اعمال القلوب هي روح العبادات. فالعمل الصالح ان لم يكن مقروء بالنية لن يعود بالخير على صاحبه. ولن يهتدي العبد الى صلاح باطنه وظاهره ما لم يكن مؤمنا متفقها في دينه. هي غيث لقلوب زادها الله ويعطينا حديث البخاري انتقينا الارض عيدا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات انما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله. فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأتي ريحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه البخاري مدار قبول الاعمال على النيات. فاذا وجدت النية الصحيحة كان العمل مقبولا. والجزاء وعلى الاعمال يكون بحسب النيات. فاذا اراد المرء بالعمل وجه الله تعالى اجر. وان اراد به السمعة والرياء اثم. وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام ان من هاجر من مكة الى المدينة طلبا لمرضاة الله تعالى فاز باجر هجرة. اما من خرج لاجل مكاسب دنيوية كالتجارة او النكاح فهذا حظه ولا لا يحصو له ثواب المهاجر في سبيل الله. فظاهر عمل الرجلين واحد لكن اختلفت النية التي في القلب والنية كذلك تؤثر في الاعمال المباحة فهي مع النية والقصد منها يدخلها الثواب او العقاب فالوسائل لها احكام المقاصد. فالمشي مثلا عمل مباح. ان نوى به رجل الذهاب الى التعلم مثلا اثيب عليه. وان نوى به قام الى السرقة مثلا اثم به اللهم اصلح نياتنا وتقبل منا اعمالنا. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الا الا مؤمن. رواه البخاري. جعل الله تعالى الجنة دارا لاهل الطاعة والايمان والنار دارا لاهل الكفر والعصيان. فلا يدخل الجنة الا من حقق الايمان وعمل طبق دين الاسلام ومات على ذلك واركان الايمان ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره يجب الايمان والتصديق بجميع هذه الاركان. من امن بجزء منها وترك بعضها لا يصح ايمانه اللهم اجعلنا من اهل الايمان واختم لنا بخير امين. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين أسماء من أحصاها دخل الجنة. رواه البخاري البخاري اسماء الله تعالى كثيرة. اكثر من تسعة وتسعين اسما. ولكن معنى هذا الحديث ان هذه الاسماء التسعة والتسعين لها فضيلة. وهي ان من احصاها دخل الجنة اربعة امور ان فعلتها حققت معنى الاحصاء. وكان الجزاء دخول الجنة اولا حفظ اسماء الله الحسنى ثانيا معرفة معاني هذه الاسماء ثالثا دعاء الله تعالى بهذه الاسماء. لقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها كأن تقول يا غفار اغفر لي. ويا رزاق ارزقني وهكذا الامر الرابع ان تتعبد الله تعالى بمعاني هذه الاسماء مثلا الله تعالى سميع فتتقي القول الذي يغضب الله والله تعالى بصير. فتتجنب الفعل الذي يغضب الله تعالى. وهكذا احصاء العبد لاسماء الله تعالى الحسنى. ومعرفته لجمالها وجلالها. تورثه حقيقة العبودية لله سبحانه وتعالى عبودية بالجنان وعبودية باللسان وعبودية بالاركان. اللهم اجعلنا ممن يحصي اسماءك الحسنى. عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. رواه البخاري. محبة النبي عليه الصلاة والسلام من اصول الايمان. وهي مقرونة بمحبة الله عز وجل فالمؤمن لا يكون كامل الايمان حتى يقدم محبة النبي عليه الصلاة والسلام على احبتي جميع الخلق. وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث محبة ثلاثة اصناف من ناس محبة الوالدين ومحبة الولد ومحبة الناس اجمعين. وهذا من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام. حيث المثل على اقسام المحبة الثلاثة محبة الاجلال والعظمة كمحبة الوالدين ومحبة الشفقة والرحمة كمحبة الاولاد ومحبة الاستحسان والمشاكلة كمحبة بقية الناس وهذه هي اصناف المحبة ثم ان المسلم اذا كان حبه صادقا لنبيه عليه الصلاة والسلام حمله هذا الحب على متابعة صلى الله عليه واله وسلم اللهم اجعلنا من الصادقين في محبة النبي عليه الصلاة والسلام والعاملين بسنته. عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. رواه البخاري الحلف بالشيء يعني التعظيم له. وهذا المقام مختص بالله تعالى فلا يساوي به غيره. ولذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام امته عن الحلف بغير الله. والحلف بغير الله تعالى يعد من الشرك الاصغر. كالحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام. او الحلف بالشرف او الامانة او او الاباء او بالامهات وغير ذلك ويجب على المسلم الا يبلغ به تعظيم المخلوقين الى المرتبة التي تؤثر على عقيدته. كانه يحلف بهم مثلا من احتاج الى القسم لتأكيد خبر من الاخبار. او للوصول الى حقه فليقسم بالله تعالى وحده او باحد اسمائه وصفاته. والا فليسكت ولا يقسم بشيء. لانه ليس هناك اعظم من الله ليحلف به الانسان عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول قل الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه البخاري. منزلة العلم في الاسلام عظيمة. وهذا يشمل كل علم ينتفع به الناس. لكن العلم الشرعي هو اشرف العلوم اطلاقا. واعلاه مكانة رتبة لعلاقته بالله سبحانه وتعالى. ولان العلم الشرعي هو ميراث الانبياء الذين لم يورثوا غيره. فمن اراد الله تعالى به الخير الكثير والنفع العميم. وفق الى تعلم العلم الشرعي. هو هداه الى رفع الجهل عن نفسه. وبصره بامور دينه حتى يكون فقيها فيه عاملا به داعيا اليه بالحكمة والموعظة الحسنة على هدى وبصيرة وهاجر الخير لا يداني اي خير في الوجود ولذلك فان الملائكة لا تضع اجنحتها لطالب العلم. رضا بما يصنع ولهذا الحديث مفهوم كما ذكر ابن حجر العسقلاني ان من لم يتفقه في الدين اي لم يتعلم قواعد الاسلام وما يتصل به من الفروع فقد حرم الخير نسأل الله تعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الخالص ولا يحرمنا فضله وخيره. عن الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم بلغوا عني ولو اية. رواه البخاري اذا تعلم المسلم العلم الشرعي فعليه مهمة تبليغه وتوصيله الى الناس. بحسب استطاعته وعلمه وليس هناك حد لمقدار ما علا المسلم تبليغه للناس. فكلما تعلمته من ايات القرآن ان او احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام او احكام الشريعة عليك ان تبلغها للناس وانقل العلم لغيرك قليلا كان ام كثيرا ولو اية واحدة من القرآن الكريم ويشترط في من يبلغ دين الله تعالى ان يكون عالما وظابطا لما يبلغه عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه واله وسلم قال اهل العلم في هذا الحديث الشريف من البلاغة ما فيه. ففيه تكليف وتشريف وتخفيف. بلغوا تكليف عني تشريف. ولو اية تخفيف. اللهم اجعلنا من الى طاعتك المبلغين لدينك على علم وبصيرة. تملأ نفسك سرور ملئت حكما وعلما المرسلين تبلعون نفسك سرورا تنشر حق وبنام ملئات. حكما وعلما علما بالمرسلين فاحفظوها وافهموها واصنعوا جيلا حصين البخاري انتقينا الاربعين