بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم باخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم باخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون انتم يا معشر المنافقين بالكفر والاستهزاء مثل الامم المكذبة من قبلكم كانوا اعظم قوة منكم واكثر اموالا واولادا فتمتعوا بنصيبهم المكتوب لهم من ملذات الدنيا وشهواتها فتمتعتم انتم ايها المنافقون بنصيبكم المقدر لكم من ذلك مثل تمتع الامم المكدبة السابقة بنصيبهم وخبتم في التكذيب بالحق والطعن في الرسول مثل خوضهم في التكذيب به والطعن على رسلهم اولئك المتصفون بتلك الصفات الذميمة هم الذين بطلت اعمالهم لفسادها عند الله بالكفر وهم الخاسرون الذين خسروا انفسهم بايرادها موارد الهلاك اذا في هذه الاية الكريمة ربنا جل جلاله يقول كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون والذي يتأمل حينما هذه الامة من الله عليها بالكتاب وبالسنة وتجد ما الذي صدق كثير من الناس عن فهم القرآن ظنهم ان الذي فيه من قصص الاولين واخبار المثابين والمعاقبين من اهل الاديان اجمعين ان ذلك انما مقصوده الاخبار والقصص فقط كلها وليس كذلك فالمقصود هذه القصص الاعتبار والتنبيه لمشاهد متكررة في هذه الامة من نظائر جميع اولئك الاعداد وتلك الاحوال والاثار اذا الانسان عليه ان يعتبر بقصص السابقين وحينما تنظر في مناسبة هذه الاية كالذين من قبلكم لما كان حال المنافقين في الاقبال على هذه الدنيا العاجلة لكونها حاصلة وتجدهم ايضا معرضين عن العاقبة وهي الاخرة. لماذا؟ لانها غائبة مشابها لحال من كان قبلهم من الامم الخالية والقرون الماضية بين لهم ذلك وختم ببيان سوء احوالهم وقبح مآلهم لتلاشي اعمالهم وهذا هو السبب الذي جعل المنافقين يغرقون في باطلهم انهم لم يتفكروا بالاخرة. فربنا قال كالذين من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اقوالا واولادا اي فعلتم ايها المنافقون والكفار كفعل الذين من قبلكم لكن ما الذي سيحصل؟ سينزل بكم من العقوبات مثل ما نزل بهم علما ان السابقين كانوا اقوى فقد كان اقوى منكم واكثر منكم اموالا واولادا وتأمل في ما يتعلق بما جعل من انشغال الناس بشهوات الدنيا. قال فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من من قبلكم بخلاقهم. اي تمتع كفار الامم الماضية بنصيبهم المقدر لهم من الدنيا وشهواتها مؤثرين له على نعيم الاخرة فتمتعتم ايها الكفار وايها المنافقون لنصيبكم من شهوات الدنيا واعرضتم عن الاخرة كذلك. كما تمتع الكفار الذين من قبلكم بنصيبهم وهذه الشهوات التي خلقها الله تعالى خلقها لحكمة والمحرم هو الاعتداء فيها قال وخبتم كالذي خاضوا. لما ذكر الشهوات ذكر الشبهات لما بين تعالى مشابهة هؤلاء المنافقين لاولئك المتقدمين في طلب الدنيا وفي الاعراض عن طلب الاخرة بين حصول المشابهة بين الفريقين في تكذيب الانبياء وفي المكر والخديعة والغدر بهم فقال الله تعالى عنهم وخضتم كالذي خاضوا ايوة خضتم ايها الكفار والمنافقون في الكفر والكذب والباطل والشبهات والاستهزاء متل الخوض الذي خاضه اصحاب الامم السابقة لكن ما النتيجة لاولئك حتى يدرك هؤلاء المخاطبون عاقبة امرهم. قال اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة اي اولئك الذين تمتعوا بشهوات الدنيا وخاضوا في الباطل بطلت اعمالهم في الدنيا والاخرة فلا يقبلها الله تعالى منهم ولا يثيبهم عليها. اذا خسر الدنيا لم ينتفع من حياته وخسر الاخرة ثم قال تعالى واولئك هم الخاسرون اي واولئك هم المغبونون بحرمان الخير العاجل والآجل وحصول في الدنيا والاخرة اذا هكذا ينبغي على الانسان ان يحذر الامر غاية الحذر على الانسان ان يحذر الامر غاية الحذر وتأمل هنا فاستمتعوا بخلاقهم اي بنصيبهم في الدنيا. والخلاق هو النصيب والحظ من الخير. ولذلك ربنا جل جلاله يعطي كل انسان هو وشيء فينبغي على الانسان ان يضع هذه النعم في محلها قال وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. واولئك هم الخاسرون. طبعا جاء هنا واولئك هم الخاسرون ببيان خسرانهم الكبير ثم قال الله تعالى الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدينة والمؤتفجات اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون الم يأت هؤلاء المنافقين خبر ما فعلته الامم المكذبة وما فعل بها من عقاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم ابراهيم واصحاب مديم وقرى قوم لوط جائتهم رسلهم بالبراهين الواضحة والحجج الجلية فما كان الله ليظلمهم فقد انذرتهم رسلهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون بما كانوا عليه من الكفر بالله وتكذيب رسله اذا الم يأتهم هذا استفهام للتقرير والتحبير استفهام الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعادل وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدينة والمؤتفكات اي مدائن قوم لوطت به اي انقلبت واصل افك يدل على قلب الشيء وصرفه عن جهته اتتهم رسلهم بالبينات اي بدلائل الصدق والحق ولذلك طالب العلم ينصر هذا الدين ويبين دلائل الحق وينشر هدي النبي صلى الله عليه وسلم وينشر دلائل النبوة لان كل انسان مكلف بان يقوم بواجب الرسول صلى الله عليه وسلم اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم فما كان الله ليظلمهم. هذا تأكيد ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم ولا يهضم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. هذا التعيس الذي ظلم نفسه عياذا بالله. باي شيء ظلموا انفسهم اي بالكفر والتكذيب وترك شكره تعالى وصرفهم نعمه الى غير ما اعطاهم اياها لاجله. فاستحقوا ذلك العذاب كانوا انفسهم يظلمون وهنا تأمل كانوا انفسهم يظلمون. يعني فعل ماضي كانوا يظلمون فعل مضارع معناه انهم يستمرون في ذلك. ولذلك الكافر مخلد بالنار انه قد نوى ان يبقى على حاله والمؤمن عمله باقي لانه ايضا ينوي البقاء على طاعة الله سبحانه وتعالى اذا هذه الاية يعني مناسبتها لما قبلها فربنا جل جلاله لما شبه المنافقين بالكفار المتقدمين في الرغبة في اي شيء في الدنيا وتكليب الانبياء كان لفظ الذين من قبلكم فيه ابهام نص على طوائف باعيانها ستة لانهم كان عندهم شيء من انبائهم وكانت بلادهم قريبة من بلاد العرب. وكانوا اكثر الامم عددا وانبياؤهم اعظم الانبياء فقال تعالى الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم اي الم يسمع المنافقون والكفار خبر احلاجنا الامم الكافرة الماضية ثم بين ربنا جل جلاله من اولئك الامم؟ فقال قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدينة والمؤتفجات. اي قوم نوح وعادل قوم هود وثمود قوم صالح وقوم ابراهيم واهل مدين قوم شعيب واهل قرى قوم لوط التي انقلبت بهم فصار اعلاها اسفلها اتتهم رسلهم بالبينات اي جاء تلك الامم جاءت تلك الامم رسل الله بالمعجزات الواضحات فكذبوا الرسل فاهلكهم الله تعالى ومن يقرأ القرآن يجد الايات كثيرة في بيان الامم التي اهلكها الله تعالى كما في سورة ابراهيم الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم بالبينات وتأمل هنا لا يعلمه الا الله فهم كثر ولكن الله سبحانه وتعالى ذكر القريبين من العرب الذين كانت اخبارهم معروفة ثم قال تعالى فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون اي فما كان الله ليظلم تلك الامم المكذبة باهلاكهم قبل اقامة الحجة عليهم ولكن كانوا يظلمون انفسهم بالكفر بالله وعصيانه وتكذيب رسله فاستحقوا عقابه كما قال تعالى ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون. اذا السعيد الان من يقوم بدعوة الخلق الى الله تعالى لاجل ان يكون حجة لله على الناس ولاجل ان يسعى على فكاك الناس اجمعين فاذا نويت هذه النية كتب الله لك ويتبع ما يشتهي وسمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه في النار وآآ الاعتقاد الباطن واتباع الهوى اصل كل شرط وفتنة وبلاء وبهما الرسل فعلى المؤمن ان يحذر صنفين ان يحذر صاحب هوى اجرا على عدد الناس طبعا انت حينما تنوي لا بد ان تقوم باعمال وهذه الاعمال يعني تدل على صدق النية نعم ثم قال تعالى بعد ان ذكر حال المنافقين ذكر حال المؤمنين ونحن نعلم بان القرآن مثاني. قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولى رياء بعد يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسولهم اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم انصار بعض والمؤمنون والمناة بعضهم انصار بعض واعوانهم لجمع الايمان بينهم. يأمرون بالمعروف وهو كل محبوب الى الله تعالى من وجوه طاعته في التوحيد وينهون عن المنكر وهو كل ما ابغضه الله تعالى من المعاصي كالكفر والربا ويؤدون الصلاة كاملة على اكمل وجه ويطيعون الله ويطيعون رسوله اولئك المتصفون بهذه الصفات الحميدة سيدخلهم الله في رحمته اللهم اجعلنا منهم يا رب وارحمنا في هذه الساعة وفي جميع الساعات واجعل خير ايامنا يومنا نلقاك يا ارحم الراحمين ان الله عزيز لا يغالبه احد. حكيم في خلقه وتدبيره. اذا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعد طبعا هنا عبر في جانب المؤمنين والمؤمنات بانهم اولياء بعض للاشارة الى ان اللحمة الجامعة بينهم هي ولاية الاسلام فهم فيها على السواء ليس واحد منهم مقلدا للاخر ولا تابعا له على غير بصيرة لما في معنى الولاية من الاشعار بالاخلاص والتناصر بخلاف المنافقين. فكان بعضهم ناشئ ان يعني من بعض في مدامهم اذا الولاية بين المؤمنين. نعم بعضهم اولياء بعض اي قلوبهم متحدة بالتواد والتعاطف والتراحب والتناصر يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هذه الخصلة هي اعظم الخصال ويقيمون الصلاة والصلاة هي اعظم المعروف. لما ذكر المعروف ذكر بعض افراد المعروف والصلاة والصلاة اعظم معروف وهي مقابلة لما سبق من خصال المنافقين نسوا الله فنسيهم ولذا ربنا قال عن الصلاة قال واقم الصلاة لذكري فقال هنا ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة فخصص اقامة الصلاة وايتاء الزكاة من جملة العبادات لكونهما الركنين العظيمين فيما يتعلق بالابدان والاموال. ولان في الاخلاص تحقيق لان في الصلاة تحقيق الاخلاص لله ولان في الزكاة تحقيق الاحسان للعبيد وسر السعادة في هذه الدنيا ان يكون الانسان مخلصا لله محسنا بعبيد الله سبحانه وتعالى ويطيعون الله ورسوله. اي عموما اولئك