بعد ان كانوا يظهرون الاسلام قال وهم بما لم ينالوا اي وهم المنافقون ان يفعلوا من الشر والفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم اين رجع من غزوة تبوك ما لم يستطيعوا الوصول اليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يا ايها الرسول جاهد الكفار بقتالهم بالسيف وجاهد المنافقين باللسان والحجة واشدد على الفريقين فهم اهل لذلك ومقرهم يوم القيامة جهنم وساء المصير مصيرهم في هذه الايات الكريمة في هذه الصفحة نمر عند الاية الاولى فربنا جل جلاله يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وهنا النداء لتعظيم امر النبي. يا ايها النبي ففيه تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي جاهد يأمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يجاهد الكفار والمنافقين وان يشدد عليهم بالقول والفعلي ومأواهم جهنم. طبعا جاهد الكفار والمنافقين واغلط عليهم. اي اشدد واصل غلظه يدل على ظد الرقة واغلظ عليهم ومأواهم اي مصيرهم ومثواهم ومقامهم ومسجنهم جهنم وبئس المصير فربنا جل جلاله يخبر ان المنافقين متل الكفار في وجوب الجهاد وان الله سبحانه وتعالى قد امر نبيه ان يجاهد المنافقين وان يجاهد الكفار قال ومصيرهم في الاخرة نار جهنم وبئس المكان الذي صاروا اليه فهذه الايات الكريمة يعني لما امر الله نبيه ومر في الايات السابقة كما مر معنا في المجلس السابق فيما يتعلق بموالاة المؤمنين قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض فلما ثبتت مولاة المؤمنين ومقاطعتهم للمنافقين والكافرين كان ما مضى من الترغيب والترهيب كافيا في الانابة وكان من لم يرجع بذلك عظيم الطغيان غريقا في الكفران اتبع ربنا جل جلاله الامر بوجوب قتالهم فقال يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين اي يا ايها النبي جاهد الكفار المحاربين بالسلاح وجاهد غير المحاربين منهم بالحجة وجاهد المنافقين بالسلاح ان اظهروا نفاقهم وبالحجة لرد شبهاتهم وباقامة الحدود على من يقع فيها منهم والنصوص كثيرة كما قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين وجاء في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراءه وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل وتأمل في الحديث قال ثم انها تخلف من بعدهم خلوف فتجد الاعداد الكبيرة من هؤلاء على كثير من القنوات. طبعا هنا خلوف يقول النووي اما الخلوف فبظم الخاء وهو جمع خلف لما نقول خلف اللي هو يعني الخالف بشرط. اما بالفتح خلف فهو الخالف بخير وثمة مسألة مهمة خلف اللي هو خالف الشرجم وهو خلف اما خلف يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله يا من خلف اللي هو خالف بالخير جمعه اخلاف وهذا يوجد في لغة القرآن ولا تجده في لغة اخرى بهذه الجمالية ثم قال الله تعالى لنبيه بعد ان امره بالجهاد قال واغلظ عليهم. اي واشدد يا محمد عليهم بالقول والفعل على الكفار والمنافقين وايضا روى البخاري في صحيحه من حديث انس رضي الله عنه قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عقل فاسلم فاجتووا المدينة يعني اي ضجروا منها وسقموا فيها فجتو المدينة فامرهم ان يأتوا ابل الصدقة فيشربوا من ابوالها والبانها ففعلوا فصحوا فارتدوا وقتلوا رعاتها واستاقوا الابن فبعث في اثارهم فاتي بهم فقطع ايديهم وارجلهم وسمل اعينهم. ثم لم يحسمهم حتى ماتوا فاذا نبينا صلى الله عليه وسلم يطبق ما امره الله تعالى به. وتأمل الاية ختمت بقوله قال ومأواهم جهنم وبئس المصير فربنا جل جلاله لما ذكر الله تعالى عذابهم في الدنيا بالجهاد والغلظة ذكر عذابهم في الاخرة ومأواهم جهنم اي مقر الكفار والمنافقين في الاخرة نار جهنم لا يخرجون منها قال وبئس المصير اي بئس المكان الذي صاروا اليه طبعا ربنا قال ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا كما في سورة النساء ثم قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يكوا خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير يحلف المنافقون بالله كاذبين. ما قالوا ما بلغك عنهم من السب لك. والعيب لدينك ولقد قالوا ما بلغك عنهم ما يكفرهم واظهروا الكفر بعد اظهارهم الايمان ولقد هموا بما لم يظفروا به من الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم وما انكر شيئا الا شيئا لا ينكر. وهو ان الله تفضل عليهم باغنائهم من الغنائم التي من بها على نبيه فان يتوبوا الى الله من نفاقهم تكن توبتهم منه خيرا لهم من البقاء عليه وان يتولوا عن التوبة وان يتولوا عن التوبة الى الله يعذبهم عذابا موجعا في الدنيا بالقتل والاسر ويعذبهم عذابا موجعا في الاخرة بالنار وليس لهم ولي يتولاهم فينقذهم من العذاب ولا ناصر يدفع عنهم العذاب اذا هذه الاية فيها سبب من اسباب ان الله قد امر نبيه بمجاهدتهم وهو انهم اظهروا الكفر بالقول وهم بشر ما يخري به من الفعل وهو الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر يحلفون بالله ما قالوا اي يحلف المنافقون بالله كذبا على انهم لم يتفوهوا بكلمة الكفر كسب النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في الدين ولقد نطقوا بكلمة الكفر التي ينكرون قولها اذا هم قد قالوا القول السيء وهموا بالفعل. قال وكفروا بعد اسلامهم اي واظهر المنافقون كفرهم بما قالوه من الكفر اذ عصمه الله تعالى منه. فربنا جل جلاله قد عصمه منهم ثم قال الله تعالى طبعا هنا هم بما لم ينالوا يعني يدل على انهم سعوا في ذلك فلم يصلوا الى مقصودهم فانه لم يقل هموا بما لم يفعلوا. لكن قال هموا وهموا بما لم ينالوا فصدر منهم قول وفعل ثم قال تعالى وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله ايها الحال ان المنافقين ما عابوا ولا انكر الا ما هو جدير حقا بالمدح والشكر والثناء وهو اغناء الله لهم من فضله. بسبب رسوله وبركة رسالته عليه الصلاة والسلام بعد ان كانوا فقراء فاغناهم الله تعالى بما جلبه يعني حلول النبي صلى الله عليه وسلم من اسباب الرزق بكثرة عمل المهاجرين وبوفرة الغنائم في الغزوات وبالامن الذي ادخله الاسلام فيهم اذ جعل المؤمنين اخوة فذهبت الضغائن التي كانت موجودة والثارات التي كانت بين الاوس والخزرج وهكذا فهذا كله من فضل الله سبحانه وتعالى. طبعا الفضل هو الزيادة بالبذل والسخاء. رزقنا الله تعالى من فضله اذا هؤلاء هكذا قال وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله وذلك تجد اهل السوء يعني يزدادون سوءا وما نقموا اي كرهوا وانكروا. طبعا اصل النقم ما يدل على انكار شيء وعيبه. اصل نقمه يدل على انكار شيء وعيبه ثم قال ربنا جل جلاله فان يتوبوا يك خيرا لهم اي فاي يتب المنافقون من نفاقهم وكفرهم يكن رجوعهم الى الحق خيرا لهم في دينهم ودنياهم واخرتهم كما قال تعالى فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ثم قال تعالى وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما. في الدنيا والاخرة اي وان يعرض المنافقون عن الايمان والتوبة ويستمر على النفاق يعذبهم الله عذابا مؤلما في الدنيا بالهم والحزن والخزي وبالقتل ان اظهروا نفاقهم ويعذبهم في الاخرة بعذاب النار ثم قال وما لهم في الارض من ولي ولا نصير اي وما للمنافقين في الارض كلها؟ اي ولي يتولاهم ولا نصير ينصرهم ويحصل لهم الخير ويدفع عنهم الشر نعم. ثم قال الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ومن المنافقين من عاهد الله قائلا لان اعطانا الله من فضله تنصدقن على المحتاجين ولنكونن من الصالحين الذين صلحت اعمالهم وهذا يحصل عند كثيرين يعي يعني يقولون اشياء ويعاهدون الله من شخص يكون في السجن ثم يعاهد ربه على شيء لكن لما يحصل ما يحصل له من النجاة لا يفعل. فليحذر الانسان فالانسان حينما يعاهده ربه عليه ان يأتي بالامر فاقول اياكم ونقظ الميثاق كثيرا ما نعاهد الله على فعل طاعة او ترك ذنب من الذنوب فاحذروا ان تنقضوا الميثاق وتأملوا قول قتادة عند قوله تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقهم ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض. اولئك هم الخاسرون فاياكم ونقض هذا الميثاق فان الله قد كره نقضه واوعد فيه وقدم فيه في اية القرآن حجة وموعظة ونصيحة واننا لا نعلم الله جل ذكره اوعد في ذنب ما اوعد في نقض الميثاق فمن اعطى الله عهده وميثاقه من ثمرة قلبه فليفي به لله وهنا ومنهم من عاهد الله الذين اتانا من فضله لنصدقن. اي ومن المنافقين من اعطى الله عهدا بقوله والله لان رزقنا الله من فضله لنخرجن الصدقة مما اعطانا. يحصل هذا كثير ولنكونن من الصالحين اي ولنكونن ان بسط الله علينا الرزق من جملة الصالحين الذين يؤدون حق الله تعالى ثم قال تعالى فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فلما اعطاهم الله سبحانه من فضله لم يف بما عاهدوا الله عليه. بل منعوا اموالهم فلم يتصدقوا بشيء وتولوا وهم معرضون عن الايمان اذا هذه ايات يقف عندها الانسان فلما اتاهم من فضله بخلوا به اي فلما رزقهم الله واعطاهم من فضله بخلوا بما اتاهم فلم ينفقوا منهم في حق الله ولم يتصدقوا بشيء منه كما حلفوا وتولوا وهم معرضون. اي وادبروا عن طاعة الله تعالى. والوفاء بعهده. معرضين ومنصرفين عن ذلك. ثم قال تعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فجعل عاقبتهم نفاقا ثابتا في قلوبهم الى يوم القيامة عقابا على اخلافهم لعهد الله وعلى كذبهم وتأمل هنا ها وبما كانوا يكذبون. جاء التعبير بالمضارع اشارة الى تكرره وانه كائن فيهم متمكن في انفسهم فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه اي فجعل الله عاقبة امرهم نفاقا كائنا في قلوبهم متمكنا منهم مستمرا فيهم الى يوم يلقون الله تعالى بموتهم وخروجهم من الدنيا. قال بما اخلف الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. اي فجعل الله في قلوبهم النفاق وحرمهم التوبة منه بسبب اخلافهم ما عاهدوا الله عليه من الصدقة والصلاح ولانهم كانوا يكذبون في كلامهم وعهدهم طبعا في الحديث اية المنافق الثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف اذا اؤتمن خان ثم قال الله تعالى الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب الم يعلم المنافقون ان الله يعلم ما يخفون من الكيد والمكر في مجالسهم وان الله سبحانه علام الغيوب فلا يخفى عليه من اعمالهم شيء وسيجازيهم عليها. وتأمل هنا اخي الكريم الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب باظهار اسم الجلالة في الموقعين لالقاء الروح في الروح وتربية المهابة الروح هو القلب والروح الخوف قال ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وهنا هنكشف اسم الجلالة للتخويف وانتم تحفظون في سورة العلق الم يعلم بان الله يرى فهنا التربية على التخويف من الله سبحانه وتعالى اذا على الانسان ان يحذر ان يحذر سطوة الله سبحانه وتعالى ويحذر الانسان ان يخالف امر الله سبحانه وتعالى وهذه ايات عظيمة فربنا جل جلاله اعلم بما في كل قلب من صاحب ذلك القلب الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم اي الم يعلم المنافقون الذين يبطنون الكفر ويظهرون الاسلام ان الله يعلم ما يخفون من الكفر والنفاق ويعلم ما يتناجون به فيما بينهم من الطعن في الاسلام والمسلمين وسيجازيهم على اعمالهم قال وان الله علام الغيوب. اي يعلم اي ربنا جل جلاله يعلم ما في بالغيوب وهنا المعنى الاجمالي اي الم يعلم المنافقون ان الله يعلم جميع ما غاب عن حواس خلقه لا يخفى عليه شيء من المغيبات. فربنا جل جلاله هو الذي خلق الانسان وهو الذي يعلم ثم قال الله تعالى الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم نعم الذين يعيبون المتطوعين من المؤمنين ببذل الصدقات اليسيرة الذين لا يجدون الا شيئا قليلا هو حاصل ما يقدرون عليه فيسخرون منهم قائلين ماذا تجدي صدقتهم سخر الله منهم جزاء على سخريتهم بالمؤمنين ولهم عذاب مجيب اذا يخبر تعالى ان المنافقين الذين يعيبون المتطوعين من المؤمنين الاغنياء ويعيبون الفقراء الذين لا يجدون الا شيئا يسيرا بحسب طاقتهم يتصدقون به فيسخرون منهم فربنا جل جلاله يحاسبهم ويعاقبهم بجنس ذنبهم. فربنا جل جلاله سخر منهم مقابل ذلك ولهم عذاب موجع في نار جهنم فربنا لما اخبر انه لم يكفي المنافقين كفران نعمة الغنى من غير معاهدة حتى ارتكبوا الكفران بمنع الواجب مع المعاهدة. اخبر انه لم يكفهم ايضا ذلك حتى تعدوه الى عيب الكرماء بصفة حبهم لربهم ما لم يجبه عليهم فقال الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات. فاذا هؤلاء يعني معناها المنافقون الذين يعيبون المتطوعين من المؤمنين في صدقاتهم الكبيرة فيزعمون انهم يراعون بها يعيبون من انفق كثيرا ويعيبون من انفق قليلا والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم. اي يعيبون ايضا المتطوعين من المؤمنين الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به الا شيئا يسيرا بقدر طاقتهم فيستهزؤون بهم فتأمل العقوبة العاجلة قال سخر الله منهم. اي سخر الله من هؤلاء المنافقين في مقابل في مقابل سخريتهم من المؤمنين ثم قال ولهم عذاب اليم. ايها المنافقين يوم القيامة عذاب اليم في نار جهنم. طعن يعني اليم اي موجع كما قال ابن عباس كل اليما في القرآن موجب من فوائد الايات اولا وجوب جهاد الكفار والمنافقين فجهاد الكفار باليد وسائر انواع الاسلحة الحربية وجهاد المنافقين بالحجة واللسان طبعا ابن جوزيه تحدث قال اذا اظهروا يعني الكفر قتلوا المنافقون من شر الناس لانهم غادرون يقابلون الاحسان بالاساءة في الايات دلالة على ان نقض العهد واخلاف الوعد يورث النفاق. فيجب على المسلم ان يبالغ في الاحتراز عنه بالايات ثناء على قوة البدن والعمل وانها تقوم مقام المال وهذا اصل عظيم في اعتبار اصول الثروة العامة والتنويه بشأن عامر هذه الفوائد الخمسة التي ذكرها الاخوة الذين الفوا الكتاب وبالامكان ان يضاف على هذه الفوائد فوائد. اولا من عاهد ربه فليثم فان من عاهد الله على شيء ثم لم يفي به فانه ربما عاقبه الله بالنفاق كما عاقب هؤلاء وفي الحديث اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا عاهد غدر. واذا وعد اخلف ثانيا اللمز محرم بل هو من كبائر الذنوب وهذا اذا كان في امور الدنيا اما اللمز في امر الطاعة فاقبح واشد ثالثا من اطاع الله وتطوع بخصلة من خصال الخير فان الذي ينبغي اعانته وتنشيطه على عمله وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم وعابوه عليهم رابعا ان حكمهم على من انفق مالا كثيرا بانه راع غلط فاحش وحكم على الغيب ورجم بالظن وهذا من اكبر الشر خامسا كل ما كان على فساد في العقيدة وكل من كان عليه في العقيدة فيجب ان يجاهد بالحجة والبيان واذا اقيمت عليه الحجة فلم يرعويك فلا يوقر ابدا سادسا الاحتجاج على المنافقين والملحدين الراضين للكتاب والسنة والمنكرين لحجية السنة الاحتجاج على هؤلاء من الجهاد في سبيل الله سابعا جهاد المنافقين اصعب من جهاد الكفار وجهاد المنافقين هو جهاد خواص الامة وورثة المرسلين والله سبحانه وتعالى لا يخلي العالم منهم في كل زمان ومكان وهؤلاء الذين يقومون بمجاهدة المنافقين هم الاعظم قدرا عند الله تعالى ثامنا الغلطة المطلوبة هي الارادة في التعامل معهم بشدة يعني الشي اللي هو ايراني وليست طبعي وهذه الغلظة المطلوبة يراد منها تربية المنافقين لاجل ان تكون سببا في هدايتهم. وذلك الذي نجده ينبح ويناصر ننصحه فان لم يرعوي يعني لا يصح لنا ان نلين معهم تاسعا التوبة من الذنوب سبب سعادة الدنيا والاخرة وهذا يؤخذ من قوله تعالى فان يتوبوا يك خيرا لهم عاشرا من خذله الله بالذنوب واذنه بحرب منه لا يقدر احد ان يجيره منه حادي عشر مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة وتأمل هذا في قوله وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله وقد عطف الرسول على اسم الجلالة في فعل الاغماء لان السبب الظاهر المباشر هو ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءنا بالرسالة من عند الله تعالى. اذا مكانة النبي العظيم وتأمل هذا في قوله وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فقد عطف الرسول على اسم الجلالة فيه فعل الاغماء لانه السبب الظاهر المباشر ولذا ينبغي على السعيد ان يأخذ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بنصيب وافر ثالثا للسيئات مضار ومن ذلك انها تفسد الاعمال الصالحة فهؤلاء لما ارتكبوا ما ارتكبوا اعقبهم نفاقا فنسأل الله تعالى ان يجيرنا من النار وان يدفع الله عنا الشر اجمعين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته