بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في كتاب الطهارة باب الوضوء وعن المغيرة بن شعبة ان النبي وعن المغيرة وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأتم فابدأوا بميامنكم. اخرجه الاربعة وصححه ابن خزيمة وعن ابن وعن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين. اخرجه مسلم. وعن جابر ابن الله رضي الله عنهما في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم ابدأوا بما بدأ الله به. اخرجه النسائي هكذا بلفظ الامر وهو عند مسلم بلفظ الخبر بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا توضأتم بميامنكم اذا توضأتم اي اذا شرعتم في الوضوء فابدأوا بميامنكم اي قدموا العضو الايمن على العضو على العضو الايسر وهذا فيما فيه عدوان كاليدين والقدمين. فيبدأ باليمنى قبل اليسرى فدل هذا الحديث على مسائل منها مشروعية البداءة باليمين قبل الشمال في الوضوء وهذه المشروعية على سبيل الاستحباب وليست على سبيل الوجوب لان الله عز وجل امر بغسل الاعضاء الاربعة ولم يذكر يمينا وشمالا ولان الفقهاء ايضا جعلوا العضو جعلوا اليد عضوا واحدا ولم يفرقوا بين اليمين والشمال فدل هذا على ان غسل على ان البداءة باليمنى قبل اليسرى على سبيل استحباب فلو انه توضأ فبدأ بغسل يده اليمنى قبل اليسرى او رجله اليمنى قبل اليسرى فان وضوءه صحيح اما الحديث الثاني حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مسح على العمامة والناصية والخفين مسعى على العمامة العمامة هي ما يلبس على الرأس من القماش وما اشبه ذلك فهذا الحديث يدل على جواز المسح على العمامة وان الانسان اذا كان لابسا للعمامة فانه يمسح عليها يعني على اكوارها وعلى دوائرها ولا يحتاج ان يخلع العمامة لاجل ان يمسح على ما على ما تحتها وسيأتي ان شاء الله تعالى الكلام عليه في المسح على الخفين. وقوله ومسح على الناصية. الناصية هي مقدم الرأس فهذا الحديث يدل على انه يجوز للانسان ان يمسح على العمامة اما غير العمامة مما يلبس على الرأس كالطاقية والغترة وما اشبه ذلك مما لا يشق نزعه فلا يشفع بل ولا يجوز ان يمسح عليه اما الحديث الاخير وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام ابدأ بما بدأ الله به. هذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جابر ابن عبد الله في صفة الحج انه عليه الصلاة والسلام لما دنا من الصفا بعد طوافه قال ابدأ بما بدأ الله به في لفظ الخبر وفي رواية قد ذكره المؤلف ابدأوا بما بدأ الله به. لكن رواية الخبر اصح وهو انه قال ابدأوا بما بدأ الله به يعني اقدم ما قدمه الله. والله عز وجل في القرآن قدم الصفا على المروة فقال ان الصفا والمروة من سائل فدل ذلك على انه يقدم ما قدم الله. واتى المؤلف بهذا الحديث في هذا الباب ليبين وجوب ترتيب لان الله عز وجل ذكر اعضاء الطهارة مرتبا. فقال عز وجل فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فيجب ان يغسل اليدين ثم ان يغسل الوجه ثم اليدين ثم يمسح الرأس ثم يغسل القدمين فلو نكس الوضوء بان بدأ بالقدمين ثم مسح الرأس ثم غسل المرفقين ثم مسح الوش الوجه لم يصح الا غسل الوجه فقط وعلى هذا فيكون الترتيب في الوضوء واجبا والدليل على انه واجب ان الله عز وجل ذكر اعضاء الوضوء مرتبا ولان الله عز وجل ايضا ذكر الوضوء باذا الشرطية والشرط يلي المشروط ولانه سبحانه وتعالى ادخل ممسوحا بين المغسولات مع ان مقتضى الذكر ان ان تذكر المغسولات اولا ثم المنشور فلما ادخل هذا الممسوح بين المغسولات دل ذلك على وجوبه. ولان الرسول عليه الصلاة والسلام ايضا كان يرتب في وضوءه فعلى هذا ينبغي للانسان بل يجب عليه ان يراعي الترتيب في اثناء الوضوء. وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد