هو الوصف الاثمن الذي لا يماثله شيء فصفات الله تعالى كلها صفات كمال لا سواء كانت صفات ثبوت ام صفات نفي. وقد سبق ان النفي المحض لا يوجد في صفات ان المقصود بصفات النفنة في تلك الصفة الاتصال به بكمال ضدها. ولهذا لا يصح في ضابط اثبات ان نعتمد على مجرد اثبات بلا تشبيه لانه لو صح ذلك لجاز ان يثبت ما تعملون ولم يخلق شيئا الا بمشيئة الله تعالى مكره له لكمال ملكه وتمام سلطانه. قال الله تعالى مبين ان فعله بمشيئته. ويفعل الله ما يشاء. وقال الله يبسط رزقه لمن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا على ما ذكر والشيخ رحمه الله من ان الله سبحانه وتعالى وصف القرآن كله بانه محكم وصفه كله بانه متشابه. ووصف بعضه بان انه محكم بعضهم متشابه وقد كنا قد وقفنا على قوله موقفنا من اختلاف هذه الاوصاف وكيفية الجمع بينها فنبدأ على بركة الله. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد. اللهم علمنا ما ينفعنا فانا بما علمتنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موقفنا من اختلاف هذه الاوصاف الجمع بينها موقفنا من اختلاف هذه الاوصاف وكيف نجمع بينها ان نقول ان وصف القرآن جميعه باحكام وصفه ووصفه جميعه للتشابه لا يتعارضان والجمع بينهما ان الكلام المحكم المتقن يشبه بعضه بعضا في الكمال والصدق فلا يتناقض في احكامه ولا يتكاذب في اخباره اما نص القرآن بان بعضه محكم وبعضه متشابه فلا يتعارض بينهما اصله. لان كل وصف وارد على محل لم يرد عليه الاخر. فبعض القرآن محكم ظاهر وبعضه متشابه خفي المعنى وقد انقسم الناس في ذلك الى قسمين. فالراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا واذا كان من عنده فليكن كان من عنده فلن يكون فيه اشتباه يستلزم ضلالا او تناقضا ويردون المتشابه الى المحكم فصار مآل متشابه للاحكام. واما اهل الضلال فاتبعوا المتشابه وجعلوه مسارا للشك والتشكيك. فضلوا واضلوا وتوهموا بهذا المتشابه ما لا يليق بالله عز وجل ولا بكتاب ولا برسوله مثال الاول قوله تعالى انا نحن نحيي الموتى وقوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ونحوه مما اضاف الله فيه الشيء الى نفسه بصيغة الجمع فاتبع النصراني هذا المتشابه تعدد الالهة وقال ان الله ثالث ثلاثة ولو ترك المحكم. والدال على ان الله واحد. واما الراسخون في العلم فيحملون الجمع على التعظيم لتعدد صفات الله وعظمها يردون هذا المتشابه الى المحكم في قوله تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو. ويقولون للنصراني ان ادعى وان الدعوة التي ادعيتها بما وقع لك من اشتباه قد كفرك الله بها وكذبك بها وكذبك فيها فاستمع الى قوله تعالى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثلاثة وما من اله الا اله واحد اي كفروا بقولهم ان الله ثلاثة ثلاثة ومثال ثاني قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من وقوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ففي الايتين مهم تعارض فيتبعه من في قلبه زيغ ويظن بينهما تناقضا. وهو النفي في الاولى والاثبات في الثانية فيقول في القرآن تناقض. واما الراسخون في العلم فيقولون لا تناقض في الايتين فالمراد بالهداية في الاية الاولى هداية التوفيق. وهذه لا يملكها الا الله وحده فلا يملكها الرسول ولا غيره المراد بها في الاية الثانية هداية الدلالة وهذه تكون من الله تعالى ومن غيره فتكون من الرسل ورثة من العلماء الربانيين. بداية التوفيق هي هداية الالهام. هداية توفيق هي هداية الالهام هداية عن القلب يميل الى الحق. واما هداية الدلالة فهي البيان والوضوح. نعم. واما الراسخ اخونا في العلم فيقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شك ولا المثال الثالث احسن ومثال ثالث قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فان كنت في شك مما انزلنا اليك فسل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا من الممترين ففي الاية ما يهم وقوع الشك من النبي صلى الله عليه وسلم مما انزل اليه فيتبعه من في قلبه زيغ فيدعي ان النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه ذلك فيطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم واما الراسخون في العلم فيقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم لما يقع منه شك ولا ابتراء فيما انزل اليه وكيف وقد شهد الله له بالايمان في قوله تعالى الرسول بما انزل اليه من ربي والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقوله فامنوا بالله ورسوله النبي الكريم النبي الامي الذي ان يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. ويقولون ان مثل هذا التعبير فان كنت في شك لا يلزم منه قولوا الشر بل ولا امكانه. لقوله تعالى قل ان كان الرحمن ولد فانا اول العابدين. فان وجود الولد لله عز وجل ممتنع غاية الامتناع كما قال الله تعالى وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. فكذلك الشك والامترام من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما انزل اليه ممتنع لغاية الامتناع. ولكن جاءت العبارة بهذه الصيغة الشرطية لتأكيد امتناع الشك والامتراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اجري اليه من الله عز وجل فان قلت ما الحكمة من كون بعض هذا وجه جواب وهو لبيان يعني الوجه لماذا جاء فان كنت في شك قال الشيخ لتأكيد امتناع الشك والامتناع عن رسول الله وانه على وجه الامتناع فان كنت اه هناك جواب اخر ذكره بعض المفسرين وهو ان معنى فان كنت في شك الخطاب له والمراد غيره ممن يقرأ القرآن. نعم. فان عليه ان يسأل الراسخين في العلم اذا وقع في قلبه شك. نعم. قال رحمه الله ان قلت ما الحكمة من كون بعض القرآن متشابها؟ فالجواب ان الحكمة من ذلك ابتلاء العباد واختبارهم. يتبين الصادق في ايمانه الراسخ في علمه الذي يؤمن بالله كلمات ويعلم ان كلام الله عز وجل ليس فيه تناقض ولا اختلاف يرد ما تشابه منه الى ما كان ومحكما يصير كله محكما من الشك الجاهل الزائد الذي يتبع ما تشابه منه ليضرب كتاب الله تعالى بعضه ببعضه فيضل ويضل ويكون ايمان من في الضلال والشقاء فيفتن الناس في دينهم ويوقعهم في الشك والحيرة ويفتن بعضهم ببعض. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتلاء الفتنة ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ما يذكر الا اولو الالباب. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. تتمة التشابه الواقع في القرآن نوعا حقيقيا ونسبي. فالحقيقي ما لا يعلمه الا الله عز وجل. مثل حقيقة ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر فان كنا نعلم معاني تلك الاخبار. لا نعلم حقيقة حقائقها وكرهها كما قال الله تعالى عن نفسه يعلم ما بين ايديهما خلفهم ولا يحيطون بي ولا يحيطون به علما. وقال لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. وقال عما في اليوم الاخر فلا تعلم نفس ما اخفي له من قربة اعين اعين جزاء بما كانوا يعملون. وفي الحديث القدسي الثابت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل قال اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فلما اخبر الله به عن نفسه عن اليوم الاخر فيه فما اخبر الله به عن نفسه عن اليوم الاخر فيه الفاظ متشابهة تشبه معانيها ما نعلمه في الدنيا كما اخبر عن نفسه انه حي عليم قدير سميع بصير ونحو ذلك فنحن نعلم ان ما دلت عليه هذه الاسماء من الصفات ليس مثلا في الحقيقة لما للمخلوق منها فحقيقتها لا يعلم معناها الا الله كما نعلم ان في الجنة لحما ولبنا وعسلا وماء وخمرا ونحو ذلك ولكن ليس حقيقة ذلك من جنس ما في الدنيا. وحينئذ لا يعلم حقيقتها الا الله تعالى. قوله فحقيقتها لا يعلم معناها اي لا يعلم كيفيتها. مقصود الكيفية لا مجرد المعنى. المعنى مفهوم. كل عاقل العربي يفهم معنى حي وعليم وقدير وسميع وبصير. نعم. والاخبار عن الغائب لا يفهم ان لم يعبر عنه بالاسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويعلم ويعلم بها ما في الغيب بواسطة العلم بما في الشاهد مع العلم بالفارق المميز وان ما اخبر الله به من الغيب اعظم مما يعلم في الشاهد. وهذا النوع الذي لا يعلمه الا الله لا يسأل عنه لتعذر الوصول اليه. واما النسبي فهو ما يكون متشائم مشتبها على بعض الناس دون بعض فيعلم منه الراسقون في العلم والايمان ما يخفى على غيرهم. اما لنقص في علمهم او تقصيرهم في طلبهم او قصور في فهمهم او سوء في قصدهم. وهذا النوع يسأل عن بيانه لانه يمكن الوصول اليه ليس في القرآن شيء لا يتبين معناه لاحد من الناس فكيف وقد قال الله عز وجل ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقال هذا بيان للناس يهدى وموعظة للمتقين وقال فاذا قرأناه فاتبعوا القرآن فانه ان ثم انا علينا بيانات. وقالوا يا ايها الناس قد جاءكم برهانا من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا. وقال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ولهذا النوع امثلة كثيرة في المسائل العلمية الخبرية والمسائل العملية الحكمية وقارب المسائل التي اختلف الناس فيها او كلها من هذا النوع فمن امثلة ذلك في المسائل العلمية الخبرية قوله تعالى ليس كمثله شيء وليس كمثله شيء حيث اشتبه على النفاة للتعطيل ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله على ظنا منهم ان اثباتها يستلزم مماثلة مماثلة الله تعالى للمخلوقين فلا هو عن الله تعالى ما وصف به نفسه بعضا. واعرضوا عن الادلة السمعية والعقلية الدالة على ثبوتها صفات الكمال لله عز وجل وغفلوا عن كون الاشتراك في اصل المعنى لا يستلزم المماثلة في الحقيقة. ثم لو امعن النظر ثم لو امعنوا في النظر في هذا النفي ليس كمثله شيء لتبين لهم انه يدل على ثبوت الصفات لا على انتفائها. لان نفي المماثلة يدل على ثبوت اصل المعنى لكن لكماله تعالى لا يماثل شيء في ذاته ولا في صفته. ولولا ثبوت اصل الصفة لم يكن لنسي المثل فائدة. ومن امثلة ذلك في المسائل العملية الحكمية قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. حيث اشتبه على بعض الناس ففهموا منه انه شامل للكميات والكيفية وبنوا على ذلك انه لا تجوز زيادة في عدد صلاة الليل على العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به فلا يزال في التراويح في رمضان على احدى عشرة او ثلاثة عشرة ركعة ولكن من تأمل الحديث وجده دالا على كيفية فقط دون الكمية الا ان تكون الكمية في ضمن الكيفية كعدد الصلاة الواحد ويدل على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهم ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما ترى في صلاة الليل قال مثنى مثنى فاذا خشي الصبح فاذا خشي الصبح صلى واحدة فاوترت له ما صلى. وفي رواية ان السائل قال كيف صلاة الليل؟ ولو كان عدد قيام الليل محصورا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السائل. ولهذا كان الراجح ان يقتصر في قيام الليل على احدى عشرة او ثلاث عشرة وان زاد على ذلك فلا بأس وامثلة ذلك كثيرة تعلم من كتب الفقه المعنية الخلاف الترجيحي بين الاقوال والله المستعان القاعدة السادسة في ضابط ما يجوز لله ويمتنع عنه نفيا واثباتا. صفات الله تعالى دائرة بين النفي والاثبات كما سبق فلابد من ضابط لهذا وذاك. فالضابط في النفي ان لله تعالى اولا كل صفة عيب كالعمى والصمم والخرس والنوم والموت ونحو ذلك ثانيا كل نقص في كماله كنقص حياته وعلمه وقدرته وعزته وحكمته ونحو ذلك. ثالثا مماثلته للمخلوقين كأن يجعل علمه كعلم المخلوق او وجهه المخلوق او استواهك على عرشه كسواه المخلوق ونحو ذلك فمن ادلة انتقاء فمن ادلة انتفاء الاول عنه قوله تعالى ولله المثل الاعلى فان ثبوت المثل الاعلى له وهو النص الاعلى يستلزم انتفاء كل صفة عيب. ومن ادلة الانتفاع الثاني قوله تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام. وما مسنا من لغم ومن ادلته في اتفاع السائل قوله تعالى ليس كمثلي شيء. وبهذا علم انه لا يصح الاعتماد في ضوابط النفي على مجرد نفي التشبيه وذلك لوجهين. يعني لو قال لنا قائل ما هو الضابط عندكم فيما تنفون وفيما تثبتون؟ قلنا الضابط عندنا هو القرآن والسنة. ما اثبته الله ورسوله واثبتناه ما نفاه الله ورسوله هذا ضابط مستقيم. وما لم يأتي نفيه ولا اثباته فنحن نستفصل عنه. ان كان عيبا نفيناه عن الله لان الله له المثل الاعلى. وان كان كمالا اثبتنا المعنى الذي يرجع الى احد المعاني المثبتة وتركت اللفظ. وبهذا عرفنا الظابط عند اهل السنة والجماعة. اما المعطل ما هو الضابط عندهم؟ المعطل الظابط عندهم نفي التمثيل بس كل شيء عندهم مبناه على النفي المماثل نفي التشبيه. فمن زعم منهم ان هذا لا يثبت منه التمثيل اثبته. وان هذا يثبت منه التمثيل نفى فالظابط ارجعوه الى انفسهم ولم يرجعوه الى الشرع المنزل. نعم. قال رحمه الله وبهذا علم انه لا يصح والاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه. وذلك لوجهين الاول انه ان اريد بالنفي نفي التشابه المطلق اي النفي والتشاوي من كل وجه بين الخالق والمخلوق فان ان هذا لغو من القول ان لم يقل احد بتساوي الخالق والمخلوق من كل وجه بحيث يثبت لاحدهما من الجائزة والممتنع والوجه ما يثبت للاخر ولا يمكن ان يقول هو عاقل يتصور ما يقول فانه مما يعلم بضرورة العقل وبدهة الحس وانتفاءه. واذا كان كذلك لم يكن لنفيه فائدة. وان اريد في مطلق نفي مطلق التشابه اي نفي التشابه من بعض الوجوه في هذا النفي لا يصح. اذ ما اذ ما من شيء الا وبينهما قدر مشترك يشتركان في وقدر مختص يتميز به كل واحد عن الاخر. فيشتبهان من وجه وافترقان من وجه. فالحياة مثلا وصف مشترك بين الخالق والمخلوق. قال الله تعالى توكل على الحي الذي لا يموت وقال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي لكن حياة الخالق تختص به فهي حياة كاملة من جميع الوجوه لم تسبق بعدم ولا يلحقها ثناء بخلاف حياة المخلوق فانها حياة ناقصة مسبوقة بعدد متلوة بثناء. قال الله تعالى كل من عليها فان ذو الجلال والاكرام. فالقدر المشترك هو مطلق الحياة كلي لا يختص باحد دون الاخر لكن ما يختص به كل واحد ويتميز به ولم يقع في الاشتراط. وحينئذ لا محذور من الاشتراك في هذا المعنى الكلي. وانما المحظور ان يجعل احدهما مشاركا للاخر فيما يختص فيما يختص به. ثم ان ارادة ذلك اعنينا فيها مطلق التشابه تستلزم التعطيل تستلزم تعطيل المحض لانه اذا نفى عن الله تعالى صفة الوجود مثلا بحجة ان لمخلوق صفة وجود فاثباته للخالق يستلزم التشبيه على هذا التقرير لزم على نفيه ان يكون الخالق ثم يلزمه على هذا الآجل الفاسد ان يقع في تشويه اخر وهو تشويه الخالق بالمعدوم الاشتراكي ما في صفة العدم. فيلزمه على قاعدة التشويه المعدوم تشبيهه بالمعدوم فان نفى عنه الوجود والعدم وقع في تشبيه ثالث اشد وهو تشبيه بالممتنعات. لان الوجود والعدم نقيضان يمتنع انتفاؤهما كما يمتنع اجتماعهما. فان قال قائل ان الشيء اذا شارك غيره من وجه جاز عليه جاز عليه من ذلك وجه ما يجوز على الاخر. وامتنع عليه ما يمتنع ويا جبال ما يجب فالجواب انه جايين احدهما المنع فيقال لا يلزم من اشتراك الخالق والمخلوق في اصل الصفة ان ان يتماثلا فيما يجوز ويمتنع ويجب لان مطلقة للمشاركة لا يستلزم المماثلة الثانية. ما معنى قوله اصل الصفة؟ انتبه لهذه العبارة لانها ترد كثيرا. ما معنى قوله في اصل الصفة اصل الصفة آآ هو المعنى مقطوعا عن الاظافة. اصل الصفة هو المعنى مقطوعا عن الاضافة. ولنضرب مثال بما ذكره الشيخ. لو قال لنا قائل ما معنى الحياة؟ ها؟ ايش تقول ما معنى الحياة؟ ضد الموت. اذا هذا اصل الصفة. اصل صفة الحياء الحياء ضد الموت هذا نفهمه. الوجود ما معنى الوجود؟ ظد العدم. اذا هذا اصل الصفة. طيب الان لما انت تقول الحياء الحي اصل الصفة مفهومة عندك فاذا قلنا حياة النملة الان تضيف لانك اضفت الحياة الى النملة تضيف خصائص النملة الى خصائص النملة واذا قلت حياة الشجرة فتضيف خصائص الشجرة الى خصائص حياة الشجرة الان ما صار اصل الصفة صار اصل الصفة مع اظافة خصائص المضاف اليه في الصفة فاذا قلت حياة الانسان تضيف خصائص الانسان الى ها الى صفة حياته فاذا قلت حياة الملك تضيف خصائص الملك الى حياته. اذا اضفت الحياة الى الجنة تضيف خصائص الجنة الى حياة الجنة. اذا اضفت الى الله تضيق خصائص الله الى الحياة. فتصير ازلية ابدية لا يعتريها كذا وكذا. هذا شيء مهم وعظيم لابد النفع المعنى الاصلي شيء المعنى المضاف يكتسب خصائص المضاف اليه ايا كان نعم قال رحمه الله قال قائل النشيد شارك غيره من وجه جاز عليه من ذلك وجه ما يجوز على الاخر وامتنع عليه ما يمتنع وجب له ما يجب. فالجواب وجهين اول المنع يقال لا يلزم الاشتراك الخالق المخلوق في اصل الصفة ان يتماثل فيما يجوز ويمتنويته لان مطلق المشاركة لا يستجيب للمماثلة. الثاني التسليم فيقال هب ان الامر كذلك ولكن اذا كان ذلك القدر المشترك لا يستلزم اثباته ويمتنع على ربه سبحانه ولا نفي ما يستحقه لم يكن ممتنعا فاذا اشتركا في صفة الوجود والحياة العلم والقدرة فكل موصول ما يستحقه ويليق به كان اشتراكهما في ذلك امرا ممكنا لا محظور فيه اصلا. بل اثبات هذا من لوازم الوجود فان كل موجودين لابد بينهما من مثل هذا ومن نفاه لزمه تعطيل وجود كل موجود بان نفي القدر المشترك يلزم منه تعطيل العام. وهذا الموضع من من فهم فهما جيدا يتدبره زادت عنه عامة الشبهات وانكشف له غلط كثير من الاذكياء في هذا المقام. لان الذي فهم ان الوجود نفي القدر المشترك يلزم منه التعطيل المحض من فهم هذا المعنى فان حين حينئذ لا يشكل عليه شيء. ان الاشتراك اللفظي انما هو اشتراك في اصل المعنى اما بعد الاظافة فان اللفظ اكتسب خصائص المضاف اليه. نعم. قال رحمه الله فصل الوجه الثاني مما يدل على انه لا يصح الاعتماد في ضابط النفع على مجرد نفي التشبيه ان الناس اختلفوا في تفسير التشبيه فهي قد يفسره بعضهم بما لا يراه الاخرون تشبيها. مثال ذلك مع المعتصمة من سلك طريق من الوفاة انهم جعلوا من اثبت لله تعالى علما قديما او قدرة قديمة مشبها ممثلا لان القدم اخص وصف الاله عند جمهورهم. فمن فمن اثبت له علما قديما او قدرة قديما فقد اثبت له مثيلا والمثبتون اذ يجيبونهم بالمنع تارة وبالتسليم تارة. اما المنع فيقولون ليس القدم اخصائص في الاله وانما اخص وصف الاله. ما لا يتصف به غيره مثل كونه رب العالمين وانه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه الى ونحو ذلك. والصفات ان وصفت بالقدم كما توصف به الذات لا يقترض ذلك ان تكون الها او ربا. ونحو ذلك او نحو او نحو ذلك كما ان النبي صلى الله عليه كما ان النبي مثلا يوصف بالحدوث وتوصف صفاته بالحدوث ولا يقل ذلك ان تكون صفاته نبيا وعلى هذا فلا يكون اثبات الصفات القديمة لله تعالى تمثيلا ولا تشبيها. واما التسليم فيقولون نحن وان سلمنا ان هذا المعنى قد يسمى في اصلاح بعض الناس تشبيها فانه لم ينفه عقل ولا سمع وحينئذ فلا مانع من اثباته فالقرآن انما نفى مسمى المثل والكف والند. ونحو ذلك والصفة في اللغة العربية التي نزل بها القرآن ليست مثل الموصوف ولا كفؤا له ولا ندا فلا تدخل فيما نفعه القرآن فالواجب نفي ما نفته الادلة الشرعية والعقيدة فقط. مثال اخر مع الاشاعر ونحوهم من ممن ينفي علوه على عرشه ونحوه دون صفة العلم للحياة والعلم والقدرة ونحوها فيقال فيقول ان هذه الصفات قد تقوم بما ليس بجسم بخلاف العلو فانه لا يقوم الا بجسم فلو اثبتناه لازم ان يكون جسما والاجسام متماثلة فيلزم التشبيه. والمثبتون يجيبونهم تارة من منع المقدمة الاولى وهي هي قولهم ان العلو لا يقوم الا بجسم وتارة بمعنى المقدمة الثانية ويقولون ان الاجسام متماثلة وتارة بمنع المقدمتين وتارة بالاستفصال ويقولون ان اردتم بالجسم جسما مؤلفا من لحم وعظم واجزاء يفتقر بعضها الى بعض ويحتاج الى مقومات خارجية فهذا ممتنع بالنسبة الى الله الغني الحميد وليس بلازم من اثبات الصفات ان اردتم بالجسم ما كان قائما بنفسه موصوفا بالصفات اللائقة به فهذا حق ثابت لله عز وجل ولا يلزم عليه شيء من اللوازم باطلة. واذا تبين اختلاف الناس في تفسير التشبيه صار الاعتماد على مجرد نفي باطل لانه يلزم منه نفي صفات الكمال عن الله تعالى عند من يرى ان اثباته يلزم التشبيه على هذا فالضابط صحيح فيما ينفى عن الله تعالى ما سبق في اول القاعدة. قال رحمه الله في قول الاشاعرة لما يقولون ان الضابط في اثبات هو ان ما نثبته لا يلزم منه الجسمية. وما اثبت نفيناه يلزم منه الجسمية فاهل السنة يردون عليهم بالامور الثلاث نقول قولكم ان العلو لا يقوم الا بجسم نقول هذا ليس بلازم. اذا هذا ما دام ليس بلازم فاثبات العلو لا يلزمن التشبيه. وتارة نقول بمنع المقدمة الثانية قولهم ان الاجسام متماثلة. نقول لو فرضنا انه هذا يلزم منه الجسمية فان الاجسام ليست متماثلة لان الذوات ليست متماثلة. وهذا رد للمقدمة الثانية. او رد للنتيجة. فيمكن ان نقول ان العلو لا يقوم الا بجسم وان الاجسام متماثلة. اذا نقول لهم ما معنى الجسم؟ نأتي الاية للتفصيل. فنمنع المقدمة الاولى نمنع المقدمة الثانية او نستفصل عن معنى الجسم هذه ثلاثة انواع من الردود كلها صحيحة. نعم. قال رحمه الله فصل في ذات انه لا يصح الاعتماد في ضابط النفي على مجرد نفي التشبيه وانه طريق فاسد فان افسد منه ما يسلكه بعض الناس حيث يعتمدون فيما ينفع لله تعالى على نفي والتحيز ونحو ذلك ستجدهم اذا ارادوا ان يحتجوا على ما على من وصف الله تعالى بالنقائص من الحزن والبكاء والمرض والولادة ونحوها يقول لو اسأل الله بذلك اذا كان جسما ومتحيزا وهذا ممتنع هذه حجتهم عليهم. هذه حجتهم عليه. وهذه طريقة فاسدة لا يحصل بها المقصود لوجوه الاول ان الافضل جسم الجوهر والتحيز ونحو عبارته مجملة مشتبهة لا تحق حقها ولا تبطل باطلا ولذلك لم لم تذكر فيما وصف الله سمى به نفسه لا نسيا ولا اثباتا لا في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يسلكه احد من سلف الامة ايمتها وانما هي عبارات مبتدعة كرها السلف والائمة. الثاني ان وصف الله تعالى بهذه النقاصة اظهروا فسادا في العقل والدين من وصفه بالتحديد والتدشين. فان كفر من وصفه بهذه النقاص معلوم بالضرورة من الدين. بخلاف التحليل والتسليم فيما فيهما من الاشتباه والخفاء واذا كان رسول الله تعالى بهذه النقاصة اظهر فساد من وصفه بالحيز والجسم انه لا يصح بالاخفى على الاظهر لان الدليل مبين للمدلول ومثبت له فلابد ان كون ابين واظهر منه الثالثا لمن يصفوه بهذه النقاص يمكن ان يقولوا انحن نصفه بذلك ولا نقول بالتسليم والتحيز كما يقول من يثبت لله صفات الكمال من نفي القول بالتدشيم والتحيز فيكون كما كلام من يصف الله بصفات الكمال من يصفه بصفات نقص واحدة ويبقى الرد عليهما بطريق واحد وهو ان الاثبات مستلزم للتسهيل والتحريز وهذا في غاية الفساد بطلان الرابع ان الذي يعتمد في ضابط ما ينفع عند الله تعالى على نفي التجسيم والتحيز ونفعه عن الله لو قال لك قائل الاثبات يستلزم التجسيم والتحيز يمكن ان رد عليه بقولك بنفي النتيجة الاثبات لا يستلزم التجسيم ولا التحيز. ويمكن ان ترد عليه بالتفصيل ما مقصودك بالتحية والتجسيم كان مقصودك ما هو مشاهد من ذوات المخلوقات واوصاف المخلوقات فالله منزه عن ذلك. ان كان مقصود ما جاء في الكتاب والسنة فهذا يجب اثباته. نعم الرابع ان الذين اعتمدوا في ضابط ما ينفع لله على نفي التجسيم والتحيز نفعه عن الله تعالى صفات الكمال بهذه الطريقة. واتصاف الله تعالى بصفاته كمال واجب ثابت بالسمع والعقل فيكون كل ما اقتضى نفيه باطلا بالسمع والعقل. وبه يتبين فساد تلك الطريقة وبطلانها. الخامس ان مسالك هذه الطريقة متناقض فكل من اثبت شيئا ونفع غيره والزمه الاخر بما يوافقه به فيه من الاثبات. وكل من نفى شيئا واثبت غيره والزمه الاخر بما ينفق فيه من النفي. مثال ذلك ان من اثبتوا لله تعالى الحياة والعلم قدرة الارادة والسمع والبصر والكلام دون غيرها من الصفات. قالوا ذلك كالمعتدل اثبات وهذه تجسيم لان هذه الصفات اعراض والعرض لا يقوم الا بجسم. فيرد عليهم فيرد عليهم اولئك بانكم انتم اثبتم انه حي عليم قدير وقلتم ليس بجسم مع انكم لا تعرفون حيا عالم قادرا الا جسرا فاثبتموه على خلاف ما عرفتم فكذلك نحن نثبت هذه الصفات ولا نقول انه جسم فهذا تناقض المعتزلة اما تناقض خصومهم الذين اثبتوا الصفات السبع السابقة دون غيرها فقد قالوا لمن اثبت صفة الرضا والغضب ونحوه اثبات الرضا والغضب والاستواء ونزول وجه اليدين ونحوها تتشيم لاننا لا ما يوصف بذلك الا ما هو جسمه. فيرد عليه فيرد عليهم المثبتة بانكم انتم وصفتموه بالحياة. والعلم القدرة والارادة والسمع والبصر والكلام ولا ما يوصف بذلك الا ما هو جسم فان لزمنا فان لزمنا التجسيم فيما اثبتنا لزمكم فيما اثبتتموه وان لم يلزمكم فيما اثبتتموه لم يلزمنا فيما ناوي انزلتمونا به لانه لا فرق بين الامرين وتفريقكم بينهما تناقض منكم. اذا الاثبات جعل الظابط في الاثبات هو آآ نفي المماثلة هذا باطل. وجعل الظابط في الاثبات هو ما يلزم التجسيم هذا ايضا باطل فلم يبقى الا طريقة الكتاب والسنة وهو فصل قال رحمه الله فصل واما الضابط في باب ان نثبت لله تعالى ما اثبته لنفسه من صفات الكمال على وجه لا نقص فيه باي حال من احوال قوله تعالى ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم. والمثل الاعلى لله سبحانه كل صفة كل صفة نقص مع النفي تشبيه فيصفه بالحزن والبكاء والجوع والعطش والعطش ونحوها مما ينزه الله عنه مع نفي التشبيه هذا القول قال به الغزالي قال اذا كنتم تعتمدون في الاثبات وتقولون نثبت هذه الصفات ونقول بلا كيف؟ فيلزمكم ان قولوا انه يحزن بلا كيف ويبكي بلا كيف اعوذ بالله يعني كأن القاعدة عندهم اما باب نفي التمثيل او باب الاثبات ما هو ظابط عندنا هو مجرد الباب عندنا الثبوت. هل ثبت في الكتاب والسنة او لا؟ نعم. فيقول ان الله يحزن لك حزن العباد لا كبكائهم ثم يجوع لك جوعهم ويعطش كعطشهم ويأكل لا كأكلهم كما انه يفرح لا كفرحهم ويضحك لا كضحكهم ما يتكلم لا ككلامهم وجاز ايضا ان المفتري لله سبحانه واعضاء كثيرة مع نفي التشبيه فيقول ان الله تعالى كبدا لاكباد العباد. وامعاننا كامعائهم ونحو ذلك مما ينزل الله تعالى عنه كما ان له وجه لا كوجوههم ويدين لا كيديهم ثم يقول المسير لمن نفى ذلك واثبت الفرح والضحك والكلام ووجه اليدين اي فرق بينما نفيت وما اثبتت اذا جعلتها مجرد نفي التشبيه كافيا في فانا لم اخرج عن هذا الظرف اني اثبت ذلك بدون تشبيه. فان قال فان قال الناس الفرق والسمع الفرق هو السمع اي الدليل من كتاب السنة فما جاء به الدليل اثبته وما لم يجب به لم اثبته. قال المفتري السمع خبر والخبر دليل على المخبر به عن المخبر عنه والدليل لا ينعكس فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه. لانه قد ثبت قد يثبت بدليل اخر فما لم يرد به السمع يجوز ان ان يكون ثابتا في نفس الامر وان لم يرد به السمع من المعلوم ان السمع لم يرد بنفي كل هذه الامور باسمائها الخاصة فلم يرد بنفي الحزن والبكاء والجوع والعطش ونفيه كبدي والمعدة والامعاء واذا لم يرد بنفيها جاز ان تكون ثابتة في نفس الامر. فلا يجوز نفيها بلا دليل وبهذا ينقطع النافي بهذه الصفات حيث اعتمد فيما ينفيه على مجرد ان في التشبيه ويعلم انه لا يصح الاعتماد عليها وانما الاعتماد على ما دل عليه السمع والعقل. من وصف الله تعالى بصفاته كمال على وجه لا نقص فيه وعلى هذا فكل ما ينافي صفات الكمال الثابتة لله فالله منزه عنه لان ثبوت احد ضدين نفي للاخر ولما يستلزمه وبهذا يمكن الدفع يقال لنا قائل لماذا لا تثبتون الصفات التي ذكرناها لكم وتقولون ان له مثلا اه كبدا او امعاء او كذا او كذا. اذا قال القائل لانه لم يرد به الدليل هذا نقص في الجواب. ولكن نقول لان هذه امور هي نقص في نفسها. وانما اوجدها الله في العبد للكمال. انما اوجدها الله في العبد للكمال. كيف ان هذه الصفة نقص في نفسها او كمال هذا السؤال طيب. انظر الى الصفة من حيث هي ما ظدها ان كان ضدها النقص فمعنى انه كما ان لم يكن له ظد نقصي فمعناه ليس بنقص ولا كمال مثلا الان لما يأتي انسان ويقول الحياة والموت لابد ان احدهما كمال والاخر نقص العلم والجهل لكن لما يجيك واحد ويقول لك الضرس شنو هالضرس؟ شنو ضد الضرس؟ ما له ضد؟ اذا هذا لا كمال فيه ولا نقص. ما له علاقة بالموضوعات هذي. فيجب ان ننتبه لهذه الطريقة. نعم وبهذا الا رحمه الله بهذا يمكن الدفع ما اثبته هذا المفتري لله تعالى من صفات النقص. فيقال الحزن والبكاء والجوع والعطش والعطش صفات نقص منافية لكماله فتكون منتفية عن الله. ويقال ايضا الاكل والشرب مستلزم للحاجة والحاجة نقص وما استلزم النقص هو نقص. ويقال ايضا الكبد والمعدة والامعاء والالات في الاكل والشرب والمنزه عن الاكل والشرب منزه عن الات ذلك واما الفرح والضحك والغضب نحوها فهي صفات كمال لا نقص فيها. فلا تنتفي عنه لكنها لا تماثل ما يتصف به المخلوق منها فانه سبحانه لا كفء له ولا سمي ولا مثله فلا يجوز ان تكون الحقيقة ذاته كحقيقة شيء من ذوات المخلوقين ولا حقيقة شيء من صفاته كحقيقة شيء من صفات المخلوقين لانه ليس من جنس المخلوقات لا للملائكة ولا ادميين ولا السماوات ولا الكواكب ولا الهواء ولا الارض ولا غير ذلك بل يعلم ان حقيقتهم المماثلة شيء من المجهودات ابعد من من سائر الحقائق لان الحقيقتين اذا تماثلتا جاز على الواحدة ما يجوز على الاخرى وجب لها ما يجمع للاخرى. وامتنع عليها ما يمتنع عن الاخرى فيلزم ان يجوز على الخالق الواجب لنفسه ما الكتاب من ادلته قوله تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. فابطل الله حجتهم هذه بقوله كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا يجوز على المخلوق المحدث وان يثبت لهذا من مخلوق ما يثبت للخارق فيكون الشيء الواحد واجب بنفسه غير واجب بنفسه موجودة معدوما وهذا جمع بين نقيضين قال رحمه الله فصل الاصل الثاني يعني ختم الشيخ بهذه القضية وهي ان مماثلة شيء من الموجودات ابعد من سائر الحقائق فليس هناك شيء من الموجودات مماثل لله سبحانه وتعالى. واذا قال قائل الحقيقتان متماثلت فيجوز على احدهما ما يجوز على الاخر ويجب لاحدهما ويجب للاخر. ويمتنع على احدهما ما يمتنع عن الاخر اما اذا قلنا ان هناك حقيقتان متغايرتان فوجود الخالق تخصه ووجود المخلوق تخصه وحياة المخلوق تخصه وحياة الخالق تخصه فحينئذ لا يمكن ان نقول ما يجب لله يجب للعبد. وما يجوز لله يجوز للعبد وما يمتنع الله يمتنع لا يمكن لماذا؟ لاننا لم نثبت لله في الواقع الا ما هو خاص به ولم نثبت للمخلوق في الواقع الا ما هو خاص به. واصل المعنى الكلي هو ذهني لا وجود له. اصل المعنى الكلي هو ذهني لا وجود لان الموجود في الخارج هو معنى مضافي وبهذا يزول اي اشكال على وجه الارض في هذا الباب. نعم. الان انتقل الى مسألة اخرى وهي مسألة الايمان بالقضاء والقدر. نعم. الاصل الثاني في القدر والشرع القدر وتقدير الله تعالى للكأل ما كان ما يكون ازى وابدا والايمان بالقدر احد واركان الايمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سألوا عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر لتؤمن بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر والشر من تمام الايمان بربوبية الله عز وجل. والايمان بالقدر مراتب اربع المرتبة الاولى الايمان بان الله تعالى يمكن لاعت شبوتكم من كلام اهل البدع. ها امس الشحليل نسمع كلام تلف ها لذلك قل لكم اهل البدع حينما يقولون لا يمكن آآ زيادة الايمان في مسائل الايمان لان فعل اي واحد منهم يقرأ كتب نفسه في باب الايمان ها مو يزداد ايمان الا ينقص ايمانه او يذهب لا يزداد الايمان الا بالكتاب والسنة. نعم. وللايمان بالقدر مراتب اربع. المرتبة الاولى الايمان بان الله تعالى قد علم بعلم الازلي الابدي ما كان وما يكون من صغير وكبير وظاهر وباطن مما يكون من افعاله وافعال مخلوقاته. المرتبة الثانية الايمان بان الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة فما من شيء كان او يكون الا وهو مكتوب مقدر قبل ان يكون ودليل هاتين مرتبتين في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اما الكتاب قوله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات والارض ان ذلك في كتابه ان ذلك على الله يسير. وقوله عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. يعلمها في البر والبحر. وما تسقط من ما يعلمها ولا احبتي في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. واما السنة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض الف سنة وقالوا عرشه على ما اخرجه مسلم. في صحيح عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما. وروى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن الحسين رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله لم يكن شيئا قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والارض وكتب في الذكر كل شيء. وروى الامام احمد والترمذي من حديث رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال ربي وما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة وهو حديث حسن المرتبة الثالثة الايمان بمشيئة الله تعالى وانها عامة في كل شيء فما وجد موجود ولا عدم معدوم من صغير وكبير وظاهر وباطن في السماوات والارض الا بمشيئة الله عز وجل سواء كان ذلك من فعله تعالى ام من فعل مخلوقاته. المرتبة الرابعة الايمان بخلق الله تعالى. وانه خالق كل شيء صغير وكبير وظاهر وباطن وان خلقه شامل لاعيان هذه المخلوقات وصفاتها وما يصدر عنها من اقوال وافعال واثار. المرتبتين قوله تعالى الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. ومقاليد السماوات في الارض وقوله الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذوا ولده ولم يكن له شريك في الملك والاخلاق وكل شيء فقد له تقديرا وقوله الله خلقكم والله خلقكم قال مبينا ان فعل مخلوقات مشيئته. فمن شاء منكم الا ان يشاء الله رب العالمين. وقال وما يشاء الله ما اقتدى الذين من بعده من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا. فمنهم من امن ومنهم من كفروا ان شاء الله مقتدر ولكن الله يفعل ما يريد والقدر والقدر لا ينافي الاسباب القدرية او الشرعية التي جعل الله تعالى اسبابا فان الاسباب من قدر الله تعالى وربط المسببات باسبابها ومقتضى الحكمة التي هي من اجل صفات الله عز وجل والذي اثبتها الله لنفسه في مواضع كثيرة من كتابه. فمن اسباب القدر قوله تعالى الله الذي يرسل فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله فيجعله كسفا فترى الوقت يخرج من خلالهم. الى قوله فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحل الارض بعد موتها ان ذلك لم يحيي الموتى. وهو على كل شيء ان قدير. ومن الاسباب الشرعية قوله تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مؤمنين. يهدي بالله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذن ويهديهم الى الصراط المستقيم وكل فعل رتب الله عليه عقابا او ثوابا فهو من الاسباب الشرعية باعتبار كونه مطلوبا من العبد ومن الاسباب القدرية باعتبار وقوعه بقضاء الله وقدره بالاسباب طرفان وسط الطرف الاول نفاة انكروا تأثير الاسباب وجعلوها مجرد علامات يحصل الشيء عندها لا بها فحتى قالوا ان انكسار الزجاجة بالحجر اذا رميت اذا رميت اتى به حصل عند الاصابة لا بها حصل عند الاصابة لا بها وهؤلاء خالفوا السمع وكابروا الحس وانكروا حكمة الله تعالى في ربط المسببات باسبابها هم الاشاعرة هؤلاء هم الاشاعرة يقولون لك السكين ما تقطع ولا تخرق اما يضربك بالسكين يقول السكين مو هو اللي خرقك. ولا هو اللي ذبح. اجل شلون صار الذبح؟ قال الذبح حصل ده تحريك السكين شيء غريب جدا انكار للاسباب انكار للاسباب. نعم. والطلب الثاني قال رحمه الله الطرف الثاني غلاة اثبتوا تأثير لكنهم غلوا في ذلك وجعلوها مؤثرة بذاتها وهؤلاء وقعوا في الشرك حيث اثبتوا موجدا مع الله تعالى وخالفوا السمع والحس فقد دل الكتاب والسنة واجماع الامة على انه لا خالق الا الله كما اننا نعلم بالشاهد المحسوس ان الاسباب قد تختلف عنها مسبباتها عنها مسبباتها تخلف المسببات عن الاسباب من اعظم الادلة على ان الله هو الخالق المجيب. نعم. كما ما في تخلف احراق النار لابراهيم الخليل حين القي فيها فقال الله تعالى يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فكانت بردا وسلاما عليه ولم يحترق بها واما الوسط فهم الذين هدوا الى الحق وتوسطوا بين الفريقين واخذوا بما بما مع كل واحد منهما من حق فاثبتوا للاسباب تأثيرا في مسبباتها لكن لكن لا بذاتها بل بما جعل الله تعالى فيها من القوى الموجبة. وهؤلاء هم الطائفة الوسط الذين وفقوا للصواب الطرف الثاني هم الطرف الاول هم الاشاعرة الطرف الثاني والمعتزلة. الوسط هم اهل السنة والجماعة جعلني الله واياكم منهم. نعم. وهؤلاء هم الطائفة في الوسط الذين وفقوا للصواب وجمعوا بين المنقول والمعقول والمحسوس. واذا كان القدر لا ينافي الاسباب الكونية الشرعية فهو لا ينافي ان يكون للعبد ارادة وقدرة يكون بهما فعله مريد قادر فاعل من قوله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة وقوله وغدروا على حظ قادرين وقوله ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم اشد تثبيت عقوله من عمل صالحا بنفسه ومن اساء فعليها ولكنه غير مستقل بارادته وقدرته وفعله كما لا تستقل الاسباب بالتأثير في المسببات لقوله تعالى من شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. ولان ارادته وقدرته وفعله من صفاته وهو مخلوق فتكون هذه الصفات مخلوقة ايضا لان الصفات التابعة للموصوف وخالق الاعيان خالق لاوصافها. فان قال قائل افلا يصح على هذا التقرير ان يحتج بقدر من خالف الشرع. فالجواب ان الاحتيال بالقدر على مخالفة الشرع لا يصح كما دل على ذلك الكتاب والسنة والنظر. اما الكتاب فمن ادلته يقول اللي يحتجون بالقدر على مخالفة الشرع ها اسهل جواب تدري شنو اللي يحتج بالقدر يقول يا اخي الله كاتب علي اني ما اصلي الله كاتب علي اني ما طق الطراق اقول الله كاتب علي اني اطق شوفه يرضى ولا ما يرضى ان رضي بالطراق قل له خلاص الان احتجاجك صح ان ما رضي بالطراق واذا تعني اشمعنى الحين ما رضيت واول كنت تقول القدر والقدر دليل انهم مفترون كذابون نعم اما قباء سلام. ومنها قلوا رسلا مبشرين ومنذرين الا يكونوا للناس على الله حجة بعد الرسل. فبين الله تعالى ان الحجة قامت على الناس بارسال الرسل ولا حجة لهم بعد ذلك وعلى الله بعد ذلك ولو كان القدر حجة ما انتفت بارسال الرسل. واما السنة فهي نادلتها ما ثبت في الصحيحين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا وقد كتب ما من النار وانقذوا من الجنة قالوا يا رسول الله افلا يتكلوا على كتاب وادب العمل؟ قال اعملوا فكل من يسن ما خلق له. اما من كان من اهل السعادة في اسرع من اهل السعادة واما من كان من اهل الشقاوة. فييسر من عمله الشقاء قال ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدقه الحسنى فسنيسره يسرى. واما من بخل فانه كذب بالحسنى فسنيسر للعسرى. تجد ان مدير المدرسة يقول ترى انا الممتازين وعارف الراسبين طيب هذولا الممتازين ميسر لهم المذاكرة الكسلانين مو ميسر لهم المذاكرة تجيهم مشاغل اذهانهم مشغولة الى اخره هل لهم ان يحتجوا على مدير المدرسة؟ ليش كتبت الممتازين وليش كتبت الراسبين؟ ما لهم حجة. فرب العالمين الذي علمه محيط بكل شيء ليس لاحد حجة ان يحتج بعلمه على فعله. نعم. قال رحمه الله ومن ائم النظر فمن ادلته ان تارك الواجب يفاعل المحرم يقدم يقدم يقدم. احسن الله اليك ان تارك الواجب وفاعل المحرم يقدم على ذلك باختياره لا يشعر ان احدا اكرهه عليه ولا يعلم ان ذلك مقدر لان القدر سر مكتوب. فلا يعلم احد ان ما قدره الله تعالى الا بعد وقوعه فكيف يصح ان يحتج بحجة لا يعلمها قبل اقدامه على ما اعتذر به بها عنهم؟ ولماذا لا لم يقدر ان الله تعالى ومن اهل السعادة فيعمل بعمل بعمل دون ان يقدر ان الله كتبه من اهل الشقاوة يعمل بعملهم الثاني ان اقحام النفس في مآثم في مآثم ترك الواجب فعل محرم ظلم لها. وعدوانه عليها كما قال الله تعالى عن المكذبين الرسل وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم ولو ان احدا ظلم المحتج بالقدر على مخالفته ثم قال له ظلمي اياك كان بقدر الله لم يقبل لم يقبل منه هذه حجة فكيف لا يقبل هذه الحجة بظلم غيره له؟ ثم يحتج بها بظلمه هو لنفسه الثالث ان هذا المحتج لو خير في السفر بين البلدين احدهما بلد امن مطمئن فيه انواع المآكل والشراب والمشارب والتلاعب والثاني بلد خائف قلق هي انواع البؤس والشقاء لاختار السفر الى البلد الاول ولا يمكن ان يختار الثاني محتجا بالقدر فلماذا يختار الافضل في مقر الدنيا ولا يختاره في مقر الاخرة؟ فان قال قائما الجواب لماذا يختار؟ ها الافضل في مقر الدنيا ولا يختار في مقر الهوى والله الهوى يعمي ويصف نعم اعوذ بالله من الهوى نعم قال رحمه الله فان قال قائلا ما الجواب عن قوله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم اتبع ما اوحي اليك من ربك ولا اله الا هو واعرض عن المشركين. ولو شاء الله ما اشركوا. فاخبر ان شركهم واقع بمشيئة الله تعالى. قيل ما هو الجواب عنه؟ ان الله تعالى اخبر ان الشرك هم اقوى من مشيئته تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم لا دفاعا عنهم. واقامة للعذر لهم بخلاف احتجاج المشركين على شركهم بمشيئة الله فانما قصدوا به دفع اللوم عنهم اقامة العذر على استمرارهم على الشرك. ولهذا اقول الله احتجاجهم ولم يبطل ان شركهم واقع بمشيئة. وفي نفسي اخر عن هذه الاية وهو ان الله يقول اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين. انت مأمور ان تنفذ ما نأمرك به. ولو شاء الله ما ولو شاء الله ان يجعلهم كل المسلمين جبرا ما وقعوا في الشرك اذا تركهم الله ها وما ارادوا. اذا اين الاحتجاج بهذه الاية؟ الاية عكس عليهم. الاية فيها النص ان الله لو اراد ان يجبرهم على الايمان لقدر الله لكنه لم يفعل ولهذا قال لو شاء الله ما اشركوا يعني لو شاء الله ان يكونوا كلهم مؤمنين لجعلهم مثل الملائكة لكن الله لم يجبرهم تركهم وما ارادوا. فمنهم المتبع لك ومنهم المعرض عنك وهم المشركون. نعم قال رحمه الله فان قال قائل ما الجواب عن ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج ادم وموسى الا مع الاختيار. ولهذا اجمع العلماء على ان المكره اكراها ملجأ لا حكم عليه واجمع العلماء على ان المخطئ والناسي ليس باثم عند الله فيما يتعلق بحقوق الله. طيب. لماذا اجمع لان التكليف في لفظ انت حاج ادم وموسى. وقال موسى يا ادم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة؟ فقال له ادم ان تبوس اصطفاك الله بكلامه. وخط لك التوراة بيده فلوم اتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. فحج ادم موسى. فحج ادم موسى ثلاثا. وعند احمد فحجه ادم. اي غلبه في قيل له الجواب من وجهين احدهما ان الاحتجاب ان احتجاز ادم القدر كان على المصيبة التي حصلت عليه وهي اخراجه وزوجه من الجنة. فان موسى عليه الصلاة والسلام لم لن يعتب على ادم في معصية تاب منها الى الله. فاجتباه ربه صلى الله عليه وسلم وصاحبه يعذر فيه النائم غير مفرط فالنائم غير مفرط واحتجاج غير المفرط بالقدر الصحيح. نعم. قال رحمه الله فصل بضرورة الانسان الذي لم يفرط احتجاجه بالقدر سليم وتاب عليه وهدى فان هذا بعيد جدا ان يقع من موسى عليه الصلاة والسلام. هو اجل قدرا من ان يلوم اباه ويعتب عليه في هذا وانما عنا بذلك المصيبة التي حصلت لادم وبنيه وهي الاخراج من الجنة الذي قدره الله عليه بسبب المعصية فاحتج ادم على ذلك بالقدر من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على معاي فوق وهذا امر مباح يحتج الانسان بالقدر على المصايب لا على المعايب مثلا انت دعمت انسان او تعورت والناس ما تشوف عمى انت قدر الله وما شاء فعل ما في بأس هذه مصيبة هذه مصيبة يجوز للانسان يحتج بالمصيبة ها يحتج على المصيبة بالقدر لكن المعايب لا يجوز الاحتجاج بها. انسان يغتاب فلان يقول الله قدر علي اني اغتاب فلان انسان يأكل الخمر يشرب الخمر يقول الله ما يجوز هذا فرق بين الامرين نعم قال رحمه الله فوق قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك استعن بالله ولا تعجز ان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلتك لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تبتع من الشيطان رواه مسلم. فقد ارسل النبي صلى الله عليه وسلم لتفويض الامر الى قدر الله بعد فعل الاسباب التي يحصل فيها المطلوب ثم ونظير هذا ان يسافر شخص في حديث في سفره فيقال له لماذا تسافر؟ يقول هذا امر مقدر والمقدر لا مفر منه فانه لا يحتج هنا بالقدر على السفر لانه يعلم انه لا مكره له وانه لم يسافر يصيبه الحادث وانما يحتج بالقدر على المصيبة التي يرتبط به. فهذا هو وهذا هو الوجه الذي اختاره الشيخ المؤلف في هذه العقيدة وهو وجه صحيح قوي وان احتجاج ادم حج ادم وموسى لانه احتج بالقدر على المصيبة لا على المعيبة. نعم. الوجه الثاني ان احتجاجا بالقدر على ترك الواجب او فعل محرم بعد التوبة جائز مقبول لان الاثر المترتب على ذلك قد زال التوبة فانمحى به توجه اللوم عن المخالفة فلم يبقى الا محظوظ القدر الذي احتج به لا ليستمر على ترك الواجب او فعل المحفوظ. ولكن تفويظا الى قدر الله تعالى الذي لا بد من وقوعه. وقد اشار الى هذا المقيم في الشفاء العليا وقال انه لم انه لم يدفع بالقدر حقا ولا ذكره حجة له على باطل ولا محظورة في الاحتجاج به. واما الموضع الذي يضر الاحتجاج به ففي الحال والمستقبل بان يرتكب فعل او يترك واجبا فيلومه عليه الائمة فيحتج بالقدر على فيحتج بالقدر على اقامته عليه واصراره فيبطل بالاحتجاج به حقا ويرتكب باطلا كما احتج به مصرون على شركهم وعبادتهم غير الله فقالوا شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولو شاء الرحمن ما عبدناهم فاحتج لو شاء الرحمن عبدناهم فاحتجوا به مصوبين لما هم عليه وانهم لم يندموا على فعله ولم يعزموا على تركه ولم يقروا بفساده فهذا ضد احتجاج من تبين كان له خطأ نفسي وندم على وندم وعزم كل العزم على الا يعود. كأنهم يريدون ان يقولوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ابار كاننا يريدون ان يقولوا كان الواجب على الله ان يمنعنا من المعصية. ليش واجب على الله؟ من انتم حتى توجبوا على الله ان يمنعكم من الشرك الذي اخترتموه يقول لو شاء الرحمن ما عبدناهم كأنهم يقولون يجب على الله ان يمنعنا بالقوة يرسل لنا ملائكة حتى ما نعبد الاصنام. منو انتم عشان توجبون على الله هذا دار ابتلاء الله ترككم وما ارادوا. وما اردتم. ولو شاء ان لا تشركوا جبرا يفعل سبحانه وتعالى لذلك لما اراد ان لا يشرك قوم نوح بعد تسعمئة وخمسين سنة اغرقهم كلهم خلاص شاه الا يشركوا خلاص ولو اراد ان يهديهم لهداهم جبرا لكن الله سبحانه وتعالى ترك كل واحد واختياره لان الدار دار ابتلاء. ولا يتم الابتلاء الارادة والاختيار فاذا انتفت الارادة والاختيار والمشيئة للعبد انتفى التكليف. نعم. قال رحمه الله نكتة المسألة ان اللوم اذا ارتفع صح الاحتجاج بالقدر واذا كان اللوم واقعا فالاحتجاج بالقدر باطل كما ذكر حديث علي رضي الله عنه حين طرقه النبي صلى الله عليه وسلم وفاطمة ليلى فقال الا تصلين الحديث؟ واجاب عنه بان احتجاز علي صحيح. ولذلك لم ينكر عليه النبي الانسان غير المفرط احتجاجه بالقدر السليم. مثلا لو ان الانسان اخذ احتياطاته ومشى في طريق. ثم بعد ذلك جاءته السباع ونهشته مع اخذه للاحتياطات لا يتوجه اللوم عليه. نعم. فصل في ضرورة الايمان بالقدر والشر. لا بد الانسان من الايمان بالقدر وانه احذر ايمان الستة لانه من تمام توحيد الربوبية وان نبيه تحقيق التوكل على الله تعالى وتفويض الامر اليه مع القيام بالاسباب الصحيحة النافعة. النبي اطمئنان الانسان في حياته حيث يعلم ان ما اصابه لم يكن يخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. ولان به ينتفي العجاب ولان به ينتفي الاعجاب بالنفس عند حصون المراد لانه يعلم ان حصوله بقدر الله وان عمله والذي حصل به مراده ليس الا مجرد سبب يسره الله له. ولان به يزول القلق والضجر عند فوات المراد او الحصول المكروه. لانه يعلم ان الامر كله لله يرضى ويسلم والى هذين الامرين يشير قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتابهم قبل ان نبراه ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ولابد الانسان ايضا من الايمان بالشرع وهو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من امر الله ونهيه. وما يترتب عليهما من الجزاء ثوابا او عقابا فيقوم بما يلزمه نحو الامر والنهي ويؤمن بما يترتب عليهما من الجزاء وذلك ان الانسان مريد فلا بد له من فعل يدرك به ما يريد ويدفع به ما لا يريد ولابد من ضابط يضبط تصرفه اهو لان لا يقع فيما يضره او ما او يفوته ما ينفعه من حيث لا يشعر والشرع الالهي الذي جاءت به الرسل هو الذي يضبط ذلك. ويصدر الحكم به ويكون به التمييز بين النافع والضار والصالح والفاسد لانه من عند الله العليم الرحيم الحكيم. والعقول وان كانت تدرك النافع والضار في الجملة. لكن تفصيل ذلك والاحاطة به احاطة تأمل انه يكون من جهة الشرع ولهذا نقول النفع او الضرر قد يكون معلوما بالفطرة وقد يكون معلوما بالعقل وقد يكون معلوما بالتجارب وقد يكون معلوما بالشرع اي الشرع يأتي مؤيدا لما شهدت به الفطرة والعقل والتجارب. وهذه تأتي شاهدة لما جاء به الشرع وفي هذا المقام اختلف الناس في الاعمال هل يعرف حسنها وقبحها يشرعه بالعقل والتحقيق وان ذلك يعرف تارة بالشرع وتارة بالعقل وتارة بهما لكن علم ذلك على وجه الشمول والتفسير وعلم غاية وعلم غايات الاعمال في الاخرة سعادة وشقاء ونحو ذلك لا يعلم الا بالشر. الذين قالوا ان حسن الاشياء وقبحا لا تعلم الا بالشرع هذا قول الاشاعرة. ومن وافقه والذين قالوا ان حسن الاشياء وقبحها لا تعلم الا بالعقل هذا قول المعتزلة ومن وافقه والذين قالوا ان حسن الاشياء وقبحها تارة تعلم بالشرع وتارة بالعقل وتارة بهما هذا قول اهل السنة والجماعة نعم فصل اذا تبين انه لابد للانسان من الايمان بالقدر والايمان بالشرع فاعلم ان الناس ينقسم في ذلك الى قسمين. القسم الاول اهل الهدى والفلاح الذين امنوا بقضاء الله وقدره على ما سبق بيانه من المراتب الاربع وامنوا ايضا بشرعه فقاموا بامره ونهيه وامنوا بما ترتب على ذلك من جزاء ولم يحتجوا بقدره على شرعه وبشره على قدره ولم يجعلوا ذلك تناقضا من الخالق وهؤلاء هم اهل الحق الذين حققوا مقام اياك نعبد واياك نستعين المؤمنون بقضاء المؤمنون قوله تعالى الا له الخلق والامر. القسم الثاني اهل الضلال والهلاك المخالفون للجماعة هم ثلاث فرق مجوسية ومشركية وابليسية. فالمجوسية هم القدرية الذين امنوا بشرع الله وكذبوا بقدره فولاتهم انكروا عموم علم الله تعالى وقالوا ان الله تعالى يقدر اعمال العباد ولا علم له بها قبل وقوعها ومقتصدوهم امنوا بعلم الله بها قبل وقوعها وانكروا ان تكون واقعة بقدر الله تعالى وان تكون مخلوقة له. وهؤلاء هم المعتزلة والموافقة ومذهبهم باطل بما سبق في ادلة مراتب القدر. بالنسبة لغلاتهم هؤلاء كفرهم العلماء وبالنسبة لمقتصديهم فهم من اهل البدع ولاة القدرية كفار لانهم انكروا علم الله. ومقتصدوا القدرية مبتدعا نعم قال رحمه الله والمشركية هم الذين قالوا بقدر الله واحتجوا به على شرعه كما قال الله تعالى عنهم سيقول الذين اسرفوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباءنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذبوا الذين من قولهم حتى ذاقوا بأسنا والابليسية هم الذين اقروا بالامرين بالقدر وبالشرع ولكن جعلوا ذلك تناقضا من الله عز وجل اطاعن في حكمته تعالى وقالوا كيف يأمر العباد ان ينهاهم وقد قدر عليه ما قدر مما قد يكون مخالفا لما لما امرهم نهاهم عنه. فهل هذا الا التناقض والمحض والتصرف المنافي للحكمة وهؤلاء اتباع ابليس فقد احتج على على الله عز وجل. حين امره ان يسجد لادم فقال ابليس انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. وردوا على هاتين معلومة من الرد على المحتجين بالقدر على معصية الله تعالى. ابليس احتج قال انا خير منه شلون تأمرني انا وانا خير منه ان اسجد لادم. فامرك لي بالسجود مخالف لخلقك لي من جنس النار. اذا هو ادعى التعارض بين الامر وبين الشرع وكل من يدعي التعارض بين القدر وبين الشر فهو ابليس. نعم. قال رحمه الله فصل واما الشرع فهو ما جاءت به الرسل من عباد الله من عبادة الله تعالى التي من اجلها خلق الله الجن والانس لقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وذلك هو الاسلام الذي لا يقبل الله من احد دين سواه كقوله تعالى فلن يقبل منه فالاسلام لله وحده بالطاعة فانه للمأمور وترك للمحظور في كل زمان ومكان كانت الشريعة فيه قائمة وهذا هو الاسلام بالمعنى العام وعلى هذا يكون اصحاب الملل السابقة مسلمين حين كانت شرائعهم قائمة لم تنسخ كما قال الله تعالى عن نوح وهو يخاطب قومه فان توليتم فما سألتكم من اجل فان من اجل فان توليتم فما سألتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. وقال عن ابراهيم وكان ابراهيم يهدين ولا نصراني ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وقال ايضا اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت يا رب العالمين. وصى بها ابراهيم بني ويعقوب يا بني ان الله سبأ لكم الدين ولا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال عن موسى في مخاطبته قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقال عن التوراة انا انزل التوراة فيها هدى ونور احكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا وقال عن الحواري عيسى واذ اوحيت الى الحواريين الآمن بي وبرسوله قالوا امنا واشهد اننا مسلمون واعطانا عن ملكة ملكة سبأ ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. واما الاسلام. فالمعنى واما الاسلام بالمعنى الخاص فيغتسل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين وقال في امتي هو سماكم المسلمين قبل في هذا ان يكون الرسول عليه ان يكون الرسول شهيدا عليكم. فلا اسلام بعد بعثته الا باتباع للنبي هو مهيمن على الاديان كلها ظاهر طاهر عليها وشريعته ناسخة للشرائع السابقة كلها قال الله تعالى واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم ان تؤمنون به وتنصرونه. قال اقربتم على ذلك مصري قالوا اقرئنا. قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين. والذي جاء من صادقا لما مع الرسل قبله محمد صلى الله عليه كما قال تعالى وانزلنا اليك الكتاب الحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب وهي من العلي. قال وقال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهروا على الدين كله. وهذا يعم الظهور قدرا وشرعا فمن بلغته رسالة فمن بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن به ويتبعه فلم يكن مؤمنا ولا مسلما بل هو كافر من اهل النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بمحمد بيده والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يعني امة الدعوة يدين ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وبهذا يعلم ان النزاع في من سبق من الامم ام هل هم مسلمون او غير مسلمين نزاع لفظي وذلك لان الاسلام بالمعنى العام يتناول كل شريعة قائمة ان بعث الله بها نبيا فيسكن اسلام كل امة متبعة لنبي من الانبياء ما دامت شريعته قائمة غير منسوخة بالاتفاق. كما دلت على ذلك النصوص السابقة. واما بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فان الاسلام يحتسب بما جاء به فمن لم يؤمن به ويتبعه ليس بمسلم. ومن زعم ان مع دين محمد صلى الله عليه وسلم دينا سواه قائما مقبولا عند الله تعالى من دين اليهود والنصارى وغيرهما قوم كذب لقول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام من قوله وميتين غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين. واذا كان الاسلام اتباع الشريعة القائمة فانه اذا شيء منها لم يكن المنسوخ دينا بعد نسخه. ولا اتباعه اسلاما فاستقبال بيت المقدس مثلا. كان دينا واسلاما قبل نصفه ولم يكن دينا ولا اسلاما بعده. وزيارة قبوري لم تكن دينا ولا اسلاما حين النهي عنها وكان الدين الاسلام بعد الامر بها قال رحمه الله فصلوا من مبنى الاسلام على توحيد الله تعالى عز وجل. قال الله تعالى قل انما يوحى اليه انما الهكم اله واحد فلا انتم مسلمون. ولابد في التوحيد من الجمع بين النفي والاثبات لان النفي وحدة وتعطيهم الاثبات وحده لا يمنع المشاركة فلا توحيد الا بنف واثبات وقد قسمه العلماء بتتبع الاستقراء الى ثلاثة اقسام القسم الاول توحيد الربوبية القسم الثاني توحيد الاولية القسم الثالث توحيد الاسماء وصفات وقد جمع الله هذه الاقسام في قوله تعالى رب السماوات والارض وما بينهما فاعبدوا واصطبروا لعبادته هل تعلموا له سميا. فاما توحيد الربوبية فهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير. واما من اجل قلت لا لا لو قل امر تبارك الله رب العالمين وقوله ولله ملك السماوات والارض وقوله قل تريد الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم في ايمان من شرك ومالهم منهم الضليل وماله منه من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. هذا وهذا قد اقر به المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى ولئن سألتم من خلقكم ليقولن الله ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. وقال تعالى قل من يرزقه من السماء والارض ومن يملك السماء والابصار ومن يخرج الحي من الميت. ويخرج الميت من الحي ومن اذا به الامر فسيقولون الله وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله الى قوله بل اتيناهم بالحق وانهم لكاذبون. ولم يكن احد من هؤلاء المشركين ولا غيرهم ممن يقر بالخالق يعتقد ان احد من الخلق شارك الله تعالى في خلق السماوات والارض وغيرهما ولا ان للعالم صانعين متكافئين في الصفات والافعال ولم ينقل ولم ينقل ارباب المقالات الذين جمعوا ما قيل في الملل والنحل والاراء والديانات عن احد من الناس انه قال بذلك. وغاية ما نقل قولا سنويا القائلين القائلين بالاصلين النور والظلم وان النور خلق الخير والظلمة خلق الشر. خلقت الشر ولكنهم ليقولون بتساويهما وتكافئهما فالنور مضيء موافق للفطرة بخلاف الظلمة. والنور قديم ولهم في ظلمة قولان احدهما انها محدثة مخلوقة للنور. فيكون النور اكمل منها لانها قديمة ولا لكنها لا تخلق الا الشر. فصارت الظلمة ناقصة ناقصة عن النور في مفعولها كما انها ناقصة عنه في وجودها وصفاتها. وما اقوله فرعون قول لقومه حين جمعهم فنادى انا ربكم الاعلى قوله يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فمكابرة لم يصدر عن عقيدة بل كان في قرارة نفسه ان الله هو رب السماوات والارض. ولهذا لم يكذب موسى حين قال له لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر الى ظنك يا فرعون مثبورا اي فرعون مثبورا. واقرأ قوله تعالى وقومه وجحدوا بها واستيقنت انفسهم ظلما ووعلوها فانظر كيف كان عاقبة المسلمين. واما قول من قال من الناس ان بعض الحوادث مخلوقة من غير كالقدري الذين يقولون ان العبادة خلقوا ان العباد خلقوا افعالهم فانهم يقولون بان العبادة مخلوقون والله تعالى هو خالقهم وخالق قدرتهم وكذلك اهل الفلسفة والطبع والنجوم الذين يجعلون بعض المخلوقات مبتدعة مبدعة لبعض الامور يعتقدون ان هذه الفاعلات مخلوقة حادثة وبهذا فيتقرر انه لم يكن احد من الناس يدعي ان للعالم صانعين متكافئين. لا يعلم ان احدا ادعى ان للعالم صانعين متكافئ وان كان يوجد من قال بان للعالم صانعان لكن احدهما اقل من الاخر كقول الثانوية. نعم. قال رحمه الله فصل الائمة توحيد الملوية فهو افراد الله تعالى بالعبادة بان يعبد وحده لا يعبد غيره من ملك او رسول او نبي او ولي او شجر او حجر او شمس انه قمر او غير ذلك كائنا من كان. من ادلته قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وقوله شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة اولوا العلم قائما بالقص لا اله الا هو العزيز الحكيم. توحيد الالوهية واظهار العباد هو عبادة الله وحده لا شريك له. هذا هو الذي يميز المسلم عن غير المسلم. غير المسلم يعبد لكن يعبد الله اعبد غير الله. المسلم لا يعبد الا الله نعم. قال رحمه الله هذا النوع قد انكره المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى عنهم انهم كانوا اذا لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون. وقال تعالى واعجبوا ان جاءهم منذر منهم. وقال الكافرون هذا ساحر كذاب على الاليات انام واحد ان هذا لشيء عجاب. وانطلق ملأوا منهم ان يمشوا واصبروا على الهتكم الا هذا شيء يراد. ومن اجل انكار المياه قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم اموالهم وسبع نساءهم وذرياتهم باذن الله تعالى وامره ولم يكن القرآن بتوحيد الربوبية مخرجا لهم عن الشرك ولا عاصم لدمائهم واموالهم. وتحقيق هذا النوع ان يعبد الله الله وحده لا شريك له بشرعه الذي جاءت به رسله كما قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباد ربه احدا فمن لم يعبد الله تعالى ومسجل غير موحد ومن عبده وعبد غيره فهو مشرك غير موحد. ومن عبده بما لم يشرعه فهو مبتدع ناقص التوحيد. حيث جعل الله تعالى شريكا حيث جعل الله تعالى شريكا في التشريع. والعبادة تطلق على معنيين احدهما التعبد هو فعل العبد فتكون بمعنى التذلل المعبود حبا وتعظيما وهذان اعني الحب والتعظيم اساس العبادة فبالحب يكون طلب الوصول الى مضاة المعبود بفعل ما امر وبتعظيم يكون الهرب من اسبابه من اسباب غضبه بترك ما نهى عنه. الثاني المتعبد به فتكون اسما جامعا. فتكون اسما جامعا لكل ما يتعبد به لله تعالى كالطهارة والصلاة والصدقة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة ارحام وغير ذلك من انواع العبادة. اذا وصل العبد الى مرتبة انه يقدم العبادة يريد رضا الله فليعلم انه يحب الله. لان علامة الحب البحث عن الرضا. الا ترى انك اذا تحب زوجتك اعملوا اعمالا تريد رضاها. تحب اولادك تعمل اولادا اعمالا تريد رضاهم. تحب اخوانك تعمل اعمالا تريد رضاهم. فحقيقة العبادة هو ان الانسان يعبد ويقدم العبادة يريد رضا الله. هذا حقيقة الحب. نعم. وللعبادة شرط ان احدهما اخلاص لله عز وجل بان لا يريد بها سوى وجه الله والوصول الى دار كرامته وهذا من تحقيق شهادة ان لا اله الا الله. الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بان لا يتعبد لله تعالى بغير ما شرعه وهذا من تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله المشرك في العبادة لا تقبل عبادته ولا تصح لفقد الشرط الاول والمبتدع فيما لا تنفيها لا والولاة تصح لفقد الشرط الثاني وقد دل على هذين الشرطين كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن ادلة اشتراط الاخلاص في كتاب الله قوله تعالى فاعبدوا الله مخلصا له الدين الا الدين الخالص وقوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وقوله ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. الى غير ذلك من الايات الكثيرة المتنوعة المتنوعة الدلالة. احسنت بعد الاذان المقبل ان شاء الله. الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا لا اله الا الله اشهد ان لا اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول حي على الصلاة حي على الصلاة حي على حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد. اللهم رب هذه الدعوة ادلة اشتراط الاخلاص في كتاب الله كثيرا وانما اختصر الشيخ على بعضها ثم قال ومن ادلته من السنة نعم. قال رحمه الله من ادلته من السنة ما اخرجه البخاري ومسلما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا ايها الناس انما الاعمال بالنية وانما للمؤمنين ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله والهجرة الى الله ورسوله ومن هاجر الى الدنيا يصيبه امرأته يتزوجها في هجرة ما هاجر اليه هذا احد الفاظ البخاري وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى الشركاء للشرك ومن عمل عملا اشرك فيهم معي غيري تركته شركه. ومن ادلة اشتراط المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الله تعالى قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا بكم عن سبيله؟ قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه في الاخرة من الخاسرين. وقوله في وصف النبي صلى الله عليه وسلم فاما الذي قوله في وصف النبي صلى الله عليه وسلم فالذين امنوا عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. الى غير ذلك من الايات الكثيرة متنوع الدلالة. ومن ادلة من السنن ما اخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرا فهو رد اي مردود وفي صحيح مسلم رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا خطب الناس يوم الجمعة اما بعد فان خير كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلال لماذا شر الامور محدثات ولان المحدثات في الدين تغيير للدين. تغيير للدين. لذلك قال وشر الامور محدثات. نعم وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بالسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعرضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة رواه احمد وابو داوود. ولا تتحقق المتابعة الا بموافقة العبادة الشرعية في سببها وجنسها وقدرها وكيفيتها وكيفيتها وزمانها ومكانها. والعبادة انواع كثيرة فمنها الصلاة والذبح لقوله تعالى فسب لربك وانحر. قوله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي وممات. وممات لله رب العالمين لا شريك له بذلك ومثنى وانا اول المسلمين. ومن صلى لغير الله فهو مشرك ومن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فهو مشرك. ومنها التوكل على الله فتوكل ان كنتم مؤمنون وقول وقوله فاعبده وتوكل عليه. ولهذا لما كان التوكل خاص به كان وحده هو الحسم. وكما قال تعالى ومن يترك على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره. فما قوله قال يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين فمعناه ان الله هو حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين. فقوله من اتبعك معطوف على الكافر بقولك حسبك وليس معطوفا على الله كما ظنه بعض فان هذا يفسد به المعنى فان هذا يفسد به المعنى. اذ يكون المعنى على هذا التقرير ان الله والمؤمنين حسب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا باطل فان مقام النبي صلى الله عليه وسلم اعلى واقوى من مقام اتبعه فكيف يكون حسبا للاعلى والاقوى منها الخشية والخوف وتعبدا وتقربا لقوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اوليائه فلا تخافوهم يخافون ان كنتم مؤمنين. فقولي فلا تخشوا الناس واخشوا وقوله فاياي ترهبون فجعل الرهبة له وحده كما جعل العبادة له وحده في قولتها في الجاية فاعبدون. ومنها التقوى تعبدا وتقربا لقوله تعالى واياه فاتقون قوله ففغير الله تتقون وقولي يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصحكم اعمالكم يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. الاية الانفال والنبي حسبك الله ومن اتبعك عند المؤمنين الوجه الاول واضح وهو الاقوى والاظهر. الوجه الثاني قال به جمع من اهل العلم وليس عطف الادنى على الاعلى بانزال لمقام الاعلى. الا ترى انك تقول ان العبد الفلاني حسب الملك. ان الوزير الفلاني يكفل مثل ما نحن نقول يكفي عمر يكفي ابا بكر ان خلف عمر هذا ليس معنى انزال من قدر ابي بكر. نعم. قال رحمه الله فصل واما توحيد الاسماء والصفات فهو افراد الله تعالى باسمائه وصفاته. وذلك اثبات ما اثبته الله لنفسه من الاسماء والصفات في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فلا يجوز نفي شيء مما سمى الله به نفسه وصف به نفسه بقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوا بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم ما كانوا يعملون ولان ذلك تعطيل يستلزم تحريف النصوص وتكذيبها مع وصف الله تعالى بالنقائص والعيوب. ولا يجوز تسمية الله ولا يجوز تسمية الله تعالى ووصفه بما لم يأتي في الكتاب والسنة. لان ذلك قول الله تعالى بلا علم وقد قال الله تعالى يقول انما حرم ربيع الفواحش ما ظهر منها وما بطل الاثم والباقي بغير الحق وتشرك بالله ما لم ينزل به شيطان تقول على الله ما لا تعلمون وقال ولا تقوم ما ليس لك به علم السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنهم مسؤولا ولا يجوز اثبات اسم او صفة لله تعالى مع التمثيل. لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله فلا تضربوا الا الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ولان ذلك الاشراك بالله تعالى يستلهم تحريف النصوص وتكذيبها مع تنقص الله تعالى بتمثيله بالمخلوق الناقص. ولا يجوز اثبات اسم او صفة لله تعالى مع التكبير لان ذلك قول عن الله بلا علم ويستلزم الفوضى والتخبط في الصفات التي عليه اذ كل واحد يتخيل كيفية معينة غير مما تخيله الاخر. ولان ذلك محاولة لادراك ما لا يمكن ادراكه بالعقول ثم فان مهما قدرت من كيفية لله فالله اعلى واعظم. وهذا نوع من التوحيد هو الذي كثر فيه الخطب الى اهل القبلة وينقسم في النصوص الواردة فيه الى ستة اقسام القسم الاول من اجروها على ظاهره هي على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف وما تعطلون من تكليف وتمثيل. وهؤلاء هم السلف وهذا هو الصواب المقطوع به لدراية الكتاب والسنة العقل والاجماع السابق هي عليه دلالة قطعية او ظنية. القسم الثاني من اجروها على ظاهرها لكن جعلوها من جنس صفات المخلوقين. وهؤلاء هم الممثلة ومذهبهم باطنهم بالكتاب والسنة العقل من انكار السلف. القسم الثالث من اجروه على خلاف ظاهرها وعينوا لها معانيها بعقولهم. وحرفوا من اجلها النصوص وهؤلاء هم اهل التعطيل. فمنهم من عطل تعطيلا كبيرا. كجهمية نزل ونحن ومنهم من عطل دون ذلك الاشاعرة. القسم الرابع من قوله الله اعلم بما اراد بها فوضوا علم معانيها الى الله تعالى وحده. وهو وهؤلاء هم اهل التجهيل وتناقض بعضهم فقال الله اعلم بما اراد لكنه لم يرد اثبات صفة خارجية له تعالى. القسم الخامس من قالوا يجوز ان يكون المراد بهذه النصوص بات اثبات صفة تليق بالله تعالى وان لا يكون المراد بذلك والا يكون المراد ذلك وهؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم القسم السادس من اعرضوا بقلوبهم وامسكوا بالسنتهم عن هذا كله واقتصروا على قراءة النصوص ولم يقولوا فيها شيء فيها بشيء وهذه الاقسام والاول باطلة كما قد تبين في غير هذا الموضع الذين اتصلوا على قراءة النصوص هم الواقفة نعم قال رحمه الله تعالى فاصنعوا بهذا التقرير عن اقسام التوحيد يتبين غلط عامة المتكلمين في مسمى التوحيد حيث جعلوه ثلاثة انواع. الاول ان الله واحد في ذاته الى قسيمة له واولى جزء له واولى بعض له الثاني انه واحد في صفاته لا شبه لا شبيه له. الثالث انه احد في افعال لا شريك له وبيان غلط من وجوه. احد انهم انهم لم يدخلوا فيه توحيد الالوهية وهو ان الله واحد في اوليته لا شريك له فيفرد وحده بالعبادة مع ان هذا النوع من التوحيد هو الذي من اجله خلق الجن والانس لقوله تعالى ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومن اجله صلة الرسل ونزلت الكتب لقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقولي ولقد بعثني في كل من ترسني عبد الله واجتنبوا الطاغوت وقد قام الرسول عليهم الصلاة والسلام بذلك يدعون قومهم ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اي ما لكم من معبود حق غير الله فجميع الالهة سواه باطلة كما قال تعالى ذلك فان الله الحق وانما يدعون من دونه الباطل وان الله من اجله قامت المعارك الكلامية والقتالية بين الروس واقوامه المكذبين لهم كما قال الله تعالى عن قوم نوح قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت الجناية فاتنا كنت من الصادقين. وقال عن قوم هدي قالوا يا هود ما جئتنا ببينة. وما نحن بتارك الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين. نقول لاعتراك بعض ولاياتهم بسوء. قال اني اشهد الله واشهد اني بريء واشهد اني بريء مما تشركون من دونه. فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. وقال في ابراهيم وقومه قال اتعبدون من قال افتعبدون من دون الا ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اغفر لكم اني ما تعبدون من دون الله فلا تعقلون. قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. وقال المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم. واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا. اهذا الذي يذكر الهتكم؟ وقال وعجبوا ان منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب اجعل الايات الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب طرق الملأ منهم ان يمسوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد وقال في اعدائهم يكون لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم فالسنة بالسوء واجدروا تكفرون والمهم ان هذا التوحيد الذي هذا شأنه قد اغفله عامة المتكلمين الذين يتكلمون في انواع التوحيد. وهو احد وجوه غلطهم في مسمى التوحيد. الوجه الثاني قولهم ان الله واحد في ذاته لا قسيم الى اخره في اجمال فيما ارادوا به ان الله تعالى لا يتجزأ ولا يتفرق ولا يكون مركبا من اجزاء فهذا حق فان الله تعالى احد صمد وان ارادوا به مع ذلك نسي ما وصف به نفسه كعلوه وسوءه على عرشه ووجهه ويديه ونحو ذلك وهذا مرادهم فهو باطل لان الله تعالى قد اثبت لنفسه من صفات الكمال من وغيره ما هو اهل له وتوحيده فيها اثباتها له على وجه لا يقله بدون تمثيل لا ان تنفى عنه بنوع من التحريف والتعطيل. الوجه الثالث قولهم واحد في صفات لا شبيه لو فيه اجمال فان ارادوا به اثبات صفات الله تعالى على وجه اللائق به من غير ان يماثله احد فيما يختص به بما يختص به فهذا حق وهو مذهب السلف لكن عامة المتكلمين يريدون بذلك وان ارادوا به الناس ان يكون شيء من المخلوقات من المخلوقات مماثلا له من كل وجه فهذا لغو لا حاجة اليه فهو كقول القائل السماء فوقنا والارض لان مواساة الخالق لمخلوق من كل وجه معلوم الانتفاع. بل الامتناع بضرورة العقل والسن واجماع العقلاء. ولهذا لم يثبت احد من الامم احدا مماثلا لله تعالى من كل وجه وغاية من شبه به شيئا ان يشبهه به في بعض الامور وان ارادوا به نفى ان يكون بين صفات الله بين صفات المخلوق. وان ارادوا به نفى ان يكون من صفات الخالق والمخلوق قدر مشترك مع تميز كل منهما بما يختص به وادم رجل فهو باطل لانه قد علم بضرورة العقل ان كل الموجودين قائمين بانفسهما لابد من قدر مشترك بينهما مع تميز كل واحد منهما بما يختص به كاتفاق المسمى وجودي والذات والقيام بالنفس ونحو ذلك ونفي هذا القدر تعطيل محض. والقول بهذا المراد لا يمنع نفي ما يجب لله تعالى من صفات الكمال فعند من يرى ان اثبات يستلزم التشبيه. فقد سبق ان اهل التعطيل من الجهمين في المعتزلة وغيرهم ادخلوا في الصفات في مسمى التوحيد وقالوا من اثبت الله علما او قدرة ونحو ذلك فهو مشبه غير موحد وزاد عليهم ولاة ثلاثة فادخلوا فيهن في الاسماء وقالوا من قال ان الله عليم قدير ونحو ذلك فهو مشبه غير موحد وزاد عليهم بولاة غلاة الغلاة قالوا ان الله لا يوصف بما يتضمن اثباتا او نسيها فمن نفى عنهم صفة او اثبت له صفة فهو مشبه غير موحد. وقد سبق الرد على هؤلاء الطواف في اول رسالة ولله الحمد. الوجه الرابع قول واحد في افعاله لا شريك له. وهذا اشهر انواع التوحيد عندهم. ويعنون به ان الخالق ان خالق العالم واحد. يظنون ان هو التوحيد المطلوب وان هذا معنى لا اله الا الله فيجعلون معناه معناها لا قادر على الاختراع الا الله ومعلوم ان هذا خطأ من وجهين الاول ان هذا ان هذا الذي قرره قرروه قد اقر به المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فانهم لم يجعلوا لله شريكا في افعاله كما قال تعالى ولئن سألتم من خلق السماوات والارض دخل الشمس الى القمر يقولن الله فانى يوفكون ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله مع هذا لم يكونوا موحدين بل هم مشركون بدلاية الكتاب والسنة والاجمال والمعلوم بالضرورة من الدين والاسلام لكونهم انكروا توحيد الالوهية وقالوا اجعل الان يأتي لهم واحد ان هذا لشيء عجاب لهذا قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم مستبيحا دماءهم واموالهم وسبى ذراريهم ونساءهم. التفسير الثاني ان تفسيرهم لا اله الا الله بهذا التفسير الذي ذكروه اي انه لا قادر على الاقتراع الا الله يقتضي ان من اقر بان الله وحده قادر على اقتراح دون غير غيره وقد شهد ان لا اله الا الله وعصانا دمه وماله ومعلومة ان تفسيرها بين المعنى باطل ومخالف لما عرف المسلمون منها فان تفسيرها صحيح لا معبود حق الا الله هذا هو الذي يعرفه المسلمون من معناه بل والمشركون الا ترى الى قولهم اقول الله تعالى فيهم انهم كانوا ذا قيع لا اله الا الله يقولون انا لتارك الياس من شاعر مجون. وكانوا يستكثرون عن الاقرار بقلوبهم والسيئات بان الله هو الخالق وحده ولا يدعون ان الهيئتهم تخلق شيئا فتبين بذلك ان المشركين اعلم وافقه بمعنى لا اله الا الله من هؤلاء المتكلمين. وان لا غاية ما يقرره هؤلاء من التوحيد من توحيد الربوبية من التوحيد توحيد الربوبية الذي لا يخلص الانسان من شرك ولا يعصم به دمه وماله ولا يسلم به من من الخلود في النار وقد سلك هذا المسجد طوائفه من اهل تفسير التوحيد بتوحيد الربوبية مسلك المتكلمين قاطبا معتزلة والمناطق والفلاسفة وغيرهم. وايضا من هذا النوع من يفسر التوحيد بالحاكمية. فهذا مسلك الخوارج نعم. قال رحمه الله وقد سلك هذا المسجد طواف من اهل التصوف الملتزمين بمعرفة التوحيد غاية ما عنده من التوحيد ان يشهد المرء ان الله رب ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما اذا غاب عارف من وجوده عن وجوده ومشهوده عن نشوده ومعروفه عن معرفته ودخل في ثناء التوحيد دخل في ثناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزن قال ومعلوما ان هذه الغاية هي ما اقربه المشركون من التوحيد وهي غاية لا يكون بها الرجل مسلما فضلا عن ان يكون من اولياء الله تعالى وسهادة خلقه. يعني قولهم ان عارف يفنى او يغيب بموجوده عن وجوده. هذه من الالفاظ المجملة المعروفة على السنة متصوفة وانه يغيب بمشهوده عن شهوده. وبمعروفه عن معرفته. يقصدون بهذا الكلام ان العارفة لاحظ التفسير الصحيح يقصدون بهذا ان العارف يغيب بموجودات اللي هو العوامل والنواهي عن وجود من سواه. هذا المعنى صحيح لكن ليس هذا مراد. مرادهم اذا غاب العارف بموجوده عن وجوده اي انه يغيب في وجود الله عن وجود نفسه. وهذا ما يسمونه بالفناء وسيأتي الكلام عليه. نعم. قال رحمه الله في الفناء واقسامه الفناء لغة والزوال قال الله تعالى كل من عليها فان قول بربك ذو الجلال والاكرام. وفي الاصطلاح ثلاثة اقسام الاول ديني شرعي وهو الفناء السواء اي الارادة فيما سوى الله عز وجل بحيث يفنى بالاخلاص لله عن الشرك وبشريعته عن البدعة. وبطاعته المعصية بالتوكل عليه يعني التعلق بغيره وبمراد به الى المراد نفسه الى غير ذلك مما يشتغل به من مرضاة الله عما سواه. فحقيقة وحقيقته انشغال عبدي بما يقربه الى الله عز وجل عما لا يقربه اليه وان هي فناء في اصطلاحهم وهذا فناء شرعي به جاءت الرسل ونزلت الكتب وبه قيام الدين والدنيا وصلاح الاخرة والدنيا. قال الله تعالى من اراد الاخرة وسعى لها سعي فهو مؤمن اولئك كان سعيدا مشكورا وقال من عمل صالحا من ذكر او انثى ومؤمن فلنحيينه حياة طيبة نجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. وقال والذين صبروا ابتغاء وجه ربه وربهم واقاموا الصلاة وانفق مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار. وقال يا ايها الذين امنوا لا تؤتيكم اموالكم ولاولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخسرون. وهذا هو الذوق الايماني الحقيقي الذي لا يعاجله ذوق ففي الصحيحين. عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن في وجل بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان المرء لا يحبه لله وان يكره ان يعوده في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كان يكره ان ينقذه في النار. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من اضرب الله ربا دين محمد صلى الله عليه وسلم رسولا القسم الثاني صوفي بدعين والفناوي عن الشهود السوى اي عن شهودهما سوى الله تعالى وذلك انه بما ورد على قلبه من التعلق بالله عز وجل وضعفه عن تحمل اذى الوارد ومقاومته وغاب وغاب عن قلبه كل ما ما سوى الله عز وجل. ففني ففني بهذه الغيبوبة عن شهور ما سواه ففني بالمعبود عن العبادة عن الذكر حتى صار لا يدري اهو في عبادة وذكر ام لا. لانه غائب عن ذلك بالمعبود المذكور لقوة سيطرة الوارد على قلبه. وهذا فناء يحصل لبعض ارباب السلوك هو فناء ناقص من وجوه. الاول انه دليل على ضعف قلب الفاني وانه لم يستطع الجمع بين شهود المعبود والعبادة. والامر والمأمور به واعتقد ان اذا تشاهد العبادة والامر اشتغل به عن المعبود والامر بل اذا ذكر العبادة والذكر كان ذلك اشتغالا عن المعبود المذكور. الثاني انه يصل بصاحبه الى حال تشبه حال المجانين والسكارى او حتى انه ليصدر عنهم من الشطحات القولية والفعلية المخالفة لشر ما يعلم هو وغيره غلطه غلطه فيها. كقول بعضهم في هذه الحالة سبحان انا الله ما في الجبة الا الله انصبوا خيمته على جهنم ونحو ذلك من هذين الشطح طبعا هذا النوع من انواع الفناء الفناء عن وجوده عن وجود من سواه. حقيقته ضياع الحقوق. حققته الى الحلول عياذا بالله. نعم. الثالث. الثالث ان هذا الفنان لم يقع من المخلصين ويكون من عباده فلم يحصل للرسل ولا ليهم باله ولا للصديقين والشهداء رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ليلة المعراج من ايات الله اليقينية ما لم يقل لاحد من البشر في هذه الحال كان صلى الله عليه وسلم على غاية من الثبات في قواه الظاهرة والباطنة كما قال الله تعلن القوى الظاهرة ما زاغ البصر وما طغى وقال عن قواه الباطل وما كذب الفؤاد ما رأى. وها هم الخلفاء الراشدون ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم افضل بعد الانبياء وسادته لاوليائهم لم يقع لهم مثل هذا الفناء وها هم سائر الصحابة مع علو مقامهم وكمال احوالهم فلم يقع لهم مثل هذا الفناء وانما حدث هذا في عصر التابعين فوقع منه من بعض العباد والنساء كما وقعت فكان منهم من يصرخ ومنهم من يصعق ومنهم من يموت وعرف هذا كثيرا في بعض مشايخ الصوفية ومن جعل هذا نهاية السالكين فقد ضل ضلالا مبينا ويوم جعله من لوازم السير الى الله وقد اخطأ. وحقيقة انه من العوارض التي تعرض لبعض السالكين لقوة الواردة على قلوبهم وضعفها عن مقاومته وعن الجمع بين شهود العبادة والمعبود ونحو ذلك. هذا الفناء اصلا انما ورد من طريق آآ الذين اسلموا من المجوس ومن العباد البوذيين ومن الذين اسلموا من عباد النصارى في اتوا ومعهم هذا الفكر. وهو الانشغال عن الله عن حقوق العباد. هذا ليس من دين الله عز وجل. نعم القسم الثالث فناء الحادي كفري وهو الفناوي عن وجود الشواء اي عن وجود ما سوى الله عز وجل بحيث يرى ان الخالق علم المخلوق وان الموجودة عين موجد وليس ثمة وليس ثمة رب ومربوء وخالق المخلوق وعابد ومعبود وامر ومأمور بل الكل شيء واحد وعين واحد وعين واحدة وهذا ثناء اهل الالحاد القائلين بوحدة الوجود كابن عربي والتلمسان وابن سبعين والقونوي ونحوهم. هؤلاء اكثر من النصارى من وجهين المقصود به مولاهم جلال الدين الرومي الكونوي. وهو اصلا من ترمذ سكن قونا ثم آآ اتى بهذه الطريقة. المقصود ان الوجود واحد لا يوجد وجودان لا يوجد وجود للخالق وجود للمخلوق. وجود الخالق عندهم هو عين وجود المخلوق. وجود المخلوق عندهم هو وعين وجود الخالق عياذا بالله. حتى قال قائلهم وما الكلب والخنزير الا الهنا؟ هذولا اكثر من اليهود والنصارى. نعم وهؤلاء اكثر من النصارى من وجهين احدهما ان هؤلاء جعلوا رب خالق عين المربوب بالمخلوق واولئك النصارى جعلوا ربا متحدا بعبده الذي اصطفاهم بعد ان كانا متحدين. الثاني انه لا يجعل اتحاد الرب ساريا في كل شيء في الكلاب والخنازير والاقدار واوساخ اولئك النصارى خصوه بمن عظموه كالمسيح. وتصور وتصوروا هذا القول كاف في رده اذ مقتضاه ان الرب والعبد شيء واحد والاكل والمأكول شيء واحد والناكح والمنكوع شيء واحد والخصم والقاضي شيء واحد مشهود له وعليه شيء واحد وهذا غاية وهذا غاية ما يكون من السفه والضلال. قال الشيخ رحمه الله ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي ابنه ويدعي انه الله رب العالمين. فقبح الله طائفة يكون الهها لتعبده هو موطوئها الذي تفترشه وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية عن هذه الطائفة فالقوم ما صانوه عن انس ولا جن ولا شذن ولا حيوان لكنه المطعوم والملبوس والمشموم والمشموع بالاذان والمسموع بالاذان وكذلك قالوا انه المنكوح والمذبوح بل عين الغوي الزاني. الى ان قال هذا هو المعبود عندهم فقل سبحانك اللهم ذا سبحاني. يا امة معبودها موطوئها اين الاله وثغرة الطعان يا امة قد صار من كفرانها جزءا يسيرا جملة الكفران. لذلك لو قال قائل من اكفر الناس على وجه الارض لابد ان تقول اكثر الناس على وجه الارض هم الحلولية. هم اهل وحدة الوجوه. نكمل ان شاء الله بعد صلاة خفيفة ان شاء الله