لا لها حق قول الكلابية يعني قول الكرامية وهو كقول اهل السنة الا انهم قالوا انه حادث بعد ان لم يكن مقصودهم بان الله عز وجل لم يكن متكلما. ثم حدث له صفة الكلام من صفات الله غير مخلوق ولا بائن فكيف يفسر هذا بهذا رابعا ان ذلك الوجه وصف في النصوص بالجلال والاكرام لان له نورا يستعاذ به وسبحات وسبحات تحرق ما انتهى اليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فنستأنف قراءتنا للكتاب ترخيص الحموية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. وكنا قد وقفنا على الباب الرابع عشر في اثبات الوجه لله تبارك وتعالى ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه قال اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين اجمعين. قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الله تعالى الباب الرابع عشر في اثبات الوجه لله تعالى. مذهب اهل السنة والجماعة ان لله وجها حقيقيا يليق به موصوفا بالجلال والاكرام وقد دل على ثبوته الكتاب والسنة والاجماع. وقد دل على ثبوته لله الكتاب والسنة. فمن ادلة الكتاب قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. ومن اجلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور. واسألك لذة النظر واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك فوجه الله تعالى من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به. ولا يصح تحريف معناه الى الثواب لوجوه منها اولا انه خلاف ظاهر النص وما كان مخالفا لظاهر النص فانه يحتاج الى دليل ولا دليل على ذلك ثانيا ان هذا الوجه ورد في في النصوص مضافا الى الله تعالى والمضاف الى الله تعالى اما ان يكون شيئا قائما بنفسه واما ان يكون غير قائم بنفسه فان كان قائما بنفسه فهو مخلوق وليس من صفات وليس من صفاته كبيت الله كبيت الله وناقة الله وانما اضيف اليهما اما للتشريف واما من باب اضافة المملوك والمخلوق الى مالكه وخالقه. وان كان غير قائم بنفسه هو من صفات الله الا وليس بمخلوق كعلم الله وقدرته وعزته وكلامه ويده وعينه ونحو ذلك. والوجه بلا ريب من هذا النوع فاضافته الى الله من باب اضافة الصفة الى الموصوف هذه المسألة مهمة وهي ثانيا ان المضاف الى الله سبحانه وتعالى الى قسمين مضاف الى الله وهو شيء قائم بنفسه مثل بيت الله وناقة الله. وعلامة كونه قائما بنفسه انك اذا قطعت الاظافة تستطيع الاشارة اليه مثلا بيت الله اقطع الاظافة هذه الكعبة. صح ولا لا؟ ناقة الله اقطع الاظافة هذه الناقة لاحظ هذا اذا اضيف الشيء القائم بنفسه الى الله معناه اضافة تشريف وتكريم وتخصيص. مثل رسول الله تقول هذا الرسول لاحظ اما ما اضافه الله الى نفسه ولا يمكن ان يقوم بنفسه فاذا قطعته لا يمكن ان تشير اليه اذا هذا من باب اضافة الصفة مثلا علم الله اذا قطعته ما تستطيع ان تقول هذا العلم ومقصودك علم الله ما يمكن هذا علم زيد او علم بكر او علم فلان تشير اليها وهكذا لما تقول هذا وجه هذا وجه هن طيب وجه من لابد ان تضيفه اذا هذه اظافة الصفة للموصوف نفس الكلام لما نقول عيسى روح الله الروح قائمة في عيسى ولا لا نقول هذا روح الله عيسى ابن مريم. اذا اضافة تشريف. ونفخت فيه من روحي. يعني ادم عليه السلام فهنا الروح مضاف الى الله والروح موجودة في نفس ادم. اذا هذا اضافة تشريف فتنبه الى هذا الفرق الاظافة الى الله اما ان تكون الاظافة اظافة تشريفية واما اظافة صفاتية واضح هذا؟ نعم. قال رحمه الله ثالثا ان الثواب مخلوق بائن عن الله تعالى. الوجه صفة بصروا من حلقه وكل هذه الاوصاف تمنع ان يكون المراد به ثواب والله اعلم. وكذلك لا يجوز تأويل الوجه بالذات لان الوجه من صفات الذات وليس هو عين الذات فرق بين الامرين كما ان اليد من الصفات الذاتية وليس اليد هي الذات عينها انتبه لهذه المسائل نعم قال رحمه الله الباب الخامس عشرا بيدي الله عز وجل مذهب اهل السنة والجماعة ان لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم وهما من صفاته الذاتية الثابتة له. نعم ان لله تعالى يدعيني ان لله تعالى يدين اثنتين. نعم. مبسوطتين بالعطاء والنعم. وهما من صفاته الذاتية الثابتة له خبر ان خبر ان آآ جملة لله تعالى. خبر ان جملة لله كأن يدين اثنتين لله تعالى. نعم. وهما من صفات الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به وقد دل على ثبوتهما الكتاب والسنة. فمن ادلة الكتاب قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. من ادلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم يد الله ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يرد ما في يمينه وقد اجمع اهل السنة على انه ميدان حقيقتان لا تشبهان ايدي المخلوقين ولا يصح تحريف معناهما الى القوة او النعمة او نحو ذلك لوجوه منها. او اولا انه صرف للكلام عن حقيقته الى مجاز بلا دل. ثانيا انه معنى تأباه اللغة في مثل السياق الذي جاءت به مضافة الى الله تعالى فان الله قال لما خلقت بيدي بيدي احسنت على صيغة التثنية فان الله تعالى قال لما خلقت بيدي ولا يصح ان يكون المعنى لما خلقت بنعمتي بنعمتي او قوتين. وايضا جاءت مثنى نعم ثالثا ثالثا ورد انه ورد اضافة اليد الى الله بصيغة التثنية ولم يرد في الكتاب والسنة ولا في موضع واحد اضافة النعمة والقوة الى الله بصيغة التثنية فكيف يفسر هذا بهذا؟ واضف هنا واكتب والمثنى يمنع المجاز. والمثنى لا يمنع المجاز ويمنع التأويل تأمل الى قوله تعالى عن اليهود وقالت اليهود يد الله مغلولة. ها مفرد مضاف صح ولا لا مفرد ولا مثنى مفرد مضاف شوفوا الجواب غلت ايديهم ولعنوا بما قال بل يداه فهم ما قالوا يدين هم قالوا يد معناه اثبات ان الله له يدان. بل يداه مبسوطتان فالمثنى يمنع التأويل نعم رابعا انه لو كان المراد بهما القوة لصح ان يقال ان الله خلق ابليس بيده ونحو ذلك. وهذا ممتنع ولو كان جائزا لاحتج به ابليس على ربه عن قال له ما منعك ان تسوء لما خلقت بيدي خامسا ان اليد التي اضافها الله الى نفسه وارادت على وجوه تمنع ان يكون المراد بها النعمة او القوة فجاءت بلفظ اليد والكف وجاءت جاء اثبات الاصابع لله تعالى والقبض والهز كقوله صلى الله عليه وسلم يقبض الله سماواته بيده والارض والارض والارض باليد الاخرى. ثم يهزهن ويقول انا الملك. وهذه الوجوه تمنع ان يكون المراد بهما النعمة او القوة. نعم. ومن قال بان المقصود باليدين ما جاء في سورة ياسين اولم يروا الم يروا ان خلقنا لهم مما عملت ايدينا. فيجعل كلمة مما عملت ايدينا مثل ما خلقت بيدي وهذا غلط عظيم لان مما عملت ايدينا مثل قوله جل وعلا بما كسبت ايديكم بما كسبت ايديكم فنسبة الكسب الى اليد من باب التغليب لان اكثر الاعمال تكون باليم وان كان معناها القوة ومعناها الفعل عملت ايدينا غير خلقت بيدي لكنهم يأبون الا ان يجعلون هذا مثل تلك حتى توافق اهواءهم نعم قال رحمه الله الباب السادس عشر في عيني الله تعالى مذهب اهل السنة والجماعة ان لله عينين اثنتين ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به وهما من الصفات الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة فمن ادلة الكتاب قوله تعالى تجري باعيننا جزاء لمن كان كثر ومن ادلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم ان ربكم ليس باعور. وقوله ينظر اليكم ازلي بكسر الزاي ازلين قنيطين. نعم. ينظر اليكم ازيلين قنيطين ومعنى ازلين يعني اصابكم الازالة التي تظنون انها لن تزول. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجه ما انتهى اليه بصره من خلقه فهما عينان حقيقتان لا تشبهان اعين المخلوقين ولا يصح تحريف معناهما الى العلم والرؤية لوجوه منها. اولا انه صرف للكلام عن حقيقته الى مجازه بلا دليل. ثانيا ان في النصوص ما يمنع ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينظر اليكم وقوله لاحرقت سبحات وجه ما انتهى اليه بصره من خلقه. وقوله وان ربكم ليس باعور. وفي الحقيقة هنا قول الشيخ لو لا يصح تحريف معناه من العلم والرؤية. لا اعلم احد يصرف العين الى الرؤية. هم يصرفون العين الى العلم. ويصرفون العين الى الاحاطة والادراك والارادة اما الرؤية فهم لا يثبتون الرؤيا اصلا. الرؤيا يثبتها اهل السنة فقط نعم لكن الرؤيا هي من لوازم العين. الرؤية من لوازم العين نعم الباب السابع عشر في الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين. وردت صفتا اليدين والعينين في النصوص مضافة الى الله تعالى على ثلاث الافراد والتثنية والجمع. فمن امثلة الافراد قوله تعالى تبارك الذي بيده الملك. وقوله تعالى ولتصنع على علم الامثلة في الجمع قوله تعالى اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون. وقوله تعالى تجري اعيننا ومن امثلة التثنية قوله تعالى بل يداه مبسوطتان. وقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام العبد في الصلاة قام بين الرحمن هكذا هو في مختصر الصواعق عن عطاء ابن عن عطاء عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعزم ولم ترد صفة العينين في القرآن بصورة التثنية هذه هي الوجوه الثلاثة التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين والجمع بين هذه الوجوه يقال ان الافراد لا ينافي التثنية ولا الجمع لان المفرد المضاف فيتناول كل ما ثبت لله من يد او عين واحدة كانت او اكثر. نعم. فهي لاثبات جنس الصفة نعم. واما الجمع بينما جاء بلفظ التثنية وبلفظ الجمع فان قلنا اقل الجمع اثنان فلا منافاة اصلا بين صيغتي التثنية والجمع لاتحاد مدلوليهما وان قلنا اقل الجمع ثلاثة وهو المشهور فالجمع بينهما ان يقال انه لا يراد من صيغة الجمع مدلولها الذي هو ثلاث اكثر انما اريد بها والله اعلم التعظيم والمناسبة. اعني مناسبة للمضاف اليه. فان المضاف اليه وهو لا يراد به هنا التعظيم قطعا فناسب ان يؤتى بالمضاف بصيغة الجمع ليناسب المضاف اليه فان الجمع ادل على التعظيم من الافراد والتثنية. واذا كان كل من المضاف والمضاف اليه دالا على التعظيم حصل من بينهما تعظيم ابلغ نعم نعم. لا بعيد هذا من ادم والسماء بينها بايد من ادم يؤود ايدا. هذا يؤيد ايدا من قوة هذا غير تصريف الكلمة تختلف. بخلاف يد ويدان ويدين وايدي هذا غير. نعم. قال رحمه الله الباب الثامن عشر في كلام الله سبحانه وتعالى اتفق اهل السنة والجماعة على ان الله يتكلم وان كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق به. وهو سبحانه يتكلم بحرف الصوت كيف شاء متى شاء فكلامه صفة ذات باعتبار جنسه. وصفة فعل باعتبار احاده. وقد دل على هذا القول وقد دل على هذا القول الكتاب والسنة فمن ادلة الكتاب قوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله تعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. فقوله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. ففي الاية الاولى اثبات ان الكلام يتعلق بمشيئته. وان احاده حادثة وفي الاية الثانية دليل على حادثة مرت معنا امس واليوم وستأتي وسيأتي تفصيله في التدميرية لكن من حيث الاجمال حادثة يعني جديدة وليست معناها مخلوق انتبهوا لهذا. لان كلمة الحادث عند المناطق معناه المخلوق اما كلمة الحادث في القرآن والسنة واقوال السلف فانها ربما تطلق على الشيء الجديد. كما قال عز وجل وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث اي جديد انزاله نعم. قال رحمه الله وفي الاية الثانية دليل على انه بحرف. فان مقول القول فيها حروف وفي الاية الثالثة دليل على انه بصوت اذ لا يعقل لا يعقل النداء لا يعقل اذ لا يعقل النداء والمناجاة الا بصوت ومن ادلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ابن ادم فيقول لبيك وساديك فينادى بصوت ان الله يأمرك ان ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. وكلامه سبحانه هو اللفظ والمعنى جميعا ليس هو اللفظ انصرفه عن مقتضى ما يدل عليه فان النص دال على اثبات صفة تليق بالله لا على مشابهة الله لخلقه. الثاني انه اذا مثل الله بخلقه فقد عطل كل نص يدل او المعنى وحده هذا هو قول اهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى. اما اقوال غيرهم فاليك ملخصها من مختصر الصواعق المرسلات. قول الكرامية وهو وهو كقول اهل السنة الا انهم قالوا انه حادث بعد ان لم يكن فرارا من اثبات حوادث لا اول هذا مقصوده اما اهل السنة فيقولون ان الله عز وجل متكلم ازلا. كما انه متكلم ابدا. فهذا من الفروقات بيننا وبينهم. لماذا قالت الكرامية بانه حادث بعد ان لم يكن. فرارا من اثبات حوادث لا اولا لها فان اهل السنة يقولون الله فعال ازلا كما انه فعال ابدا فهو كما لا يزال يفعل فهو كذلك ما زال فعالا. فلا نقول انه ابتدأ سبحانه وتعالى افعاله من خلق ادم هذا غير صحيح. وانما خلق ادم بالنسبة لنا بالنسبة لابينا هو اول مخلوق طيب وخلق السماوات والارض؟ بالنسبة للدنيا. وقبل ذلك وقبل قبل ذلك لا نعلم. لكن هو فعال سبحانه وتعالى ازلا نعم قال رحمه الله قول الكلابية انه معنى قائم بذاته لازم لها كلزوم الحياة والعلم فلا يتعلق بمشيئته. والحروف والاصوات حكاية عنه خلقها الله لتدل على ذلك معنى القائم بذاته هو اربعة معان امر ونهي وخبر واستخبار قول الاشعرية وهو كقول يعني الكلابية يثبتون الكلام لكن الكلام عندهم في الحقيقة هو كلام نفسي اي في نفس الله عز وجل في ذات الله لكن هل يتكلم بصوت يسمع وبحرف لا طيب كيف صار جبريل يسمع الكلام؟ كيف موسى سمع الكلام؟ يقولون خلق الكلام فصار له سموعا له اذا القرآن والكلام عندهم مخلوق في النهاية كقول المعتزلة لا فرق وهكذا الاشعرية نعم. قول الاشعرية وهو كقول الكلابي الا انهم يخالفونهم في شيئين. احدهما في معاني الكلام فالكلابي يقولون انه اربعة والاشعرية يقولون انه معنى واحد فالخبر والاستخبار والامر والنهي كل واحد منها هو عين الاخر. وليست انواعا للكلام بل صفات له بل التوراة والانجيل والقرآن كل واحد منها عين الاخر لا تختلف الا بالعبارة. لا تختلف الا بالعبارة المخلوق عندهم العبارة المخلوق المخلوقات عندهم تختلف اما الكلام الذاتي عندهم لا يختلف وهو الذي في النفس نعم الثاني ان الكلابية قالوا ان الحروف والاصوات حكاية عن عن كلام الله واما الاشعرية فقالوا عباءة انها عبارة عن كلام الله قول السالمية انه صفة انه صفة يعني القول الرابع في الكلام قول السالمية وهو وهم اتباع سالم الجواليقي. نعم. انه صفة قائمة بذاته لازمة لها كلزوم الحياة والعلم فلا يتعلق بمشيئته وهو حروف واصوات متقارنة لا يسبق بعضها بعضا. فالباء والسين والميم في البسملة مثلا كل حرف منها مقارن للاخر في ان واحد ومع ذلك لم تزل ولا تزال موجودة نعم. قول الجهمية والمعتزلة انه مخلوق من من المخلوقات وليس من صفات الله. ثم من الجهمية من صرح من صرح بنفي الكلام عن الله ومنهم من اقر به وقال انه مخلوق قول قول فلاسفة المتأخرين اتباع ارسطو انه فيض انه فيض من العقل الفعال على النفوس الفاضلة الزكية بحسب استعدادها وقبولها. فيوجب لها تصورات وتصديقات ما قبلته منه وهذه وهذه التصورات والتصديقات المتخيلة تقوى حتى تصور الشيء المعقول صورا نورانية تخاطبها بكلام تسمعه الاذان. اتباع رشد والمتأخرين من الفلاسفة مثل مثل ابن سينا وابن الفارظ. وابن رشد الحفيد هؤلاء يقولون ان الكلام فيض عشان بس تتصور الفيض اضرب لك مثال واقعي الان الذبذبات التي يتناقل فيها الناس كلامهم موجودة في الفضاء فهم يزعمون ان كلام الله فيض موجود في الفضاء من الذي يستطيع التقاطه هو من آآ صار عنده التصور القوي الذي يسمونه بالنفوس فاضلة والاستعدادات القابلة فهو يستطيع ان يلتقط ما هو موجود اصلا مثل شو عايش شمس شعاع الشمس موجود في الفضاء. لكن لماذا لا يظهر ضوئها؟ قالوا لعدم وجود القابلية لكنها اذا قابلت ارضا ملساء مثل القمر والارض انعكست فظهر اثر الضوء هذا معناه ان الله ما يتكلم من نفسه. وانما هذه الاشياء موجودة ازلا عياذا بالله. وقولهم هذا يلزم منه ازلية المخلوقات نعم قال رحمه الله قول الاتحادي القائلين بوحدة الوجود ان كل كلام في وجود كلام الله كما قال قائلهم وكل كلام في الوجود كلام سواء علينا نثره ونظامه. طبعا هذا القول هو قول الحلولية من الولاة المتصوفة وعلى رأسهم ابن الفارظ وابن سبعين وابن عربي والرومي ونحوهم نعم وكل هذه الاقوال مخالفة لما دل عليه الكتاب والسنة والعقد. ومن رزقه الله علما وحكمة فهم ذلك قال رحمه الله فصل في ان القرآن كلام الله. مذهب اهل السنة والجماعة ان القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق. منه بدا واليه يعود تكلم به في حقيقة والقاه الى جبريل فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم. وقد دل على هذا القول لقد دل على هذا القول الكتاب والسنة فمن ادلة الكتاب قوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. يعني القرآن. وقوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقوله تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. ومن ادلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي فان قريشا قد منعوني ان ابلغ كلام ربي عز وجل. وقوله صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب اذا اويت الى فراشك فقل اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت بنبيك الذي ارسلت. وقال عمرو ابن دينار رحمه الله ادركت الناس منذ سبعين سنة. يقولون الله الخالق وما سواه مخلوق الا القرآن فانه كلام الله غير مخلوق منه بدى واليه يعود ومعنى قولهم منه بدأ ان الله تكلم به ابتداء وفيه رد على الجهمية القائلين بانه خلقه في غيره ابن دينار المكي وهو اخو عبدالله ابن دينار المكي من كبار التابعين ادركوا جابر ابن عبد الله ومن في طبقته نعم قال رحمه الله ومقوله ما اليه يعود فيحتمل معنيين احدهما انه تعود صفة الكلام بالقرآن اليه. في معنى ان احدا لا يوصف بانه تكلم به غير الله لانه هو المتكلم به والكلام صفة للمتكلم. الثاني انه يرفع الى الله تعالى كما جاء في بعض الاثار انه يسرى به من المصاحف والصدور وذلك انما يقع والله اعلم حين يعبد الناس عن العمل حين يعرض الناس عن العمل بالقرآن اعراضا كليا فيرفع عنهم تكريما له والله المستعان وكلا المعنيين صحيح ان وكلا المعنيين صحيحان. نعم. قال رحمه الله فصل في اللفظ والملفوظ الكلام في هذا هذا الفصل الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن نعم. الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن فانه قد سبق ان القرآن كلام الله غير مخلوق. لكن اللفظ بالقرآن هل يصح ان ان نقول انه مخلوق او غير مخلوق او يجب السكوت. فالجواب ان يقال ان اطلاق القول في هذا نسيا او اثباتا غير صحيح. واما عند التفسير فيقال ان اريد باللفظ التلفظ الذي هو فعل العدل فهو مخلوق. لان العبد هو فعله مخلوقان. وان اريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق. لان كلام الله من صفاته وصفاته غير مخلوقة ويشير الى هذا التفصيل قول الامام احمد رحمه الله من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو فقوله يريد به القرآن يدل على انه اراد على انه ان اراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل الانسان فليس بجهمي الله اعلم وهذا التفصيل الذي ذكره شيخ الاسلام واختصره هنا الشيخ ابن عثيمين هو الذي قاله امام المحدثين البخاري رحمه الله في كتابه خلق افعال العباد. نعم. الباب التاسع عشر في ظهور مقالة التعطيل واستمدادها. شاعت مقالة التعطيل بعد المفضلة الصحابة والتابعين وتابعيهم وان كان اصلها قد نبغ في اواخر عصر التابعين. واول من تكلم بالتعطيل الجعد ابن فقال ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما. فقتله خالد بن عبدالله القصيري رحمه الله الذي كان واليا على العراق ابن عبد الملك خرج به الى مصلى العيد بوثاقه ثم خطب الناس وقال ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحي بالجعد بن درهم انه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم قليلا ولم يكلم موسى تكليما. ثم نزل وذبحه وذلك في عيد الاضحى سنة تسعة عشر المئة من الهجرة. وبذلك يقول ابن القيم رحمه الله في النونية ولاجل ذا ضحى بجعد خالد القسري يوم ذبائح القربان. اذ قال اذ قال ابراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكريم الداني. شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من اخي قربان ثم اخذها عن الجعدي رجل يقال له الجهم بن صفوان وهو الذي ينسب الي يذهب الجهمي المعطلة لانه نشره فقتله سلم بن احوز صاحب شرطة اتصل بي سيار وذلك في خراسان سنة ثمان وعشرين بعد المئة من الهجرة. وفي حدود المئة الثانية عربت الكتب اليونانية والرومانية فازداد الامر بلاء وشدة. ثم في حدود المئة الثالثة انتشرت مقالة الجهمية بسبب بشر من غياث المدريسي. وطبقته الذي اجمع الائمة على ذمهم واكثرهم كفروهم او ضللوهم. وصنف عثمان بن سعيد الدارمي كتابا رد به على المريسي سماه نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد من طالع هذا الكتاب بعلم وعدل؟ تبين له ضعف حجة هؤلاء المعطلة بل بطلانها وان هذه التأويلات التي توجد في كلامك كثير من المتأخرين كالرازي والغزالي وابن عقيل وغيره من هي بعينها تأويلات بشر. هي بعينها تأويلات بشر وهي بعينها من نبتة مقولات الجهم وكما قلنا ان الجهم اخذ عن الجعد والجاعد اخذ عن سوسن عن ابان آآ ابن سمعان عن ابن اختي آآ ابن الاعسم الاعصم اليهودي واسمه الطالوت. نعم. واما استبداد مقالة التعطيل فكان من اليهود والمشركين ضلال الصابرين الفلاسفة فان الجعد ابن درهم اخذ مقالته على ما قيل من ابان ابن سمعان عن عن طالوت عن نبيل ابن الاعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه سلم. ثم ان الجعد كان على ما قيل من ارض حران وفيها خلق كثير من المشركين والصابر والفلاسفة. ولا ريب ان للبيئة تأثيرا قويا في عقيدة الانسان واخلاقه وقد حكى شيخ الامام احمد رحمه الله حكى ان الجعد ابن درهم هو ان الجهم من صفوان كان لا يصليان طيب واحد يعتقد ان الله ما هو في السماء وان الله ما يتكلم وان الله ما يسمع وان الله ما يبصر ليش يصلي؟ شيء واضح انها طريقة الى الالحاد ملبسة بلباس الدين. نعم. وكان مذهب النفات من هؤلاء ان الله ليس له صفات ثبوتية لان ثبوت الصفات يقتضي على زعمهم ان الله مشابه لخلقه وانما يثبتون له صفات سلبية او اضافية او مركبة منهما. فالسلبية ما كان مدلولها ما كان مدلولها عدم امر لا يليق بالله عز وجل مثل قولهم ان الله واحد. بمعنى انه مسلوب عنه القسمة بالكم او القول ومسلوب عنه شريك وبالاضافة وهي التي لا يوصف الله بها على انها صفة ثابتة له ولكن يوصف بها باعتبار اضافتها الى الغير. لقولهم عن الله تعالى انه مبدأ وعلة فهو مبدأ وعلة باعتبار ان الاشياء صدرت منه لا باعتبار صفة ثابتة له هي هي البدائل العلمية والمركبة منها هي التي تكون سلبية باعتبار واضافية باعتبار كقولهم عن الله تعالى انه اول. فهي سلبية باعتبار انه مسلوف عنه الحدوث اضافية باعتبار ان الاشياء بعده فاذا كان هذا هو ما استمد منه طريقة النفاة فكيف تطيب نفس مؤمن او عاقل ان يأخذ به ويترك سبيل الذي انعم الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. هؤلاء يثبتون له صفات سلبية. لا كذا لا كذا لا كذا لا كذا ان الذي يسمعهم يقول خلاص ريحنا قول ما في رب وخلاص ليش تظللنا؟ ومنهم من يضيف ويثبت الصفات على انها صفات اضافية عن انها صفات اضافية مثل قولهم انه مبدأ وعلة. ومعنى قولهم ان الله عز وجل يثبت له تثبت له صفات اضافية اي انه ينسب اليه هذه هذا الشيء لا ان هذا الشيء صفة له مثل ما نقول بيت الله فالبيت ينسب اليه وليس هو البيت ليس هو في. مثل ما نقول آآ آآ رسول الله وليس هو الرسول. اذا لاحظ الان انهم يجعلون صفات اضافية بمعنى ان علم مثل رسول الله عندهم كلام الله مثل بيت الله عندهم. واضح اما الذين يثبتون الصفات المركبة فهذا معول المعتزلة انهم لا يثبتون الا صفات المركبة التي تكون سلبية باعتبار واضافية باعتبار. فيقولون انه اول فهي سلبية باعتبار انه مسلوب عنه الحدود. اول اي لم يسبق بزمن حادي فليس هناك زمن قبله واضافية باعتبار ان الاشياء جاء بعده فهو اول الاشياء لاحظوا فباعتبار انه اول انه لم يسبق بحدث صار الان سنة وباعتبار انه اول الاشياء صار مضاف هذه الانسان الذي يقرأ هذا الكلام يقول ما هذا هل الله ارسل المرسلين لاجل ان يأتون بمثل هذه اذا صح التعبير نسميها الاحاجي والالغاز؟ لا اقرأ في القرآن الكريم هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. نعم قال رحمه الله الباب العشرون في طريقة النفاة فيما يجب اثباته او نفيه من صفات الله اتفق النفاة على ان يثبتوا لله من الصفات ما اقتضت عقولهم اثباته ما اقتضت عقولهم اثباته او ان ينفوا عنه ما اقتضت عقولهم نفيه سواء وافق الكتاب والسنة ام خالفهما. فطريق اثبات الصفات لله او نفيها عنه عندهم هو العقل. طبعا النفاة ينقسمون الى اقسام نفاة المتكلمين طريقة النفي والاثبات عندهم عقولهم. احفظها ذي وطريقة النفاة طريقة النفاة الفلاسفة طريقة النفات الفلاسفة صوف مركب من الفلسفة والتصوف طريقة الاثبات والنفي عندهم الذوق طريقة النفي والاثبات عندهم الذوق والوجد. فاذا احدهم احس بذوق ان هذا يليق بالله نسبه الى الله واضافه اليه والاخر حس ان هذا لا يليق بالله بذوقه ووجده نفاه عن الله عز وجل فكلا الطائفتين سلكت مسلكا مخالفا للكتاب والسنة. نعم. قال رحمه الله ثم اختلفوا فيما لا يقتضي اثبات او نفيه فاكثرهم نفوه وخرجوا ما جاء منه على المجاز وبعضهم توقف فيه وتفوض علمه الى الله معنى في دلالته على شيء من الصفات. اذا لاحظوا الان انهم اتفقوا على ان العمدة هو العقل ثم اختلفوا في النصوص فمنهم من اولها رأسا ومنهم من توقف فيها وزعم التفويض. نعم ثم يزعمون انهم وقفوا بهذه الطريقة ثم يزعمون انهم وفقوا بهذه الطريقة انهم وفقوا بهذه طريقة بين الادلة العقلية والنقلية ولكنهم كذبوا في ذلك. لان الادلة العقلية والنقلية متفقة على اثبات صفات الكمال لله. وكل ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله فانه لا يخالف العقل وان كان العقل يعجز عن ادراك التفصيل في ذلك. اهل السنة يقولون ليس في الكتاب والسنة ما تحيله العقول. ليس في الكتاب والسنة ما تحيله العقول ولكن قد يوجد في الكتاب والسنة ما تحاروا في فهمه العقول او ما تحار في ادراك كيفياتها العقول. فرق بين الامرين ولنضرب مثال الان هل الان لو انا تكلمت مع انسان بالهاتف هنا وهو في مكة هل تحيلون هذا عقلا او تثبتونه شنو سميتو؟ لأنكم تدركونه لكن هل عقولكم تحتار؟ شلون الصوت وصل هناك ليش الذبذبات ما تشابكت اشمعنى كلامي انا راح لذاك الرجال ليش ما اختلطت مع الوف؟ ما نقول الوف ملايين الذبذبات الموجودة في الجو جو احتارت العقول صح؟ اذا يمكن للشيء ان تدركه العقول ولكن تحار فيه هذا يمكن. الروح التي بين جنبينا تدركه العقول لكن تحارب في ماهيته. شو المشكلة نعم. وقد شابه هؤلاء النفاة في طريقتهم طريقة من قال الله فيهم الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. شف رأيت المنافقين يصدون عنك صدور يريدون التوفيق بين نصوص وبين عقولهم. ولهذا قال العلماء اهل البدع فيهم شعبة نفاق. اهل البدع فيهم شعبة نفاق. نعم. ووجه مشابهتهم لهم من وجوه. الاول ان كل واحد من الفريقين يزعم انه مؤمن بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم ومع انهم لا يقبلون كل ما جاء به. الثاني ان هؤلاء النفاة اذا دعوا اذا دعوا الى ما جاء به الكتاب والسنة من اثبات من اثبات صفات الكمال لله اعرضوا وامتنعوا. كما ان اولئك المنافقين اذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله الى الرسول صدوا واعرضوا الثالث ان هؤلاء النفاة لهم طواغيت يقلدونهم ويقدمونهم على ما جاءت به الرسل. ويريدون ان يكون التحاكم عند النزاع اليهم الى الكتاب والسنة كما ان اولئك المنافقين يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. الرابع ان هؤلاء النفاة اعمى انهم ارادوا طريقتهم هذه عملا حسنا وتوفيقا بين العقل والسمع. كما ان اولئك المنافقين يحلفون انهم ما ارادوا الا احسانا وتوفيقا وكل مبطل يتستر في باطنه ويتظاهر بالحق فانه يأتي بالدعاوى الباطلة التي يروج بها باطلة. لكن من وهبه الله وعلما وفهما وحكمة وحسن قصد فانه لا يلتبس عليه الباطل ولا تروج عليه ولا تروج عليه الدعاوى الكاذبة ولا تروج عليه الدعاوى الكاذبة والله المستعان. نعم فصل فيما يلزم على طريقة النفاة من اللوازم الباطلة. يلزم على طريقة النفاة لوازم باطل منها. اولا ان الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة اليه لانهما مملوءان من اثبات صفات الله التي زعم هؤلاء النفاة ان اثباتها تشويه وكفر وصرح بهذا صرح بهذا بعضهم حتى انه يقول ان اعتقاد ظاهر القرآن كفر شرع. هذا موجود في بطونها الكتب. كما يقوله الكرسي. وغيره. نعم ثانيا ان الكتاب والسنة لم يبين الحق. لان الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نفي صفات الكمال لله اذا نصا ولا ظاهرا وغاية المتحذلق من هؤلاء ان يستنتج ذلك من قوله تعالى هل تعلم له سم يا قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد. ومن المعلوم لكل عاقل ان المقصود من امثال هذه النصوص اثبات ان المقصود من هذا امثال هذه النصوص اثبات كمال الله تعالى. وانه لا شبيه له في ولا يمكن ان يراد بها بيان انتفاء الصفات عنه اذ لا ريب ان من دل الناس على انتفاء الصفات عن الله بمثل هذا الكلام فهو اما ملغز ملغز احصنة من الغاز نعم فهو اما منغز في كلامه او مدلس او عاجز عن البيان وكل هذه الامور ممتنعة في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان كلامهما قد تضمن كمال البيان والارادة فليس المقصود به ارادة ضلال الخلق التعنية عليهم وليس فيه نقص في البيان والفصاحة. ثالثا ان قال الامام احمد في الرد على الجهمية وقد ذهب هؤلاء الى الاخذ ببعض متشابه القرآن فقالوا ليس كمثله شيء. كل ما تجيب له صفة من صفات ثابتة يقول ليس كمثله شيء ليس كمثله طيب الذي قال ليس كمثله شيء. كمل الاية وهو السميع البصير. ليش ما تكمل يعني هذا عجيب يقول هل تعلمون له سمية؟ طيب كمل الاية تجد بعدها ايات صفات احاديث سبحان الله ولم يكن له وكفوا احد. طيب ليش ما تقول الصمد صفة من صفات الله؟ ما هو جاه قبل عجيب! نعم. قال رحمه الله ثالثا ان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان كانوا قائلين كانوا قائلين بالباطل وكاتمين الحق او به فانه قد تواتر النقل عنهم باثبات صفات الكمال لله. الذي زعم هؤلاء انه باطل ولم يتكلموا مرة واحدة بنته الصفات الذي هؤلاء انه الحق وهذا اللازم ممتنع على خير القرون وافضل الامة. كما انه يلزم من هذا ان يكون ائمة السنة كلهم على ظلال لان الامام مالك الامام الشافعي الامام حنيفة الامام احمد الامام البخاري الامام مسلم ابو داوود كلهم لهم كلام في اثبات هذه الصفات فإمة السنة اما التفسير ائمة الفقه ائمة الحديث. اذا كان كل هؤلاء على الضلال من الذي بقي الذي بقي صعاليك المنطق وصعاليك الذوق والوجد نعم. رابعا انه اذا التفت صفة الكمال يعني لا لزم ان يكون متصفا بصفات النقص فان كل موجود في الخارج فلا بد له من صفة فاذا انتفت عنه صفات الكمال لزم ان يكون متصفا بصفات النقص. وبهذا ينعكس الامر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه. هذه قاعدة ان النخاع لا يحرفون صفة الا ويقعون في شر مما فروا منه ابدا خذها قاعدة فمثلا لو قال لك القائل ان يد الله يعني قدرة الله. قل له كيف قدرته؟ يقول لا اعلم. قل له اذا قل له يد لا اعلم ايش لماذا انت تفر من شيء الى شيء؟ والنتيجة واحدة عندك؟ اذا قال لك انا لا اثبت لله عز وجل صفة الرحمة تقول له لماذا تثبت الله صفة الرحمة؟ قال يلزم منه العطف وكذا وهذه في المخلوقين. قل له طيب انت تثبت ان له ذات يقول لك نعم لانه لو قال لا صار ملحد قلت طيب هل ذاته كذوات الموجودة؟ يقول لك لا يقول اذا رحمته ليست كرحمة المخلوقين. وسيأتي هذا في كتاب التدميرية غدا ان شاء الله. نعم. قال رحمه الله فصل فيما عليه النفاة من الشبهات يعتمد نفاة الصفات على شبهات باطلة يعرف بطلان يعرف بطلانها كل من رزقه الله من صحيحا وفهما سليما. وغالب ما يعتمدون عليه ما يأتي دعوة اولا دعوة كاذبة مثل ان يدعي ان يدعي الاجماع على قوله او انه هو التحقيق او انه قول المحققين او ان قول خصمه خلاف الاجماع ونحو ذلك. يقول شيخنا الشيخ شمس رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى. يقول يقولون هذا قول المحققين. والله ما هو قول المحققين؟ انما هو قول المحقق ها اللي يحكون الصح يشطبونه ويكتبون غلط نعم ثانيا شبهة مركبة من قياس فاسد مثل قولهم اثبات الصفات لله يستلزم التشبيه. لان الصفات اعراض عرظوا لا يقوم الا بجسم والاجسام متماثلة هذه الشبهة المركبة من قياس فاسد من اكثر الشبه الواردة في كتبه لاحظ شبهة مركبة ومن قياس فاسد نعف ثالثا تمسك بالفاظ مشتركة بين معان يصح نسبتها الى الله تعالى ومع ان لا يصح نسبتها اليه. مثل الجسم والحيز والجهة فهذه الفاظ المجملة يتوصلون باطلاق نفي عن الله تعالى الى نتفي صفاته عن ثم هم يصوغون هذه الشبهات بعبارات مزخرفة طويلة غريبة يحسبها الجاهل بها حقا بما كسيته من زخارف القول. فاذا حقق الامر تبين له انها شبهات باطلة. فاذا حقق الامر تبين له انها شبهة باطلة كما قيل حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا كل كاسر مكسور. حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور. هذا البيت قاله ابو الخطاب الكلوة وذاني رحمه الله. ابو الخطاب الكلوزاني البغدادي الحنبلي. وهو من علماء القرن الخامس نعم. والرد على هؤلاء من وجوه الاول نقض شبهاتهم وحججهم. وانه يلزمهم فيما اثبتوه نظير ما فروا منه فيما الثاني بيان تناقض اقوالهم واضطرابها حيث كان كل طائفة منهم تدعي ان العقل يوجب ما تدعي الاخرى انه يمنعه ونحو ذلك. بل الواحد منهم ربما يقول قولا يدعي ان العقل يوجبه وثم ينقضه بمحل اخر وتناقض الاقوال من اقوى الادلة على فسادها. تقول المعتزلة يجب على الله الا يفعل الا اجمع عقلا تقول الاشعرية لا يجب على الله شيئا شيء عقلا يلا هذول اوجبوا شيء بالعقل وهذا ها نفوا عنه هذا الواجب بالعقل فعقله من الان اللي يصلي نعم السادس بيان ما يلزم من على نفيهم من اللوازم الباطلة فان فسادا لازم يدل على فساد الملزوم الرابع ان النصوص الواردة في الصفات لا تحتمل التأويل ولئن احتمله بعضها فليس فيه ما يمنع ارادة الظاهر فتعين المصير اليه خامس ان عامة هذه الامور من الصفات يعلم بالضرورة من دين الاسلام ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها فتأويلها بمنزلة تأويل القرامطة والباطنية للصلاة والصوم والحج ونحو ذلك. الكرامطة اتباع حمدان قرمط وسموا قرامطة نسبة اليه واصل كلمة القرمطية او فلان يقرمط في النصوص معناه انه يحرف النصوص. قرنطة في النصوص يعني حرف فيها. نعم قال رحمه الله السادس ان العقل الصريح اي السالم من الشبهات والشهوات لا يحيل ما جاءت به النصوص من صفات الله. بل انه يدل على ثبوت صفات الكمال لله في الجملة وان كان في النصوص من التفاصيل فيها هذا الباب ما تعجز العقول عن ادراكه والاحاطة به. وقد اعترف الفحول من هؤلاء ان العقل لا يمكنه الوصول الى اليقين في عامة من مطالب الاله وعلى هذا فالواجب تلقي ذلك من النبوات على ما هو عليه من غير تحريف والله اعلم. لا يمكن الوصول الى اليقين الا من طريق الوحي المبين لا يمكن الوصول الى اليقين الا من طريق الوحي المبين. اما العقول والاذواق والاوجات فهذه تتفاوت. نعم الباب الحادي والعشرون في ان كل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل قد جمع بين التعطيل والتمثيل. المعطل هو من نفى شيئا من اسماء الله او صفاته كالجهمية والمعتزلة والاشعرية ونحوهم. والممثل هو من اثبت الصفات لله ممثلا له بخلقه كمتقدمي الروافضة ونحوهم وحقيقة الامر ان كل معطل ممثل وكل ممثل معطل اما المعطل فتعطيله ظاهر واما تمثيله فوجهه انه انما عطل انه لانه اعتقد ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه. فاخذان في الصفات فرارا من ذلك فمثل اولا وعطل ثانيا واما الممسل فتمثيله ظاهر واما تعطيله فمن وجوه ثلاثة. احدها انه عطل نفس الصفة الذي اثبته به الصفة الذي اثبت به الصفة حيث على نفي مشابهته لخلقه مثل قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ولم يكن له كفوا احد. الثالث انه اذا مثل الله بخلقه فقد عطله عن عن كماله الواجب. حيث شبه الرب الكامل من جميع وجوب المخلوق الناقص الباب الثاني والعشرون في تحذير السلف عن علم الكلام. علم الكلام هو ما احدثه المتكلمون في اصول الدين من اثبات العقائد بالطرق التي كروها واعرضوا بها عما جاء الكتاب والسنة به. او علم الكلام اذا اطلق المقصود بعلم الكلام هم يزعمون لان المقصود بعلم الكلام هو الاعتقاد وهذا خطأ عظيم لا يجوز ان نسمي التوحيد والايمان بعلم الكلام بل ان تسمية الاعتقاد والايمان بعلم الكلام من علم الكلام من عندهم هم انا لان الايمان جزم شك ينافيه. ان كان صادرا عن خوف تزكية النفس والشهادة والشهادة لها بتحقيق الايمان قول وعمل واعتقادا هذا واجب خوفا من هذه فهذا واجب واجب خوفا من هذه المحذور لان الصواب ان علم الكلام هو المنطق والفلسفة وهم يعني يقولون العمدة في هذا الباب منطقنا وفلسفتنا نعم قال رحمه الله وقد تنوعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام واهله بما يفضي اليه من الشبهات والشكوك حتى قال الامام احمد رحمه الله لا يفلح صاحب كلام ابدا. وقال الشافعي حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على علم الكلام وهم مستحقون امام الامام شيخ الاسلام ابو اسماعيل الهروي رحمه الله تعالى ابو ذر الهروي رحمه الله تعالى من علماء هرات وكان من علماء القرن الرابع الهجري له كتاب بعنوان ذم الكلام واهله. اه او من علماء القرن الخامس ذموا الكلام واهله في ثلاث مجلدات كبار نقل فيه اقوال السلف في تحذيرهم من علم المنطق والفلسفة. نعم. قال رحمه الله وهم مستحقون لما قاله الامام الشافعي من وجه يتوب الى الله ويبتدع غيره من اتباع مذهبهم اذا نظرنا اليه من وجه اخر وقد استولت عليهم الحيرة واستحوذ عليهم الشيطان فاننا نرحمهم ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم به فلنا فيهم نظرا نظر من جهة الشرع نؤدبهم ونمنعهم من ونمنعهم به من نشر مذهبهم ونظرا من جهة القدر نرحمهم ونسأل الله لهم العافية ونحمد الله الذي عافانا من حالهم. الحمد لله واكثر من يخاف عليهم الضلال هم الذين دخلوا في علم الكلام ولم يصلوا الى غايته. ووجه ذلك انه ان من لم يدخل من لم يدخل فيه فهو في عافية ومن وصل الى غايته فقد تبين له فساده. ورجع الكتاب والسنة كما جرى لبعض كبارهم. فيبقى الخطر على من خرج عن الصراط مستقيم ولم يتبين له حقيقة الامر. وقد نقل المؤلف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه الفتوى كثيرا من كلام من تكلم في هذا الباب من المتكلمين. قال وان كنا مستغنيين بالكتاب والسنة واثار السلف عن كل كلام ولكن كثيرا من الناس قد صار منتسبا الى بعض الطوائف الى بعض طوائف المتكلمين للظن بهم دون غيرهم ومتوهما انهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم. فلو اتى بكل اية ما تبعها حتى يؤتى بشيء من كلامه ثم قال وليس كل من ذكرنا قوله من المتكلمين وغيرهم نقول بجميع ما يقوله في هذا وغيره. ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به انتهى كلامه رحمه الله. فبين رحمه الله ان الغرض من نقله بيان الحق من اي انسان واقامة الحجة على هؤلاء من كلام ائمتهم والله اعلم الباب الثالث والعشرون في اقسام المنحرفين عن الاستقامة في باب الايمان بالله واليوم الاخر طريقة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين وباحسان على الصراط المستقيم علما وعملا يعرف ذلك من من يعرف ذلك من تتبعها بعلم من وعدل فقد حققوا الايمان بالله واليوم الاخر. واقروا بان ذلك حق على حقيقته. وهم في عمل مخلصون لله. متبعون لشرعه لا شرك ولا ابتداع ولا تحريف ولا تأتين. واما المنحرفون عن طريقتهم فهم ثلاثة فهم ثلاث طوائف. اهل التخيير واهل التأويل واهل التجهيل اما اهل التخييل فهم الفلاسفة والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم. وحقيقة مذهبهم ان ما جاءت به الانبياء مما يتعلق بالايمان بالله واليوم الاخر امثال تخييلات لا حقيقة لها في الواقع. وانما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس. لان الناس اذا قيل لهم ان لكم ربا عظيما قادرا رحيما قاهرا ان امامكم يوما عظيما تبعثون فيه. وتجازون باعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم وان كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء. طبعا اهل التخييل يقولون الانبياء جاءوا بهذه الاشياء الايمان بالله والملائكة وكذا حتى يجعل الناس يستقيمون على آآ احوالهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهذا يذكرك بالام التي تخوف ابنها وهي تخاف عليها من الذهاب الى الغابة لا تروح الغابة ترى في غول ياكلك هو ما في غول فهؤلاء يمثلون الانبياء بهذه الطريقة جاءوا بالتخييل ما في جنة ولا في نار ولا في رب ولا في يوم الاخرة نعم وهم ينقسمون الى قسمين نعم. قال رحمه الله ثم ان هؤلاء على قسمين غلاة وغير غلاة فما الغلاة يزعمون ان الانبياء لا يعلمون حقائق هذه الامور وان من المتفلسفة الالهية ومن ومن يزعمونهم اولياء من يعلم هذه الحقائق فزعموا ان من الفلاسفة من هو يعلم بالله واليوم الاخر من النبيين الذين هم اعلم الناس بذلك. وقد زعم ابن رشد الحفيد في كتابه مناهج الادلة هذا الزعم وهو ان الانبياء جاءوا بالتخيير. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. واما غير الغلاة فيزعمون ان الانبياء يعلمون حقائق هذه الامور ولكنهم للناس امورا تخييلية لا تطابق اللحاق. لتقوم مصلحة الناس وزعموا ان مصلحة العباد لا تقوم الا بهذه الطريقة. التي تتضمن كذب الانبياء في اعظم الامور واهمها فالطائفة الاولى حكمت على الرسل بالجهل الطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب. هذا هو قول اهل التخيير فيما يتعلق بالايمان يعني بالله واليوم الاخر. اما في الاعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل احد. ومنهم من ازالة تخيلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة فيأولون الصلاة بمعرفة اسرار اسرارهم الصيام بكتمانها والحج بالسفر الى شيوخها ونحو ذلك وهؤلاء هم احد من الاسماعيلية والباطنية ونحوهما. وفساد قول هؤلاء معلوم بضرورة الحس والعقل والشر. فانا نشاهد من الايات الدالة على على وجود الله وتماسكته ما لا يمكن حصره وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد فان هذه الحوادث منتظمة لا يمكن ان تحدث الا بمدبر حكيم قادر على كل شيء. والايمان باليوم الاخر دلت عليه جميع الشرائع. واقتضته حكمة الله بالغة ولا ينكره الا مكابر او مجنون. واهل التخييل لا يحتاجون في الرد عليهم لا يحتاجون في الرد عليهم الى شيء كثير. لان نفورا عنه معلوم ظاهر. واما اهل التأويل فهم المتكلمون بالجهمية والمعتزلة واتباعهم. وحقيقة مذهبهم ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات مجاز لم لم يقصد به ظاهره وانما المقصود به معان تخالفه يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم لكنه تركها للناس يستنتجونها بعقولهم ثم يحاولون صرف ظواهر النصوص اليها وغرضوا بذلك امتحان عقولهم وكثرة الثواب بما يعانونه من محاولة صرف الكلام عن ظاهره وتنزيله على شواذ اللغة وغرائب الكلام. وهؤلاء هم اكثر الناس اضطرابا وتناقضا لانهم ليس لهم قدم ثابت فيما يمكن تأويله وما لا يمكن ولا في تعيين المعنى المراد ثم ان غالبا ويزعمونه من المعاني يعلم يعلم من حال المتكلم وسياق كلامه انه لم يرده في ذلك الخطاب المعين الذي اولوه وهؤلاء كانوا يتظاهرون بنصر السنة ويتسترون بالتنزيه ولكن الله تعالى هتك ستر استارهم برد شبهاتهم ودحض بحججهم للتأويل على رأسهم الاشعرية والماترويدية بل ان ابا منصور ما تريد له كتاب في التفسير اسمه تأويل القرآن في اول كل الصفات. نعم. بل فلقد تصدى شيخ الاسلام رحمه الله وغيره للرد عليهم اكثر من غيرهم لان الاغترار بهم اكثر من الاغترار بغيرهم بما يتظاهرون به من نصرة السنة تصمم مذهب اهل التأويل في نصوص المعاد الايمان بها على حقيقتها من غير تأويل. ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها الى معاني مجازية تخالف ظاهرها استطال عليهم اهل التخيير فالزموهم القول بتأويل النصوص المعادي كما فعلوا في نصوص الصفات. فقال اهل التعويل لهم نحن نعلم بالاضطرار ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء باثبات الميعاد. وقد علمنا فساد الشبهة المانع منه فلزم القول لثبوته انتهى كلامه وهذا جواب صحيح وحجة قاطعة تتضمن الدفاع عنهم في عدم تأويلهم نصوص المعاد والزامه تأهيل يقول باثبات الميعاد واجراء النصوص على حقائقها. لانه اذا قام الدليل وانتفى المانع وجب ثبوت المدلول. وقد احتج اهل السنة على اهل التأويل بهذه الحجة يقول بثبوت صفات واجراء نصوصها على حقيقتها وقالوا لاهل التأويل نحن نعلم بالاضطرار ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء باثبات الصفات لله وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه. فلزم القول بثبوتها. وهذا الزام صحيح. وحجة قائمة لا محيد لاهل التأويل عنها. فان من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعادي يلزمه ان يمنعه في نصوص الصفات التي هي اعظم واكثر اثباتا في الكتب الالهية من اثبات المعاد وان لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله فصل واما اهل التجهيل فهم كثيرون من المنتسبين للسنة واتباع واتباع السلف وحقيقة مذهبه طبعا اهل التجهيل هم المفوضة اكثر من يزعم يزعم التجهيل هم المفوضة. نعم وحقيقة مذهبهم ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات الفاظ مجهولة لا يعرف معناها. حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم باحاديث الصفات تعرف معناها ثم هم مع ذلك يقولون ليس للعقل مدخل في باب الصفات. فيلزم على قولهم الا يكون عند النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وائمة السلف في هذا علوم عقلية ولا سمعية وهذا من ابطل الباطل وطريقتهم في نصوص الصفات امرار لفظها مع تفويظ معناها ومنهم من يتناقض فيقول تجرى على ظاهرها مع ان لها تأويلا يخالفه لا يعلمه الا الله. وهذا ظاهر وهذا ظاهر التناقض. فانه اذا كان المقصود بها التأويل الذي يخالف الظاهر وهو لا يعلمه الا الله فيمكن فكيف يمكن اجراؤها على ظاهرها؟ قال الشيخ رحمه الله قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب العقل والنقل فتبين ان قول اهل التفويض الذين يزعمون انهم متبعون للسنة والسلف من شر اقوال اهل البدع حاد اه قول اهل التفويض من شر اقوال اهل البدع من جهتين. الجهة الاولى انهم نسبوا هذا الشر الى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والجهة الثانية انهم يزعمون ان هذه النصوص لا تفهم معانيها مع انها واضحة وبينة فجمعوا بين الجهل والنسبة نسبة الباطل الى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة نعم. قال رحمه الله والشبهة التي احتج بها اهل التجهيل هي وقف اكثر السلف على الا الله من قوله تعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين الاولى ان ايات الصفات من المتشابه. الثانية ان التأويل المذكور في الاية هو صرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر فتكون النتيجة ان ان لايات الصفات معنى يخالف ظاهرها لا يعلمه الا الله وردوا عليه من وجوه الاول اننا ان نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي اطلقوه على ايات الصفات؟ ايريدون اشتباه المعنى وخفاءه؟ ام يريدون اشتباه وخفائها فاذا ارادوا فان ارادوا المعنى الاول هو مرادهم فليست فليست ايات الصفات منه لانها ظاهرة المعنى وان ارادوا المعنى الثاني فايات الصفات منهم بان انه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها الا الله وبهذا عرف انه لا يصح اطلاق التشابه على ايات الصفات بل لا بد من التفصيل السابق. الثاني ان قولهم ان التأويل المذكور في الاية هو صرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر غير صحيح. فان هذا المعنى تأويل اصطلاح حادث فان هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث لم لم يعرفه العرب والصحابة الذين الذين نزلوا القرآن بلغتهم. وانما المعروف عندهم ان التأويل يراد به معنيان اما اما التفسير ويكون التأويل على هذا معلوما لاولي العلم كما قال ابن عباس رضي الله عنهما انا من الراسخين العلم ان انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله وعليه يحمل وقف كثير من السلف على قوله تعالى والراسخون في العلم من الاية السابقة. اما حقيقة الشيء الثاني واما حقيقة الشيء ومآله على هذا يكون وعلى هذا يكون تأويل ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر غير غير معلوم لنا. لان ذلك هو الحقيقة والكيفية التي هو عليها. وهو لكن ولكن لا ندرك الحقيقة في الواقع. كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء. بل لو قال شخص ان اللبن والعسل لنا كما قاله مالك وغيره في الاستواء وغيره وعليه يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله من الاية السابقة الوجه الثالث ان الله انزل القرآن للتدبر وحثنا على تدبره كله ولم يستثني اياته الصفات. والحث على تدبره يقتضي انه يمكن وصولنا معناه ان لم لم يكن الحسي والا لم يكن للحث على تدبره معنى. لان الحث على شيء لا يمكن الوصول اليه للغو. لان الحث على شيء لا يمكن الوصول اليه لون من القول ينزه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عنه وهذا اعني الحث على تدبره كله من غير استثناء يدل على ان لايات الصفات معنى يمكن الوصول اليه بالتدبر واقرب الناس فهم ذلك المعنى هو النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. لان القرآن نزل بلغتهم ولانهم اسرع الناس الى امتثال الحث على التدبر خصوصا فيما هو فيما هو اهم مقاصد الدين؟ وقد قال ابو عبد الرحمن السلمي رحمه الله حدثنا الذين كانوا يقرؤون للقرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لا يتجاوزونها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. فكيف يجوز مع هذا ان يكونوا جاهلين بمعاني النصوص بمعاني نصوص التي هي اهم شيء في الدين. الرابع ان قولهم يستلزم ان يكون الله قد انزل في كتابه المبين الفاظا جوفاء لا يبين بها الحق وانما هي بمنزلة الحروف الهجائية والابجدية. وهذا ينافي حكمة الله التي انزل الله الكتاب وارسل الرسل من اجلها. تنبيه علم مما سبق ان معاني التأويل ثلاثة. الاول التفسير وهو ايضاح المعنى وبيانه. وهذا اصطلاح الجمهور وهذا اصطلاح جمهور المفسرين منه قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل وهذا معلوم عند العلماء في ايات الصفات وغيرها. الثاني الحقيقة التي التفسير هو معنى قول ابن جرير وتأويل الاية كذا وكذا اي تفسير الاية. الثاني الثاني الحقيقة التي يؤول الشيء اليها هذا هو المعروف من معنى التأويد في الكتاب والسنة كما قال تعالى هل ينظرون الا تأويله؟ وقوله تعالى ذلك خيرا واحسن تأويلا. فتأويل ايات صفات بهذا المعنى هو الكن هو الحقيقة التي هي عليها هذا لا يعلمه الا الله. الثالث صرف اللفظ عن ظاهره الى المعنى الذي يخالف الظاهر والصطلاح المتأخرين من المتكلمين وغيرهم. وهذان نوعان وهذان نوعان صحيح وفاسد فالصحيح ما دل عليه ما ما دل الدليل عليه مثل تأويله قوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم الى ان المعنى اذا اردت ان تقرأ والفشل ما لا دليل عليه كتأويل سواء الله على عرشه باستيلائه ويده وقوته ونعمته ونحو ذلك احسنت نكمل بعد الاذان ان شاء الله. تروح الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله الله اشهد ان محمدا رسول الله اثناء حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله ان شاء الله نقرأ حتى ننتهي من الكتاب ثم نصلي ان شاء الله. بسم الله. قال رحمه الله فصل روي عن عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالة وتفسير يعلمه العلماء تفسير لا يعلمه الا الله فمن ادعى علمه هو كاذب انتهى كلامه رضي الله عنه فالتفسير الذي تعرفه العرب من كلامها هو تفسير مفردات اللغة كمعرفة معنى القرء والنمارق والكهف ونحوها. التفسير الذي لا يعذر احد بجهالته وهو تفسير الايات المكلف باعتقادا او عملا في معرفة الله باسمائه وصفاته. معرفة اليوم الاخر والطهارة والصلاة والزكاة وغيرها والتفسير الذي يعلمه العلماء هو ما يخفى على غيرهم مما يمكن الوصول الى معرفته كمعرفة اسباب النزول والناسخ المنسوق والعام والخاص والمحكم والتشاؤم ونحو ذلك واما التفسير الذي لا يعلمه الا الله هو حقائق ما اخبر الله به عن نفسه. وعن اليوم الاخر فان هذه الاشياء نفهم معناها. لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع مثال ذلك اننا نفهم معنى السواء الله على عرشه ولكننا لا ندرك كيفيته التي هي حقيقة ما هو عليه في الواقع وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل والماء واللبن وغيرها مما اقبل الله تعالى انه في الجنة الموجود في الجنة مثل ما هو في الدنيا نخطئه ونضلله لاحظ الان اذا التشابه في الاسم فقط اما حقيقة المعنى وكيفيتها غيب. فكذلك حينما نقول الله الرحيم والعبد الرحيم فالله الرحيم لابد ان ندرك ان كيفية رحمة الله غير عن كيفية رحمة العبد. وان كنا نفهم المعنى نعم وبهذا تبين ان في القرآن ما لا ما لا يعلم تأويله الا الله كحقائق اسمائه وصفاته. وما اخبر الله به عن اليوم الاخر. وان معاني هذه الاشياء فانها معلومة لنا. والا لما كان للخطاب بها فائدة والله اعلم. خلاصة الكلام انه ليس في القرآن ما لا يعلم معناه البتة. ولكن فيه ما لا يعلم كيفيته فرق بين الامرين. فان قال قائل فما معنى الف لام ميم ما معنى كاف هاء يا عيسى؟ قلنا هذا حرف والحرف لا يطلب له معنى. وانما يطلب له حكمة. لماذا جيء بها؟ ولما ونقول ما له معنى الكلمات وليست الحروف ما يجيني واحد يقول لي ما معنى الالف في كلمة الله؟ هذا باطل هذا لعب في المعاني نعم الباب الرابع والعشرون في انقسام اهل القبلة في ايات الصفات واحاديثها. المراد باهل القبلة من يصلي الى القبلة وهم كل من ينتسب الى الاسلام وقد انقسم اهل القبلة في ايات الصفات واحاديثها الى الى ست طوائف. طائفتان قالوا تجرى على ظاهرها وطائفتان قال تجرى على خلاف ظاهره وطائفتان واقفتان فالطائفتان الذين قالوا تجرى على ظاهرها هم طائفة مشبهة الذين جعلوها من جنس صفات المخلوقين ومذهبهم باطل انكره عليهم السلام ويرده قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم الثانية طائفة طائفة السلف الذين جروها على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ومذهبهم هو الصواب المقطوع به لدلالة الكتاب والسنة والعقل عليه دلالة ظاهرة اما قطعية واما ظنية كما تقدم دليل وجوبها في البابين. الثالث والرابع والفرق بين هاتين الطائفتين ان الاولى تقول بالتشبيه والثانية تنكره فان قال المشبه في علم الله ونزوله ويده مثلا انا لا اعقل لا اعقل من العلم والنزول واليد الا مثل ما يكون المخلوق مثل ما المخلوق من من ذلك. فجوابه من وجوه. الاول ان العقل والسمع قد دل كل منهما على على مباينة الخالق للمخلوق في جميع صفاته. فصفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به فمن ادلة السمع على مبينة الخالق المخلوق قوله تعالى ليس كمثله شيء وقوله افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون من ادلة العقل ان يقال كيف يكون الخالق الكامل في جميع الوجوه في جميع الوجوه الذي الكمال من لوازم ذاته وهو معطي الكمال وهو معطي الكمال مشابها للمخلوق الناقص الذي النقص من لوازم ذاته وهم مفتقر الى من يكمله الثاني ان يقال ان يقال له الست تعقل لله ذاتا لا تشبه ذات المخلوقات المخلوقين فسيقول بلى فيقال له فلتعقل اذا ان لله صفات لا تشبه صفات المخلوقين فان القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما افقدتنا تناقض فان كان مشبها حتى في الذات فاسأله سؤالا واحدا قل له الله ازلي او حادث. فان قال ازلي فقل له الله الازلي والمخلوقات ليست ازل فإذا تباينا فلما تباينا لابد من التباين فيما عدا ذلك من الصفات. نعم يقال نحن نشاهد من صفات المخلوقات صفات اتفقت في اسمائها وتباينت في كيفيتها فليست يد الانسان كيد الحيوان الاخر فاذا هذا اختلاف الكيفية في صفات المخلوقات مع اتحادها في الاسم فاختلاف ذلك بين صفات الخالق والمخلوق من باب اولى. بل التباين بين صفات الخالق المخلوق واجب كما تقدمت. انت تقول وجه البيت. تأمل معي وجه الارض. وجه الانسان وجه الكتاب وجه السماء وجه الملك طيب هذه الوجوه ليست سواء فلا يلزم من آآ تشابه اللفظي التشابه وفي الكيف وان كان المعنى مفهوما نعم واما الطائفتان الذين قالوا تجرى على خلاف ظاهرها وانكروا ان يكون لله صفات ثبوتية او انكروا صفات او اثبت الاحوال دون صفاتهم اهل التأويل من الجهمية وغيرهم الذين اولوا نصوص الصفات الى معاني عينوها كتأويلهم اليد بالنعمة والاستواء بالاستيلاء ونحو ذلك الطائفة الثانية اهل التجهيل المفوضة الذين قالوا الله اعلم بما اراد بنصوص الصفات لكننا نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجية له وهذا القول متناقض فان قولهم نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجية له يناقض التفويض لان حقيقة التفويض الا يحكم المفوض بنفي ولا اثبات وهذا ظاهر. والفرق بين الفرقتين بين هاتين الطائفتين ان الاولى اثبتوا ان نصوص الصفات معنى. لكنه خلاف خلاف ظاهرها. واما الثانية فيفوضون ذلك الى الله من غير اثبات معنى. مع قولهم انه لا يراد من تلك النصوص اثبات صفة لله عز وجل واما الطائفتان الذين توقفوا فهم طائفة ان جوزوا ان يكون المراد بنصوص الصفات اثبات صفة تليق بالله والا يكون المراد ذلك وهؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم. الطائفة الثانية طائفة اعرضوا بقلوبهم والسنتهم عن هذا كله. ولم يزيدوا على قراءة القرآن والحديث والفرق بين هذه بين هذه الطائفة التي قبلها ان الاولى تحكم بتجويز الامرين الاثبات عدمه. واما الثانية فلا تحكم ابدا والله اعلم الباب الخامس والعشرون في القاب السوء التي وضعها المبتدعة على اهل السنة من حكمة الله تعالى ان جعل لكل نبي عدوا من المجرمين يصدون عن الحق بما استطاعوا من قول وفعل بانواع المكائد والشبهات والدعاوى الباطلة. ليتبين بذلك الحق اتضح ويعلو على الباطل وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من هذا شيئا كثيرا كما قال تعالى ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم من الذين اشركوا اذى كثيرا فقد وضعوا اولئك الظالمون المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه القاب التشنيع والسخرية مثل ساحر مجنون كاهن ونحو ذلك. ولما كان اهل البدع والايمان هم ورثة النبي اهل العلم والايمان. احسن الله اليكم ولما كان اهل العلم والايمان هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم نقوا من اهل والبدع مثل ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اولئك المشركين فكانت كل طائفة من هذه الطوائف تلقب اهل السنة بما برأهم الله منه من القاب التشنيع والسخرية. اما لجانهم بالحق حيث ظنوا صحة ما هم عليه وبطلان ما عليه اهل السنة واما لسوء القصد حيث ارادوا بذلك التنفير عن اهل السنة والتعصب لارائهم مع علمهم بفسادها. فالجهمية من تبعهم من المعطلة سموا سموا سموا سموا نعم سموا سموا اهل السنة مشبها زعما منهم ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه والروافض سموا اهل السنة النواصب لانهم يوالون ابا بكر وعمر كما كانوا يوالون ال النبي صلى الله عليه وسلم والروافض تزعم ان من والى ابا بكر وعمر رضي الله عنهما فقد نصب العداء العداوة ال البيت ولذلك كانوا يقولون لا ولاء الا ببراء اي لا ولاية لال البيت الا بالبراءة من ابي بكر وعمر. والقدرية قالوا اهل السنة مجبرة لان اثبات القدر جبر عند هؤلاء النفاة والمرجئة المانعون من الاستثناء في في الايمان يسمون اهل السنة شكاكا لان الايمان عندهم هو اقرار القلب والاستثناء شك فيه لهؤلاء المرجئة واهل الكلام والمنطق يسمونها سنن حشوية من الحشو وهو ما لا خير فيه يسمونهم نوابت وهي بذور الزرع التي تنبت الاخيرة فيها ويسمونهم غثاء وهو ما تحمله اوديته من الاوساخ لان هؤلاء المناطق زعموا ان من لم يحط علما بالمنطق فليس على علم امري بل هو من الرعاع الذين لا خير فيهم. والحق ان هذا ان هذا العلم الذي فخروا به لا يغني من الحق شيئا كما قال الشيخ رحمه الله في كتابه رجع المنطقيين اني كنت دائما اعلم ان المنطق اليوناني لا يحتاج اليه الذكي ولا ينتفع به البريء انتهى كلامه رحمه الله. الباب السادس العشرون في الاسلام والايمان الاسلام لغة الانقياد شرعا استسلام العبد لله ظاهرا وباطنا بفعل اوامره واجتناب نواهيه فيشمل الدين كله قال الله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه واما الايمان فهو لغة التصديق قال الله تعالى وما انت بمؤمن لنا وفي الشرع اقرار القلب المستلزم للقول والعمل فهو اعتقاد وقول عمل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل القلب والجوارح. والدليل على دخول هذه الاشياء كلها في الايمان. قوله صلى الله عليه وسلم الايمان تؤمن وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. وقوله الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله. وانها اماطة الاذى عن الطريق حياء شعبة من الايمان. فالايمان بالله وملائكته الى اخره اعتقاد اعتقاد القلب. وقول لا اله الا الله قول اللسان. واماطة الاذى عن الطريق عمل الجوارح الحياء عمل القلب بذلك عرف ان الايمان يشمل الدين كله وحينئذ لا فرق بينه وبين الاسلام وهذا حينما ينفرد احدهما عن الاخر اما اذا اقترن احدهما بالاخر فان الاسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان وعمل الجوارح ويصدر من المؤمن كامل الايمان وضعيف قال الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. ومن المنافق ومن المنافق لكن يسمى مسلما ظاهرا لكنه كافر باطن. كلمة الاسلام والايمان اذا اجتمع افترق الايمان الاعمال القلبية. والاسلام الاعمال الظاهرة. واما اذا افترقا فكل واحد منهما يتضمن المعنى الاخر اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. نعم. ويفسر الايمان بالاستسلام الباطن الذي هو اقرار القلب وعمله. ولا يصدر الا من المؤمن حقا كما قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة اتوا مما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. بهذا المعنى يكون الايمان اعلى. وكل مسلم وكل مؤمن مسلم ولا عكس فصل في زيادة الايمان ونقصانه من اصول اهل السنة والجماعة مراتب الدين الاسلام الايمان الاحسان هكذا مراتب الدين. والناس مسلمون مؤمنون محسنون متقون. نعم. من اصول قال فصم في زيادة الايمان ونقصاني من اصول اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص وقد دل على ذلك الكتاب والسنة فمن ادلة الكتاب قوله تعالى يزداد ايمانا مع ايمانهم ومن ادلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم في النساء ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن. ففي الاية اثبات زيادة الايمان وفي الحديث اثبات نقص الدين وكل نص يدل على زيادة الايمان فانه يتضمن الدلالة على نقصه وبالعكس لان الزيادة والنقص متلازما لا يعقل احدهما دون الاخر وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة ولم يعرف منهم مخالف فيه وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبد البر رحمه الله وعلى ان الايمان يزيد وينقص وعلى ان الايمان يزيد وينقص جماعة جماعة اهل الاثر والفقهاء اهل الفتيا في الامصار. وذكر عن مالك روايتين في اطلاق النقص احداهما التوقف والثانية موافقة الجماعة. والاخير موافقة الجماعة. نعم. وخالف في هذا الاصل طائفتان الاولى المرجئة الخالصة الذين يقولون ان الايمان اقرار القلب وزعموا ان اقرار القلب لا يتفاوت. فالفاسق العدل عندهم سواء في الايمان. الثانية الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين اخرجوا اهل الكبائر من الايمان. وقالوا ان الايمان اما ان يوجد كله واما واما ان يعدم كله ومنعوا من ومنعوا من تفاضله. وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل. اما السمع فقد تقدم في النصوص ما على اثبات زيادة الايمان ونقصه. واما العقل فنقول فنقول للمرجئة. قولكم ان الايمان هو اقرار القلب واقرار القلب لا يتفاوت ممنوع من في المقدمتين جميعا. اما المقدمة الاولى فتخصيصكم الايمان باقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة. من دخول القول والعمل في الايمان. واما المقدمة الثانية فقولكم ان اقرار القلب لا يتفاوت لا يتفاوت مخالف للحس. فان من المعلوم ان فان من المعلوم لكل احد ان اقرار القلب انما يتبع العلم ولا ريب ان العلم يتفاوت بتفاوت طرقه. فان خبر الواحد لا يفيد ما يفيده ما يفيده خبر الاثنين وهكذا. وما ادركه الانسان بالخبر ولا يسوي في العلم ما ادركه بالمشاهدة. فاليقين درجات متفاوتة وتفاوت الناس في اليقين امر معلوم بل الانسان الواحد. يجد من نفسه انه يكون في اوقات وحالات اقوى منه يقينا في اوقات وحالات اخرى. ونقول الا ترى ان المؤمن اذا صلى الفجر في جماعة يجد ايمان. واذا فاتته صلاة الفجر يجد نقصان في ايمانه. نعم وكي ونقول كيف يصح لعاقل ان يحكم بتساوي رجلين في الايمان احدهما مثابر على طاعة الله فارضها ونفلها متباعد عن محارم الله واذا بدرت منه المعصية بادر الى الاقلاع عنها والتوبة منها والثاني مضيع لما اوجب الله عليه ومنهمك فيما حرم الله عليه غير انه يأتي بما يكفره كيف يتساوى هذا وهذا؟ واما الوعيدية فنقول لهم قولكم ان فاعل الكبيرة خارج من الايمان مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة فاذا تبين ذلك فكيف نحكم بتساوي رجلين في الايمان احدهما مقتصد فاعل للواجبات تارك للمحرمات والثاني الظالم لنفسه يعني ما حرم الله عليه وبترك ما اوجب الله عليه من غير ان يفعل ما يكفر ما يكفر به. ونقول ثانيا هب اننا اخرجنا فاعلة كبيرة من الايمان فكيف يمكن ان نحكم على رجلين بتساويهما في الايمان واحدهما مقتصد والاخر سابق بالخيرات باذن الله فصل ولزيادة الايمان اسباب منها. معرفة اولا معرفة اسماء الله وصفاته. فان العبد كلما زاد معرفة بها وبمقتضياتها واثارها زاد ايمانا بربه وحبا له تعظيما. ثانيا وهذا من اعظم ابواب زيادة الايمان. التأمل في اسماء الله وصفاته. نعم ثانيا النظر في ايات الله الكونية والشرعية فان العبد كلما نظر فيها وتأمل ما اشتملت عليه من القدرة الباهرة والحكمة البالغة هذا ايمانا ويقينا بلا ريب. ثالثا فعل الطاعات تقربا الى الله. فان الايمان يزداد به بحسب حسن العمل والجنس وكثرته. فكلما فكان العمل احسن كانت زيادة الايمان به اعظم وحسن العمل يكون بحسب الاخلاص والمتابعة. واما جنس العمل فان الواجب افضل من المسنون وبعض طاعات اوتر وافضل من من البعض الاخر. وكلما كانت الطاعة افضل كانت زيادة الايمان بها اعظم. واما كثرة العمل فان الايمان يزداد بها لان العمل من الايمان فلا جرم ان ان يزيد بزيادته. رابعا ترك المعصية خوفا من الله عز وجل وكلما قوي داء الداعي الى فعل معصية كانت زيادة الايمان بتركها اعظم لان تركها مع قوة الداعي اليها دليل على قوة ايمان العبد. وتقديمه ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه واما نقص الايمان فله اسباب منها. اولا الجهل بالله تعالى واسمائه وصفاته. ثانيا الغفلة والاعراض عن النظر في ايات الله واحكامه الكونية والشرعية فان ذلك يوجب مرض القلب او موته باستيلاء الشهوات والشبهات عليه. ثالثا فعل المعصية فينتقص الايمان فينقص الايمان بحسب جنسها وقدرها والتهاون بها وقوة الداعي اليها او ضعفه. فاما جنسها وقدرها فان نقص الايمان بالكبائر اعظم من نقصه بالصغائر ونقصه الايمان بقتل النفس المحرمة اعظم من نقصه باخذ مال محترم ونقصه بمعصيتين اكثرهم من نقصه بمعصية واحدة وهكذا واما التهاون بها فان المعصية اذا صلت من قلب متهاون بمن عصاه ظعيف الخوف منه كان نقص الايمان بها اعظم من نقصه اذا فصدرت من قلب معظم معظم لله تعالى شديد الخوف منه. لكن انفرطت منه المعصية واما قوة الداعي اليها فان المعصية اذا صدرت ممن ضعفت منه دواعيها كان نقص الايمان بها اعظم من نقصه اذا صدرت ممن قويت منه دواعيها. ولذلك كان الفقير وزين الشيخ اعظم اثما من استكبار الغني وزنا الشاب كما في الحديث ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم لهم عذاب اليم وذكر منهم المشيمر الزاني والعايل المستكبر بقلة داعي تلك المعصية فيهما. رابعا ترك الطاعة فان الايمان تنقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة. فكلما كانت الطاعة اوكت كان نقص الايمان بتركها اعظم. ربما فقد الايمان كله كترك الصلاة ثم انا نقص ايماني وترك الطاعة على نوعين. نوع يعاقب عليه هو ترك الواجب بلا عذر ونوع لا يعاقب عليه هو ترك الواجب لعذر شرعي او حسي وترك المستحب فالاول كترك المرأة الصلاة ايام الحيض الثاني كترك صلاة الضحى والله اعلم. وهذا كله من فضل الله عز وجل انه لا يؤاخذ عباده اذا ترك الواجب لعذر شرعي. نعم. قال رحمه الله فصل في الاستثناء في الايمان الاستثناء في ايمانا يقول انا مؤمن ان شاء الله. وقد اختلف الناس فيه على ثلاثة اقوال القول اول تحريم استثناء وهو قول المرجئة. والجهمية ونحوهم. ومأخذ هذا القول ان الايمان شيء واحد يعلمه الانسان من نفسه وهو التصديق الذي في القلب. اذا استثنى فيه كان دليل على شكه. ولذلك كانوا يسمون الذين يستأثرون في الايمان شكاكا القول الثاني وجوب الاستثناء وهذا قولهما اخذان الاول ان الايمان وهما مات عليه الانسان. هو ما مات الانسان عليه فان الانسان انما يكون مؤمنا وكافر بحسب الوفاة وهذا شيء مستقبل غير معلوم فلا يجوز الجزم به. وهذا ما اخذ كثير من المتأخرين من الطلابية وغيرهم. لكن هذا المأخذ لم يعلم لم يعلم من احدا من السلف علل به انما كانوا يعللون بالمأخذ الثاني وهو ان الايمان المطلق يتضمن فعل جميع المأمورات وترك جميع المحظورات وهذا لا يجزم به الانسان من نفسه ولو جزى ملكان لقد زكى نفسه شهد لها بانه من المتقين الابرار وكان ينبغي على هذا ان يشهد لنفسه بانه من اهل الجنة وهذه لوازم ممتنعة قد قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. نعم القول الثالث التفصيل فان كان الاستثناء صادرا عن شك في وجود اصل الايمان فهذا محرم بل كفر لان الايمان خوفا من هذا المحفور ان كان المقصود من استثناء التبرك بذكر مشيئة او بيان التعين وانما قام بقلبه من امام مشيئة الله فهذا جائز. والتعليق يأتي على هذا الوجه اعني بيان التعليل لا ينافي تحقيق المعلق فانه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الامور المحققة كقوله تعالى لتدخلن ان المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون. وبهذا عرف انه لا يصح اطلاق الحكم على الاستثناء بل لابد من التفصيل السابق والله اعلم وصلى الله وسلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات نكمل ان شاء الله غدا تقريب التدميرية ولا زلتم في صلاة ما دمتم تنتظرون الصلاة. قوموا الى صلاتكم يرحمكم الله