بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون فلا تعجبك ايها الرسول اموال المنافقين ولا اولادهم ولا تستحسنها فعاقبة اموالهم واولادهم سيئة والله يجعلها عذابا عليهم بالكد والتعب لتحصيلها وبما ينزل من مصائب فيها الى ان يخرج الله ارواحهم حال كفرهم فيعذبون بالخلود في الدرك الاسفل من النار اذا هذا نهي فربنا جل جلاله ينهى نبيه صلى الله عليه وسلم وكل امر ونهي خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم فامته مخاطبون به فقال فلا تعجبك والاعجاب هو السرور بما يتعجب منه. وتأمل الان وفي هذا الزمان الناس ينظرون الى المحرمات ويسجلون اعجابا حتى يسجل عليهم ما يقترفون فربنا جل جلاله نهانا عن الاعجاب الاعجاب هو السرور بما نتعجب منه. اصبح الان لما غرق الناس بالشهوات اصبحوا يعجبون عمليا ويسجلون اعجاب ويحفظ عنده الاعجاب في اجهزتهم وفي حساباتهم ويظهر عند الاخرين فربنا نهى نبيه وهو نهي لنا فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم. الانسان لا يتعجب من حطام الدنيا ولا كثرة الذرية فالذرية ذنب حينما تكون صالحة والمال ينفع حينما يأخذه الانسان بحقه ويضعه بحقه ثم قال تعالى انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا. هذا يذكرنا بالمقود التي تقول كل نعمة لا تقربوا الى الله فهي بلية اذا هذا المال وهذه النعم التي عندنا ان لم نستخدمها في مرضاة مجدية فهي بلاء. قال وتزهق انفسهم وهم كافرون يعني يبقون في عذاب حتى تخرج ارواحهم من اجسادهم ثم قال تعالى ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ويقسم المنافقون لكم ايها المؤمنون كاذبين انهم لمن جملتكم وهم ليسوا منكم في بواطنهم وان اظهروا انهم منكم لكنهم قوم يخافون ان يحل بهم ما حل بالمشركين من القتل والسبي فيظهرون الاسلام تقية وربنا جل جلاله قد اعز الله نبيه ونصره وفي يوم الفرقان جاء كثيرون اظهروا الاسلام ولكنهم لا يريدون الاسلام فاظهروا الاسلام تقية ونفاقا فهنا مع المنا على نفاق من نافق وينافق الا ان في ذلك اشارة الى ان الله قد اعز دينه واظهره حتى انهم جاؤوا يقولون بل يحلفون قال ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم فالانسان لما ينتسب الى شيء لا بد ان يحقق العمل على هذا الشيء وان يكون ايضا ثمة عمل قلبي يصدق يعني يكون موافق للعمل الظاهري. وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون اي يخافون والفرق تفرق القلب من الخوف والفزع. واصل فرق يدل على تمييز وتسجيل بين شيئين. ففي ذلك اشارة الى من شدة خوفهم فهم لا يستطيعون ان يفعلوا شيء ولكنهم هكذا قد نافقوا هذا النفاق الكبير من خوفهم على انفسهم وعلى اموالهم ثم قال تعالى مبينا حاله. قال لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخل لولوا اليه وهم يجمعون لو يجد هؤلاء المنافقون ملجأ من حصن يحفظون فيه انفسهم او يجدون كهوفا في الجبال يختبئون فيها او يجدون نفقا يدخلون فيه لالتجأوا اليه ودخلوا فيه وهم مسرعون اذا ربنا جل جلاله يبين حالهم وامانيهم لو يجدون ملجأ. ملجأ اي معقلا وحصنا والملجأ هو المكان الذي يلتجأ اليه او مغارات وهي السراديب وممرات الجبال مغارات وقيل لها مغارة باعتبار ان هو المكان الذي يغور فيه الانسان يعني بحيث يهرب منه او مدخرا اي سربا في الارض يدخلون فيه لو اليه وهم يجمعون اي يسرعون ان يسرعون في ذهابهم عنكم لانهم انما يخالطونكم كرها لا محبة وتأمل هنا فيما يتعلق بهذا الوصف قال يجمحون كما قلنا ان يسرعون اسراعا لا يردهم شيء من الفرس الجموح. والفرس الجموح هو الفرس الذي اذا حمل لم يرده اللجام ثم قال الله تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات. فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم ومن المنافقين من يعيبك ايها الرسول في قسمة الصدقات عندما لا عندما لا ينالون منها ما يريدون فان اعطيتهم منها ما يطلبون رضوا عنك وان لم تعطهم ما يطلبون منها اظهروا التذمر ولذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قد اودي في الله كثيرا. والمؤمن قد يحصد له ان يقوم بخدمة الاخرين ثم يسمع كلاما من هنا وهناك هل يصده هذا؟ لا لا يصده هذا وحينما يقرأ الانسان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يتصبر. فربنا قال ومنهم اي من المنافقين. من يلمزك اي يعيبك في الصدقات اي في تقسيم الصدقات ثم بين ربنا حاله ان حينما يلمزون لا لشيء الا لانهم لا ينتفعون. طمعا يفعلون هكذا وشحا من عند انفسهم. قال فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون اي هم يسخطون على فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا وربنا قال ولو انهم رضوا ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله ولو ان هؤلاء المنافقين الذين يعيبونك في قسمة الصدقات رضوا بما فرضه الله لهم وبما اعطاهم رسوله منها وقالوا كافينا الله سيعطينا الله من فضله ما شاء وسيعطينا رسوله مما اعطاه الله. انا الى الله وحده راغبون. ان يعطينا من فضله. لو انهم نفعل ذلك فكان خيرا لهم من ان يعيبوك. تأمل اخي الكريم ان الاخوة في مركز تفسير حينما فسر رأيه قالوا في اخر شيء لو انهم فعلوا ذلك كان خيرا لهم من ان يعيبوك باعتبار ان لو محذوف ان جواب لو محذوف تغيير لو انهم رضوا لكان خيرا لهم والمعنى لو انهم رضوا ما اصابهم به الرسول من الغنيمة وطابت به نفوسهم. وان قل نصيبهم وقالوا كفانا فضل الله وحسبنا ما قسم لنا سيرزقنا الله غنيمة اخرى فيؤتينا رسول الله اكثر مما اتانا اليوم فلأنت حينما تقرأ القرآن عندك حرف الشر تأمل تأمل جواب الشرط وايضا القرآن ينمي عقل الانسان حتى الانسان يعني دائما يتفكر في الايات ويتدبر ما يتعلق بها وهنا لما ذكر ربنا اعادة هؤلاء المنافقين للنبي صلى الله عليه وسلم. وذكر ربنا العلاج لمرضهم بدأ يبين الذين يستحقون الصدقات. قال انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل بلهو ابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم انما الزكوات الواجبة. طبعا قيل في عنها صدقة لانها الصدقة التطوعية يقال لها صدقة والصدقة الواجب الزكائي يقال لها صدقة وكلاهما سمي الصدقة لانها تدل على صدق ايمان العبد لان المال محبوب الى النفوس فلا يقدمه الا لا يقدمه الانسان الا لمحبة الله انما الزكوات الواجبة يجب ان تصرف للفقراء وهم المحتاجون الذين لديهم مال من مهنة او وظيفة لكنه لا يكفيهم ولا يتنبه لحالهم والمساكين الذين لا يكادون يملكون شيئا ولا يخفون على الناس بسبب حالهم او مقالهم وللسعاة الذين يرسلهم الامام لجمعها وللكفار الذين يتألفون بها يتألفون بها ليسلموا او لضعفات ليقوى ايمانهم او لمن يدفع بها شره. وتصرف في الارقاء ليعتق بها وللمدينين في غير اسراف ولا معصية ان لم يجد وفاء لما عليهم من ان لم يجدوا وفاء لما عليهم من دين وتصرف في تجهيز المجاهدين في سبيل الله وللمسافر الذي انقطعت نفقته قصر صرف الزكوات على هؤلاء قصر صرف الزكوات على هؤلاء فريضة من الله والله عليم بمصالح عباده حكيم في تدبيره وشرعه اذا تأمل هنا القصر هو في قوله انما الصدقات فهذا قصر للفقراء والمساكين. طبعا الفقير الذي ليس لديه ما يكفيه والمسكين هو الذي اسكنته الحاجة عن ان يؤدي الواجبات لتعريفه والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله. تأمل اخي الكريم قال ربنا فريضة اي فرض الله هذه الصدقات فريضة على الاغنياء في اموالهم وقسمها بنفسه لاهل تلك الاصناف المستحقين لها دون غيرهم فريضة من الله والله عليم حكيم. اي والله عليم بمصالح خلقه لا يخفى عليه شيء من ظواهر الامور وبواطنها. حكيم في قوله وفعله وفي خلقه وشرعه يضع كل شيء في موضعه اللائق به ولا يدخل في تدبيره خللا البت سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن والاذن خيرا لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم ومن المنافقين من يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام فيقولون لما شاهدوا حلمه صلى الله عليه وسلم انه يسمع من كل احد ويصدقه ولا يميز بين الحق والباطل. قل لهم ايها الرسول ان الرسول لا يسمع الا الخير يصدق بالله ويصدق ما يخبر به ويصدق ما يخبر به المؤمنون الصادقون ويرحمهم. فان بعثته رحمة لمن امن بهم والذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم باي نوع من انواع الايذاء لهم عذاب موجع طبعا فسر الريد بموجب اعتبار ان كل اليم في القرآن معناه موجب اذا قالوا منهم الذين يؤدون النبي والانسان يعظم النبي صلى الله عليه وسلم. ويعظم حديثه ويعظم شرعه ويعظم سنته ويقولونه اذن ان يسمعوا كل ما يقاد له يصدقه طبعا هم قصدوا بذلك في ذم النبي صلى الله عليه وسلم وانه في زعمهم سليم القلب سريع الاغترار يسهل خداعه هكذا قالوا ان قالوا فيه اذن ان يسمع كل ما يقال له سمي بالجارحة للمبالغة كانه من فرض استماعه صار اذنا فهم ارادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم انتهت هذه الصفحة طبعا انما الصدقات هنا قصر لجنس الصدقات على الاصناف المعدودة وانها مختصة بها ايضا المؤمن طبعا ينتفع في الاية التاسعة والخمسين وقالوا حسبي الله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. انا الى الله ايه في ان يغنمنا وان يخولنا فضله لراغب في يرغب ما عند الله سبحانه وتعالى وهنا في يعني في هذا التلقين والتعليم للمؤمنين وتوريخ المنافقين يعني هذه الاية تضمنت هذه الاية الكريمة ادبا عظيما وسرا شريفا ارجاع الى الرضا بما اتاه الله ورسوله والتوكل على الله وحده وكذلك الرغبة الى الله وحده في التوفيق لطاعة الرسول وامتثال اوامره وترك زواجره وتصديق اخباره والاقتفاء باثارهم اما الايات الاولى فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا. وتزهق انفسهم وهم كافرون ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخرا لولوا اليه وهم يجمعون. هذه الايات يعني الانسان يقف عندها طويلا فربنا جل جلاله ينهى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يعجب باموال المنافقين واولادهم فانه تعالى انما يريد ان يعذبهم بها في الحياة الدنيا. وان تخرج ارواحهم وهم مستمرون على كفرهم ويخبر تعالى عن كذبهم وجبنهم وانهم يحلفون بالله للمؤمنين انهم منهم وهم ليسوا في الحقيقة منهم. ولكنهم قوم يخافون من المؤمنين فيحلفون لهم ليأمنوهم ويخبر انهم لو يجدون مكانا يتحصنون فيه او كهوفا في الجبال او نفقا في الارض لهربوا اليها وهم يسرعون في مشيهم لشدة تلاتين كراهتهم للمؤمنين ونفورهم منهم وخوفا من الخروج للجهاد معا لان اخ حبيب اسمه ابو عمر. دائما يتحدث معي على عزة الاسلام. فالمؤمن حينما يقرأ هذه الايات يستذكر عزة الاسلام والانسان يكون عزيزا بدين الله تعالى حينما يطبق هذا الدين لان الله قال لنبينا فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم اما النظر اخي الكريم تأمل اما النظر الى المخلوقات العلوية مثل النظر الى السماء وفي الافاق على وجه التفكر والاعتبار فمأمور به مندوب اليه ويزداد تمسكه بالدين كلما ازداد علمه. اذا في هذه الصفح طبعا فوائد الاخوة الذين في مركز التفسير قالوا من فوائد الايات الاموال والاولاد قد تكون سببا للعذاب في الدنيا وقد تكون سببا للعذاب في الاخرة فليتعامل العبد معهما بما يرضي مولاه وتتحقق بهما النجاة. المال يضعه يأخذه الانسان بحقه ويضعه بحقه والاولاد هم امانة يطعمهم نساءنا الحلال ويسعى في تربيتهم واعفافهم توزيع الزكاة موكول لاجتهاد ولاية الامور يضعونها على حسب حاجة الاصناف وسعة الاموال ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق برسالته كفر يترتب عليه العقاب الشديد. ينبغي للعبد ان يكون اذن خير لا اذن شر يستمع ما فيه الصلاح والخير ويعرض ترفعا وايماءا واباء عن سماع الشرك فالانسان يستمع الى الخير ويحذر الانسان الاستماع الى المحرمات وما اكثر المحرمات في الاذاعات والقنوات طبعا هذي الفوائد التي تعرف الاخوة في مركز تفسير وبالامكان اضافة بعض الفوائد. اولا نقول جمع المال فيه مشقة بل يطلبه المؤمن بنية صحيحة محتسبا الاجر فيه وطالب المال يتعب بجمعه ويكون وجلا في حفظه مع الحسرة على تخليفه عند من لا يحمده ثانيا ادب رباني لنبيه وايضا للمؤمنين بعد يعني من اجل ان الانسان يعني لا يعجب بحطام الدنيا الفاني. لاجل ان لا تتعلق النفوس بهم فالانسان يجعل قلبه فيما يحبه الله وما يريده الله تعالى. ثالثا من اسباب النفاق الحرص على المصالح المادية وشدة التأثر بها وهنا الذين ينافقون انما ينافقون لاجل حطام الدنيا لما احبوا الدنيا وتعلقوا بها ولذلك من واجب الفقهاء ان يبينوا للناس حقيقة هذه الدنيا الفانية وانت حينما تقرأ القرآن تجد الايات كثيرا ما تبين حقيقة هذه الدنيا الفانية وان الانسان مسافر الى ربه وان هذه الايام التي يقطعها هي مراحل عمره رابعا بالايات التحذير من الاستدراج بالنعم. فالانسان يعطى ويرزق ولكن يحذر الانسان ان يكون هذا استدراج خامسا الدنيا كلما توسعت على العبد انقصت اجره والسبب في ذلك هو ان التوسع في امور الدنيا يشغل العبد عن طاعة الله سبحانه وتعالى ويلهيه بما يكون من ملذات الدنيا وشهواتها لكن الانسان لما يطلبها بحلال ويضعها في حلال وينوي في كل عمل يقوم به ما يحبه الله تتحول العادات الى عبادات الى حسنات سادسا ان هذه السورة العظيمة والمعروف بسورة العذاب والفاضحة والمخزية والكاشفة تفضح المنافقين اذ كان الطائفة منهم انتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في توزيع الصدقات وليس انتقادهم لقصد صحيح ولا لرأي راجح وانما بقصد ان يعطوا منها اذ كانت بواعث رضاهم وسخطهم منفعتهم الخاصة فلنعطي الواحد منهم رضي. وان لم يعطى سخط فهم يبحثون عن الفائدة الدنيوية والغنيمة الباردة من غير قتال فكان ذلك مناسبا لنزول اصناف من يستحقون الزكاة فانت دائما اخي الكريم تدبر تسلسل الايات ولماذا دكتور هذا بعد هذا؟ حتى يزداد حبك لكتاب الله تعالى. طبعا هذا من اعظم ما يعين على تثبيت الحفظ تسلسل الايات سابعا في فضح الله المنافقين بيان سوءهم ومن ذلك تأمل لو تتأمل ايات تعرف الصفات التي وصف بها هؤلاء فمن ذلك صفات الصد عن سبيل الله لفسقهم وخروجهم عن طاعة الله التطلع الى الدنيا واسبابها من جاه وثروة الكذب الكذب ديدنهم والخيانة طبعهم وخلف الوعد مسلكهم اكثر الناس غفلة عن ذكر الله. لا يبصرون الحق ولا يستقيمون عليه تركهم للامر بالمعروف والنهي عن المنكر اضطرابهم وعدم ثباتهم على حال تقليدهم لابائهم على غير بصيرة. السعي لاشعال الفتنة وقولهم بالمنكر انشغالهم بالنعمة عن المنعم التخلف الدائم عن الاجتماعي والجماعة ايضا يعني سعيهم الدام لتثبيط المؤمنين عن الجهاد ايضا ايثارهم العاجل على الاجلة. وايثارهم العرض الزائل على النعيم الدائم فرحهم بالمصائب التي تصيب المسلمين وحزنهم لكل خير يناله المسلمون غمزهم ولمزهم المؤمنين التكاسل والتباطؤ عند النفقة والصلاة ميلهم لترويج الاشاعات ولذلك تجب معاداتهم وموالاة عباد الرحمن وان حب المنافقين نفاق وانه لا يجوز مناداة المنافق بالفاظ التوقير ثامنا النظر الى متاع الدنيا على وجه المحبة والتعظيم لها ولاهلها منهي عنه بل ان الانسان اذا كان ينظر هنا وهنا ولا يتدبر فليعلم انه معاقب تاسعا لا ينبغي التعجب باموال المنافقين ولا باولادهم ولا بسائر نعم الله التي جعلها التي جعلها الله في يد من لا نصيب لهم في الاخرة عاشرا النفاق جالب لجميع الافات في الدين والدنيا ومبطل لجميع الخيرات في الدين والدنيا اذ انهم لا ينتفعون من افعال البر يوم القيامة وان نعم الدنيا التي عندهم سبب عذابهم وبلائهم هذه عشر المنافقون يعذبون على اموالهم في الدنيا والاخرة وقد نبه على عذاب الاخرة بعلته. وهو زهوق انفسهم على الكفر لان من مات كافرا عذب في الاخرة لا محالة تاني عشر من طلب الدنيا وحدها ال امره في الدين الى النفاق واما من طلب الدنيا بقدر ما بقدر ما اذن الله فيه وكان غرضه من الدنيا ان يتوسل الى مصالح الدين فهو الطريق الحق وعلى المؤمن ان يكون راضيا بقضاء الله في كل اموره ثالث عشر على المؤمن ان يقتنع بكسبه وما يناله بحق من صدقة ونحوها وعليه ان يوجه قلبه الى ربه ولا يرغب الا اليه رابع عشر لا ينبغي للعبد ان يكون رضاه وغضبه تابعا لهوى نفسه الدنيوي وغرضه الفاسد بل ينبغي ان يكون هواه تبعا لمرضاة الله تعالى خامس عشر على المرء ان يجعل الرضا والتوكل ديدنه فهما يكتنفان المقدور فالتوكل قبل وقوعه والرضا بعد وقوعه ثالث عشر الزكاة ليست تطوعا من المزكية ولا تفضلا منه بل هي فريضة محتمة سابع عشر ان الذي ينبغي ان تقسم الصدقات عليه هو الموصوف باحدى الصفات المذكورة دون غيره. لان سبب الاستحقاق صلاح الدين وصلاح اهله لا الفساد وان المنافقين لا يستحقونها لانه ليس منهم سوى الفساد هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته