بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد هذا مجلسنا الثاني مع مقدمة كتاب ابن عدي وهذا الاختيار لان هذه الكتب القديمة يعني تبين لنا طريقة اهل الحديث الحقيقية. ولذا نحن نأخذ بكلام المتقدمين وبتحريرات المتأخرين والمعاصرين. ولكن نعلم علم اليقين ان المتأخرين ساروا على طريقة المتقدمين فالمنهج واحد والمدرسة واحدة لكن واننا نأخذ بالاسلام العتيق المأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما جاء في القرآن والسنة الصحيحة كذلك اذا نأخذ اقوال اهل العلم ونتدرب على طرائقهم. قال الباب الاول من اقلل الرواية عنه مخافة الزلة اخبرنا محمد ابن الحسين ابن مكرم قال حدثنا ابو حاتم داوود ابن حماد البلخي قال عتاب ابن محمد ابن شوذب ابن اخي عبد الله ابن شوذب قال انباءنا كعب بن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه قال قلت لابي قتادة حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال اخشى قال اني اخشى ان يزل لساني بشيء لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم. اني سمعته يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. حديث من كذب علي متعمدا فاذا تبوأ مقعده من النار رواه الجم الكبير من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو حديث متواتر ساقه ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات من اكثر من تسعين طريقة. وللطبراني جزء حديثي في ساقه من اكثر من خمسين طريقة. فهو حديث صحيح وهو يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر الصحابة ويحذر من ويحذر امته من التقول عليه صلى الله عليه وسلم. لان القول على الله تعالى خطير جدا. فبعض الصحابة كان يتخوف من من الاكثار من الرواية خشية ان يقع في الخطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال ابن الذي اخبرنا الفضل بن الحباب قال انبأنا مسدد قال انبأنا عبد الوارث قال انبأنا عبد العزيز بن صهيب عن انس قال ما يمنعني ان احدثكم حديثا كثيرا الا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعمدوا علي الكذب فليتبوأ مقعده من النار. انس ابن مالك من وابن عمر ايضا كان يتخوف لكن في النتيجة هو من المكثرين. فهؤلاء الصحابة ما رغبوا ان يكثروا من التحديث لكنهم حدثوا ولما انبروا للناس في الفقه وكان الناس يستفتونهم فاضطروا الى بيان السنن الواردة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ونستفيد من تخوف الصحابة انه ينبغي على الانسان ان يحذر من الكذب على رسول الله ومن الخطأ على رسول الله صلى الله عليه ثمن ثم قال اخبرنا محمد ابن يحيى ابن سليمان قال اخبرنا عاصم ابن علي قال اخبرنا شعبة عن عتاب قال انا عتاب قال جاء انس الى الحجاج انس ابن مالك الى الحجاج. قال فسمعته يقول لولا اني اخشى ان اخطئ لحدثتكم باشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم او سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. اخبرنا محمد ابن يحيى ابن سليمان قال حدثنا عاصم ابن علي قال حدثنا ابن ابي الزناد قال اخبرني ابي عن عامر ابن سعد ابن ابي وقاص قال سمعت عثمان بن عفان يقول ما يمنعني ان احدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا اكون اوعى الصحابة عنه. ولكن اشهد سمعته يقول من قال علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار وهذا الحديث من اخطر الاحاديث وان كان هو مطلق قد قيد بالاحاديث الاخرى من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ولكن الانسان لابد ان يتخوف وان يكون له ورع حتى لا يتساهل وحتى لا يخطئ. اخبرنا احمد بن علي بن المثنى قال حدثنا ابن نصير قال حدثنا جعفر ابن سليمان قال اخبرنا عمرو ابن دينار عن بعض ولد صهيب قال قال له ابنوه يعني طيب يا ابانا ما لك لا تحدثنا كما يتحدث اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم من كذب علي كلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين. فذاك الذي يمنعني من من الحديث. قال الشيخ يعني هذا الراوي يقول عن ابن علي قال الشيخ. وعمرو بن دينار هذا هو عمرو بن دينار قهرمان ال الزبير لا المكي عمرو بن دينار المكي ذاك ثقة وعمرو بن دينار قهرمان ال الزبير ظعيف. وعمرو بن ريار قهرمان ال الزبير هو الذي يروي الحديث من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفعه الف الف درجة وهو حديث منكر قد ابعد النجعة من صحح الخبر. وهذا عمرو بن دينار قهمان ال الزبير ضعيف. قال ولم يحدثه عن صهيب غير جعفر ابن سليمان عن عمرو. وجعفر بن سليمان الضبعي اتهم شيع ثم قال حدثنا ابراهيم بن اسباط بن السكن قال حدثنا محمد بن سهم قال حدثنا ابن المبارك قال انباءنا مجالد بن سعيد ومجالد بن سعيد ضعيف. عن الشعبي عن مسروق قال كان عبدالله بن مسعود يأتي عليه الحول قبل ان يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن عدي علينا وعليه رحمة الله ساق هذه الاثار ليبين على خطورة الكذب لكنه اعتمد على اسانيد لا يعتمد على رواتها فوددنا منه انه اعتمد على الصحيح ولذا نحن لا نجيز لاحد ان يروي غير الصحيح ولا يجوز لاحد ان يسند الى الشريعة شيئا او ينسب سنة الا ان يكون هذا صحيح. والاحاديث الضعيفة لا تنسب بها السنن ولا الاحكام ولا العقائد اخبرنا احمد بن شعيب النسائي قال انبئنا اسحاق بن موسى الانصاري وحدثنا احمد بن الحسين بن نصر ومحمد بن صالح بن زريح والحسين بن عبدالله بن يزيد واسماعيل بن حماد قالوا حدثنا اسحاق بن موسى قال انبأنا معن بن عيسى قال انبأنا ما لك بن انس عن عبد الله بن ادريس الاوذي عن شعبة عن سعد ابن ابراهيم عن ابيه قال بعث عمر ابن الخطاب الى عبد الله ابن مسعود والى ابي الدرداء والى ابي مسعود الانصاري فقال ما هذا الحديث الذي تكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحبسهم بالمدينة حتى استشهد. نعم فعمر بن الخطاب يعني كان يمنع اولئك الذين يكثرون من المرويات. طبعا هذا الاثر فيه انقطاع ولذا لا يثبت هذا لكنه لا شك ان عمر بن الخطاب كان يشدد مع اولئك الذين يكثرون من الرواية خشية ان يتساهلوا في نسبة شيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال قال الشيخ وهذا الحديث لا يرويه عن مالك الا معن ومالك لم عن احد من الكوفيين الا عن عبد الله ابن ادريس. الامام مالك كان يعني يبتعد عن يبتعد بالرواية عن عراقيين قال الا عن عبد الله ابن ادريس وهو كوفي وهو على مذهبه وهذا الحديث عن عبد الله ابن شعبة مشهور في تحريم وفي التشديد على الروافض. فروى عنه وهذا الحديث عن عبد الله بن شعبة مشهور وقد قال مالك كما لم يروي اول عن اولهم كذلك لا يروي اخرنا عن اخرهم ثم روى عنه. واخبرنا يحيى بن محمد البحري عن عبيد الله بن معاذ عن ابيه عن شعبة قال حدثنا جعفر بن احمد بن عاصم الدمشقي قال انبئنا هشام ابن عمار قال انبأنا محمد بن حبيب قال مروان ابن جناح قال انبأنا يونس ابن ميسرة ابن حلبس قال حدثني من سمع معاوية ابن ابي سفيان على هذا المنبر منبر دمشق يقول اقلوا الحديث عن رسول الله. وانتم لا وانتم تتحدثون لا محالة. فان كنتم متحدثين فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر ابن الخطاب فانه كان يخيف الناس في الله. طبعا لا شك ان مقتل عمر بن الخطاب ثم مقتل عثمان كان بعدها الفتن وبدأ الوظع بعد مقتل عثمان. والا فلا يحفظ يعني قبل مقتل عثمان لم يكن ثمة وظع ابدا. وذلك لما حصلت الفتنة حصل خلاف كثير الباب الثاني وزر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اظل الناس. طبعا الكذب على رسول الله محرم اذا اظل الناس واذا لم يضل الناس. لان الكذب على رسول الله كذب على الله تعالى. وربنا قال قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به بسلطانة وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. فالقول على الله من اخطر ما يكون. اما اذا اضل الناس فقد جمع بين الكذب على الله والكذب على رسوله جمع اظلال الناس والانسان مأمور بهداية الناس ودعوتهم الى الله تعالى. حدثنا صالح بن ابي عصمة الدمشقي قال اخبرنا هشام ابن عمار قال اخبرنا محمد بن عيسى ابن سميع. طبعا هذا عيسى ابن سميع. ضعيف كما وفي ذخيرة الحفاظ. اخبرنا محمد بن ابي الزعيزعة قال سمعت نافعا يقول قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انتفى من والديه او ارى عينيه ما لم ترى فليتبوأ مقعده من النار. قال محمد ابن ابي قال ابو حاتم منكر الحديث جدة وكذا قال البخاري كما في ميزان الاعتدال وكما في الموضوعات ضد الجوز الجزء الاول صفحة الف صفحة مية وخمسة وثلاثين قال عبد الله فلبثنا بذلك زمانا نخاف الزيادة في الحديث. اذ قال النبي تحدثوا عني ولا حرج. فانما انتم في ذلك كما قلت لكم في بني اسرائيل تحدثوا عنهم ولا حرج. فانكم لم تبلغوا ما كان فيه من خير او شر الا من قال علي كذبا الا ومن قال علي كذبا ليضل الناس بغير علم فانه بين عيني جهنم يوم القيامة. وما قال من حسنة فالله ورسوله يأمران بها. قال الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان. اذا هذا الحديث باطل السند الثالث وفي اسناده ضعيفان ووددنا من ابن علي انه لم يأتي بهم. قال الشيخ هذا الحديث يرويه عن محمد بن ابي الزعيزعة محمد بن عيسى بن سميع. ويروي عنه احاديث غير هذا. اخبرنا محمد ابن يحيى ابن سليمان المروزي قال اخبرنا الحكم ابن موسى قال اخبرنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن عثمان ابن عوسجة عن البراء ابن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ثم قال بعد من كذب علي متعمدا ليضل الناس فليتبوأ مقعده من النار. وهذا ايضا زيادة زيادة غير صحيح زيادة ليضل وانا قد تحدثت عنها في تعليقي على كتاب شرح التبصرة والتذكرة قبل سبعة عشر عاما قال الشيخ هذا الحديث بهذا الاسناد لا يرويه عن طلحة بن مصرف غير الفزاري وهذا الفزاري هو محمد بن عبيد الله العرزمي الكوفي هكذا يخبر عنه محمد بن سلمة الحراني في هذا الحديث. وفي غيره لا يسميه لضعفها ولا يروي هذا الحديث عن العرثمي وهو الفزائر الا محمد بن سلمة الحراني. ثم قال حدثنا بهلول ابن اسحاق الانباري قال اخبرنا محمد بن عمرو بن حنان قال اخبرنا بقية قال اخبرنا محمد الكوفي عن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار قال الشيخ ابن عدي وهذا الحديث لا يرويه بهذا الاسناد غير بقية عن محمد ومحمد الكوفي ربما نسيه بقية فقال محمد بن عبد الرحمن وهو مجهول. اذا هذا الخبر ايضا في اسناده مجهول. حدثنا العباس بن احمد بن ابي شحمة الخثلي قال حدثنا محمد بن ابان قال انباءنا يونس ابن بكير عن الاعمش. عن طلحة وهو ابن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار. قال الشيخ هذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة بن مصرف فمنهم من فسلف منهم من قال عن علي بدل عبد الله ويونس ابن بكير جود اسناده. اذا هذا الخبر بهذا اللفظ خبر ضعيف بالزيادة ليضل به الناس. ثم قال اخبرنا علي ابن سعيد ابن بشر ابن بشير قال انبأنا سهل بن زنجلة وابن حميد قال حدثنا باحة بن محارب عن عمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار. قال الشيخ هذا الحديث باهل الاسناد لا يرويه فيما علمت الا الصباح بن محارب. اذا الحديث متوازن من غير لفظ ليظل الناس والكذب على رسول الله من اخطر ما يكون. وبنا حاجة الى كتابة مقالات واصدار فيما يتعلق بالتحذير من الكذب على رسول الله ولي كتاب لطيف بعنوان خطورة التقول على الله العلم هو موجود على صفحة التليجرام. وجدت من كل طالب علم ان يقرأ هذا الكتاب حتى يحذر من القول على الله والقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا تأتينا فائدة قراءة كتب الرواية دراية ومعرفة ما فيها لان معرفة الصحيح يعرفك على الصحيح ويعرفك على ما ليس بصحيح هذا وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته