كيف يصبح الصفر لا قيمة له انا اعرف ناس كانوا يعدون انفسهم اغنياء لما سقطت عملة بلدهم اصبحوا فقراء طيب عندهم الوف مؤلفة الوف احدهم يقول عندي ست مئة الف اما من لم يقارن ولن يبين ولم يتبين فانه لا يعرف الفرق بين شهوته وبين معلومه من الحق فربما يقدم شهوة نفسه على معلومه من الحق وعلى امر الله عز وجل وهل من رسوله صلى الله عليه وسلم ايضا مما يعين على ترك الملذات وترك قرناء السوء ان يعلم الانسان ان هذا يسخط الله عز وجل يسخط من انت في نعمه تتقلب الانسان لا يفعل فعلا في بيته خوفا من ابيه وامه فكيف تترك ما يكون سببا في غضب ابيك وامك تترك هذه الاشياء حتى لا تطرد من بيتهما او تحرم من برهما الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس التعليق على الرسالة العظيمة للشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله المسمى بالنصيحة الربانية في الرد على المغترين بدعاة الالحاد والمدنية الغربية وآآ نحن كنا قد وقفنا على ما ذكره الشيخ رحمه الله من المساجلة بين الناصح والمنصوح في الصفحة الثامنة والتسعين حيث ذكر ما يتعلق بالرفقة الصالحة واهمية البعد عنها فنبدأ حيث وقفنا ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم البصيرة في دين الله عز وجل وان يبصرنا واياكم في دينه وكتابه وسنة نبيه. وان يرزقنا العلم والعمل والتوفيق والسداد. وحتى نكون من لبنات البناء في هذه الامة العظيمة امة الاسلام ولا يحتاج ان يذكركم بان المدني الغربي القائمة اليوم هي قائمة على رقي كثير فيما يتعلق بامور الدنيا ينطبق عليهم قول الله عز وجل يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. ولذلك اذا نظرت اليهم في امور دنياهم تجد انطباق الاية عليهم انطباقا تاما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا واذا نظرت الى اعتقاداتهم وما يتعلق بامور الدين كيد الانطباق التام عليهم في قوله عز وجل وهم عن الاخرة هم غافلون فالنظر الى التمدن الغربي او الحضارة القائمة اليوم من المسلمين ليست هي النظرة السلبية كما يظنه البعض فاننا نقبل الرقي والتقدم المدني وما يتعلق باصلاح الناس واصلاح المجتمعات من الخير ولا نرده لكونها جاءت من الغرب او من الشرق ولكن الذي لا نقبله هو ما يفعله بعض المنتسبين الى البلاد الاسلامية من الاقبال على الغرب بعجرها وهجرها. لابد من التمحيص والكشف ومن رافقهم وصار معهم واندمج معهم اندماجا كليا يخشى عليه من ان يفوت امر دينه عياذا بالله تبارك وتعالى وكما قال الناس الصاحب ساحب وخير من ذلك قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فنبدأ على بركة الله تعالى. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا شيخنا ولمشايخه وللمسلمين اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى العلامة السعدي في النصيحة الربانية الرفقة الصالحة وخطر البعد عنها فقال له المنصوح لقد صدقت فيما قلت ولكن لي على هذا المذهب اصحاب والمثقف ولي على هذا الرأي شبيهة شبيبة مهذبون. قد تعاقدت قد تعاقدت معهم على التمسك الحاد واحتقار المستمسكين بدين رب العالمين. قد اخذنا نصيبا وافرا من اللذات. واستبحنا ما تدعو اليه النفوس من اصناف الشهادة دوت فانى لي بمقاطعة هؤلاء السادة الغرار وكيف لي بمباينتهم وقد اتصلت بهم غاية الاتصال. فالان يتنازعني داعيا. داعي داعي داعي للحق بعدما بان سبيله واتضح دليله ودع النفس والاتصال بهؤلاء والاصحاب المنافي للحق غاية المنافى فكيف الطريق الذي يريحني ويشفيني؟ وما الذي عن هذا الامر يسليني؟ يعني خلاصة كلام المنصوح له ان من اسباب وقوع الانسان في الالحاد او في التغريب او فيما يسمى اليوم بالتمدن من اسباب ذلك موافقة ما عندهم من الشهوات لشهوات النفس فان النفس تحب الشهوات والملذات ولا سيما الشهوات النفسانية والجنسية والشهوات والملذات الدنيوية فمن سار على الطريقة الغربية فانه يستبيح المحرمات ولا يرى تحريم المسكرات وعياذا بالله عز وجل يعطي لنفسه الحق في ان يسمع ما يشاء وان يقول ما يشاء وكان الامر عنده غير مقيد بدين ولا بشر. وهذا امر خطير. فاذا كان الانسان مع رفقة هذا شأنهم فحينئذ يكون متنازعا بين الداعيين. داعي الحق الذي اتضح مقاله وتبين صواب قوله وعلمه وداعي النفس الداعي الى الشهوات وداعي للاصحاب الذي يدعو الى الانحلال الخلقي عياذا بالله تعالى فكيف للانسان ان يتخلص من هذا فجاء جواب الشيخ نعم. فقال له صاحبه الناصح الم تعلم ان من اوجب الواجبات واكبر فضائل الرجاء اللبيب ان يتبع الحق الذي تبين له ويدع ما هو فيه من الباطل. وخصوصا عند المنازعات النفسية والاغراض الدنيوية وان الموفق اذا وقع في المهالك طلب الوسيلة الى تحصيل الاسباب المنجية اما علمت ان من نعمة الله على العبد ان يقيض له الناصحين الذين يرشدونه الى الخير ويأمرونه بالمعروف وينهون وينهونه عن المنكر ويسعون في سعادته وفلاحهم. ثم من تمام هذه النعمة ان يوفق لطاعتهم ولا يتشبه بمن قال الله فيهم. ولكن الا تحبون الناصحين. ثم اعلم ان ربما كان الانسان اذا ذاق مذهب المنحرفين وشهد ما فيه من الغي والضالين ثم تراجع الى الحق الذي هو حبيب القلوب كان اعظم لوقعه واكبر لنفعه. فارجع الى الحق صادقا وثق بوعده اله ان الله لا يخلف الميعاد. الذي اه يجد من نفسه اه داع يدعوه الى الشهوات واصحاب يدعونه الى الفتن والملذات فان فانه يمكنه ان يتخلص من ذلك بعدة امور ذكرها الشيخ نختصرها الاول ان يعلم ان الحق هو مطلوب الصادقين. ومحبوب العالمين وان الحق اينما كان يجب اتباعه وان لا يقدم العاقل داعي الحق الا يقدم العاقل داعيا الملذات على داعي الحق الامر الثاني ان يعلم الانسان ان نعمة وجود من يذكر وينصح هذه نعمة من الله عز وجل فيجب ان نشكر الله عليها وان لا نسوف وان نمشي وراء الناصحين وان لا نرجع القهقرة ايضا يتخلص الانسان بالملذات ان يعلم علم اليقين ان الله عز وجل ما خلقه عبثا خلقه في هذه الدنيا لحكمة عظيمة وهي عبادته سبحانه وتعالى خلقه الله عز وجل لوظيفة اذا لم يؤدي الانسان وظيفته خسر دنياه واخرته. كمن لا يؤدي وظيفة دنيوية وظف ففيها لا يعطى راتبا ويصبر عليه الشهر والشهرين والثلاث ثم يخسر هذه الوظيفة اذا كان هذا حال الانسان في الدنيا فكذلك في الاخرة من اعظم ما يعين الانسان على ترك الملذات الدنيوية ان يعلم انها بداعي النفس الامارة بالسوء. وان المعاني العظيمة التي سار عليها وطلبها الانبياء والمرسلون هي الملذات الحقيقية الموصلة الى كمال الملذات في الجنات فاذا تفكر الانسان في هذا لم يقدم الملذات الدنيوية على الامور الشرعية فكيف الانسان يقبل على الملذات التي تغضب ما لك الارض والسماوات وربما يكون ذلك سببا في طرد الانسان من رحمة الله عياذا بالله تعالى. تأملوا هذه الاية قال الله عز وجل ان الذين امنوا ثم كفى ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم. هذا فيه خطورة على الانسان. تأملوا ايضا قول الله عز وجل في بيان خطر ان الانسان ربما يطرد من رحمة الله ان ابليس عصى الله في معصية واحدة فصار ملعونا طريدا من رحمة الله عز وجل. ربما يريد ان يرجع لكن ما يعرف الطريق. ولهذا الاخوة خطر الملذات عظيمة على الانسان. ملذات الدنيوية واصحاب السوء والله الذي لا اله الا هو اصحاب السوء لا ينفعونك لا في الدنيا ولا في الاخرة الا ترى ان اصحاب السوء في الدنيا اذا ما وقعت مشكلة بينك وبينهم هم يتبرأون منك هم يتبرأون منك اولا قبل الناس الاخرين يقول لا نعرفه ولا يعرفنا. فضلا عن الاخرة. قال الله عز وجل عن الاخرة الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. نعم. احسن الله اليكم. قالوا رحمه الله تعالى مقارنة بين حال الملحدين للمؤمنين فقال المنصوح لا يخفى عليك يا اخي ان الباطل اذا دخل في القلوب وتمكن منها لا يخرج بسهولة فاريد ان توضح لي توضيحا تاما بطلان ما عليه هؤلاء الملحدون. فانهم يقيمون الشبه المتنوعة في ترويج قولهم اضطر به من لا نصير له. هذه قاعدة مطردة ان اهل الالحاد ليس عندهم علم ثابت انما اكثر ما عندهم هي الشبهات. ولهذا لا تجدهم هم في قرارة انفسهم يتفقون على شيء لماذا؟ لانها ليست امور مسلمة ولا قواعد متيقنة وانما هي شبهات تخطر في الاذهان يراها فلان دون فلان منهم فضلا عن غيره ولهذا ايها الاخوة لو اردنا ان نقارن بين ملاحدة الامس وبين ملاحدة قبل الامس وبين ملاحدة اليوم وبين ملاحدة الغرب لا تجد ان هناك دليلا مشتركا بين هؤلاء الاقوال تختلف والشبهات تختلف اي نعم المودة واحد وهو للحاج لكن لعدم وجود دليل فانهم يضطربون ثم لا يمكن له ولا لاحادهم ان يقبلوا قولا في امور عادية لو قلنا له هذا كوب الشاي وجد بنفسه لم يوجد له صانع لا يقبلون لا يقبلون ثم تراهم يتبجحون بان السماوات والارض بدون صانع ولذلك الله سبحانه وتعالى قال لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون اكبر من خلق الناس انت ما تقبل اشياء صغيرة ان توجد بلا صانع فكيف تقول السماوات والارض وجدت بلا صانع شبهاتي فيزيائية شبهات كيميائية شبهات سوفستائية شبهات قرمطية ما لها ضابط ولهذا لو اراد الانسان ان يصبر غور هؤلاء لم يجد لهم قانونا منضبطا لان لكل طائفة منهم شبهة معينة. ولذلك ينبغي على الانسان ان يعرف الحق وانا يبالي بالشبهات مثلا ما من مسألة حتى لو كانت متيقنة الف في المئة الا وترد عليها الشبهات فهل العقلاء يتركون المسلمات لاجل ورود الشبهات؟ الجواب لا يعني مثلا السوفستائية من الفلاسفة الذين لا يثبتون وجود شيء هؤلاء يناقشون في الامور المسلة حتى يقول ابو حامد الغزالي رحمه الله يقول جاء من هؤلاء الطوائف فارادوا ان يناقشوني وهم يقولون ليس لشيء في الوجود حقيقة هذي قاعدة مطردة عند هؤلاء السوفستائيين فقلت لهم لماذا اتيتم؟ قالوا نريد ان نناقشك قال لماذا تناقشني؟ وانتم لا وجود لكم قالوا كيف لا وجود لنا؟ قال انتم تقولون بان الحقائق غير ثابتة اذا كانت الحقائق غير ثابتة اذا انتم ليس لكم ثبوت ولا وجود فكيف اناقش من ليس بموجود فما عرفوا كيف يجاوبون فهؤلاء هكذا ولذلك قلت لكم واكرر الملاحدة ليس عندهم الا الشبهات الواردة على المسلمات من جهة والجهة الثانية عندهم التبجح وسوء التلفظ في الاقوال ولذلك اكثر الناس نباحا هم الملاحدة واكثر الناس نهيقا هم الملاحدة وهذا احد الاسباب لو قال لنا قائل لماذا لم يذكر الله عز وجل الملاحدة في القرآن مع ان بعض المفسرين يذكرون ان الصبية قوم من الملاحدة لكن هذا خطأ الصواب من الصبية قوم لهم دين سواء قلنا انهم كانوا موحدين وليسوا موحدين ولكن الله عز وجل ذكر نوعين من الملاحدة في ايتين قوله عز وجل عنهم قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. ذكرها الله عنهم في موضعه هذا هو القوم وحكاية قولهم كاف في فساد مذهبهم لان نسبة الاحياء والاماتة نسبة الاحياء والاماتة الى الزمان كنسبة الشيء الى سببه وليس نسبة الشيء الى موجد السبب وهذا دليل على انهم لا عقول لهم يعني انا الان اشرب الشاي هل معقول اني لما اشرب الشاي اقول ان هذا الشاي ها بسبب يدي. طيب انا ما اليد سبب لجلبه وليس انا الصانع للشاي. من الذي اوجد الشاي من الذي اوجد الماء هم لا يقفون هذا الموقف ولا يبحثون هذا الموقف. هم نظرتهم الى الاسباب فقط ولذلك الله سبحانه وتعالى حكى قولهم وترك الرد عليهم لانه ما يحتاج الى دليل الانسان الذي يقول حينما تمد له يدك وتعطيه دينا يقول اشكر يدك كل هذا مجنون ولا مخبول شحال كيشكر يدي؟ ليش ما يشكرني انا لانه ينظر للسبب ما نظر الى من الذي مد اليد؟ لا ينظر الى هذا الصنيع هذا دليل على سفاتي ولذلك ايها الاخوة ينبغي لنا ان نزداد علما باليقينيات للرد على الشبهات. نعم فقال له الناصح اعلم ان الحق والباطل متقابلان وان الخير والشر متنافيان. وبمعرفة واحد من الضدين يظهر حسن او قبحه فأنبئك على وجه الإجمال والتنبيه اللطيف اذا اردت ان تقابل بين الاشياء والمتباينات فانظر الى اساسها الذي اسست عليه. والى قواعدها التي انبنت عليها انظر الى اثارها ونتائجها وثمراتها المتفرعة عنها. انظر الى ادلتها وبراهينها التي بها ثبتت الى ما تحتوي وتشتمي الى ما تحتوي وتجتمع عليه من الصلاح والمنافع ومن المفاسد والمضار فعند ذلك اذا نظرت لهذه الامور بفهم صحيح وعقل راجح ظهر لك الامر عيانا فاذا عرفت هذه الاصول فهذا الدين الحق الذي دعت اليه الرسل عموما وخاتمهم وامامهم محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا قد بني واسس على التوحيد والتألق لله وحده لا شريك له حبا وخوفا ورجاء واخلاصا وانقيادا واذعانا لربوبيته واستسلاما لعبوديته. قد دل على هذا الاصل الذي هو اكبر جميع اصول الادلة الادلة العقلية والفطرية. ودلت عليه جميع الكتب السماوية وقرره جميع الانبياء واتباعهم من اهل العلوم الراسخة والالباب الرزينة والاخلاق العالية والاداب السامية كل هنالك اتفقوا على ان الله منفرد بالوحدانية منوط بكل صفة بكل صفة كمان موصوف بغاية الجلالة ايها العظمة والكبرياء والجمال. وانه الخالق الرازق المدبر لجميع الامور. وانه منزه عن كل صفة نقص وعن مماثلة مخلوق وانه لا يستحق العبادة والحمد والثناء والشكر الا هو فالدين الاسلامي على هذا الاصل اسس اسس وعليه قام واستقام. واما ما عليه اهل الالحاد فانه ينافي هذا الاصل غاية المنافاة فانه مبني على انكار البادىء رأسا. فضلا عن الاعتراف له بالكمال وعن القيام باوجب الواجبات وافراد الفروض وهو عبوديته وحده لا شريك له فهل هذا المذهب اعظم الخلق مكابرة وانكارا لاظهر الاشياء واوضحها؟ فمن انكر الله فبأي شيء يعترف؟ فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون وهؤلاء ابعد الناس عن عبودية الله والانابة اليه وعن التخلق بالاخلاق الفاضلة التي تدعو اليها الشرائع. وتخضع لها العقول صحيحا ومع خلو قلوبهم من توحيد الله والايمان به وتوابع ذلك فهم اجهل الناس. واقلهم بصيرة ومعرفة بشريعة الاسلام واصول الدين وفروعه. فتجدهم يكتبون ويتكلمون ويدعون لانفسهم ويدعون لانفسهم من العلم والمعرفة والثقافة واليقين ما لا يصل اليه اكابر العلماء. ولو طلب من احدهم ان يتكلم عن وصل من اصول الدين العظيمة التي لا يسعها او على حكم من الاحكام في العبادات والمعاملات والانكحة لا الله معجز ولم يصل الى ما وصل اليه كثير من صغار طلبة العلم الشرعي فكيف يثق العاقل فضلا عن المؤمن باقوالهم عن الدين؟ فاقوالهم في مسائل الدين لا قيمة لها اصلا. ولو صبرت حاصل مع عليه رؤساءهم لرأيتهم قد اشتغلوا بشيء يسير من علوم العربية وترددوا في قراءة الصحف التي على مشربهم وتمرنوا على الكلام الذي من جنس اساليب من جنس اساليب كثير من هذه الصحف الرديئة الساقطة. فظنوا بانفسهم وظن بهم اتبعه الاطلاع بالمعارف والعلوم. فهذا اسمى ما يصلون اليه في العلم اما الاخلاق فلا تسأل عن اخلاق من لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ولا يعتقد الاديان الصحيحة. فان الاخلاق نتائج نتائج الاعتقادات في الصحيحة والفاسدة فغاية ما عند هؤلاء التملق القولي والفعلي والخضوع الكاذب للمخلوقين. وهم مع هذا الخضوع في لن تجدوا عندهم من العجب والكبر واحتقار الخلق والاستنكاف عن مخالطات من يستنقصونه شيئا كثيرا فهم اوضاع خلق الله واعظمهم كبرا وتيها. ثم انهم يستعينون على هذا الخلق المسمى عندهم بالثقافة بالتصنع والتجمل ملابس والفروش والزخارف. ويفننون كثيرا من اوقاتهم ويفنون كثيرا من اوقاتهم بذلك وقلوب وقلوبهم خراب خالية من الهدى والاخلاق الجميلة. فالجمال الظاهر الباطل ماذا ماذا يغني عن الجمال الحقيقي ثم اذا لاحظت الى غاياتهم ومقاصدهم فاذا هي اغراض دنية. ومقاصد سفلية ومطامع شخصية واذا صبغت احوالهم رأيتهم اذا اجتمعوا تظنهم تظنهم اصدقاء مجتمعين فاذا افترقوا فهم الاعداء. تحسبهم جميعا ثم قلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون وما وصفت لك من احوالهم وانت تعرف ذلك قليل من كثير. فكيف ترضى ان يكون هؤلاء احبابك واصدقاؤك اللهم تسخط لسخطهم وتقدمهم على حظوظك الحقيقية وسعادتك الابدية فانظر الى صفاتهم نظر التحقيق والانصاف وقارن بينها وبين نعوت البررة الاخيار الذين امتلأت قلوبهم من محبة الله والانابة الى والايمان واخلاص العمل لاجله. وفقطت السنتهم بذكر الله والثناء عليه. واشتغلت جوارحهم في كل وسيلة تقربهم الى الله وتدني من رضوانه وثوابه ونفع الخلق اشجع الناس قلوبا واصدقهم قولا واطهرهم اخلاقا وازكاهم عملا واقربهم الى كل خير وابعدهم من كل شر يكفون عن الخلق الاذى ويبذلون لهم ويصبرون منهم على الاذى افتقدم على هؤلاء الانجاب الغرر من ملئت قلوبهم من الشك والنفاق وفوضت على ظاهرهم. فاكتسبوا لذلك ارذل الاخلاق يقومون بالنفاق والرياء ويقعدون ويقعدون بالتملق والاعجاب والكبرياء وصفهم وصوم الاسود والطمع والجشع ونعطوهم الكذب والغش واللهرجة والقنوع قد منعوا احسانهم كل مخلوق واتصفوا بكل فسوق قد خضعوا في بحوثهم العلمية لكل مارق واتبعوا في اخلاقهم وزيل وفاسق. هذه المقدمة التي ذكرها الشيخ هي من اجمل المقدمات في معرفة الحق والباطل يقول ان اعلم ان الحق والباطل متقابلان فاذا كان الحق والباطل متقابلان فماذا اذا كان الحق والباطل متقابلين فكيف تستطيع ان تميز قارن بينهما من جهة وقارن بين الدعاة والداعين اليهما من جهة اخرى فمثل تأمل معي الى انسان يقول ليس لهذا الكون البديع صانع الشمس والقمر والنجوم والكواكب والانسان والبشر والحيوانات والنباتات والزلازل والفيضانات وو والى اخره. كل ذلك يجري بلا تقدير كل ذلك يصير بلا حكمة كل ذلك من صنع الطبيعة يعني تأمل قارن وبين انسان يقول ان هذا من صنع الخالق الذي خلق هذه الاشياء تجد ان الذي يقول ان هذا من صنع الخالق امر يوافق الفطر يوافق العقول السليمة امر معقول مدرك واما الذي يقول ليس للانسان خالق ليس للكون خالق ليس لهذا الكون مدبر فهو كالذي يقول ان السفينة تجري في البحر بلا ربان او الطائرة تمشي في الهواء بلا قطبان بلا قبطان وهو لا يقبل هذا الكلام في قرارة نفسه وانما سفسطة يقولها بلسانه الامر الثاني ان تنظر وتقارن بين دعاة الحق وبين دعاة الباطل. من هم دعاة الحق عندما تنظر الى دعاة الحق تجدهم احسن الناس اخلاقا واعظم الناس علما واعظم الناس صدقا فتجدهم ادم ونوح وابراهيم وصالح وهود وموسى وعيسى وشعيب ولوط وداوود وسليمان ومحمد صلى الله عليه وسلم الانبياء والمرسلون هم الدعاة الى الاقرار بوحدانية الله عز وجل والاقرار بالعبودية له سبحانه وتعالى. وان الله الذي اوجد هذه الجمالات هو الجميل سبحانه وتعالى. الله الذي اوجد هذه الكمالات التي نتعجب منها هو الكامل سبحانه وتعالى الله الحكيم الذي اوجد كل شيء لحكمة كما يقول ابن القيم وجد العينين ها ها هنا تصور معي لو عيناك خلف راسك شلون تمشي ووجهك قدام مثلا امر عظيم ما تجد مقارنة. دعاة هؤلاء تجدهم ناس اصحاب خلق اصحاب مبادئ اصحاب دين اصحاب اصحاب رحمة اصحاب شفقة واما دعاة الالحاد من هم دعاة الالحاد؟ دعاة الالحاد فرعون الذي اخبر الله عنه انه يقتل ابناءهم ويستحي نساءهم ها وكان من المفسدين. هذا هذا هؤلاء هم ائمة دعاة الالحاد في القديم ونمرود واليوم في العصر الحاضر ستالين الذي قتل ما لا يقل عن مليونين شخص حتى حصل الحكم القيصري في روسيا ثم ماذا فعل ستالين وليلين وجماعته ابادوا العالم الاسلامي في شرق اسيا بالشرق دول شرق اسيا ماذا فعل بهم قتلهم شر قتلة ولن يعتبر لهم اين اخلاقهم؟ اين مبادئهم اين دينهم اين رحمتهم؟ اين شفقتهم؟ لا يوجد مقارنة اصلا لان من لا دين له لا يمكن ان يكون له خلق وانما خلقه وان وجد فلمصلحة دنيوية مرتبطة به لذلك تجدهم اجسام ابشع الناس تجدهم اطمع الناس تجدهم لا ليس لهم اخلاق لانهم لا لا يتخلقون بالدين والا فالانسان حينما يقارن بين دعاة الحق يجد العلماء الربانيين حتى اليوم اليوم في في هذا الزمن الذي نتكلم فيه الان لو قارنا بين دعاة الحق الذين يدعون الى عبادة الله عز وجل وبين دعاة اهل الالحاد اولا لن تجدهم الا اناس معدودين على رؤوس الاصابع ولا يعرف لهم ذكر وكما ذكرت لكم زمالات المجتمعات زبالات الناس بينما لما تنظر الى المقرين بوجود الخالق سبحانه وتعالى بغض النظر عن صحة عباداتهم او عدمها بغض النظر عن صحة دينهم او عدم صحة دينهم تجد فيهم ناس هل تعق هالاخلاق هالمبادئ واذا نظرت الى اهل الاسلام على وجه الخصوص تجد انهم هم قادة الامم في الخير كله لا يغرنكم اليوم ما نراه من تسلط الغرب على المسلمين هذه كما يعني نعرف ان سببه نحن وليش السبب هو تقدم الغرب كما يظن بعض الناس هذا من الخطأ العظيم سبب تسلط الغرب على المسلمين ليش تقدمهم؟ سبب تسلط الغرب على المسلمين هو تقهقر المسلمين عن دينهم لو رجعوا الى الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام الذي يدعو الى العلم الاسلام الذي يدعو الى الالفة والمحبة الاسلام الذي يدعو الى الرحمة الاسلام الذي عاش في كنفه اليهودي والنصراني والمجوسي في امن وامان لو رجع المسلمون الى هذا الدين الحق لشادوا الامم فكلام الشيخ هذا كلام عظيم ايها الاخوة الامر الثالث ان ننظر الى الاثار والثمرات. ما هي اثار وثمرات دعاة الدين؟ وما هي اثار وثمرات دعاة الالحاد تجد اثار وثمرات دعاة الالحاد لا تذكر وان ذكرت فهي مساوئ حروب دمار قتل لا يوجد شيء يضبط الناس اما اثار التدين وهي ظبط الناس اثار التدين اخلاق الناس في العاجلة ثم ان كانوا موحدين ففي الاجلة الجنة عند الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى والطريق للسعادة الدنيوية والاخروية قال المنصوح والله ما تعديت في وصفهم مثقال ذرة. هل تعديت والله ما تعديت في وصفه مثقال ذرة. ولكني اريد ان تدلني على طريق يجمع بين السعادة الدنيوية والسعادة الاخروية لان نفوس من تربى وتخلق باخلاق هؤلاء لا ترجع عما الفته الا بامر قوي. اما بترغيب وهوى يجذبها واما بترهيب وخوف وخوف يقمعها فقال له صاحبه الناصح والله لقد ادركت في لقد ادركت في هذا الدين في هذا الدين محبوبا صح في الكلام ده قال والله لقد احسن الله اليك قال والله لقد ادركت في هذا الدين مطلوبك وفيه والله كل كل مرادك ومرغوبك فانه الدين الذي جمع بين سعادة الدنيا والاخرة وفيه لذات القلبية والروحية والجسدية ولا تفقد من مطالب النفوس الحقيقية شيئا الا ادركته. ولا من انواع المسرات شيئا الا حصلته. ففيه ما تشتهيه الانفس هو تلذذ الاعين وسأوضح لك ذلك فاعلم ان اصول اللذات المطلوبة هي اولا راحة القلوب وسكونها وطمأنينتها وفرحها وبهجتها وزوال همومها وغمومها. ثانيا القناعة والطمأنينة بما اوتي بما اوتيه العبد من المطالب الجسدية ثالثا استعمال ذلك على وجه يحصل به السرور والانضباط فهذه الامور الثلاثة من رزقها واستعملها على وجهها فقد نال كل ما تعلق به طمع الطامعين. فان جميع اللذات ترجى الى ما ذكرناه فاما لذات القلوب وحصول سرورها وزوال كدرها فانما اصل ذلك بالايمان التام بما دعا الله عباده الى الايمان به من الايمان بتوحد بتوحده بجميع نعوط الكمال وامتلاء القلب من تعظيمه واجلاله ومن التأله له وعبوديته والانابة اليه واخلاص العمل الظاهر والباطن لوجهه الاعلى وما يتبع ذلك من النصح لعباد الله ومحبة الخير لهم وبذل المقدور من نفعهم والاحسان اليهم والاكثار من ذكر الله والاستغفار والتوبة فمن اوتي هذه الامور فقد حصل لقلبه من الهداية والرحمة والنور والسرور وزوال الاقدار والهموم والغموم ما هو نموذج من نعيم الاخرة واهل هذا الشأن لا يغبطون ارباب الدنيا والملوك على لذاتهم ورياساتهم. بل يرون ما اعطوه من هذه البنود يفوق ما يجب على المؤمن ان يطمئن لا يطمئن الى ما في جيبه لان ما في جيبك قد يسرق لا يطمئن الا ما في رصيدك لان ما في رصيدك قد يصبح صفرا لا قيمة له اعطيه هؤلاء لاضعاف مضاعفة وهذا النعيم القلبي لا يعرفه حق المعرفة الا من ذاقه وجربه. فانه كما قيل من ذاق طعم نعيم القوم يدريه ومن دراه غدا بالروح يشريه. الله اكبر. بالروح يشريه. بالروح يشريه. احسن الله اليك. من ذاق طعم نعيم القوم يدريه ومن دراه غدا بالروح يشريه هذا حال الواصلين الى الله سبحانه وتعالى فمن ذاق طعم حلاوة الايمان طعم حلاوة الاخلاق طعمه حلاوة الابتلاء طعمه حلاوة البلاء ها اليوم غدا بالروح ولو بفداء نفسي نعم قال فهذه اشارة لطريق هذا النعيم القلبي الذي هو اصل كل نعيم واما الامر الثاني فان الله اعطى العباد القوة والصحة وما يتبع ذلك من مال واهل وولد وحول وغيرها والناس بالنسبة لهذه الاشياء نوعان قسم صارت هذه النعم في حقهم محنا ونقما. وقسم صاد في حقهم نهما وخيرا واضح نهما وخيرات ومنح صار في حقهم نعم من الظاهر في خطأ مطبعي نعما وخيرات ومنح وقسم صار في حقهم نعما وخيرات ومنحا اما اهل الدين الحقيقي فقد قابلوا هذه النعم وتلقوها على وجه الشكر لله والارتباط بفضله وتناولوها على وجه الاستعانة بها على طاعة المنعم واعلموا انها من اكبر الوسائل لهم الى رضا ربهم وخيره وثوابه اذا استعملوها فيما هيئت له وخلقت لاجله. وقد اعوذ بالله وقد رضوا بها عن الله كل رضا. فانهم علموا انها من عند الله الذي له الحكمة التامة في جميع اقضيته واقضائه واقداري وله الرحمة الواسعة في جميع تدابيره وله النعمة السابقة في كل عطايا. وهو ارحم بهم من الخلق اجمعين فحيث علموا العلم اليقيني صدورها ممن هذا شأنه قنعوا بما بما اعطوه منها من قليل وكثير القناعة وسكنت قلوبهم عن التطلع والتطلب لما لم يقدر لهم. ومتى حصلت الطمأنينة والقناعة والرضا عن الله بما اعطى فقد حصلت الحياة الطيبة. فاذا ادركت حق الادراك نعته فهذا نعتهم هذا هل عرفت ان نعيم الدنيا في الحقيقة هو نعيم القناعة برزق الله واطمأنينة القلوب بذكر الله وطاعته وان الواحد من هؤلاء لو لم يكن عنده من هذه الامور وهي القوة والصحة والمال والاهل والولد وتوابع ذلك الا الشيء القليل لكان في راحة وسرور من جهتين جهة جهة القناعة وعدم تطلع النفس وتشوفها للامور التي لم تحصل وجهة من ترجوه من ثواب الله العاجل اجري على هذه العبادة القلبية التي تزيد على كثير من العبادات البدنية فان التعبد لله بمعرفة نعمه والاعتراف بها والرضا بها والرجاء لله ان يديمها ويتمها. وان يجعلها وسيلة الى اخرى وان يجعلها طريقا طريقا للسعادة الابدية. لا ريب ان هذه الاحوال القلبية من من افضل الطاعات واجل فكم من فرق بين سرور هذا الذي تعبد بروح الدين بروح الدين وحصلت له الحياة الطيبة وبين من وهذه النعم بالغفلة وعدم الاعتراف بنعمة المنعم وشقى بمهمومها بهمومها وغمومها وشقي بهمومها وغمومها وكان اذا حصل له شيء من مطالب النفوس لم يغضبه. بل تشوف الى غيره وتطل عليه سواه ماذا يتنقل من كدر الى كدر اخر؟ لان قلبه قد تعلق تعلقا شديدا بمطالب الجسد. فحيث جاءت على خلاف ما يؤلم ويريد ما يؤمله ويريده قلق اشد القلق وهو لا يزال في قلق في قلق مستمر لان المطالب النفسية متنوعة جدا فلو وافقه واحد لم يوافقه الاخر وربما اجتمع في الشيء الواحد سرور من وجه وحزن من وجه اخر. فوصفوا فوصفوه فصفوه جزاكم الله فصفوا فصفوه ممزوج بالقضاء وسروره مختلط بحزنه فإن الحياة الطيبة لهذا وإنما الحياة الطيبة لأرباب البصائر والحجاب الذين يتلقونها كلها بالقبول والقناعة والرضا واما الامر الثالث وهو جهة استعمال هذه النعم. فصاحب الدين الصحيح يتناولها على وجه الشكر لله على نعمه والفرح بفضله وينوي بها التقوي على ما خلق الله له من عبادة الله وخلقه. على ما خلق له من عبادة الله وطاعته صحيح. وينفق محتسبا بها رضا رضا الله وفضله وخلفه العاجل والآجل. ويعلم انه اذا انفق على نفسه واهله او ولدي او من يتصل او من يتصل به فإنما نفقته صادفة محلها ووقعت موقعها فلم يتثاقل فلم يتثاقل كثرة كثرة النفقة في هذا الطريق. لانه يقول معتقدا هذا اولى ما بذلت فيه في ما لي وهذا الزم ما قمت به من الواجبات والفروج. وهذا خير ما قمت به من المستحبات وهذا اعظم ما ارجو له الخلف من الله حيث يكون وهو الكريم الوفي وما وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ولا يزال نصب عينيه احتساب الاجر في سعيه بكسبه. وفي مصرفه اجناس ذلك وانواعه وافراده متفطنا لقوله صلى الله عليه وسلم انك لن تنفق نفق انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها. حتى ما تجعله في في امرأتك فمن كان هذا وصفه فان لذاته الدنيوية لذاته فان لذاته الدنيوية هي اللذات الحقيقية السالمة من الاكذار كما ما يرجو من الثواب العاجل والاجر من الله. ومن كانت هذه صفة موسى عليه الاخذ سهل عليه الاخذ من حلها ووضعها في محلها كويس ويسرت له اموره غاية التيسير واما من استعمل هذا هذه النعم على وجه الشرع والغفلة. ولم يفكر في الاعتراف بفضل الله في كل الاوقات وبنعم الله ولم يفرح بالنعم لانها من فضل الله من فرح بها فقط لموافقة غرضه النفسي. ولا نوى بها الاستعانة على طاعة الله ولاحتسب في نيلها وصام فيها على المنفق عليهم الاجر والثواب. فمن كان هذا وصفه فان الكدر والحزن له مر صاد فانه اذا فاتته بعض الشهوات النفسية حزن وان ادرك ما ادركه منها ولم يكن على ما في خاطره من كل وجه حزن وان اراد منه ولده ومن يتصل به نفقة او او كسوة او واجبة او مستحبة حزنة ولم تخرج منه الا بشق الانفس. وان خرجت منه وخرج معها بضعة من بضعة من سرور قلبه. لانه يحب بقاء ما له ويحزن لنقصه على اي وجه كان. وليس عنده من بسبب ما ما يهون عليه الامر. هذا ان كان غي. هذا ان كان غير غير بخيل. فان كان شحيح النفس مطبوعا على البخل فان حياته مع اولاده واهله والمتصلين به حياة شقاء. وعذاب واكدار متواصلة واحزان مستمرة. لا ايمان يهون عليه النفقات ولا نفس سخية ولا نفس سخية لا تستعصي على نيل المكرمات. فيله من عذاب حاضر وعذاب مستنير. فاين هذا من ذاك الذي حصلت له الحياة الطيبة باكملها. هذا كله بالنظر الى هذه الامور الثلاثة التي هي اصل اللذات عند العقلاء. قد اتضح ان صاحب الايمان الصحيح هو الذي فاز باللذات الحقيقية وسلم من المكدرات. يعني هذا الكلام من الشيخ ان اه الالحاد دائما يريدون صيد الناس بالملذات النفسية والملذات الدنيوية العاجلة حقيقة ان الملذات الدنيوية هي ملذات وقتية عاقبتها الكدر مثلا قد يغرون الناس بشرب الخمر في لحظة تتخيل لهم انفسهم اشياء ثم اذا ذهب اثر شرب الخمر يجدون انهم افسدوا افسادا في اموالهم واغراظهم واعراضهم ما يستحي منه العاقل من ذكره ربما يجدون في شهوات الملذات الجنسية لحظة من المصلحة الانية لكن بعد ذلك يجد من الكدر ما يستحي العاقل من ذكره يلعب القمار مثلا يجد ملذة في لحظتها ثم يعقبها الندم ابد الدائي وهكذا. اما اصحاب الدين والتدين الحقيقي فان اصول اللذات عندهم مبنية على اسس راسخة لذلك اول هذه الاسس انهم يعلمون ان اللذة الحقيقية في راحة القلب ليست اللذة في كثرة المال فكم من كثير المال عظيم رصيد في البنك يعيش مهموما مغموما طيب لو كانت الاموال تجلب السعادة لكان سعيدا ما الذي يجعله مغموما مهموما انه لا يفكر الا بزيادة الرصيد لا يفكر بشيء اخر فهذا سبب تعاسته فراحة القلوب وسكونها وطمأنينتها وفرحها وبهجتها وزوال همومها وغمومها ده من اعظم الملذات التي مبناها على التدين الامر الثاني القناعة والطمأنينة بقدر الله عز وجل المؤمن يرتاح لماذا؟ لانه يعلم ان الذي بيده ملكوت السماوات والارض هو الله المؤمن مطمئن لماذا لانه يعلم ان التدبير بيد الله عز وجل قل من بيده ملكوت كل شيء يظن ان هذه الفلسفة تنفعه باي شيء يشتهر هذا الفيلسوف بمقالته هذه قال ان العنكبوت الذي قتلته في دارك ربما كان يظن انه صديقك ما شاء الله هذي فلسفة يعني فعلا وهو يجير ولا يجار عليه اذا كان احدنا يطمئن لتدبير والده وتدبير اميره ها كان الاولى به الف مرة ان يطمئن بتدبير مولاه سبحانه وتعالى وان ينظر في كل امر يرى البؤس من جهته والشقاوة من جهته ان لله فيه حكمة فلا يعيش اي تعاسة اذا اصابه النعم فانه في قناعة قناعة عظيمة طمأنينة بان ما اعطاه الله هو الخيل وما منعه الله هو الخير اعطاك الله طولا وعرضا صحة وعافية زوجة واولادا جيرانا اصحابا كل ذلك انت تطمئن اليه انه من عطاء الله عز وجل ما يفدح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعدي في الحجة يقول الان لا يساوي حتى الف دينار بعد ما كان عنده ست مئة الف الان لا يساوي الا الف دينار طيب الانسان يفكر اسس الملذات في هذه الامور الثلاثة التي ذكرها الشيخ راحة القلب القناعة والطمأنينة استعمال هذه النعم في ما يرضي الله عز وجل الذي يستخدم نعم الله في رضاه يجد من الملذة ما لا يجد ها مثله في اي شيء اخر مثلا العين نعمة من الله عز وجل فان استخدمه في قراءة القرآن في قراءة الكتب في التأمل والتفكر ها يجد في ذلك لذته يعلم ان العقل نعمة من الله عز وجل فاذا استخدم العقل فيما يخدم دينه وايمانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجد لذة يعلم ان المال نعمة فاذا استخدم المال لخدمة الدين استخدم المال في اعانة المساكين استخدم المال في صلة الرحم استخدم المال في اداء الحقوق الواجبة. يجد لذة ما بعدها لذة لا يجد لذة انية فقط بل يجد لذة الان ويجد الثواب في العاجل من الله في الاجل من الله سبحانه وتعالى. وبيان الشيخ لا مزيد عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى مقارنة بين حال المؤمنين وغير المؤمن عند المصائب قال ثم اذا عطفنا النظر الى الطوارئ البشرية التي لابد لكل عبد منها وهي المصيبات التي تعتدي العباد. من الامراض المتنوعة الاحبة وفقد الاموال ونقصها ووقوع المكاره بمن تحب وزوال المحاب وغيرها من انواع المصائب دقيقها وجنينها رأيت المؤمن حقا قد تلقاها بقوة وصبر واحتساب. وقد قام لها بارتقاء الاجر والثواب. وعلم انها تقدير العليم وانها اقضيته صدرت من الرب الرحيم. فهان عليه امرها وخفت عليه وطأتها فانه اذا فكر فيما فيها من الالام الشاقة قابلها بما تتضمنه من تكفير السيئات. وتكفير الحسنات ورفعة الدرجات تخلقي باخلاق الكرام والقوة والشجاعة واذا انهكت بدنه وماله رآها مصلحة لقلبه وروحه. فان صلاح القلوب بالشكر لله على نعمائه والصبر على بلائه وانتظار الفرج من الله اذا المت الملمات واللجوء واللجوء الى الله عند جميع المزعجات المقلقات فاقل الاحوال عند هذا المؤمن ان تتقابل عنده المصائب والمحاب والافراح والاتراح وقد تصل الحال بخواص المؤمنين الى ان افراحهم ومسراتهم عند المصيبات تزيد على ما يحصل فيها من الحزن والكدر الذي جبلت عليه النفوس فان هذه الحال من حال من تلقى المصيبات التي لابد للخلق منها بقلب منزعج موعود وخشعت نفسه المهينة لما فيها من الشدائد والكروب. فبقيت الحسرات تنتاب قلبه وروحه. وزادت مصائب قلبي على مصائب بدنه ليس عنده من الصبر وارتقاب الثواب ما يخفف عنه الاحزان. ولا من الايمان ما يهون عليه الاشجان المصائب فلا تجد عنده ما يخففها. فتعمل عملها في قلبه وروحه وبدنه واحواله كلها القلب مليء من الهم والغم والالم. والخوف السابق واللاحق قد ملأ نفسه فانحل لذلك لبه وانحطم. وقد ضعف وكله على الله غاية الضعف. حتى صار قلبه حتى صار قلبه يتعلق بمن يغزو نفعه من المخلوقين. فيا لها من مصائب هبة دنيوية اتصلت بالمصائب الدينية والخلقية وتراكم بعضها فوق بعض حتى صار عنده اعظم حتى صار عنده اعظم من الجبال الرواسي. فوالله لو علم اهل البلاء والمصائب بما في الايمان والروح من التسلية والحياة الطيبة لسارعوا اليه. ولو في هذه الحال التي هم فيها هم فيه مضطرون الى ما يخفف عنهم الامهم ولا يجدونه الا في الايمان الصحيح الحقيقي وما يدعو اليه. يعني هذه المقارنة العظيمة بين حال المؤمن في المصائب وبين حال سفسطة ما لها قيمة العلم الذي ينفع هو العلم الشرعي اما علم كتب الخرافات كتب المجون او النظر اليوم ليس هناك كتب قليل من الناس من يقرأ الكتب النظر الى الامور غير المؤمن تجد الطمأنينة والسكينة عند المؤمنين والرضا بقضاء الله عز وجل تجد الضجر عند غير المؤمنين الامر كلما زاد الايمان كلما زادت الطمأنينة بامر الله وقضائه وقدره كلما نقص الايمان كلما نقصت الطمأنينة واذا انعدم الايمان انعدمت الطمأنينة تجده يتحسر على ما فات ليتني ما فعلت كذا وليتني فعلت كذا لما كان كذا ويعيش في ليت ولما ولماذا ثم تجد عنده اللوم الشديد على الخلق مثلا حصل معه حادث بدال ما يقول قدر الله وما شاء فعل كنت اعمى انت ما تشوف انت كذا وكذا. كأن الرجل قصد ان يدعمه او قصد ان يعمل معه حق مع ان الرجل لا يريد هذا الشيء لكن هكذا ظعف الايمان او عدمه سبب للتظجر من اقدار الله سبحانه وتعالى ولهذا الحقيقة المصائب المصائب معيار على المؤمن بالذات لمعرفة درجة ايمانه المصايب معيار للمؤمن لكي يعرف درجة ايمانه بالقدر نظرب مثال اه عروة ابن الزبير ابن العوام يذكرون عن او مصعب مصعب بن زبيد العوام يذكرونه عن انه كان له ثلاثة من الولد فسقط فمات اثنان منهم فاخبروه فقال الحمد لله اعطاني اربع فاخذ اثنين واصابت قدمه الارض فقالوا لابد من قطعها والا استشرى الى البدن كله فقطعوه قال الحمد لله اخذ واحدا وابقى واحدا فقالوا على اي شيء تحمد الله قال على نعم انظر الى الصبر انظروا الى الصبر المؤمن يقابل البلاء بالنظر لا الى ذات البلاء بالنظر الى الجهة الاخرى وهي ان المقدر هو الله سبحانه وتعالى فيرى الحكمة في ذلك احد الناس الذين كانوا من المتأثرين بالدنيا تأثر بها تأثرا كثيرا مرض والده فاضطر ان يسافر مع والده مرارا وتكرارا ويلازم هذا المريض بعد ما سافر مرات وكرات لم يجد علاجا فرجع الى الكويت وجلس في المستشفى قرابة ثلاثة اشهر حتى توفى الله والده بعد ذلك يقول هذا الرجل ما عرفت نعمة البلاء الا وانا مع والدي قلت له كيف؟ قال لما انقطعت العلائق عن الاسباب والخلائق عرفت انه ليس لي مفر امام ما اراه من حال والده الا الله سبحانه وتعالى يقول فالتجأت اليه وكنت منشغل بدنياي وتركته واصبحت منكبا على القرآن وعلى الذكر وعلى الدعاء وعلى الالحاح حتى تغيرت احوال يقول عرفت قيمة السعادة مع البلاء الاخوة المؤمن حاله مع البلاء بحال لا يمكن وصفه لانه امر عملي وليس امر نظري اما حال غير المؤمنين انظر الى عادات الجاهلية اذا اصابت احدهم مصيبة يشق ثوبه. طيب وش دخل الثوب بالمصيبة يشق ثوبه ويقطع شعره ها ويصرخ ويولول كان الصراخ والوعيد والحزن وشق الجيب ولطم الخدود وقطع الشعر ان هذي يخفف من المصيبة هذه مصايب فوق المصائب هذه مصائب فوق المصائب لزلك لو عملنا هذه المقارنة علمنا عظيم اثر التدين في معاملة معاملة الناس مع المصائب المتدين يرى المصائب نعماه المتدين يرى المصائب نعما يجعل المحنة منحة يقلبها يقلبها بديني تديني بعلمه باخلاقه كما قال شيخ الاسلام رحمه الله والله لا ادري باي شيء افرح انا سجني خلوة ونفي السياحة وقتل شهادة. احتار اعداؤه ماذا يفعلون معه لماذا لان الايمان في قلبي اينما ذهب يوسف عليه السلام تأملوا معي الان الخلق العظيم بين ما كان يدعى اليه من السوء والملذات الانية وبينما طلبه هو من البلاء قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه لماذا السجن احبني؟ هل سألنا انفسنا هذا السؤال لان في السجن لا يستطيع جمع النسوة الوصول اليه فيصبح هو في السجن منشغلا مع ربه وان كان السجن حصنا بالنسبة اليه من الملذات الدنيوية لكنه قلبها الى خلوة ومقر دعوة وقال يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار شأن عظيم ما يمكن المقارنة بين حال المؤمنين في البلاء وبين حال غير المؤمنين في البلاء من يوجد مقارنة اصلا ولذلك تجد الويل والثبور والدعاة وو الى اخره. والتضجر ولوم الناس عند غير المتدينين يقول شيخ الاسلام في رسالة العبودية يقول ان المؤمن لا يلوم غيره على امر الا اذا خالف الشرع ليش ليش ما يلوم غيره على امر الا اذا خالف لانه يعلم حنا الناس انما ان شاء الله يلوم السبب يعلم انهم اسباب لكن اذا خالفوا الشرع يلومهم لمخالفتهم الشرعية. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى حال المؤمن وغير المؤمن في معاشرة الخلق. ومما يتعلق به سرور الحياة ونعيمها او همها وغمها. معاشرة الخلق على اختلاف في طبقاتهم فمن عاشرهم بما يدعو اليه الدين اصطلح. ومن عاشرهم بحسب ما تدعو اليه الاورام النفسية فلابد ان يكون عيشه كدرا وحياته منغصة وتوضيح ذلك ان الناس ان الناس ثلاثة اصناف رئيس ومرؤوس ونظير. اما من له رياسة حكم او ثروة اتباع وحاشيات فله معهم حالان حالة فيما يفعله معهم وحالة فيما يصيبه من اتباعه من خير وشر وموافق موافقة. وموافق للطبع ومخالف له فان هو حكم الدين والشرع في الحالتين استراح وله اجر من الله. اذا استعمل العدل معهم واستعمل النصح والاحسان وقابل المسيء منهم بالعفو وشكرا لهم على فعل المعروف والخير مبتغيا بذلك وجه الله. وايضا فانه اذا تأمل فيما فعله من خير اطمأنت نفسه وانشرح صدره فاين هذا من الرئيس الذي لا يبالي بظلم الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم ولا يبالي بسلوك طرق العدل والانصاف وليس له صبر اذية تصيبه من رعيته فهو مع اتباعه في نكد مستمر ورعيته قد ملئت قلوبهم من مقته وبغضه. يتربصون به الدوائر والفرص. حتى اذا وقع في اقل شيء اعانوا عليه اعداء اعدائهم فهو معهم غير مطمئن على حياته ولا على نعمته لا يدري متى تفجؤه العيال ليلا او نهارا. هذه حالة الرئيس على وجه الاجمال. واما حالة المرؤوس فان اطاع الدين في في وظيفته واطاح او سيده او والده واستعمل الاداب الشرعية في معاملته. والاخلاق المرضية فهو مع طاعته لله ولرسوله قد استراح وطابت عنه وطابت عنه نفسه رئيسه وامن عقوبته وامن احسانه وبره ومحبته واما من تعدى طوره وعصى متبوعه والتوى. فانه لا يزال متوقعا لانواع المضاف يمشي خائفا وجلا لا يقر ولهم قرار ولا يستريح له خاطره واما حالة النظير المساوي فان جمهور من تعاشرهم من الخلق اذا خالقتهم بالخلق الحسن. اطمأنت نفسك وزالت عنك الهموم لانك انك تكتسب بذلك مودتهم وتخمد عداوتهم مع ما ترجوه من عظيم ثواب الله على هذه العشرة التي هي من افضل العبادات فان العبد يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم. وحسن الخلق له خاصية في فرح النفس لا يعرف ذلك حق معرفته الا المجربون فاين حال هذا ممن عاشر الناس باسوء الاخلاق؟ فخيره ممنوع وشره غير مأمون. وليس له اقل صبر على ما يناله من المكدرات فهذا قد تنغصت عليه حياته وحضرته همومه وحسراته. فهو في عناء حاضر ويخشى من الشقاء الاجل. واما معاشرة طردوه مع اهله واولاده ومن يتصل به فانه يتأكد عليه القيام بالحقوق اللازمة. تامة لا نقص فيها ولا تبرم فمن عامل هؤلاء بما امر الله ورسوله راجيا بقيامه به ثواب ربه ورضاه. عاش معهم عيشة عيشة راضية ومن كان معهم في نكد وسوء خلق مع الصغير والكبير يخرج من بيته غضبا. ويدخل على اهله وولده متكدرا ملئا فاي حياة لمن كانت هذه حالك؟ وما الذي يرجوه حيث ضيع ما فيه فرحه ومسرات حيث حيث ضيع ما فيه فرحا ومسراته فرح. فرح ومسرات. وهم عشرته مع معامليه فان استعمل معهم النصح والصدق وكان سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى سمحا عن اذا قضى سمحا اذا اقتضى حصلت له الرحمة. وفاز بالشرف والاعتبار. واكتسب مودة معامليه ودوام معاملاتهم ولا يخفى ما في ذلك من طيب الحياة وسرور النفس وما في ضدها من سوء الحال وسقوط الشرف وتنغص الحياة. والفارق بين الرجلين هو الدين وصاحب الدين منبسط النفس مطمئن القلب. فقد تبين لك فقد تبين لك ان السعادة واللذة الحقيقية بجميع انواعها نتابعكم للدين. يعني هذه المسألة مهمة وهي المقارنة بين حال المؤمن وغير المؤمن في معاشرة الخلق تجد ان المؤمن يعاشر الخلق بناء على ما يرضي الخالق وهنا لا ينظر الى مديحهم هل يمدحون او لا يمدحون ولا ينظر الى ذمهم هل يذمون او لا يذمون لان عطاءه لله ومنعه لله. حبه لله بغضه لله هو يتعامل مع الله عز وجل لا يتعامل مع زوجته بناء على انه يريد منها شيئا معينا فيعطيها. واذا لم يرد منها هذا الشيء منعها. لا ويعطي اداء الحقوق يعطي اولاده اداء الحقوق يعطي جيرانه الحقوق يعطي معامليه الحقوق يعطي والديه الحقوق يعطي الامير والحاكم الحقوق ولهذا تجد الفرق الشاسع بين حال المؤمن في معاشرة الاخلاق فانه ان كان رئيسا اصبح محبوبا وان كان مرؤوسا اصبح مطواعا للحق وان كان رفيقا كان شفيقا هذا حال المؤمن اما غير المؤمن غير المتدين فحاله ان كان رئيسا خائف يخاف لماذا يخاف؟ يخاف من ان يقتله فلان وفلان وفلان وان كان مرؤوسا كان خائفا لانه لم يعامل مع المرؤوسين وفق ما يريده رب العالمين وانما تعامل معهم بما تمليه عليه نفسه وشهواته وملذاته ورفقاؤه تجدون تجدهم ينبذونه ولا يحبونه وان رافقوه يوما او يومين تركوه بعد ذلك شهرا او شهرين هذا حال من قارن بين المتدين وغير المتدين من جهة الاخلاق والتعامل علم ان الاخلاق اخلاق المتدينين دليل على صدق التدين ولهذا اليوم وان اقولها بكل صراحة. اليوم اذا رأينا بعض الناس يصدون عن الاسلام السبب اخلاق اهل الاسلام والا فان الاسلام دين الفطر دين العقل فلماذا يصد الناس عن الاسلام لانهم لم يروا من الاسلام الا ما يسيء الى الاسلام اولا لم يروا من الاسلام الا ظنوا ان الاسلام قتل ظنوا ان الاسلام تفجير. ظنوا ان الاسلام هو عدم التعايش مع الناس ظنوا ان الاسلام معناه القضاء على البشرية هذا ظنهم هذا ظنه لانهم ما قرأوا قول الله عز وجل فان جنحوا للسلب فاجنح له ما قرأوا هذه الايات ما قرأوا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ما قرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلم دعوا الترك ما تركوكم دعوا الحبشة وودعوكم ما قرأوا هذه الاشياء ولهذا ايها الاخوة يجب علينا ان نظهر الاخلاق العظيم رسالة ما دخل الى اندونيسيا ولا الى ماليزيا ولا الى فلبين ولا الى الصين. ما دخل بحق ما دخل الا بالاخلاق لو كان الدين يمكن ادخاله بالسيف لكان الناس اليوم كلهم انجليز ليش لان البريطانيين استعمروا ها سبعين في المئة من العالم التي كانت تسمى بالدولة العظمى التي لا تغرب عنها الشمس لماذا الناس لم يصبحوا انجليز لان الدين لا يمكن ادخاله بالسيف مع انهم كانوا يفعلون ويفعلون ويفعلون الدين يدخل بالقناعة الفرس ما دخلوا في الاسلام الا بالقناعة البربر ما دخلوا في الاسلام الا بالقناع القبط في ما دخلوا في الاسلام الا القناع ومن بقي منهم على صلاته بقي ما احد اذاه ولا احد ضربه ولا احد شتمه. حقوق غير المسلمين محفوظة في بلاد المسلمين هذه اخلاق الاسلام لذلك ايها الاخوة ادعوكم الى اظهار التخلق فان اعظم ما ندعوا الى الاسلام به هو اللي خلقه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى لذة من تمسك بالدين واعلم يا اخي ان الدين نوعا احدهما اعمال واحوال واخلاق دينية ودنيوية. وكما ذكرنا ان ولا سبيل الى حصول الحياة الطيبة الا بالدين والثاني علوم ومعارف علوم ومعارف نافعة وهي علوم الشرع والدين وما يعين عليها ويتوصل ويتوصل اليها به الاشتغال بها من اجل العبادات وحصول وحصول ثمارتها من اكمل اللذات. ولا يشبهه شيء من اللذات الدنيوية واعتبر ذلك بحال الراغبين في العلم تجد تجد اكثر اوقاتهم مصروفة في تحصيل العلم فيمضي الوقت الطويل وصاحبه مستغرق فيه يتمنى امتداد الزمن. وهذا عنوان اللذة. فان المشتاق يقصر عنده الوقت الطويل ومن ضاق صدره بشيء يكون عليه الوقت القصير وذلك ان صاحب العلم في كل وقت مستفيد علوما يزداد بها ايمانك وتكمل بها اخلاقه. والمتصفح للكتب النافعة لا يزال يعرض على ذهنه عقول الاولين والاخرين ومعارفهم واحوالهم الحميدة وضدها ففي ذلك معتبر لاولي الالباب فكم من قصة تمر عليك في الكتب تكتسب بها عقلا جديدا وتسليك عند المصائب بما جرى على الفضلاء وكيف تلقوه؟ وكيف تلقوها بالرضا والتسليم؟ واغتنموا الاجر من العليم الحكيم والعلم يعرفك طريقا تدرك بها المطالب وتدفع بها المكاره والمضار. الدين مبناه كما ذكر الشيخ على آآ العمل والعلم. العمل بالدين العمل بالدين يكسب الانسان الرضا والقبول والعلم الشرعي بالدين يكسب الانسان رفعة في دين الله عز وجل وكلما كان الانسان منشغلا بعلم او بعمل ديني كلما كان اعظم من اعظم استشعارا بالملذات الدينية فانها اعظم من الملذات الدنيوية لذلك صاحب العبادة الذي صار قرة عينه في الصلاة او صاحب الذكر الذي اصبح قرة عينه في الذكر او صاحب الصدقة الذي اصبح قرة عينه في الصدقة او صاحب الاحسان الذي اصبح قرة عينه في الاحسان للخلق تجد هؤلاء يجدون ملذات في هذه الامور العملية من العبادات والطاعات ما لا يجدونه في شهوات مباحة كذلك اصحاب العلوم الشرعية يجدون في تقلبهم في العلوم الشرعية من الملذات ما لا يجدونه من الملذات في الامور الدنيوية فضلا عن المحرم لذلك نجد ان بعض العلماء يقول اني لاسمع الفائدة من العلم فيتلذذ لها كل بدنه. كما ينقل عن الشافعي الفايدة العلمية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والعقل عقلا عقل غريزي وهو ما وضعه الله في الانسان من قوة الذهن في امور الدين والدنيا. وعقل مكتسب. اذا انضم الى العقل الغريزي ازداد صاحبه حزما وبصيرة فكما ان العقل الغريزي ينمو بنمو الانسان حتى يبلغ اشده. فكذلك العقل المكتسب له مادتان للنمو. مادة بالعقلاء والاستفادة من عقولهم وتجاربهم تارة بالاقتداء وتارة بمشاوراتهم ومباحثاتهم. فكم تلقى الرجل بهذه الحال الى مراقي الى مراقي الفلاح ولهذا كان انزواء الرجل عن الناس يفوته خيرا كثيرا ونفعا جليلا مع ما يحدثه الاعتزال من الخيالات وسوء الظن بالناس والاعجاب بالنفس الذي يعبر عن نقص الرجل. وربما ضر البدن فان مخالطة الناس تفتح ابوابا من المصالح وتسليك وتقوي قلبك وفي ضعف القلب ضرر على العقل وضرر على الدين وضرر على الاخلاق وضرر على الصحة وينبغي للانسان ان يعامل الناس بحسب احوالهم كما كان النبي صلى الله عليه وبالنسبة لضعف القلب وظعف العقل كما ذكر الشيخ الاسباب تقوية العقل وتقوية القلب راجعة الى التكسب انسان يكتسب العلم اكتسب العمل اجدد علما اجدد عملا تزدد قوة عقلية وقلبية وعلى هذا يحمل عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المؤمن القوي في عبادته قوي في دعوته قوي في اخلاقه قوي في علمه خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وينبغي للانسان ان يعامل الناس بحسب احوالهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن يحسن خلقه مع الصغير والكبير. قال تعالى خذ العفو اي خذ ما صفا لك من اخلاق الخلق ودع عنك ما تعسر منها. خذ العفو. العفو المقصود به الامر الزائد اي الذي يقدمه الناس من الخير خذه منهم وما لا يقدمونه لا تنشغل به هذا اعظم شيء جاك إنسان واعطاك كلمة واحدة حسنة واعطى الاخر ثلاث كلمات فلا تنشغل لماذا اعطى فلان ثلاث واعطاني واحدة انشغل بهذه الواحدة واترك ما عدا ذلك لا تنشغل بالناس خذ العفو ما يأتيك من الخير ولو مهما كان فانشغل به ودع عنك ما لم يأتيك ولا تنشغل بما لم يعطوك فان الانشغال بالناس من اعظم اسباب فقد الملذات القلبية والعقلية والدينية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اي خذ ما صفا لك من اخلاق الخلق ودعا كما تعسر منها فيجالس ابناء الدين الدنيا بالادب والمروءة والاكابر بالتوقير. والاخوان والاصحاب بننجز بننجز صوت والفقراء بالرحمة والتواضع واهل العلم والدين بما يليق بفضلهم فصاحب هذا الخلق الجليل تراه مبتهج النفس في حياة طيبة واما المادة الثانية للعقل المكتسب فهي الاشتغال بالعلوم النافعة. فتستفيد بكل قضية رأيا جديدا وعقلا سديدا لا يزال المشتغل بالعلم يترقى في العلم والعقل والادب والعلم يعرفك بالله وكيف الطريق اليه يعرفك كيف تتوسل بالامور المباحة الى ان تجعلها عبادة تقربك الى الله والعلم يقوم مقام الرياسات والاموال. فمن ادرك العلم فقد ادرك كل شيء. ومن فاته العلم فاته كل شيء. وكل هذا في العلوم النافعة. واما كتب الخرافات والمجون فانها تحلل الاخلاق وتفسد الافكار والقلوب بحثها على الاقتداء باهل الشر وهي تعمل في الايمان والقلوب عمل النار في الهشيم. يعني بالنسبة للعلم الذي يعرفك بالله عز وجل هو العلم النافع فان العلم النافع يدل الانسان الى آآ الطريق الى الله سبحانه وتعالى ولذلك من ادرك العلم النافع ادرك كل شيء ومن فاته العلم النافع فاته كل شيء ولو كان من فلاسفة الفلاسفة من من المضحكات اني قرأت قبل ايام ما ادري من ارسل لي هذه الفائدة ان احدهم يقال له فيلسوف ومع الاسف ان هذا الفيلسوف انتشر اشتهر بهذه المقالة اسمعوا الى فلسفته الخرافية الى المجون والمحرمات تحلل الاخلاق تفسد الافكار والقلوب لا تجد جمعا في قلبك لا تجد جمعية في قلبك تجد قلبك مشتت تيقن ان هناك خطأ بتقسيم حياتك هناك شيء يشتت ذهنك هناك شيء يشتت قلبك اغلق الابواب التي تشق تشتت قلبك حتى يصبح قلبك مجموع على شيء نافع وهو العلم الموصل الى الله سبحانه وتعالى اما النظر للمحرمات النظر للخرافات النظر للملهيات النظر للمشغلات النظر الى حتى المباحات الواسعة هذه تفسد القلب اما النظر الى كتب السحر والسحرة كتب الخرافة كتب المجون الكهانة هذي كلها لا شك انها تحلل الاخلاق كيف بمن ينظر الى كتاب الفيلسوف الفلاني كتاب الرواية الفلاني اصبح الناس اليوم عندهم موضة في قراءة كتب الروايات وماذا في الروايات؟ غير ظياع الاوقات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى توبة ورجوع الى الله فلما تلى النصيح لصاحبه هذه المواضيع وبرهن عليها فلما فلما تلى النصيح لصاحبه هذه المواضيع وبرهن عليها قال له المنصوح والله لقد انجبى عني ما اجده في اول موضوع تلوته عليه وانزاح عني الباطل في شرحك الاول. وان مجلسك يا اخي ونصيحتك بهذه الطريقة النافعة تعدل عندي الدنيا وما عليها فاحمد الله اولا حيث قيدك لي واشرك واشكرك شكرا كثيرا حيث وفيت بحق الصحبة. ولم تصنع ما يصنعه اهل العقول الذين اذا رأوا من اصحابهم ما يسوؤهم قطعوا عنهم حبل حبل الوداد في الحال واعان الشيطان عليهم فازداد بذلك الشر عليهم وضاع بينهم التفاهم واني لا انسى جميل معروفك حيث رأيتني سادرا في المقفل في المهام في المهام مغرورا بنفسي معجبا برأيي فأريتني بعيني ما انا فيه واوقفتني بحكمتك على الهلاك الذي وقعت فيه فالان استغفر الله مما مضى واتوب اليه. واسأله الاعانة على سلوك مرضاته. وافزع اليه ان يختم بالصالحات اعمالي واحمد الله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. فانه مولى النعم ودافع النقم غزير الجود والكرم انتهى وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه. هذا الرجل الذي نصحه الشيخ الحمد لله رجع الى الدين بفضل هذه النصيحة المبنية على الادب وعلى الخلق الرفيع وهذا يدل على ان العالم حيثما كان ينفع الله عز وجل به وذكر لي بعض المشايخ ان هذه الرسالة كتبها الشيخ في سفرته الى لبنان وان هذا المنصوح لا قابله هناك وكان متأثرا بالفكر الالحادي فنصحه الشيخ بهذه النصيحة التي كان سببا في رجوعي للحق نسأل الله تبارك وتعالى ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يجعلنا واياكم من البنات البناء في هذه الامة وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين جزاك الله خير يا شيخ. بارك الله فيك