بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابو داوود علينا وعليه رحمة الله حدثنا موسى ابن اسماعيل وداوود ابن شبيب قال حدثنا حماد عن ثابت البناني ان انس بن مالك قال اقيمت صلاة العشاء فقام رجل فقال يا رسول الله ان لي حاجة فقام يناجيه حتى نعس القوم او بعض القوم ثم صلى بهم ولم يذكر وضوءه قوله حدثنا موسى ابن اسماعيل وموسى ابن اسماعيل المنقري البصري ويقال له التبوذكي ولم يكن تبوذكيا انما نزل عنده قوم من تبوك فنسب اليهم وهو لم يكن يرضى بهذا وداوود ابن شبيب وهو الباهلي ابو سليمان قال فيها ابو حاتم صدوق وذكره الحاكم قال ما علمت فيه الا خير ولذلك تأمل هنا ذكره ابن حبان تلثقات والحاكم قال ما علمت به الا خير فتجد ابن حجر في التغريب قال ثق والذهبي في الكاشف قال فيه صدوق وهذان الكتابان الكاشف والتقريب يختصران لك اقوال اهل العلم يرجع اليهما وينتفع منهما ولا يعتمد عليهما اعتمادا كليا فلا بد من الرجوع الى الاصل مثل الكتاب تهذيب الكمال للمزيك او الجرح والتعديل لابي حاتم او التاريخ للبخاري ونحو ذلك قال حدثنا حماده حماد بن سلمة وحماد بن سلمة كان في قتل ثم تغير قليلا لكنه في روايته عن ثابت ابن اسلم يوناني وهو خاله ومن اوثق الناس فهذا من قوي حديثه عن ثابت ابن من هو ثابت ابن اسلم البناني وهو ثقة وثابت روى كثيرا عن انس ابن مالك ان انس بن مالك قال اقيمت صلاة العشاء فقام رجل اي قبل ان يحرم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة فقال يا رسول الله ان لي حاجة فقام يناجيه والمناجاة هو الصوت المنخفض يعني يتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يسمعه النبي ولا يسمعه الاخرون فقام يناجيه حتى نعس القوم اي تأخر قليلا في مناجاته او بعض القوم ثم صلى بهم ولم يذكر وضوءه اي لم يحدث وضوء هذا القوم الذين نعيش او غفو غفوة خفيفة ليس فيها استغراق لم يحدثوه وهذا الحديث هو حديث صحيح. وقد اخرجه البخاري ومسلم وقلنا معنى لا ينام نوما غير مستغرق. الحديث فيه فوائد. اولا ترجم له النسائي. قال الامام تعرض له الحاجة بعد الاقامة وهذا من عظيم فقه النسائي فهو قوي في هذا الباب جدا نعم اولا جواز تشاغل الامام بعد الاقامة اذا عرضت له حاجة ومثله غير الامام نعم يعني حتى غير الامام لما تعرض له حاجة لابد منها لا بأس ان يتشاغل في ذلك ثانيا جواز مناجاة الاثنين بحضور الجماعة لان المنهي عنه ان يتذاجى اثنان دون الثالث ثالثا جواز الفصل بين الاقامة والاحرام اذا كان لحاجة كما حصل هنا رابعا النوم الخفيف الذي لا يستغرق لا ينقض الطهارة. خامسا جواز تأخير الصلاة عن اول وقتها للحاجة كما حصل هنا هذا ما يتعلق بالحديث وفيه هذه الفوائد رأيت قبل قليل لما رفعت الدرس يعني اعلان عن مركز من المراكز قد اغلق والمؤمن يفرح لما يرى حلقات العلم لكن الانسان لما يرى شيء قد اغلق هو يجد في نفسه ان يقدم خدمة واعطاء للدين يعني كل واحد من الحاضرين الان يستطيع ان يؤلف كتاب عن فضائل القرآن او كلمات خالدة قيلت في القرآن مثل قول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن حينما قال لو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل لبطل التفاضل بين الناس. وماتت الخواطر ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة ومع الكفاية يقع العجز والبلادة. اذا ربنا جل جلاله له حكمة في هذا لاجل ان يتنافس الناس في فعل الخير ولاجل ان يتدبر ويتفكر الناس فعلينا عباد الله ان نجد في خدمة القرآن وتأمل القرآن وتدبر القرآن رزقنا الله تعالى واياكم الاخلاص والخلاص من الذنوب ومن اضرارها في الدنيا والاخرة قال وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته