وانظر هل هو محبوب لله عز وجل؟ فتدرك انه شرعي فان لم يكن محبوبا لله عز وجل واخبر انه امره وكتابه واذنه حكمه قضاؤه فتعلم انه قدري وكوني اذا الفارق وقد ثبت في الصحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة في غزوة بني مصطلق في غزوة المصطلق فاصبنا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس قراءتنا برسالة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله المعروفة باسم التحفة العراقية في الاعمال القلبية كنا قد وقفنا على قوله فصل فهذه الاعمال الباطنة او الباطنية كمحبة الله والاخلاص له والتوكل عليه والرضا عنه ونحو ذلك كلها مأمور بها في حق الخاصة والعامة فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فصل وهذه الاعمال الباطنية كمحبة الله والاخلاص له والتوكل عليه والرضا عنه ونحو ذلك. كلها مأمور بها في حق الخاصة والعامة. لا يكون تركها محمودا في في حال احد من ارتقى مقامه. الاعمال القلبية التي هي من الايمان لا يصح ان نقول ان بعضها للخاصة وبعضها للعامة بل ان الخاصة بحاجة اليها وهم الذين بلغوا مرتبة عالية في الايمان كحاجة العامة بل المنبغى ان اهل الايمان الذين بلغوا درجة الاحسان ان تكون هذه الاعمال القلبية في قلوبهم اعظم واشد من اهل الايمان العام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وما الحزن فلم يأملوا فلم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع وان تعلق بامر الدين كقوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم العلو ان كنتم مؤمنين. وقوله وقوله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون قوله اذ يقول لصاحبه ولا تحزن ان الله معنا. لا تحزن. اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وقوله وقوله تعالى ولا يحزنك قولهم فقوله تعالى لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. وامثال ذلك كثير. الحزن ليس عبادة نتعبد الله عز وجل بها. ومن ظن انه يمكن ان نتقرب الى الله بالحزن فهذا من البدع ولكن الحزن منهي عنه في مواضع في كتاب الله سبحانه وتعالى. والاصل ان الحزن من الشيطان لماذا؟ لان الذي يصيب الانسان احد ثلاثة امور اما ذنب فيشتغل بالاستغفار واما نعمة فيشتغل بالشكر. واما بلاء فيشتغل بالصبر. اما الانشغال الحزن واظهاره فليس بعبادة. فان قال قائل فان المرأة المعتدة تظهر حزن نقول انما عبادتها العدة لا نفس الحزن واما الحزن فانه من الامور المباحة اذا كانت في المباحات او مكروهة اذا جاوزت المحل او محرمة اذا ادت الى المحرمات ولكنها ولكن الحزن لا يكون عبادة ابدا اللهم الا ان يتعلق بي امور الدين كان يحزن الانسان على فوات العلم ان يحزن الانسان على فوات العبادة فهنا هل يؤجر على هذا الحزن او لا الصحيح انه يؤجر لانه اصابه التحسر على فوات العبادة لا على ذات الحزن نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وذلك لانه لا يجد منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه. فيجلب منفعته وذلك لانه لا يجد منفعة ولا محبة فلا يغني احدهما عن الاخر. فمن قال اعبد الله حبا دون ذل لا يصلح من قال اعبد الله ذلا دون حب لا يصلح فالعبادة لا بد منهما معا عبادة لابد ان تكون مبنية ادفع مضرة فلا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به. نعم لا يأثم صاحبه اذا لم يقترن بحزنه محرم. كما كما يحزن كما يحزن على المصائب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يؤاخذ بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا ويرحم ويرحل على هذا ويرحم واشار بيده الى لسانه وقال صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي ما يرضي رب الرب منهم قوله تعالى وتولى عنهم وقال يا اسفا على يوسف وابيضت عيناه الحزن فهو كظيم. اذا الحزن مما لا منفعة فيه فانه لا يدفع ضرا ولا يجلب خيرا ولكنه في حدود المباحات ما لم يصحبه محرم لا احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه ويكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن كالحزين على كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما. فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك. ولكن الحزن على على ذلك اذا افضى الى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة دفع مضرة نهي عنه. والا كان كان حسب صاحبه والا كان حسب صاحبه رفع الاثم عنه من جهة الحزن. نعم. يعني ان الحزن في نفسه ليس فيه اثم ولا فيه ثواب وانما الثواب فيما يصاحبه من الخير والعبادات العقاب فيما يصاحبه من الشر والمخالفات. نعم. احسن الله قال رحمه الله تعالى واما المحبة لله وتوكله ان افظى احسنت احسن الله اليكم واما ان افظى الى ظعف الى ظعف القلب واشتغاله به عن فعل ما امر الله به ورسوله كان مذموما عليه من تلك الجهة. وان كان محمودا من جهة اخرى. اذا كان الحزن يوصل الانسان الى مرتبة انه يفوت الواجبات او يرتكب بعض المحرمات فيصبح سببا لضعف القلب وضعف الايمان نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى واما المحبة لله والتوكل عليه والاخلاص له. ونحو ذلك فهذه كلها غير محض. وهي حسنة محبوبة في حقك قل للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ومن قال ان هذه المقامات تكون العامة دون الخاصة فقد غلط في ذلك ان اراد خروج الخاصة عنها ان هذه لا يخرجون عنها مؤمن قط وانما يخرج عنها كافر ومنافق وقد تكلم بعضهم في ذلك بكلام بكلام بينا غلطه فيه. وانه في تحقيق هذه المقامات من من مدة بكلام مبسوط وليس هذا موضعه. المحبة لله عز وجل ولرسوله وللدين توكل على الله الاخلاص لله عز وجل هذه الاعمال القلبية الثلاثة لا غنى لاحد من المسلمين عنه ومن زعم الغنى عن شيء من هذه الثلاث كغولاة المتصوفة وغلاة القدرية وولاة الخوارج فلا يعبأ بهؤلاء ولا عبرة بمقالهم. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولكن هذه المقامات ينقسم الناس فيها الى خصوص وعموم الخاصة خاصها وللعامة عامها مثل ذلك ان هؤلاء قالوا توكل مناظرة عن النفس بطلب القوت. والخاص لا يناضل عن نفسه. وقالوا المتوكل يطلب بتوكله امرا من الامور والعارف يشهد الامور مفروغا عنها فلا يطلب شيئا. يعني هذه التعاريف التي ذكروها للتوكل هي من عند انفسهم اعني من عند بعض ولاة المتصوفة ثم رتبوا على هذه التعاريف اشياء واشياء فغلطوا اولا في التعريف تم غلطوا على ما ركبوا على التعريف من احكام والصواب في التوكل انه بذل السبب وتعلق القلب بخالق الاسباب سبحانه وتعالى فقلب المؤمن لا يلتفت الى الاسباب ولكنه شرعا لا يترك الاسباب. ومتى ما خلا التوكل عن هذين الامرين فانه ليس بتوكل اما توكل واما خلو عن الوكل احد امرين لا ثالث لهما فان ترك الاسباب وتعلق قلبه بخالق الاسباب فقط فهذا خالف الشرع وليس هذا بتوكل وانما هذا امتحان لله عز وجل. الله لا يمتحن وهو سبحانه مرن ببذل الاسباب هذا كمن يقول انا لا اتزوج اريد الولد كانه يقول ان كان الله قادر يعطيني ولد يعطيني بدون الزواج كما اعطى لادم زوجة واعطى لمريم ابنا وهذا غلط والذي يبذل الاسباب وينسى خالق الاسباب كغلاة القدر هي غلط فالواجب هو التوكل الشرعي. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فيقال اما الاول فان التوكل اعم من التوكل التوكل امور جليلة قد بسطناها وشرحناها في غير هذا الموضع يعني خلاصة الكلام ان العبادة شرعا اذا اطلقت العبادة فهي التي فيها غاية الذل مع كمال المحبة لاحظوا هناك ذل وهناك مصالح الدين او الدنيا فان التوكل يتوكل على الله سبحانه في صلاح قلبه ودينه وحفظ ايمانه وزيادته. وهذا اهم وهذا اهم الامور اليه. ولهذا يناجي ربه فيكم كل صلاة بقوله اياك نعبد واياك نستعين. كما في قوله فاعبده وتوكل عليه. وقوله عليه توكلت واليه انيب وقوله قل هو ربي لا اله الا هو علي توكلت واليه متاب فهو قد جمع بين العبادة والتوكل في عدة مواضع لان هذين يجمعان الدين كله. ولهذا قال من قال من السلف ان الله جمع يعني قولهم التوكل مناضلة عن النفس في طلب القوت قال شيخ الاسلام اما الاول يعني هذا التعريف اما الاول يعني هذا التعريف فان التوكل اعم من هذا النوع من التوكل لان هذا النوع من التوكل خاص وهم مناظرة عن النفس في طلب القوت. طيب التوكل اعم من هذا بذل السبب لنصرة الدين هذا من التوكل فهذا التعريف قاصر لذلك الله سبحانه وتعالى وصف خاصة عباده بالتوكل في مقامات عظيمة كما ذكر المصنف الايات الدالة على ذلك نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولهذا قال من قال من السلف ان الله جمع الكتب المنزلة في القرآن وجمع علم القرآن في وفصل وجمع علم مفصل في فاتحة الكتاب وجمع علم فاتحة الكتاب في قوله اياك نعبد واياك نستعين. وهاتان الكلمتان هما الجامعتان اللتان لرب كما جاء في الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله سبحانه وتعالى قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد لو تشوف الصوت بس عشان لا نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد الحمد لله رب العالمين. يقول الله حمدني حمدني عبدي. يقول الرحمن الرحيم. يقول الله ما اثنى علي عبدي يقول ما لك يوم الدين. يقول الله مجدني عبدي. يقول العبد اياك نعبد واياك نستعين. يقول الله فهذه الاية بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يقول الله فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل فالرب سبحانه له نصف الثناء والخير والعبد له نصف الدعاء والطلب. وهاتان جامعتان ما للرب سبحانه وما للعبد. فاياك نعبد للرب واياك استعينوا للعبد. وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه قال اياك نعبد للرب يعني العبد يصرف العباد للرب وفي المقابل يطلب العون من الله عز وجل فيكون من الله العون للعبد وهذا فيه دلالة ان العون من الله للعبد بقدر الاخلاص بقدر اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى فهي قضية متعادلة كم يكون اخلاصك بقدر ذلك يكون عونك من الله ولما كان الانبياء والمرسلون اعظم الناس اخلاصا كانوا يجدون اعظم العون من الله سبحانه وتعالى والصحابة رضوان الله عليهم كانوا بعد النبيين من اعظم الناس اخلاصا فوجدوا اعظم العون من الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ قلت والله ورسوله اعلم قال فان حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حقهم عليه الا يعذبهم والعبادة هي الغاية التي خلق الله لها العباد من جهة امر الله ومحبته ورضاه. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبها ارسل الله الرسل وانزل الكتب وهي اسم يجمع كمال الحب ونهايته وكمال الذل لله ونهايته فالحب فالحب فالحب الخلي عن ذل الخلي يعني الذي خلا. نعم. احسن الله اليك. فالحب الخلية فحب الخلي يعني عن ذل والذل الخلية عن حب لا يكون عبادة وانما العبادة ما يجمع كمال الامرين. ولهذا كانت العبادة لا تصلح الا لله. وهي وان كانت منفعة للعبد والله غني عن عن العالمين فهي له من جهة محبتي لها ورضاه بها. ولهذا كان وكان الله اشد اشد فرحا بتوبة العبد من الفاقد للرحلة قاموا وشرابه في ارض دوية مهلكة. اذ نام ايس منها ثم استيقظ فوجدها. فالله شد فرحا بتوبة عبده من هذا برحلته. وهذا يتعلق بهم على القياد والانقياد والذل التام وعلى المحبة. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والتوكل واستعانة العبد انه هو الوسيلة والطريق الذي ينال به مقصوده مطلوب من عباده. الاستعانة كالدعاء والمسألة وقد روى الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يا ابن ادم انما هي اربع واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني هو واحد دبي ووين خلقي فاما التي هي لي فتعبدني فتعبدني لا تشرك بي شيئا وما التي هي لك فعملك يجازيك به احوج احوج ما تكون لي واما التي بيني وبينك فمنك فمنك الدعاء علي الاجابة. واما التي بينك وبين خلقي فاتي الى الناس ما تحب ان يأتوه اليك الحديث وان كان في سنده ضعف لكن معناه صحيح دل عليه ايات كثيرة واحاديث كثيرة نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وكونوا هذا للرب وهذا للعبد هو باعتبار تعلق المحبة والرضا ابتداء. فان العبد ابتداء ابتداء يحب ويريد ما يراه ملائما له والله تعالى يحب ويرضى ما هو الغاية المقصودة في رضاه الحب هو الوسيلة تبعا تبعا لذلك والا فكل مأمور به فمنفعته عادة للعبد. وكل ذلك يحبه الله ويرضاه. وعلى هذا فالذي ظن ان التوكل من المقامات العامة ظن ان التوكل لا يطلب لا يطلب به الا حظوظ الدنيا. وهو غلط بل التوكل في اموره الدينية اعظم. وهذا عود على التعريف الاول فالتوكل ليس هو فقط طلب حظوظ الدنيا بل التوكل اعم من ذلك فانه به يوصلوا الى المقاصد الدينية نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وايضا فالامور الدينية التي لا تتم الواجبات او المستحبات الا بها هي من الدين. والزاهد فيها زاهد فيما يحبه الله به ورضاه والزهد دليل على ان من زهد في التوكل فانه ما عرف المقامات العلية ومن زهد في المحبة او في الذل والخوف والرجاء ما عرف المقامات العلية. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى والزهد المشروع هو ترك الرغبة فيما لا ينفعه الدار الاخرة وهي فضول المباحة التي لا يستعان بها على طاعة الله كما ان الورع المشروع هو ترك ما قد يضر في الدار الاخرة وهو ترك المحرمات والشبهات التي لا يستلزم تركها ترك ما فعله ترك ما ترك ما فعله ارجح منها كالواجبات فاما ما ينفع الدار الاخرة بنفسه او او يعين على ما ينفعه الدار الاخرة فالزهد فيه ليس من الدين بل صاحبه داخل في قوله تعالى يا ايها الذين لا تحرم طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين. كما ان الاشتغال بفضول المباحات هو ضد الزهد المشروع اشتغل بها عن واجب او فعل بها محرما كان عاصيا والا كان منقوصا عن درجة المقربين الى درجة الى درجة المقتصدين. وايضا قل هو محبوب لله ومرضي له مأمور به دائما. وما كان محبوبا لله مرضيا له مأمورا به دائما لا يكون من فعل المقتصدين دون المقربين فهذه ثلاثة اجوبة عن قولهم المتوكل لا يطلب حظوظه واما قولهم ان الامور قد فرغ منها فهذا نظير ما قاله بعظهم في الدعاء هذه آآ الاجوبة الثلاثة عن قولهم المتوكل لا يطلب حظوظه نلخصها في آآ الاول ان التوكل اعم من طلب الحظوظ الدنيوي الثاني ان التوكل فيه اظهار الذل وكمال المحبة الثالث ان التوكل لا يعني خلاف الزهد بل هو عين الزهد لان الزهد هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الاخرة وهذا المعنى لا ينافي اه التوكل. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى واما قولهم ان الامور قد قد فرغ منها فهذا نظير ما قاله بعضهم بالدعاء انه لا حاجة اليه. لان المطلوب ان كان مقدرا فلا حاجة لي ان لم يكن مقدرا لم ينفع الدعاء وهذا القول مفسد لو قال شرعا وعقلا. وكذلك القول من افسد الاقوال شرعا وعقلا وسيأتي بيانه لكن لا بد ان فاهم كل شيء مقدر فلماذا الدعاء؟ كل شيء مقدر فلماذا التوكل؟ الجواب بكل يسر وبساطة ان الذي قد درى المقادير هو الذي امر شرعا بفعل هذه الامور والاسباب الذي قدر المقادير هو الذي امر بالعباد. وهذا جواب سهل وميسور ولا تعارض بينهما. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وكذلك قول من قال التوكل والدعاء لا يجيب من به لا لا يجلب به منفعة ولا يدفع به مضرة انما هي عبادة محضة حقيقة التوكل بمنزلة حقيقة التفويض المحض. وهذا وان كان قاله طائفة من المشايخ فهو غالط ايضا. وكذلك قول من قال ان انما هو علامة للذي قال هذا الكلام وهو طائفة من المشايخ المنتسبين الى التصوف وهذا القول مشهور عن كبار المتصوفة الجنيدي ونحوه ان حقيقة التوكل عندهم هو التفويض المحض لكن هذا لا يصح الانسان يبذل السبب المأمور به شرعا والمعروف قدرا ويفوظ امره الى الله. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وكذلك قول من قال ان الدعاء انما هو علامة محضة. فهذه الاقوال ما وما اشبهها يجمعها اصل واحد. وهو ان هؤلاء ظنوا ان كون الامور مقدرة مقضية يمنع ان يتوقف على اسباب مقدرة ايضا تكون من العبد. ولم يعلموا ان الله سبحانه قد يقدر اموره ويقضيها بالاسباب التي جعلها معلقة بها من افعال العباد وغير افعالهم. ولهذا كان طرد قولهم يوجب تعطيل الاعمال بالكلية فقد سئل فقد يعني الذي يقول ان الدعاء علامة محضة وليس سببا في وقوع شيء. هذا كالذي يقول ان الطعام علامة للشبع وليس هو سبب للشبع هذا مثل الذي يقول الماء علامة للارتواء وليس هو سببا للارتواء هذا غلط عقلا وشرعا فالطعام سبب ليه الشبع والماء سبب للري والدعاء سبب لوقوع الخيرات والبركات والتوكل سبب لنيل المطالب كل ذلك مقدر شرعا قدرها. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها عن هذا الاصل فاجاب عنه كما اخرجه في الصحيحين عن عمران ابن حصين قال قيل لرسول الله وسلم يا رسول الله اعلم اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم. قيل ففيما العمل؟ قال كل ميسر لما خلق له وفي الصحيحين هذا مثل ما لو قال المدرس علمت الممتازين منكم من الراسبين فلماذا اذا يجتهدون مع ان علم المدرس قد يخطئ لكنهم يجتهدون لان علم المدرس كان خبرا وخبر الادميين قد يخطئ وقد يصيب وكذلك علم الله عز وجل في اهل الجنة والنار خبر وان كان خبره ليس فيه خطأ لكن هذا لا يمنع من الاجتهاد نعم احسن اليك. قال رحمه الله تعالى في الصحيحين عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ومعهما مخصرة مخصر ومعه مخصرة فجعل لديه كتب المخصرة في الارض ثم رفع رأسه وقال ما منكم من احد ما من نفس منفوسة الا وقد كتب فمكانها من النار او الجنة الا وقد كتبت شقية او سعيدة قال فقال رجل من القوم يا نبي الله افلا نمكث على وندعو العمل فمن كان من اهل السعادة ليكونن الى السعادة ومن كان من اهل الشقاوة ليكونن الى الشقاوة. قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له نعم. اما اهل السعادة اما اهل السعادة فييسرون للسعادة واما للشقاوة فيصيرون للشقاوة ثم قرأ نبي الله فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اخرجه الجماعة في في الصحاح والسند والسنن والمسانيد وروى الترمذي الترمذي وان النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال هي من قدر الله. وقد جاء هذا الحديث نص هي من قدر الله نص على ان بذل الاسباب من التقدير فالانسان يمد يده ليتناول شيئا طيب قد يقول قائل اذا كان مقدرا ان هذا الشيء اتناوله فسيأتي الى حلقي بدون مد اليد. نقول نعم لكن مد اليد هو امر معروف عرفا ومعقول عقلا ومنصوص شرعا اذا لا يترك الاسباب لمجرد الاتكال على امر لا نعلمه وان كان هو مقدرا مكتوبا فيبذل الانسان غاية وسعه في بذل الاسباب الشرعية والمباحة في قضاء حوائجه الدنيوية وفيه ايه سعيه لتحصيل الامور الدينية. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقد جاء هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة احاديث. فبين صلى الله عليه وسلم ان ان تقدم العلم والكتاب بالسعيد والشقي لا في ان تكون سعادة هذا بالاعمال الصالحة وشقاوة هذا بالاعمال السيئة. فانه سبحانه وتعالى يعلم اموره على ما هي عليه. وكذلك يكتبها هو يعلم ان يسعدوا بالاعمال الصالحة والشرقية يشقى بالاعمال السيئة. فمن كان سعيدا يسر يسر للاعمال الصالحة التي تقتضي السعادة ومن كان شقيا ييسر الاعمال سيئة التي تقتدي الشقاوة وكلاهما ميسر لما خلق له. وهو ما يصير اليه من مشيئة الله العامة الكونية التي ذكر الله سبحانه في كتابه في قوله ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم واما ما خلقوا له واما ما خلقوا له من محبة الله ورضاه وهو ارادته الدينية التي امروا بموجبها فذلك مذكور في قوله تعالى وما خلق وقت الجن والانس الا ليعبدون. قوله ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلق هذه الاية فادتنا ثلاثة فوائد ثلاثة فوائد الاولى ان الاختلاف امر كوني فلا تنشغل برفعه لانه لا يمكن. ولا بدفعه لانه لا يبكي الثاني ان هناك طائفة مرحومة من الاختلاف فابحث عنها وكن منها ومعها وهي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ولذلك خلقهم اي لاجل وجود نخبة من الناس وخلص وهم المسلمون ونقاوتهم وهم المحسنون المتقون خلق الله البشر وان كان فيهم ما فيهم من المختلفين ومن اهل الذنوب والمعاصي نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والله سبحانه قد بين في كتابه في كل في كل واحدة من الكلمات والامر والارادة والاذن والكتاب والحكم والقضاء ونحو ذلك ما هو ديني موافق لمحبة الله ورضاه وامره الشرعي وما هو كوني موافق لمشيته الكونية. هذه الامور منقسمة في الكتاب وفي السنة الى نوعين يعني اه الامر منقسم الى امر شرعي وامر كوني الارادة من قسمة الى ارادة شرعية وكونية الاذن منقسم الى اذن شرعي وكوني. الكتاب كتب الله لاغلبن انا ورسلي. كتاب الله عليكم. منقسم الى قسمين شرعي وكوني القضاء تحريم ونحو ذلك من العبارات قرابة عشرين عبارة كلها منقسمة الى شرع وكوني فدل على انه ينبغي ان نفعل المشروع وان نرظى بالمقدور. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى مثال ذلك انه قال في في الامر الديني ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. وقال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ونحو ذلك. وقال في الكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له فيكون وكذلك قوله واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفية ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. على احد من الاقوال على الاقوال في هذه الاية يعني هل اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفها هل امرنا هنا امر شرعي او امر كوني احد الاقوال ان الامر هنا امرنا مترفيها واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ان الامر هنا بمعنى الامر الكوني واما قوله انما امره اذا اراد شيئا فهو الامر القدري نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقال في الارادة الدينية يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ويريد والله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم عليكم ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ان يطهركم وليتم نعمته عليكم. وقال في الارادة الكونية ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن ان الله يفعل ما يريد وقال فمن يرد الله يهديه ويشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله ويجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء فقال نوح عليه السلام ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان ان كان الله يريد ان يغيركم ان يغويكم ان يغويكم وقال انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. هذه الامور منقسمة شرعية وكونية نراد الاذن عمر كتاب. كيف نعرف الفرق بين الشرع والكوني تأمل السياق هو الحب فما احبه الله فهو شرعي من هذه الامور وما لم يحبه الله ولا يرضاه شرعا اذا هو قدري نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقال في الاذن الديني ما قطعت من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين. وقال تعالى في وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وقال في القضاء الديني وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. اي امر. وقال تعالى في الكون فقضاهن سبع سماوات في يومين. الان قضى ربك ولذلك تجد بعضهم لا يفرق بين ما هو محبوب لله وبينما هو مبغوض لله بحجة ان الكل بقدر الله وهذا غلط عظيم وربما ان احدهم يجتهد فيرى الامر الله عز وجل القدري لا تعبدوا الا اياه. فعبادة الله وحده محبوب لله عز وجل قضاهن سبع سماوات في يومه هذه ارادة كونية ما لها علاقة بالمحبة نعم قضاء اه الاولى قظى ربك قضاء شرعي محبوب لله ان لا تعبدوا الا اياه الثاني وقضاهن سبع سماوات هذا قظاء كوني ليس محبوبا لله عز وجل لكنه واقع نعم احسن الله اليك. قال قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في الحكم الديني احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد. وقال تعالى ذلكم حكم الله يحكم بينكم. وقال تعالى في الكون على وقال تعالى في الكون عن ابن يعقوب ولن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. وقال تعالى ربي احكم بي الحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون نعم. وقال تعالى في التحريم الديني حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير. وقال تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم. الاية. وقال تعالى الكوني فانها محرمة عليهم اربعين سنة. يتيهون في الارض. وقال تعالى والذين في اموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. فهنا حرمت الميتة والدم فاجتناب الميتة والدم محبوب لله اذا حرمت هذا تحريم شرعي وقوله فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض ليس تحريما شرعيا بل هو تحريم قدري لانه لم يتعلق بمحبة الله. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وقال في الكلمات الدينية واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن. وقال تعالى في الكونية وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ومنه قوله صلى الله عليه وسلم الاول ابتلى ابراهيم ربه بكلماته فاتمهن رتب عليه ماذا المدح فاتمهن فجعله الله عز وجل بعد الاتمام اماما واما الثاني تمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبر فهي مرتبة على الصبر وعلى ان الحسنى يعني حسن العاقبة هل هذا شرعي او قدري؟ شيخ الاسلام ذكر ان هذا كون ومن المفسرين من قال انه شرعي نعم احسن ان يكون المعنى انما اتممنا عليكم كلمتنا لانكم اردتم الحسنى واردتم العاقبة الحسنة وذلك بصبركم على جور فرعون وظلمه. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى منه قوله صلى الله عليه وسلم واستفيضوا عنه من وجوه في صحاحه والسنن والمسانيد. انه كان يقول في استعاذته اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر. كلمات الله التامات هنا هي الكلمات الكونية منها كن فيكون. نعم احسن الله اليكم. ومن قال رحمه الله تعالى ومن المعلوم ان هذا هو ان هذا هو الكوني الذي لا يخرج منه شيء عن مشيئته وتكوينه. واما كلمات دينه فقد قال فالفجار بمعصيته. والمقصود هنا انه صلى الله عليه وسلم فرق اخر من جهة العباد وهو ان الامر هو الحكم والكتاب والقضاء والتحريم الشرعي قد يمتثله بعض العباد ويخالفه اخر اما الامر والاذن والكتاب والحكم والتحريم الكوني فلا يمكن لاحد ان يقع في مخالفته هذا فرق اخر من جهة الفاعلين. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والمقصود هنا انه صلى الله عليه وسلم بين لنا العواقب التي خلق التي خلق لها التي خلق لها الناس من سعادة وشقاوة ييسرون لها بالاعمال التي يصيرون بها الى ذلك. كما ان سائر المخلوقات كذلك هو سبحانه يخلق الولد وسائر الحيوان في الارحام بما يقدره من الابوين على النكاح واجتماع المائين في الرحم. فلو قال الانسان انا اتوكل ولا زوجتي فان كان الله قد قضى لي بولد وجد والا لم يوجد ولا حاجة لي الى وطئ كان احمق بخلاف ما اذا وجد وطأ وعزل الماء. ان عزل الماء لا يمنعون انعقاد الولد اذا اذا شاءه الله اذ قد يسبق اذ قد يسبق بغير اختياره فاصبنا سبيا من العرب. سبيا. فاصبنا سبيا من العرب. فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة واحببنا العزل. فسألنا فسألنا عن ذلك رسول وسلم فقال ما عليكم الا تفعلوا فان الله قد كتب ما هو خالق الى يوم القيامة ويعمل بعظ الرياظات ثم يظهر له بعض خوارق العادات فيظنه كرامة وهنا لابد من التنبيه ان الكرامة حتى يصح ان يقال انها كرامة فشرطها ان تكون مصاحبة للطاعة موافقة للشريعة وفي صحيح مسلم ما عليكم الا تفعلوا ليس الا ما عليكم الا تفعلوا فتح الهمز نعم ما عليكم الا تفعلوا. نعم احسن الله اليكم وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان لي ان لي جارية جارية جارية هي خادمتنا ثانيتنا في النخل وانا اطوف عليه واكره ان تحمل. فقال اعزل عنها ان شئت فانها سيأتيها ما قدر لها هذا مع ان الله سبحانه قادر على ما قد فعله من خلق الانسان من غير ابوين كما خلق ادم من خلقه من اب فقط كما خلق حواء من ضلع قصير ومن ومن خلقه من ام فقط كما خلق المسيح ابن مريم عليه السلام لكن لكن خلق ذلك بسبب اخرى غير غير معتاد وهذا الموضع وان كان انما يجحده الزنادقة المعطلون شرائع. فقد وقع في كثير من من دقته كثير من المشايخ المعظمين معظمين. السرس تلاحظون مع قدر غير محقق لما امر به لما امر به ونهى عنه. امر به ونهي عنه. صلى الله عليه وسلم. لما امر به ونهي عنه احسن لما امر به لما امر به امر به ونهي عنه. ويجعل ذلك من باب التفويض والتوكل والتجري في مع الحقيقة القدرية. ويحسبن القائل ينبغي للعبد ان يكون مع الله كالميت بين يدي الغاسل يتضمن ترك العمل بامر والنهي حتى يترك ما امر ما امر به ويفعل ما نهي عنه وحتى يضعف عنده النور والفرقان الذي يفرق به بينما امر الله به واحبه ورضيه ورضي به وبينما نهى عنه وبغضه وسخطه فيسوي بينما فرغ الله بينه فيسوي بينه فيسوي بينما فرق الله بينه كما قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا سيئاته ان جعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم كما يحكمون. وقال تعالى من ادعو الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض. ام نجعل المتقين كالفجار. وقال تعالى فندعوا للمسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون وقال تعالى قله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال تعالى وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحروب وما يستوي احياء ولا الاموات وامثال ذلك حتى يفضي حتى يفضي الامر بغلاتهم الى عدم التمييز بين الامر بالامور والالهي بين الامر المأمور الالهي النبوي الفرقاني الديني الشرعي الذي دل عليه الكتاب والسنة وبينما يكون في الوجود من الاحوال التي تجدي على ايدي الكفار والفجار فاشهدون فيشهدون وجه الجمع من جهة ان الجميع بقضاء الله وقدره وربوبيته وارادته العامة وانه داخل في ملكه ولا يشهدون وجه الفرق الذي فرق الله به بين اولياءه والابرار والفجار والمؤمنين والكافرين واهل طاعة الذين طاعوه واهل طاعة الذين طاعوا امره الديني معصية الذي الذين عصوا هذا الامر الديني وهم يستشهدون في ذلك بكلمات نقلت عن بعض الاشياخ او بعض او ببعض غلطات او ببعض غلطات بعضهم. وهذا اصل عظيم من اعظم ما يجب الاعتناء به على اهل على اهل الطريق اهل اهل طريق الله سالكين سبيل الارادة. ارادة الذين يريدون وجهه فانه قد دخل بسبب اهمال ذلك على طواف منه من الكفر والفسوق والعصيان ما لا يعلمه الا الله. حتى يصيروا معاونين على البغي والعدوان للمسلطين في الارض من اهل الظلم والعلو. كالذين يتوجهون بقلوبهم في معاونة من من يهونه من يهوونه كالذين يتوجهون بقلوبهم في في معاونة من يهون من يهونه من اهل العلو في الارض والفساد. ظانين انهم اذا كانت لهم احوال بها في ذلك كانوا بذلك من اولياء الله فان القلوب لها من التأثير اعظم مما للابدان. لكن اذا كانت صالحة كان تأثيرها صالحا وان كانت فاسدة كانت تأثير فاسدا فالاحوال يكون تأثيرها محبوب لله تارة ومكروهة لله اخرى فقد تكلم الفقهاء على وجوب على وجوب القود على من نسأل الله تعالى وجوب القود على من يقتل غيره مثل الباطن حيث يجب القود في ذلك هؤلاء يستشهدون ببواطنهم من قلوبهم الامر الكوني. ويعدون مجرد خرق العادة لاحدهم بكشف بكشف يكشف له. او بتأثير يوافق يراد هو كرامة من الله له ولا يعلمون انه في حقيقة استدراج انما الكرامة يعني ان بعض المتصوفة وصلوا في هذا الباب الى امر انهم اهملوا الامور الشرعية فنظروا الى الواقع بي خطاب الله الكوني وامره الكوني وابنه الكوني فحينئذ سووا بين المختلفات ولم اه يفرق بين ما هو محبوب لله مما هو شرع وبينما ليس محبوبا لله مما هو قدر فمتى ما كانت الكرامة المزعومة مم مع مخالفة الشرع او في مخالفة الشرع فهذه ليست بكرامة بل هو من جنس الاستدراج نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وانما الكرامة لزوم استقامة وان الله تعالى لم يكرم عبده بكرامة اعظم من وفقته فيما يحبه ويرضاه هو طاعته وطاعة رسوله وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه. وهؤلاء هم اولياء الله الذين قال الله فيهم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فان كانوا موافقين له وفيما اوجبه الله عليهم فهم من المقتصدين. وان كانوا موافقين فيما اوجبه عليهم واحبه واحبهم فهم من المقربين مع ان كل واجب محبوب وليس كل محبوب واجبا. واما ما يبتلي الله واما ما كل واجب فهو محبوب. هذه قاعدة مطردة ولكن ليس كل محبوب يكون واجبا لان من المحبوبات الشرعية ما هو ايش مندوب من المحبوبات الشرعية ما هو مندوب اذا كل واجب محبوب وليس كل محبوب يكون واجبا قد يكون واجبا قد يكون مندوبا. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ما ما يبتلي الله به عبده من السراء بخرق العادة او بغيرها وبالضراء فليس ذلك لاجل كرامة العبد على ربه ولا هوانه عليه بل قد يسعد بها قوم اذا اطاعوه في ذلك قد يشقى بها قوم اذا عصوه في ذلك. قال تعالى الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه يقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. ولهذا كان الناس في هذه الامور في هذه الامور على ثلاثة اقسام قسم ترتفع درجات بخرق العادة اذا استعملوها في طاعة الله. وقسم يتعرضون بها لعذاب الله اذا استعملوها في معصيته كبلعام كبلعام ابن باعوراء المشهور من احبار اليهود وغيره. نعم. كبلعان وغيره. وقسم تكون في حقهم بمنزلة المباحات والقسم الاول هم المؤمنون حقا المتبعون لنبيهم سيد ولد ادم الذي انما كانت خوارقه لحجة يقيم بها دين الله او لحاجة يستعين بها على طاعة الله ولكثرة الغطف هذه الاصل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استرساله مع القدر بدون الحرص على فعل المأمور الذي ينفع العبد. فرأى مسلم في صحيحه في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن قوي المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي وفي كل خير. احرص على وما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان وفي سنن ابي داوود ان رجلين اختصما الى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى على احدهما فقال المقضي مقضي عليه حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم عن العجز ولكن عليك بالكيس. بالكيس. وعليك بالكيس ايش يعني التعقل يعني التعقل والتريث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. نعم. احسنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس. فاذا غلبك امر فقل حسبي الله ونعم الوكيل. فامر النبي فامر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن ان يحرص على منفعه وان يستعين بالله وهذا مطابق لقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله تعالى فاعبده وتوكل عليه فان احرص على منفع العبد وطاعة طاعة الله وعبادته. اذ النافع له وطاعة الله ولا شيء انفع له من ذلك. فكل ما يستعان به على الطاعة فهو طاعة وان كان من جنس المباح قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لسعد انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا ازددت بها درجة ورفعة حتى لقمة التي حتى اللقمة التي تضعها في مراتك واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم على العجز الذي هو ضد الكيس وهو التفريط فيما يؤمر بفعله ان ذلك ينافي قدرة قدرة المقارنة الفعل وان كان له وان كان لا ينافي قدرة المتقدمة التي هي مناط الامر والنهي ان الاستطاعة التي توجب الفعل ويكون بها مقارنة له ولا تصلح الا لمقدورها كما ذكرها في قوله تعالى ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون في قوله وكانوا لا يستطيعون وكانوا لا يستطيعون سمعه. واما الاستطاعة التي يتعلق بها الامر والنهي. فتلك قد يقترن بها الفعل. وقد لا يقترن كما في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران ابن حصين صل قائما فان لم تستطع فان لم تستطع فقاعد اذا ان لم تستطع فعلى فعلى جنب فهذا الموضع قد انقسم فيه بنو ادم اربعة اقسام. قوم ينظرون الى جانب الامر والنهي والعبادة والطاعة شاهدين لالوهية الرب سبحانه الذي الذي امروا ان يعبدوه ولا ينظرون الى جانب قضاء القدر والتوكل وتوكلوا وتوكلوا الاستعانة. توكلي ولا انظروا الى جانب القضاء والقدر والتوكل واستعانة هو حال كثير من المتفقهين المتعبدة فهم مع حسن قصدهم وتعظيم لحرمات الله ولشعائره يغلب عليهم الظعف والعجز والخذلان لان الاستعانة بالله ان يتوكل عليه واللجأ اليه والدعاء والدعاء والدعاء له هي التي تقوي العبد وتيسر عليه امور. ولهذا قال بعض السلف من سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صفته في التوراة انا رسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين انت عبدي ورسولي الميت يكون المتوكل ليس بفض ولا غليظ ولا صخاب بالاسواق ولا ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويغفر ولن اقبظه حتى اقيم به الملة العوجاء فافتح بك عين عميا واذان صم وقلوب غلفا اي يقولوا لا اله الا الله ولهذا روي ان حملة العرش انما طاقوا حمل العرش بقولهم لا حول ولا قوة الا بالله ومعنى لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال الا بقوة من الله عز وجل فالاول لا حول نفي للفعل والثاني لا قوة نفي لالة الفعل لانه اذا لم يكن ثم قوة فلا يمكن التحول نعم احسن الله اليكم هم قال رحمه الله تعالى وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ان انها كنز من كنوز الجنة. قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال تعالى الذين فقال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان والله والله ذو فضل عظيم انما ذلكم الشيطان يخوف اوليائه فلا تخافوه مخافون ان كنتم مؤمنين وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم الخليل حين القي في النار وقال محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له والناس ان الناس قد جمعوا لكم نقف على القسم الثاني ايه ان شاء الله ونكمل في الاربعاء القادم وآآ نحفظ هذه الاقسام القسم الاول ينظرون الى جانب الامر والنهي والعبادة والطاعة ولكنهم قد يغفلون آآ الى النظر الى جانب القضاء نعم واما القسم الثاني والثالث والرابع فنلجأه الى اه المحاضرة القادمة يوم الاربعاء. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين نعم دويخ واياكم عليكم السلام