الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد حديثنا ايها الاخوة في هذه المحاضرة عن كتاب الله جل وعلا القرآن الكريم الذي اعجز الفصحاء والبلغاء واذا اراد الانسان ان ليعرفه بلاغة القرآن وفصاحته من غير المسلمين فنحن نطلب منه امرين الاول ان ينظر الى كلام الفصحاء والبلغاء في زمن نزول القرآن مثل المعلقات السبع او مثل خطب الخطباء الذين كانوا في زمن الجاهلية ونحوها فيجد البون الشاسع في بلاغة القرآن الخارجي عن اسلوب بني الانسان فليس هو نظما فليس هو نظم على منوال شعر الناس ولا هو نثر على مثل كلام الناس ليس فيه الفصاحة الكحة التي تحوج الناس الى البحث والتنقيب في الغرائب بل فيه الفصاحة معتدلة التي فيها بعد عن التقعر في الكلام ورفعة عن السوقية في الجمع وحينئذ ينتج عن ذلك العلم لان هذا القرآن قارج عن قدر البشر وفصاحتهم من جهة الاسلوب والبياع الامر الثاني نطالب من كان منصفا ان ينظر الى الناس الذين يدرسون الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم الجامعة ثم الماجستير ثم الدكتوراة من الادباء والبلغاء وغيرهم كل في مجال اختصاصه يؤلف هؤلاء بعد مدة هذه الدراسة على يدي اناس متعددين ثم يكتبون ما يكتبون ومع ذلك نجد المؤاخذات على رسائلهم وكتبهم والقرآن الكريم الذي انزله الله جل وعلا على محمد صلى الله عليه وسلم النبي الامي يستيقن المرء انه كلام الله جل وعلا وحينئذ ندرك ان سؤالات ان سؤالات المتسائلين وشبهات الملبسين ما هي الا خيالات او عقليات ملبوسة بتلبيسات او اعتراضات لا وجه لها والانسان يدرك ان مجرد التساؤلات الخيالية والعقليات ملبسة بالجدلية والاعتراضات المبنية على الشهوانية والنفسية لا يمكن ان يكون تلكم الامور حجة ولا برهانا برد الحق فمن تخيلات المتخيلين واعتراضات الملبسين ما ذكره الله جل وعلا عنهم في كتابه انهم تارة قالوا لولا انزل عليه القرآن جملة واحدة وتارة قالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وتأملوا معي ان في خبر الله عن هؤلاء اعتراف منهم بالقرآن لكن وجد منهم الاعتراظ بالانزال وكيفيته ومحله ومن هنا لابد من التنبه الى ما قد يسمعه المسلم المؤمن بكتاب الله جل وعلا وينتبه هل هذا الذي ورد على ذهنه تخيلات مجردة او عقليات ملبسة او اعتراضات شهوانية يطرحها ولا يبالي بها اما ما قد يكون من التساؤلات ما يحتاج الى جواب فحينئذ لابد من البحث عن القول الصواب في الرد على سؤالات المتسائلين ومن تلكم السؤالات قول بعضهم بوجود التكرار في كتاب الله جل وعلا حتى ان بعضهم ظن ان وجود التكرار سبب عياذا بالله للطعن في القرآن مع ان في القرآن الكريم اسلوبا بلاغيا كبيرا يعرفه ذوي الاختصاص وهو الايجاز والاطناق فاعجاز القرآن ظاهر في الايجاز انما الهكم اله واحد ولكم في القصاص حياة وفي عموماته التي تعم المكلفين وفيه الاطلاق والاطناب قد يكون استطرادا وقد يكون تكرارا الاطناب قد يكون استطرادا وقد يكون تكرارا و يرد على من يقول او يتساءل عن سبب وجود التكرار في القرآن بان وجود التكرار او الاطناب على اصطلاح العلماء مع البقاء على القوة البلاغية نفسها حين الاطناب هو وجه من اوجه الاعجاز فربما يقدر المتكلم على كلام موجز ويعجز عن الاتيان بكلام مستطرد مطنب وهذا مثل بعظ الشعرا يأتي احدهم ببيت او بيتين او ثلاث فاذا قولب بمئة بيت او الف عجز ووجود التكرار في القرآن للامر الواحد مثل الامر بالصلاة او الامر بالايمان او وجود الاخبار المكررة مثل الخبر عن الله او الخبر عن الناس فتكرار قصة موسى والانبياء عليهم السلام فهنا لابد ان ندرك ان هذا التكرار من حيث الاجمال هو ايضاح وبيان وتوكيد و رسوخ للمعاني واستئناس وكل ذلك سبب من اسباب الزيادة العلم فان الحديث عن الله تبارك وتعالى كلما تكرر كلما ازداد العبد حبا لله جل في علاه وازداد شوقا اليه سبحانه وتعالى وحتى لا نطيل في هذا الامر فاني اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ليس في القرآن الكريم تكرار محض ابدا بل كل تكرار في القرآن وان كان اطنابا من جهة تكراره لكنه لمعنى خاص في موضعه ومن اجل امثلة التكرار التي يوردها بعض الناس ظنا منهم انه تكرار المحو ما جاء في سورة الرحمن فباي الاء ربكما تكذبان او ما جاء في سورة المرسلات في حق الكافرين في قوله ويل يومئذ للمكذبين او ما جاء في سورة الكافرون من تكرار لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد او تكرار القصص لكن الامر كما ذكرت ان تعلق اللفظ المكرر مغاير فلما تغاير حسن التكرار لا سيما في موضع الاطناب وهذا كله يدلنا ايها الاخوة ان تكرار المحض في كتاب الله جل وعلا ليس له وجود. التكرار في كتاب الله جل وعلا ليس له وجود وينبغي على المسلم من حيث العموم وطالب العلم من حيث الخصوص ان يدرك ان التكرار المحض لا وجود له في كتاب الله تبارك وتعالى فيزداد ايمانا فيزداد ايمانا وسقا وصلاح ويبحث عن معلقات الالفاظ المكررة في نظره فيزداد علما وفي هذا القدر كفاية للرد على سؤال من يسأل عن سبب وجود التكرار في كتاب الله جل في علاه ونبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى ان قصة موسى عليه السلام من اكثر القصص تكرارا في القرآن لاسباب منها مشابهة حال موسى بحال النبي صلى الله عليه وسلم من حيث كونهما رسولين وايضا من جهة التشريع فان اكثر التشريعات في الشريعة الاسلامية هي مقاربة للتشريعات في شريعة موسى عليه السلام قبل وجود تحريف الذي اوجده اليهودية والوجه الثالث كثرة ما في قصة موسى مع قومه من العظات والعبر وفي نظري القاصر وجه رابع وهو انه جل في علاه علم فقال اليهودي الى قيام الساعة فحسن ذكرهم وبيان حالهم حتى لا يغتر بهم احد لا في الحال ولا في المآذن انتقلوا الى مسألة اخرى من التساؤلات التي قد ترد في اذهان بعض المغرضين او في اذهان بعض مسلمين ممن ضعف علمهم وهو انهم يقولون ما الحكمة في وجود الاحرف السبعة في القرآن الكريم فنقول اولا لابد ان نعلم ان كل حرف منها من هذه الاحرف السبعة بمنزلة الاية مع الاية الاخرى فيجب الايمان بها فيجب الايمان بها كلها ولا يجوز تركها الا اذا ثبت نسخها او ثبت عدم وجودها في المصحف الامام فقولنا مالك يوم الدين او ملك يوم الدين كله منزل لحديث عمر وكعب وابي ابن كعب وعبدالله بن مسعود وغيرهم قال صلى الله عليه وسلم ان القرآن انزل على سبعة احرف وهنا لابد للمسلم ان يعتقد ان هذه الاحرف السبعة لا تتضمن تناقضا في المعنى بل هي متوافقة المعنى او متقاربة وقد يكون متنوعا وكلا المعنيين حق فهو من باب التنوع مثل قراءة بعضهم الاية والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى القراءة العشرية المتواترة وقراءة ابن مسعود الشاذة وهي من الاحرف السبعة المنسوخة لانها غير موافقة للرسم والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وخلق الذكر والانثى فليس هناك اي تناقض بين الاحرف السبعة والصحيح ان المراد بالاحرف السبعة اللهجات الصحيحة الفصيحة العربية التي كانت موجودة في زمن نزول الوحي واذن الله بقراءة القرآن بها سواء كان عليهم او عليهم او كان بيوت او بيوت او كان يوسف او يو شيف ونحو ذلك و هذا من فضل الله جل وعلا من جهة ان وسع على الامة في القراءة لا سيما ولهجاتهم وهم امة امية لم تكن مذللة لي ان نطقي بلهجة غير لهجتها وايضا وجود الاحرف السبعة في زمن النزول تم وجود الاحرف السبعة او بعض الاحرف السبعة في القراءات المروية الان دليل على اعجاز القرآن الاحرز السبعة وجودها ليست شبهة بل وجودها بينة وحجة ان القرآن من عند الله ذلك لان كلام الناس لا يقرأ الا على وجه واحد وربما على وجهين في اكثر واغلب الاحياء مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس على وجوههم الا حصائد السنتي او هل يكب الناس هل يكب الناس على وجوههم الا حصائد السنتهم او هل يكب الناس على وجوههم وهكذا في اشعار العرب وخطب العرب وكلام العجمي وغيرهم كله يروى على وجه واحد فان زاد فعلى وجهين وجود الاحرف السبعة دليل ان القرآن خارج عن اطر كلام البشر وانه كلام خالق البشر جل في علاه اذا تقرر هذا لابد ان ندرك ان الصحيح من اقوال اهل العلم ان القراءات العشرة او القراءات السبع او القراءات الشاذة وغيرها هي من الاحرف السبعة وليست هي الاحرف السبع فلا خلاف بين العلماء ان القراءات السبعة ليست هي الاحرف السبع التي نزل بها القرآن الكريم واذا كان الامر ان وجود الاحرف السبعة دليل على اعجاز القرآن المنزل فيقرؤه الهزلي ويقرأه التيمي يقرأه القرشي ويقرأه الانصاري الخزرجي والاوسي يقرأه غطفان اقرؤه جهينة ومزينة وغفار كلهم يقرأون القرآن وهم اناس اميون بلهجاتهم ومع ذلك نجد القرآن غير مختلف بل نجده مؤتلفا اذا تقرر هذا ننتقل الى تساؤلات اخرى وهي الحكمة في وجود القراءات اولا لابد ان نعلم ان القراءات السبعة او القراءات العشرة يعني مع الثلاثة المتممة للسبعة فيها بعض الاحرف السبعة فهي فهذه القراءات مشتملة على بعض الاحرف الشرع كاشتمال القرآن الموجود بين الدفتين على المنزل غير المنسوخ لفظا وتلاوة فالقراءات السبعة والعشرة هي متضمنة لبعض الاحرف السبع كتظمن القرآن تضمن المصحف بين الدفتين القرآن غير المنسوخ تلاوة ولم ينكر احد من العلماء قراءة القراء العشر وانما انكروا ما كان خارجا عن المصحف ولم يصح فيه السند والعجب ان القراءات الشاذة وهي التي فقدت احد الشروط الثلاثة لان علماء الاسلام علماء القراءة وضعوا للقراءة الصحيحة المقبولة ثلاثة الشروط موافقة رسم المصحف ثانيا اتصال السند ثالثا موافقة وجه من اوجه اللغة العربية فمتى ما وجدت هذه الشروط كانت القراءة صحيحة والا فشاذة ولما نقول موافقة رسم المصحف نعني المصحف الامام المصحف العثماني المصحف الذي اجمعه الصحابة على كتابته وهنا ننتبه ان من اعجاز القرآن حفظ هذه القراءات فالله حفظ هذه القراءات باسانيدها وباوجهها وبكيفية ادائها ومن الحكم العجيبة الباهرة الدالة على ان القرآن كلام الله ان هذه القراءات مهما كتبت فانها لا تتلقى الا من جهة السماع لانها متعلقة بكيفية الاداء والنطق ولابد ان يتبع فيه التلميذ شيخه وشيخه شيخه وهكذا حتى يصل السند الى الصحابة ثم الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل حينما امره الله بقوله لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنا النبي صلى الله عليه وسلم يتبع قراءة جبريل عليه السلام وجبريل عليه السلام سمع القرآن من الله تماعن فاداه كما سمع الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من معاني انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين فهو امين يؤدي كما سمع لا يزيد ولا ينقص فقوله في الاداء مسموع من الرب تبارك وتعالى والقرآن وان كان مكتوبا في اللوح المحفوظ فكتابته علم وسماعه اداء فالقراءات العشرة من يسأل عن الحكمة فيها نقول هي متظمنة للاحرف السبع وكونها محفوظة متواترة دليل على حجية القرآن فانه الكتاب الوحيد المنقول بالتواتر عن نبي من الانبياء مسلا التوراة الموجودة الان عند جميع الطوائف اليهود لا يمكنهم ان يقيموا اسنادا متواترا الى النبي نبي الله موسى عليه السلام ولا الانجيل الموجود عند الطوائف النصارى المختلفة لا يمكنهم ان يقيموا اسنادا واحدا متصلا الى عيسى عليه السلام فضلا عن زبور داوود او صحف ابراهيم فوجود القراءات من خصائص الايات البينات المتلوة المسموعة المقروءة في كتاب الله جل وعلا ايضا لابد ان ننتبه اذا كان القرآن الكريم في الاداء متواترا وفي الكتابة متواترا فانه في الحفظ متواتر وهو في المعنى متواتر ولهذا ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان القرآن من قول بالتواتر لفظا ومعنى لفظا وماله والقراءات الاصول توع ما تنوع صفة النقص بها كالممدود والهمزات والايميلات ونقل الحركات هذه تسمى الاصول والاظهار والادغام والاختلاس وترقيق اللامات والرعاة وتخفيفها ونحو ذلك هذه هي اصول القراءات العشر وما عداها ففرش ومعنى الفرج هو الكلمات التي يقل دورها وتكرارها من حروف القراءات المختلف فيها في القرآن الكريم ولم تضطرد اذا وجود الاحرف السبعة من باب قلبي الدليل على السائل الذي اراد ان يعترض على المسلمين في كتابهم فنقول وجود الاحرف السبعة دليل على الاعجاز ووجود القراءات العشرة ونقلها متواترا دليل على الاعجاز ايضا ثم ننتقل الى مسألة اخرى وهي مسألة وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم فقد زعم بعض الناس ان ان نسخى او وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن امر مشكله من حيث انهم يقولون ان الله جل وعلا علام الغيوب فلماذا يشرع شيئا ثم ينسخوا والجواب على هذا الاعتراض موجود في كتاب الله جل وعلا لان اول من اعترض بالنسخ او على النسخ هم آآ المنافقون واليهود لما نسخ الله استقبال القبلة من بيت المقدس وجعله الى الكعبة والله سبحانه وتعالى بين الحكمة في هذا النسخ وهذه الحكمة في هذا النسخ على وجه الخصوص يصح ان يكون يصح ان تكون حكمة في عموم النسخ والله سبحانه وتعالى قال وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلبون وعلى عقب اذا وجود الناسخ والمنسوخ من اعظم الحكم الابتلاء الا لنعلم من ينقلب على عقبه وايضا لابد ان ندرك ان الله سبحانه وتعالى عليم بما كان ما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وانما يأمر بحكم لمناسبة الحال ثم ينسخه اذا تغير الحال مثل قوله جل وعلا في نسخ مواجهة مع الكفار اياكم منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين الواحد في مقابل عشر ثم نسخ هذا الحكم قال جل وعلا الان خفف الله عنك وعلم ان فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة الصابرة يغلب مائتين والله سبحانه وتعالى بين الحكمة في النسخ باول سورة البقرة في قوله سبحانه ما ننسخ من اية او ننسها. نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير الجواب بلى علمنا ان الله على كل شيء قدير ومن ذلك قدرته على تغيير الاحكام الشرعية فهو قادر ان يأمرنا بخمس صلوات ثم قادر ان يأمرنا بعشر صلوات او بصلاتين ثم نقول لهذا المعترض على وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن نقول انك لا تعلم الحكمة من وجود الناسح والمنسوب وهي الابتلاء العلم بقدرة الله العلم بحكمة الله ويشرع الشيء لحكمة ثم ينسخه لحكمة ثم نقول لا سيما ان كان المعترض يهوديا او نصرانيا اليس انتم يا معاشر اليهود تزعمون ان شريعة موسى نسخت الشرائع السابقة فكيف تعترظون وتقولون لماذا يوجد الناسخ والمنسوخ في كتابك وهكذا نقول للنصارى كيف تعترظون على وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم وانتم تعتقدون ان في الانجيل ما هو ناسخ لما في التوراة قد اخبر الله جل وعلا عن عيسى عليه السلام انه قال ولاحل لكم وهو يحل لهم اشياء كانت حرام من عليه و لا ينكر الحكمة من الناسخ والمنسوخ الا من نسخت فطرته ولكن لابد ان ننتبه الى امر الاول ان الايات المنسوخة حكما في القرآن الكريم كما قال ابن ابن القيم رحمه الله لا تصل الى عشرة عشر ايات لا تصل الى عشر ايات و ايضا لابد ان ننتبه انه وان كنا نعتقد بوجود الناسخ والمنسوخ في القرآن فان وجود المنسوخ حكما فان وجود المنسوخ حكما في القرآن حكمته الابتلاء حكمته التعبد بتلاوة الاية فهو سبحانه يرفع ما يشاء ويبقي ما يشاء من شرعه حكما ومن كلامه المنزل قولا كما قال جل وعلا سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله اي لكن ما شاء الله ان تنساه تنساه فالله جل وعلا اوجد الناسخ والمنسوخ في القرآن فالمنسوخ الموجود في القرآن المنسوخ حكمه الباب موجود بقاء تلاوة اياته هذه لحكمة الابتلاء ولحكمة التعبد والتلاوة لكن لابد ان ننتبه معاشر المسلمين والمسلمة والمنصفين والمنصفات ان النسخ في دين الله جل وعلا غير وارد على الاصول الجامعة فلا يدخل النسخ في الاصول الجامعة كالامر بعبادة الله تعالى وبر الوالدين والصدق والعدل ولا يدخل النسخ في الاخبار المحضة ابدا سواء كانت ماضية او حادثة او مستقبله ولا يدخل النسخ في الوصول للجامعة لان العقيدة لا تختلف من زمن الى زمن انما الاختلاف في العبادات واوجهها لا يمكن ان يكون الصدق مذموما في شريعة مأمورا به في شريعة اخرى لا يمكن ان يكون العدل مذموما في شريعة مقبولا ممدوحا في شريعة اخرى. لان هذه اصول جامعة ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر فلا يدخل النسخ في باب الاعتقادات ولا في باب الاصول الجامعة في الاخلاق كما لا يدخل النسك بالاخبار فلا يمكن ان نجد في القرآن انه اخبر عن ادم انه فعل كذا ثم يخبر انه لم يفعل كذا هذا من حيث الاخبار الماضية كذلك لا يمكن النسخ في الاخبار المستقبلية فلا يمكن ان يأتي خبر فيقول سيحصل كذا وكذا يوم القيامة ثم ياتي خبر اخر ويقول لا يحصل كذا وكذا وعلم الناسخ والمنسوخ علم عظيم حتى قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله وهو الذي جلس ثلاثين سنة مع وجود الصحابة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ الناس القرآن وقد اخذه عن علي وعثمان عن عثمان وعلي وابي ابن كعب وابن مسعود وامثاله يقول انتهى علي رضي الله عنه الى قاص وهو يقص يعني واعظ فقال علمت الناسخ والمنسوخ؟ قال لا قال هلكت واهلكها اذا وجود المنسوخ في القرآن الكريم بحكم عظيمة ذكرها العلماء رحمهم الله تبارك وتعالى ونكتفي بهذا القدر اليوم ان شاء الله ونكمل بعض التساؤلات في الغد ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا واياكم الفهم عنه وعن نبيه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين