ومنها قوله والله ما انعم الله علي من نعمة قط بعد اذ هداني الله للاسلام اعظم في نفسي من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا اكون كذبته. فاهلكه وسيرى الله ورسوله هل ستتوبون فيقبل الله توبتكم ان تستمرون على نفاقكم ثم ترجعون الى الله الذي يعلم كل شيء اي يخبركم بما كنتم تعملون ويجازيكم عليه فبادروا الى التوبة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون يقدم المنافقون المتخلفون عن الجهاد اعذارا واهية للمسلمين حين عودتهم من الجهاد يوجه الله نبيه والمؤمنين بالرد عليهم لا تعتذروا بالاعذار الكاذبة لن نصدقكم فيما اخبرتمونا به منها قد اعلمنا الله شيئا مما في نفوسكم والعمل الصالح اذا ربنا جل جلاله يخاطب المؤمنين قائلا لهم ان المنافقين المتخلفين عن الجهاد بلا عذر سيعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم من سفركم وجهادكم وقلنا بان هذا من دلائل النبوة اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر عن الوحي بشيء سيحصل وقد حصل فقل لهم يا محمد اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد لا تعتذروا لن نصدقكم قد اعلمنا الله باسراركم وعرفنا كذبكم في اعتذاركم وسيرى الله عملكم ورسولهم ثم ترجعون بعد موتكم الى عالم كل سر وعلانية وظاهر وباطن فيخبركم بما كنتم تعملونه في الدنيا ويجازيكم عليه وتأمل هذه الايات يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم اي يعتذر اليكم المنافقون المتخلفون عن الجهاد بلا عذر حقيقي حينما ترجعون ايها المؤمنون اينما ترجعون اليهم من سفركم وجهادكم في سبيل الله ثم لقن الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ولقن المؤمنين قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم اي قل لهم يا محمد لا تعتذروا الينا لاننا لن نصدقكم باعتذاراتكم الكاذبة قد نبأنا الله من اخباركم اي قد اخبرنا الله باسراركم ايها المنافقون وعلمنا كذبكم في اعتذاركم وسيرى الله عملكم ورسوله اي وسيرى الله ورسوله اعمالكم ايها المنافقون في الدنيا ويظهر صدقكم او كذبكم في التوبة من النفاق لان الذي يدعي شيء لا بد ان يظهر عمله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون اي ثم ترجعون ايها المنافقون بعد موتكم الى الله الذي يعلم كل سر وعلانية وظاهر وباطن فيخبركم بما كنتم تعملونه في الدنيا من خير او شر ويجازيكم عليه ثم قال الله تعالى سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون فيكسب هؤلاء المتخلفون بالله اذا رجعتم اليهم تأكيدا لاعذارهم الباطلة لتكفوا عن لومهم وتوبيخهم فاتركوهم ترك ساخط واهجروهم انهم انجاس خبثاء الباطن ومستقرهم الذي يأوون اليه هو جهنم جزاء لهم على ما يكسبونه من النفاق والاثام اذا لما حكى الله تعالى عن المنافقين بالاية الاولى انهم يعتذرون ذكر في هذه الاية انهم يؤكدون اعتذارهم بالايمان الكاذبة وبالقسم غير صحيح فقال سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم اي سيحلف المنافقون المتخلفون اصحاب الاعذار الكاذبة سيحلفون بالله لكم. ايها المؤمنون حينما ترجعون اليهم من غزوة تبوك سيحلفون انهم ما استطاعوا الخروج معكم للجهاد لاجل ان تتركوا تأريبهم ومعاتبتهم وعقابهم وحسابهم فربنا امر المؤمنين فقال فاعرضوا عنهم انهم رجس اي فاتركوا ايها الممنون تأنيبهم ولومهم احتقارا واهانة لهم لا مسامحة وعفوا اي انهم يتركون ترك المغضوب عليهم انهم رجس فهنا تعليل لانهم نجس وقدر خبيثة بواطنهم قبيحة اعمالهم وهذه النجاسة اي هي النجاسة المعنوية كما قال الله تعالى انما المشركون نجس ثم بين ربنا جل جلاله لما ذكر العقوبة العاجلة بين العقوبة الاجلة. قال ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون اي ومصير المنافقين في الاخرة نار جهنم مجازاة لهم بسبب ذنوبهم التي كانوا يعملونها في الدنيا ولذلك من اروع القصص في التوبة قصة كعب بن مالك التي جاءت في الصحيحين وهي قصة طويلة في عدة سفهات كما هلك الذين كذبوا ان الله قال للذين كذبوا حين انزل الوحي شر ما قال لاحد سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ولذلك الصدق من اعظم ما يؤتاه الانسان ثم قال تعالى يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين يقسم هؤلاء المتخلفون لكم ايها المؤمنون لترظوا عنهم وتقبل اعذارهم فلا ترضوا عنهم. فان ترضوا عنهم فقد خالفتم ربكم. فانه لا يرضى عن القوم الخارجين عن طاعته بالكفر والنفاق فاحذروا ايها المسلمون ان ترضوا عمن لا يرضى الله عنه لها اللهم اجعل قلوبنا على ما تحب يا ارحم الراحمين اذا في هذه الاية الكريمة لما بين الله تعالى في الاية السابقة انهم يحلفون بالله لاجل ان يعرض المسلمون عن اذائهم بين في هذه الاية الكريمة انهم يحلفون ليرضى المسلمون عنهم ثم انه سبحانه وتعالى نهى المسلمين عن ان يرضوا عنهم. فقال يحلفون لكم وتأمل هنا يحلفون لكم لترضوا عنهم اي يعلف هؤلاء المنافقون لكم ايها المؤمنون بالكذب من اجل ان ترضوا عنهم فتستديم معاملتهم السابقة كأنهم لم يذنبوا فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين اي فان ترضوا ايها المؤمنون عن المنافقين فرضاكم عنهم لا ينفعهم ولا ينبغي لكم ان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الخارجين عن طاعته ولذلك ينبغي على الانسان ان يجعل غايته رضا الله سبحانه وتعالى ويسعى لتحقيق هذا الرضا والانسان حينما يحب يحب من يحب من يحبه الله تعالى فيجعل محبته لله تعالى ثم قال الله تعالى الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم اهل البادية ان كفروا او نافقوا كان كفرهم اشد من كفر غيرهم من اهل الحذر ونفاقهم اشد من نفاق اولئك وهم احرى بالجهل بالدين. واحق بان لا يعلموا الفرائض والسنن وضوابط الاحكام التي انزلها الله على رسوله لما هم عليه من الجفاء والغلظة وقلة المخالطة والله عليم باحوالهم لا يخفى عليه منها شيء حكيم في تدبيره وشرعه وهذه اية عظيمة تبين حال المنافقين الذين هم من البادية الذي في المدينة يقال له حضري والذي في القرية قروي والذي في البادية يقال لهم الاعراب لما ذكر الله عز وجل احوال المنافقين بالمدينة ذكر من كان خارجا منها ونائيا عنها من الاعراب ولما رتب الله سبحانه وتعالى الاستئذان في القعود والرضا بما فيه من الدناءة على عدم الفقه تارة والعلم اخرى وختم بصنف الاعراب بين ان الاعراب اولى بذلك. لكونهم اعرق في هذا الوصف واجرى على الفسق لبعدهم عن معدن العلم وصرفهم افكارهم في غير ذلك من انواع المخازي لاجل تحصيل المال الذي كلما داروا عليه طار عنهم فابعدا فلا يزالون في همه قد شغلهم ذلك عن كل هم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. وفي هذا تنبيه على اهمية العلم ومكانته. فربنا قال الاعراب اشد كفرا ونفاقا وتم الاعراب وليس العرب قال الاعراب وسيأتينا في الفوائد الفرق بين العربي والاعرابي معنى الاية سكان البوادي اشد كفرا بالله واشد نفاقا من كفار ومنافقي اهل الحضر في المدن والقرى يعني ها معناها من كان كافرا منهم نعم واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله. اي الاعراب اولى واحرى بان لا يعلموا الحلال والحرام والشرائع التي انزلها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لانهم في بعدهم كان يبتعدون عن مجالس العلم ومنازل الوحي ومجالس التفكير ومخالطة اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ففاتهم خير كثير اذا الاعراب اسم لبادية العرب فان كل امة لها حاضرة وبادية فبادية العرب يقال لها الاعراب فالخل المفيدات وبعدهم عن العلم. ولذلك الانسان يأخذ العظة من الايات فيدرك في هذه الاية الكريمة ان العلم منزلة جليلة ثم قال تعالى والله عليم حكيم. اي والله عليم بخلقه لا يخفى عليه شيء من احوالهم فيعلم منافقهم ويعلم كافرهم ويعلم من يستحق ان يعلمه منهم العلم والايمان ممن لا يستحق مثل هؤلاء الاعراب حكيم سبحانه وتعالى في تدبيره خلقه ومجازاتهم. فربنا جل جلاله يظع كل شيء في موضعه لائق سبحانه وتعالى ثم قال ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء. والله سميع عليم من سكان البادية المنافقين من يعتقد ان ما ينفقه من مال في سبيل الله خسران وغرام بتوهمه انه لا يؤجر ان انفق ولا يعاقبه الله ان امسك ولكنه مع هذا ينفق احيانا رياء وتقية وينتظر ان ينزل بكم ايها المؤمنون شر وينتظر ان ينزل المؤمنون شر سيتخلص منكم. بل جعل الله ما يتمنونه ان يقع على المؤمنين من الشر ودوران الزمان بما لا تحمد واقعا عليهم واقعا عليهم هم لا على المؤمنين. والله سميع لما يقولونه عليم بما يضمرونه اذا لما بين الله ان الاعراب اولى بعدم الفقه والعلم لبعدهم عن مجالس العلم والتذكير وانهم اجرؤا على الفسق. فلما اثبت هذا الوصف بين ان افراده انقسموا الى من ثبت على ما هو الاليق بحالهم وقسم النزع الى ما هو الاليق باهل المدر كما انقسم اهل المجر الى مثل ذلك وبدأ بالخبيث لانه كثير فيهم نسأل الله العافية والسلامة فقال تعالى ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما. اي من سكان البوادي من يعد ما ينفقه في في الخير غرما ونقصا وخسارة فينفق ما ينفق مكرها لا يرجو ثوابه عند الله تعالى ولذلك ينبغي على الانسان ان كل شيء ينفقه يحتسب فيه الاجر ولذا جاء في الحديث الصحيح ان الرجل لينفق على اهله نفقة يحتسبها تكتب له صدقة قال ويتربص بكم الدوائر اي ومن الاعراب من ينتظر ان تحل بكم ايها المسلمون المصائب واختلال الامور وغلبة الاعداء. نسأل الله العافية ثم جاء البيان في حالهم وحقيقة الامر الذي يؤول عليهم. وان من كاد الاسلام كاده الله تعالى. عليهم دائرة او اي جعل الله على الاعراب المنافقين وحدهم المصائب التي تسوءهم وتفسد امورهم لا عليكم ايها المؤمنون والله سميع عليم. اي والله سميع لاقوال عباده من الاعراب المنافقين وغيرهم عليم ببواطنهم عليم بتدبيرهم عليم بمن يستحق منهم النصر وعليم بمن يستحق منهم الخذلان ثم قال تعالى ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قربة لهم فيدخلهم الله في رحمته. ان الله غفور رحيم ومن سكان البادية من يؤمن بالله ويؤمن بيوم القيامة ويجعل ما ينفقه من مال في سبيل الله قربات يتقرب بها الى الله ووسيلة للظفر بدعاء الرسول واستغفاره لهم الا ان انفاقها في سبيل الله ودعاء الرسول له قربات له عند الله سيجد ثوابها عنده بان يدخله الله في رحمته الواسعة. التي تشمل مغفرته وجنته ان الله غفور لمن تاب من عباده. رحيم بهم والقرآن الكريم يعلمنا العدل. فربنا جل جلاله لما ذكر شئنا اولئك اصحاب السوء بين ربنا جل جلاله ان هناك من يؤمن بالله سبحانه وتعالى فيبين الله تعالى ان من الاعراب من يؤمن بالله وبيوم القيامة ويحتسب ما ينفقه في الخير عند الله وحقيقة العمل الصالح ايها الاخوة يبقى فانت لما لما تنفق شيء يبقى وهذه مسألة تستحق البحث بقاء العمل الصالح تستحق ان يكتب فيها بحث نعم يرجو يعني بذلك الانسان حينما يفعل عمل ويجعله عند الله يرجو به القرب منهم وايضا يبتغي دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند اخذ الصدقة منهم ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم قربة عظيمة تقربهم الى ربهم نحن الان لما نقرأ الحديث النبوي الشريف ايضا يعني نستدر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قال نظر الله امرئا سمع مقالتي فحفظها ووعاها واداها كما سمعها ولذلك لا تجد احدا من اهل الحديث مخلصا الا وتجد في وجهه نظارة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا لما بين الله تعالى انه حصل في الاعراب من يتخذ انفاقه في سبيل الله مغربا بين ايضا ان فيهم قوما مؤمنين صالحين مجاهدين يتخذون انفاقهم في سبيل الله مظلما وقربة من الله تعالى ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر. اي من سكان البوادي من يؤمن بالله تعالى وبيوم القيامة وما فيه من الثواب والعقاب. فربنا جل جلاله قد اعد يوم القيامة للجزاء والحساب والقصاص واحيانا نظلم مظالم في هذه الدنيا ونطالب بحقنا فيذهب فنصبر لعلمنا انه في هذا اليوم تعود الينا هذه الحقوق كاملة وافرة ويتخذ ما ينفق قربات عند الله. اي ويحتسب. وقلنا في الدرس الماضي فقه الاحتساب وفقه العبودية امر في غاية الاهمية اي ويحتسب ما ينفقه في الخير عند الله يرجو به القرب منه سبحانه وتعالى وصلوات الرسول اي ويبتغي الاعراب المؤمنون بنفقاتهم دعاء الرسول لهم عند اخذه صدقاتهم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو وربنا قال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم وايضا قد روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن ابي اوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل على ال فلان فاتاه ابي بصدقته فقال اللهم صلي على ال ابي اوفى ثم قال تعالى الا انها قربة لهم. اي الا ان صلوات الرسول قربة عظيمة لهم تقربهم الى الله تعالى ثم بشر ربنا جل جلاله صنيع هؤلاء وصنيع كل من يعمل في طاعة الله على هدي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال سيدخلهم الله في رحمته اي سيدخل الله هؤلاء الاعراب المؤمنين في جملة عباده المرحومين اصحاب الجنة ولذلك كلنا نحفظ هذه الاية الكريمة يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ثم ختمت الاية الكريمة ان الله غفور رحيم. اي ان الله غفور نزل لذنوبهم فيسترها لهم ويتجاوز عن مؤاخذتهم بها. رحيم بهم في الدنيا والاخرة فلا يعذبهم بل يفيض عليهم نعمه ويوفقهم للخيرات ويثبتهم على الايمان. ولذلك الاعمال الصالحة هي سبب بتثبيت الانسان فينبغي على الانسان ان يحتسب الاجر وان يعظم النية في كل عمل يقوم به من فوائد الايات في هذه الصفحة ميدان العمل والتكاليف خير شاهد على اظهار الكذب المنافقين من صدقهم اهل البادية ان كفروا فهم اشد كفرا ونفاقا من اهل الحظر لتأثير البيئة الحظ على النفقة في سبيل الله مع اخلاص النية عظم اجر من فعل ذلك فضيلة العلم وان فاقده اقرب الى الخطأ هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة في المختص في التفسير وثمة فوائد اخرى نقول اولا من قصر في شيء فعليه الاعتذار وحتى الانسان مع اهل بيته لا اخطأ في شيء عليه ان يعتذر فهذا ادب يتأدبه الانسان ثانيا العمل ميزان الصدق اما اطلاق اللسان من غير عمل فهذا صنيع الكاذبين ثالثا لا ينبغي لاحد ان يزكي عمله وانما يفوضه الى الله سبحانه وتعالى رابعا التحذير من عدوى الطبائع فخبث بواطن المنافقين هو السبب في الامر بالاعراض عنهم خامسا تحذير المسلمين من الرضا عن المنافقين فما لا يرضى الله به لا يكون للمسلمين ان يرضى به سادسا ترك قبول اعتذار من يعرف كذبه سابعا اثبات الرضا لله عن المحسنين والغضب والسخط على الفاسقين ثامنا المعتذر اليه ينبغي ان يقبل يمين المعتذر على الظاهر ويكل سريرته الى الله تعالى تاسعا فضيلة العلم وان فاقده اقرب الى الشر ممن يعرف العلم فربنا جل جلاله ذم الاعراب وحذر واخبر انهم اشد كفرا ونفاقا وذكر السبب لذلك وانهم اجدروا ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله عاشرا العلم النافع هو العلم بالله وباسمائه وصفاته ومعرفة حدود ما انزل الله هذه عشر يجب على المؤمنين ان يؤدوا ما عليهم من حقوق وان يؤدوا ذلك حال كونهم منشرحي الصدر مطمئني النفس حريصين ان تكون مغنما لا مغرما تاني عشر لا بد في جميع الطاعات من من تقدم الايمان لا يقول عمل الانسان حتى يكون مؤمنا ثالث عشر الاعراب متل اهل الحاضرة منهن ممدوح ومنهم المذموم. اما الذنب فهو يلحق من ترك اوامر الله تعالى رابع عشر كل انفاق مع الاحتساب فهو قربة عند الله تعالى وسمي بذلك لانه يوجب زيادة القرب الى الله تعالى الانسان عليه ان يعلم ان الاعمال هي قربة الى الله تعالى خامس عشر الدعاء لمن تصدق فقوله وصلوات الرسول جمعت فيه صلوات لان كل انفاق يقدمونه الى الرسول صلى الله عليه وسلم يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكرر يكرر لهم الدعاء. يكرر لهم الدعاء سادس عشر ان الاعرابي اذا قيل له يا عربي فرح والعربي اذا قيل له يا اعرابي غضب هذه فائدة ذكرها القرطبي في تفسيره طبعا في هذه الصفحة المباركة مرت كلمات والانسان يقف عند هذه الكلمات يتأمل. انقلبتم معناه رجعتم واصل قلبه يدل على رد الشيء من جهة الى جهة رجس اي نجس. والرجس كذلك يطلق على القدر. والشيء المنتن واصل رجل سيدل على الاختلاط مظرما اي غرما وخسرانا هو اصل غرم يدل على يعني ملازمة الانسان لما يكون يعني غريم يعني يلازمه غريمه احيانا فالغرامة هي الخسارة ويتربص ان ينتظر واصل التربص الانتظار والتمركز الدوائر اي دوائر الزمان بالمكروه. ودوائر الزمان صروفه التي تأتي مرة بخير ومرة بشر والدائرة تكون في المكروه واصل دورة يدل على احداق الشيء بالشيء من حواليه صلوات الرسول اي دعاء الرسول واستغفاره واصل صلاة يدل على الدعاء هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته