بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله. في هذا اللقاء المبارك وفي هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر رجب من عام اربعة واربعين واربع مئة والف للهجرة كتاب الذي بين ايدينا التحرير والتنوير نقرأ في مقدمته. المقدمة الاولى تفضل يا شيخ اقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى المقدمة الاولى في التفسير والتأويل وكون التفسير علما. التفسير مصدر وفسر بتشديد السين الذي هو مضاعف فسر بالتخفيف من بابين نصر وضرب. الذي مصدره الفسر وكلاهما فعل متعد فالتضعيف ليس للتعدية. والفسر الابانة والكشف لمدلول كلام او لفظ بكلام اخر هو اوضح لمعنى المفسر عند السامع ثم قيل المصدران والفعلان متساويان في المعنى. وقيل يختص المضاعف بابانة المعقولات. قاله الراغب وصاحب الفصائل. وكان وجهه ان بيان المعقولات ان بيان المعقولات يكلف الذي يبينه كثرة يكلف الذي يبينه كثرة القول الالمعي الذي يظن بك الظنون كان قد رأى وقد سمع فكان تمام البيت تفسيرا لمعنى الالمعي وكذلك الحدود المنطقية المفسرة للمواهب والاجناس لا سيما الاجناس العالية الملقبة بالمقولة بالمعقولات فناسبها ان يخص هذا البيان بصيغة بناء على ان فعل المضاعف اذا لم يكن للتعدية كان المقصود منه الدلالة على التكثير من المصدر. قال في الشافية وفعل التكفير غالبا وقد يكون التكفير في ذلك مجازيا واعتباريا بان بان ينزل كدا بان ينزل الفكر في تحصيل المعاني الدقيقة. بان ينزل كد الفكر في تحصيل المعاني الدقيقة. ثم في اختيار اضبط الاقوال لابانته فيها منزلة العمل الكثير كتفسير صحار العبدي. وقد سأله معاوية عن البلاغة فقال ان تقول فلا تخطئ وتجيب فلا تخطئ. ثم قال لسائله اقلني لا تخطئ ولا تبطئ. ويشهد لهذا قوله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فاما اذا كان فعل المضاعف للتعدية فان افادته التكفير مختلف فيها. والتحقيق ان المتكلم قد يعدل عن تأدية الفعل بالهمزة الى تعديته لتضعيف لقصد الدلالة على التكثير. لان المضاعف قد عرف بتلك الدلالة في حال في حالة كونه فعلا لازما. فقارنته تلك الدلالة عند استعماله للتعدية مقارنة تبعية. ولذلك قال العلامة الزمخشري في خطبة الكشاف الحمد لله الذي انزل القرآن كلاما مؤلفا منظما. ونزل وعلى حسب المصالح مندما. فقال المحققون من شراحه جمع بين انزل ونزل لما فيه نزل من الدلالة على التكثير. الذي يناسب ما اراده العلامة من التدريج والتنجيم وانا ارى استفادة وانا ارى ان استفادة معنى التكفير في حالة استعمال التضعيف للتعدية امر من مستتبع الكلام حاصل من قرينة عدول المتكلم البليغ عن المهموز الذي هو خفيف الى المضعف الذي هو ثقيل. فذلك العدول قرية على المراد وكذلك الجمع بينهما في مثل كلام الكشاف قرينة على ارادة التكفير. وعزى شهاب الدين القرافي في اول انوار البروق الى بعض مشايخه ان العرب فرقوا بين بين فرقا بالتخفيف وفرق بالتشديد. فجعلوا الاول للمعاني والثاني للاجسام على ان كثرة الحروف تقتضي زيادة المعنى او قوته. والمعاني لطيفة يناسبها المخفف. والاجسام كثيفة يناسبها التشديد. وتشكله هو بعدم اضطراده وهو ليس من التحرير بالمحل اللائق. بل هو اشبه باللطائف منه بالحقائق. اذ لم يراعي العرب في هذا الاستعمار معقولا ولا وانما راعوا الكثرة الحقيقية او المجازية كما قررنا. ودل عليه استعمال القرآن الا ترى ان الاستعمالين ثابتان. في الموضع الواحد قوله تعالى وقرآنا فرقناه قرأ بالتشديد والتخفيف وقال تعالى حكاية لقول المؤمنين لا نفرق بين احد من رسله وقال لبيد وكانت عادة منه اذا هي عردت اقدامها. فجاء بفعل قدم وبمصدر اقدم. وقال سيبويه ان فعل وافعل يتعاقبان على ان التفرقة عند مثبتها تفرقة في معنى الفعل لا في حالة مفعوله بالاجسام. طيب بارك الله فيك. طيب تفسير لغة هو نتكلم الان عن التفسير في اللغة ثم سيدخل الان الى التفسير اصطلاحا. ويقول التفسير في اللغة يعني مصدر بالتشتيت وفسر هو مضاعف فسر بالتخفيف. فيقول وكأنه يقول يعني يستعمل فسر وفسر والفسر في الاشياء المحسوسة. وفسر بالاشياء المعنوية وكأنه يقول يعني فسر آآ تفيد التضعيف وتفيد المعنى اقوى لان الزيادة في المبنى زيادة في المعنى وآآ مثل ما قال يعني في المعقولات بالتخفيف. وفي المحسوسات بالتخفيف وفي المعقولات بالتثقيل. فيقول فسر تفسيرا يعني القرآن من الفعل فسر كما دل عليه القرآن قال ولا يأتونك بمثل الا جناك بالحق واحسن تفسيرا. الفعل فسر تفسيرا طيب يعني اصلا هو يعني نريد ان نصل لاي شيء نريد ان نصل ان التفسير معناه الكشف والبيان والايضاح هذا معناه في اللغة. فاذا فسرت الاية كشفت معناها واوضحتها معناها. طيب. ناخذ الاصطلاح تفضل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والتفسير في الاصطلاح نقول غسل للعلم الباحث عن بيان معاني الفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار توسع والمناسبة بين المعنى الاصلي والمعنى المنقول اليه لا يحتاج الى تطويل. وموضوع التفسير الفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه تنبطوا منه وبهذه الحيثية خالف علم القراءات لان تمايز العلوم كما يقولون بتمايز الموضوعات وحيثيات الموضوعات في عد التفسير علما تسامح اذ العلم اذا اطلق انما اما ان يراد به نفس الادراك نحو قول اهل المنطق العلم اما تصور او واما ان يراد به الملكة المسماة بالعقل واما ان يراد به التصديق الجازم وهو مقابل الجهل. وهذا غير مراد في عد العلوم واما ان يراد بالعلم المسائل المعلومات وهي مطلوبات خبرية يبرهن عليها في ذلك العلم وهي قضايا كلية وباحث هذا العلم ليست بقضايا يبرهن عليها فما هي بكلية؟ بل هي تصورات جزئية غالبا لانه لا لانه تفسير الفاظ او فاما تفسير الالفاظ فهو من قبيل التعريف اللفظي واما الاستنباط فمن دلالة الالتزام وليس ذلك من القضية. فاذا ان يوم الدين في قوله تعالى ملك يوم الدين هو يوم الجزاء. واذا قلنا ان قوله تعالى وحمله وفصاله ثلاثون شهرا مع قوله وفصاله في عامين يؤخذ منه ان قلب الحمل ستة اشهر عند من قال ذلك لم يكن شيء من ذلك قضية بل الاول تعريف لفظي والثاني من دلالة الالتزام ولكنهم عدوا تفسير الفاظ القرآن علما مستقلا اراهم فعلوا ذلك لواحد من ستة وجوه. الاول ان مباحثه لكونها تؤدي الى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية نزلت منزلة القواعد الكلية لانها مبدأ لها ومنشأ. تنزيلا لشيء من ما هو شديد الشبه به بقاعدة ما قارب الشيء يعطى حكمه. ولا شك ان ما تستخرج منه القواعد الكلية والعلوم اجدر بان يعد علما من عد فروعه علما وهم قد عدوا تدوين الشعر علما لما في حفظه من استخراج نكت بلاغية وقواعد لغوية والثاني ان نقول ان اشتراط كوني مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة. لان هذا اشتراط ذكره في تقسيم العلوم اما العلوم الشرعية والادبية فلا يشترط فيها ذلك. بل يكفي ان تكون مباحثها مفيدة كمالا علميا لمجاورها. والتفسير واعلاها في ذلك كيف وهو بيان مراد الله تعالى من كلامه وهم قد عدوا البديع علما والعروض علما وما هي الا تعاريف لالقاب والثالث ان نقول التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول الى قضايا وتفرع المعاني الجمة عنها ارسلتها منزلة الكلية والاحتجاج عليها بشعر العرب وغيره يقوم مقام البرهان على المسألة. وهذا الوجه يشترك مع الوجه الاول في تنزيل المباحث التفسير منزلة المسائل الا ان وجه التنزيل في الاول راجع الى ما يتفرع عنها وهنا راجع الى ذاتها مع ان التنزيل في الوجه الاول في جميع الشروط الثلاثة وهنا في شرطين ان كونها قضايا انما يجيء على مذهب بعض المنطقيين. الرابع ان نقول ان علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية كلية في مثل تقرير قواعد النسخ عند تفسير ما ننسق من اية وتقرير قواعد التأويل عند تقرير وما يعلم تأويله وقواعد المحكم عند منه ايات محكمات. فسمى فسمى مجموع ذلك. وما معه علما تغليبا. فسمي مجموع وما معه علما تغريبا. وقد اعتنى العلماء باحصاء كليات تتعلق بالقرآن وجمعها ابن فارس وذكرها عنه في الاتقان. وعني بها ابو البقاء كفوي الكفوي في كلياته. فلا بدعة ان تزاد تلك في وجوه آآ في وجوه شبه مسائل التفسير بالقواعد الكلية. الخامس ان حق التفسير ان يشتمل على بيان اصول تشريع كلياته فكان بذلك حقيقة بان يسمى علما. ولكن المفسرين ابتدأوا بتقصي معاني القرآن فطفحت عليهم وحسرت دون كثرة اقواهم وحشرت دون كثرتها اقواهم فانصرفوا عن الانشغال بانتساع كليات كليات التشريع الا في مواضع قليلة. السادس وهو والفصل ان التفسير كان اول كان اول ما اشتغل به علماء الاسلام قبل الاشتغال بتدوير بقية العلوم وفيه كثرت مناظراتهم وكان من مزاولته والدغبة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها اساليب القرآن ودقائق نظمه. فكان بذلك مفيدا علوما كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن المجيد من اجل ذلك فمن اجل ذلك سمي علما. طيب طيب بارك الله فيك طيب يعني الان هو يريد ان يصل الى تعريف التفسير اصطلاحا ما المقصود به؟ لكنه هو كأنه يقول يعني من الصعب ان نعرف لك تعريف التفسير علوم علوم كثيرة صعب ان نضبطها في نقول لك مثلا تفسير القرآن هو كذا ليه؟ لان مباحثه كثيرة متنوعة في استنباطات وفيه مسائل علم وقضايا كلية فيه يعني قواعد تفسيرية في تعاريف لفظية في كذا في كذا كثير. فمن الصعب ان اعطيك تعريفا لهذا التفسير. لكن هو الان سيدخل على التعريف الذي سينقله عن عن العلماء السابقين في تعريف التفسير ثم بعد ذلك يتكلم عن اول من صنف في التفسير والرواية التي وردت عن ابن عباس ونحو ذلك. لكن الوقت يضيق بنا فلعل نقف عند يعني نهاية هذه الاشياء التي ذكرها وهو الوجوه الستة بشرف اللقاء القادم يعني يكون معنا وقت اوسع لنكمل هذه المقدمة اسأل الله ان يبارك ويوفقنا لطاعته والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بارك الله فيك