ولا ينتظر البرء وعاجب الماء يصلي في الوقت بالتيمم ولا ينتظر وجود الماء فان لم يجد ما يتيمم به صلى على حاله محافظة على الوقت ولا ينتظر وجود ما يتيمم به نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد ابن عبد الرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. احبتي المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا بكم ايها الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اليومي نور على الدرب ضيفنا في هذه الحلقة وفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. حياكم الله فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات حياكم الله شيخنا ومرحبا بكم. نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي يقول باعثه شيخنا الكريم هو الظابط فيما يكون اسرافا وما لا يكون. وهل الاسراف يختص بامور معينة؟ او انه عام في كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فان من نعم الله تعالى ان هذا الدين دين الاسلام دين كامل في عقائده وشرائعه وفي انظمته المالية والسياسية وهو دين الوسطية والاعتدال والوسطية هي الاعتدال في تحقيق شريعة الله تعالى فهما وسلوكا بان يكون الانسان وسطا في دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه والتوسط والاعتدال في الامور هو العدل والخير المرغوب والتطرف شذور وانحراف عما هو مطلوب قال الله تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتلوا وكان بين ذلك قواما وقال تعالى وقولوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين وقد ذكر الله تعالى الاسراف في كتابه في ايات متعددة وذم المتصفين به بل وصف به امم الكفر والضلال قال الله تعالى بل انتم قوم مسرفون وقال تعالى وان فرعون لعالم في الارض وانه لمن المسرفين وقال تعالى وان مردنا الى الله وان المسرفين هم اصحاب النار ونفى سبحانه وتعالى المحبة عن المسرفين وقال عز وجل وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ووصف سبحانه وتعالى عباد الرحمن بالقسط والاعتدال في الانفاق فقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما الاسراف اضاعة للمال وهو فقر في المآل بان المسرف يطلق يده في الانفاق لاجل ان يرضي رغبته وشهوته وهذا ينافي شكر نعمة الله عز وجل لان من شكر نعمة الله ان يستعملها في طاعة الله وان يصرفها فيما اذن الله تعالى فيه من المصالح والمنافع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كل واشرب والبس وتصدق في غير سلف ولا مخيلة اي تكبر وعجب وقال صلى الله عليه وسلم ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال والاسراف من اضاعة المال والاسراف يكون في امور متعددة فيكون في الاكل والشرب وذلك بالتوسع الزائد عن الحاجة في المآكل والمشارب وقد يكون في اللباس بزيادة العدد او زيادة الثمن او زيادة الاستعمال فوق الحاجة ومن مظاهر الاسراف وصوره الاسراف فيما يكون في الولائم والحفلات والمناسبات من المبالغة في تنوع الموائد واصناف المأكولات فيحصل اسراف تخشى من عقوبته وعواقبه بان هذا الاسراف وقوع فيما نهى الله تعالى عنه وتعرض بكراهة الله عز وجل للعبد فان الله عز وجل يقول ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين وقال عز وجل ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محصورا والاسراف في الولائم عند المناسبات كما انه محظور شرعا فهو ممقوت عادة فان الناس يلومون من يسرف هذا الاسراف بل ربما نظروا اليه نظرة سخرية ونقص وانه يحاول اي يكمل نفسه بمثل هذه الولائم المسرفة وهو ايضا سفه في العقل بما فيه من اتلاف المال وامتهان النعمة حيث ان هذه الاطعمة تبقى ولا يأكلها احد ربما ترمى في المزابل مع النجاسات والقاذورات وكل هذا مخالف للشرع والعقل والرشد ومن مظاهر الاسراف المنهي عنه الاسراف في استعمال الماء ولهذا لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد رضي الله عنه وهو يتوظأ فقال له ما هذا السرف يا سعد؟ وقال رضي الله عنه افي الوضوء سرف قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم لا تسرف ولو كنت على نهر جار وجاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فاراه النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء ثلاثا ثلاثا ثم قال له هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد اساء وتعدى وظلم ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع الى خمسة امداد ولهذا قال اهل العلم رحمهم الله تكره الزيادة على الثلاث في الوضوء ويكره الاسراف في الماء ولو كان على نهر جار واذا كان الاسراف في الوضوء وفي الغسل منهيا عنه مع انه عبادة فان الاسراف واهدار الماء في غسل البيوت والسيارات والاواني من باب اولى في النهي والزجر عنه لما فيه من اضاعة الماء الذي هو مادة الحياة والظابط فيما يكون اسرافا وما لا يكون اسرافا هو العرف لان القاعدة الشرعية ان كل ما جاء ولم يحد بحج شرعي فانه يرجع فيه الى العرف وهذا اعني الاسراف يختلف باختلاف الاحوال والازمان والاشخاص وقد يكون الشيء اسرافا في حق شخص بفقره وقلة ذات يده ولا يكون اسرافا في حق شخص قد من الله تعالى عليه بالغنى فهو يختلف بحسب الاحوال والاشخاص والازمان والمرجع فيه من العرف نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم. ايضا هذا سؤال اخر يقول صاحبه هناك اشخاص من اصدقائي يتساهلون في اداء الصلاة في اوقاتها وربما يجمعون بين الصلوات من غير عذر شرعي فما الواجب علي وما الذي يلزمني نحو هؤلاء الواجب عليك ان تناصحهم وان تحذرهم من التساهل في اداء الصلوات في اوقاتها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فان انتصحوا واستقاموا الحمد لله والا فانك تهجرهم اذا كان في هجرهم مصلحة من الردع والزجر الهجر لهم يقوم بحسب المصلحة لان الهجر اما دواء واما تعزير فهو دواء اذا كان لمعصية المستمرة وتعزير اذا كان لمعصية مضت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه واما بالنسبة بتساهل هؤلاء في اداء الصلاة في اوقاتها فهو امر محرم بل من كبائر الذنوب فان الله عز وجل فرض الصلوات الخمس واوجبها وبين حدودها واوقاتها وقد امر الله تعالى بالمحافظة عليها وتوعد من اضاعها فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين وقال عز وجل فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا وان مما حده الله تعالى في هذه الصلوات هو الوقت وقد بين الله تعالى ان الصلاة فرض مؤقت في وقت محدد لا يجوز تقديمها عليه ولا تأخرها عنه وقال تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا المحافظة على الوقت اوكدوا شروط الصلاة فيجب على الانسان ان يصلي الصلاة في وقتها على اي حال كان بقدر استطاعته المريض يصلي في الوقت على اي حال كان وهذا يدل على اهمية وقوع الصلاة في وقتها وقد بين الله تعالى اوقات الصلاة مجملة في كتابه ومفصلة في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه وقال تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا واما جبريل عليه السلام اما النبي صلى الله عليه وسلم في اول الوقت وفي اخره وقال يا محمد الصلاة او الوقت ما بين هذين الوقتين فلا يحل لمسلم ان يخرج الصلاة عن وقتها من غير عذر شرعي ولا يحل له ايضا ان يقدم صلاة على وقتها باجماع المسلمين فانه اذا فعل ذلك متعمدا فهو اثم وصلاته باطلة بالاجماع وان فعل ذلك جاهلا او ناسيا فليس باثم لكن عليه ان يعيد الصلاة في الوقت وتكون صلاته قبل الوقت نافلة ومن الامور المحرمة التي هي من كبائر الذنوب ان يجمع بين الصلاتين من غير عذر شرعي سواء جمع جمع تقديم ام تأخير بحيث يجمع العصر الى الظهر او العشاء الى المغرب من غير عذر يبيح الجمع فان هذا من تعدي حدود الله والتعرض لعقوبته لانه بذلك يضيع فريضة من اركان الاسلام ويقع في كبيرة من كبائر الذنوب ولهذا كتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى عامل له ثلاث من الكبائر الجمع بين صلاتين الا من عذر والنهب والفرار من الزحف فعل المؤمن ان يتقي الله عز وجل وان يحرص على اداء الصلاة في اوقاتها المحددة شرعا وان يحرص ايضا على فعلها في بيوت الله عز وجل جماعة اذا كان ممن تلزمه الجماعة نعم احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتي المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى نهاية هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء فشكر الله لشيخنا الكريم وبارك الله فيه وفي علمه. وشكر الله لكم احبتنا المستمعين الكرام حسن متابعتكم في هذه الحلقات نسأل الله جل وعلا ان يهبنا واياكم علما نافع والعمل الصالح وان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. حتى الملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن