ولم يصح فيكون خالف اه العقلاء كلهم كمن يقال له انه كان هناك منطقة او بلدة اسمها روما فيقولان لم ار اه ولم اسمع ثم قال الشيخ رحمه الله وما يكرمهم به في الدنيا وينصرهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد اللهم اهدنا لما اختلف فيهم من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس قراءتنا وتعليقنا لرسالة البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوهه كماله وكنا قد وقفنا على الوجه السادس حيث ذكر الشيخ رحمه الله من الادلة ايات ايات الانبياء فمن ادلة وجود الله تبارك وتعالى ايات الانبياء قال الشيخ رحمه الله ومن براهين وجود الله ووحدانيته ما يجريه الله على ايدي انبيائه من خوارق الايات والمعجزات والبراهين القاطعات فلما ننظر الى اي اية من ايات الانبياء نجد ان هذه الايات التي خالفت السنن الكونيات فيها دلالة ظاهرة على ان الرب تبارك وتعالى هو الذي يتصرف في هذه السنن التي رتبها على اسباب معينة فاذا جاءت الايات ايات الانبياء صارت وظهرت على خلاف هذه الاسباب. وقطعت هذه الاسباب فمن ذلك مثلا انقلاب عصا موسى حية حقيقة واكلها لكل انواع سحر السحرة من ذلك مثلا ظرب موسى عليه السلام بعصاه بامر الله البحر فانفلق فصار كالطود العظيم فنجى الله موسى ومن معه فاغرق فرعون ومن معه وهكذا ايات الانبياء السابقين كهود وصالح وابراهيم عليه السلام حيث القي في النار فانجاه الله الى محمد صلى الله عليه وسلم. فايات الانبياء من حيث العموم اه هي كلية من الكليات الدالة على صدق النبي او على صدق وحقيقة وجود الله تبارك وتعالى فان كان الرجل مثلا اه نصرانيا لا يؤمن بايات محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له الست تؤمن بايات موسى وعيسى ومن قبلهما من الانبياء فسيقول بلى فحين اذ لا بد ان يقر بوجود الله تبارك وتعالى فان كان الرجل ملحدا لا يقر بالانبياء جميعا فكيف نقرره بهذا الدليل نقول ان الملحد الذي لا يؤمن بالديانات كلها يقرر بهذا الدليل بطريقة اخرى. ما هي يقال له اليس هؤلاء العقلاء من البشر قد جاءوا بهذه الامور التي خالفت السنن الكونية التي تشاهدها انت او تعرفها انت فاما ان يقر فيلزمه الاقرار الاذعان واما ان يكابر ويجحد يقول لا سمعت ولا رأيت ويجعل لهم العواقب الحميدة ويخذل اعداءهم ويعذبهم باصناف الاعداء وهذه ادلة متعددة كلها تدل على ثبوت وجود الله عز وجل وربوبيته والوهيات قال رحمه الله اه ردا على من يقول ان هذه الايات اه انما يؤمن بها اتباع الانبياء قال وهذا متواتر معروف بين الخواص والعون وقد نقلتها الامم والقرون والاجيال وصارت اعظم من برهان الشمس والقمر وهي كلها براهين على ربوبية من ارسلهم ووحدانيته وعظمت سلطانه وكمال قدرته وسعة علمه وحكمته وما ينكرها الا متكبر وما ينكرها الا كل متكبر جبار ثم انتقل رحمه الله الى الدليل السابع قال من الادلة الكتب السماوية والسنة النبوية وما فيها من الشرائح كيف يكون هذا الدليل دليلا يمكن ان يحاجج به الملحد يقال لهذا الملحد اي قانون اي نظام من يمكن لك ان تشير اليه فننظر فيه وما فيه من العبادات والعقائد والمعاملات فيحسن به حال المجتمعات ويرتقون فانه لا بد اما ان يشير الى شيء او لا يشير الى شيء. فان كان لا يشير الى شيء فمعناه ليس عنده دليل. ومن ليس عنده دليل يجب عليه ان يقبل فمن عنده الدليل. وان اشار الى شيء فنقول له ايا كان المشار اليه قارن بينه وبين ما جاء في الكتاب والسنة من الدعوة الى عقيدة الواضحة البينة في رب البريات وابودية الناس الى الله وتخليصه من عبودية العباد الى عبودية رب العباد وقارن بما في الكتاب والسنة بما في الكتب وقوانين الناس من اظهار الحقوق واعطاء الحقوق وقارن بين الاخلاق الموجودة في الكتاب والسنة وبين الاخلاق الموجودة في اي قانون من القوانين. بل ربما لا نجد ذلك هذا وجه احتجاج هذا وجه الاحتجاج بهذا الدليل قال رحمه الله ومن اعظم براهين وحدانيته ما انزله الله على انبيائه عموما من الكتب والشرائع وما انزله على محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا من الكتاب العظيم والسنة والشريعة الكاملة التي بها صلاح الخلق وبها قوام دينهم ودنياهم وهذا من النادر ان الدساتير الموجودة ربما تهتم بجانب من جوانب الحياة ولا تكون نافعة لكثير من اهل المجتمعات وانما لبعض اهل الطبقات. بخلاف ما في الكتاب والسنة. فانها كاملة كاملة وتشمل وتكون لصالح الجميع وفيه صلاح الدنيا والاخرة قال رحمه الله وفيها من الايات والبراهين ما لا يعبر عنه المعبرون. من كثرة ادلة آآ والبراهين الموجودة في القرآن والسنة على وجود الله على ربوبية الله على الوهية الله وفردانيته ولا يقدر ان يصرفه الواصفون واياته قائمة في جميع الاوقات متحدية للخلق كلهم على اختلاف مللهم ونحنهم وقد تبين عجزهم ووضح عليهم سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم ان انه الحق فيقرأ طبيب القرآن فيجد فيه ما لا يجده في طبه يقرأه المهندس فيجد فيه ما لا يجده في هندسته. يقرأه الجيولوجي فيجد فيه ما لا يجده في علم الجيولوجي. يقرأه الحسابي سوف يجد فيه العجب العجاب يقرأه الادباء فيجدون فيه من الاداب ما هو فوق فوق فوق بمنازل لا يقدر قدرها الا الراسخون في الادب فلا يوجد مقارنة بين الاداب الموجودة في القرآن والاداب الموجودة في كتاب الناس بل يقرأه الاجتماعيون فينجبون مما فيه بل يقرأه السياسيون فيعجبونه من عجيب سياسته اذا كل الايات لكل احد لذلك نجد العامي يقرأ القرآن يتلذذ به المثقف يقرأ القرآن يتلذذ به. طالب العلم يقرأ القرآن يتلذذ بالعالم يتلذذ به كل واحد يجد في بنيته ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين قال رحمه الله فمن نظر فيما احتوى عليه القرآن العظيم من الاخبار الصادقة والاحكام العادلة وشرايع المحكمة والصلاح العام وجلب المنافع الدينية والدنيوية ودفع مضارها والخير العظيم والخير العظيم نعم والخير العظيم والهداية والصلاح المطلق الكامل. اضطر الى الاعتراف بانه تنزيل من حكيم حميد. ورب كريم لو لم يكن في القرآن والسنة الا امران لكان حريا بالمنصف ان الاول ان القرآن يخلص الخلائق من العلائق بغير الخالق فهذه عظيمة ما بعدها عظيم ولا نظير لها في اي كتاب اخر والامر الثاني ان في القرآن والسنة تعليقهم الاخلاص لله ومراقبة الله مما ينشأ عنه المراقبة الذاتية لا تدعو ليس هناك ثمة حاجة حينئذ الى وضع الكاميرات التجسس على الخلائق احتوى القرآن العظيم من الاخبار الصادقة امر عجب وسيأتي شيء من ذلك من خلق الانسان من الحديث عن البحار من الحديث عن الجبال من الحديث عن الانهار من الحديث يعني الطير من الحديث عن الهوام وغير ذلك قال رحمه الله وكذلك من نظر الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة والشرع الكامل والدين القويم والصراط المستقيم في كل شؤونه اضطره بعض ذلك فكيف بكل الى الاعتراف بوحدانية الله وان الذي شرعه هو الرب العظيم الحكيم في شرعه ودينه كما هو حكيم في خلقه وتقديره اذا الكتاب والسنة فيهما تخليص الناس من اتباع الهوى والدنيا وتعليقهم باتباع الانبياء والمرسلين والنظر في الاخرة يذهب من قلوب الناس الجشع والطمع يذهب من قلوب الناس الحقد والحسد يذهب من قلوب الناس البغي والتطاول ما الذي يجعل الناس يتطاول بعضهم على بعض الا حبهم للدنيا الا سيطرة الهوى عليه كيف ينزع ذلك لا يمكن الا بدين يدخل في القلب ويستقر في شغافي ثم يثمر العمل هذا هو الذي ينتج من التأمل في الكتاب والسنة وقد صرح بعض العلمانيين انهم ظنوا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ممن كانوا ينتسبون للاسلام ظنوا انه من السهولة بمكان اخراج المسلمين من دينهم وجعلهم علمانيين ها لا دين لهم كالحال في اوروبا حيث اخرج العلمانيون النصارى من جديد حاولوا عقد عقدا بعد عقد بعد عقد بعد عقد بعد عقد اكثر من خمسين سنة لم يجدوا اثرا في الامة الاسلامية فوجدوا ان هذا القرآن الموجود بين يدي المسلمين مؤثر في نفوسهم لا يمكن معه ان يجابهوا المسلمين لانه منزل بالحق وفيه الحق فماذا فعلوا قالوا اذا لا نناجي لا نجابه النصوص. لا القرآن ولا السورة ماذا يفعلون؟ فعلوا ما فعل اباؤهم الاولين من القرامطة والباطنيين والزنادقة ماذا فعلوا جاءوا الى الاسلام ليجابهوا فلم يقدروا فهزمت اليهودية والنصرانية والجنسية امام الاسلام العظيم فماذا فعلوا التووا على النصوص وصاروا يأولونها وصار العلمانيون اليوم ادركوا ان ما فعله اباؤهم واسلافهم الاولون هو الطريق الوحيد اخراج المسلمين من القرآن والسنة فصاروا لا يجابهون نصوص القرآن والسنة وانما يناقشون يجاهدون في معانيهما فلنحذر منها قال رحمه الله في بيان الدليل السامي من الادلة الفطرة السوية مضطرة تميل الاعتراف باذن الله وقال قلنا دليل وجداني اتفق عليه العقلاء انه موجود لا يمكن انفكاكه عنه لا يمكن الفكرة وسيأتي صور مما سيذكره المصنف رحمه الله فطرة الله التي فطر الناس يعني قال ومن براهين وحدانية الله ان العقول والفطر مضطرة للاعتراف العقل بدلالة المفعول على الفاعل بدلالة الاثر على المؤثر بدلالة اتقان المعلوم على عظمة علم الصانع بدلالة النظام البديع الى عظيم خبرة الخالق وحكمته قدرته عظمته وعزته وكبره والفطرة شي موظوع في القلب شي وجداني لا يمكننا انفكاك عنه فالانسان لو كان في طائرة ربما يتعلق شيئا ما بالقبطان فاذا قال القبطان مثلا يا جماعة الطائرة ستسقط ما لي حيلة سيلجأون الى من في هذه الحيلة في هذا الوقت يلجأون الى من ولهذا ينقل عن جعفر الصادق ان ملحدا جاهلي فقال كيف اعرف ان الله موجود قال هل ركبت سفينة؟ قال نعم قال هل تلاطمت بك الامواج قال نعم قال لما كنت في السفينة كان قلبك متعلقا بالسفينة فلما تلاطمت الامواج كان قلبك متعلقا بماذا قال بلوح من الواح السفينة قال فلما ضاع اللوح واصبحت بين الامواج قلبك تعلق بمن فسكت قال بالذي ايه خلق الامواج قال هذا هو الله خالفوا الامواج هو الله قال الشيخ رحمه الله ومن براهين وحدانية الله ان العقول والفطرة مضطرة الى الاعتراف ببارئها وكمال قدرته ونفوذ مشيئته. وذلك ان الخلق محتاجون مضطرون الى جلب المنافع ودفع المضاد ومن المعلوم لكل عاقل ان حاجة النفوس الى خالقها والهها اعظم من جميع الحاجات والضرورات يعني حاجة العبد الى معرفة صانعه اعظم من حاجته الى الهواء الذي يتنفس لان الهواء غاية ما يؤدي اليه اذا انقطع انه يموت الانسان لكن كونه لا يعرف ربه يعني انه يعيش في ضنك في الدنيا وفي ضنك في الاخرة قال فهي مضطرة الى علمها بانه خالقها واحد ومالكها وهب ومبقيها وحده وممدها بمنافعها لو ان الملحد الان تأمل في نفسه وجلس وقال ان من الذي نفخ في لابد ان يعلم وان يستيقن ان كان عاقلا انه لا يمكن ان تكون الطبيعة الجاملة كانت طبيعة جامدة والقاعدة ان الجمادات لا تعطي الكمالات الجمادات لا تعطي الكاميرات هذه قاعدة عقلية من الذي يعطي الكمالات من عنده الكمال المطلق او من عنده نوع من الكمال الا ترى ان الحديد مهما تصرفت الرياح والحرارة والبرودة والرطوبة واليبسة مما يسمونه الطبايع الاربعة لا تستطيع ان تصنع هذه القبائل الاربعة من الحديد سيارة لان الطبائع الاربعة طبايع ايش جامدة لا حراك له لا نفس له لا روح له لا عقل له لا فكر له لكن الانسان الذي عنده نوع من الكمال يتصرف في الحديدة في صنع منها سيارة هادي مسألة عقلية فكيف بالذي له الكمال المطلق يعطي من شاء الروح قال رحمه الله قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها ذلك الدين الحقيقي ولم يخرج عن هذه الفطرة الا من اشتالتهم الشياطين لو نظرنا الى جمهور الخلق نجد ان تسعة وتسعين في المئة من الخلق عندهم اقراض ربوبية الله عز ووجوده وان كانوا متنازعين في الوهية الله ونجد ان واحد في المئة تقريبا هذا في اخر احصائية قرأتها وانا في التسعينات عن وجود الملاحي لانهم لا يصلون الى نسبة واحد في المئة لا يصل لكن تنزلا طيب ما نسبة واحد في المئة الى تسعة وتسعين في المئة لا شيء تسعة وتسعين في المئة ها وواحد في المئة اشتعلتهم الشياطين صاروا يجحدون وجود الله حولت فطرة وغيرتها بالعقائد الفاسدة والخيالات الضالة والاراء الخبيثة والنظريات الخاطئة ثم في التسعة وتسعين هؤلاء يوجد الانبياء والمرسلون يوجد العقلاء و في هذه الواحد في المئة الشواذ من الناس سواء شواذ في فكرهم شواذ في جنسهم شواذ في اخلاقهم شواذ في آآ نفوسهم تجد منهم الامور الغريبة التي هم يحكونها عن مثلا من اكبر الملاحدة في القرن العشرين كيف كان كيف كانت نفسيته؟ القتل والتشريد لكل من لا يرى رأيه هذا نهاية الحاد على منواله وغيره وغيره كثير قال رحمه الله فلو خلوا وفطارهم لم يميلوا لغير ربي منيبين اليه في جلب منافع ودفع المضار ومنيبين اليه في التأله والتعبد والخضوع والانكسار لو ان رجلا ترك في جزيرة لما كان مثل الطرزان الذي صوروه لنا ونحن صغار هذا غير صحيح لو ان رجلا ترك في جزيرة او في غابة او في جبل ما توجه لا الى شجرة ولا الى حجر ولا الى صنم ما توجه الا الى العلو الى خالق السماوات والارض فطرة قال رحمه الله في الدليل التاسع من الادلة الثواب المعجل المحسنين والعقاب المعجل للظالمين قال رحمه الله ومن براهين وحدانية الله تعالى وكرمه ما يكرم الله به الواصلين لارحامهم المحسنين الى المضطرين والمحتاجين وخلفه العاجل لهم نفقاتهم. وتعويضه لهم من جوده وكرمه. وفتحه لهم اسبابا وابوابا من الرزق بسبب ذلك الاحسان الذي له الموقع الضيف وقد علم الخلق المتأملون ان سبب ذلك تلك الاعمال الصالحة. والصلة والاحسان والمقدمات الحسنة. الا يدلنا ذلك ان الله قائم على كل نفس بما كسبت وان هذا جزاء معجل وثواب حاضر نموذج بثواب الاخرة وانواع ذلك وافراده لا تدخل تحت الحصر. وقد رأى الناس من ذلك عجائب مصداق لقوله تعالى ومافقتم من شيء فهو يخلفه ولئن شكرتم لا ازيد عنك وهذا امر والله الذي لا اله الا هو انه مجرب ومشاهد فان الله يعطي المحسنين ما لا يعطي الممسكين يجد المحسن البركة في ماله ونفسه ووقته وعياله اضعاف اضعاف ما انفق بينما يجد الممسك المقتر البخيل الظيم الظنكا في نفسه والظنة على نفسه وعلى من حوله يعيش في ثوب الفقراء وهو من الاغنياء ولئن شكرتم لازيدنكم ولقوله صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه متفق عليه ولو اردت ان اذكر القصص الواقعية التي رأيتها او سمعتها من الثقاد لطال بنا المقام ولكن نكتفي بما ذكره الشيخ رحمه الله من الكلية وهي ان رؤيتنا لثواب المحسنين وعقاب الظالمين هذا كاف في نقول آآ قال الشيخ رحمه الله ولقوله صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه متفق عليه قال فكم احسن الله على المحسنين وكم اخلف نفقات المنفقين وكم جبر قلوب الواصلين لارحامهم المشفقين ونظير هذا البرهان يعني مثله مقارب له. العقوبات التي يعجلها الله للباغين والقاطعين والظالمين والمجرمين. بحسب جرائمهم عقوبات يشاهدها الناس رأي العين ويتيقنون ان ذلك جزاء وعقوبة لتلك الجرائم. فمن تأمل وسمع الوقاية وايام الله في الخلق وعلم ارتباطها باسبابها الحسنة والسيئة علم بذلك وحدانية الله وربوبيته وكمال عدله وسعة فضله فضلا عن الاستدلال بها على وجوده ووجوب وجوده. فان كل ما دل على شيء من اوصافه وافعاله فانه يتضمن اثبات ذات يوم جوبا وجوده وعلم اجتناد العوالم العلوية والسفلية اليه في ايجادها وبقايا وحفظها وامدادها بكل ما تحتاج اليه هذا الدليل كلي وافراده اه كثيرة ومجموع الافراد يسير الامر كلية النظر الى حال المحسنين في الدنيا قبل الاخرة والنظر الى حال المسيئين في الدنيا قبل الاخرة يجعلنا نستيقن بوجود الله تبارك وتعالى فكم من ظالم ظلم ثم وجدنا اثر ظلمه على نفسه في نهاية عمره عاجلا او على خلفه من بعدي اجله علاوة على ما ينتظره من العقوبة في الاخرة ثم قال رحمه الله فصل تابع لما قبله طرق معرفة الله واسعة غير منحصرة ومعنى هذا الكلام ايها الاخوة ان ما يذكره الشيء من الادلة والطرق على وجود الله عز وجل وفردانيته والوهيته وعبوديته هي بعض الطرق والا فهي واسعة وهنا انبه على امر وهو امر عقلية برهان ودليل عقلي يتفق عليه العقل عدم الدليل المعين لا يعني عدم المدلول عدم الدليل المعين لا يعني عدم البذل فاذا لم يجد احد من الملاحدة احد الادلة في نظره فلا يعني ذلك ان الله غير موجود لان عدم الدليل المعين لا يعني العدم لكن اذا لم يجد هذا الدليل بقصوره فلينظر الى الاخر فاذا لم يجدوا فلينظر الى الاخر اليس الانسان يبحث عن علم من عدة ابواب حتى يحصله اغلق عليه فلن يتعلم الانجليزية عند هذا البستان. فيذهب الى الاخر فاذا اغلق يذهب الى الاخر. فاذا اغلق يذهب الى الاخر حتى يتعلم فعدم الدليل المعين لا يعني عدم المدلول قال رحمه الله اعلم ان طرق معرفة الله واسعة جدا. وذلك بحسب حاجة الخلق وضروراتهم اليها ضرورات الخل لمعرفة الله عز وجل كونهم موجودا وكونه ربا وكونه معبودا هذه حاجة الخلق اليها كثيرة ضراتهم اليها عظيمة. لذلك كانت الادلة عليها كثيرة قال وكل يعبر عنها بعبارات اما كلية واما جزئية. بحسب الحال التي تحضره وبحسب الامور التي تغلب عليه اما التعبير بالكليات الكليات ما هي هي الامور الكلية التي تندرج تحتها جزئيات. الكليات هي الامور الكلية التي تندرج تحتها جزئيات كثيرة وهي ذهنية عقلية ولا وجود لها في الواقع الا جزئية ولا وجود لها في الواقع الا جزئياته مثال ذلك كل مخلوق يدل على خالقه. كل مصنوع يدل على صاحبه. هذه كلية لكن فلان مخلوق فلان مزنوق هذه جزئية اذا ما الجزئيات الكليات عرفناها ما الجزئيات؟ الجزئيات هي الامور الفردية المقيدة التي تندرج تحت الكليات وتكون ذهنية ولها افراد واقعية مثل قلنا قبل قليل كل مصنوع دليل على صانعه. هذه الكلية طيب زيد من الناس شجرة السدرة الحوت في البحر الشمس في السماء الصخرة في الارض هذه مصنوعات كل فرد منها جزئية تدل على الكلية قالت رحمه الله والا فكل ما خطر في القلوب وشاهدته الابصار وادركته الحواس والمشاعر وكل متحرك وساكن كل حيوان وجماد ادلة وبراهين على وحدانية الله وايات عليه. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد طبعا الابيات هذه آآ هي ابيات آآ نبيل عتاهية رحمه الله فذكره الثعالب وغيره اه يقول ابو العتاهية رحمه الله الا اننا كلنا بائد. واي بني ادم خالد وبدؤهم كان من ربهم وكل الى ربه عائدون. يا عجبا كيف يعصي الاله؟ ام كيف فيجحده الجاحد. ولله في كل تحريكة وتسكينة ابدا شاهد. وفي كل لشيء له اية تدل على انه واحد فهذه الابيات تدلنا دلالة واضحة كل شيء تدل على شيء بدلالة ايش اللجوء فاذا قلنا هذا ما هذا ماء اذا قلنا هذا ماء معناه ان هناك من صنع الماء وضعه في هذا الذي امامنا في هذا الميعاد المغلق المتقن فاذا نظرنا وجدنا من الذي صنعه بهذه الطريقة ولو لم يكتبوا ليتيقنا انه مصنوع بهذه الطريقة. لما قال عاقل انه وجد في العلبة هكذا صدفة ومثل هذا وقريب من هذا ما قاله ابو نواس شاعر المجون والخمر لكن يقال انه تاب في اخر عمره وهو يصف زهرة النرجس يقول تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين شاهدات او شاخصات وازدهار كما الذهب كما الذهب السبيك على قضيب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك قال رحمهم الله ولكن الجزئيات تسبق الى الاذهان وتفهمها القلوب تفصيلية. لماذا لان الجزئيات مشاهدة ومسموعة. اما الكليات ذهنية قال وما يحصل بها النفع والفائدة العاجلة بسهولتها وبساطتها وكونها تدرك بالبديهة. فلنذكر لها امثلة وحكايات عن المتقدمين والعصريين. وكل يفهم منها ما يناسبه ويليق بالفهم فذكر الشيخ رحمه الله امثلة وحكايات لاستدلال على الله عز وجل. وهذا هو الدليل العاشر امثلة وحكايات في الاستدلال على الله هذه الامثلة والحكايات تعددها دليل كلي معين على الاستدلال بوجود الله عز وجل قال رحمه الله سئل بعضهم بما عرفت ربك فقال ان البعرة تدل على البعير واثار السيل تدل على المسير فالسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج. الا تدل على اللطيف الخبير ذكره الثعالب وغيره في التفسير قال رحمه الله واجتمعت طائفة من الملاحدة ببعض اهل العلم اظنه ابا حنيفة رحمه الله. فقالوا ما الدلالة على وجود الصالح فقال له دعوني فخاطري مشغول بامر غريب قالوا ما هو؟ قال بلغني ان في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من اصناف الامتعة العجيبة. وهي ذاهبة وايبة وراجعة من غير احد يحركها ولا ربان يقوم عليها فقالوا له مجنون انت؟ قال وما ذاك قال هذا يصدقه عاقل سفينة تذهب وتجيء في دجلة بلا ربان وصنعت بلا ووجدت فيها الامتعة بلا اشخاص فقالوا لهم فكيف تصدقت عقولكم ان هذا العالم بما فيه من الاصناف والانواع الحوادث العجيبة الفلك الدوار السياق يجري وتجري هذه الحوادث بغير محدث وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك فرجعوا على انفسهم بالمنام وقيل انهم اسلموا ذكر هذه القصة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض في الجزء الثالث صفحة ستة وعشرين ومئة وكذلك ذكره ملا علي القارئ في شرحه الى الفقه الاكبر وقيل للامام الشافعي رحمه الله ما الدليل على وجود الله؟ فقال رحمه الله هذه اوراق شجرة التوت تأكلها دودة القزد فتخرج لنا حريرا وتأكلها الشاة فتخرج لنا بعرا تأكلها الغزالة فتخرج لنا مسكا وقيل للامام احمد ما الدليل على وجود الله قال هذه البيضة الملساء في داخلها البياء في خارجها البياض بداخلها الصفاء لا تجد الا منفذة ثم بعد ذلك ما هي الا ايام ويخرج شيء ذات الروح وهو الفرخ قال الشيخ رحمه الله وقيل لبعضه ما عرفت ربك فقال هذه النطفة التي يلقيها الفحل في رحم الانثى فيطورها الله من نطفة الى علقة الى مضغة الى اخرها قارية. فيكون بشرا سويا كامل الاعضاء الظاهرة والباطنة له سمع يسمع به الاصوات وبصر يبصر به المشاهدات وعقل يهتدي به الى مصالحه ويدان يبطش بهما ويعمل الاعمال الدقيقة ورجلان يمشي بهما واعضاء كثيرة خلقت لمنافع اخر معروفة وله منافذ يدخل منها ما يغذي البدن ومنافذ اخر يخرج منها ما يضره وقد ركب هذا التركيب العجيب الذي لو اجتمعت الخلق على ايجاد شخص واحد على هذا الخلق المحكم العجيب لعجزت معارفهم وقدرهم عن ذلك اليس ذلك دليلا وبرهانا على وجود الخالق وعظمته وحده اليوم ايها الملاحدة اطباؤكم الملاحدة لا تذهبوا الى اطباء المسلمين ولا الى اطباء آآ المتدينين لليهود والنصر. اذهبوا الى اطباء الملاحم قولوا لهم لماذا تأخذون الرحم وتضعونها في البويضة؟ ثم تتعهدونها طورا بعد طور حتى تخرج في زراعة ها ويكون سليما. لماذا تتعاهدونه؟ لماذا لا تتركون هذه الطبيعة اذا كان اطباؤكم العقلاء ملاحدتكم الاطباء يتعهدون هذه النطفة في البويضة فورا بعد طور لانه في خارج الرحم فكيف يتصورون من انفسهم انها في الرحم تكون نفسها بنفسها؟ اي عقل يقول هذا اذن النظر الى خلق النطفة الى ان جعله الله خلقا اخر كما قال عز وجل يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء هذا دليل عقلي الناقص لا يعطي الكمأ الكامل يعطي الكمال طبيعة ناقصة كيف يخلق بشرا سويا الذي يخلق البشر السوي هو الكامل المطلق ذو الجلال والاكرام سبحانه وتعالى الا ترى ان الانسان حينما يريد ان يصنع شيئا ماذا يتمنى الانسان ان يصنع جاوبه. يتمنى الانسان ان لو يصنع سيارة تمشي ذاتية وتفكر ذاتيته. يتمنى الانسان ان يصنع مثل نفسه ريموت يفكر مثله ها يمشي ذاتيا بلا كهرباء بلا شيء الى كافة لماذا يتمنى؟ لانه يرى في نفسه الكمال فيريد ان يصنع شيئا يقاربه لكن لان كماله ناقص لا يقدر على هذا الشيء قال رحمه الله تعالى قلت وقد ذكر الله هذا البرهان في كتابه في اساليب متنوعة منها قوله تعالى على طريق الشهوة الم يكن نطفة من مني يمنى؟ ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى قال عز وجل فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا. فانبتنا في احب وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبة وفاكهة متاعا لكم وللناس قال رحمه الله وقيل لبعضهم بما عرفت ربك قال بنقض العزائم والهمم هي العبارة ذكرها الباقلاني في كتابه الانصاف لكنها بزيادة بنقض العزائم بالمعجمة بنقضي المعجمة بدون العصا. بنقضي العزائم وصرف الهمم شرح الشيخ هذه العبارة قال ومعنى ذلك ان العبد يعزم في كثير من اموره عزما جازما مصمما لا ترددا فيه يريد ان يكون طبيبا يريد ان يكون مهندسا يريد ان يكون كذا وكذا ثم بعد ذلك تنتقض همته اما بسبب خارجي او بسبب داخلي وينحل عزمه الى تركه. ولامر اخر يرى فيه مصلحة وما ذلك الا لان الله على كل شيء قدير يصف القلوب كما يدبر الابدان وقد يصرفه عن بعض ما يعزم ابن علي لطفا به وابقان على ايمانه ودينه يتلطف به من حيث لا يشعر. فنسأله اللطف في الامور كلها. والتيسير على اليسر نقض العزائم وصرف الهمم امر عظيم ان تفكر كل عاقل في نفسه لوجد انه كم مرة عزما ثم انصرفت الذمة الى شيء اخر. وكم مرة لم تنصرف همته الى شيء؟ ثم وجد العزم يعني قال رحمه الله سئل بعضهم بما عرفت ربك فقال كم كنت مكروبا ففرج كربتي وكنت مريضا فدعوته فشفاني وكنت فقيرا فاغناني كنت ضالا عن الهدى فتلطف بي وهدان وليس هذا الامر لي وحدي. فكم له على عباده من هذه النعم وغيرها مما لا حصر له والتعد وهذا يضطرني للاعترافي بوحدانيتي وقدرته ورحمته قال وقيل لبعضهم بما عرفت الله فقال قد رأينا ورأى الناس في الدنيا مصارع البغاة المجرمين وعواقبهم الوخيمة. كما رأينا وراء في المحسنين راقبهم الحميد ولو لم يكن في ذلك الا التفكر في حال فرعون وموسى في حال قوم نوح ونوح في حال محمد صلى الله عليه وسلم وابي جهل والوليد وعتبة وشيبة وامثاله قال كما رأينا وراءه في المحسنين عواقبهم الحنيفة فعجل العباد نموذجا من الثواب والعقاب ليعرفوه ويخضعوا له وحده ويعبدوه وحده وقيل لاخر بما عرفت الله؟ فقال بايصاله النعم الى خلقه وقت الحاجة والضرورة قال هذا الغيث ينزله وقت الحج. ويرفعه اذا خيف منه الضرر وهذا الفرج يأتي اذا اشتدت الازمات وهذه المطالب تأتي منه وقت الحاجة اليها. وهذه اعضاء الادمي وقواه يعطيها الله اياه شيئا فشيئا بحسب حاجتي اليها يولد ليس له اسنان لانه لا يحتاج يشرب من لبن امه فاذا احتاج انبت الله له الاسنان ثم سيكون هناك اسنان لبنية ثم تكون هناك اسنان اصيلة كيف هذا التدرج خلق الله الذي احسن كل شيء خلقه قال فهل يمكن ان تكون هذه الامور صدفة؟ ام يعلم بذلك علم اليقين ان الذي اعطاهم اياه وقت الحاجة والضرورة هو الرب المعبود الملك المحبوب طبعا هنا لا يأتي احد من الملاحدة ويتفلسف ويقول انتم تقولون نزلوا الغيث وقت الحاجة ويرفع اذا خيف منه الضرر طيب يوجد السيول نعم يوجد السلول والزلازل سكن الارض ووجد الزلازل. انزل المطر واوجد السيول ها جعل البراكين وجعلها تخمد وجعلها تخرج نقول هذا لا ينتقض بالسيول والعواصف ونحو ذلك. لماذا؟ انتبهوا لما اقول هذه قاعدة ايضا كلية فهي نعم كل شيء في الوجود نعم على عباد ونقم على اخرين وجود ابليس نعمة للمؤمنين لانهم تميزوا ونقمة على الكافي العواصف نعمة للمؤمنين لان فيها هلاك ونقمة على الاخرين. طيب اذا جاءت على المؤمنين؟ نعم هي من عاجل العقوبات لكن اذا صبروا لهم المثوبات فنقول ما من امر في الكون يكون بامر الواحد الاحد الا وهذا الامر فيه نعم على عباد ونقم على وهذا الفعل من خصائص الرب تبارك وتعالى ان فعله الواحد منه نعمة من جهة ونقمة على الاخرين من جهة وتأملوا ان الله سبحانه وتعالى ايها المؤمنون تأملوا في سورة الشعراء ان الله لما اهلك الكافرين قوما بعد قوم بعد قوم بعد قوم بعد كل هلاك يقول وان ربك لهو العزيز الرحيم ما وجه الرحمة وهو اهلك الكافي وجهه العزة واضحة انه اهلك الكافرين. ما وجه الرحمة كما قلت لا يوجد فعل للرب الا وله وجه نعمة ووجه نقمة فهو اهلاكه للكافرين نقمة عليهم. وهو رحمة بالمؤمنين فلذلك اظهر الله عزته في هلاك الكافرين ورحمته في انجاء المؤمنين. لذلك يقول بعد كل قصة وان ربك لهو العزيز الرحيم قال رحمه الله قلت ومن هذا الباب ما نتكلم فيه من معرفة الله فانه لما كانت حاجة العباد الى معرفة الله فوق جميع الحاجات والضرورة رياح تفوق يسرها الله لعباده ونهج لهم طرقها وفتح لهم ابوابها ومسالكها واوضح ادلتها وذلك لشدة الحاجة اليها وسعة رحمة الله والاحسان وقيل لبعضهم بما يعرف الله فقال يعرف بانه علم الانسان ما لم يعلم خرج من بطن امه لا يعلم شيئا. فاعطاه الات العلم ويسر له اسبابه. فلم يزل يتعلم امور دينه حتى صار عالما ربانيا ولم يزل يتعلم امور الدنيا حتى صار ماهرا مخترعا للعجائب ويسر له كل سبب ينال به ذلك الشام موجود عند البهايم البصر موجود عند البهائم. الشم موجود عند البهايم. اللسان موجود عند البهايم. الدماء موجود عند البهايم ان الله خص هذا الادمي وهذا الانسي والجني من هؤلاء من هذه المخلوقات كلها فجعله يعقل لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون لعلكم تتذكرون لعلكم تتقون. ها هذي كلها هذه اية في حد ذاتها كل الالات التي نحن عندنا موجودة عند البهايم ما الذي تميزنا عنهم؟ التعقل تفكر تدبر امكانية العلم امكانية العلم قال رحمه الله ومن عجيب الامر ان اللوح اذا كتب فيه هذه الورقة اللوح اذا كتبنا فيه شيء اه وشغل بشيء من الاشياء. ملأنا الورقات بشيء. مثل هذه الورقة الان مملوءة من كلام الشيخ رحمه الله هذا لوح مملوء من كلام الشيخ طيب الان شغل بهذا الكلام. اذا اردنا ان نكتب كلاما جديدا اما ان نمحو واما لا نستطيع الكتاب هذا هو حال اللوح الموجود امامنا وجميع الواح الدنيا قال لم يسع غيرها ولم يمكن ان يكتب في شيء اخر قبل محي ما كتبت. وقلب الانسان لا يزال يحفظ ويعقل الامور والمعارف المتنوعة وكلما توسعت ها معارفه وغزو رعلمه قومية حافظته يعني الرام والذاكرة عند الانسان لا يمتلئ ابدا بخلاف الرام والذاكرة الصناعية التي صنعها البشر في الهواتف وفي الكمبيوترات تمتلئ لماذا لان الله خلق هكذا كلما توسعت معارفك وغزر علمك؟ قال قويت حافظته واشتدت ذاكرته وتوسعت افكاره. فهل هذه الامور في طوق البشر وقدرته ام هذا من اكبر البراهين على عظمة الله ووحدانيته وكماله وسعته قال وقيل لبعضهم بما يعرف الله فقال هذه النواة يغرسها الناس فيأتي منها النخيل والاشجار المتنوعة. وتخرج الثمار اللذيذة وتخرج الثمار اللذيذة النافعة وهذه الحبوب تلقى في الارض فتخرج اصناف الزروع التي هي مادة اقوات الادميين وبهائمها. ثم لا تزال تعاد وتغل كل عام ما يكفي العباد ويزيد عن حاجته. اليس هذا هو وهانا ودليلا على وجود الله وقدرته وعنايته بعباده ورحمته. وقد نبه الله على هذا الدليل والبرهان العقلي المشاهد في قوله تعالى ذلك الحب والنفع وقوله افرأيتم ما تحرثون؟ انتم تزرعونه يضع البذر في الارض ثم يسقيه الماء ثم ينتظر يضع يدا على خد وينتظر يقول في قلبه يا الله انبت الزرعة واجر الطرحة قال رحمه الله وقيل لمن بادر الى الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ما الذي دعاك الى ذلك؟ فقال رأيته ما امر بشيء فقال العقل ليته لم ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته امر به. فاستدل بنور عقله وقوة بصيرته على صدق الرسول. باشتمال ما جاء به على الصلاح ودفع الفساد وان ذلك موافق للعقول السريعة طبعا من صدق بالرسول فهو من باب اولى ايمانه بالرسول متظمن الايمان بوجود الله وربوبيته والوهيته وقيل لبعض العارفين باي شيء يعرف الله فقال بذوق حلاوة الطاعات بذوق حلاوة الطاعات وتجرع مرارة المخالفات فالعابدون اذا تلذذوا بقراءة القرآن يصعب عليهم امرار الكلام الاخر على اللسان اذا تذوقوا الخشوع في الصلاة يصعب عليهم الركب فيه اذا تذوقوا امساك اللسان عن القيل والقال صعب عليهم المقال في غير ذكر الله عز وجل في كل حال قال رحمه الله وهذا استدلال برهاني وجداني. نعم. الاستدلالات الوجدانية اذا تعددت صارت عقلية ممن وفق لهذه الحرب. يضطر العبد الى كمال الايمان وزيادة اليقين. فان من وجد حلاوة الطاعات والايمان وذاق لذة اليقين اما انا اذا غلبته النفس الامارة بالسوء على اقتحام بعض المعاصي اضطره الامر الى معرفة الله ووحدانيته الله اكبر قال وقيل لبعضهم باي شيء يعرف الله فقال بانتظام الاسباب على وتيرة واحدة ثم بتحويله لبعضها ومنع سببيته. وبايجاد اشياء بغير اسباب تعرف مرض انسان لا يعرفون لماذا مرض هذا المرض والاخر يعرفون انه مرض بناء على سبب كذا وكذا وهذا ما يسمى بالنظام بالنظام. وهذا النظام موجود اين في النواة بالذرة في الذرات في الجسم في الارض في الكون في الاكوان كل شيء عنده بمقدار فالشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سافر النهار هذا يتزوج اينجب ذكورا واناثا وهذا يتزوج في انج والذكور وهذا يتزوج فيجيب الانارة وهذا يتزوج يفحصه الاطباء لا يجدون مانعا هو معافى وزوجته معاصرة لا يدرون ما العلة قال رحمه الله وهذا صحيح فانه تعالى اجرى الامور على اسبابها ومسبباتها قدرا وشرعا ليعرف بذلك حكمته البالغة ولينشط العاملون على اعمالهم التي ربطها الله بمسبباتها. واجراها على سنتي ثم انه على ذلك منع بعض الاسباب عن ترتب اثارها عليه كما في معجزات الانبياء الخارقة للعدد وكرامات الاوبياء الله اكبر نتأمل الان ان ابراهيم عليه السلام والقي في النار النار محرقة. هذا سبب جعله الله في النار. لا يمكن انكار لكن الذي جعل فيه اه خاصية الاحرام قادر على ان يمنع عن النار خاصية الاحراق السكين قاطع جعل الله في السكين خاصية القطر وهذه عقيدة عند اهل السنة والجماعة بخلاف الاشاعرة الذين ينكرون خواص الاشياء الذي جعل في السكين قاطعة خاصية القطع وفي السيف خاصية القطع قادر على ان يسلب السكين خاصية القطع كما ينتقل ان ابراهيم عليه السلام امر السكين على رقبته على ظهر رقبة اسماعيل فلم يقطع. فتعجبوا فالتفت فراعن جبريل ومعه كبش قال الشيخ رحمه الله تعالى لا اله الا الله وكذلك يوجد كثيرا من الاشياء يوجد كثيرا هكذا مطبوع والصواب يوجد كثيرا من الاشياء بغير الاسباب المعهودة. كما اوجد عيسى من ام بلا اب ويحيى بين ابوين لا يولد لمثلهما. وادم بلا ابوين وام وحواء بيلاقوا قال رحمه الله من بطن امه لا يعلم شيئا ولا يقدر على شيء فعلم جميعا وكانت هذه من جملة منن الله عليه فخالق السبب هو المسبب تبارك وتعالى. فهذا اكبر برهان على كمال قدرة الله الذي اقدر العبد الضعيف على هذه الامور التي واشياء كثيرة من هذا النوع ليعرف العباد انهم متصرف التصريف المطلق وانه كما يتصرف الاشياء باسبابها المعلومة المرتبطة بها كذلك يتصرف فيها بغير المعهودة وهنا اقول ان هذا من خصائصه تبارك وتعالى الدالتي على وجود وربوبيتي والوهيتي وهو يفعل ويخلق بلا سبب ولا مادة ايها الملحد انتبه هذه خاصية انه يخلق بلا سبب وبلا مانع وكل شيء غير الله لا يقدر على فعل الا بسبب او مادته لما كان الله من خصائصه انه يوجد شيئا بلا سبب وبلا مادة قال يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له الله يقول كن لا شيء فيكون الذباب فيكون الدابة فتكون الدابة فيكون للشجر فيكون اكوان وهكذا قال رحمه الله ولهذا كان جمهوره هذا النوع من معجزات الانبياء والكرامات للاولياء. وقد تكون لغيرهم اي لغير الانبياء هم الاولياء وقد تكون لغيره تقريبا المعجزات الانبياء كرامات الاولياء. قد تكون لغيرهم كيف تكون لغيرهم كما قال بعض العلماء ان خوارق العادات قد تكون على يد عدو من اعداء الله ابتلاء للعباد مثل ما يعرف عنه الدجال انه في اخر الزمان يأتي باشياء خارقة للعذاب قال وهي كلها براهين على وحدانية الله والهيته وربوعه وقيل لبعضهم بما يعرف الله فقال من ناظر في مواد الرزق وتأمل حالة من لهم موجودات كثيرة اموات طائلة ولا رأيت من هذا بعيني اناس لهم اموال مد البصر وعقارات وغلات كثيرة ولكنهم قد اتكلوا عليها فضاقت عليهم الامور وركبتهم الديون وجاءت الامور على خلاف ما يأملون ثم نظر الى اناس كثيرين ليس لهم عقارات ولا غلات ولا موجودات وانما يسرت لهم اسباب بسيطة لا تخطر على بال احد ان تكفيهم ولكن الله بارك فيها. وبسط لهم الرزق. فكانوا ابسط قلوبا واريح نفوسا وارغد من الاولين قال رحمه الله والسبب في ذلك انهم قاموا بالاسباب متوكلين على مسببها. فقلوبهم على الدوام متطلعة الى ما عند الله. راجع منه تسجيل الرزق والاولون بالعكس والاولون بالعكس قلوبهم متعلقة باملاكهم وموجوداتهم فبذلك يعرف الله ويعرف ان الامر كله لله لزلك اذا نظرنا لكثير من الاقوياء الاذكياء العاملين ليلا ونهارا تلاتين دريس او مقطرة واسبابهم مخفقة ونجد كثيرا من الضعفاء البلداء الذين ليس عندهم وهذا كله ليس عنده من القوة والذكاء ما عند الاولين. والله قد بسط له الرزق ويسر لهم امرهم. وهذا كله مشاهد يضطر العاقل ان يشهد لله بالتصرف وان الامر كله لله مجنون عنده ملايين ورزق ساقه الله عاقل من اعقل الناس يموت الجوع لا يجد لا يكاد يجد ما يأكل قال وقيل لاخر بما يعرف الله فقال بمداولته الايام بين العباد في العز والذل والغنى والفقر لاسباب وبغير اسباب قيل لاخر بشيء يعرف الله فقال لي مصداق قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فتنظر مصداقها شاملا للخليقة وان كل احد قد يسر الله له من اسباب الرزق ما به يعتش. هذا بتجارته وهذا بصناعته وهذا بحرادته فهمتي؟ وهذا بعمله وخدمته وهذا بمخلفات من قبله وهذا بالتنمية المواشي وهذا باحسان غيره عليه. بسؤال وغير سؤال وهذا بكد غير الى غير ذلك من الاسباب المعروفة التي قدرها العزيز الحكيم رزقا للعباد فسبحان من وصل وصل رزقه الى اصغر الذرات حان من وصل رزقه الى ذراته ومهامه البراري وقعور البحور والظلمات جعل لكل دابة رقيقة وسببا في تحصيل رزقه سبحان الله العظيم وقيل لبعضهم بما يعرف الله؟ فقال ان لمعرفة الله ابوابا وطرقا كثيرة جدا ومن جملتها ما هدى الله له العباد في هذه الاوقات من المخترعات الكثيرة واعمال الكهرباء وايصال الاصوات والانوار ونحمي الى مسافات شاسعة وامكنة كاين متباعد. من الذي هدى البشر الى معرفة وجود الذبذبات في الجو؟ من الذي هدى البشر الى معرفة وجود المنخفضات مرتفعاتنا الجوية. من الذي هدأ البشر الى ان الكهرباء يمكن انتاجه بهذه الطريقة. الذي وهب له العقل هو الذي هداه قال وهو الذي علم الانسان وهو الذي اقدره على ذلك. وهو الذي خلق المواد والمعادن التي تستخرج بها هذه الاشياء. وهداؤه الى تأليفها. ومعلوم انه خرج عدوا سابقا من الامور المحالة المبتدعة قال الشيخ رحمه الله قلت وهذه الاجوبة كلها عن الكليات والجزئيات الصحيحة. تضطر العقول الى الاعتراف بربها وحدانيته. ويمكن مضاعفة فتوى الى اضعاف كثيرة يعني اذا اردنا ان نعدد اصنافنا فانك اذا نظرت نظرة عمومية للعالم العلوي والسفلي وعظم هذه المخلوقات وانتظامها العجيب وتركيبها المحكم وترتيبها وما ينتج عن من مصالح العالم والمخلوقات علمت ان لهذا العالم ربا عظيما وملكا كبيرا وقادرا مقتدرا قد خضعت له الاكوان ودانت له طريقة واخذ بنواص العباد وعلمت ان كل ما في السماوات والارض عبيد ومماليك لرب ليس لهم من الامر شيء تم اذا نظرت الى كل مخلوق على حدته يعني على انفراد وتأملت ما اشتمل عليه من الخلق العجيب والحكم الباهرة ثم نظرت على وجه الخصوص الى نفسك وصفاتك وما اودع فيها من الخلق العجيب والحكم الباهرة. عرفت ان الله هو الرب خالق الرازق المدبر لكل شيء حكيم وفي كل شيء. قال تعالى وفي الارض ايات للموقنين قال وفي انفسكم افلا تبصرون قال فجميع مخلوقات الله وجميع الحوادث التي يحدثها الله ايات وبراهين على انه واحد عظيم وانه رب كريم وملك جواد وكذلك اذا تأملت الشرع الكامل وان اخباره كلها صدق قد قامت البراهين على صدقها واحكامها كلها عدل تأمر بالخير والصلاح وتنهى عن الشر والفساد وتجري احكامها المحكمة وحقوقها العادلة مع الازمان مهما تطورت الاحوال واختلفت العوائد لا يختل صلاحها ولا ينتقض هداها بل لا يكون هدي والصلاح هو خير الا به كون شريعة جاءت بادلة واحكام عامة تصلح لكل زمان ومكان ولكل فرد وشخص هذا في حد ذاته دليل على انه من عندي ان الرب موجود لان الخلق كلما يصنعون قانونا كل ثلاثين سنة عشرين سنة اربعين سنة يغيرون القوانين لماذا لأنهم لما وضعوا القوانين نظروا لاشياء معينة ثم بعد عشرين سنة تغيرت. فلا بد ان يغيروها اذا مثل الان ان يضعوا الاشارة في شارع معين ثم بعد مدة يفكرون انه لابد ان تزال هذه الاشارة ونضع هنا دوار او نضع هنا جسر رب البرية منذ ان خلق السماوات والارض وجد الشمس اوجد الشمس اوجد القمر اوجد النجوم سبحانه وتعالى قال رحمه الله بل لا يكون هديا وصلاح وخير الا بها. ولا تأتي بامر تحيله العقول وتكذبه الحواس الصحيح. بل تشهد العقول الكاملة ان احكام احسن الاحكام وهذا من ادلة صحة الشريعة وهي ادلة تدل على وجود الرغبة ما هي؟ مرة اخرى كون هذه الشريعة ليس فيها ما هو مخالف للعقول وان كان فيها ما هو ما تحاروا فيه العقول لكن ليس فيه ما هو من محالات العقوق قال اليس هذا اكبر برهانا؟ على عظمة الله وقدرته والسعة علمه وشمول حكمتي ورحمتي. وانه المحمود في كل حال على خلقه للمخلوقات وعلى شرعه الشرع رايح احسن ما صنع واحكم ما شرع ليس في ذلك عيب وعبث وليس فيها ما يناف الحكمة بوجه من الوجوب صنع الله الذي قنا كل شيء وما نحسنن من الله حكما لقوم مرسلين ثم قال رحمه الله تعالى فصل من الادلة ان وجود الرب اظهر من كل شيء. وهذا هو الدليل الحادي عشر قال ومن اعظم البراهين على وحدانية الله ووجوب وجوده ما دعت اليه الرسل صلوات الله وسلامه عليهم امم ونبهتهم على البراهين العقلية على ذلك اخبروهم خبرا معلنين به ومتفقين عليه ان وجود الرب اظهر من كل شيء. واجلى واوضح من كل شيء واعلى من كل شيء. وانه لا يمكن ان يعترض ذلك شك ولا ريب بوجه من الوجوه. لهذا قالت رسل جميعا افي الله شك وهذا استفهام وانكار عظيم على من يشكه يمتلي بالله. وقد مرر معنا انه استفهام انكار وتقرير. انكار من وجود تقدير من وجهي قال وبيان انه متقرر في عقول الخلق وفي القريب ان وجود الله وحدانيته اظهر الاشياء واجلاها. وان من شك في ذلك فهو مباهت مكابر غير مبالي من مخالفة العقل والدين هذا الدليل براهين الرسل العقلية ها لابد ان ننتبه الرسل عليهم الصلاة والسلام لهم براهين وعقلية وبراهين مشاهدة وبراهين تشريعية كلها تدل على وجود الرب على ربوبية الرب على الوهبية. مرة اخرى الرسل عليهم السلام جاؤوا ببراهين عقلية براهين مشاهدة مسموعة وبراهينها تشريعية قال رحمه الله فان هذا وهذا استفهام وانكار عظيم على من يشك ويمتلي بالله. وبيان انه متقرر في عقول الخلق وفي الطريق ان وجود الله وحدانيته اظهر الاشياء واجلاله وان من شك في ذلك فهو مباهت مكابر. غير مظالم لمخالفة العقل والدين بين جميع الاشياء وجودها وبقاؤها وحفظها وحصول الجميع كما نأتيها بالله تعالى. فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الذي اوجد كل شيء. ولهذا قالوا الله شك فاطي السماوات والارض فالذي خلق السماوات والارض العالم العلوي والعالم السفلي لما فيها من المخلوقات اوجدها من العدد. وابدعها واتقن صنعها لا ينكر الا من جنت عقولهم وانقلبت قلوبهم وفسدت فطرهم. واختلفت وانا اقول هنا كون الله هو الذي اوجد هذه الاشياء مما يدل على ذلك ان الناس لو اجتمعوا على ان يثنوا هذه الاشياء ما يقدرون لما يصنعون بناية او عمارة او شيئا يستطيعون ان يدمروها وينزلوها لانهم هم صنعوه لكن البشر لو اجتمعوا على ان يدمروا الشمس لا يقدرون لماذا لا يقدرون لانهم لم يخلقوا الشمس يفسدون في الارض يفسدون في البر في البحر نعم يدمرون ينهون كوكب الارض لا يمكن هذا بيد الله عز وجل فخالق المادة هو المفدي لها فلما نحن لم نخلق المادة لم نستطع اصلاحها. فنقول لمن يقول لا يوجد اله نقول تعال. هذه المادة افنية انت لا تستطيع افناء المادة فكيف تدعي انه لا يوجد رب لماذا لا تستطيع اثناء المادة؟ لانك لم توجدها. الذي اوجدها هو الذي يثمر قال واكثر اعداء الرسل مشركون معترفون بالرب وتفرده بالخلق وذلك كقوم نوح وهود وصالح غيرهم ومنهم ملاحدة معطلون كفرعة. اذ قال وما رب العالمين؟ على وجه الانكار والجهل. كما مر معنا لفرعون كان انكاره جحودا وانكارا والا ففي قراءة لنفسه كما قال الله عز وجل واستيقظتها انفسهم وقال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري هذا التكرر. وجميع الرسل ذكروا امهم المكذبين واحتجوا المكذبين واحتجوا عليهم بخلق الرب مخلوقاتي كلها وانه رب العالمين ورب الاولين والاخرين وذكروهم بكثرة النعم من الله عليه. وكل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فاحتجوا عليهم وبرهنوا على ذلك بانهم رب الخالق مدبر. المنعم بالنعم كلها. وان من كان هذا وصفه فهو المستحق لاخلاص العبادة له ولكثرة ذكري وشكري وحمدي والثنائي عليه. وهذه كلها براهين وعقلية لا ينكرها الا من نبذ لا العقل والدين قال رحمه الله اه من الادلة ايام الله ووقاياه. وهذا هو الدليل الثاني عشر قال وكذلك ذكروهم بايام الله ووقائعهم في الامم الطاغية. وذكروهم ان هذه العقوبات ثمرة الكفر والتكذيب. وانها نموذج من عقوبات الاخرة دلائل المشاهدة والدلائل السمع للاثار الباقية. اثار قوم نوح اثار قوم هون اثار قوم فرعون وهكذا غيرهم وهي عقوبات ومثلات شاهدها الناس بابصارهم. ومن لم يشاهدها فقد تناقلتها الامم والقرون. فتواترت اخبارها ولهذا يجعل الله هذا النوع من الايات العقلية الحسية. قال الله تعالى وسكنتم في مساكن الذين ظلموا. انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم. وان كانت مكرهم لتزول منه الجبال وقال تعالى ولم يسروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وقال ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون الثالث عشر من الادلة ذكر الشيخ رحمه الله قال ما عليه الانبياء من الكمالات وما لهم من الايات قال وكذلك ذكرتهم الرسل بما هم عليه من النصح الكامل والعلم الواسع والصدق وان جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اعلم الخلق واصدق والخلق وانصح الخلق للخلق وانهم معصومون محفوظون عن كل وصف دميم. وذكروا من معجزاتهم وبراهين صدقهم ما يضطر العباد اعترافك بانهم اصدق الخلق وان كل ما جاءوا به فهو حق. واعظم ما دعوا اليه توحيد الله ومعرفته جميع ايات الانبياء ومعجزاته وعن صدقهم. من جملة الادلة على وحدانية ربهم. وانه الملك الحق المبين الكمالات التي كان عليها الانبياء من الاخلاق والتعامل هذا الدليل على صدقهم ودليل يتضمن وجود الرب عز عز وجل ورؤيته الى غيره كذلك الايات تتضمن هذا المعنى اه الرابع عشر وهو الاخير نذكره اليوم ونقف عليه ان شاء الله من الادلة اجتماع كلمة الرسل على توحيد الله هذا يسمى الدليل الاجماع قد يسلم به بعض العقلاء قد لا يسلم به بعض العقلاء. لكنه اجماع من عقلاء البشر لو سألت اليهودي من هم عقلاء البشر؟ لقالوا موسى ومن قبله من الانبياء لو سألت النصارى من عقلاء البشر لقالوا عيسى ومن قبلهم من الانبياء والمرسلين. لو سألتم المسلمين من عقلاء البشر؟ لقالوا محمد ومن قبله من الانبياء والمرسلين فهؤلاء العلماء عقلاء باتفاق اهل الديانات الثلاثة هذه فضلا عن غيرها كلهم يعترفون بان عقلاء البشر هم الانبياء والمرسلون قال رحمه الله ثم ان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم الذين هم على الخلق في كل علم وصدق وبيان وفضل وكمال قد اتفقت كلمته واجتمعت دعوتهم على الامر بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له. والاعتراف لله بوجوب الوجود والكمال المطلق وهذا اعظم الحقائق كلها وهو التوحيد ان اجمع لي اكمل الخلائق عقولا واديانا وفضائل. فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون. ويل لكل لاخفاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كالم يسمعه فبشره بعذاب اليم والعجب من الملاحدة اليوم ان انهم يستدلون ببعض اطبائهم وبعض آآ من اخذوا جوائز نوبل مثلا وبعض فلاسفتهم وينسون ها ها كل من سبقهم من عقلاء البشر سواء كانوا اطباء او انبياء او فلاسفة او ودبا او غيره نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يهدينا الى سواء السبيل وان يثبتنا على الدين حتى نلقاه على توحيده وفرطانيته والوهيته سبحانه وتعالى وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والملتقى ان شاء الله بعد الغد لنكمل المحاضرة الثالثة والاخيرة وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين