وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما الله عبدا بعفو الا عزاه. وما تواضع احد لله الا رفعه الله عز وجل. رواه مسلم وعن ابي كبشة عمر ابن السعد اللماري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه. ما نقص مال عبد من صدقة. ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله عزا. ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر. او كلمة وهو احدثكم حديثا فاحفظوه. قال انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه. ويعلم لله فيه حقا. فهذا بافضل المنازل رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فاجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما. فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه. ولا يعلم لله فيه حقا. فهذا باخبث المنازل وعبد لم يرزق الله مالا ولا علما فهو يقول لو ان لي ما لم عملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فبزرهما سواء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها انهم ذبحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي منها. قالت ما بقي منها الا كتفها. قال بقي كلها غير كتفها. رواه الترمذي وقال حديث صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله اله واصحابه من اهتدى بهدى اما بعد. هذه الاحاديث الثلاث فيها الحث على الانفاق والاحسان والجود والكرم في وجوه الخير. وان الله على المنفق يقول صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه. فالصدقات يزد الله بها الاموال وينزل فيها البركة. ويعوض الله فيها صاحبها الخير العظيم والتواضع لله وعدم التكبر من اسباب الرفعة في الدنيا والاخرة. والعفو عن المظالم كالصفح والعفو عن اخيه اذا اساء اليه فيه خير عظيم ما زاد الله عبدا بعفو الا عزة. ومن ظلم مظلم فله اجر عظيم. قلت ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم كذلك ما فتح على نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر كما في حديث ابي كبشة ينبغي للانسان البعد عن المسألة الا عند الضرورة بل يتحرر الكسب الحلال الطيب حتى يستغني عن مفائد الناس. كما في الحديث لا يأخذ احدهم حملة فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها فيكف الله بها وجهه من سؤال الناس اعطوهم منعوه وهكذا قال رسول الله احرص على ما ينفعك فاستعن بالله. والدنيا لاربعة كما قال صلى الله عليه وسلم وبما اعطاه الله علما ومالا يعملوا بعلم في هذا المعنى يتقي فيه ربه وينصره فيه رحمه فهذا بافضل المناسك ورجل اعطاه الله علما ولم يعطه مالا هو صادق النية يقول لو كان لمثل فلان لا عملته مثل عمله في المال فله ما فهما في الاجر سواء رجل اعطاه الله مالا ولم يعطه علما فهو يتصرف فيه تصرف غير صالح فيصل الى يتقي في ربه ولا يصل في رحمه. بل يحبط في خبطعش وما عنده بصيرة. فهذا من شر المنازل ورجل لم يعطه الله لا مالا ولا علما وبنيته يقول لو كان مثل فلان لعملتم مثل عمله. فهو مثله سواء نسأل الله العافية هذا فيه الحث على اصلاح النية والاستقامة في العمل والحذر من النية الباطلة وسوء العمل كذلك قال حديث عائشة في قصة الشاة قال ماذا بقي منها؟ قالت بقي كتفها قال بقيت كلها الا كتفها يعني انها انفقت في وجوه الخير صدق بها هي اللي باقية وكاتب البيت ما هو باقي الكتف اللي اكلهم يعني انا ما انفق وصدق بها الفقراء منها هو الذي بقي في ميزان الحسنات لانه تصدق به لوجوه الخير. فالمقصود من هذا كله الصدقة والترطيب فيها وعدم البخل والشح وفق الله الجميع