المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الخامس والتسعون والمئة الحديث الثاني عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان احب الصيام الى الله صيام داوود واحب الصلاة الى الله صلاة داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ان احب الصيام الى الله صيام داوود واحب الصلاة الى الله صلاة داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه الى اخره هذا نص في ان افضل الصيام صيام داوود وان افضل الصلاة صلاة داوود وذلك انه يعطي نفسه حظها من النوم فاذا ذهب نصف الليل وكان وقت النزول الالهي قام الى الصلاة فصلى ثلث الليل ثم ينام سدسه لتكسب النفس راحة بعد القيام وليقوم الى صلاة الفجر بنشاط فيحصل له خير الدنيا والاخرة وهذا افضل القيام على الاطلاق ولا ينافي ذلك فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان قيامه كما قال تعالى ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل وان يصفه وثلثه فان هذا خاص به صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا امره الله تعالى بذلك في قوله بسم الله الرحمن يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه وهو امر امته بمثل قيام داود وباجماع الاصوليين انه اذا تعارض قوله وفعله فيقدم وهو اعلم بمصالحهم قوله ويكون فعله خاصا به فقيام داوود افضل حتى من قيام الليل كله لما احتوى عليه من المصالح وما يذكر عن بعض الصالحين من الاجتهاد في القيام فهذا اجتهاد منهم وبالاجماع ان اتباع ما امر به الرسول اولى من الاقتداء بالصالحين تنبيه لا ينبغي للانسان ان يترك قيام شيء من الليل ولو قليلا فان الله تعالى وهو الغني الكريم ينزل في جوف الليل فيستعرض حوائج عباده بنفسه فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له فينبغي للانسان الا يفوت هذا الموسم العظيم من مواسم الاخرة وفي الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى حاجة الا اعطاه اياها والحديث صريح ايضا في ان صيام داوود افضل حتى من صيام الدهر كله ومحل ذلك لمن قدر على ذلك وكان لا يشغله عما هو اهم ولهذا في بعض الروايات وكان لا يفر اذا لاقا اي ان صيامه لم يضعفه عن القيام بالامور الواجبة كالجهاد