نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم ايها الكرام. في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اليومي نور على الدرب. ضيفنا في هذه الحلقة وفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين حياكم الله مستمعينا الكرام ونسعد بمتابعتكم لنا في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا ان يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا واياكم علما وهدى وتوفيقا شيخنا الكريم حفظكم الله تعالى في هذا اليوم نودع العام الهجري ونستقبل عاما جديدا بمشيئة الله تعالى. فما نصيحتكم جزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فاننا في هذا اليوم نختتم عاما ماضيا ونستقبل عاما مشرقا جديدا وشهرا مفظلا حميدا نودع عاما مضى بما فيه من الاحداث من خير وشر وحزن وسرور هذه الاحداث اورثت عموما وغموما تارة واورثت سرورا وانشراحا تارة وهكذا الايام تمضي سريعا وتنصلب جميعا وليس للانسان من عمره الا ما امضاه في طاعة الله تعالى فهذه الايام مراحل نقطعها الى الدار الاخرة فكل يوم بل كل لحظة فانها تبعدنا عن الدنيا وتقربنا الى الاخرة بل كل يوم يدني من القبور ويبعد عن عامل الدور والقصور كما قيل انا لنفرح بالايام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الاجل فعلى المرء ان يعتبر وان يتبصر في امره وان يحاسب نفسه فيتأمل وينظر فان كان قد فرط في شيء من الواجبات فليتب الى الله عز وجل وليستدرك ما فات وان كان ظالما لنفسه ارتكاب المحرمات فليقلع عنها قبل ان يفجأه الموت من حيث لا يشعر وان كان ممن من الله تعالى عليه الاستقامة على طاعة الله فانه يحمد الله عز وجل على ذلك ويسأله الثبات ونحن في هذه الايام نستقبل شهر الله تعالى المحرم الذي هو احد الاشهر الحرم التي امر الله تعالى ان تحترم وان تعظم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان هذه الاشهر الاربعة الحرم محترمة ومعظمة في الجاهلية والاسلام فمكانتها عظيمة وحرمتها قديمة قد خصها الله تعالى بالنهي عن ظلم النفس وقال تعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم سبحانه وتعالى عن ظلم النفس وظلم النفس يكون اما بترك واجب او فعل محرم فمن ترك واجبا فقد ظلم نفسه ومن فعل محرما فقد ظلم نفسه فالواجب احترام ما امر الله تعالى باحترامه وتعظيمه من الازمنة والامكنة والاحوال لان هذا من تعظيم حرمات الله ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ومن احترام شعائر الله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وهذه الاشهر الحرم قد ذكر اهل العلم ان لها خصائص منها مضاعفة الحسنات والسيئات فان الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمان ومكان فاضل لكن مضاعفة الحسنات بالكمية ومضاعفة السيئات بالكيفية لقول الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون ومن خصائصها تحريم القتال في هذه الاشهر الحرم ابتداء قال الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه والقتال فيه كبير ومنها ان فيها مناسك الحج وعشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم عاشوراء وشهر الله تعالى المحرم هو فاتحة شهور هذا العام وهو اعظم الاشهر الاربعة الحرام ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم سماه شهر الله وقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل وهذا الحديث يدل على ان افضل ما يتطوع به من الصيام بعد رمضان هو شهر الله المحرم ولكن مراد التطوع المطلق المقيد بان التطوع الصيام على نوعين النوع الاول تطوع مطلق لم يقيد في زمن او فريضة او نحو ذلك فهذا افضله المحرم كما ان افضل التطوع المطلق بالنسبة للصلاة هو قيام الليل والنوع الثاني ما صيامه تابع لصيام رمضان اما قبله واما بعده فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه يكون تابعا لرمضان وملحقا به كصيام شعبان وستة ايام من شوال فان صيامها بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض اما قبلها واما بعدها احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم وجزاكم خيرا لنصحكم الامة وبارك الله فيكم اه شيخنا ايضا نطرح عليكم هذا السؤال الذي يقول باعثه رجل وهب احد اولاده هبة فهل يجوز له ان يرجع في هبته رجوع الوالد فيما وهبه لاحد اولاده يكون رجوع واجبا وتارة يكون رجوعا جائزا وتارة يكون رجوعا محرما اما الرجوع الواجب فهو فيما اذا خص احد اولاده بهبة دون بقية الاولاد فيجب عليه ان يرجع في هذه الهبة بانه لا يجوز ان يفضل بعض ولده على بعض لقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه عن اباه بشير بن سعد نحلة اي وهبه هبة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فاخبره ان هذا جور اي ظلم فرجع في هيبته لكن لو اراد الوالد ان يهب بقية اولاده مثلما وهب هذا الولد فان الرجوع حينئذ لا يجب لانه حينئذ اعني اذا اعطى بقية الاولاد كما اعطى هذا الولد لم يفضل بعضهم على بعض ويكون الرجوع جائزا اذا لم يكن هناك تفضيل كما لو لم يكن عنده سوى ولد واحد فوهب او وهب جميع اولاده واراد الرجوع فيما وهبهم فهذا الرجوع جائز لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل للرجل ان يعطي العطية فيرجع فيها الا الوالد فيما يعطي ولده ويكون الرجوع محرما اذا قصد بالرجوع خدمان من رجع عليه مما وهبه لبقية الاولاد فالرجوع هنا محرم فلو انه وهب اولاده جميعا ثم اراد ان يرجع فيما وهبه لاحد اولاده فان هذا الرجوع محرم لانه حينئذ برجوعه يكون قد فظل بعضهم على بعض احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم اذا هذا سائل يقول ما حكم ابدال الذهب القديم بذهب جديد مع دفع الفرق بينهما نقدا؟ وهل يجوز شراء الذهب بالتقسيط ابدال الذهب بالذهب لابد فيه من التساوي ولا يجوز اضافة اجرة الصناعة او الفرق بين القيمتين نقدا لان هذا من الربا فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والتمر بالتمر والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد سواء بسواء والطريق لتصحيح مثل هذا ان يبيع الذهب القديم ويشتري بثمنه ذهبا جديدا واما شراء الذهب بالتقسيط فهذا على قسمين القسم الاول ان يكون شراء الذهب بالنقد من دراهم وريالات ودولارات فهذا لا يجوز لانه لا بد في بيع الذهب بالذهب او ما يقوم مقامه من التقابظ قبل التفرق وهذا لا يحصل في بيع التقسيط والقسم الثاني ان يكون شراء الذهب بغير النقد كما لو اشترى ذهبا بطعام او سيارة او عقار او غير ذلك فهذا لا بأس به لان البيع هنا وقع بين جنسين لا يحرم النساء بينهما اي لا يجري بينهما ربا النسيئة احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم اذا هذا سائل يقول ما معنى هذه العبارة؟ الفتوى تتغير بحسب الاحوال تغير الفتوى معناه انتقال المفتي او رجوعه من حكم الى حكم شرعي اخر في مقتضى شرعي والفتوى من حيث التغير على نوعين النوع الاول ما لا يتغير ولا يمكن تغييره وهو ما جاء مقررا في الشريعة باصول ثابتة محكمة ومصالح مستقرة فهذه الاحكام لا تتبدل ولا تتغير بتغير الازمان والاحوال التوحيد واصول الدين واصول عبادات ومكارم الاخلاق ونحو ذلك والنوع الثاني ما يتغير من الاحكام او الفتاوى بحسب المصلحة زمانا ومكانا وحالا كمقادير التعازير واجناسها وصفاتها وما اشبه ذلك هذا يرجع فيه الى المصلحة وقد تكون المصلحة في زمن ان يكون الحكم كذا وقد تكون مصلحة في زمن ان يكون الحكم بخلاف ذلك وهذا يرجع فيه الى اهل العلم والاجتهاد والفتوى نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. ايضا هذا سائل يقول والدي اوقف وقفا ثم توفي ولم نجد وثيقة الوقف. فكيف العمل في مصارف هذا الوقف اذا ضاعت وثيقة الوقف او جهل شرط الواقف فانه يعمل فيه بالعادة الغالبة عند الناس في بلده فاذا كان العرف ان غلة الوقف مثلا تجعل في اضحية او في افطار الصائمين في رمضان فانه يجعل في ذلك وما زاد من غلة الوقف ونمائه فانه يصرف في وجوه البر والاحسان بحسب المصلحة كعمارة المساجد والنفقة على طلبة العلم او الصدقة على الفقراء والمحتاجين ونحو ذلك احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبة المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى ختم ونهاية هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء فشكر الله لشيخنا الكريم وبارك الله فيه وفي علمه ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح الذي يرضيه عنا. ايضا نشكركم احبتنا الكرام لحسن متابعتكم لنا في هذه الحلقات الله لكم مرة اخرى ونستودعكم الله الى لقاء اخر بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن