هذا معنى وانا الدهر الدهر انما هو مخلوق وهو زمان للعمل جمال للعمل وليس الدهر هو الذي يصيب الناس وهو الذي او انهم او ان الموت انما هو من افعال الدهر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المؤلف رحمه الله صاحب كتاب فتح المجيد في باب من سب الدهر فقد اذى الله قال وقال محمد بن اسحاق عن العلاء بن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل استقرضت عبدي فلم يعطني وسبني عبدي يقول وا دهراه وانا الدهر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين في هذا الحديث يقول الله استقررت عبدي ولم يعطني بمعنى ان الله امر عبده ان يتصدق وان يعمل الاعمال الصالحة من ما له فبخل بذلك وامسك المال ظيع اخرته لم يقدم لها شيئا الله اعطاه هذا المال من اجل ان ان يعمل به عملا صالحا يجده في اخرته ولم يعطه هذا المال ليعبث به او ليتكبر به على الناس وانما اعطاه هذا المال ليتمكن به من العمل الصالح ومن الصدقات وايتاء الزكاة والنفقة على اهله ومن تلزمه نفقته بل انه اساء التصرف في هذا المال الذي اقرضه الله اياه استقررت عبدي فلم يعطني. الله جل وعلا امر بالصدقات وامر باخراج الزكاة وامر بالانفاق في وجوه الخير كل هذا قرظ اه اقرضه ربه والله سبحانه وتعالى خير الرازقين الله جل وعلا ليس بحاجة الى اعمال العباد وانما هم المحتاجون اليها لكن برحمته انه آآ يتقبلها منهم ويثيبهم عليها ويضاعفها لهم فهذا من فظله واحسانه نعم. وسبني عبدي يقول وا دهراه وانا الدهر يقول وا دهراي يشكو دهره والله هو الدهر بمعنى بين الرسول هذا فقال بيدي بيدي الامر اقلب الليل والنهار. هذا معنى انا الدهر وليس الدهر من اسماء الله سبحانه وتعالى. نعم قال الشافعي وابو عبيد وغيرهما من الائمة في تفسير قوله لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر كانت العرب في جاهليتها اذا اصابهم شدة او بلاء او ملامة قالوا يا خيبة الدهر فيسندون تلك الافعال الى الدهر ويسبونه وانما فاعلها هو الله فكأنهم انما سبوا الله سبحانه لانه فاعل ذلك في الحقيقة نعم اذا سبوا الدهر سبوا الرب سبحانه وتعالى لان الله هو الذي بيده الامر والتدبير والخلق والايجاد اما الدهر فانما هو وقت للعمل فقط من حفظه وعمل فيه عملا صالحا وجده عند الله سبحانه وتعالى ومن ضيعه فانه خسر الدنيا والاخرة كما في القرآن خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. نعم فكأنهم انما سبوا الله سبحانه لانه فاعل ذلك في الحقيقة. فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لان الله هو الذي يعنونه ويسندون اليه تلك الافعال هذا احسن ما قيل في تفسيره وهو المراد والله اعلم. نعم وقد غلط ابن حزم رحمه الله ومن نحى نحوه من الظاهرية في عدهم الدهر من الاسماء الحسنى. اخذ ام من هذا الحديث انتهى نعم ابن حزم والظاهرية غلطوا في هذا ظنوا ان ان هذا هو المقصود بهذا الحديث مع ان المقصود لقوله تعالى وانا الدهر كما بينه في نفس الحديث اقلب الليل والنهار وانما الحياة والموت بيد الله والدهر انما هو زمان للعمل العمل الصالح والعمل السيء نعم. وقد تبين معناه في الحديث بقوله اقلب الليل والنهار وتقليبه تصرفه تعالى فيه مما يحبه الناس ويكرهونه نعم الرسول بين معنى قوله وانا الدار انه يقلب الليل والنهار اهو الذي الله جل وعلا هو الذي يقلب الليل والنهار وبيده الامر سبحانه وتعالى ولا رأيت من جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله يأتيكم بظياء افلا تسمعون نعم وفي هذا الحديث زيادة لم يذكرها المصنف رحمه الله وهي قوله بيد الامر. لانها تفسر هذه اللفظة تفسر قوله وانا الدهر نعم. وقوله وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر معنى هذه الرواية هو ما صرح به في الحديث من قوله وانا الدهر اقلب الليل والنهار يعني نعم يعني ان ما يجري فيه من خير وشر بارادة الله وتدبيره بعلم منه تعالى وحكمة لا يشاركه في ذلك غيره ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن نعم هذا واضح نعم فالواجب عند ذلك حمده سبحانه في الحالتين وحسن الظن به سبحانه وبحمده والرجوع اليه في الحالتين الحالة الحسنة والحالة السيئة فيحمد الله عز وجل فيكثر من العمل الصالح ويتوب من العمل السيء وبذلك يكون الوقت مغنما له نعم اه فالواجب عند ذلك حمده في الحالتين وحسن الظن به سبحانه وبحمده والرجوع اليه بالتوبة والانابة كما قال تعالى وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون نعم بلوناهم ايختبرناهم بالحسنات والسيئات فكل ما يجري في هذا في هذا الوقت من الليل والنهار انما هي افعال العباد من خير او شر وفي الدار الاخرة يلقون ثمرات عملهم في الدنيا فاهل الخير يجدون الخير واهل الشر يجدون الشر نعم وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. بلوناهم يعني اكتبرناهم بالحسنات التي تجري من سعة الرزق وسعة البال ما يحصل لهم في هذه الحياة من المسار وكذلك في المقابل فيجدون الشر ويجدون اه المحن ويجدون العقوبات وكل ذلك مرده الى اعمالهم فمن عمل خيرا وجده ومن عمل شرا وجده ولا يظلم ربك احدا نعم وبلوناهم بالحسنات والسيئات لولاهم يعني اختبرناهم بالحسنات وهي ما يجري من الخير والسيئات وهي ما يجري من الشر هذا اختبار من الله سبحانه وتعالى وامتحان. نعم. لعلهم يرجعون لعلهم يرجعون يتوبون الى ربهم عز وجل ويصلحون عملهم هذه هي الحكمة لذلك نعم. وقال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة. والينا ترجعون. نبلوكم يعني نختبركم بالخير والشر فتنة فيتنهى عن الاختبار وامتحان نعم ونسبة الفعل الى الدهر ومسبته كثير في اشعار المولدين كابن المعتز والمتنبي وغيرهما اي نعم فهذا السنة الشعراء في الغالب انهم يسيئون التعبير وينسبون الحوادث الى الزمان ولا ينسبونها الى الخالق سبحانه وتعالى ويعرفون الحكمة منها فهم لا يعرفون هذا الشيء تجد هذا في اشعارهم كابن المعتز المتنبي وغيره نعم وليس منه وصف السنين بالشدة ونحو ذلك كقوله تعالى ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد قال بعض الشعراء ان الليالي من الزمان مهولة تطوى وتنشر بينها الاعمار فقصارهن مع الهموم طويلة وطوالهن مع السرور قصار وقول ابي تمام اعوام وصل كاد ينسى طيبها ذكر النوى فكأنها ايام ثم انبرت ايام هجر اعقبت نحوي اسا فكانها اعوام ثم انقضت تلك السنون واهلها وكانهم احلام نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن سب الدهر نعم الاولى النهي عن سب الدهر. فلا يجوز ان يسب الدهر لان الدهر ليس له تصرف لما يجري فيه وانما المتصرف هو الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر الخير وقدر الشر وهو الذي يحاسب بني ادم على اعمالهم نعم الثانية تسميته اذى لله فالله جل وعلا يتأذى ولكنه لا يتضرر يتعذى يؤذيني ابن ادم ها ولكنه لا يتضرر سبحانه وتعالى لا يضره شيء نعم الثالثة التأمل في قوله فان الله هو الدهر فان الله وهو الدهر وش معنى هو الدهر؟ يعني انه يقلب الليل والنهار كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم وانا الدهر اقلب الليل والنهار. نعم الرابعة انه قد يكون سابا ولو لم يقصده بقلبه اي نعم قد يكون شابا بلفظه ولو لم ينوه ويقصده بقلبه نعم. وفقكم الله يا شيخ وصف اليوم بانه يوم حار او يوما آآ سيء يقول ان حصل له حادث فليكن هذا من سب الدهر اذا وصف اليوم بانه حار او بارد اليوم يكون حر ويكون بارد ولا يعد من السب لا وصف هذا وصف واذا وصف بانه يوم سيء عليه لانه اتى حادث لا لا ما ينسب هذا للدهر ينسبه الى فعله هو. ايضا فضيلة الشيخ اه بعض الناس يقول اه يلعن اليوم الذي تعرف فيه الى فلان اليوم لا يلعن ولا يسب ولا يذم وانما عليه ان يرجع الى نفسه وتصرفاته فيتوب الى الله من السيئات ويكثر من الحسنات نعم. كذلك فضيلة الشيخ التشاؤم ببعض الايام كيوم مثلا بعضهم يتشائم بيوم الاربعاء او يتشائم بالشهور كشهر صفر هل يعد هذا من اه هذا من افعال الجاهلية وهذا من افعال الجاهلية لا لا ينسب الى الدهر شيء مما يجري فيه بامر الله سبحانه وتعالى. الله هو المالك المتصرف نعم. كذلك فضيلة الشيخ وفقكم الله قول القائل هذا يوم مشؤوم اللي يعد من سب الدهر. وش السبب حصل لها حادث او حصل له قضية ما هو بمشؤوم المشؤوم افعال العبد. هم. نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين