باب ذكر الموت وقصر الامل. قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت. وانما اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وقال تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غداه وما تدري نفس باي ارض ان تموت. وقال تعالى فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله اه ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. وانفقوا مما رزقناكم من قبل كي يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها. والله خبير بما تعملون وقال تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم ابعثون فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون. الم تكن اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون. الى قوله تعالى كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثوا ثم يوما او بعد يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. وقال تعالى الم قل الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون. والايات في الباب كثيرة معلومة وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كان انك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح اذا اصبحت فلا تنتظر المساء. وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. وعن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه ايه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم يبيت ثلاث ليال. قال ابن عمر ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك الا بوصيتي وعن انس رضي الله عنه قال اخط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال هذا الانسان وهذا اجله. فبينما هو كذلك اذ جاء الخط الاقرب. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى واسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث النبوية كلها تدل على ينبغي للمؤمن ان يتذكر الموت وان يكون على باله وان يعد العدة وان يحذر طول الامل فانه ربما اول الامل ففرط في العمل فينبغي لها ان يحذر هجوم الموت وان يعد العدة لان لا يجري متى يهجم عليه الاجل هل يصبح هل يمسي؟ ما يدري. العلم عند الله قال تعالى ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تجزي نفس ماذا تكسب غدا. وما تدري نفس باي ارض تموت. ويقول عز وجل كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. قال جل وعلا اذا فجاء اجلهم فلا يستعرون ساعة ولا يستقدمون. قال تعالى ولن يؤخر الله نفسا اذا جاءها اجلها. وقال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا كتابا من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. قال تعالى وتزودوا فان خرزات التقوى والتقوى يا اولي الالباب والله عز وجل في كتابه العظيم اوصى العباد بان يتقوه وان يعدوا العدة وان يحذروا طول الامل بل يكون الانسان هذا حذر فكم من مخارج من بيت لم يرجع وكم من مصلح لم يمسي وكم من مسلم من موسى لم يصبح وانتم تنظرون الان الحوادث في السيارات وغيرها فالانسان لا يدري متى يهجم عليه الاجل متى ينتقل من هذه الدار فالحزم والكيس ان يعد العدة وان يحذر وان يكون دائم على حذر في ليله ونهاره في اداء الفرائض وترك المحارم وتزود من الخير والاحسان الى الناس وحفظ لسانه وجوارحه عما حرم الله. يقول ابن عمر رضي الله عنه اخذ الرسول منكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل معلوم ان الغريب اذا مر البلد ما يشتغل الا بشيء اللي يحتاجه كان بيحتاج زيادة زاد زهاب هذا ولا هو سائل الى بلده هكذا شأن غريب وعابر السبيل فانت في الدنيا غريب وعابر شبيه تزود منها للاخرة فالدار امامك ولهذا كان البعض يقول اذا امسيت فلا تنسبه واذا اصبحت يوصي اصحابه وكل من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. هكذا ينبغي المؤمن ويقول صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم ما حق امرئ مسلم له شيء يريد ان يوصيه يبيت ولا يتيم الا وصيته مكتوبة عنده. يعني اذا كان عنده شيء يريد ان يوصي فيه بالوصية حتى لا يهجم عليه الاجل وهو لا يدري عليه حقوق عليه ديون ما عليها وثائق يثبتها للناس شيء يوصي به يوصي بوقف بشيء لاحد يبادر به قبل ان يهجم عليه الاجل كذلك مثل النبي صلى الله عليه وسلم واجل بث الانسان واجله خطوط وبين فيها الافات التي تحيط بالانسان والخط الذي في اجله فبينما هو يسير في دنياه واعماله اذ هجم عليه الخط القصير هذا الخط الادنى وهو الاجل والخطوط ها هنا وها هنا افات وحوادث ما يدري ماذا يصيبه منها فانت يا عبد الله لا تدري متى يهجم الاجل ومتى او في الخط القصير الذي هو موتك فالحزم والكيأس منك ان تكون دما دائما في ليلك ونهارك وفي جميع ساعاتك متأهل لنزول الاجل على اهبة من توبة صادقة وعمل صالح وتقوى لله وحذر من حقوق الناس ومن مظالم الناس حتى تنتقل وانت سليم ووفق الله الجميع