الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فلا زلنا فيما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في الاثار والاحاديث الواردة في التحذير من الغيبة والنميمة وقد اورد في الامس ما ذكرناه من حديث المستورد بن شداد وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الصفحة الثالثة عشر ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فان الله يقوم به مقام سمعة برياء يوم القيامة ذكر الشيخ رحمه الله لهذا اللفظ من الحديث معنيين فقال رحمه الله ذكروا له معنيين المعنى الاول ان الباء للتعدية اي اقام رجل مقام سمعة ورياء ووصفه بالصلاح والتقوى والكرامات وشهره بها وجعله وسيلة الى تحصيل اغراض نفسه وحطام الدنيا فان الله يقوم بعذابه وتشهيره لانه كان كاذبا اذا معنى من قام برجل مقام السمعة يعني اشهر رجلا لا يستحق الاشهار سيره عالما وليس بعالم. سيره زاهدا وليس بزاهد وهذا المعنى يكون فيه تحذير لوسائل الاعلام ووسائل التواصل الحديثة حيث ان الناس يرفعون من لا يستحق الرفع ويكون لهم نصيب بهذا المعنى والمعنى الثاني ان الباء للسببية وقيل هو اقوى وانسب اي من قام برجل من العظماء من اهل المال والجاه مقاما يتظاهر فيه بالصلاح والتقوى ليعتقد فيه ويصير اليه المال والجاه اقامه الله مقام المرائيين ويفضحه ويعذبه عذاب المرائي اذا الشيخ رحمه الله ذكر المعنيين اللذين ذكرهما صاحب عون المعبود شرح سنن ابي داوود. ثم قال وقد يحتمل ان تكون الباء في برجل للتعدية والسببية يعني هما معا فان كانت للتعدية يكون معناها من اقام رجل مقام سمعة ورياء يعني من اظهر رجلا بالصلاح والتقوى ليعتقد الناس فيه اعتقادا حسنا انه عالم انه مفكر انه كذا انه كذا ويعزونه ويخدمونه لينال بسببه المال والجاه فان الله يقوم له مقام سمعة ورياء بان يأمر ملائكته بان يفعلوا معه مثل ما فعله ويظهر انه كذاب وان كانت للسببية فمعناه ان من قام واظهر من نفسه الصلاح والتقوى لاجل ان يعتقد فيه رجل عظيم القدر كثير المال ليحصل له مال وجاه والى اخر المعنى ويظهر لي والله اعلم ان الحديث من قام مقام سمعة ورياء انه يحتمل ان يكون الباب بمعنى فيه ان يكون الباب معنى فيه من قام في رجل مقام سمعة ورياء يعني قام عند الحاكم يريد ان ينصحه سمعة ورياء لا يريد ان ينصحه لله عز وجل قام عند رجل امام من ائمة المساجد ها قام في رجل من ائمة المسلمين من ائمة المساجد يريد ان ينصحه لا يريد الا الرياء والسمعة فهذا راجع الى نفس القائم من قام في رجل مقام سمعة ورياء يحتمل وهذا المعنى ايضا صحيح وعلى كل حال فكلام النبي صلى الله عليه وسلم بليغ يحتمل المعاني الكثيرة ثم ورد رحمه الله مما يدل على خطورة الغيبة والنميمة حديث اسامة بن شريك رضي الله عنه قال شهدت الاعراب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الاعراب الذين يسكنون في البوادي اعلينا حرج في كذا؟ اعلينا حرج في كذا باشياء ليس بها بأس فقال لهم صلى الله عليه وسلم عباد الله وضع الله الحرج وضع الله الحرج معناه ان كل شيء فيه مشقة وحرج فهو مرفوع ودليله عموم قوله تعالى ما جعل عليكم في الدين من حرج معناه انك اذا احسست في شيء انك تتحرج منه فهذا ليس من الدين طبعا هذا الكلام في من؟ هو قوي الايمان والا ظعاف الايمان يتحرجون حتى من الايمان نفسه ليس لهم عبرة قال عباد الله وضع الله الحرج الا من اقترض من عرض اخيه شيئا فذلك الذي حرج وهلك فذلك الذي حرج وهلك ومعنى حرج اي وقع في الحرج او فذلك الذي حرج اي هو حرج يصح ان نجعله فعلا فذلك الذي حرج اي وقع في الحرج او فذلك الذي حرج اي هو حرج ولكن المعنى الاول هو الصواب لان كلمة هلك معطوف على الفعل الا ان يقال ان الواو الاستئناف لكن هذا لا يصح واما معنى اقترظ ما معنى اقترظ من عر اخيه اصل الاقتراظ مأخوذ من المقراض تعرفون المقراض المقراض الذي تقلم به الاظافر فكان المعنى الا الذي يقتطع من عر اخيه يأكل لحمه او ماله او عرظه قال ومعنى اقترض اقتطع والمراد انه نال من اخيه المسلم بالطعن فيه او في في عرظه او في ماله او في نفسه قال رحمه الله مما يدل على خطورة الغيبة والنميمة حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من بكسر الميم ها ان من اربى الربا ان من اربى الربا الاستطالة في عرظ المسلم بغير حق ان من اربى الربا الاستطالة في عرض المسلم في عرظ المسلم بغير حق ومعنى من اربى الربا اي من اشد واخطر انواع الربا اي من اخطر واشد واعظم انواع الربا. الاستطالة في عرض المسلم يعني الانسان يزيد ويتجارى في عرض المسلم غيبة ونميمة وبهتانا هذا معنى الاستطالة قال الشيخ رحمه الله بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من اربى الربا اطالة اللسان في عرض المسلم باحتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه بقذف او سب ونحو ذلك اي من الغيبة والنميمة والبهتان فان ذلك اكثر الربا واشده تحريما لان العرض اعز على النفس من المال هذه مسألة مسلمة ان العرض ها اعز على الانسان من المال كما قال الشاعر ها آآ ادافع عن عرضي بمالي لا بارك الله في المال بعد العرض فالانسان عرظه عنده لا سيما الكرماء اهل الايمان والتقوى عندهم اعراضهم اعظم من اموالهم ولذلك كان منهم من يدفع للشعراء مالا حتى يبقى عرظه ولا يتكلم فيه الشاعر قال وقد ادخل صلى الله عليه وسلم العرض في جنس المال على سبيل المبالغة وجعل الربا نوعين متعارف وهو ما يؤخذ من الزيادة على ماله من الديون وغير متعارف وهو استطالة الانسان في عرض المسلم بغير حق وبين ان اشد النوعين تحريما هو الاستطالة في عرض المسلم بغير حق طبعا هنا انتبهوا ان الربا سبعون بابا تبعون بابا من انواع الربا او من اشد انواعه هي الاستطالة في عرض المسلم قال رحمه الله اما اذا كانت الاستطالة بحق فيجوز لصاحب الحق بشروط وبقيود بينها اهل العلم وسيأتي بيان ما فيه الغيبة ان شاء الله الاصل المتقرر عندنا ان الغيبة والنميمة محرمة متى تجوز سواء كان باستطالة او بغير استبطالة في مواضع خاصة مستثناة فرق بين القاعدة المطردة وبين المستثنى القاعدة المضطردة ان الغيبة والنميمة محرمة الاستثناء حالات معينة مثل ما نقول الميتات الميتات محرمة قاعدة مطردة ها الا ما اضطررتم اليه مستثناء وبقدر وبشروط وضوابط ثم ذكر رحمه الله قال وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند الحافظ ابي يعلى مسند الامام ابي يعلى الموصلي رحمه الله من المسانيد الكبيرة العظيمة النافعة قال عند الحافظ ابي يعلى وغيره قصة ماعز الذي جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان يطهره من الزنا فاعرظ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قالها اربعا يعني اقر واعترف اربع مرات فلما كان في الخامسة قال زنيت؟ قال نعم ثم سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ثبت عنده زنا ماعز امر برجمه فرجم. تأملوا هذا الرجل الان ارتكب كبيرة وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واعترف فقام النبي صلى الله عليه وسلم عليه الحد قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين بعد ايش بعد رجم ماعز سمع رجلين وهو راجع سمع رجلين يقول احدهما لصاحبه الم تر الى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب مم يعني ذكروا كلمة ايش؟ الكلب ثم لو قال حتى رجم ما في اشكال صحيح هو رجم لكن المشكلة في التشبيه حتى رجم رجم الكلب ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر بجيفة حمار اه شاف ها جثة حمار ميت فقال صلى الله عليه وسلم اين فلان وفلان؟ للرجلين ها الذين اغتابا انزلا الى هذه الحفرة اللي فيها الجثة جثة الحمار للميت فكلا من جيفة هذا الحمار فقال غفر الله لك يا رسول الله وهل يؤكل هذا من ياكل جيفة حمار؟ حمار لو كان حي محد يذبحه ويأكله كيف الان وهو ميت قال صلى الله عليه وسلم فما نلتما من اخيكما انفا اشد اكلا منه. والذي نفسي بيده انه الان في انهار الجنة ينغمس فيها سبحان الله العظيم يعني حتى معنى هذا الكلام ان اهل الكبائر اذا تابوا ما تجوز غيبتهم بعد خلاص ما تجوز خلاص لو كان من المشركين الصناديد الكفر واسلم ما يجوز انك تغتاب لو كان من الفجرة الكفرة المنافقين ثم اسلم وحسن اسلامه ما يجوز ان تغتاب خلاص هذا نص الحديث ولا كلام بعد النص قال رحمه الله عن جند ابن عبد الله رضي الله عنه هذا يلقب بجندب الخير البجلي رحمه الله كان سيدا من سادات بجيلة وكان من اجمل العرب وكان اميرا من امرائها وسيدا من ساداتها وكان عظيم الاسلام عن جند ابن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع سمع الله به يوم القيامة ومعنى التسميع ان الانسان يفعل الفعل او يقول القول ثم يخبر الناس بما فعل او قال يسمعهم ما فعل وما قال مثلا يدخل على احد المسؤولين وينصحه بعدين يطلع برا انا اللي نصحت فلان انا اللي قلت حق فلان وهو اخذ بنصيحتي وانا اللي قلت حق فلان فلان وفلان خاف مني هذا ايش نسميه تسميع وهو نوع من انواع الرياء النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع سمع الله به يوم القيامة قام من الليل فلما اصبح الصباح قال له ما شاء الله والله البارحة كان الجو جميل انا كنت قايم الليل ها يريد ان يخبر الناس انه قام الليل تسميح هذا قال صلى الله عليه وسلم ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة ما معنى الشاقة اي انه شدد. معنى شاقة شدد او تحمل ما لا ينبغي ان يتحمل على نفسه سواء شق على نفسه او شق على اهله او شق على الناس وهو مسئول او امير او حاكم ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة. لذلك الدين ما فيه مشقتان الدين يسر وسهولة نضرب لكم مثال النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة كم صنم حول مكة ثلاث مئة وستين صنم هل شق على نفسه وقال خلنا نكسر الاصنام بالليل ها ما فعل لانه لم يكلفه الله الا ما يطيق وهذا امر لا يطيقه. الدين ما فيه مشقة الدين ما فيه مشقة ولله الحمد والمنة قال ومن شاق شق الله عليه يقول صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم من شاق شق الله عليه يوم القيامة فقالوا اوصنا ها فقال ان اول ان اول ما ينتن من الانسان بطنه الانسان اذا مات ودفن ايش اول شيء تأكله الديدان؟ تعرفون؟ اول شيء تأكله الديدان بطنه ها شفتم كيف اول شي تؤكل منك ويتلف منك البطن والدماغ من الداخل هذا اول شيء لذلك خل تفكيرك سليم خل بطنك سليم قال ان اول ما ينتن من الانسان بطنه فمن استطاع ان لا يأكل الا طيبا فليفعل ومن هنا قال بعض العلماء ان الاكل الطيب سبب لبقاء البدن بالقبر سليما حتى ديدان الارض تأبى اكلة لماذا؟ لانه مغذى بالطيب لانه منبت بالطيب كبر بالطيب من المال بالطيب من المقال بالطيب من الفعال نسأل الله جل وعلا ان يحفظنا واياكم بحفظه وان يطيب مطاعمنا قال ان اول ما ينتن من اللسان بطنه فمن استطاع ان لا يأكل الا طيبا فليفعل ومن استطاع انتبه لهذا هذا هو وجه الشاهد من الحديث الا يحال بينه وبين الجنة بملئ كف من دم هراقه فليفعل وجه الشاهد من الحديث يقول الشيخ والمراد بالحديث النهي عن القول القبيح في المؤمنين وكشف مساوئهم وعيوبهم وترك مخالفتهم سبيل المؤمنين ولزوم جماعتهم والنهي عن ادخال المشقة عليهم والاضرار بهم اذا وجه الشاهد من شاق شق الله عليه يعني شق على المسلمين في التكلم في اعراضهم قال وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه من ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به. فاذا جعلك الله مسئولا او لك منزلة ومكانة في الدولة فعليك ان ترفق بالمسلمين والا تشق بالناس فان الرفق بهم سبب لنيلك الرفق من الله والله رفيق يحب الرفق واما من شق على الناس في مسئوليته انت مسؤول في البيت لا تشق انت مسؤول في العمل لا تشق طبعا بما لا يكون فيه تساهل ايش؟ للاعمال بما لا يكون فيه تسيب ثم ذكر الشيخ رحمه الله ما ينبغي لمن سمع غيبة اخيه المسلم ماذا نفعل اذا كنا في مجلس وسمعنا غيبة ماذا نفعل كلام مهم ترى قال رحمه الله قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى اعلم انه ينبغي لمن سمع غيبة مسلم ان يردها حط عليه رقم واحد اذا كنت في مجلس وسمعت غيبة ترى في نهي عن الاتكاء على باطن الكف ايوه جزاك الله خير لان هذه جلسة المغضوب عليهم الانسان اذا اراد ان يتكئ اقبظ يدك هكذا اقبظه واجلس عليه ايوه هكذا احسنت بارك الله فيك لان هكذا الجلوس هكذا منهي عنه كما في سنن ابي داوود في كتاب الادب نبي داوود في كتاب الادب قال انها جلسة المغضوب عليهم. وفي رواية جلسة اهل النار. ايوة هكذا هكذا نعم ايا كان الصواب انه كله سواء كان اليسرى او اليمنى او في الخلف او امام نعم لكن اقبض اقبض واجلس عليه اه سامحنا يا شيخ لكن حنا في جلسة علم ونتعلم ان شاء الله يقول الحافظ النووي رحمه الله اعلم انه ينبغي لمن سمع غيبة مسلم ان يردها هذا رقم واحد ويزجر قائلها اذا لم ينزجر بالكلام زجره بيده فان لم يستطع باليد ولا باللسان تأمل معي الان اول شي تدافع عن هذا المسلم الذي اغتاب اغتابه الناس عندك هذا واحد وتزجر المغتاب اذا استطعت فاذا لم ينزجر وكنت انت فوقه انت ابوه انت المسؤول عنه تزجره بالكلام اذا لم ينزجر تزجره باليد لان لك قوة وسلطان اما اذا لم تستطع ان تزجره لا باللسان ولا باليد لانه فوقك مثلا او لانه مثلك لا يسمع منك مثلا فماذا تفعل قال هذا رقم ثلاثة ولا باللسان فارق ذلك المجلس يقوم من هذا المجلس ولا يجلس فان سمع غيبة شيخه او غيره ممن له عليه حق او من اهل الفضل والصلاح كان الاعتناء بما ذكرناه اكثر فاذا سمعنا غيبة العلماء واحد جالس عندك يغتاب الامام ابو حنيفة ولا مالك ولا شافعي واحمد هنا الدفاع اوجب وحفظ حقوقهم الزم لماذا؟ لان العلماء والامراء بهم قيام الدين والدنيا فغيبتهم اشد والدفاع عن اعراضهم الزم فالعلماء بهم قيام امر الدين والامراء بهم قيام امر الدنيا قال رحمه الله وعن عتبان رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقالوا اين مالك بن الدخيش او ابن الدخشن يقال هكذا وهكذا يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال اين ما لك بن الدخيش او ابن الدخشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ها بعض الصحابة ايش قال هذا منافق ما يحب الله لا يحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل ذلك ها دافع ولا ما دافع زجر ولا ما زجر احسنتم لا تقل ذلك ثم بين الدليل فقال الا تراه قد قال لا اله الا الله يريد بذلك وجه الله قال قالوا الله ورسوله اعلم طبعا النبي صلى الله عليه وسلم ما قال يريد بذلك وجه الله هذا من الوحي ينقادون الصحابة خلاص قال ليش ليش قالوا انه منافق؟ ما سبب قولهم؟ شوفوا دليلهم فانما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين يعني احنا نشوفه يجلس معاهم يتكلم معاهم يقوم معاهم هذا اللي خلانا نقول عنه ايش ان منافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله اذا النبي صلى الله عليه وسلم دافع وبين دليل الدفاع وعن جابر ابن عبد الله وابي طلحة الانصاريين النجاريين ها رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ اي ما من شخص كلمة امرء تفسر بكلمة شخص يشمل الذكر والانثى ما من امرئ اي ما من شخص يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته ما من امرئ يخذل امرا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته يعني انت جالس في مجلس وترى ان الناس يغتابون الشيخ ابن عثيمين متى وانت ساكت وتخذل المسلم ما من امرئ يخذل امرء مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص ارضه الا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته اذا انت ما دافعت سيأتي في مكان الناس يتكلمون فيك ولن تجد من يدافع عنك الجزاء من جنس العمل قال وما من امرئ ينصر مسلما الان الصورة العكسية. وما من امرء ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته هذا حديث عظيم ايها الاخوة قال وعن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة اكتب عنده فيه فظل رد الغيبة لو قال لك قائل ما فضل رد الغيبة يقول فضله انه سبب لرد النار عن الوجه يوم القيامة وعن اسماء بنت يزيد رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ذب عن لحم اخيه هنا اللحم مقصود معناته الغيبة يعني من ذب عن لحم اخيه بالغيبة كان حقا على الله ان يعتقه من النار اكتب ايظا فيه فظل رد الغيبة هذه احاديث عظيمة ايها الاخوة تحسنا على ماذا على رد الغيبة والمغتابين قال وعن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل بقصة توبته قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم في تبوك ما فعل كعب بن مالك هو متخلف ولا مو متخلف متخلف معناه انه ارتكب ذنبا يعاتب عليه ولذلك هجره النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله من بني سلمة عفوا من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه برداه يعني جمال ثوبه ها اكتب جمال ثوبه والنظر في عطفيه اكتب جمال منظره يعني كان حر لما ينظر لجمال الثوب وجمال المنظر ما يريد ان يتأذى بالحر ها وفي الصحراء فيخرج قال حبسه برداه والنظر في عطفيه يعني عندنا في عرفنا اليوم قال شي يسير جدا بعرف ان هذا ما هو غيبة ولا شي لكن في عرف الصحابة كما قال انس انكم لتقولون اقوالا ولتعملون اعمالا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات شوف كيف الفرق فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت دافع ولا ما دافع احسنتم والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا هم. هذا الدفاع الدفاع قد يكون مجملا وقد يكون مفصلا متى يدافع عن الانسان مجملا ومتى يدافع عن الانسان مفصلا ان كنت تعلم رد المفصل فترده مفصلا وان كنت لا تعلم رد المفصل فترده بالمجمل والمجمل الايمان الاسلام الخير يعني مثلا جا انسان وقال فلان قال كذا وكذا انت لا تعلم هل هو فعلا قال هذا او ما قال لكن لظنك بايمانه تعلم انه لا يقول هذا الكلام. فتقول انه رجل مؤمن لا اعلمه يقول مثل هذا الكلام هذا رد مجمل والرد المفصل ان تقول هو من قال هذا الكلام؟ وانما قال كذا وانت فهمت خطأ اذا الرد اما ان يكون مجملا واما ان يكون مفصلا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقر رد معاذ ولا ما اقر اقر اذا هذا صار حديث نبوي في جواز دفاع المجمل ثم ذكر الشيخ رحمه الله الاسباب الباعثة على الغيبة لماذا الناس يغتابون ايها الاخوة يقول رحمه الله عندما ينظر الانسان المسلم العاقل ويفكر في الاسباب التي تدفع المغتاب الى الغيبة وتدفع النمام الى النميمة فيجدوا لذلك اسبابا منها ما يأتي السبب الاول هو محاولة الانتصار للنفس نسأل الله السلامة والعافية وهذه مصيبة الانانية العندية انا وانا وانا. هذه مصيبة المصايب محاولة الانتصار للنفس والسعي في ان يشفي المغتاب الغيظ الذي في صدره على غيره فعند ذلك يغتابه او يبهته ما معنى يبات؟ يقول البهتان في حقه يقول البهتان في حقه يعني التقول عليه الكذب عليه او ينقل عنه النميمة او ينقل عنه النميمة السبب الثاني الحقد للاخرين والبغض لهم وهذا راجع الى سوء توأوا سوء ما في القلب من الامور المخالفة للايمان حقد الغل حسد النفاق الحقد للاخرين والبغض لهم فيذكر مساوئ من يبغض ليشفي حقده ويبرد صدره بغيبة من يبغضه ويحقد عليه وهذا ليس من صفات المؤمنين كامل الايمان نسأل الله العافية المؤمن المؤمن كامل الايمان ينام وليس في قلبه شيء عن المسلم حتى لو كان هناك من ظلمه حتى لو كان هناك من عقد عليه هذا حال المؤمن الكامل الايمان لماذا لانه يعلم ان هناك يوم يقف الناس عند الله عز وجل فيقول في نفسه لان اقف وانا مظلوم احب الي من ان اقف وانا ظالم كيف يكون ظالم؟ احيانا المظلوم قد يريد اخذ حقه فيزيد فيقع في الظلم ولذلك الاهل الكمل من الايمان لا يستوفون حقوقهم من الناس وانما يطالبون بحقوقهم فان اعطوا حمدوا الله وان منعوا فانهم يكلون ذلك الى الله ونبينا صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا لما تكلم فيه الكفار والمشركون في مكة ضربا وسبا وشتما وو حتى وصل الامر الى ان ارادوا قتله واخراجه فلما مكنه الله منهم مارد عليهم وهو المظلوم عليه الصلاة والسلام بل قال لهم ها اذهبوا اذهبوا فانتم طلقاء وان كان هذه اللفظة فيها نظر لكنه عليه الصلاة والسلام تركه وهم على كفرهم وشركهم وقالوا له اخ كريم وابن اخ كريم فاظهر الكرم عليه الصلاة والسلام خذ هذه القاعدة لان تكون مظلوما يوم يقف العباد بين يدي الله خير لك من ان تكون ظالما في كل شيء حتى مع زوجتك واولادك بعض الازواج يريد حقه كامل من الزوجة وهو لا يعطيه الحق يعطيها الحق كامل فيقع في الظلم لا ان تعطي الحق كامل هي انما اعطتك الحق الكامل الحمد لله لست ظالما بعض الاباء يشدد على ابنائه لانه برهم وسوى لهم وهم ويريد منهم كل شيء كامل فيقع في الظلم لا احسنت اليهم وربيتهم خلاص انهم ردوا لك شيء من هذا الاحسان الحمد ما ردوا يوجد يوم القيامة يوم يفر المرء من اخيه امه وابيه وصاحبته وبنيه امر عظيم ترى يا اخوان هكذا مع المسؤولين هكذا مع الجيران هكذا مع الناس والله ان تعاملنا بهذه القاعدة العظيمة قلوبنا ترتاح ها وانت ترتاح وتعيش السعادة في الدنيا قبل الاخرة لكن الذي في قلبه حقد وغل والله لا يذوق حلاوة سعادة ابدا ابدا الحقد والغل والسعادة لا يجتمعان خذوها مني لان صاحب الحقد والغل دائم التفكر في الغير دائم التفكر في الغير كيف فلان عنده سيارة انا ما عندي فلان عنده بيت انا ما عندي فلان عنده زوجة انا ما عندي فلان عنده بس هذا حياته هذه حياتها نسأل الله السلامة والعافية قال رحمه الله السبب الثالث ارادة رفعة النفس وخفض غيره. كان يقول فلان جاهل او فهمه ضعيف او سقيم او عبارته ركيكة تدرجا الى لفت انظار الناس الى فضل نفسه. شوفوا كيف وهو فاهم ها ما شاء الله يفهم شوفوا خط العالم الفلاني ها هذي ترى الطريقة خطأ ولذلك كان كثيرا من مشايخنا اذا ارادوا استدراكا على احد من اهل العلم لا يقولون اخطأ كذا وعندما يقول ذكر كذا وكذا واذكر كذا وكذا ولا يخطئه الا اذا كان الخطأ واضحا جليا كما سيأتي قال رحمه الله يقول واظهار شرفه بسلامته عن تلك النقايص التي ذكرها في من اغتابه وهذا من الاعجاب بالنفس نعوذ بالله من ذلك وهو من المهلكات التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الناس اذا قلت له اخطاك قال انا انا اخطئ ليش وانت معصوم؟ سبحان الله العظيم تسأله وانت معصوم؟ يقول لك لا. تقول له انت مخطئ؟ يزعل. ايش هذا تناقض هذا الامر ما دام انك تقول انا لست معصوم اذا لابد ان تفتح اذنيك وعينيك وقلبك لاي انتقاد يأتيك سواء كان في املاء او في نحو او في صرف او في فهم او في قول او في فعل انت بشر لست فوق الخطأ كل ابن ادم خطأ وخير الخطائين التوابون. لا تجعل نفسك فوق الخطأ لا تظن هذا ابدا لذلك سبحان الله ادركنا من مشايخنا من كان يحفظ الكتب الستة ويعرف رجال الكتب الستة ونحن في مبتدأ طلب العلم فاذا اخبرناه بشيء مما نظنه صوابا يفرح كاننا اعطيناه مسألة عظيمة وهو يعرفها قبل ان نولد اصلا صحيح ليش مقصود انهم يتواظعون للحق تواضع للحق اذا جاءك الحق من قبل صغير فعظمه وفخمه وصغر نفسك اذا جاءك الحق من عدو فاقبله وتواضع للحق لا له هذه مسألة عظيمة بعض الناس اذا زوجته قالت الحق يتكابر ليش؟ قال هذي حرمة انا رجال وايش يعني؟ اذا جاك الحق من قبل الحريم ما تقبل بعض الزوجات لا تقبل الحق من الازواج ليش؟ قال انا واياه سوا لا ما انتوا سوا الرجال قوامون على النساء سوى هذا في عرفج ما هو في عرف الله عز وجل ولا في عرف رسوله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله السبب الرابع موافقة الجلساء والاصحاب والاصدقاء ومجاملتهم فيما هم عليه من الباطل لكي لكي يكسب رضاهم. هذا خطأ مطبعي ها ما ننسبه للشيخ. ننسبه للطباعين. لكي يكسب رضاهم اه الظمة حطوا عليها فتحة والسين حطوا عليها كسرة لكي يكسب رضاهم حتى ولو كان ذلك بغضب الله عز وجل. وهذا من ضعف الايمان وعدم مراقبة الله سبحانه وتعالى بعض الناس يغتاب الناس او يغتاب عنده احد فيسكت مجاملة لاصحابه هذا يقع كثير نسأل الله عز وجل ان يتجاوز عنا وعنكم والله ايها الاخوة ان لنتساهل في هذه الامور وهي من المهلكات من الافات العظيمة يأتي الرجل يوم القيامة بحسنات كامثال جبال تهامة تدرون ما جبال تهامة؟ عبدالله جبال تهامة من الطايف الى صنعاء شوفوا كيف مسافة قرابة ثمان مئة كيلو جبال تهام حسنات مثل جبال التهم لكن يأتي سب هذا وشتم هذا وحقر هذا وظلم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناتي وهذا من حسناتي وهذا من حسناتي وهذا من حسناتي. حتى تفنى الحسنات ليش كلمة نظرة قلب احتقار همز لمز قد يكون الرجل من الصف الاول لكن نسأل الله السلامة والعافية السبب الخامس اظهار التعجب من اصحاب المعاصي ها هذا نوع من انواع الغيبة يغتابون اصحاب المعاصي على صورة التعجب وهي غيبة ترى كأن يقول الانسان ما رأيت اعجب من فلان كيف يخطئ وهو رجل عاقل او كبير او عالم او غير ذلك وكان من حقه عدم التعيين اذا كان لابد من الانتقاد انتبهوا الان كيف ينتقد الخطأ ان كان المقصود تبيان الخطأ فينبغي ذكر الخطأ دون المخطئ ويبين الصواب انتهت الاشكالية لكن اذا لم ينزجر الناس عن الخطأ الا بذكره انتبه الان فهذه صورة ظيقة لها شروط وضوابط كما ستأتي السبب السادس السخرية والاستهزاء بالاخرين والاحتقار لهم مثل ما يسمونه الناس ضحك غشمرة ها شو تسمون انتم مغشبرة مسخرة يقول لك انت مسخر لا يا حبيبي اعراض الناس ما هو مكان للمسخرة السبب السابع الظهور بمظهر الغضب لله على من يرتكب المنكر فيظهر غضبه ويذكر اسمه مثلا يقول فلان لا يستحي من الله يفعل كذا وكذا ويقع في عرظه بالغيبة السبب الثامن الحسد فيحسد المغتاب من يثني عليه الناس ويحبونه فيحاول المغتاب الحسود قليل الدين والعقل ان يزيل هذه النعمة فلا يجد طريقا الى ذلك الا بغيبته. والوقوع في عرضه حتى يزيل نعمته او يقلل من شأنه عند من يثنون عليه وهذا من اقبح الناس عقلا واخبثهم نفسا نسأل الله العافية جالس في مجلس فالناس يذكرون احد الناس بخير فقلبه يفور لماذا ذكروه وما ذكروني؟ لماذا يثنون عليه وما اثنوا عليه فهنا يبدأ يشغل مخه لينقل عنه كلاما اخطأ فيه او كلاما اه ربما اخطأ في ربما لم يخطئه انما ينقله حتى ينزله هذا الصنف من الناس من ارذل الناس لماذا لان الله اذا اراد ان يرفع انسانا فلا خافض له واذا خفض الله انسانا فلا رافع له هذا ما انسان ظعيف الايمان ما عرف الايمان ولو ظهر بمظهر العلم قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ولذلك بعض اهل العلم يقول من اسماء الله الخافظ الرافع وان كان فيه نظر كملوا معي ايها الاخوة اذا اراد الله ان يرفعك لا يستطيع احد ان ينزلك اذا انزلك الله لا يستطيع احد ان يرفعك قال الشيخ وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي الناس افضل هم اي الناس افضل قال كل مخموم القلب صدوق كل مخموم القلب صدوق اللسان صفتين. واحد راجع الى القلب والثاني راجع الى اللسان كل مخموم القلب مخموم بالنقطة الواحدة الفوقانية المعجمة كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد اذا نستطيع ان نقول مخموم القلب في عرف النبي صلى الله عليه وسلم في عرف الشارع هو الذي سلم قلبه من الامراض القلبية وامتلأ هاه بالاعمال الايمانية شفتوا كيف من هو مخموم القلب من سلم قلبه من الامراض القلبية وامتلأ بالاعمال الايمانية. تقيا نقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد. نسأل الله ان يجعل قلوبنا كذلك وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على اهل الجنة قالوا بلى يا رسول الله قال كل تقي نقي خفي ها ان كان في الساقة كان في الساقة ان كان في المقدمة كان في المقدمة ان كان في المؤخرة كان في المؤخرة لا يبالي حيثما وضع ما يهمه لانه يتعامل مع الله الذي يتعامل مع الله لا يبالي الخلق اين يضعونه؟ في اخر المجلس في اول المجلس ما يهتم بهذه الامور لماذا؟ لانها مظاهر زائلة صور مظمحلة ما لها علاقة ما لها قيمة صور المهم المهم ماذا؟ المنازل الاخروية الدائمة. تعامل مع الله قال رحمه الله السبب التاسع اظهار الرحمة والتصنع بمواساة الاخرين كان يقول لغيره من الناس مسكين فلان قد غمني امره وما هو فيه من المعاصي ها هذه غيبة لكن مغلف بغلاف النصح نسأل الله السلامة والعافية يقول فلان والله انا احبه بس انه وقع في كذا وكذا سبحان الله العظيم تحبه وتغتابه امران لا يجتمعان السبب العاشر التصنع واللعب والهزل والضحك فيجلس المغتاب خبيث النفس فيذكر عيوب غيره مما يضحك به الناس فيضحك الناس. فعند ذلك يرتاح ويزيد من الكذب والغيمة والغيبة على سبيل الهزل والنكت والاعجاب بالنفس وهذا ينطبق عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له خطورة ايش ونسميه نحن الغشمرة خطورة المسخرة المصطنعة يأتي بالكلمة يأتي بالغيبة يأتي بالنميمة ليضحك الناس انا مو قصدي شي انا قصدي بس اظحكم ايه انت ضحكتنا اسمع للوعيد ويل للذي يحدث بالحديث سواء كان منقولا ها على سبيل النميمة او منقولا غيبة او بهتانا او مصطنعا ويل الذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم في كذب ويل له ويل له وقلنا بالامس ويل يشمل الدعاء والهلاك وفي الدنيا الدعاء بالخسارة والهلاك وفي الاخرة هو واد في جهنم عياذا بالله من ذلك. قال رحمه الله السبب الحادي عشر هو ان ينسب ان ينسب اليه فعلا قبيحا فيتبرأ منه ويقول فلان الذي فعله ومحاولة القاء اللوم والتقصير على غيره ليظهر بمظهر البريء من العيوب. وهذا كثير ما يقع في العمل انسان يخطئ في عمله فيلقي اللوم على غيره ليس من العيب ان تقول اخطأت ولكن العيب يظهر في امرين الاول ان تبرر خطأك والثاني ان تلقيه على غيرك يا اخوان ارجوكم عودوا اولادكم عودوا انفسكم الا تبرروا الخطأ خطة خطة ما يحتاج تبرر كلها خطرات كن شجاعا والله اتعجب من بعض الناس انه كل ما اخطأ يبرر لماذا تبرر؟ من طلب منك التبرير يا اخي كن شجاعا عود نفسك ان تعلمها انك اخطأت لان تبرير الخطأ يعني تعويد النفس على الوقوع في الاخطاء لكن تعليم النفس انه اخطأ يعني احجامه عن الخطأ والاشد والانكى القاء اللوم على القاء اللوم على الاخرين هذه مصيبة اخرى مع الاسف الشديد ثقافة بعظ الناس غريبة جدا كل ما اخطأ يبرر لنفسه او يلقي اللوم على غيره لا يا اخي كن شجاعا ليس من العيب ان تخطئ كل ابن ادم خطاء ليس عيبا ليس عيبا ان تخطئ العيب ان تبرر الخطأ قال رحمه الله تعالى السبب الثاني عشر الشعور بان غيره يريد الشهادة عليه او تنقيصه عند كبير من الكبراء او صديق من الاصدقاء او سلطان فيسبقه الى هذا الكبير ويغتابه ليسقط من عينه وتسقط عدالته او مروءته ثم ذكر الشيخ رحمه الله علاج الغيبة كيف نتعالج من هذا الداء قال الغيبة لها علاجان العلاج الاول هو ان يعلم الانسان انه اذا وقع في الغيبة فهو متعرض لسخط الله تعالى ومقده وهذا علاج علمي علاج ايش علمي ان تزيد علمك في خطورة الغيبة في عقوبات الغيبة كما دلت عليه الاحاديث السابقة وغيرها من الاحاديث الصحيحة كقوله عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليتكلم بالكلم من رضوان الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت في كتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه وان احدا لا يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه الى يوم القيامة ويعلم ان حسناته يؤخذ منها يوم القيامة لمن اغتابه بدلا عما استباح من عرظه فان لم تكن له حسنات. تأمل معي الان اذا اغتبت انسان يوم القيامة يقال له خذ من حسناتي بالله عليكم سيترك لك شيء يوم القيامة يترك لك شيء من الحسنات النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه انه قال او رأيت اترونه تارك له شيء قالوا لا يا رسول الله سبحان الله العظيم قال وان لم تكن له حسنات نقل اليه من سيئات خصمه او نقل اليه من سيئات خصمه. فربما ترجح كفة سيئاته فيدخل النار وقد يحصل ذلك للانسان بإذهاب حسنة واحدة من حسناته او بوضع سيئة واحدة من سيئات خصمه وعلى تقدير الا يحصل هذا الرجحان فكفى بنقص الحسنات عقابا مع المخاصمة والمطالبة والسؤال والجواب والحساب ولا حول ولا قوة الا بالله مجرد ما ان الانسان يقف يوم القيامة والله يقول له اغتبت فلان هذه والله شديدة كيف ستقابل الله بوجه مغتاب؟ يلا جاوبوا احدنا يستحي ان يقف عند القاضي او عند الوزير بوجه مغتاب صح ولا لا كيف ستقف بين يدي الله نكمل بعد الاذان ان شاء الله تعالى نافلة العلم خير من نافلة الصلاة باتفاق العلماء لاني امسح للاخوة يقول ما تسننا نقول نحن فيما هو افضل من مجرد النافلة قال الشيخ رحمه الله فاذا امن الانسان المسلم بالاخبار الواردة في الغيبة وتدبرها حق التدبر لم ينطق لسانه بغيبة وتدبر نفسه وعيوبا تقصيرها وان يتدبر في اصلاح نفسه عن عيوب الناس والكلام والكلام فيهم هذه مسألة عظيمة وهي ان الانسان ينتبه كيف يغتاب الناس ويذكر عيوبهم وهو كله عيوب بل الانسان على نفسه ايش بصيرة يا اخي انت ادرى بعيب نفسك كم في قلبك من القصور؟ كم في قلبك من الحقد والغل؟ كم في عملك من النقص؟ كم فيما انت اعلم بنفسك لاسيما اذا خلوت فمن العيب جدا ان تنسى عيوبك وتشتغل بعيوب الناس قال رحمه الله تعالى وعلى من به عيب ان يستحي من الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية حين يرى نفسه على العيوب ويذكر عيوب غيره بل ينبغي له ان يلتمس لاخيه عذرا ومخرجا هادي مسألة مهمة ان الانسان يلتمس لاخيه عذرا ومخرج يا اخي افرض انك فعلا رأيت انسان يفعل شيئا معين. يقول شيئا معين. يا اخي التمس له عذرا معينا قال رحمه الله ويعلم ان عجزه عن تطهير نفسه من ذلك العيب كعجزه هو عن تطهير نفسه من عيوبها فان كان الذم له بامر خلقي كان ذما للخالق وهذا امر خطير ان بعض الناس يغتاب الناس بعيوب ها بعيوب خلقية موجودة فيهم اعرج مثلا او كعور او تأتي او فأفأفأة في لساني ويأتي ويضحك عليه او يغتابوا او ينموا هذا خطر عظيم. ربما يصل الى درجة الكفر كما ذكر ذلك العلماء في كتاب احكام المرتدين. ذكره ابن قدامة في المغني كذلك ذكره آآ الرشيد في الجامع في الفاظ الكفر من علماء الحنفية بدر الرشيد وكذلك ذكره النووي رحمه الله في كتاب احكام المرتدين فهذا باب خطير باب خطير ان الانسان يعترظ الان لو جاء انسان وقال والله ها هذه آآ الاظاءة ينبغي انها ما كانت هنا كانت هنا. اذا هو لا يعيب الاظاءة وانما يعيب الصانع فهذه مسألة خطيرة ايها الاخوة ينبغي ان يحجم الانسان وان يمسك لسانه. قال رحمه الله فان ذم الصنعة يستلزم ذم صانعها فليتق الله عز وجل ويصلح نفسه عن عيوبها وكفى بذلك شغلا العلاج الثاني وهو عملي اكتب عليه وهو عملي اذا العلاج الاول ايش والثاني وكلاهما لا بد من طلبهما العلاج الثاني عليه ان ينظر في السبب الباعث له على الغيبة فان علاج العلة انما يتم بقطع سببها المستمد التي هي منه ها تقطع الاسباب التي تحملك على الغيبة فان قطع الاسباب قطع للنتيجة قال فاذا كان سبب الغيبة الغضب فعليه ان يقول ان امضيت غضبي عليه فانا اخشى الله ان يمضي غضبه علي بسبب الغيبة. فان الله قد نهاني عنها فعصيته واستخففت بنهيه واذا كان سبب الغيبة موافقة الاخرين وطلب رضاهم فعليك ان تعلم ان الله يغضب عليك اذا طلبت سخطه برضا المخلوقين فكيف ترظى لنفسك ان تسخط مولاك من اجل ارظاء المخلوقين؟ الذين لا ينفعون ولا يظرون وان كان الغضب لله فلا تذكر المغضوب عليه بسوء لغير ضرورة. بل ينبغي ان تغضب على من اغتابه الا اذا كان من باب تحذير المسلمين عن الشر وهذا سيأتي ذكر اه سيأتي فيما يجوز من الغيبة واذا كان سبب الغيبة هو تنزيه النفس ونسبة الخيانة الى غيرك فاعلم ان التعرض لمقت الله اشد من التعرض لمقت الخلق وانت بالغيبة قد تعرضت لسخط الله يقينا ولا تدري هل تسلم من سخط الناس او لا تسلم والذي يرضي الناس بسخط الله يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس واذا كان سبب الغيبة والرغبة في ان تزكي نفسك بزيادة الفضل وذلك بقدحك في غيرك حتى تشعر الناس انك تتصف بخلاف ما يتصف به. من اغتبته فاعلم انك بما ذكرته ابطلت فظلك عند الله عز وجل ان كان لك فظل وانت من اعتقاد الناس فظلك لست على يقين. وعلى تقدير انهم يفضلونك فانت سينقص فظلك او يزول بالكلية اذا عرفوك بغيبة الناس والوقوع في اعراضهم. فانت بعت ما عند الله يقينا بما عند الناس وهما ولو اعتقدوا فضلك لم يغنوا عنك من الله شيئا لان قلوبهم بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء فعليك ان تتدبر دقائق الامور ولا تغتر بظواهرها واذا كان الباعث على الغيبة هو الحسد فانت قد جمعت بين عذابين لانك حسدته على نعمة الدنيا فكنت معذبا بالحسد. وذلك لان الحاسد يجد الهم والغم وضيق الصدر ثم لا يقنع بذلك حتى يضاف اليه عذاب اخر يوم القيامة. فالحاسد قد جمع خسران الدنيا والاخرة وهو في الحقيقة صديق للمحسود عدونا لنفسه لانه يضيف حسناته الى حسنات المحسود ويحتمل من سيئاته ان لم يكن للحاسد حسنات مع ان الحسد والغيبة لا تضر المحسود بل ربما كان ذنب ذلك سببا لانتشار فظله جاء رجل الى الحسن البصري فقال ان فلانا يذكرك بكذا وكذا يعني يغتابك فقال له الحسن البصري اما وجد الشيطان رسولا غيرك بئس ما قلت ثم اعطاه هدية فقال خذها اليه قال كيف تعطيه هدية ويغتابك؟ قال لانه اهدى الي حسناته فاهديت له بعضا من الدنيا هذا تعامل العلماء العارفين نسأل الله ان يجعلنا منهم قال رحمه الله وان كان الباعث عن الغيبة هو الاستهزاء والسخرية فينبغي للحاسد ان يعلم انه متى استهزأ بغيره عند الناس فان كذلك يكون مخزيا لنفسه عند الله ثم عند خلقه. وهذه هي الخسارة بعينها وان كان المغتاب يقصد بغيبة الرحمة لغيره فهذا مقصود فاسد لانه اراد الرحمة فوقع في الغيبة المحرمة لو كان صادقا في رحمته لنصح له ووجهه وارشده اما اذا كان السبب الباعث عن الغيبة هو التعجب والضحك فانه ينبغي للمغتاب ان يتعجب من نفسه كيف اهلك نفسه بنفس غيره؟ وكيف نقص دينه بكمال دين غيره او بدنياه فهو مع ذلك لا يأمن عقوبة الدنيا ويخشى على المغتاب ان يهديك الله ستره ويفضحه في الدنيا قبل الاخرة كما هتك بالتعجب ستر اخيه فاذا نظر الانسان العاقل في اسباب الغيبة وعلاجها واستعمل هذا الدواء الذي ذكر هنا سلم ان شاء الله من ضرر الغيبة وكان ممن اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره وصان لسانه عن النطق الا بالخير فبذلك يفوز بخيري الدنيا والاخرة. واسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا جميعا ممن يقول بالحق ويكون اسبق الناس للعمل به كما يحب ربنا ويرضى انه اكرم مسؤول اضيفوا سببين اخرين من اسباب ترك الغيبة احدهما السكوت الصمت الصمت والسكوت فان تحريك اللسان سبب للوقوع في الغيبة والبهتان كن صموتا يقول بعضهم كنا نجالس ابا الدرداء فلا نسمع منه كلمة حتى نكون نحن الذين نبدأ يقول اخر صحبت ابن عمر من مكة الى المدينة او من المدينة الى مكة فكان يحدثنا بالحديث المرة تلو المرة ها كن صموتا سكوتا اعظم سبب من اسباب النجاة. ولذلك جاء في الحديث من صمت نجا وهذا سبب تلبية وهو الترك الامر الرابع وهو ايظا مهم معين على ترك الغيبة الصحبة الصالحة اياك والصحبة السيئة حتى زوجتك عودها على عدم ذكر احد حتى اولادك عودهم على عدم ذكر اسم احد هذا امر مهم وعظيم جدا ان تعود مجالسك مع اصحابك مع زوجتك مع اولادك مع جيرانك تعود نفسك على الصحبة الصالحة فلا تتكلمون الا بالخير ولا تذكرون احدا ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى طريق التوبة من الغيبة قال رحمه الله وطريق التوبة بالنسبة لمن اغتاب المسلم هو ان يتحلله ويطلب منه العفو اذا جاء من الفتنة هذا هو الشر انك تطلب منه ان يتيح علي ان يحللك اذا امنت الفتنة اما اذا كان هذا بسبب الشحناء او يسبب الشحناء او يسبب منكرا اخرا نعم يسبب الشحناء او يسبب منكرا اخر او فتنة فان المغتاب يذكره بالخير الذي فيه في المجالس التي ذكره فيها بسوء ويرد عنه الغيبة بجهده وطاقته. فتكون بتلك تلك بتلك ان شاء الله مع مراعاة شروط التوبة وبالله التوفيق اذا كيف يتوب من الغيبة؟ اولا يطلب التحلل اذا امن الفتنة اذا خاف من الفتنة فيجلس في المجالس التي اغتابه ها فيثني عليه خيرا ويبين خطأ نفسه امر ثالث ايضا مهم وهو الدعاء له وهو الدعاء له لا سيما بظهر القيء غيب حتى ترى انك قد كافأته بقدر ما لقوله صلى الله عليه وسلم اذا صنع لكم معروف فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا او حتى تروا انكم قد كافئتموه اذا الدعاء ايضا مهم جدا ثم ذكر الشيخ رحمه الله آآ فيما يباح من الغيبة قال رحمه الله قال الله تعالى يحب الله الجار بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما اذا لا يحب الله الجار بالسوء من القول هذا هو الاصل الا من ظلم استثناء واضح قال وعن عائشة رضي الله عنها قالت قالت هند ام معاوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هند بنت عتبة ان ابا سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه رجل شحيح فهل علي جناح ان اخذ من ما لي سرا؟ ها ماذا قالت؟ رجل شحيح هذا يعتبر من الغيبة قال خذي انت وبنوك ما يكفيك بالمعروف اذا هي ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وصفا لاجل الاستفتاء انتبهتم لهذا وعن فاطمة بنت قيس ان ابا عمرو ابن حفص طلقها البتة. البتة يعني الطلقة اللي ما فيها رجعة وهو غايب او اكتب عليها الطلقة البتة هي الطلاق الثلاث وهو غائب فارسل اليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال ليس لك عليه نفقة فامرها ان تعتد في بيت ام شريك ثم قالت تلك امرأة يغشاها اصحابي اعتدي عند ام مكتوم فانه رجل اعمى تظعين ثيابك فاذا حللت فاذنيني. حللت يعني خرجت من العدة فاذنيني اي فاخبريني قالت فلما حللت ذكرت له له يعني لمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ان معاوية ابن ابي سفيان وابا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ابو جهل فلا يضع عصاه عن عاتقه اذا النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له وصفا ذميما سواء قلنا معنى لا يضع العصا على اعتق انه ضراب للنساء او كثير السفر هذاني وصفاني مذموما واما معاوية فصعلوك لا مال له صعلوك يعني انه مثل ما نسمي حنا مفلس في عرفنا انكح اسامة ابن زيد قال فكرهته ثم قال انكحي اسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبت اذا النبي صلى الله عليه وسلم ذكر وصفين لاجل ماذا؟ لاجل المشاورة هذا ايضا فيه دلالة على جواز آآ الغيبة كما سيأتي في بضوابط معينة. وعن عروة ابن الزبير ان عائشة رضي الله عنها اخبرته قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له بئس اخو العشيرة ها ذم ولا ما هو ذنب؟ ذم بيسا اخو العشيرة او ابن العشيرة. فلما دخل الان له الكلام قالت عائشة قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم النت له الكلام. قال قال اي عائشة ان شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه قال وقد ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه بقول باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهما الطويل والقصير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين وما لا يراد به شين الرجل اذا هنا من هذا نستفيد ان هناك احوال يستفاد منها جواز الغيبة وهذه نذكرها ان شاء الله في الغد نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك