صار بعضهم في تجارة فما ربح قط فعلم ان الله عز وجل لا يشغله بها وسار بعضهم في طلب الامارة فما فتح له باب قط وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى يا يعرفك في الشدة فيه دلالة على اثبات نسبة فعل المعرفة الى الله جل وعلا وليس كما زعم بعضهم انه لا يجوز ان يقال ان الله عرفة او ان الله يعرف الامام الشافعي تعلمون انه سكن في اخر عهده في مصر آآ لما حضره الموت اغشي عليه ثم افاق فوجد ان عنده بنت وهي تبكي عليه فقال لها ما الذي يبكيك الذي لا ينال والهادي الذي لا يضل لا يضل لا يضل قل هذا الذي لا يضل كتب بعض السلف الى اخ له اما بعد فان فان كان الله معك فممن تخاف وان كان عليك فمن ترجو السلام الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس قراءتنا لكتاب او رسالة نور الاختباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله تعالى عنه تأليف الحافظ الامام عبدالرحمن ابن احمد ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى. فنبدأ على بركة الله حيث كنا قد وقفنا على قوله ومن انواع حفظ الله لعبده في دينه. فنبدأ على بركة الله ونسأله جل في علاه العون والسداد والتوفيق والهدى والرشاد. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا واسانا بما علمتنا وزدنا علما يا عالم يا حكيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال ابن بدر رحمه الله تعالى ومن انواع حفظ الله لعبده في دينه ان العبد قد يسعى في سبب من اسباب الدنيا اما الولايات وهم التجارات او غير ذلك سيقول الله بينه وبين ما اراد بما يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهته قال ابن مسعود ان العبد ليهم لا يهم بالامر من التجارة والامارة حتى ييسر له. فينظر الله اليه فيقول للملائكة اصرفوه فاني يسرته له ادخلته النار في صرفه الله عنه فيظل يتطير ويقول سبقني سبقني فلان دعاني فلان وما هو الا فضل الله عز وجل هذا هذا واقع عندما تنظر الى سيرة بعض السلف الصالحين تجده امرا واقعا ان يصرف عن بعظ عباده امورا مشغلة او امورا آآ ذات مسؤوليات كبيرة تكون عياذا بالله سببا من اسباب النيران والخذلان في يوم المعاد وهذا واقع نعم قال واعجب من هذا ان العبد قد يطلب بابا من ابواب الطاعات ولا يكون له فيه خيرة فيحول الله بينه وبينه صيانة له وهو لا يشعر وخرج الطبراني وغيره من حديث انس المرفوعة يقول الله عز وجل ان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الفقر وان بسطت عليه افسده ذلك وان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الغنى ولو افطرته لافسده ذلك. وان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا الصحة ولو اسقمته افسده ذلك وان من عبادي من لا يصلح ايمانه الا السقم ولو صححته لافسده ذلك. وان من عبادي من يطرق بابا من العبادة فاكفه عنه لكي لا يدخله العجب اني ادبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم اني عليم خبير. كان بعض المتقدمين يكثروا سؤال الشهادة فهتف به هاتف انك ان غزوته سرت وان اسرت تنصرت فكف عن سؤالك. وفي الجملة فمن حفظ فمن حفظ حدود الله وراعى حقوقه تولى الله حفظه وفيهم ولدينه في امور دينه ودنياه وفي دنياه واخرته. قد يسلك بعظ الناس بابا من ابواب الطاعات فيصرفه الله تبارك وتعالى لان هذا الباب وان كان بابا من ابواب الطاعات لكنه ليس بانفع من الابواب الاخرى فيحوله الى باب اخر وقد يكون العكس انسان يسعى الى باب من ابواب الخير ولا يصل اليه كان نيته فاسدة قد يقول قائل اذا كان الغنى لا يصلح لفلان فيجعله الله فقيرا والفقر لا يصلح لفلان فيجعله الله غنا فما بال بعض الفقراء المفسدين وبعض الاغنياء الطاغين؟ فالجواب ان الكلام في مضمون هذا الحديث ان صح فانما هو في اهل الطاعة وليس في اهل الدنيا. نعم وقد اخبر الله تعالى في كتابه انه ولي المؤمنين وانه يتولى الصالحين وذلك يتضمن انه يتولى مصالحهم في الدنيا والاخرة ولا يكلهم الى غيره. قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقال تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال اليس الله بكاف عبده؟ ومن تولى الله عز وجل امره فهو كافي لكن هذه الولاية بحسب ما يقوم في قلب العبد من الولاية فان كان العبد عنده الولاية العامة فتكون ولاية الله له عامة وهي الربوبية وان كانت ولاية العبد لله خاصة فتكون من الله عز وجل له الولاية الخاصة التي هي متظمنة لمعنى الربوبية وزيادة على ذلك نصرته وتأييده والاخذ بيده الى مراشد اموره ومصالح دينه ودنياه. نعم فمن قام بحقوق الله عليه فان الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والاخرة. فمن اراد ان يتولى الله حفظه ورعايته في اموره كلها فليرائي حقوق الله عليك. ومن اراد ان لا يصيبه شيء مما يكره فليأتي شيئا فلا يأتي شيئا مما يكرهه الله منه كان بعض السلف يدور على المجالس ويقول من احب ان تدوم له العافية فليتق الله وقال العمري الزاهد لمن طلب منه الوصية العمري الزاد وقال الرماني الزاهد لمن طلب منه الوصية كما تحب ان يكون الله لك فهكذا كن لله عز وجل وقال صالح بن عبدالكريم يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لا اطلع على قلب عبد اعلم ان الغالب عليه حب التمسك بطاعة ما توليت سياسته وتقويمه. الله اكبر وفي بعض الكتب المتقدمة يقول الله عز وجل ابن ادم الا تعلمني ما يضحكك ابن ادم اتقني ونم حيث شئت والمعنى انك اذا قمت بما عليك لله من حقوق التقوى فلا تهتم بعد ذلك بمصالحك فان الله هو اعلم بها منك وهو يوصلها اليك على اتم الوجوه من غير اهتمام منك بها وفي حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يحب ان يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فان الله ينزل العبد منه حيث انزله من نفسه. هذا موافق لعموم القرآن فانا لما ذكر الله الظانين بالله ظن السوء قال عليهم دائرة السوء ومفهوم المخالفة من الاية منطوق الحديث انا عند ظن عبدي بي فالظن الحسن بالله يؤدي الى ان الله جل وعلا ينزله كما ينزل العبد نفس آآ كما ينزل العبد ربه من نفسه نعم قال فهذا يدل على انه قدر على قدر اهتمام العبد بحقوق الله وبأداء حقوقه ومراعاة حدوده واعتنائه بذلك وحفظه له يكون اعتناء به وحفظه له. فمن كان غاية همه رضا الله عنه وطلب قربه ومعرفته ومحبته وخدمته. فان الله يكون له على حسب ذلك كما قال تعالى فاذكروني اذكركم. وقال واوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم. بل هو سبحانه اكرم الاكرمين فهو يجازي الحسنة عشرة ويزيد ومن تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا ومن اتاه يمشي اتاه هرولة فما يؤتى الانسان الا من قبل نفسه ولا يصيبه المكروه الا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال علي رضي الله عنه لا يرجون ظن عبد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه. وقال بعظهم من صفي صفي له. ومن خلط خلط عليه. وقال مسروق من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه. وبسط هذا المعنى يطول جدا وفيما اشرنا اليه كفاية ولله الحمد. يعني آآ من آآ استصيب باي شيء فليتهم نفسه مباشرة فليحذر من توجيه التهم الى غيره واشد من ذلك ان يتوجه بقلب او بلسانه التهمة الى الله جل وعلا هذا والله ان لم نقل انها ردة فهي من اخطر الامور ان الانسان اذا اصيب بشيء بنفسه او ماله او بدني وعياله يسيء الظن بربه. نسأل الله السلامة والعافية هذا امر خطير. لذلك دائما احفظ هذه الاية واجعلها امام عينيك في كل المقادير ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك جعلها قاعدة في حياتك في كل امر تعلم ان الخيرات والفظائل والبركات من الله فضلا وان المؤاخذات والعقوبات والبلاءات من الله عدلا اذا كان الامر كذلك تعيش سعيدا لا توجه اللوم حتى الى زوجتك وعيالك الا بقدر ما يوافق الشر لا توجه اللوم الى جيرانك واصحابك الا بقدر موافقة الشرع لا تلوم الناس على ما منعوك ولا تذم الناس على ما منعوك ولا تمدحهم لما اعطوك وانما تجعل ذلك كله مرجعه الى الرب تبارك وتعالى فعلا فهو يعطي ما يشاء ويمسك ما يشاء قال الله جل وعلا في القرآن ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعدي وهذا من معاني القابض الباسط من معاني قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء لكن المصيبة ان الناس يغفلون عن خالق الاسباب ويعلقون لومهم ويجعلون لومهم الى الاسباب والاسوء منهم كما ذكرت من يوجه لهم الى خالق الاسباب سبحانه وتعالى نعم قوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله تجده امامك. وفي رواية اخرى تجاهك معناه ان من حفظ حدود الله ورأى حقوقه. وجد الله معه في جميع الاحوال يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويؤيده ويسدده. فانه قائم على كل نفس بما كسبت وهو تعالى الذين اتقوا والذين هم محسنون. قال قتادة من يتق الله يكن معه. ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب. والحارس الذي وهذه المعية الخاصة بالمتقين غير العامة المذكورة في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم. وقوله ولا يستخفون من الله ومعهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول فان المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والاعانة. كما قال تعالى لموسى وهارون لا تخافا انني معكما اسمع وارى وقوله تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا الفرق بين المعية العامة والمعية الخاصة ان المعية العامة اولا ورودها وسياقها من باب التهديد والوعيد والبعية الخاصة ورودها او سياقها من باب الوعد ومن باب البشارة الامر الثاني ان المعية العامة تعني انها متعلقة بافعال الربوبية. هم. فلا يلزم ان يكون في مقابل واما المعية الخاصة فايا مترتبة على نتاج توحيد العبادة ينالها العبد وتنالها انت بناء على عبوديتك لله تبارك وتعالى والمعية العامة هي بمعنى المعية الخاصة اه المعية الخاصة بمعنى المعية العامة لكنها ترتفع عن المعية العامة بالعناية والنصر تأتي التأييد والحفظ والكلائة. نعم كان صلى الله عليه وسلم قد قال لابي بكر الصديق في تلك الحال ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ يا رب فهذا غير المعنى المذكور في قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم فان ذلك عام لكل جماعة ومن هذا المعنى الخاص الحديث الالهي وقوله فيه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اذا احببته كنت سمعه الذي يسمع. فاذا احببته هذا خطأ مطبعي صلحوه احببته المتكلم هو الله جل وعلا الظاهر ان الناسخ اخطأ فاخطأنا نعم فاذا احببتكم اذا اسأنا الظن نقول الناسخ مؤول ما يرى ان الله يحب. نعم فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها الى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة الدالة على قرب الرب سبحانه ممن اطاعه واتقاه وحفظ حدوده ورعاه دخل جنان الحمال البرية على طريق تبوك فاستوحش فهتف به هاتف لم تستوحش؟ اليس حبيبك معك فمن حفظ الله دخول الناس الى البرية وآآ ذهاب الانسان الى العزلة الصواب في هذا الباب ان لا نقول بمنع العزلة عن الناس مطلقا ولا بجوازه مطلقا وانما هي بحسب الاحوال والاصل الاصل ان الانسان جمعي ولا يعتزل الا اذا لم يقدر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او لا يعتزل الا عند احساسه باهمية الخلوة ولو لوقت اما ان يكون الغالب على الانسان الذهاب الى الخلوات والفلوات والزعم بان هذا انفع هذا وان كان انفع لبعض الناس لكنه لا يصلح لكل الناس كل الناس يصلح لهم حال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فمن حفظ الله ورأى حقوقه وجده امامه وتجاهه على كل حال. فاستأنس بي واستغنى به عن خلقه. وفي الحديث افضل الايمان ان يعلم العبد ان الله معه حيث كان الطبراني وغيره. وبسط هذا القول يطول جدا كان بعض العلماء الربانيين كثير السفر على التجنيد على التجنيد وحده فخرج الناس مرة معه يودعونه فردهم وانشد اذا نحن ادلجنا وانت امامنا كفال مطايانا بذكرك هاديا وكان السلمي ينشد هذا البيت وربما قطع مجلسه عليه. طبعا كون بعض العلماء الربانيين يسافرون فرادى ان كان المقصود يسافرون فرادا اي بلا رفقة مطلقة فهذا مذموم وهذا لا يتصور في العلماء لان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن السفر وحدانا فقال المسافر وحده شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب لكن هذا الكلام يحمل على ماذا يحمل على سفر العالم في التجريد عن الاصحاب لا بالسفر وحده يعني يسافر لكن في الطيارة مع الناس يسافر لكن في القافلة مع الناس فهذا لا بأس به لان المنهي عن السفر آآ قرادة يعني بلا احد هذا هو المقصود بالنهي فاذا انت سافرت برا او بحرا او جوا ومعك اناس فهذا لا يسمى سفرا واحدة نعم قوله صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء. طيب ما فسر معنى تجده امامك الا بالمعنى العام الا بالمعنى العام وهذا كلام صحيح لكن منطوق الحديث المقصود منه تجده امامك هذا المقصود به المعية الخاصة المقصود به تجده امامك المعية الخاصة كما قال يعني في آآ اية سورة طه انني معكما اسمع وارى وقوله تجده امامك يحتمل معنيين الاول انك اينما تسير فتجد الله امامك فتقصده ويكون هو مقصودك وهو يأخذ بيدك ودليلك والمعنى الثاني تجده امامك على ظاهره كما قال صلى الله عليه وسلم اذا قام الانسان الى الصلاة ليصلي فلا يبصق ابل وجهه فان الله قبل وجهه والله سبحانه وتعالى اينما يتوجه العبد يكون الله امامه ذلك لانه سبحانه ما السماوات السبع والاراضين السبع آآ الا كخردلة في يد احدكم نعم قوله صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة المعنى ان العبد اذا اتقى الله وحفظ حدوده ورأى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك الى الله وكان بينه وبينه معرفة. فعرفه ربه في الشدة. وعرف له عمله في الرخاء. وعرف له عمله في الرخاء فنجاه من الشدائد بتلك المعرفة وهذه وهذه ايضا معرفة خاصة تقتضي القربى من الله عز وجل. ومحبته لعبده واجابته لدعائه. وليس المراد بها المعرفة العامة اما فان الله لا يخفى عليه حال احد من خلقه كما قال تعالى هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امتي فقال ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. وهذا التعرف الخاص هو المشار اليه في الحديث الالهي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه الى ان قال ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. في هذا اللفظ الصواب جواز نسبة هذا الفعل الى الله تبارك وتعالى لكن لما كان معنى المعرفة ادون من معنى العلم كان من اسماء الله العليم ولم يكن من اسماء الله العارف ولم يكن من اسماء الله العارف قوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مثل ما جاء في القرآن هل جزاء الاحسان الا الاحسان هذه قاعدة مطردة فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والذين اهتدوا زادهم هدى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. هذه كلها من معاني يعرفك في الشدة والانسان في الدنيا يعمل عمل عند بعض الناس لكي يكون له يد عنده العبد اذا اراد ان يكون له شيء عند الله فليعمل خبيئة ومعنى الخبي ان يعمل عملا لا يطلع عليه الا الله جل وعلا مثل اصحاب الغار الثلاثة الذين عملوا الاعمال العظيمة ثم استغاثوا في وقت الشدة باعمالهم التي لم يعلمها الا الله جل وعلا. نعم قال رحمه الله تعالى اجتمع الفضيل بالشعوذة العابدة فسألها الدعاء فقالت يا فضيل وما بينك وبينه ان دعوته اجابك الفضيل شهقة خر مغشيا عليه قال ابو جعفر للسائح اتى الحسن الى حبيبي الى قد يقول قائل لماذا خر مغشيا عليه قد ذكر عند عند النبي صلى الله عليه وسلم ربه بصفات اكمل من هذا فلم يغشى عليه ولم يغش على اصحابه وقد ذكر عندهم من صفات الله جل وعلا واسمائه ما هو اعظم من اجابته الدعوة اجاب عن هذا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في العبودية وفي غيرها من وسائلي بان هؤلاء الذين كانوا في زمن تبع التابعين ومن بعدهم يوجد عندهم من النقص في العبودية فبقدر ذلك النقص يتسبب عندهم نقص في الاحوال يعني النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الرجاء وبين الرغبة والرهبة يدعوننا رغبا ورهبة واما هؤلاء الذين يغشى عليهم لم يستطيعوا الجمع بين الرغبة والرهبة فبعضهم غلب عليهم حال الرغبة ولذلك تجده دائما رجع ولا يخطر بباله الانقطاع او لا يخطر بباله الرهبة ويغلب على بعضهم الرهبة فيصاب في حال بالغشية او بالاغماء او بشيء من ذلك عند سماع بعض الايات او عند سماع بعض الاحاديث او عند سماع بعض المقالات المؤثرة على انفسهم ترهيبا او ترغيبا او آآ تحببا ففي هذه الاحوال الثلاث يصابون اما بالغشية خوفا واما بالغشية حب بخلاف الذين اكمل الله لهم العبودية فانهم ليسوا كذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو جعفر السائح اتى الحسن الى حبيب ابي محمد ابن الحجاج فقال يا ابا محمد احفظني من الشرر هم على اثم فقال استحييت لك يا ابا سعيد اليس بينك وبين ربك من الثقة ما تدعوه فيسترك من هؤلاء ادخل البيت فدخل الشرط على اثره فلم يروه. فذكروا ذلك للحجاج فقال بل كان في بيته الا ان الله طمس اعينهم فلم يروه قال عبدي يونس قالوا عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة؟ قال نعم. قالوا يا ربي ولن ترحموا قالوا يا ربي افلا ترحموا من كان يصنع في الرخاء ما ما كان ومتى حصل هذا التعرف الخاص للعبد حصل للعبد معرفة خاصة بربه توجب له الانس به والحياء منه. وهذه معرفة خاصة غير معرفة المؤمنين العامة ومدار العارفين كلهم على حصول هذه كلهم على حصول هذه المعرفة وهذا التعرف. واشارتهم تومئ الى هذا. النبي صلى الله عليه وسلم لما مشركوا قريش وصناديدهم خرج من بيته وهم واقفون فتلا واجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا. فاغشيناهم فهم لا يبصرون ومشى من بين الصفين ولم يروا وهذا فيه دلالة على عظيم الثقة بالله تبارك وتعالى والانسان يجب عليه ان يكون واثقا بالله تبارك وتعالى جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الصحابة ناولني الذراع فادخل يده في القدر فناوله قال ناولني الذراع فادخل يده في القدر فناول قال ناولني ذراع قالوا هل للشاة الا ذراعا قال اما انك لو ادخلت يدك ها لوجدت ذلك هذا كله من باب الثقة النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام من باب الثقة بالله تبارك وتعالى نعم سمع ابو سليمان رضي الله عنه ادركت شيخا من مشايخ والدي رحمه الله كان عابدا زاهدا ما رأيت في حياتي عابدا زاهدا بعده الا بلباس هذا الرجل من عجائبه رحمه الله انه كان يقول لو ان طعن الله كما يريد لو ان اطعنا الله كما يريد لا جعل لنا الجبال والحديد ذهبا وانا صغير اتعجب يقول شلون يعني يقول الكلام هذا الشيخ هذا بعدين تذكرت لما كبرت ودرست تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ارسلني اليك ان يا محمد ان شئت جعلت لك احدا ذهب الله قادر على كل شيء نعم قال رحمه الله تعالى سمع ابو سليمان رجلا يقول سهرت البارحة في ذكر النساء. فقال ويحك اما تستحي منه يراك ساهرا في ذكر غيره؟ ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف؟ هذه هي المصيبة يسهر في ذكر النساء ويسهر في السواليف وفي الاحاديث والكلام فاذا قيل له قم وصلي ركعتين تكاسل اي ليش ما عرف من يعبد حق المعرفة عرفه معرفة عامة هي معرفة الاقرار واما معرفة المحبة معرفة الانس معرفة الانابة فبينه وبين ذلك اشواط واشواط. نعم قال احمد بن عاصم الانطاكي احب الا اموت حتى اعرف مولاي وليس معرفة الاقرار به. ولكن المعرفة الذي اذا عرفته استحييت منه وهذه المعرفة الخاصة والتعرف الخاص توجب طمأنينة العبد بربه وثقته به من كل شدة وكرب وتوجب استجابة الرب دعاء عبده المعرفة الخاصة من اظهر علاماتها الاستحياء من الله في الخلوات ومن اظهر علاماتها الانس بالله في الخلوات ومن اعظم علاماتها الثقة بالله تبارك وتعالى في الشدائد واعظم باب لنيل معرفة الله عز وجل المعرفة الخاصة ادامة النظر في كتابين الكتاب المنزل القرآن وفي الكتاب المفتوح الكون فكلما نظر العبد الى هذا ازداد علما وكلما نظر العبد الى هذا ازداد تواضعا لعظمة الله جل وعلا وعلمه وحكمته وبديع صنعته وآآ ازداد ثقة بالله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى لما اختفى الحسن البصري من الحجاج قيل له لو خرجت من البصرة فانا نخاف ان يدل عليك فبكى ثم قال اخرج من مصر واهلي واخواني ان معرفتي بربي وبنعمته علي تدلني على انه سينجيني ويخلصني منه ان شاء الله تعالى فما ضره الحجاج بشيء ولقد كان يكرمه بعد ذلك اكراما شديدا. ويحسن ذكره. روي في ترجمته ان عساكره مرة دخلوا عليه وهو بصحبة احد اصحابه فما رأوه يسألونه يقولوا اين الحسن البصري؟ وهو جالس نعم وقال رجل لمعروف ما الذي هيجك على الانقطاع والعبادة وذكر له الموت والبرزخ والجنة والنار؟ فقال معروف اي شيء هذا؟ ان ملك هذا كله ان ملكا يعني الله جل وعلا ان ملكا هذا كله بيده ان كانت بينك وبينه معرفة كفاك جميع هذا. الله اكبر. الانسان الذي عنده ثقة بالله سبحانه وتعالى فانه لا يهاب الموت بل بالعكس يرى ان الموت باب من ابواب لقي الله تبارك وتعالى نعم ومما يبين هذا ويوضحه الحديث الذي خرجه الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء تخرج ابن ابي الدنيا وابن ابي حاتم وابن جرير وغيرهم من حديث يزيد الرقاشي عن انس يرفع الحديث ان يونس عليه السلام لما دعا وهو في بطن الحوت قالت الملائكة يا ربي هذا صوت معروف من من بلاد غريبة. فقال الله اما تعرفون ذلك؟ قالوا ومن هو قال قالوا يا ربي افلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيهم من البلاء؟ قال بلى فامر الله تعالى الحوت فطرحه بالعراء قالو ضحاكم ابن قيس واذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة. ان يونس عليه السلام كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون وان فرعون كان طاغيا ناسيا لذكر الله فلما ادركه الغرق قال امنت فقال الله تعالى اان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين؟ ومن اعظم ما يدل على معنى هذا الحديث تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة قوله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء هذا الحديث الحسن يدل على هذا المعنى بجلاء طنايع المعروف تقي مصارع السوء ومن اعظم صنائع المعروف ما يكون من صنيعة بينك وبين الله لا يطلع عليها احد سواه نعم مقابل قال رجل لابي الدرداء اوصني. فقال اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء قال سلمان الفارسي اذا كان الرجل دعاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عز وجل قالت الملائكة صوت معروف فاولاه واذا كان ليس بدعاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله عز وجل قالت الملائكة صوت ليس بمعروف فلا يشفعون له وحديث الثلاثة الذين دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة. يشهد لهذا ايضا فانهم فرج عنهم بدعائهم لله بما كان سبق منهم من الاعمال الخالصة بحال الرخاء من بر الوالدين وترك الفجور واداء الامانة الخفية. فاذا علم ان التعرف الى الله في الرخاء موجب معرفة الله لعبده في الشدة فلا شدة يلقاها المؤمن في الدنيا اعظم من شدة الموت. وهي اهون مما بعدها ان لم يكن مصير الى خير وان كان مصيره الى خير فهي اخر شدة يلقاها. قول هنا فاذا علم ان التعرف الى الله في الرخاء يوجب حقيقة كلمة يوجب هذا غير مفهوم من الحديث لان الحديث تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة خبر والخبر لا يدل على الوجوب وانما يدل على المقابلة وهذه المقابلة قد لا تكون على صيغة اللزوم للرب تبارك وتعالى اي نعم اهل السنة والجماعة يقولون بان الله جل وعلا قد اوجب على نفسه اشياء ومنها انه اوجب اثابة المحسن على احسانه كما اوجب على نفسه آآ خلود الكافرين في النار. كما اوجب على نفسه قلود الموحدين في الجنة لكن العبارة هذه لو كانت فاذا علم ان التعرف الى الله في الرخاء يكون سببا لمعرفة الله عز وجل لعبده في الشدة لكان اليق وانسب. نعم قال فالواجب على العبد الاستعداد للموت قبل نزوله بالاعمال الصالحة والمبادرة الى ذلك. فانه لا يدري المرء متى تنزل به هذه الشدة من وذكر الاعمال الصالحة عند الموت مما يحس مما يحسن الظن يحسن مما يحسن الظن ظن المؤمن بربه. ويهون عليه شدة الموت ويقوي رجاءه هذه مسألة مهمة لابد للانسان في موضعين ان يغلب جانب الرجاء في موضعين لابد ان يغلب الانسان جانب الرجاء فاحذر من وارد الانقطاع في هذين الموضعين الموظع الاول اذا اذنبت ذنبا ثم اقبلت الى الله فاحذر من وارد الانقطاع في الطاعة الموضع الثاني عند الموت احذر من وارد الانقطاع عند الموت. فغلب جانب الرجاء اذا اذنب الانسان ذنبا مثلا صلاة الفجر طافتك في الجماعة على قول من يرى بالوجوب انت اثم فاذا جيت تصلي فلا يأتيك ابليس ويغلب عليك جانب الانقطاع ها ما صليت مع الناس الحين تصلي ينبغي عليك ان تغلب في هذا المقام مقام الرجاء وتقول في نفسك ان اقامته اياك في هذا الوقت لتصلي قبل خروج الوقت منة من الله يجعلك تستحي من ذكر الانقطاع ولهذا ينبغي للانسان يكون فطن اذا اذنبت لا ينبغي ان تذكر ذنبك في العبادات فان ذلك يسبب الانقطاع وهذه وسيلة من وسائل ابليس لانقطاعك الموضع الثاني عند الموت عند الموت اياك ثم اياك ان تنقطع. عليك بذكر الحسنات. تذكر الحسنات ولو لم يكن عندك اي حسنة ها مهما اسأت الظن في نفسك فتذكر حسنة واحدة يكفيك ان شاء الله حسنة التوحيد جائني رجل في المسجد قال يا شيخ هذولا اصحاب الغار الثلاث عملوا هذه الاعمال طيب انا اذا جاتني ظايقة وش اسوي قلت له قولها اسألك باني اشهد ان لا اله الا انت هذا امر عظيم ترى فالحذر الحذر من الانقطاع نعم قال بعضهم كانوا يستحبون ان يكون للمرء خبيئة من عمل صالح. ليكون اهون عليه عند نزول الموت او كما قال وكانوا يستحبون ان يموت المرء عقب طاعة عملها من حج او جهاد او صيام او في طاعته يستحبون ان يموت المرء عقب طاعة او في طاعة واذا مات الانسان وهو في طاعة فهذا كان عندهم علامة من علامات حسن الخاتمة كما قال عليه الصلاة والسلام للذي وقصته دابته محرم قال كفنوه في ثوبيه ولا تخمر رأسه وفي رواية ولا وجه فانه يبعث يوم القيامة ملبيا. نعم قال النخاري كانوا يستحبون ان يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسنوا ظنه بربه قال ابو عبد الرحمن السلمي في مرضي كيف لا ارجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضانا ولما احتضر ابو بكر هذا ذكر في ترجمة الامام الشافعي رحمه الله الان جاء في بالي اتخشين على ابيك فوالله اشار الى زاوية من داره فوالله اني لختمت في هذا الموضع القرآن اكثر من كذا وكذا مرة يعلمون الشافعي كان في رمضان يختم القرآن ستين مرة فالانسان يحسن الظن يحسن الظن بالله في وقت الشدة بوقت البلاء في وقت الموت نعم قال ولما احتضر ابو بكر ابن عياش وبكوا عليه قال لا تبكوا فاني ختمت القرآن في هذه الزاوية ثلاث عشرة الف ختمة. الله اكبر اكبر هم كيف يحسبونها يحسبونها لان عندهم ختمة مثلا فلان عندك ختمة كل ثلاثة ايام هو يعرف في السنة كم ختمة عنده هم منضبطينه هم مثلنا ختماتنا على شهواتنا لا حول ولا قوة الا بالله نسأل الله ان يتغمدنا برحمته اخذنا بايدينا للعمل الصالح الانفلات الذي نعيشه في العبادات امر محزن سواء في صلواتنا او في طاعاتنا او في تلاواتنا كان احدهم اذا التزم بالختمة خلاص التزم وانا ادركت بعض العباد ومنهم عمي رحمه الله ما يمكن يخرج من المسجد لو ايش يصير؟ لو ايش يصير؟ ما يمكن يخرج الا يخلص ورده لو يجيه اللي يجي ما يخرج حنا لا الله المستعان حنا بالمسجد والتليفونات ما ادري هل هذه التليفونات تدخل معنا في القبور الله المستعان تبعاتها نعم وروي عنه انه قال لابنه اترى ان الله يضيع لابيك اربعين سنة يختم القرآن كل ليلة. الله اكبر وقال بعض السلف لابنه عند موته ورعاه يبكي قال لا تبكي فما اتى ابوك فاحشة قط. الله اكبر قتل يعني توسل بايش؟ بالعفة الاول توسل بالطاعة والثاني توسل بالعفة حسن ظن بسبب العفة نعم قتل ادم بن ابي ياسر قرآنه وامه وهو مسجى للموت. مسجى نعم وهو مسجل الموت ثم قال بحبي لك الا رفقت بي في هذا المصرع كنت اؤمنك لهذا اليوم كنت ارجوك لا اله الا الله ثم قضى رحمه الله كان عبد الصمد الزاهد يقول عند موته سيدي لهذه الساعة خبأتك ولهذا اليوم اقتنيتك حقق حسن ظني بك قال ابن عقيل عند موته وقد بكى النسوة قد وقعت عنه خمسين سنة فدعوني فدعوني قد وقعت عنه. قد وقعت عنه. يعني افتيت خمسين سنة التوقيع بمنع الافتاء قد وقعت عنه خمسين سنة فدعوني اتهنى بلقائي نعم ذكر لي ووالدتي ذكرت لي والدتي عن عمها انا ادركت عمها لكن ما ادرك ادرك اذكر الواقع كان رجل عابد عابد اصيب بمرض اقعده المرض قرابة آآ اثنعشر سنة ما كان يستطيع القيام للحاجة الا ان يمسكه احد فقط يقول في تقول في اليوم الذي جاء اجله قال لزوجته آآ آآ تنظفي البيت نظفي الدار وافتحي الشبابيك وعطري الدار ضيوف جايينا فهي تظن ان المقصود الناس ففعلت ما فعلت وظنت انه حسن حاله فخرجت لحاجة البيت فلما رجعت واذا بها قد وجدته ميتا سبحان الله بعض الناس يا اخي توفيق من الله جل وعلا. نعم قال قد وقعت عنه خمسين سنة فدعوني اتهنىء بلقائه فلما هجم القرامضة على على الحجاج وقتلوهم في الطواف وكان علي بن الصوفي يطوف فلم يقطع الطواف والسيوف تأخذه حتى وقع فانشد. ترى المحبين صرعى في ديارهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا وبعده بيت اخر تالله لو حلف الاحباب انهم موتى من البين يوم البين ما حنثوا فمن اطاع الله واتقاه وحفظ حدوده في حياته تولاه الله عند وفاته وتوفاه على الايمان ثبته بالقول الثابت في القبر عند سؤال الملكين ودفع عنه عذاب القبر وانس وحشته في تلك الوحدة في تلك الوحدة والظلمة قال بعض السلف اذا كان الله معك عند دخول القبر فلا بأس عليك ولا وحشة ورؤيا بعض العلماء الصالحين في النوم بعد موته مصداقه في القرآن يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة دنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء نعم ورؤي بعض العلماء الصالحين في النوم بعد موته فسئل عن حاله فقال يؤنسني ربي عز وجل. فمن كان الله انيسه في خلواته في الدنيا فانه يرجى ان يكون انيسه في ظلمات اذا فارق الدنيا وتخلى عنها. وفي هذا المعنى يقول بعضهم فيا رب كن لي مونسا يوم وحشتي فاني بما انزلته لمصدق. وما ضرني لمصدقه فاني ما انزلته لو مصدق وما ضرني اني الى الله صائر ومن هو من اهلي ابر وارفق وكذلك اهوال يوم كون الانسان يأنس بربه في القبر هذا الانس انما المقصود منه للروح والا فان البدن ينام كما نومة العروس بدن المؤمن الطايح والارواح في الجنة الارواح ارواح المؤمنين في الجنة معلقة وارواح الشهداء في حواصل طير خضر تغدو وتروح في الجنة هذه عقيدة اهل السنة والجماعة وانما الارواح ممنوعة من دخول الجنة هي ارواح الكافرين او الفاجرين او المنافقين كما جاء في حديث البراء ابن عازب لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. الاية بشر بحديث البراء بن عازب فهي في قضية خروج الارواح. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك اهوال يوم القيامة وشدائدها. اذا تولى الله عبده المطيع له في الدنيا انجاه من ذلك كله قال قتادة في قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من الكرب عند الموت ومن اشياء يوم القيامة وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس في هذه الاية ينجيه من كل كرب في الدنيا والاخرة قال زيد ابن اسلم في قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال يبشر بذلك عند موته وفي قبره ويوم يبعث فانه لفي الجنة وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه. يعني لابد ان ندرك ان الناس حينما يبعثون من القبور صنفان صنف بفرح ومرح وصنف في حزن وترح الذين هم في فرح هم الذين يكونون تحت الوية الانبياء ومع الانبياء الذين وردوا الحياظ رياض الانبياء فهؤلاء حتى في ابتداء البعث هم لا خوف عليهم كما قال الله في اية الاحقاف ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذه مطلقة واما اية سورة فصلت فهي مقيدة عند نزع الروح ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذا عند النزع فبمجموع الايتين حصل عندنا امران الامر الاول حصل عندنا امران الامر الاول ان المؤمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون عند النزع الامر الثاني وهذا يشمل عالم البرزخ الامر الثاني ان المؤمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يوم القيامة اذا ما بعثوا. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ثابت الفلاني في هذه الاية بلغنا ان المؤمن حين يبعثه الله من قبله يتلقاه ملكان اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له لا تخف ولا تحزن فيؤمن الله خوفه ويقر الله الله عينه عظيمة تغشى الناس يوم القيامة الا وهي للمؤمن قرة عين لما لما هداه الله لما هداه الله ولما كان لما هداه الله بما هداه الله ولما كان وهدو الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحمد نعم بما هداه الله ولما كان عمل في الدنيا خرج ذلك كله ابن ابي حاتم وغيره. واما من لم يتعرف الى الله في الرخاء فليس له او من يعرفه في الشدة لا في الدنيا ولا في الاخرة. وشواهد هذا مشاهدة حالهم في الدنيا. وحالهم في الاخرة اشد فما لهم من الله من ولي ولا نصير نستمر ونقف ها الفصل اللي بعدها طويل لعلنا نكتفي بهذا القدر نسأل الله ان يرزقنا العمل وان يوفقنا ويأخذ بايدينا وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين