منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح الاصول القرآنية لاسماء الله الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقد يظن بعض الناس ان للعلم بالله واسمائه وصفاته من نافلة العلم ولا امر الله ان هذا لخطأ عظيم وضلال مبين. ذلك ان العلم بالله سبحانه وتعالى هو اعظم العلوم. فانه اصل الايمان وشجرته وقد قال الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت فرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال للناس العلم بالله تعالى والعلم باسمائه وصفاته اصل شجرة الايمان وتتفرع عنها اغصان وينتج عنها ثمار فيتفيأ ظلالها اهل الله وخاصته عالمون به بمقتضى اسمائه وصفاته المقتفون خطى النبي صلى الله عليه وسلم واله وصحبه. فتثمر لهم ثمرات العظيمة العلم بالله واسمائه وصفاته يرتكز على امور عدة مهمة منها تحقيق العلم النافع الذي هو الهدى والاعتقاد الصحيح الخالص من الشوب في اعظم ابواب الدين وحسن الظن برب العالمين. فالله تعالى قد ارسل رسوله محمدا بالهدى ودين الحق فالهدى هو العلم نافع ودين الحق هو العمل الصالح وحقيقة العلم النافع نرجع الى ظن العبد بربه ولهذا جاء في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي وقد انكر ابراهيم عليه السلام على قومه قائلا وقال سبحانه في موضع وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين ومن اوجه اهمية دراسة هذا العلم عمارة القلب بالعبادات الشريفة المستمدة من ذلك العلم ومقتضياته فتورثهم محبته وخشيته ورجاءه قال الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله وقال انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور وقال ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور الرحيم وهكذا سائر العبادات القلبية العلم بالله تعالى هو الذي يورث القلب الخشوع والذل والخضوع. قال سبحانه ان الذين اوتوا العلم من قبل اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا للاتقان يبكون ويزيدهم خشوعا فما الذي استدر مدامعهم وجعل جباههم في الارض الا شيء قام في قلوبهم الوجه الثالث من اوجه اهمية هذا العلم اصول العمل الصالح الذي هو دين الحق الناتج من تأله القلب وانجذابه لمولاه. فتخف جوارحه لطاعته وتنزجر عن معاصيه قال صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. متفق عليه فينبغي لمن اراد ان يستسهل الطاعات ان يصلح قلبه اولا فان القلب ملك والاعضاء له جنود. واذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبث الوجه الرابع العصمة من الزيغ والاهواء المضلة في هذا الباب الخطير المفضية الى القول على الله بلا علم وظن السوء برب العالمين والحرمان من اشرف علوم الدين فمن ضبط هذه الاصول واعتصم بالعلم بالله تعالى سلم مما وقع فيه اهل الاهواء والبدع مقالة التمثيل تنقص للرب سبحانه وتسوية بصفات المحدث ومقالة التعطيل جحد وانكار لاتسافه بصفات الكمال الثبوتية. ومقالة التأويل تحريف للكلم عن مواضعه وقول على الله بغير علم. ومقالة التجهيل سد لباب العلم بالله سمعا وعقلا وحرمان ومقالة التوقف عجز وفشل وخذلان. ومقالة اهل السنة اقرار وامرار واثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل والناظر بعين العدل والانصاف والتجرد يدرك ان اهل السنة والجماعة اسعد الناس بالدليل وافرحهم بالتنزيل تلقوه بالقلوب السليمة والفطر المستقيمة والعقول الصريحة فقروا به وطابوا به نفسا. قال تعالى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. بخلاف اهل الاهواء من الذين في قلوبهم المزايغ المتبعين للمتشابه فقد شقوا بدلالته فسلطوا معاول التحريف على معانيه وركبوا كل صعبة ودلول ليصرفوه عن حقيقته فالفوه كتابا عزيزا وحصنا منيعا فلم يظفروا منه بطائل. وانقلب البصر خاسئا وهو حسير ولا تزال في عصرنا الحاضر فلول من الوراقين المبتدعة يستحيون رفات مقالات المتكلمين البائدة ويهجرون نطق الكتاب وصريح السنة ويتخذونها قراطيس. ويشابهون بعض اسلافهم من اهل الكتاب الذين وصفهم الله قوله وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. فحري بهم ان يقوموا لله مثنى وفرادى اي الفريقين اهدى سبيلا واقوى دليلا قال سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلنا نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات