انه قال واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وقال عز وجل فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ومن اسباب حصول الامن القيام بشريعة الله عز وجل واقامة شعائر دينه كما قال الله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن النومان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم احبتنا الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اليومي نور على الدرب ضيفنا في هذه الحلقة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير عضو هيئة كبار العلماء. في بداية هذه الحلقة نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله حياكم الله وبارك فيكم وفي الاخوة المستمعين والمستمعات. حياكم الله مستمعينا الكرام واهلا ومرحبا بكم معنا في هذه الحلقة. شيخنا الكريم حفظكم الله تعالى نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال آآ نسأل عن المراد بقول الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد وقد قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وقوله عز وجل الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان به فاخلصوا العبادة لله عز وجل وحده ولم يلبسوا اي لم يخلطوا توحيدهم لان اللبس هو الخلط والمزج وقول بظلم المراد بالظلم هنا الشرك لانه في مقابل الايمان وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله اينا لا يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ذلك اي ليس الامر كما تظنون انما هو الشرك الم تسمعوا ما قال العبد الصالح يعني لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وقوله تعالى بظلم نكرة في سياق النفي لم فيدل على العموم ولكنه عموم يراد به الخصوص اي خصوص انواع الظلم وهو الشرك وعلى هذا فالعموم هنا في انواع الشرك لا في انواع الظلم كلها لان من الظلم ما لا يكون شركا وهو ظلم العبد نفسه بالمعاصي والسيئات ثم قال عز وجل ولم يلبسوا ايمانهم اي عبادتهم المراد بالايمان هنا العبادة والعمل كما قال الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس اولئك لهم الامن وهم مهتدون اولئك اي الذين هذه صفتهم واشار اليهم سبحانه وتعالى بصيغة البعيد لعلو مرتبتهم وشأنهم وقولوا لهم الامن الامن والهداية في الدنيا والاخرة وهم امنون في الدنيا امنون بقلوبهم في عجم حزنها على غير الله وامنون في اموالهم وفي اعراضهم وفي اوطانهم وعاملون في الاخرة من العذاب ثم قال عز وجل وهم مهتدون اي في الدنيا والاخرة فهم مهتدون في الدنيا الى شرع الله في العلم والعمل الاهتداء بالعلم هداية دلالة وارشاد والاهتداء بالعمل بداية توفيق وهم ايضا مهتدون في الاخرة الى الجنة كما قال الله تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم فهذه الاية الكريمة ذكر الله تعالى فيها نعمة الامن لمن لم يظلم نفسه ونعم الله عز وجل عظيمة واعظم النعم بعد نعمة الاسلام هي نعمة الامن والامان في الدور والاوطان الامن نعمة عظمى ومنة كبرى لا يعرف قدرها وعظم اهميتها الا من اكتوى بنا لفقدها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ولاهمية الامن كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم استر عوراتي وامن روعاتي لان بالامن تستقر الحياة ويعبد الناس ربهم ويقيمون شريعته ويستقيم معاشهم ويأمنون على اموالهم واعراضهم وان نعمة الامن لا توجد الا في وجود مقوماتها ولا تدوموا الا بدوام اسبابها وان من اعظم اسباب حصول الامن شكر الله تعالى والقيام بطاعته فبالشكر تدوم النعم قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ومن اعظم الشكر تحقيق التوحيد والعقيدة الصحيحة والتعلق الكامل بالله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ولهذا قرن الله تعالى الامن بالتوحيد فقال عز وجل عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن اسباب حصول الامن وتحققه السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان تأمر عليكم عبد وقال صلى الله عليه وسلم من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن اطاع الامير فقد اطاعني ومن عصى الامير فقد عصاني والسمع والطاعة لولاة الامر اصل من اصول عقيدة اهل السنة والجماعة وبه تنتظم مصالح العباد في معاشهم ويسلمون من الشرور والفتن ومن اسباب حصول الامن وتحققه الحرص على رد كل تنازع في امور الدين والدنيا الى الاصلين العظيمين والوحيين الكريمين وهما الكتاب والسنة قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وذلك بالرجوع الى علماء الشريعة الراسخين في العلم الذين ينظرون من الامور بفهم دقيق واستنباط عميق وخبرة ودراية ولهذا قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ومن اسباب حصول الامن وتحققه القيام بتربية الابناء وحمايتهم من الافكار المضلة والتيارات المشبوهة التي تحذف سلوكهم فتصدهم عن الصراط المستقيم والمنهج القويم ومنها الاعتصام بحبل الله عز وجل والاجتماع على دينه والتناصح والتعاون على البر والتقوى وانكار اي عمل يهدد استقرار البلاد فامنها مطلب وحفظه امر واجب ووحدة صفها والحفاظ على قيمها واخلاقها ومقدراتها ومسئولية الجميع رعاة ورعية عامة وخاصة وانني اذكر نفسي واخواني في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية على ما من الله تعالى به علينا اولا من نعمة العقيدة الصحيحة والدعوة السلفية التي ايدها الله تعالى بحكامها المخلصين وعلمائها العاملين وعلى ما نتمتع به في هذه البلاد المباركة من امن وامان وراحة واطمئنان قل نظيره وعز مثيله فالواجب علينا ان نحفظ هذه النعم وان نقيدها بالشكر وان من شكر نعمة الله عز وجل على هاتين النعمتين ان نراعي ما خص الله تعالى به هذه البلاد من الخصائص والمزايا التي يلزم رعايتها وتقديرها وشكر الله عز وجل عليها ليلا ونهارا سرا وجهارا فمن هذه الخصائص ان هذه البلاد هي بلاد التوحيد ومعقل الاسلام وخير بلاد المسلمين اليوم في الحكم بشريعة الله عز وجل ومن خصائصها ان فيها اول بيت وضع للناس فهي قبلة المسلمين تحتضن شعائرهم ومشاعرهم جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ومنها نعمة الامن والامان في الدور والاوطان الذي ضرب اطنابه حتى عم البلاد حاضرة وبادية فكان ولله الحمد لا نظير له في هذا العصر اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم فكم من بلد اختلفت فيه الكلمة وانحل فيه عقد الولاية وسقطت منه هيبة الحكم فتقاتل والعياذ بالله اهله وتفرق شملهم وضاع امنهم ومن اراد ان يعرف قدر نعمة الله عز وجل علينا في هذه البلاد فلينظر الى واقع بعض البلدان التي انعدم فيها الامن نسأل الله تعالى ان يكفينا والمسلمين شر ذلك ومن خصائصها ان هذه البلاد ولله الحمد تدين بالحكم بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على منهج السلف الصالح وبفضل الله عز وجل ثم في سيرها على هذا المنهج اصبحت مضرب المثل في امنها وفي وحدة صفها وانتظام شملها واجتماع كلمتها وتلاحم شعبها وقيادتها فعلينا ان نشكر الله تعالى على هذه النعمة وان نعي وندرك ابعاد الحملات التي تشن على هذه البلاد فعلينا ان نقف سدا منيعا امام كل محاولة تستهدف وحدة هذه البلاد وامنها واستقرارها وذلك باتحاد الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والسمع والطاعة لولاة الامر لان بطاعتهم تنتظم مصالح البلاد والعباد في معاشهم ومعادهم ويسلمون من الشرور والفتن وليعلم ان السمع والطاعة لولاة الامر في غير معصية الله ليس بخنوع وذل وانكسار بل هو شريعة وعقيدة وعبادة يتقرب بها الى الله عز وجل فنسأل الله عز وجل ان يديم امننا واستقرارنا وان يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وان يوفقهم لما يحب ويرضى انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين احسن الله اليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم. الى هنا احبتي المستمعين الكرام نكون قد وصلنا الى نهاية وختم هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالاجابة عن اسئلتكم الشيخ الاستاذ الدكتور سامي بن محمد الصقير فجزاه الله خيرا وشكر الله له ونفع الله به وبعلمه ونسأل الله جل وعلا ان يمن علينا في هذا البلد بالامن والامان والرخاء والاستقرار ويديم علينا فضله واحسانه وجوده وكرمه انه ولي ذلك والقادر عليه. حتى ملتقى بكم ايها الكرام في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين اعداد وتقديم سبيت ابن ابراهيم سبيت تنفيذ وليد بن عبدالرحمن