بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديهم ومشايخهم ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في الدنيا عن ابي عمرو ويقال ابو عبد الله ويقال ابو ليلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لابن ادم حق في سواه هذه الخصال بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء. رواه الترمذي وقال حديث صحيح. عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه انه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر. قال يقول ابن ادم ما لي ما لي؟ وهل لك يا ابن ادم من ما لك الا ما أكلت فافنيت؟ او لبست فابليت او تصدقت فامضيت. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لابن ادم حق في الدنيا الا هذه الخصال قوله ليس لابن ادم حق في الدنيا اي ما يستحقه في الدنيا هو هذه الخصال وهي اولا بيت يؤويه. يعني يأوي اليه ويسكنه وظاهره سواء كان ملكا ام باجرة اذا كان يحصلها وثوب يواري عورته يعني يستر عورته وجل في الخبز مع الماء يعني كسر الخبز مع الماء. هذا هو ما يستحقه في هذه الدنيا ولكن هذا الحديث ضعيف سندا وضعيف معنى بانه مخالف للنصوص الشرعية التي تدل على ان الله تعالى اباح لعباده الطيبات قال الله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وقال عز وجل وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقنا واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. وقال عز وجل وكلوا واشربوا ولا تسرفوا فهذه النصوص تدل على ان الانسان يتمتع بما اباح الله عز وجل له من الطيبات ومن الملذات لكن بشرطين الشرط الاول الا يسرف. والاسراف هو تجاوز الحد والشرط الثاني الا تشغله والا تلهيه هذه الملذات وهذه الطيبات عن ما خلق من اجره وهو عبادة الله تعالى وطاعته. لكن اذا استعان بها على طاعة الله بان تمتع بما اباح الله له. وما احل الله له مما ومشرب ومأكل ومنكع ومركب وغير ذلك. فهذا مما اباح الله عز وجل له. واذا كان قد من الله عز وجل عليه بالمال فهو ايضا من التحدث بنعم الله عز وجل. وهو مما يحبه الله لان الله عز وجل يحب اذا انعم على عبده نعمة ان يرى اثر نعمته عليه. فار الله اثر هذه النعمة اذا انعم عليك بنعمة المال ار الله اثر هذه النعمة بان تتمتع بما اباح الله لك. ولا تحرم نفسك او تحرم اولادك من ملاذ المآكل والمشارب اما الحديث الثاني وهو حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الهاكم التكاثر الهاكم اي اشغلكم. واهتممتم به عن طاعة الله عز وجل. والتكاثر اي التكاثر في الاموال قال لان المال محبوب الى النفوس. فالناس يتكاثرون فيه. هذا يقول انا اكثر منك مالا واعز نفرا اخر يقول كذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام يقول ابن ادم مالي مالي اي ان ديدنه وطبيعته الاشتغال بالمال والاهتمام بالمال. وربما اضاف كسب هذا المال الى نفسه. وانه اكتسبه بقوته وبشطارته. وقوله ما لي ما لي يعني الذي اهتم به واعتني به مالي ومعلوم انه اذا اعتنى بماله واهتم بماله وانشغل بماله فان ذلك يصده عن ذكر الله عز وجل وعن طاعته وعبادته. ثم قال عليه الصلاة والسلام وليس لك يا ابن ادم من مالك الا ما اكلت فافنيت. ما اكلت من الطعام فافنيته يعني انقضى وانتهى. وما لبست فابليت اي صار الثوب الجديد خرقا. وما تصدقت فامضيت. يعني امضيت هذه الصدقة ونفذت والمعنى انه ليس لابن ادم من ماله الا ما انتفع به في هذه الحياة الدنيا. وما سوى ذلك فانه سوف يخلفه وراءه ظهريا. وسوف يرثه من بعده من الورثة. ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها الحث على الزهد في الدنيا وعدم الانشغال بها عن طاعة الله عز وجل. وفيه ايضا دليل على ان المال مما جبل الله تعالى نفوسا على محبته والتعلق به كما قال عز وجل وتحبون المال حبا جما. وفيه ايضا دليل على الحث على الصدقة والتقرب الى الله عز وجل والصدقة هنا تشمل الصدقة الواجبة وهي الزكاة وتشمل الصدقة المستحبة وهي صدقة التطوع ويدخل في ذلك الاوقاف والوصايا ويدخل في ذلك ايضا النفقات الواجبة التي تجب على الانسان ممن تلزمه مؤنته. وفيه ايضا دليل على انه ينبغي للمرء ان يستعد للاخرة والاستعداد للاخرة يكون بالاكثار من الاعمال الصالحة. وبتذكر الموت هذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم امته الى ذلك فقال اكثروا من ذكر هادم اللذات. لان الانسان اذا ذكر زهد في الدنيا وعلم انه سوف ينتقل عنها حالا او مآلا. فهو لن يدوم في هذه الدنيا. وان فيها فلن تدوم له. فعلى المرء ان يستعد للقاء الله عز وجل. وذلك بالاستزادة والاكثار من الاعمال الصالحة قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد