الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اسره الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس في تعليقنا على كتاب رسالتي اصول السنة لامام اهل السنة المبجل ابي عبدالله احمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى كنا قد وقفنا على العنصر الخامس قوله والسنة عندنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الجملة تفسر على ثلاثة معاني. المعنى الاول ان السنة اذا اطلقت فالمقصود ما اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو قوله عليه الصلاة والسلام وفعله عليه الصلاة والسلام وتقريراته عليه الصلاة والسلام. الامر الثاني ان المقصود ها هنا بقوله والسنة عندنا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الطريقة المتبعة التي ينبغي علينا اتباعه هي ان نقدم اثار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على وعقولنا واذواقنا واوجادنا وعاداتنا وتقاليدنا انا الثالث السنة عندنا هنا تفسر السنة بمعنى الاعتقاد. اي الاعتقاد عندنا مأخوذ من اسار رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعتقد الاعتقاد الصحيح وفق اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الكلام كلام سمين من امام عالم عارف باقاويل الناس يقول السنة عندنا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى هذا انه ما لم يكن عقيدة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. مشارا اليه في اثاره فلا يكون من الاعتقاد بعد ذلك لان الاعتقاد قد كمل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد اذا ان يكون هذا المعتقد موجودا في اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا ايها الاخوة يجعلنا ندرك ان المعتقد من علامات صحته ومن علامات ظبطه ومن علامات اتقانه وكماله انه مما اعتقده النبي صلى الله عليه وسلم. ومما كان موجودا في النبي صلى الله عليه وسلم مشارا اليه. واما ما احدثه المحدثون وما اتى به المحدثون فليس هذا من الاعتقاد في شيء. ومتى ما زادت مسائل الاعتقاد بناء على اراء الناس واقوالهم فحينئذ ندرك ان هذا من المحدثات ثم قال رحمه الله في العنصر السادس والسنة تفسر القرآن. السنة هنا تفسر قولا واحدا بمعنى احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. القولية والفعلية تقريرية هذه السنة تفسر القرآن اي توضحه وتجليه فالسنة لها وظيفة مع القرآن. ما هي؟ بينها الله عز وجل بقوله وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. اذا وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هو لينوا المنزل. فان قال قائل فان القرآن فيه تبيانا تبيان لكل شيء. فما الذي يبينه النبي صلى الله عليه وسلم يبين النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن ما اشكل ومن القرآن ما فكان مجمله ومن القرآن ما كان مقدما او مؤخرا. السنة هي التي توضح القرآن وتجليه. وذلك لان القرآن كلام الله عز وجل. والربنا تبارك وتعالى امرنا باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم حتى قال وان تطيعوه تهتدوا فعلمنا ان في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم الاهتداء فاذا بين النبي صلى الله عليه وسلم فانه انما يفسر القرآن. فلما قال جل وعلا واقيموا الصلاة لا نعلم كيف نقيم الصلاة. هل نقدم الركوع او السجود او القيام. لا نعلم ما الذي نقوله في قيامنا وما الذي نقوله في ركوعنا؟ وما الذي نقوله وفي سجودنا ومن الذي نقوله في تشهدنا حتى ننظر الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا الصيام والزكاة والحج والوظوء وغير ذلك من الاحكام الشرعية فان النبي صلى الله عليه وسلم فسرها وبينها اما بقوله كقوله عليه الصلاة والسلام خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا. واما بفعله عليه الصلاة والسلام لما صلى قال صلوا كما رأيتموني اصلي. ولما حج قال لتأخذوا عني من سكاكه ولما توظأ قال من توظأ نحو وظوئي هذا اذا النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وبتقريره يبين معاني القرآن عليه الصلاة والسلام وهذا هو السبب في ان السنة اضعاف اضعاف ايات القرآن قرآن دستور المسلمين وهو كلام رب العالمين والسنة شارحة لهذا الدستور ومبينة لهذا القانون الالهي المنزل ولهذه الايات البينات والبراهين الدالة على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. اذا كانت السنة فسروا القرآن فليس لاحد ان يفسر القرآن رأيه وليس لاحد ان يفسر القرآن انا بعقله وذوقه ووجده. لان العقول تتفاوت والاذواق عارظ وان السنة فهي عاصمة عن الاختلافات والسنة وحي من الله اي عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم. السنة تفسر القرآن. ومتى ما رأيت انسان يفسر القرآن بالسنة فاعلم انه على سبيل وسنة. ومتى ما رأيت انسان يفسر القرآن مخالفا للسنة فاعلم انه صاحب هوى وصاحب وبدعة وضلالة وغواية. قال رحمه الله في العنصر السابع وهي دلائل القرآن يعني ان السنة تدلنا على القرآن. فالقرآن فيه اكثر من ثلاثين اية بوجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. ووجوب الاخذ بهديه عليه الصلاة والسلام من يطع الرسول فقد اطاع الله. واطيعوا الله واطيعوا الرسول. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ففيما شجر بينهم. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه يبين ويجني ويوضح دلائل القرآن الكريم. فهي دلائل القرآن دلائل القرآن نوع الاظافة اظافة التخصيص دلائل للقرآن. دلائل القرآن. ايضا القرآن الكريم قد يكون دليله مجملا. وتأتي السنة وتبين مدلول هذا الدليل. اذا السنة دلائل القرآن. وكما ان القرآن يوصل الى الله عز وجل فان السنة هي شارحة لهذا طريق الموصل الى الله عز وجل. ومن رام فهم هذه الدلائل بدون هذه السنة فانه سيخطئ. ونحن نعلم علم اليقين ان لكل شيء ان لكل كاين بيانا وتوضيحا. فمن رام بيان وتوضيح الشيء بغيره ظل ومن رام توضيح القرآن بالسنة اهتدى. ثم قال رحمه الله وليس في السنة قيام ولا تضرب لها الامثال ولا تدرك بالعقول ولا الاهواء. اذا هذا العنصر انه ليس في السنة قياس. ما معنى ليس في السنة قياس نفهم هذه العبارة بما يأتي اولا ان الحديث لا يمكن اثباته بالقياس لان طريق اثبات السنة هي الطريقة التي اتبعها علماء الحديث وعلماء الجرح والتأديب في قولهم حدثنا واخبرنا وعن وان وشروط الرواية اذا بل ليس في السنة قياس اي لا يمكن اثبات السنة والاحاديث القولية والفعلية والتقريرية بالقياس وعلى هذا فمن يأتي ويقول هذا الحديث لا نقبله لانه مخالف لعقلي. وهذا القول نقبله وننسبه الى رسول الله لان عقلي يقول ذلك هذا كلام باطل. المعنى الثاني وليس في السنة قياس اي وليس في الاعتقاد قياس. فلا يجوز للانسان ان يستخدم القياس في ابواب الاعتقاد. لماذا ايها الاخوة؟ لان ابواب الاعتقاد ابواب غيبية والغيب لا يدرك بالقياس. ولا يرام بالقياس ومن رام الغيب بالقياس اخطأ. فالمسلم يقول امنت بالله وملائكتي وكتبي ورسلي واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذه الابواب الستة كلها ابواب لابد لمن اراد اصابة الحق فيها ان يتبع الاثار ان يتبع الخبر. لماذا؟ لان السنة لا تثبت بالقياس الاعتقاد لا يمكن اثباته بالقياس. فكل صاحب فكل صاحب ملة ونحلة انه قياس فقياس من نقدم؟ اذا كيف نثبت الاعتقاد بالخبر الصادق ولهذا اجمع علماء المسلمين ان ابواب الاعتقاد ادلته بلاش الكتاب والسنة والاجماع. واتفق علماء الملة وفقهاء الامة ان ادلة الاحكام اربعة. القرآن والسنة الا والاجماع والقياس عليهما. اذا هناك تفريق في في اثبات مسائل الاعتقاد وفي اثبات مسائل الاحكام. ذلك لان الاحكام اكثرها معقولة المعنى فيمكن القياس فيها. واما الاعتقادات فهي غيبية وحينئذ لا يمكن القياس على الغيب. فمثلا لا يمكن لانسان ان يثبت لنا بقياسه العقلي ما الذي يوجد في السماء الثانية ما لم يأته الخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في السماء الثانية عيسى ورأى في السماء الثالثة فلان ورأى في السماء الرابعة فلان. اذا في السنة قياس اي ليس في مسائل الاعتقاد قياس. وايضا من معاني هذه العبارة العظيمة الشاملة وليس في السنة قياس اي لا يجوز ان نعارض سنة ان نعارض الاعتقاد بقياساتنا العقلية لان الاعتقاد كما ذكرت انما يصح بقول الله وقول الرسول ولهذا لما قاس ابليس ظل في باب الاعتقاد. لما قال انا خير خلقتني من نار وخلقته من طين ولم يسمعني الخبر وهو قوله جل وعلا فاذا سويته ونفخت فيه بالروح فقعوا له ساجدين. وكذلك فرعون لما قاس ظل فلو انه لما رأى البراهين من موسى عليه السلام امن كان خيرا له لكنه وتجبر وقاس بعقله وقال ام انا ام بمعنى بل ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين اذا ليس في السنة قياس. ولا تضرب لها الامثال. اي لا يجوز ان الامسال في مسائل الاعتقاد. ونقول مثل كذا مثل كذا ومثل كذا مثل كذا. مثل قول بعض اهل البدع لا نثبت لله عز وجل العلم. قلنا لماذا؟ قالوا فاذا اثبتنا العلم لزم ان يكون مثل علم فلان. فهذا من الامثال التي ضربوها لاجل انكار الاعتقاد ولا تضرب لها الامثال فلا يجوز ظرب الامثال في ابواب الاعتقاد. لا سيما وقد قال ربنا جل في علاه فلا تضربوا لله الامثال. والله يعلم وانتم لا تعلمون فلا تضربوا لله الامثال. فان قال قائل لكن الله جل وعلا ضرب الامسال في القرآن. نقول هذه الامثال القرآنية هي امثال رقيصة عقلية ولا بأس باثبات مسائل الاعتقاد بالاقيسة العقلية النقلية لا بأس باثبات مسائل الاعتقاد بالاقليسة العقلية النقلية. فمثلا قوله جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال. قال العلماء اي لا يجوز ان يضرب لله عز وجل المثل الشمول الكلي ولا المثل الذي اهل المنطق قياس التمثيل. اذا الله جل وعلا لا يضرب له القياس الشمولي ولا القياس التمثيلي. اما قوله جل وعلا وله المثل الاعلى. وقوله ولله المثل الاعلى فهذا بيان لما يجوز ضربه من الامثال لله عز وجل وهو قياس الاولى اه وقياس الاولى من الادلة العقلية النقلية في ابواب الاعتقاد اذا لا تضرب لها الامثال اي في رد هذه السنن وهذه الاعتقادات الثابتة ولا تضرب لها الامثال التي نهى الله عز وجل عنها ولا تضرب لها الاقيسة والاراء حتى تترك السنن والاثار ولا تدرك بالعقول ولا الاهواء. ان قال قائل اليس الدين قد جاء بالمعقول؟ اوليس الله عز وجل يقول لعلكم تعقلون. ولعلكم فكرون نقول نعم جاء الدين بالمعقول وامرنا الله ان نتعقل وان نتفكر لكن في ماذا هل امرنا الله ان نتعقل في اياته المنزلة واياته الافاقية والنفسية والارضية؟ الجواب نعم. ولم يأمرنا ان نتعقل وان نتفكر بعقولنا في غير الايات المنزلة وان نجعل عقولنا مصادمة للايات المنزلة. اذا الله سبحانه وتعالى امرنا بان نتعقل اياته وان نتفكر في اياته ولم يأمرنا ان نجعل العقل الة ودليلا مستقلا مصادما للكتاب والسنة. لان مسائل الاعتقاد لا تدرك بالعقول ومن هنا نقول ان علماء اهل السنة والجماعة مجمعون ان الشريعة في ابواب الاعتقاد وفي ابواب الاحكام ليس فيها ما هو مخالف للعقول السليمة ولكن فيها من المسائل ما تحاروا فيها العقول الصحيحة السليمة. فمثلا الامر بالوضوء لا يمكن ان ينكره اصحاب العقول السليمة. لكن العقول تحار ماذا نمسح الاذنين ولا نمسح الرقبة؟ لماذا نغسل اليد الى المرفقين مع ان الذراع والساعد في اغلب الاحيان يكون مغطى فهنا العقول تحار ولكن ليس فيها ما يخالف العقول. وهكذا في ابواب الاعتقاد. فاذا ان ان جبريل عليه السلام له ستمئة جناح. فالعقل لا يحيل هذا المعنى. لكنه يحار في كيفية تركيب به الاجنحة. اذا مسائل الاعتقاد لا تدرك بالعقول. لا يمكن للعقل ان يدرك اي الملائكة هم الموكلون بقبض الارواح؟ هذا باب غيبي خبري لا يمكن الوصول اليه الا بقال الله قال الرسول. لا تدرك بالعقول لا يمكن ان ندرك بالعقل اي الكتب انزلها الله هل كتب الزرادشتية؟ او الكتب الهندوسية او التوراة والانجيل؟ حتى يأتيني الخبر وجاءنا الخبر ان الانجيل منزل على عيسى. فقلنا انه منزل في الاصل قبل ان يحرف ولم يأتنا الا كتب الزرادشتية والهندوسية منزلة اذا لا نقول انها منزلة وهكذا ابواب الايمان كلها لا تدرك بالعقول. ولا الاهواء. فان قال فان نخوض في هذه المسائل بعقولنا فنقول لهم ان كنتم ابيتم الا مطيا الا ركوب العقول مطية فان والله لا نسلم عقولنا الى عقولكم ولكنا نسلم عقولنا الى عقول علماء الحديث. وعلماء السنة فهم احسن الناس عقلا واحسن الناس رأيا هذا على سبيل التنزه. قال ولا الاهواء الاهواء جمع هوى. والهوى ميل النفس الى ما هو موافق قل للطبعها ميل النفس الى ما يوافق طبعها. ولذلك سمي اهواء النفس هوى لان النفس تميل مع هذه الاهواء حيث مالت. وقد قال جل وعلا مبينا ظلال اهل الاهواء ان يتبعون الا الظن. وقال جل وعلا اهواءهم يتبعون اهواءهم. اذا لا ولا الاهواء والاهواء كثيرة. فهناك كاهواء اهل البدع من المرجئة والجهمية والمعتزلة والرافضة والباطنية وغيرهم من الخوارج التكفيريين ونحوهم. قال الامام رحمه الله يعني هذه الجملة العظيمة ان السنة ليس في السنة قياس سنة بالاتباع الاهواء تقول لابد من الخروج على الحاكم. السنة تقول لابد من السمع والطاعة للحاكم. الاهوى تقول نحن يريد المال ونريد الجاه ونريد المناصب. السنة تقول عليكم بالصبر. وان وجدتم اثرة. اذا مسائل الاعتقاد لا تدرك بالاهواء. وانما هو الاتباع وترك الهوى وانما هو اي الاعتقاد الصحيح. الاتباع. والاتباع مأخوذ من تبع الرجل الرجل اي اذا صار على اثره واثره. الاتباع من اتبع الرجل الرجل اذا صار على اثره واثره. وقد امرنا الله بالاتباع في ايات كثيرة. مثل قول تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء اي محبوبات يهواها الناس. وانما هو الاتباع. اذا اعتقاد الصحيح هو الاتباع. ماذا قال الله؟ ماذا قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم ماذا قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم هذا هو الاتباع. اما يأتي انسان فيفهم من القرآن بعقله. واخر يفهم من القرآن بهواه فهذا يقول معنى ملك الموت يقول جسم كثيف من اين اتيت بهذا؟ من عقله. واخر يقول ملك الموت الفلك التاسع. من اين اتيت بهذا؟ من عقله ورب العزة والجلال يقول قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان ملك الموت يقبض الارواح وانه ملك كريم. عند الله عز وجل قال رحمه الله ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة ولم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من اهلها الايمان بالقدر. هنا يأتي سؤال كيف صاحب السنة من صاحب البدعة. اولا صاحب السنة هو من وافق على هذه الاصول السابقة وهي ان اصول الاعتقاد التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم ترك البدع وان كل بدعة ضلالة وترك الخصومات في الدين وان الاعتقاد عندنا هو اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان السنة تفسر القرآن. وانه ليس في الاعتقاد قياس اذا السني هو الذي يوافقنا على هذا المنهج في الاعتقاد. ثم في المسائل يوافقنا في اصول المسائل ولا يترك منها خصلة. لان من ترك خصلة من اصول هذه المسائل خرج من السنة اللازمة واللازم هنا اي المقررة التي يلزم السنية بل ويلزم كل عبد ان يلتزمها اذا لم يلتزمها انسان فانه يخرج من دائرة السنة اما الى دائرة البدعة واما الى دائرة الكفر بحسب الاصل الذي تركه من السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة ولم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من اهلها اذا مسائل الاعتقاد فردا فردا مسألة مسألة من ترك منها خصلة من ترك منها خصلة ولم يقبلها ولم يؤمن بها خرج من السنة. مثال ذلك ان يقول الرجل لا بالقدر يقول لا اؤمن بالملائكة. يقول لا اؤمن بالسمع والطاعة لولاة امر المسلمين. اذا من ترك خصلة من مسائل الاعتقاد فانه يخرج من السنة الى البدعة او من السنة الى الكفر عياذا بالله تعالى بحسب ما ترك ثم عدد الامام رحمه الله هذه المسائل فاول هذه المسائل التي اوردها الايمان القدر خيره وشره. وانما قدم الايمان بالقدر لان النزاع فيه في زمانه فلم يكن اهل البدع في زمانه ينازعون في مسألة التوحيد. لا اله الا الله. ولا في مسألة العبادة وانها مختصة لله عز وجل. ولا في مسألة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وانه المتبوع المطاع بكل حال. على الاطلاق. ولم يكن النزاع في الصلاة. ولا في الزكاة ولا في الصوم ولا في في الحج ولم يكن النزاع ايضا في الايمان بالملائكة. ولا في الايمان بالرسل اذا ماذا كان النزاعين؟ كانوا نزاع اكثر ما كان في ثلاثة ابواب. نحفظه لان غالب ابواب الكتاب حول هذه المسائل الثلاث. الاول فيما يتعلق باسماء ما هي وصفاته؟ والثاني فيما يتعلق بالايمان باليوم الاخر. مثل الشفاعة وعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين. ومسائل من البعث. والثالث في مسائل والسائل والثالث في مسائل القدر. هذه ثلاثة مسائل من مسائل اركان الايمان الخصومات فيها والمنازعات فيها والاهواء والبدع ظاهرة فيها بخلاف توحيد الالوهية او توحيد الربوبية او الايمان الكتب او الايمان بالرسل او الايمان بالملائكة فان هذا لم يكن النزاع فيه فاشيا ولا ظاهرا. وهناك مسائل اخرى قد ظهر فيها الخلاف مثل من المسائل المنهجية وهي من اصول الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة مثل منهجية الاستدلال من اين نأخذ اعتقادنا؟ مثل منهجية السمع والطاعة نسمع ونطيع في المسائل العلمية منه في المسائل العملية الاحكام الدنيوية لمن؟ اذا اورد الامام الايمان بالقدر وهو الركن السادس من اركان الاسلام اولا لان اكثر نزاع الناس فيه. حتى قال ابو العباس ابن تيمية ان اول مسائل العلمية ظهورا وتنازعا في الامة هي مسألة القدر. وقد جاء التنصيص عليه في اول حديث في صحيح مسلم من حديث يحيى ابن يعمر. وانه قد ظهر في البصرة اناس يدعون لان لا قدر وان الامر انف. ولهذا قال الامام الايمان بالقدر خيره وشره وهذا الايمان بالقدر خيره وشره لا يتم الا باربعة مراتب المرتبة الاولى نفصلها هنا ثم اذا جاء بعد لا يحتاج الى التفصيل. المرتبة الاولى الايمان بان الله علم الخير والشر. قبل ان يخلق اهل الخير واهل الشر المرتبة الثانية الايمان بان الله عز وجل كتب ما يفعله اهل الخير قبل ان يوجدهم وكتب ما يفعله اهل الشر قبل ان يجيدهم. وهذا مكتوب في اللوح المحفوظ. المرتبة الثالثة الايمان بان الله عز وجل شاء واراد كونا ان يكون هذا الخير وهذا الشر. ولو اراد منع هذا الشر لقدر على ذلك فلو اراد جبر العباد على الخير كلهم لقدر على ذلك. المرتبة الرابعة ان الله عز وجل هو الذي خلق اهل الشر وافعالهم وخلق اهل الخير وافعالهم اذا مراتب القدر اربعة. العلم السابق الازلي والكتابة سابقة ومشيئة الله النافذة خلقه جل وعلا لكل ما هو كائن في الموجودات. الايمان بالقدر خيره وشره. قال والتصديق بالاحاديث فيه اي نصدق بالاحاديث الواردة في قضاء الله وقدره. وقد قال عز وجل في ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال جل وعلا في القرآن ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأه اي من قبل ان نوجدها ونخلقها. فهو مكتوب وانما قال الشيخ والتصديق بالاحاديث فيه للدلالة على ان اهل البدع يأولون ايات ثم اذا قيل لهم هذه الاحاديث صاروا ينكرونها. اذا لا بد للسني ان يصدق بالاحاديث في الايمان بالقدر خيره وشأنه. من جملة هذه الاحاديث مثلا حديث عبدالله ابن عمر عمر قال ما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره الايمان بها اي بهذه الاحاديث. لا يقال لم ولا كيف انما هو التصديق والايمان يعني لابد ان ننتبه يا طلاب العلم ويا طالبات العلم ان ابواب الايمان ابواب توقيفية اذعانية. فمعنى الايمان الاقرار الاهمال الاقرار والاذعان. وهو هذا في اللغة الايمان الاقرار والاذعان المتضمن للتصديق واما في اصطلاح الشرع فالايمان هو الاقرار بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح. الاقرار بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا الايمان لا يستقيم ولا يصح الا اذا ترك العبد لما؟ لماذا؟ لان لما اعتراظ على الله عز وجل هل الألعاب تعترض على الله يعني نضرب مثال الإنسان صنع ماذا الانسان صنع السيارة. هل السيارة ستعترض على الانسان ليس له ذلك طيب اذا صنع الة تتكلم مثل الكمبيوتر فليس لهذه الالة التي تتكلم ان تعترض على الصانع. اذا الله جل في علاه لا يجوز ان يسأل عما يفعل. ولهذا قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فلا يقال له لم؟ لماذا اخترت محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبي؟ اذا لا بد في باب الايمان من ترك لما ولماذا؟ لماذا؟ لان الايمان مبناه على الاذعان والاقرار. وهذا هو العبودية لذلك نرى عساكر السلطان واقفون عند رأس السلطان ينفذون اوامره ولا يقولون لما ولا لما فكيف لنا نحن العبيد ان نعترض على افعال الرب عز وجل او على شرعه او على قدره فنقول لم؟ او كيف؟ كما يقوله من يقوله من اهل البدع يقول كيف والثاني ان نخوض في هذه الابواب على طريقة اهل البدع بالعقول والاراء والاهواء الثالثة فان الكلام في القدر والرؤيا والقرآن وغيرها من السنن المكروهة ومنهين عنه لوجود الاثار عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ كتب ذلك علي وشاءه واوجده ثم يعذبني. نقول هذه السؤال بكيف هو من ابليس ولهذا قال المشركون لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا وهذا من كذبهم ودجلهم هل الله جبرهم؟ فاراد الله ان يجبرهم لجبرهم على الايمان. كما قال عز وجل ان نشأ ننزل عليهم من السماء في اية فظلت اعناقهم لها خاضعين. اذا لا بد في باب الايمان من ترك لما وكيف. لما في باب الاعتراظ على افعال الرب عز وجل وتشريعاته وكيف في باب صفات الله عز وغيبياتي. انما هو التصديق والايمان بها. اذا لا نخوض في الغيب قد يقول قائل طيب كيف اؤمن بشيء وانا لا اخوض فيه؟ نقول امن به من حيث الفهم. اما الخوف ما وراء المعقولات غيبيات فهذا سيؤدي الى التخرص. ثم اذا فتحنا باب وكيف لن ينتهي الناس؟ فهذا يقول لما وهذا يقول لم؟ ولما من هذا يخالف لما من هذا ولا نهاية لهذه اللميات والكيفيات. ولهذا الله سبحانه وتعالى لا يعارض افعاله ولماذا؟ ولا شرعه؟ ولا يخاض في كيفيات صفاته ولا في كيفية ذاته بكيف. قال رحمه الله ومن لم يعرف تفسير الحديث يبلغ عقله فقد كفي ذلك واحكم له فعليه الايمان به. والتسليم له. اذا اذا جاءنا حديث ما فهمنا لما او كيف؟ ما فهمناه. فنحن نذعا ونقر ونؤمن بالحديث وهذا هو معنى الراسخ قول الراسخين في العلم والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ما يتذكر الا اولو الالباب. فقد كفي ذلك من قبل الصحابة رضوان الله عليهم احكم له من قبل اهل العلم والايمان. فعليه الايمان به. والتسليم له. مثل حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وهذه اشارة الى حديث ابن مسعود ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما والشاهد فيه فيؤمر بكتب اربع كلمات رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد فيأتي انسان ويقول كيف؟ الله كتب انه شقي وسعيد ثم يعاقبني. يقول نعم كتب وفق علمه واخذك وفق واقعك العملي الذي عملته. فالله لا يؤاخذ العباد على علمه. لو اخذهم على علمه تركهم ليعملوا وانما يعاقبهم على اعمالهم. وما كتبه جل في علاه فهو لعلمه ان العبد سيختارها هذه الشقاوة وما كتبه الله عز وجل من السعادة فلعلمه عز وجل ان العبد يختار. فان قال قائل فكيف وبينه وبين الجنة ذراع او بينه وبين النار ذراع. فالمقصود هو ان هذا الحديث يحثنا على اهمية الاخلاص وخطورة الرياء فان المرائين يعملون يعملون والناس يظنون فيهم الخير. ثم يسبق عليهم الكتاب فيفضحهم الله عز وجل ويموتون على غير الايمان. والمخلصون الذين راموا الحق وطلبوه. يعملون باعمال اهل الشرك والكفر ثم لما في قلوبهم من حب للحق وبحث عنه يوفقون للايمان والطاعة قبل ان يموت قال ومثل ما كان مثله في القضاء والقدر اي من الاحاديث الواردة في هذا الباب وهي كثيرة جدا حديث القضاء والقدر. ومثل احاديث الرؤية كلها حديث الرؤيا الاحاديث التي فيها دلالة على ان المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة. لا يأتي انسان ويقول كيف نرى الله؟ ما فيها كيف الله عز وجل يرى اما كيف لا نعلم. لان لا نعلم كيف ذاته حتى نعرف كيف وجهه جل في علاه. اما كيفية رؤيتنا فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم. قال ترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون اي بدون زحمة وبدون مشقة. وان نبت وان نبت عن الاسماع نبت بفتح الباء. وهنا بالتشديد ده خطر وان نبت عن الاسماع ومعنى نبت اي ان الاسماع لم تقبلها. اشمئزت منها. استوحشت. قال واستوحش من المستمع. وانما عليه الايمان بها والا يرد منها حرفا واحدا. وغيرها من الاحاديث المأثورات عن الثقل. الاصل في هذا الباب ثبوت حديث سواء قبله عقولا او لم يقبل قبلته نفوسنا او لا نذعن لها. نؤمن بالمحكم ونرضى بيموت الشعبي. نؤمن بالمحكم ونعمل به نؤمن بالمتشابه ونسلم له. والا يخاصم احدا اي في هذه الاحاديث ولا يناظره ولا يتعلم الجدال فان الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه ومن المقصود الكلام في القدر اي الخوظ فيه. والتعمق فيه. او الكلام في القدر والرؤيا على طريقة اهل البدع اذا المنهي عن الكلام بالقدر والرؤيا والقرآن ثلاثة اشياء الاول الخوظ والتعمق فيه قال ولا يكون صاحبه وان اصاب بكلامه السنة من اهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ويؤمن بالاثار اذا من اراد ان يكون سنيا في باب القدر فعليه ان يترك الجدال والمناقشة وانما يبين الحق من يريده ويوضحه ويجليه ولا يناقش ولا يناظر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين