سورة البقرة سورة مدنية من ابرز مقاصدها اقامة الخلافة في الارض واعداد الامة لعمارتها بدهق طريق التقوى والعبودية الصحيحة لله. عقيدة وشريعة وسلوكا. فقد بينت السورة الكثير من اصول العقيدة وادلة التوحيد وبراهين البعث. مع عرض جوانب من التشريع الاسلامي. في العبادات والمعاملات المالية مرورا بالاحوال الشخصية والحدود والقصاص وقوانين السلم والحرب وغيرها لذلك وسبابها مراتب الاحسان وبحكمة نحيا بها قلوبنا لا تهجروا القرآن يا احباب امين. فهو الشفيع لنا بيوم حسابي. وهو المعلم يا اولي الالباب. هي بنا نحيا به هيا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم استجيب واعتصم بالله ربي من شر الشيطان الرجيم. ان يضرني في ديني او دنياي. وباسم الله تعالى ابدأ قراءة سورة البقرة. مستعينا به تعالى متبركا بذكر اسمه. المتصف بالرحمة العامة لجميع المخلوقين وبالرحمة الخاصة بعباده المؤمنين. بدأت سورة البقرة استفتاح عجيب لاول سورة من القرآن الكريم بعد الفاتحة. الف لام ميم اعلان للتحدي. وبداية حيرت الافهام وزلزلت العقول. الف لا ميم حروف هجائية جاءت لبيان اعجاز القرآن. والاشارة الى التحدي بالقرآن فقد عجز العرب قاطبة عن الاتيان بمثل هذا القرآن. بعد ان تحداهم قرآن على ان يأتوا بمثله. فكأنه يقول لكم كيف تعجزون عن الاتيان بمثل هذا مع انه كلام عربي مكون من حروف هجائية ينطق بها كل امي تعلم ومع هذا فقد عجزتم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ذلك القرآن لا شك فيه انه كلام الله. خصوصا وقد تحدى الله به العرب وهم اهل اللغة اللسان واهل الفصاحة والبيان. ومع ذلك فقد عجزوا. ثم وصف الله تعالى القرآن بوصف اخر بانه مصدر هداية وارشاد. لمن لاهل التقوى يهديهم القرآن الى الصراط المستقيم. يا اهل القرآن ان نصوص القرآن الكريم لتسكب في قلب المؤمن من الاناث. وتفتح له من ابواب العلم والمعرفة. وتفيض عليه من الروح والمشاعر ومن ثم يجد القلب فيه الهدى والرشاد. فالهدى ثمرة التقوى هذا وقد قسمت سورة البقرة الناس الى ثلاثة اصناف. المؤمنون والكافرون والمنافقون كون وبدأت بذكر صفات المؤمنين المتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ذكر الله تعالى صفات المتقين. الذين ينتفعون بالقرآن وهديه. فمن صفاتهم انهم يؤمنون بالامور الغيبية التي اخبر الله تعالى بها ولا يقفون عند الماديات والمحسوسات كالبهائم فالبهائم وحدها هي التي تحصر ادراكها في الحواس فقط. على عكس الانسان الذي وهبه الله تعالى حسا وعقلا في الحواس ليست نهاية الطريق وانما الحواس هي نوافذ العقل لتصله بالعالم الخارجي. فيطل العقل من خلال الحواس الحياة وعندما تدخل مدركات الحواس الى العقل يقوم العقل بدوره في التفكير والتمييز. والفحص والربط والتحريم والاستنتاج ويقيس الغائب على الشاهد والنظير على النظير والفرع على الاصل الى غير ذلك من مهمات العقل ثم يصل العقل الى نتيجة ان الوجود اكبر واشمل من ذلك الحيز الصغير المحصور في ادراك الحواس فيؤمن بالغيب وبما وراء المادة. وهؤلاء الذين يؤمنون بالغيب يسهل عليهم فهم القرآن والانتفاع بالقرآن. ولذلك مدح الله المتقين بانهم يؤمنون بالغيب ومن صفات المتقين اقامة الصلاة باركانها وشروطها وادابها. وهي مظهر لطاعة الرحمن واساس لبناء الفرد. ومن صفات المتقين انفاق المال في سبيل لله وهو مظهر للرحمة بالانسان واساس لبناء المجتمع والذين يؤمنون بما انزل من من قبلك وبالاخرة هم يوقنون ومن صفات المتقين انهم يؤمنون بالوحي الذي انزل على محمد عليه الصلاة والسلام. وبالوحي الذي انزل على الانبياء السابقين بدون تفريق. كما انهم يؤمنون بالاخرة ايمانا جازما لا شبهة فيه ولا شك اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون فمن جمع هذه الصفات رزقه الله تعالى طريق الهداية. وجعله من الفائزين في الدارين ولما بين الله تعالى في الايات السابقة صفات المؤمنين المتقين الذين صلح ظاهرهم وباطنهم ذكر بعد ذلك صفات الكافرين الذين فسد ظاهرهم وفسد باطنهم ان الذين كفروا سواء عليهم انذر تنذرهم لا يؤمنون ان الذين كفروا بالله عنادا وكذبوا بالقرآن جحودا كبجهل وابي لهب ونحوهما هل هؤلاء الكفار مستمرون على ضلالهم وعنادهم. فانذارك لهم وعدم سواء. لا ينتفعون به فلا تأسى عليهم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة اه ولهم عذاب اعراض الكفار يعني الحق ليس بسبب تقصيري في دعوتهم وانما العيب فيهم. فقلوبهم واسماعهم مختومة. لا يدخلها نور ولا يشرق فيها ايمان وابصارهم عليها غطاء فلا يبصرون هدى ولا يفقهون علما مع وضوح الحق وبروز الحجة. هؤلاء لهم في الاخرة عذاب شديد. ولما الله تعالى صفات الكافرين الذين فسد ظاهرهم وباطنهم بين بعد ذلك صفات المنافقين الذين فسد باطنهم وصلح ظاهرهم فيما يبدوا للناس ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم اخر وما هم بمؤمنين الصنف الثالث من الناس هم المنافقون. وهؤلاء اشد خطرا على الاسلام من الكفار الخالصين اكثر خبثا واوسع اجراما. هم قوم يثيرون الفتن. ويضعفون الصف المسلم يخدمون العدو. ولذلك نجد ان الله تعالى تكلم عن المؤمنين في اربع ايات. وتكلم عن الكفار في ايتين اما المنافقين فتكلم الله عنهم في ثلاث عشرة اية لان المنافقين في كل زمان ودولة هم الخطر الداهم على المجتمعات فاضرارهم بالغة ومخادعاتهم هادمة وكثير ما لاقى النبي عليه الصلاة والسلام من النفاق والمنافقين تبدأ الايات في كشف حقيقة المنافقين. فهم قوم يظهرون الايمان بالله والايمان باليوم الاخر قولا باللسان فقط الا ان قلوبهم مليئة بالكفر والضلال. فيرد الله تعالى عليهم دعواهم انهم ليسوا بمؤمنين وان تظاهروا بذلك يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. اسلوب المنافقين هو اسلوب المخادع وهم يعتقدون بجهلهم انهم بتصرفاتهم يخدعون الله. ويظنون ان حقيقتهم تخفى على المؤمن وما علموا ان الله تعالى لا يخدع. وان المؤمن ليس باحمق. يظنون انفسهم اذكياء وان خداعهم ينطلي على اهل الايمان. وهم في الحقيقة حمقى. لا يخدعون الا انفسهم بوم ولا يحسون بذلك بتكامل حماقتهم في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون سبب وقوع هؤلاء في النفاق ان قلوبهم مريضة. قد ملئت شكا وغيظا وحسدا حتى اصابهم العمى لا يدركون ابسط الاشياء. فالمنافقون اناس لان النفاق ينشأ عن جبن ولؤم وخبث. فزادهم الله شكا الى شكهم ومرضا الى مرضهم. هذا في الدنيا. اما في الاخرة فلهم عذاب شديد قل لي بسبب كذبهم في ادعاء الايمان. ثم شرع الله تعالى في بيان صفات المنافقين قبيحة واحوالهم الشنيعة واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن اصلحوا من صفات المنافقين ان المؤمنين اذا ناصحوهم وقالوا لهم لا تسعوا في الارض فسادا ولا صدا سبيل الله تعالى كان جواب المنافقين ليس الامر كما زعمتم فليس شأننا الافساد ابدا انما نحن اناس مصلحون نسعى للخير والصلاح لاحظوا كيف انقلبت لديهم الموازين والحقائق. فتصوروا الفساد بصورة الصلاح ويتبجحون بانهم مصلحون وذلك لما فيه قلوبهم من المرض وما اكثر هؤلاء في كل زمان يصدق عليهم قول الله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا. ولذلك رد الله تعالى عليهم ابلغ رد الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون مم الا فانتبهوا ايها الناس. ان المنافقين هم اهل الفساد والافساد حقا لا غير ولكن هؤلاء المنافقين لا يدركون ولا يحسون لانطماس نور الايمان في قلوبهم واذا قيل لهم امنوا كما امنن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفاء ولكن لا يعلمون ومع خبث المنافقين الا ان المؤمنين كانوا حريصين على هدايتهم. فاذا قالوا لهم امنوا ايمانا صادقا لا يشوبه نفاق ولا رياء. كما امن اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام. اخذ المنافقون يتطاولون على اهل الفضل والسبق. وقالوا انؤمن كايمان هؤلاء الضعفاء والفقراء والجهلة امثال صهيب وعمار وبلال ناقصي العقل ضعيف الرأي محدودي التفكير وهؤلاء المنافقون انما سفهوا اهل الايمان لتحقير شأنهم لان اكثر المؤمنين كانوا فقراء مستضعفين وجهلوا ان ناقص العقل وضعيف الرأي هو من يرى طريق النور امامه فلا يسلكه فكان جواب القرآن عليهم الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. فالمنافقون هم السفهاء حقا وحصرا ولكن لا يعلمون بحالهم وهذا من الجهل المركب. سفيه جاهل ويجهل انه سفير جاهل وهذا ابلغ في العمى وابعد عن الهدى الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما انحن مستهزئون. ومن صفات المنافقين انهم اذا رأوا المؤمنين وصادفوهم اظهروا لهم الايمان والموالاة والمحبة نفاقا ومصانعة. لكن المنافقين اذا انفردوا فرجعوا الى رؤسائهم واصحابهم من شياطين الانس وسادة الشر وشيوخ الفساد قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. اي نحن على دينكم وطريقتكم ولكننا نظهر الايمان للمسلمين سخرية بهم واستهزاء وهذا اسلوب في غاية الخسة والدناءة والانحطاط يعجز صاحب العقل الصحيح والفطرة السليمة ان يفهمه. كيف يتبنى المرء رأيا ويكتم هذا الرأي ثم يظهر خلافه ويجبن عن مواجهة من يختلف معه. ويتظاهر بالموافقة عند لقائه ثم يتخذ من هذا الستار وسيلة للاذى والكيد والمكر. الا قبح الله النفاق قبح الله اهله فانظر كيف كان رد القرآن عليهم الله يستهزأ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون الا ما ابأس من يستهزئ به الله. الا ما اشقى من يستهزئ به جبار السماوات والارض. وما الطف ان يدافع الله تعالى عن اهله الايمان فيستهزئ الله بالمنافقين في مقابل استهزاء المنافقين بالمؤمنين. جزاء لهم من جنس عملهم ومن استهزاء الله تعالى بالمنافقين انه يزيدهم في فجورهم ويملي لهم ويمهلهم ليتمادوا اكثر في ضلالهم. فيبقوا حائرين متخبطين. ثم يأخذهم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين الذين يرون الحق امامهم ويرون النور بين ايديهم. ويرون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم باعينهم ويسمعون القرآن غضا طريا. ثم يعرضون. ماذا يستحقون من وصف قوم استبدلوا الكفر بالايمان. والفانية بالباقي. والدنيا بالجنة. اليسوا تجارا حمقى؟ اشتروا الضلالة وباعوا الهدى طفقاتهم كاسدة وتجارتهم خاسرة لخسارتهم الايمان بالله تعالى. وما كانوا الى الحق ابدا. ويا لها من حسرات يوم القيامة. هذه الاطالة على حال المنافقين وكشف صفاتهم وفضح طبيعتهم توحي مدى ضخامة الدور الذي يقوم به منافقون في كل زمان وفي كل مكان. ومدى حاجة المصلحين الى كشف الاعيبهم وخداعهم الى المجتمع المسلم. وقال الله تعالى شرهم في اياته ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته ان ارى به اراحنا تسمو بنا خلاصت التفسير للقرآن. قصص به تعطي لنا اسم العين تحكي لنا انباء فيها عن قصة للكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن بخلاصة التفسير للقرآن