المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي ان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري. اي ان اتخاذهم العجل ليسوا معذورين فيه. فانه وان كانت عرضت لهم الشبهة في اصل عبادته فان هارون قد نهاهم عنه. واخبرهم انه فتنة وان ربهم الرحمن الذي منه النعم الظاهرة والباطنة الدافع للنقم. وانه امرهم ان يتبعوه ويعتزلوا العجل. فابوا وقالوا فاقبل موسى على اخيه لائما له وقال منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني فعصيت امري. الا تتبعن فتخبرني لابادر للرجوع اليك اليهم افعصيت امري في قولي اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. فاخذ موسى برأس هارون ولحيته يجره من الغضب والعتب عليه. فقال هارون في خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل اسرائيل ولم ترقب من قبلي يا ابن ام ترقيق له والا فهو شقيقه. اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسراء فانك امرتني ان اخلفك فيهم فلو تبعتك لتركت ما بلزومه وخشيت لائمتك. ان تقول فرقت بين بني اسرائيل حيث تركتهم. وليس عندهم راع ولا خليفة. فان هذا يفرق ويشتت شملهم. فلا تجعلني مع القوم الظالمين. ولا تشمت فينا الاعداء. فندم موسى على ما صنع باخيه فهو غير مستحق لذلك فقال رب اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين. ثم اقبل على السامري اي ما شأنك يا سامري؟ حيث فعلت ما فعلت؟ فقال فصرت بما لم يبصروا به وهو جبريل عليه السلام على فرس رآه وقت خروجهم من البحر. وغرق فرعون وجنوده على ما قاله المفسرون. فقبضت قبضة من اثر حافر فرس فنبذتها على العجل. ان اقبضها ثم انبذها فكان ما كان. فقال قال له موسى فاذهب واستأخر مني اي تعاقب في الحياة عقوبة لا يدنو منك احد ولا يمسك احد حتى ان من اراد القرب منك قلت له لا تمس ولا تقرب مني عقوبة على ذلك. حيث مس ما لم يمسه غيره. واجرى ما لم يجره احد فتجازى بعملك من خير وشر عاكفا لنحرقنه. وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا. اي العجل ففعل موسى ذلك فلو كان الها لامتنع ممن يريده باذى ويسعى له بالاتلاف. على وجه لا تمكن اعادته بالاحراق والسحق وذريه في اليم ونسفه. ليزول ما في قلوبهم من حبه كما زال شخصه ولان في ابقائه محنة لان في النفوس اقوى داع الى الباطل. فلما تبين لهم بطلانه اخبرهم من يستحق العبادة وحده لا شريك له. فقال انما الهكم الله الذي لا اله الا هو انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما. اي لا معبود الا وجهه الكريم فلا يؤله ولا يحب ولا يرجى ولا يخاف. ولا يدعى الا هو. لانه الكامل الذي له الاسماء الحسنى. والصفات العلى المحيط علمه بجميع الاشياء. الذي ما من نعمة بالعباد الا منه. ولا يدفع السوء الا هو. فلا اله الا هو ولا معبود فسواه يمتن الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بما قصه عليه من انباء السابقين. واخبار السالفين كهذه القصة وما فيها من الاحكام وغيرها التي لا ينكرها احد من اهل الكتاب. فانت لم تدرس اخبار الاولين ولم تتعلم ممن دراها اخبارك بالحق اليقين من اخبارهم؟ دليل على انك رسول الله حقا. ولهذا قال اي عطية نفيسة ومنحة جزيلة من عندنا ذكرى وهو هذا القرآن الكريم. ذكر للاخبار السابقة واللاحقة وذكر يتذكر بهما لله تعالى من الاسماء والصفات الكاملة. وتذكر به احكام الامر والنهي. واحكام الجزاء وهذا مما يدل على ان القرآن مشتمل على احسن ما يكون من الاحكام. الذي تشهد العقول والفطر بحسنها وكمالها. ويذكر هذا القرآن ما اودع الله فيه واذا كان القرآن ذكرا للرسول وامته فيجب تلقيه بالقبول والتسليم والانقياد والتعظيم. وان يهتدى بنوره الى الصراط المستقيم وان يقبلوا عليه بالتعلم والتعليم. واما مقابلته بالاعراض او ما هو اعظم منه من الانكار. فانه كفر لهذه النعمة ومن فعل ذلك فهو مستحق للعقوبة. ولهذا قال اجراء من اعرض عنه فلم يؤمن به او تهاون باوامره ونواهيه او بتعلم معانيه الواجبة يوم القيامة وزرا. وهو ذنبه الذي بسببه اعرض عن القرآن. واولاه الكفر والهجران. خالدين فيه خالدين فيه اي في وزرهم لان العذاب هو نفس اعمال تنقلب عذابا على اصحابها بحسب صغرها وكبرها اي بئس الحمل الذي يحملونه. والعذاب الذي يعذبونه يوم القيامة. ثم استطرد فذكر احوال يوم القيامة واهوال له فقال