الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس لقرائتنا لكتاب او رسالة وصول التفسير للشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. ونحن في عشاء الخميس الثامن والعشرون من شهر ربيع الاول عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فنبدأ على بركة الله تبارك حيث وقفنا على قوله عما يتعلق او فيما يتعلق بنزول القرآن. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وارحمنا يا ارحم الراحمين. يقول العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الله تعالى ثالثا نزول القرآن ابتدائي وسببي ينقسم نزول القرآن الى قسمين. القسم الاول ابتدائي وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه وهو غالب ايات القرآن فمنه قوله تعالى الايات انها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين. واما ما اشتهر من انها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لا صحة له. يعني نزول القرآن. القرآن الكريم الاصل فيه انه ينزل ابتداء. هذا هو الاصل فيه فالاصل المضطرد نزول القرآن ابتداء بدون سبب كنزول سورة الفاتحة كنزول سورة الفيل كنزول سورة قريش كنزول سورة العصر وهكذا هذا هو الاصل سواء في الايات او في السور والقسم الثاني نزول سببي اي ان بعض الايات او بعض السور نزلت لسبب معين او لاسباب معينة اذا قلنا بتعدد النزول نعم قال رحمه الله القسم الثاني سابي وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه. والسبب اما سؤال يجيب الله عنه مثل يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج او حادثة وقعت تحتاج الى بيان وتحرير مثل ولا ان سألتهم ليقولن انما كنا يخوضون العبد الايتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء بطونا ولا اكذب لسنا ولا اجمل عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء فجاء ونزل القرآن فجاء فجاء الرجل يعتذر الى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهما بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون او فعل او فعل او فعل واقع او فعل واقع يحتاج الى معرفة حكمه مثل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع الايات اذا السبب آآ نزول القرآن السببي اما جواب لسؤال اما جواب لسؤال او خبر عن حادثة او خبر عن حادثة او حكم لواقع فعلى هذا نقول اما جواب لسؤال او خبر عن حادثة فهذا متعلق بالاخبار او حكم عن واقعة هذا متعلق بالاحكام. وذكر الشيخ امثلة على ذلك. وهنا انبه ان ما نزل سببيا قد يكون متعلقا ببعض الايات وقد تكون متعلقة ببعض السور مثل سورة الكوثر نزلت لما قال المشركون ان محمدا صلى الله عليه وسلم ابتغ فانزل الله ان شانئك هو الابتر قل يا ايها الكافرون نزلت لما قال المشركون نعبد الهك عاما وتعبد الهنا عاما اذا السبب قد يكون ها متعلقا ببعض الايات او ببعض السور. نعم قال رحمه الله فوائد معرفة اسباب النزول معرفة اسباب النزول مهمة جدا لانها تؤدي الى فوائد كثيرة منها اولا بيان ان وانا نزل من الله تعالى وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء فيتوقف عن الجواب احيانا حتى ينزل عليه الوحي او يخفى عليه الامر الواقع لينزل الوحي مبينا له. مثال الاول قوله تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رجلا من اليهود قال يا ابا القاسم ما الروح؟ فسكت وفي لفظ فامسك النبي فامسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد رد عليهم شيئا فعلمت انه يوحى اليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي ومثال الثاني قوله تعالى يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ففي صحيح البخاري ان زيد ابن ارقم رضي الله عنه سمع عبد الله ابن ابن ابي رأس المنافقين يقول ذلك يريد انه الاعز ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الاذل. فاخبر زيد عمه بذلك فاخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيدا فاخبره بما سمع ثم ارسل الى عبد الله ابن ابي واصحابه فحلفوا ما قالوا صدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تصديق زيد في هذه الاية فاستبان الامر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا من فوائد اسباب النزول ان الانسان يدرك ان النبي صلى الله عليه وسلم ليس له من شأن القرآن شهيد وانما ينزل القرآن اذا اراد الله عز وجل فالنبي صلى الله عليه وسلم قد يسأل عن الشيء ولا يعرف الجواب ويتوقف بل ربما انه عليه الصلاة والسلام يقول شيئا لا يكون الامر كذلك كما في عتابه لزيد ابن ارقم في قوله عن المنافقين لما قال عبد الله ابن ابي ابن سلول والله ما قلنا ذلك فصدق النبي صلى الله عليه وسلم قول عبدالله بن ابي بن سلول وانكر على زيد حتى انزل الله فضيحة عبدالله ابن ابي ابن سلول رئيس المنافقين وهذا دليل ان القرآن منزل من الله نعم قال رحمه الله ثانيا بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن مثال ذلك قوله تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملته واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وكذلك ايات الافك فانها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهر الله عن ما دنسه به الافاكون النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على عناية الله به نزول ايات تدافع عنه عليه الصلاة والسلام. عليه الصلاة والسلام. مثل ما ذكره الشيخ في قصة الافك ومثل ما ذكره الشيخ في سورة اية الفرقان لنثبت به فؤادك ومثل قوله عز وجل فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ونحو ذلك من الايات. نعم قال رحمه الله ثالثا بيان عناية الله تعالى بعباده بتفريج كرباتهم وازالة غمومهم مثال ذلك اية التيمم ففي صحيح البخاري انه ضاع عائشة رضي الله عنها وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فاقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه واقام الناس على غير ما فشكوا ذلك الى ابي فذكر الحديث وفيه فانزل الله اية التيمم فتيمموا فقال اسيد ابن حضير ما هي باول بركتكم يا ال ابي بكر؟ والحديث في البخاري مطولة من فوائد معرفة اسباب النزول ان الانسان يدرك كيف رفع الله عز وجل الكرب عن مين وكشف الغمة عنه في ايات كثيرة واحوال كثيرة لما تدرك ان سورة الاحزاب نزلت في غزوة الخندق تدرك منة الله على المؤمنين ونحو ذلك. نعم رابعا فهم الاية على الوجه الصحيح مثال ذلك قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا رجل اخ عليه ان يطوف بهما ان يسعى بينهما فان ظاهر قوله فلا جناح عليه ان غاية امر السمع بينهما ان يكون من قسم مباح ففي صحيح بخاري عن عاصم بن سليمان قال سألت انس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة قال كنا نرى انهما من امر الجاهلية فلما كان الاسلام وامسكنا فمتى ما وجد هذا الوصف فان الاية افإن الاية تتناول هذه الاوصاف لانها مثل الوصف الذي من اجله نزلت الاية هذا معنى العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. مثال ذلك؟ نعم منهما فانزل الله تعالى ان نصفه المرة من شعائر الله الى قوله ان يطوف بهما وبهذا عرف ان نفي الجناح ليس المراد به ببيان اصل حكم السعي وانما المراد نفي تحرجهم بامساكهم عنه حيث كانوا يرون انهما من امر الجاهلية اما اصل حكم السعي فقد بقوله من شعائر الله. اذا هذا هو الاهم اهم شيء في معرفة اسباب النزول ان من عرف سبب النزول عرف مدلول الاية ومنطوقها ومفهومها لان من لم يعرف هذا الشيء فسينزل ايات نزلت في الكافرين ويجعلها في المسلمين. مثلا لو ان انسانا شرب الخمر فمن لا يعرف سبب نزول ومن لم يحكم بما انزل الله يقول هذا كافر لانه لم يحكم الشرع شرب الخمر ولا يدري يدري ان هذه الايات نزلت في الكافرين. الذين ينكرون الشرع مثلا حينما يأتي انسان ويقول انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا ويصلبوا او او الى اخره يقول انها نزلت لا يعرف فيمن نزلت. كيف سيطبقها سيطبقها تطبيقا خاطئا لكن اذا علم انها نزلت في اناس معاهدين وانها نزلت في اناس من المشركين وانها نزلت في اناس من المرتدين يدركوا حينئذ ان الاية عامة في هذه الاصناف الثلاثة ان الاية عامة في هذه الاصناف الثلاثة واما في غير هذه الاصناف الثلاثة ممن يكون محاربا فهل يشمله العموم او لا؟ هذه مسألة اخرى فمعرفة اسباب النزول من اعظم من اعظم انواع علوم القرآن. ولهذا اعتنى به السلف قديما وحديثا حتى قال ابن مسعود كلمة عجيبة كما في الصحيحين قال لو اعلم احدا اعلم مني في بكتاب الله تناله المطايا لاتيته. ووالله ما نزلت اية الا وانا اعلم اين نزلت لاحظ في المكان ومتى نزلت في الزمان ها؟ وفيم نزلت سبب النزول لماذا يذكر اين حتى نعرف المتقدم من المتأخر الناسخ من المنسوخ لماذا ذكر ها؟ المكان اين؟ حتى نعرف هل كان في الحرب او في السلم هل كان في حالة ضعف او في حال القوة فنطبق الاية نفس التطبيق وفيما نزلت؟ هل على العموم او على الخصوص متعلق بالوصف او متعلق بالشخص فهذا كله دليل على اهمية معرفة اسباب النزول. نعم قال رحمه الله عموم اللفظ وخصوص السبب اذا نزلت الاية لسبب خاص ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها ولكل ما تناوله لفظها لان القرآن نزل تشريعا عاما لجميع الامة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه. هذه قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السمع قاعدة من قواعد علم التفسير وهنا من باب فهم القاعدة ان تعميم اللفظ تعميم اللفظ وقطعه عما قبله وعما بعده هل يجوز او لا يجوز؟ نظرب مثال قال الله عز وجل واطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم هل يجوز للانسان ان يعمم كلمة لا تبطل اعمالكم يقول مثلا من قام الى الصلاة فلا يقطعها مهما كانت الظروف لان الله يقول لا تبطلوا اعمالكم من صام نفلا ليس له ان يفطر مهما كانت الظروف. لان الله يقول لا تبطلوا اعمالكم نقول يجوز تعميم المعنى. والعبرة بعموم اللفظ لا لكن بشرط الا يخالف نصا اخر والا فلا يجوز قطع العموم عما قبله وعما بعده. هذه مسألة مهمة من لم يدرك هذا القيد عمل بالعموم على عمومه قطعا عما قبله وعما بعده وعن سبب وروده فجعل العموم في غير موضعه ثم يرد الايات والاحاديث الاخرى. وهذا خطر عظيم ايها الاخوة ارأيتم لو ان انسانا جاء وقطع قال فويل للمصلين وعمل بهذا العموم ولم يكمل ما بعدها هل يجوز له ذلك لا يجوز. اذا لا يجوز الاستدلال بالعموم قطعا عما قبلها وعما بعدها وعما ورد من اجلها الا اذا لم يخالف نصا اخر ثم ما نزل لفي سبب معين فالعبرة بخصوص السبب ولى بعموم اللفظ العبرة بعموم اللفظ لكن لما نقول بعموم اللفظ فما فائدة خصوص السبب وذكره فائدة خصوص السبب انه يذكر للدلالة على انه المراد قطعا هذه الفائدة الاولى الفائدة الثانية ان السبب المخصوص تذكر قبل الاية او بعد الاية او عند الاية ويقول الصحابي نزلت كذا او عندها نزلت كذا او بكذا نزلت الاية المقصود بذلك اشتمال الحال على الوصف وعموم المشركين وعموم الناس واما الخطاب المكي فانه تضمن زيادة الخطاب لاهل الايمان واهل الكتاب واهل النفاق. شوفوا كيف يعني المكي فيه خطاب لعموم الناس لعموم المشركين لعموم اهل الارض قال رحمه الله مثال ذلك ايات اللعان وهي قوله تعالى والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم الى قوله ان كان من الصادقين ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان هلال بن امية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريكه سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة او حد في ظهرك. فقال هلال والذي بعثك بالحق اني لصادق فلينزلن الله ما ما يبرأ ظاهره من الحج فنزل جبريل وانزل عليه والذين يرمون ازواجهم فقرأ حتى بلغ ان كان من الصادقين الحديث. فهذه الايات نزلت بسبب قذف هلال ابن امية تا لمراته لكن حكمها شامل له ولغيره بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه ان عويمر العجلاني جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا ايقتله ايقتله فتقتلونه؟ ام كيف يصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد انزل الله القرآن في كما في صاحبتك فامرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها الحديث. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حكم هذه الايات شاملا لاله ابن امية وغيره. اذا ايات اللعان نزلت لسبب خاص لكن اينما وجدت الملاعنة فان حكم الاية منطبقة على الملاعن والملاعنة الاية شامل لهما هذا لا اشكال فيه عند الفقهاء ولا خلاف بينهم في هذا ومثل هذا ايضا اية السرقة والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما فكل سارق وسارقة لابد من قطع يده من قبل الحاكم لكن الان سؤال ما هو الوصف المنضبط كونه سارق كونه سارق ليس لانها نزلت في فلان فهي خاصة به. هذا لا اشكال فيه لكن انتبه لتطبيق هذه القاعدة فيما لم يذكره المفسرون مثال ذلك كلكم تعرفون ان سورة الكوثر متى نزلت ها لما قال الكفار لما قال الكفار ان محمدا صلى الله عليه وسلم ايش ابت ان محمدا صلى الله عليه وسلم قالوا عنه هذه الكلمة الشنيعة فقال انا اعطيناك الكوثر فكل من يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن هديه او عن سنته انه ابتر فالجواب عموم الاية انا اعطيناك الكوثر فصل ربك وانحر ان شانئك هو الابتر فكل من شان النبي صلى الله عليه وسلم او هديه او او دله شمله البتر وقطع دابره مثال اخر حينما يأتي انسان ويستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم. نحن نعلم عليه الصلاة والسلام فداء نفسي وابي وامي انه ان الله عز وجل دافع عنه وقال عنه انا كفيناك المستهزئين الان انا كفيناك المستهزئين نزلت في قضية معينة لكن كل من كل من يا اخي اغلق الجوال حتى لو تصلي ما يصلح هذا في المسجد انت في بيت الله عز وجل لا حول ولا قوة الا بالله يقطعون علينا صلاتنا قراءتنا ذكرنا دروسنا في بيوت الله عز وجل ماذا نفعل اذا زرناهم في بيوتهم واشغلونا بهواتفهم نقول بيته لكن بيت الله ما يصلح هذا يا اخوان والله عجب العجاب! عجب العجاب الناس مع الهواتف اليوم لا حول ولا قوة الا بالله يعني الى متى سيرنه حتى يخرج من المسجد الظاهر ايش كنا نقول؟ نعم لو ان انسانا جاء واستهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فيجوز ان نرد عليه بقول الله عز وجل انا كفيناك المستهزئين لماذا احسنت لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص وهذا هذا باب عظيم انما يطبقه طلاب العلم نعم قال رحمه الله رابعا المكي والمدني نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا في خلال ثلاث وعشرين سنة قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثرها بمكة قال الله تعالى وقرآننا فرقناهم لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. ولذلك قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن الى قسمين مكي ومدني ت المكي ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته الى المدينة. وان كان وان كان قد نزل في الطائف وهو مكي لان العبرة بالزمان ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ولو لم يكن منزلا في مكة. نعم والمدنيين ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته الى المدينة ولو نزل في تبوك او نزل في مكة لا اشكال في ذلك لان التعريف هذا تعريف زماني تعريف ايش؟ زمني. زماني. اما التعريف المكاني فانا نقول القرآن من حيث التعريف المكاني ينقسم الى اربعة اقسام ما هو مكي وما هو مدني وما هو معلوم النزول في غير مكة والمدينة وما لا نعرف مكان نزوله مكي قطعا مدني قطعا وهو اه ما نعرف مكان نزوله في غير مكة والمدينة كالطائف وتبوك وما لا نعرف مكان نزوله وهذا قليل نعم قال رحمه الله على هذا فقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. من القسم المدني وان كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة. ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه انه قال قد عرفنا ذلك اليوم. والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم نزلت فهو قائم بعرفة يوم يوم جمعة اذن نزل نزلت اية الكمال اية كمال الدين في عرفات نعم قال ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الاسلوب والموضوع الف. اما من حيث الاسلوب فهو اولا الغالب في المكي قوة الاسلوب وشدة خطاب لان غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ولا يليق بهم الا ذلك. اقرأ سورة المدثر والقمر. يعني المقصود بقوة الاسلوب ليس معنى ان المدني ليس قوي الاسلوب لا المقصود هنا قوة الاسلوب في الزجر قوة الاسلوب في الزجر وفي الترغيب وفي الترهيب لاحظ اه سورة مثل ما ذكر الشيخ سورة المدثر وسورة القمر ويل يومئذ للمكذبين. هذا في القمر وكررت وايضا في مختلف المرسلات مثلا ايضا في سورة القمر اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا اية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر الى اخر الايات فيه تهديد ووعيد اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر سيهزم الجمع ويولون الدبر كذلك في سورة المدثر قال سارهقه صعودا انه فكر وقدر الى اخر الايات. نعم قال رحمه الله اما المدني فالغالب في اسلوبه اللين وسهولة الخطاب لان غالب المخاطبين مقبلون منقادون اقرأ سورة المائدة الغالب في اسلوبه اللين والمناقشة والمحاورة لان الناس يأتون مستفهمين فالمستفهم يناقش ويلان له الكلام بخلاف المعرض نعم ثانيا الغالب في المكي قصر الايات وقوة المحاجة لان غالب المخاطبين معاندون مشاقون فخوطبوا لا تقتضيه حالهم اقرأ سورة الطور. نعم. اما المدني فالغالب فيه طول الايات وذكر الاحكام مرسلة بدون محاجة. لان حالهم تقتضي ذلك اقرأ اية الدين في سورة البقرة مرسلة بدون محاجة مرسلة يعني من غير ذكر دليل من غير ذكر دليل مثلا واتموا الحج والعمرة لله فان حصرتم فما استيسر من الهدم. لم يبين لهم لماذا اذا احصروا عليهم شيء من الجهاد؟ لماذا؟ لان مخاطبين منقذين لا يحتاجون الى دليل يكفيهم دليل ان الامر لهم هو الله. ها كذلك في كفارة اليمين كذلك في كفارة الظهار لم يسق الله عز وجل الدليل لماذا؟ تجب في لماذا يجب في الظهار كفارة مغلظة ويجب في اليمين كفارة مخففة. لان المخاطبين منقادين لامر الله. لا يحتاج الى دليل ولا الى الى علة. ولذلك اليوم لما قل وضعف ايمان الناس صاروا يسألون ما الحكمة في تشريع كذا؟ ما العلة في تشريع كذا؟ سبب ذلك ضعف الايمان والا لو قوي الايمان لعلمنا ان امر الله كاف. ونهي الله كاف. نعم قال رحمه الله واما من حيث الموضوع فهو اولا الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة خصوصا ما يتعلق بتوحيد الالوهية والايمان بالبعث لان غالب المخاطبين ينكرون ذلك ها بيان ذم الشرك وفظاعته وشناعته كذلك بيان ذم الشرك وفظاعته وشناعته. نعم قال اما المدني فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات لان المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة فهم في حاجة لتفصيل العبادات المعاملات قد تقرر فقد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات ثانيا الافاضة في ذكر الجهاد واحكامه والمنافقين واحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال. ذلك حيث شرع الجهاد. وظهر النفاق في القسم المكي القسم المكي فيه الصبر والعفو والصفح فيه العفو والصفح وفيه دفع الاساءة بالاحسان وليس فيه ذكر النفاق لان الناس اما مؤمنون واما كفار ايضا نستطيع ان نقول هذا الشيخ ذكر امرين من حيث الاسلوب ومن حيث الموضوع. ممكن نظيف من حيث الاسلوب ان نقول ان الخطاب المكي ان الخطاب المكي خطاب عام خطاب عام لعموم اهل الارض اما المدني فيه زيادة خطاب خاص لاهل الايمان خطاب خاص لاهل الكتاب خطاب خاص لاهل النفاق نعم قال رحمه الله فوائد معرفة المدني والمكي معرفة المكي والمدني نوعا من انواع علوم القرآن المهمة وذلك لان فيها فوائد منها اولا ظهور بلاغة القرآن في اعلى مراتبها حيث يخاطب حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة او لين وسهولة ثانيا ظهور حكمة التشريع في اسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا بحسب الاهم على ما تقتضيه حال المخاطبين. واستعدادهم للقبول والتنفيذ فتأملوا معي لما تمكن الايمان من قلوبهم بعد ذلك نهاهم عن افعال شنيعة كانت منتشرة في ذلكم الزمان ولذلك تقول عائشة واني صبية العب نزل اول ما نزل ايات من المفصل ما فيه امر ولا نهي لكن في تقرير التوحيد وذم الشرك واما ايضا من التدرج في التشريع من التدرج في التشريع ايضا ان الخمر مثلا لم تحرم دفعة واحدة وانما شيئا فشيئا كذلك انكحة الكفار وانكحت المشركين السائدة في ذلكم الزمان لم تحرم دفعة واحدة وانما شيئا فشيئا فحرم اولا الزواج من المشركين ثم حرم واباح حرم الزواج من الاماء الا لمن لم يقدر خشي العنت ثم حرم زواج المتعة ثم شرط في الزواج ان يكون من محصنة كل هذا من باب التدرج في التشريع كذلك في الربا تدرج في التشريع هذا كله من فوائد معرفة المكي والمدني. نعم ثالثا تربية الدعاة الى الله تعالى وتوجيههم الى ان يتبعوا ما سلكه القرآن في الاسلوب والموضوع من حيث المخاطب بحيث يبدأ بالاهم فالاهم وتستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها نعم من آآ من فوائد معرفة المكي والمدني ان يعرف الانسان كيف يبدأ الخطاب مع المخاطبين ليس من المعقول ان تبدأ الخطاب مع الكافر في الاحسان الى والديه وهو كافر فانت تدعوه اولا الى الاسلام ومحاسن اخلاق الاسلام وقواعد الاسلام نعم رابعا تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت ايتان مكية ومدنية يتحقق فيهما شروط النسخ فان المدنية ناسخة للمكية تأخر المدنية عنها كذلك تمييز الناسخ والمنسوخ والتمييز المطلق من المقيد لان الاية ربما تأتي مطلقة اولا ثم تأتي مقيدة كذلك ربما تنزل الاية عامة ثم يأتي التخصيص بعد نعم قال رحمه الله الحكمة من نزول القرآن مفرقا من تقسيم القرآن الى مكي ومدني يتبين انه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا ولنزوله على هذا وجهي حكم كثيرة منها اول تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملته واحدة كذلك يعني كذلك نزلناه مفرقا لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل ليصدوا الناس عن سبيل الله الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. تأمل كلمة كذلك في الظاهر كلمة واحدة لكنها مشتملة على ثلاثة معاني الكاف التي هي للتشبيه والقياس ها وذاك اسم الاشارة وجاءت بلام البعد وجاءت بلام البعد لاستبعاد ان ينزل القرآن دفعة واحدة والكاف المشار اليه من انزال القرآن شيئا فشيئا. شيء عجيب سبحان الله نعم ثانيا ان يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا لقوله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه قيل ذلك ينبغي على من رام حفظ القرآن ان يحفظه شيئا فشيئا لذلك قال جمع من اهل العلم ان حفظ القرآن اضبط ما يكون خمس ايات لماذا خمس ايات لان اول ما نزل كم اية ثم بعد ذلك نزل كما خمس اية دل على ان خمس ايات. ومن كان قوي الحفظ فعشر ايات كما كان الصحابة يفعلون نعم ثالثا تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه. حيث يتشوق الناس بلهف وشوق الى نزول الاية. لا سيما عند اشتداد الحاجة اليها كما في الافك واللعاب. نعم. رابعا التدرج في التشريع حتى يصل الى درجة الكمال. كما في اية الايات الخمر الذي نشأ الناس عليه والفوه وكان من الصعب عليهم من يجابه بالمنع منه منعا باتا. فنزل في شأنه اولا قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس. واثمهما من نفعهما فكان في هذه الاية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث ان العقل يقتضي الا يمارس شيئا اسمه اكبر من نفعه. ثم نزل ثانيا قوله ومع اخذه بالات العلم ان ينظر الى التفسير الذي يقول هل له فيه سلف او لا وان لم يكن له في سلف فلينظر هل الذي يقوله مخالف لما قاله السلف؟ او لا تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وان تمسكوا حتى تعلموا ما تقولون. فكان في هذه الاية تمرين على تركه في بعض الاوقات وهي اوقات الصلوات ثم نزل ثالثا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوا فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم موتون واطيعوا الله واطيعوا الرسول فاحذروا فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ مبين. فكان في هذه الايات المنع من الخمر منعا باتا. في جميع الاوقات بعد ان نفوس ثم مر ثم مرنت على المنع منه في بعض الاوقات. هذه الايات الثلاثة هي ايات مدنية اية البقرة واية النساء واية المائدة. والمائدة هي اخرها نزولا هذه الايات كلها نزلت في الخمر بهذا الترتيب ومن اهل العلم من يذكر ان الله اشار الى ذم الخمر في الايات المكية وذلك في سورة النحل في قوله عز وجل تستخرجون منه او في الأنعام تستخرجون منه لا في النحل تستخرجون منه سكرا ورزقا حسنا فسماه سكر فدل على ذمه نعم قال رحمه الله ترتيب القرآن ترتيب القرآن تلاوته تاليا بعضه بعضا حسب ما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور هو ثلاثة انواع النوع الاول ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الاية. وهذا ثابت بالنص والاجماع ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته فلا يجوز ان يقرأ لله الحمد رب العالمين. بدلا من الحمد لله رب العالمين النوع يجب ترتيبه ومن نكس في هذا النوع وغير المعنى يكفر من نكس في هذا النوع وغير المعنى يكفر وهذا يكون في ايات تقع لا ريب ولا شك سيقع في الكفر لان بعض الايات اذا نكست فانها تؤدي الى معاني باطلة لم يردها الله عز وجل نعم النوع الثاني ترتيب الايات بحيث تكون كل اية في موضعها من السورة. وهذا ثابت بالنص والاجماع وهو واجب على القول الراجح وتحرم مخالفته ولا يجوز ان يقرأ مالك يوم الدين الرحمن الرحيم. بدلا من الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. ففي صحيح البخاري يانا عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال قال العثمان ابن قال لعثمان ابن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى يتوفرن منكم يرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج. قد نسختها الاية الاخرى يعني قوله تعالى والذين يتوفون منكم ما يذرون ازواجهن يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا. وهذه قبلها في التلاوة. قال فلم تكتمها؟ فقال عثمان رضي الله عنه اخي لا اغير شيئا منه من مكانه. وروى الامام احمد وابو داوود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل كان ينزل عليه السور ذوات العدد فكان اذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هذه الايات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. طبعا نحن نعلم ان سورة مثل البقرة وهي من اوائل السور المدنية نزولا حتى قال العلماء لم ينزل في المدينة قبل سورة البقرة شيء. والمقصود بعضها لا كلها ثم استمر تنزيل سورة البقرة حتى كان اخر ايات الايات نزولا على الراجح فيها اذا على مدى عشر سنوات فقط سورة البقرة كانت تنزل والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بترتيب الايات وبالاجماع ترتيب الايات في السورة بالنص والاجماع فلا يجوز ان تقدم اية على اية لا في الكتابة ولا في القراءة فما يصح انك تقرأ مثلا انك تكتب مثلا اخر ايتين من سورة البقرة قبل اية الكرسي ما يصح هذا ولا ان تقرأ اخر ايتين قبل اية الكرسي هذا هو قول جماهير العلماء لا نعلمه في بينهم خلافة في هذه المسألة نعم كان ينزل عليه السور ذوات العدو. نعم يعني عدة سور او ذوات العدد اي ذوات العدد من الايات السور من ذواته الطويلات مثل اية البقرة كما ذكرنا كمثال توضيحي يكتب كسورة البقرة. نعم فانها استغرقت في مدة النزول عشر سنوات نعم قال رحمه الله النوع الثالث ترتيب السوارح بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا في صحيح مسلم عن حذيفة ابن اليماني رضي الله عنه انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ثم النساء ثم ال عمران رواه البخاري تعليقا عن الاحنف انه قرأ في الاولى الثانية ليوسف او يونس وذكر وذكر انه صلى مع عمر ابن الخطاب رضي الله رضي الله عنه الصبح بهما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تجوز قراءة هذه قبل هذه وكذا في الكتابة ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنه في كتابتها لكن لما اتفقوا على على المصحف في زمن عثمان رضي بضم الميم ليس بكسر الميم المصحف بضم الميم وليس بكسر الميم. اما المصحف فهو اسم الة وهو ما يكتب به المصحف نعم احسن الله اليكم. لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على ان لهم سنة يجب اتباعها انتهى. طيب هنا قال يجب اتباعه في اول الكلام قال لا يجب الصحيح من اقوال اهل العلم ان ترتيب سور القرآن هو باجماع الصحابة هو باجماع الصحابة. لذلك احرقوا المصاحف التي كان ترتيبها على غير هذا الترتيب واذا كان باجماع الصحابة فلا يجوز كتابة مصحف على غير ما اجمعوا عليه في الكتابة هذي مسألة ايش؟ الكتابة نأتي الان الى مسألة القراءة. اما في القراءة فيجوز للانسان ان يقرأ سورة قبل سورة مخالفا للترتيب مع الكراهة. طيب لماذا نقول مع الكراهة؟ مع ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ترتيب المصحف العثماني الامام المجمع عليه طيب ثبت عن عمر قبل ترتيب المصحف العثماني الامام المجمع عليه واضح ولا لا اما بعد الاجماع فاقل احواله الكراهة. نعم قال رحمه الله كتابة القرآن وجمعه لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل. المرحلة الاولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ اكثر من الاعتماد على الكتابة بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة. ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع اية حفظها او كتبها فيما تيسر له من عشب النخل ورقاع الجلود وخاف الحجارة وكسر الاكتاف وكان القراء عددا كبيرا ففي صحيح نصب النخل هي التي نسميها بعض الناس الطرف القوي من السعف. الطرف القوي مثل الخشب اه من السعف واما رقاع الجلود فمعروف الجلود التي تدبغ ثم تصبح رقيقة وليخافوا الحجارة هي الحجارة التي تكون خيفا وآآ بمعنى انها تشبه صخرة مثل الورقة صخرة مثل الورقة يكتبون عليها سورة سورتين ثلاث لوحة لوحة من الحجر واما كسر الاكتاف فالمقصود بالاكتاف اكتاف الابل والبقر ونحوها من العظام الطاهرة فكانوا يكتبون عليها. نعم قال رحمه الله ففي صحيح البخاري عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبعين رجلا يقال لهم القراء فعرض لهم حيان من بني من بينه سليمان رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم. ففي الصحابة غيرهم كثير. كالخلفاء الاربعة وعبدالله بن مسعود وسهل من مولى ابي حذيفة وابي ابن كعب ابنه معاذ ابن جبل وزيد ابن ثابت ابن ابي الدرداء رضي الله عنه الذين يحفظون القرآن من الصحابة باجماع المسلمين هم اناس متواترون اناس متواترون نعم المرحلة الثانية في عهد ابي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشر من الهجرة وسببه انه قتل في وقعة الامامة عدد كبير من القراء منهم سالم مولى ابي حذيفة احد من امر النبي صلى الله عليه وسلم باخذ القرآن منهم. فامر ابو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع. ففي صحيح البخاري ان عمر بن الخطاب اشار على ابي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة فتوقف تورعا فلم يزل عمر يراجعه يراجعه حتى شرح الله صدر ابيه ابي بكر لذلك فارسل على زيد ابن ثابت فاتاه عنده عمر فقال له ابو بكر انك رجل شاب عاقل لا نتهمك فقد كنت تكتم الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه. قال فتتبعت القرآن اجمعه من العشب واللخاف وصدور الرجال. فكانت الصحف عند ابي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما رواه البخاري مطولا وقد وافق المسلمون ابا بكر على ذلك وعدوه من حسناته. حتى قال علي رضي الله عنه اعظم الناس في المصاحف اجرا ابو بكر. رحمة الله على ابي بكر هو اول من جمع كتاب الله مقصوده باول من جمع يعني في مصحف واحد والا فجمع الصدر كان موجودا عند علي وعند ابي بكر وعند عمر وعند عثمان وعند عبد الله ابن مسعود وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت هريرة وو والى اخره. نعم في مصحف واحد وهو مصحف يسوي لكن تسمية المصحف جاء متأخر. نعم المرحلة الثالثة في عهد امير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في ايدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفة الفتنة فامر عثمان رضي الله عنه ان تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف الناس فيتنازع في كتاب الله تعالى يتفرقوا ففي صحيح البخاري ان حذيفة ابن اليمان قدم على عثمان من فتح ارمينيا واذربيجان. وقد افزعه اختلافهم في القراءة. فقال يا امير المؤمنين ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فارسل عثمان الى حفصة ان ارسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك ففعلت فامر فامر زيد ابن ثابت وعبدالله ابن الزبير وسعيد ابن العاصي وعبدالرحمن ابن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف وكان زيد ابن ثابت عنصريا وثلاثة قرشيين. وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين اذا اختلفتم انتم وزيد ابن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانما نزل بلسانهم ففعلوا حتى اذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف الى حفصة فارسل الى كل افق بمصحف مما نسخوا وامر بما سواه من القرآن في كل صحيفة او مصحف ان يحرق وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد ان استشار الصحابة رضي الله عنهم فيما روى ابن ابي داوود عن علي رضي الله عنه انه قال والله ما فعل الذي فعل في الا عن ملأ منا قال ارى ان نجمع الناس على مصحف واحد فلا تكونوا فرقة ولا اختلاف. قلنا فنعم ما رأيت علي رضي الله عنه في خلافته خطب في الكوفة مرة وقال يا ايها الناس لا تقولوا في عثمان الا خيرا لانه يسمي بعظ الناس يسميه بحراق المصاح فقال علي رضي الله عنه ايها الناس لا تقولوا في عثمان الا خيرا فانه والله ما فعل الذي فعل الا عن ملأ منا يعني مشورة منا عن جمع من الصحابة شاورهم ومنهم علي وكان هذا رأيهم نعم قال رحمه الله وقال مصعب بن سعد رحمه الله ادركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك او قال لم ينكر ذلك منهم احد وهو من حسنات امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها وكانت مكملة لجمع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر رضي الله عنه والفرق بين جمعه وجمع ابي بكر رضي الله عنهما ان الغرض من جمعه في عهد ابي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله كله مجموعا في مصحف حتى منه شيء دون ان يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد. وذلك انه لم يظهر اثر لاختلاف قراءاتهم يدعوه الى الى حمل يدعو الى حمله على الاجتماع على مصحف واحد. اذا ابو بكر جمع القرآن في مكان واحد حتى لا يظيع شيء من القرآن فيما لو ان القرآن لم يوجد مثل واما عثمان رضي الله عنه فكان الغرض من جمعه ان يكون القرآن مرتبا ان يكون القرآن الذي يرجع اليه بلسان قريش واما الالسن الاخرى والقراءات الاخرى التي لم تكن في العرضة الاخيرة فهذه لابد ان تلغى. نعم قال واما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الاثر المخيف باختلاف القراءات. وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الامة. واتفاق الكلمة وحلول الالفة به مفسدة كبرى من تفرق الامة واختلاف الكلمة وفشو البغضاء والعداوة. وقد بقي على ما كان عليه حتى الان متفقا متفقا عليه بين المسلمين بينهم يتلقاه الصغير عن الكبير لم تعبث به ايدي المفسدين. ولم تطمسه اهواء زائغين. فلله الحمد رب السماوات ورب رب العالمين. وقد طبق عثمان قول الله عز وجل ان علينا جمعه وقرآنه. فاصبح الناس لا يعرفون القرآن الا القرآن الذي جمعه الله عز وجل على يد عثمان ولا يقرأ الناس الا القرآن الذي جمعه عثمان رضي الله عنه في خلافته وعلى ملأ من الصحابة رظوان الله تعالى عليهم. ومن هنا قال العلماء كل قراءة مخالفة لرسم المصحف وان كان صحيح السند فانه شاذ بمعنى لا تقرأوا في الصلاة فموافقة رسم المصحف للقراءة شرط من شروط الصحة شرط من شروط صحة القراءة المقروء بها في الصلاة كما نص على ذلك ابن الجزري رحمه الله تعالى وغيره ومن هنا ندرك ان القراءات التي لا توافق رسم المصحف وان كانت قراءة ثابتة لكنها شاذة ومعنى شذوذها انها ليست متواترة. نعم قال رحمه الله التفسير التفسير لغة من الفصل وهو الكشف عن المغطى. وفي الاصطلاح بيان معاني القرآن الكريم. وتعلم التفسير واجب قوله تعالى كتابنا انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. ولقوله تعالى فلا يتدبرون القرآن ام على قلوبنا قفالها وجه الدلالة من الاية الاولى ان الله تعالى بين ان الحكمة من ازهار هذا القرآن المبارك ان يتدبر الناس اياته ويتعظوا بما فيها والتدبر هو التأمل الفاضي للوصول الى معانيها فاذا لم يكن ذلك فاتت الحكمة من انزال القرآن وصار مجرد الفاظ لا تأثير لها ولانه لا يمكن الاتعاظ اما في القرآن بدون فهم معانيه. وهذا فيه رد على من يزعم ان القرآن لا يمكن ان يفهمه الا المجتهد المطلق لان الله سبحانه وتعالى خاطب الكفار المشركين وامرهم ان يتدبروا في القرآن الكريم وهم اميون ليس عندهم من العلوم شيء فاذا كان الامي مخاطبا بان يتدبر كلام الله عز وجل فكيف يقال ان القرآن لا يفهمه الا من فيه كذا وكذا وكذا وكذا من العلوم التي ربما لا تكون الا في بعض المجتهدين. نعم قال رحمه الله ووجه الدلالة من الآية الثانية ان الله تعالى وبخ اولئك الذين لا يتدبرون القرآن. واشار الى ان ذلك من الاقفال على قلوبهم عدم وصول الخير اليها وكان سلف الامة على تلك الطريقة الواجبة يتعلمون القرآن الفاظه ومعانيه والفاظه ومعانيه لانهم بذلك كي يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به. فان العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن. وقال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله حدثنا الذين كانوا للقرآن كعثمان بن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا بما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ابو عبدالرحمن السلمي من سادات التابعين الذين كانوا يقرؤون الناس القرآن في زمن الصحابة في اواخر زمن الصحابة ابتدأ في اقراء الناس القرآن قرابة ثلاثين سنة من سنة ثلاثين او من سنة اربعين الى سنة سبعين وهم كانوا يتعلمون العلم والعمل فكيف يأتي انسان ويقول القرآن لا يفهم كأن الذين يقولون القرآن لا يفهم لا يقرأون ذم الله لمن لا يفهم القرآن نعم قال رحمه الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا بفن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على اهل العلم ان يبينوه للناس عن طريق الكتابة والمشافهة. لقوله تعالى فاذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فتبين الكتاب للناس شامل لتبيين الفاظه ومعانيه فيكون تفسير القرآن مما اخذ العهد على اهل العلم ببيانه. والغرض من تعلم التفسير هو الوصول الى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة. فهي التصديق باخباره والانتفاع وهي تصديق باخباره والانتفاع بها وتطبيق احكامه على الوجه الذي اراده الله. ليعبد الله بها على بصيرة. كلما تعلم الانسان التفسير وكيفية التفسير وتدبر في القرآن كلما ازداد علما فالعلم الشرعي مبناه على الاصل العظيم القرآن الكريم. نعم قال رحمه الله الواجب على المسلم في تفسير القرآن الواجب على المسلم في تفسير القرآن ان يشعر نفسه حين حين يفسر القرآن بانه مترجم عن الله تعالى شاهد عليه بما اراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة. خائفا من ان يقول على الله بلا علم. فيقع فيما حرم الله فيخزى بذلك يوم قال الله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تكونوا على ما لا تعلمون فقال تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة. اليس في جهنم مثوى للمتكبرين القول في التفسير ليس امرا هينا ولهذا ينبغي للانسان مع تدبره فان لم يكن مخالفا لما قاله السلف فليقله لا على سبيل الجزم وانما على سبيل الفهم الظن لأ قال رحمه الله المرجع في تفسير القرآن يرجع في تفسير يرجع في تفسير القرآن الى ما يأتي الف. كلام الله تعالى فيفسر القرآن بالقرآن لان الله تعالى هو الذي انزله وهو اعلم بما اراد به. وهذا يسمى تفسير القرآن بالقرآن ومن اعظم كتب تفسير القرآن بالقرآن تفسير الامام ابن جرير وتفسير الامام ابن كثير وتفسير آآ القرآن بالقرآن ايضا من آآ البغوي ايضا بتفسير القرآن من القرآن ومن المتأخرين شيخ مشايخنا الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى اضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن وكذلك شيخ مشايخنا الشيخ ثناء الله الامر السري رحمه الله في كتابه تفسير القرآن العظيم نعم وقال رحمه الله ولذلك امثلة منها اولا قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فقد فسر اولياء الله بقوله الاية التي تليها الذين امنوا وكانوا يتقون. كذلك قوله جل وعلا في القرآن لما قال صراط الذين انعمت عليهم فان سأل سائل من هم المنعم عليهم؟ جاء جوابه في سورة النساء ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين احسن اولئك رفيقا. جعلنا الله واياكم معهم. نعم ثانيا قوله تعالى وما ادراك ما الطارق؟ فقد فسر الطارق بقوله في الاية الثانية ها هنا قاعدة في التفسير او قاعدة للتفسير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كل ما قال الله فيه ما ادراك فقد اخبره واعلمه وكل ما قال فيه وما يدريك فلم يخبره ولم يعلمه هذه قاعدة للتفسير كل ما يمر عليك كلمة وما ادراك فتيقن ان الله اخبره وكل ما قال فيه وما يدريك فتيقن ان الله لم يخبره وما يدريك لعل الساعة تكون قريبة. اخبر لم يخبره. نعم ثالثا قوله تعالى والارض بعد ذلك دحاها فقد فسر دحاها بقوله في الايتين بعدها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها باء كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفسر القرآن في السنة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى فهو اعلم الناس بمراد الله تعالى بكلامه وهذا يسمى تفسير القرآن بالسنة ومن اجل كتبه تفسير الامام ابن جرير وتفسير الامام ابن ابي حاتم رحمه الله تعالى وتفسير الامام ابن المنذر ومن قبل تفسير الامام عبد الرزاق الصنعاني رحمهم الله تعالى تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله فانه يختار الاحاديث الجيدة في هذا الباب نعم قال رحمه الله ولذلك امثلة منها اولا قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم زيادة بالنظر الى وجه الله تعالى فيما رواه ابن جرير وابن ابي حاتم صريحا من حديث ابي موسى وابي ابن كعب ورواه ابن جرير من حديث كعب ابن عجرة ففي صحيح مسلم عن صهيب ابن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من نظر الى ربهم عز وجل ثم هذه الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة نعم ثانيا قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم. رواه مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه لو قال قائل لما لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله؟ الجواب لانه ما كانوا ما كانوا يحتاجون الى تفسيره. كانوا عربا اقحاحا يفهمون القرآن وانما كان يستشكل عليهم بعض الامور فيفسر النبي صلى الله عليه وسلم لهم ذلك يفسر لهم ما قد يستشكل او ما استشكلوا وما لم يستشكلوا وما قد لا يستشكل لا يفسره النبي صلى الله عليه وسلم. وانما يكفي ان يقرأه عليهم. نعم قال رحمه الله كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما هذا هو العلم منهم والعناية بالتفسير. لان القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم ولانهم بعد الانبياء اصدق الناس في طلب الحق واسلمهم من الاهواء واطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب. هذا يسمى تفسير القرآن بالمأثور تفسير القرآن بالمأثور وهو نقل الحديث والاثر عن الصحابة والتابعين او تبع التابعين. واكثر التفاسير التي جمعت قال الصحابة تفسير الصنعاني عبد الرزاق وتفسير ابن المنذر وتفسير ابن ابي حاتم تفسير ابن جرير رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله ولذلك امثلة كثيرة جدا منها اولا قوله تعالى من الغائط لو لامستم النساء. فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه فسر الملامسة بالجماع نعم دال كلام تابعينا الذين اعتنوا باخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم لان التابعين خير الناس بعد الصحابة واسلم من الاهواء ممن بعدهم ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم فكانوا اقرب الى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية اذا اجمعوا يعني التابعين على شيء فلا يرتاب في كونه حجة فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم. ويرجع في ذلك ويرجع في ذلك الى لغة القرآن والسنة وعموم لغة العرب واقوال الصحابة في ذلك وقال ايضا من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم الى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا فان كان مجتهدا مغفورا له خطأه ثم قال فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد اخطأ في الدليل والمدلول جميعا نعم ها ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية او اللغوية حسب السياق. لقوله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس امارات الله قوله اما جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقوله وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم. فان اختلف المعنى الشرعي واللغوي اخذ بما الشرعي لان القرآن نزل لبيان الشرع لا لبيان اللغة الا ان يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به هذا يسمى تفسير القرآن بلغة القرآن. تفسير القرآن باللغة التي نزل بها القرآن واللغة التي نزل بها القرآن له آآ وجهان. الوجه الاول عرف التنزيل الوجه الاول عرف ايش التنزيل الوجه الثاني مطلق كلام العرب. مطلق كلام العرب ولذلك قال الشيخ لو اختلف عرف التنزيل الذي يسمى بالعرف الشرعي عن مطلق كلام العرب فالمقدم في تفسير القرآن العرف الشرعي عرف التنزيل ثم يرجع الى كلام العرب من حيث الاطلاق. مثال ذلك نعم. قال رحمه الله مثال ما اختلفت فيه معنيان وقدما شرعي قوله تعالى في المنافقين ولا تصلي على احد منهم مات ابدا فالصلاة في اللغة الدعاء ففي الشرع هنا الوقوف على للدعاء له بصفة مخصوصة في قدر المعنى الشرعي لانه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب. واما منع الدعاء لهم على وجه الاطلاق فمن اخر يعني هنا حينما يأتي انسان يفسر القرآن بمطلق لغة العرب ولا ينظر الى عرف الشرع سيخطئ سيخطئ فيفسر واقيموا الصلاة ادعوا كتب عليكم الصيام امسكوا عليه شيء سيخطئ كذلك من يفسر القرآن بمطلق المعنى اللغوي مقطوعا الاية عما قبلها وعما بعدها وعن سياق القرآن ايضا سيخطئ سمعت بعظ المعاصرين يقول وحور عين ليس وصفا لحوريات الجنة تفسير لغوي يقول معنى الحور في اللغة العرب كذا ومعنى العين في لغة العربي كذا وعين يأتي وصف المذكر ووصل المؤنث فمن اين لهم ان هذا المقصود به حوريات الجن طيب هو قطع الاية عن سياقها الاية في سياق ما للمؤمنين من النعيم ثم لو نظر الايات الاخرى علم ان المقصود بالحور العين الحوريات في الجنة فسبحان من يطمس على البصائر. نعم قال ومثال ما اختلف فيه المعنيين المعنيان وقدم فيه اللغوي بالدليل. قوله تعالى خذ من اموالهم صدقتان تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم فالمراد بالصلاة هنا الدعاء وبدليل ما روى وبدليل ما رواه مسلم عن عبد الله ابن ابي اوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اوتي بصدقة قوم صلى عليهم. فاتاه ابي بصدقته فقال اللهم صلي على ال ابي اوفى. الاصل هو تفسير القرآن بعرف التنزيل تفسير القرآن بعرف التنزيل ولا يسار الى مطلق المعنى اللغوي الا اذا تعذر. الا اذا تعذر ان يمنع منه مانع كما في هذا الحديث اللهم صلي على ال ابي اوفى يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم طبق الاية وصلي عليهم اي ادعوا لهم. نعم قال رحمه الله امثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة كالسماء والارض والصدق والكذب والحجر والانسان وهذا هو الاصل ان القرآن نزل بلغة العرب فهو موافق للمعنى اللغوي ما لم يكن للشرع معنى خاص نعم اه نقف على هذا ان شاء الله عز وجل نكمل غدا بعد المغرب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك بارك الله فيك جزاك الله خير