاسباب النافعة مع التوكل على الله سبحانه وتعالى فلا يأخذ بسبب مثلا التوكل ويترك السبب الاخر وهو الايمان بالله عز وجل ولا يعتمد على التوكل ويترك الايمان بالله عز وجل وانما يأخذ بالامرين اتخاذ الاسباب النافعة مع التوكل على الله سبحانه وتعالى. نعم او يكون العبد في حال فعله السبب مستعينا بالله وحده دون كل ما سواه ليتم له سببه وينفعه ويكون اعتماده على الله تعالى في ذلك لان الله تعالى هو الذي خلق السبب والمسبب ولا ينفعه سبب الا اذا نفعه الله به فيكون اعتماده في فعل السبب على الله تعالى ففعل السبب سنة والتوكل على الله توحيد فاذا جمع بينهما تم له مراده باذن الله نعم هذا هو المؤمن حقا لا يعتمد على التوكل على الله ويترك الاسباب ولا يعتمد على الاسباب ويترك التوكل على الله بل يجمع بينهما اتخاذ الاسباب النافعة مع التوكل على الله سبحانه وتعالى. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم ولا تعجزن نعم لا تعجزن عن اتخاذ الاسباب النافعة نعم. النون نون التأكيد الخفيفة نهاه صلى الله عليه وسلم. يكون التأكيد الخفيفة لانها ساكنة واما اذا شددت فهي نور الثقيلة نون التوكيد الثقيلة ولا تعجزن. نعم. فنهاه صلى الله عليه وسلم عن العجز وذمه والعجز مذموم شرعا وعقلا. وفي الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني الكيس يعني الحازم تكيس من دان نفسه اي حاسبها دان نفسه يعني حاسبها وعمل لما بعد الموت هذا هو الكيس والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني هذا هو المنافق العاجز عن مرتبة الايمان الصادق. نعم. فارشده صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذا اصابه ما يكره الا يقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل اي اذا قدر الله والواجب التسليم للقدر والرضا به. واحتساب الثواب عليه. لا شك ان ما يقع فانه بقضاء الله وقدره سواء كان مما تحبه النفوس او مما تكرهه النفوس كله بقضاء الله وقدره فعلى المؤمن ان يحاسب نفسه واما المنافق فانه يلقي باللوم على القضاء والقدر. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم فان لو تفتح عمل الشيطان اي لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر ولوم القدر وذلك ينافي الصبر والرضا والصبر واجب نعم بل هذا موقف المسلم انه يرظى بقضاء الله وقدره ويسلم مع اتخاذ الاسباب النافعة في جمع بين الايمان بالقدر واتخاذ الاسباب النافعة واما المنافق فانه يعتمد على الاسباب وينسى التوكل على الله عز وجل. نعم. فان لو تفتح عمل الشيطان اي لما فيها التأسف على ما فات والتحسر ولوم القدر وذلك ينافي الصبر والرضا. والصبر واجب والايمان بالقدر فرض قال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور نعم ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. في كتاب الكتاب الذي كتب الله به مقادير الاشياء في كتاب فلا يحصل شيء الا وهو مكتوب من خير او شر فعلى المسلم ان يفعل الاسباب النافعة ويتجنب الاسباب الضارة مع التوكل على الله سبحانه وتعالى. نعم. الا في كتاب من قبل ان نبرأها. قبل ان نبرأها من قبل ان ان نخلقها ومن قبل وقوعها نعم. ان ذلك على الله يسير ان ذلك يعني كون كون الاشياء مقدرة كلها خيرها وشرها مقدرة في كتاب هذا على الله يسير لانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وهو الغني الحميد سبحانه وتعالى. نعم. لكي لا تأسوا على ما فاتكم. نعم المؤمن لا يأس على شيء فات لانه بقضاء الله وقدره. نعم. ولا تفرحوا بما اتاكم. ولا يفرح اه فرح الاشر والبطر وانما يفرح بفظل الله ولكن لا ينسى القضاء والقدر. نعم. والله لا يحب كل مختال فخور. الله لا يحب فالله جل وعلا يحب ويكره ويبغض سبحانه وتعالى لا يحب كل مختال فخور مختال من الاغتيال والفخور من الفخر فلا يفخر فخرا ينسيه الايمان بالقضاء والقدر ولا يعني يتأثر بالمصايب وينسى الفرج من الله سبحانه وتعالى ان فرج الله قريب نعم قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد نعم الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد آآ الجسم الذي ليس له فيه رأس فلا فائدة فيه كذلك الذي ليس معه ايمان بالقضاء والقدر لا لا ينفعه مثلا ما يفعل من امور من الامور النافعة لا تنفعه اذا لم يكن معها ايمان بالله عز وجل نعم الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد وقال الامام احمد ذكر الله سبحانه الصبر في تسعين موضعا من القرآن ونعم لاهمية لاهمية الصبر تسعين موظع من القرآن نعم من الذي يعدها؟ تسعين موضع الامام احمد عدها وعرفها. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وذكر حديث الباب بتمامه ثم قال في معناه لا تعجز عن مأمور ولا تجزع من مقدور ومن الناس من يجمع كلا الشرين فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على النافع والاستعانة بالله والامر يقتضي الوجوب والا فالاستحباب. نعم الاصل في الامر انه للوجوب فقد يكون الامر الاستحباب اذا دلت على ذلك قرينة. نعم ونهى عن العجز وقال ان الله يلوم على العجز والعاجز ضد الذين هم ينتصرون فالامر بالصبر والنهي عن العجز مأمور به في مواضع كثيرة وذلك لان الانسان بين امرين امر امر بفعله فعليه ان يفعله ويحرص عليه ويستعين الله ولا يعجز وامر اصيب به من غير فعله فعليه ان يصبر عليه ولا يجزع منه هنا يجمع بين الامرين الايمان بالقضاء والقدر مع الصبر على ما يصيبه نعم ولهذا قال بعض العقلاء ابن المقفع او غيره الامور امران امر فيه حيلة فلا تعجز عنه وامر لا حيلة فيه فلا تجزع منه. فلا تعجز عنه وامر ليس فيه حيلة فلا تجزع نعم وامر لا حيلة فيه فلا تجزع منه وهذا في جميع الامور لكن عند المؤمن الذي فيه حيلة هو ما امره الله به واحبه له فان الله لم يأمره الا بما فيه حيلة له اذ لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقد امره بكل خير له فيه حيلة وما لا حيلة له فيه هو ما اصيب به من غير فعله نعم. واسم الحسنات والسيئات يتناول قسمين فالافعال مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها نعم جاء بالحسنة فله عشر امثالها هذا فضل من الله سبحانه وتعالى ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. هذا عدل من الله سبحانه وتعالى ومثل قوله تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم. وان اسأتم فلها ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم لها. نعم ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها ومثل قوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها نعم ومثل قوله تعالى بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته الى ايات كثيرة من هذا الجنس والله اعلم والقسم الثاني ما يجري على العبد بغير فعله من النعم والمصائب كما قال تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك نعم والاية قبلها فالحسنة في هاتين الايتين النعم والسيئة المصائب هذا هو الثاني من القسمين واظن شيخ الاسلام رحمه الله ذكره في هذا الموضع ولعل الناسخ اسقطه والله اعلم. نعم ثم قال رحمه الله فان الانسان ليس مأمورا ان ينظر الى القدر عندما يؤمر به من الافعال ولكن عندما يجري عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفعها فما اصابك بفعل الادميين او بغير فعلهم فاصبر عليه. وارض وسلم قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه نعم ولهذا قال ادم لموسى عليهما السلام اتلومني على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة تحجى ادم موسى لان موسى قال له لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة الامه على المصيبة التي حصلت بسبب فعله لا لاجل كونها ذنبا واما كونه لاجل الذنب كما يظنه طوائف من الناس فليس مرادا بالحديث فان ادم عليه السلام كان قد تاب من الذنب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ولا يجوز لوم التائب باتفاق الناس انتهى نعم قال العلامة ابن القيم رحمه الله فتضمن هذا الحديث الشريف اصولا عظيمة من اصول الايمان احدها ان الله سبحانه موصوف بالمحبة وانه يحب حقيقة الثاني انه يحب مقتضى اسمائه وصفاته وما يوافقها قهوة القوي ويحب المؤمن القوي وهو وتر يحب الوتر وجميل يحب الجمال وعليم يحب العلماء ونظيف يحب النظافة ومؤمن يحب المؤمنين ومحسن يحب المحسنين وصابر يحب الصابرين وشاكر يحب الشاكرين نعم ومنها ان محبته للمؤمنين تتفاضل. في حب بعضه فيحب بعضهم اكثر من بعض ومنها ان سعادة الانسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع فاذا صادف ما ينتفع به الحريص كان حرصه محمودا وكماله كله في مجموع هذين الامرين ان يكون حريصا وان يكون حرصه على ما ينتفع به فان حرص على ما لا ينفعه او فعل ما ينفعه من غير حرص فاته من الكمال بقدر ما فاته من ذلك فالخير كله في الحرص على ما ينفع ولما كان حرص الانسان وفعله انما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه امره ان يستعين بالله ليجتمع له مقام اياك نعبد واياك نستعين فان حرصه على ما ينفعه عبادة لله تعالى ولا يتم الا بمعونته فامره ان يعبده وان يستعين به فالحريص على ما ينفعه المستعين بالله ضد العاجز فهذا ارشاد له قبل وقوع المقدور الى ما هو من اعظم اسباب حصوله وهو الحرص عليه مع الاستعانة بمن ازمة الامور بيده ومصدرها منه ومردها اليه فان فاته ما لم يقدر له فان فاته ما لم يقدر له فله حالتان عجز وهو مفتاح عمل الشيطان فيلقيه العز الى لو ولا فائدة من لو ها هنا بل هي مفتاح اللوم والعجز والسخط والاسف والحزن وذلك كله من عمل الشيطان فنهاه صلى الله عليه وسلم عن افتتاح عمله بهذا الافتتاح وامره بالحالة الثانية وهي النظر الى القدر وملاحظته ولو انه قدر له لم يفته ولم يغلبه عليه احد فلم يبقى له ها هنا انفع من شهود القدر ومشيئة الرب النافذة التي توجب وجود المقدور وان انتفت امتنع وجوده ولهذا قال فان غلبك امر فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء افعل فارشده الى ما ينفعه في الحالتين حالة حصول المطلوب وحالة فواته فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد ابدا. بل هو اشد اليه ظرورة وهو يتضمن اثبات القدر والكسب والاختيار والقيام بالعبودية ظاهرا وباطنا في حالتي حصول المطلوب وعدمه وبالله تعالى التوفيق انتهى ما شاء الله كلام طيب قال المصنف رحمه الله فيه مسائل. الاولى تفسير الايتين في ال عمران يقولون لو كان لنا من الامر شيء وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدو. نعم. الثانية النهي الصريح عن قول لو اذا اصابك شيء نعم. الثالثة تعليل المسألة لان ذلك يفتح عمل الشيطان الرابعة الارشاد الى الكلام الحسن نعم. الخامسة الامر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله سبحانه السادسة النهي عن ضد ذلك وهو العجز نعم. وبالله تعالى التوفيق صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. جزاك الله خير. جزاك الله خير. افدتنا الله يكتب اجرك ويجزاك عنا كل خير