وهذا فيه ايضا يعني اقرار بانعام المسلمين عليهم بقبول الجزية منهم وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم ثم ان من تاب من كفره وظلاله من بعد ذلك التعذيب فان الله يتوب عليه ويقبل توبته والله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم حيث يقبل منهم التوبة بعد الكفر وارتكاب المعاصي وهذا من رحمة الله تعالى ولو تتأملون وتتدبرون سورة البروج وفيها ذكر اولئك الذين قتلوا المؤمنين بالحق ثم جاء في السورة وهو الغفور الودود باعتبار ان من تاب الى الله تعالى غفر له واحبه ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقرب المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله انشاء ان الله عليم حكيم يا ايها الذين امنوا بالله وبرسوله واتبعوا ما شرعه لهم انما المشركون نجس بما فيهم من الكفر والظلم والاخلاق الذميمة والعادات السيئة فلا يدخل الحرم المكي ومن ضمنه المسجد الحرام ولو كانوا حجاجا او معتمرين بعد عامهم هذا الذي هو سنة تسع للهجرة وان خفتم ايها المؤمنون فقرا بسبب انقطاع ما كانوا يجلبون اليكم من الاطعمة والتجارات المختلفة فان الله سيكفيكم من فضله ان شاء ان الله عليم بحالكم التي انتم عليها. حكيم فيما يدبره لكم وهذه الاية اية عظيمة نبين حال نجاسة المشركين وهي النجاسة المعنوية. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس اي خبثاء في عقائدهم واعمالهم ونجاستهم ابلغ ممن كان يعبد مع الله الهة لا تنفع ولا تضر. ولا تغني عنهم شيئا واعمالهم ما بين محاربة الله وصد عن سبيل الله ونصرا للباطل ورد للحق وعمل بالفساد في الارض ونشر للرذيلة وقوله وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الله عليم حكيم. وان خفتم عيلة اي فقرا فقد كان المشركون يجذبون الاطعمة الى مكة فخاف بعض الناس قلة القوت بها اذا منع المشركون منها فوعدهم الله بان يغنيهم من فضله فاسلمت العرب كلها وتمادى جلب الاطعمة الى مكة ثم فتح الله تعالى سائر الامصار وتأمل في الاية وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء. تعليق للاغناء بالمشيئة لان الغنى في الدنيا ليس من لوازم الايمان ولا يدل على محبة الله ولذلك فان ربنا علقه بالمشيئة. فربنا جل جلاله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب اما العلم والدين فربنا جل جلاله لا يعطيه الا من يحب ثم قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون قاتلوا ايها المؤمنون الكافرين الذين لا يؤمنون بالله الها لا شريك له ولا يؤمنون بيوم القيامة ولا يجتنبون ما حرمه الله ورسوله عليهم من الميتة ولحم الخنزير والخمر والربا ولا يخضعون لما شرعه الله من اليهود والنصارى حتى يعطوا الجزية بايديهم اذلاء مقهورين وهنا عن يد اي عن قهر وذل قد قال ابن عباس رضي الله عنهما يعطونها بايديهم ولا يرسلون بها على يد غيرهم قاتلهم الله انى يؤفكون ان كلا من اليهود والنصارى مشركون فاليهود اشركوا بالله لما ادعوا ان عزيرا ابن الله والنصارى اشركوا به لما ادعوا ان المسيح عيسى ابن الله ذلك القول الذي افتروه قالوه بافواههم دون اقامة برهان عليه وهم يشابهون في هذا القول قول المشركين من قبلهم الذين قالوا ان الملائكة بنات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اهلكهم الله كيف يصرفون عن الحق البين الى الباطل ثم قال تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون جعل اليهود علماءهم والنصارى عبادهم اربابا من دون الله يحلون لهم ما حرمه الله عليهم ويحرمون عليهم ما احله الله لهم وجعل النصارى المسيح عيسى ابن مريم الها مع الله وما امر الله علماء اليهود وعباد النصارى وما امر عزيرا وعيسى ابن مريم الا ان يعبدوه وحده لا يشركون به شيئا فهو سبحانه اله واحد لا معبود بحق سواه. تنزه سبحانه وتقدس ان يكون له شريك كما يقول هؤلاء المشركون وغيرهم ولذلك نحن نسبح الله تعالى في الصلاة وفي خارج الصلاة ننزهه عما لا يليق به مما ادعاه اليهود والنصارى والمشركون من فوائد الايات اولا في الايات دليل على ان تعلق القلب باسباب الرزق جائز ولا ينافي التوكل. يعني الانسان يعمل للرزق ويعمل يأخذ بالاسباب ويتوكل على الله سبحانه وتعالى بالايات دليل على ان الرزق ليس بالاجتهاد وانما هو فضل من الله تعالى تولى قسمته. ربنا جل جلاله قد قسم الارزاق بين والانسان مأمور بالسعي والتوكل على الله تعالى وان يطلب المال بالحلال وان يضعه في الحلال الجزية واحد من خيارات ثلاثة يعرضها الاسلام على الاعداء يقصد منها ان يكون الامر كله للمسلمين بنزع شوكة الكافرين في اليهود من الخبث والشر ما اوصلهم الى ان تجرأوا على الله وتنقصوا من عظمته اذا هذه الايات الكريمة يقرأها المؤمن وينتفع منها وثمة نصائح اولا الخوف من الفاقة والفقر لا يمنع عن المؤمن من امتثال امر ربه فان الله تعالى بشر من امتثل بالغنى فربنا قال وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الله عليم حكيم فالانسان ياخذ بالاسباب ويتوكل على الله تعالى ويعمل بطاعة الله تعالى وترك الذنوب باب من اعظم ابواب الرزق وتوجيه الاهل الى الصلاة والعبادة وحفظهم ورعايتهم ايضا من اسباب الرزق ايضا طلب العلم ليس مبررا للفقر او ان تكون عالة على الاخرين فكم من عالم وعابد كان من اغنى الناس. بعض الناس حينما يكون في سلك في العلم ما يريد ان يعمل. ويريد من الاخرين ان ينفقوا عليه وهذا لا يصح وطالب العلم لا بد ان تكون له صنعاء او وظيفة او عمل حتى ينفق على نفسه وينفق على الاخرين وان يغني نفسه بما يحتاج اليه من وسائل العلم وايضا الانسان يكفي نفسه حتى لا يتمندل به الاخرون. فربنا قال وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء فالانسان يتوكأ على الله ويأخذ بالاسباب الامر المهم ايضا لا تطع العلماء في معصية الله. ولا تتعصب لشيخ ابدا ولذلك يعني الانسان لا يرد الحق لاجل شيخ ولا لتقليد احد وانما الانسان يجعل اتباعه لشرع الله تعالى وحده والانسان ان يتأمل اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فكم من شخص يقع في البدعة وحينما تنهاه عن البدعة وتأمره بالسنة يقول انا اقلد فلان او انا اتبع فلان او انا اخذ برأي فلان وليس لاحد حق في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فالانسان يتجرد لله تعالى ويعمل لاداء حق الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته