ايحبه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض وانما جعل الله لهم ودا لانهم ودوه فوددهم الى اوليائه واحبابه المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. المتر ان ارسلنا الشياطين ازا وهذا من عقوبة الكافرين انهم لما لم يعتصموا بالله ولم يتمسكوا وبحبل الله بل اشركوا به ووالوا اعداءه من الشياطين. سلطهم عليهم وقيدهم لهم. فجعلت الشياطين تؤزهم الى المعاصي وتزعجهم الى الكفر ازعاجا. فيوسوسون لهم ويوحون اليهم ويزينون لهم الباطل. ويقبحون لهم الحق. فيدخل حب الباطل في قلوبهم ويتشربها. فيسعى فيه سعي المحق في حقه. فينصره بجهده ويحارب عنه. ويجاهد اهل الحق في سبيل الباطل وهذا كله جزاء له على توليه من وليه وتوليه لعدوه جعل له عليه سلطان. والا فلو امن بالله وتوكل عليه لم يكن له عليه سلطان كما قال تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون اما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون فلا تعجل عليهم اي على هؤلاء الكفار المستعجلين بالعذاب. انما نعد لهم عدا. اي ان لهم اياما معدودة لا يتقدمون عنها ولا يتأخرون. نمهلهم ونحلم عنهم مدة ليراجعوا امر الله. فاذا لم ينجح فيهم ذلك اخذناه هم اخذ عزيز مقتدر. يخبر تعالى عن تفاوت الفريقين المتقين والمجرمين. وان المتقين له باتقاء الشرك والبدع والمعاصي. يحشرهم الى موقف القيامة مكرمين. مبجلين معظمين وان مآلهم الرحمن وقصدهم المنان وفودا اليه. والوافد لا بد ان يكون في قلبه من الرجاء وحسن الظن بالوافد اليه ما هو معلوم؟ فالمتقون يفدون الى الرحمن راجين منه رحمته وعميم احسانه. والفوز بعطاياه في دار رضوانه وذلك بسبب ما قدموه من العمل بتقواه واتباع مراضيه. وان الله عهد اليهم بذلك الثواب على السنة رسله. فتوجهوا الى ربهم مطمئنين به واثقين بفضله. واما المجرمون. فان انهم يساقون الى جهنم وردا اي عطاشا. وهذا ابشع ما يكون من الحالات. سوقهم على وجه الذل والصغار الى اعظم سجن وافظع عقوق عقوبة وهو جهنم في حال ظمأهم ونصبهم يستغيثون فلا يغاثون ويدعون فلا يستجاب لهم ويستشفعون فلا يشفع لهم لهم ولهذا قال لا يملكون الشفاعة اي ليست الشفاعة ملكهم ولا لهم منها شيء. وانما هي لله تعالى قل لله الشفاعة جميعا وقد اخبر انه لا تنفعهم شفاعة الشافعين. لانهم لم يتخذوا عنده عهدا بالايمان به وبرسله. والا فمن اتخذ عنده عهدا امن به وبرسله واتبعهم فانه ممن ارتضاه الله وتحصل له الشفاعة كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وسمى الله الايمان به واتباع رسله عهدا. لانه عهد في كتبه وعلى السنة رسله بالجزاء الجميل لمن اتبعهم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. وهذا تقبيح وتشنيع لقول المعاندين الجاحدين. الذين زعموا ان الرحمن اتخذ لدى كقول النصارى المسيح ابن الله واليهود عزير ابن الله والمشركين الملائكة بنات الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. اي عظيما وخيما من عظيم امره انه السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخرون جبال قال تكاد السماوات على عظمتها وصلابتها يتفطرن منه اي من هذا القول وتنشق الارض منه اي تتصدع وتنفث وتخر الجبال هدا لتندك الجبال ان دعوا للرحمن اي من اجل هذه الدعوة القبيحة تكاد هذه المخلوقات ان يكون منها ما ذكر ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. والحال انه ما ينبغي اي لا يليق ولا يكون للرحمن ان يتخذ ولدا وذلك لان اتخاذه الولد يدل على نقصه واحتياجه. وهو الغني الحميد. والولد ايضا من جنس والده والله تعالى لا شبيه له ولا مثل ولا سمي اي دليلا موقادا غير متعاص ولا ممتنع. الملائكة والانس والجن وغيرهم الجميع مماليك متصرف فيهم ليس لهم من الملك شيء ولا من التدبير شيء. فكيف يكون له ولد وهذا شأنه عظمة ملكه. لقد اي لقد احاط علمه بالخلائق كلهم اهل السماوات والارض واحصاهم واحصى اعمالهم. فلا يضل ولا ينسى ولا تخفى عليه خافية فردا. اي لا اولاد ولا مال ولا انصار. ليس معه الا عمله. فيجازيه انه يوفيه حسابه ان خيرا فخير وان شرا فشر. كما قال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اولا مرة هذا من نعمه على عباده الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح ان وعدهم ان يجعل لهم ودا اي محبة وودادا في قلوب واهل السماء والارض. واذا كان لهم في القلوب ود تيسر لهم كثير من امورهم. وحصل لهم من الخيرات والدعوات والارشاد والقبول والامامة ما حصل. ولهذا ورد في الحديث الصحيح ان الله اذا احب عبدا نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه لتبشر به المتقين يخبر تعالى عن نعمته تعالى وان الله يسر هذا القرآن الكريم بلسان الرسول محمد محمد صلى الله عليه وسلم يسر الفاظه ومعانيه ليحصل المقصود منه والانتفاع به لتبشر به المتقين بالترغيب في المبشر به من الثواب العاجل والاجل. وذكر الاسباب الموجبة للبشارة. وتنذر به قوما لدا. اي شديدين في باطلهم. اقوياء في كفرهم فتنذرهم فتقوم عليهم الحجة وتتبين لهم المحجة فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ثم توعدهم باهلاك المكذبين قبلهم. فقال وكم اهلكنا قبلهم من قرن من قوم نوح وعاد وثمود وفرعون. وغيرهم من المعاندين المكذبين. لما استمروا في طغيانهم اهلكهم الله فليس لهم من باقية والركز الصوت الخفي اي لم يبق منهم عين ولا اثر بل بقيت اخبارهم عبرة للمعتبرين واسمارهم عظة للمتعظين