المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي ان الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم شمل هذا الوصف جميع الدين عقائده واعماله اصوله وفروعه الظاهرة والباطنة. فهؤلاء على اختلاف طبقاتهم من الايمان والعمل الصالح. لهم جنات الفردوس. يحتمل ان المراد بجنات الفردوس اعلى الجنة واوسطها وافضلها. وان هذا الثواب لمن كمل الايمان والعمل الصالح. وهم الانبياء والمقربون. ويحتمل ان يراد بها جميع منازل الجنان فيشمل هذا الثواب جميع طبقات اهل الايمان. من المقربين والابرار والمقتصدين. كل بحسب حاله. وهذا اولى لعمومه. ولذكر الجنة بلفظ الجمع المضاف الى الفردوس. ولان الفردوس يطلق على البستان. المحتوي على الكرم او الاشجار الملتفة. وهذا صادق على جميع الجنة. فجنة الفردوس نزل وضيافة لاهل الايمان والعمل الصالح. واي ضيافة اجل واكبر واعظم من هذه الضيافة على كل نعيم للقلوب والارواح والابدان. وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين من المنازل الانيقة. والرياض الناضرة والاشجار المثمرة والطيور المغردة المشجية والمآكل اللذيذة والمشارب الشهية والنساء الحسان والخدم والولدان. والانهار السارحة والمناظر الرائقة. والجمال للحسي والمعنوي والنعمة الدائمة واعلى ذلك وافضله واجله. التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه. الذي هو اكبر نعيم الجنان والتمتع برؤية وجهه الكريم وسماع كلام الرؤوف الرحيم. فلله تلك الضيافة. ما اجلها واجملها وادومها واكملها. وهي اعظم من ان يحيط بها وصف احد من الخلائق او تخطر على القلوب فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل الى قلوبهم لطارت اليها قلوبهم بالاشواق. ولتقطعت ارواحهم من الم الفراق. ولساروا اليها زرافات ووحدانا. ولم يؤثروا عليها دنيا فانية. ولذات خاصة متلاشية ولم يفوتوا اوقاتا تذهب ضائعة خاسرة. يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب الاف مؤلفة. ولكن الغفلة شملت والايمان ضعف والعلم قل والارادة نفذت. فكان ما كان فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وقوله خالدين فيها لا يبغون عنا حوالا. خالدين فيها هذا هو تمام النعيم. ان فيها النعيم الكامل. ومن انه لا ينقطع لا يبغون عنها حولا. اي تحولا ولا انتقالا لانهم لا يرون الا ما يعجبهم ويبهجهم. ويسرهم ويفرحهم لا يرون نعيما فوق ما هم فيه تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. اي قل لهم مخبرا عن عظمة الباري وسعة صفاته. وانها لا يحيط العباد بشيء منها لو كان البحر اي هذه الابحر الموجودة في العالم مدادا لكلمات ربي. اي اشجار الدنيا من اولها الى اخرها من اشجار البلدان والبراني والبحار اقلام لنفد البحر وتكسرت الاقلام قبل ان تنفد كلمات ربي وهذا شيء عظيم لا يحيط به احد. وفي الاية الاخرى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر. ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. وهذا من باب تقريب المعنى الى الاذهان. لان هذه الاشياء مخلوقة. وجميع المخلوقات من قضية منتهية. واما كلام الله فانه من جملة صفاته وصفاته غير مخلوقة ولا لها حد ولا منتهى. فاي سعة وعظمة تصورتها القلوب؟ فالله فوق ذلك. وهكذا سائر صفات الله تعالى كعلمه وحكمته وقدرته ورحمته. فلو جمع علم الخلائق من الاولين والاخرين. اهل السماوات واهل الارض لكان بالنسبة الى علم عظيم اقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر. فاخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته. ذلك بان له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة. وان الى ربك المنتهى انما الهكم اله واحد. اي قل يا محمد للكفار وغيرهم انما انا بشر مثلكم. اي لست باله ولا لشركة في الملك ولا علم بالغيب ولا عندي خزائن الله وانما انا بشر مثلكم. عبد من عبيد ربي يوحى الي انما الهك هم اله واحد اي فضلت عليكم بالوحي الذي يوحيه الله الي. الذي اجله الاخبار لكم انما الهكم اله واحد. اي لا شريك له ولا احد يستحق من العبادة مثقال ذرة غيره. وادعوكم الى العمل الذي يقربكم منه وينيلكم ثوابه ويدفع عنكم عقابه. ولهذا قال قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو الموافق لشرع الله من واجب ومستحب آآ اي لا يرائي بعمله بل يعمله خالصا لوجه الله تعالى. فهذا الذي جمع بين الاخلاص والمتابعة هو الذي ينال ما يرجو ويطلب واما من عدا ذلك فانه خاسر في دنياه واخراه. وقد فاته القرب من مولاه ونيل رضاه