سيرحمهم الله. طبعا اولئك اسم اشارة للدلالة على ان ما سرد اسم الاشارة يعني صاروا احرياء به من اجل الاوصاف المذكورة قبل اسم الاشارة سيرحمهم الله. نسأل الله رحمته ان الله عزيز حكيم. فربنا جل جلاله ختم الاية ان الله عزيز حكيم تعليل لجبلة سيرحمهم الله فانه تعالى لعزته ينفع اولياءه وانه لحكمته يضع الجزاء لمستحقيه ولذلك هذه الايات يعني يقف الانسان عندها مليا معظما اياها منتفعا بها ويكثر منها ما يتعلق بامر المؤمنين اذا يخبر تعالى ان المؤمنين والمؤمنات بعضهم انصار بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤدون الصلاة المفروضة كما يجب ويعطون الزكاة لمستحقيها ويتحرون في ذلك ويفرحون لما يعلمون مستحقا فيعطونهم ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله تعالى ان الله عزيز حكيم ويخبر تعالى انه وعدهم جنات تجري من تحتها الانهار كما في الاية التي نقرأها الان فقال وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم وعد الله المؤمنين بالله والمؤمنات بهم ان يدخلهم يوم القيامة جنات تجري الانهار من تحتها تجري الانهار من تحت قصورها. طبعا اجمل مناظر مناظر الماء مع الشجر ما كتب فيها دائما لا يموتون فيها ولا ينقطع نعيمهم ووعدهم ان يدخلهم مساكن حسنة في جنات اقامة شوف الدنيا مهما تنعم بها الانسان يتنغص بانه سيرحل عنها او ان النعيم الذي عنده سيرحل عنه في حياته قبل وفاته ورضوان يحله الله تعالى اكبر من ذلك كله. ذلك الجزاء المذكور هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز فتأمل اخي الكريم هذه قال رضوان من الله ورضوان من الله يحله على اهل الجنة اكبر مما هم فيه من النعيم فان نعيمهم لم يطب الا برؤية الله سبحانه وتعالى. ورضوانه عليهم ولان الغاية التي امها العابدون وقصدوها والنهاية التي سعى نحوها المحبون رضا رب الارض والسماوات فهو اكبر من جنات النعيم نعم فربنا جل جلاله يخبر انه وعد جنات تجري من تحت اشجارها الانهار ما كثينا فيها ابدا ووعدهم ان يسكنهم منازل حسنة لا عيب فيها في جنات اقامة دائمة والانسان يرزق في بيت او في شقة قد يؤذى من جيرانه ليلهم تحته او فوقه او من هم بجواره او لا يستطيع ان يأخذ راحته فهذه العيوب تذكره بان منازل الاخرة ليس فيها عيوب فكل عيب في الدنيا يمر بالانسان يستذكر الكمال الذي اعده الله تعالى لعباده. اذا ووعدهم ان يسكنهم منازل حسنة. لاعب فيها في جنات اقامة دائمة لا يخرجون منها ورضوان منه تعالى عن المؤمنين والمؤمنات اعظم من نعيم الجنة. ذلك الذي وعد الله به المؤمنين والمؤمنات هو الفوز العظيم عظيم الانسان عليه ان يطلب ما عند الله سبحانه وتعالى من هذا الخير ولذلك لما وصف الله تعالى المنافقين بالاعمال الفاسدة والافعال الخبيثة ذكر عقبه انواع الوعيد في حقهم في الدنيا والاخرة. وذكر وعده في هذه الاية كون المؤمنين موصوفين بصفات الخير واعمال البر وهي ضد صفات المنافقين وايضا ذكر ربنا جل جلاله ما اعده الله لعباده ملاعن رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولما بين سبحانه وتعالى ان المنافقين بعضهم من بعض ما توعدهم به وما استتبعه من تهديدهم باهلاك من شابهوه وختم بما سبب هلاكهم من اصرارهم وعدم اعتبارهم عطف ربنا جل جلاله ببيان حال المؤمنين ترغيبا في التوبة وطمعا في مثل حالهم. فالمؤمن يسعى تتأمل هذه الايات والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. ما اجمل المحبة في الله اي واما المؤمنون والمؤمنات فبعضهم انصار بعض متحابون في الله متعاطفون غير متفرقين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وتأمل هذه الخصة العظيمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اي المؤمنون والمؤمنات يأمرون الناس بكل خير يحبه الله من الايمان والعمل الصالح وينهونهم عن كل شر يبغضه الله من الكفر والشرك والمعاصي ولذلك هذه الخصال ينبغي على الانسان ان ان يتخلق بها وان يجاهد نفسه عليها وان يكون الانسان امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر دالا الى الخير بل حتى في حاله في تصرفه مع اهل بيته مع جيرانه كن مطبقا لاجل ان يؤثر بهم. وتأمل ويقيمون الصلاة فيؤتون الزكاة ايوة يؤدون الصلوات المفروضة بشروطها واركانها وسننها. ويعطون زكاة اموالهم لمستحقيها ويتحرونها وتأملوا يطيعون الله ورسوله اي ويلازمون طاعة الله تعالى فيما امرهم به او نهاهم عنه ويلازمون طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام فيما امرهم به ونهاهم وتجدهم يتعلمون حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ويتحرون صحيحه من ضعيفه وينشرونه بين الانام وتأمل البشارة التي بشرهم الله بها قال اولئك سيرحمهم الله اي هؤلاء الذين هذه صفتهم فيرحمهم الله في الدنيا والاخرة وتأمل من الذي يرحمهم؟ يرحمهم العزيز الحكيم سبحانه وتعالى فقال ان الله عزيز حكيم اي ان الله تعالى ذو عزة فمن اطاعه اعزه ومن عصاه وكفر به فانه ينتقم منه لا يمنعه منه مانع ولا ينصره منه ناصر فهو قوي قاهر حكيم في انتقامه منهم في جميع ما يفعله فيضع كل شيء في موضعه اللائق به. فربنا جل جلاله بحكمته اذا ختمت هذه الصفحة لكلمة بهذه الاية وانا اكرر قراءتها عسى الله ان يجعلني واياكم من اهلها وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. اي بشارة اعظم من هذه البشارة لما ذكر الله تعالى الوعد في الاية الاولى على سبيل الاجمال ذكره في هذه الاية على سبيل التفصيل وذلك لانه تعالى وعد بالرحمة ثم بين في هذه الاية ان من من رحمته هذه الاشياء وايضا لما اعقب المنافقين بذكر ما وعدهم به من نار جهنم اعقب المؤمنين بذكر ما وعدهم به من نعيم الجنان وايضا لما ذكر الله تعالى كون المؤمنين موصوفين بصفات الخير واعمال البر ذكر بعده انواع ما عد الله لهم من ثواب الدائم والنعيم المقيم كي لا يفرط الانسان في الاعمال الصالحة وقد قلنا في مجالس متعددة ان التفريط في الاعمال الصالحة مرض خطير اخطر من مرض كورونا الموجود الان واخطر من مرض السرطان والعياذ بالله وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها اي وعد الله المؤمنين والمؤمنات بساتين تجري من تحت اشجارها انهار الجنة ما جزئين فيها ابدا كما قال ربنا جل جلاله والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا. تأمل ومساجدنا طيبة في جنات عدن الله سبحانه وتعالى اسكننا في ديارنا بيت ولما جئنا في غربتنا اسكننا الله تعالى بيتا فاسأل الله تعالى ان يسكن من اسجننا في اعاء الجنان ومساكن طيبة في جنات عدن. اي ووعد الله المؤمنين والمؤمنات ان يسكنهم منازل حسنة لا عيب فيها مبنية في بساتين اقامة دائمة لا يخرجون منها مع الاحاديث في ذكر الجنة كثيرة منها ما قال به النبي صلى الله عليه وسلم جنتان من فضة انيتهما وما فيهما ثاني من ذهب انيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم الا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن. الاحاديث في وصف الجنة كثيرة وقال ان للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها اهل يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا. وتأمل هذه جنان اللؤلؤ وان المرأة التي لا تصخب على زوجها ولا تقهره ولا تؤذيه وتهيئ له الجو الملائم تنال ما تنال كما نالت خديجة حينما بشرت ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب. فكما انها اراحت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم اراحها الله تعالى ببيت من لؤلؤ وتأمل هذه الاية ورضوان من الله اكبر. اي ورضى الله تعالى عن المؤمنين والمؤمنات اعظم وافضل مما هم فيه من نعيم الجنة ولذلك يقول جابر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل هل تشتهون شيئا فازيدكم؟ فيقولون ربنا وما فوق ما اعطيتنا يقول رضواني اكثر فرضوان الله تعالى هو اعظم رضوان وتأمل كيف كتمت هذه الاية بل كيف ختمت هذه الصحيفة حتى نعلم ان النجاة بالتمسك بكتاب الله تعالى اي قال ذلك هو الفوز العظيم. اي ما وعد الله تعالى به المؤمنين والمؤمنات من النعيم والرضوان في الاخرة هو النجاة العظيمة والظفر الكبير لا اكبر ولا اعظم منه اذا ينبغي على الانسان ان يتدبر اياته هذا القرآن وان يعمل بها من فوائد الايات سبب العذاب للكفار والمنافقين واحد في كل العصور وهو ايثار الدنيا على الاخرة والاستمتاع بها وتكذيب الانبياء والمكر والخديعة والغدر اهلاك الامم والاقوام الغابرة بسبب كفرهم وتكذيبه في الانبياء فيه عظة وعبرة للمعتبرين من العقلاء. العبرة ايها الاخوة سميت عبرة لان الانسان يعبر بها من مواطن الهلاك الى مرأف النجاة اهل الايمان رجالا ونساء امة واحدة مترابطة متعاونة متناصرة قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف رضا رب الارض والسماوات اكبر من نعيم الجنات لان السعادة الروحانية افضل من الجسمانية. هذه هي الفوائد اربع فوائد ذكرها الاخوة في هذا الكتاب المختصر في التفسير وبالامكان النظيف. اولا النجاة في الحياة الدنيا وفي الاخرة انما باتباع ما جاء به المرسلون ولكن تتأمل ربنا جل جلاله قال اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم اذا الانسان يتبع ما جاء به الرسول ويعتصم بالكتاب ويعتصم بالسنة ثانيا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من ابرز الصفات التي تميز بين المؤمنين والمنافقين فينبغي على الانسان ان يتحلى بهذه الصفة. عسى الله ان يخلصه من خصلة من خصال المنافقين ثالثا في قوله فاستمتعتم وخضتم خبر عن وقوع ذلك في الماضي. وهو ذم لمن يتصف به ويفعله الى يوم القيامة وهذي مسألة تمر بالقراء كثيرا تمر بهم موعظة ونحذر الناس يقول هذه نزلت في الكفار نقول نعم انت خذ العبرة واحذر هذه الخصلة التي ذكرها الله تعالى في اولئك نعم رابعا فساد دين الرجل اما بالاعتقاد الباطل والتكلم به والعمل بالباطل. وهذا هو البدع والثاني اتباع الهوى ان الانسان يتبع هواه فتنته هواه وان يحذر صاحب دنيا اعجبته دنياه واحد لم حينما تتأمل سورة الفاتحة كل ما تقرأها تجد ان سورة الفاتحة قد حذرت من هذين النوعين وانت تسأل الله تعالى ان يجنبك طريقة هؤلاء سادسا الاستمتاع بالشهوات المحرمة. داء العصاة والشبهات داء المبتدعة والانسان يجعل نفسه على ما يحبه الله حتى في قلبه يجعل قلبه على ما يحبه الله وعلى ما يريده الله سادسا النفس المنحرفة تبطرها القوة فلا تتذكر بالله ولا بامر الله تعالى وتعميها النعمة فلا تنظر الى ان هذه النعمة ستزل. ولذلك الواجب على الانسان ان يعيش بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس حتى يعرف الانسان حقيقة نفسه سابعا التحذير من التشبه باهل العصيان ففي قوله جل جلاله فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم باخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون فهذا توبيخ من الله تعالى لمن تشبه باهل الشر في شيء من قبائلهم وكذلك الذي يجلس ينظر الى اهل الشر عليه ان يحذر هذا ثامنا على المرء ان يتذكر وان يأخذ العظة بما قرب منه اكثر فربنا جل جلاله ذكر الامم القريبة. قال الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدين واصحاب المدينة والمؤتفجات اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم. ولكن كانوا انفسهم يظلمون فعلى المرء ان يتذكر ويأخذ العظة بما قرب منه اكثر فان الله خص هؤلاء بالذكر لما عند العرب من اخبارهم وقرب ديارهم تاسعا المؤمن يحب المؤمن وينصره بظهر الغيب. وان ثناءت بهم الديار عاشرا هذه الامور الخمسة المذكورة من صفات المؤمنين والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف واحد وينهون عن المنكر اثنين ويقيمون الصلاة ثلاثة ويؤتون الزكاة اربعة ويطيعون الله ورسوله هذه الامور الخمسة بها ينماز المؤمن عن المنافق فالمنافق يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف والمؤمن بضده والمنافق لا يقوم الى الصلاة الا مع الكسل. والمؤمن بضده والمنافق يبخل بالزكاة وسائر الواجبات والمؤمنون يؤدون الزكاة والصدقات المنافق يتخلف عن الجهاد والمؤمن يسارع لنصرة دين الله تعالى وتأمل الان كثير من الاعلام والعياذ بالله يتوجه الى طريقة اهل النفاق هذي عشر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سياج حفظ الفضائل هو منع بشو الرذائل وهو صمام الامة للاسرة والمجتمع من كل شر. ولذلك تأمل هذا الان الثالوث الفضائيات والهواتف وآآ الخطوط الاثيرية والفضائيات والانترنت. هذا الثالوث لا يستطيع الانسان ان يجنب نفسه من الشر حتى يزرع في قلبه مراقبة الله سبحانه وتعالى ثاني عشر وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست خاصة بالرجال بل على النساء كذلك وكيف طبعا هذا يكون خاصا في حقول النساء ومجامعهن وانت تجري الاية والمؤمنون والمؤمنات ثالث عشر لا يجوز اجتماع طائفة وتحزبهم على التناصر مطلقا بحيث ينصر بعضهم بعضا في الحق والباطل فمن الواجب على الجميع اتباع بل واجب على الجميع اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون اخوة يجب موالاة بعضهم بعضا رابع عشر رضى الله عن العبد اكبر من الجنة وما فيها لان الرضا صفة الله والجنة خلقه وهذا الرضا جزاء على رضاهم عنه في الدنيا ولما كان هذا الجزاء افضل الجزاء كان سببه افضل اعمال. اذا الانسان لما يترك المعصية لله تعالى فهو راض عن امر الله تعالى في في الانتهاء عن المعاصي. لما الانسان يصبر على القدر المؤلم فهذا من رضاه عن ربه سبحانه وتعالى الانسان لما يؤدي الزكاة ويؤدي الصدقات ويؤدي الصيام ويؤدي القراءة هذا لرضاه عن امر الله سبحانه وتعالى فينبغي على الانسان ان يحقق هذه العبودية لينال هذا الجزاء الكبير خامس عشر رضوان الله اصل لجميع الخيرات ومنان رضا الله نال كل خير اعوذ بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته