بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد ثم بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب افضل الصيام وغيره بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين. قال رحمه الله باب افضل الصيام وغيره هذا الباب في بيان افضل صيام التطوع وافضل وافضل الصلاة النافلة افضل صيام التطوع وافضل صلاة النافلة نعم احسن الله اليك عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اني اقول والله لاصومن النهار ولاقومن الليل ما عشت فقال النبي صلى الله عليه وسلم انت الذي قلت ذلك فقلت له قد قلته بابي انت وامي يا رسول الله قال فانك لا تستطيع ذلك اصوم وافطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة ايام فان الحسنة بعشر امثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت اني لاطيق افضل من ذلك قال فصم يوما وافطر يومين قلت اني لاطيق افضل من ذلك قال فصم يوما وافطر يوما فذلك صيام داوود عليه السلام وهو افضل الصيام قلت اني لاطيق افضل من ذلك فقال لا افضل من ذلك. وفي رواية قال لا صوم فوق صوم اخي داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وافطر يوما بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الحديث عن عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنهما وكان عبد الله حريصا على العبادة كان حريصا على العبادة فحمله حرصه على العبادة والتزود من الخير انه قال والله لاصومن ولا افطر لاصلين ولا انام. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيما بامتي لا يحب لهم المشقة فسأله انت قلت هذا؟ قال نعم قال له صلى الله عليه وسلم تصلي ونم وصم وافطر يعني لا تجعل دهرك كله صيام ولا تجعل ليلة كله قيام فان ذلك يشك فان ذلك يشق عليك فالتشدد في العبادة فيه محاذير اولا انه يشق على النفس. الله جل وعلا لا يرضى لنا بالمشقة ما جعل عليكم في الدين من حرج والدين دين اليسر والسهولة ثانيا ان التشدد في العبادة يحمل على تركها فان الانسان بشر اذا شدد على نفسه ملت وتركت العبادة اما اذا توسط فان ذلك ادعى للاستمرار ادعى للاستمرار بالعبادة وثالثا ان هذا مخالف للسنة طالب لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القدوة عليه الصلاة والسلام فانه كان يصلي وينام ويصوم ويفطر فقال عبدالله اني اطيق اكثر من ذلك اني اطيق اكثر من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم صم ثلاثة ايام من كل شهر فان الحسنة بعشر امثالها فمن صام ثلاثة ايام من كل شهر فكأنما صام الشهر كله كل يوم يعادل في الفضيلة عشرة ايام فاذا صام ثلاثة ايام كانما صام الدهر قل لهم فحصل له الاجر وانتفت عنه المشقة. قال اني اطيق اكثر من ذلك. اكثر من ثلاثة ايام من كل شهر قال له صلى الله عليه وسلم صم يوما وافطر يوما كل دهرك تصوم يوم وتفطر يوم فان هذا صيام داوود عليه السلام فان داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوم وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه. فقال صم صم يوما وافطر يوما. يعني يكون يصوم نصف الدهر بدل ان يصوم الدهر كله فانه يصوم نصفه ويفطر في نصفه هذا صيام داوود عليه السلام وداوود هو نبي الله الذي اتاه الله الملك والنبوة فهو ملك ونبي وكان معتدلا في العبادة عليه الصلاة والسلام كان يصوم يوما ويفطر يوما. وكان ينام نصف الليل الاول حتى ينشط على القيام الله جل وعلا يقول ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا وناشئة الليل هي القيام بعد نوم من اجل ان يأخذ الانسان راحته كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه الاوسط ثلثه بعد النصف وهذا الثلث الذي بعد النصف يجمع بين جوف الليل وبين السحر يجمع بين جوف الليل ووسط الليل ويجمع بين السحر مستغفرين بالاسحار ينزل وقت نزول الرب سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا فاختيار داوود عليه السلام لهذا الجمع بين هاتين الفظيلتين جو في الليل اخر الليل وقت النزول الالهي ثم ينام سدسه ينام بعد القيام من اجل ان يستجم بعد القيام ويستعد لصلاة الفجر على نشاط اما لو واصل القيام ثم ثم صلى الفجر يكون هذا تعب فكان يفصل بين قيام الليل وصلاة الصبح بان ينام سدس السدس الباقية هذا قيام داوود عليه السلام وداوود من انبياء بني اسرائيل وهو ملك ونبي واتاه الله الزبور وحسن الصوت فكان اذا ترنم بالزبور فان الجبال تردد معه وتؤوب معه من حسن صوته والطير والطير ايضا تجتمع لسماع صوته وتردد معه يا جبال اوبي معه والطير. وذلك لحسن صوته بالزبور والادعية التي يدعو بها ربه عز وجل وكان هذا من ناحية الصيام من ناحية الصلاة كذلك كان معتدلا ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويجتمع في هذا مصالح عظيمة منها سهولة العبادة يستريح قبلها. ويستريح بعدها ثم يقوم لصلاة الصبح ويصادف وقت الفظيلة من الليل فهذا افضل شيء من قيام الليل لمن وفقه الله. فقال عبد الله اني اطيق اكثر من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم لا افضل من ذلك لا افضل من قيام داوود ومن صلاة داوود عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث يؤخذ منه فوائد عظيمة اولا ان العالم يوجه يوجه الناس لا سيما الحريصين على الخير يوجههم الى الطريق الامثل والاحسن ثانيا الحديث فيه ان الانسان يعتدل في العبادة لا يشق على نفسه ولا يترك العبادة يعني النافلة. لا يترك النوافل نهائيا ولا يتشدد فيها وانما يعتدل فان ذلك ادعى للاستمرار وعدم الملال ولان الانسان تعرض له احوال من مرض او غيره فيحتاج الى الرفق ويحتاج الى فاذا كان معتدلا فان هذا يحمله على الاستمرار في العبادة ثالثا فيه الاقتداء بالانبياء السابقين فان هذا فيه اقتداء بداوود عليه الصلاة والسلام والله جل وعلا يقول لنبيه اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر فالقدوة تكون بالانبياء ولا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم خير فهم خير قدوة للناس في العبادة وليس هناك شيء افضل من عبادة الانبياء عليهم الصلاة والسلام. فمن يريد الخير فانه يقتدي بالانبياء وهذا خير وافضل من ان الانسان يخترع لنفسه طريقة يراها حسنة وهي مخالفة لما عليه الانبياء عليهم الصلاة والسلام نعم