المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثالث عشر والمائتان الحديث الثالث عن ابن عمر رضي الله عنهما ان تلبية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال وكان ابن عمر يزيد فيها لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء اليك والعمل رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابن عمر ان تلبية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لبيك اللهم لبيك الى اخره يحتاج في هذا الى معرفة معنى التلبية وحكمها ووقتها متى يبتدأ بها ومتى تقطع ومتى تتأكد اما معرفة معناها فقوله لبيك اللهم لبيك اي اجبتك يا رب مرة بعد مرة لا شريك لك لبيك اي اجبتك وحدك لا شريك لك وتكرير لفظ التلبية يدل على تكرر الاجابة مرة بعد مرة فان الله تعالى في كل عام يدعو عباده الى زيارته وحج بيته ليجزل لهم الاجر والثواب وقوله ان الحمد اي المحامد كلها والمدائح كلها لله وحده لا شريك له فهو المتصف بجميع صفات الكمال المنزه عن صفات النقائص وقوله والنعمة اي ان الله هو المنعم على خلقه الذي له النعمة الكاملة وله المنة والفضل وحده لا شريك له والملك اي هو المتصف بصفة الملك المالك لجميع المخلوقات وله مملكة السماوات والارض والمخلوقات العلوية والسفلية له وحده لا شريك له وهو المتصرف في جميع المخلوقات كيف شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فيدخل في قوله والملك ثلاثة معاني وهي صفة الملك والمملكة والتصرف وقوله وكان ابن عمر يزيد فيها لبيك وسعديك هذا تأكيد لاجابة دعوته والمسارعة الى امتثال امره مرارا متكررة وقوله والخير بيديك اي الخير كله من الله وحده لا شريك له وما بكم من نعمة فمن الله وقوله والرغباء اليك والعمل اي الرغبة والعمل اليك وحدك لا شريك لك ففي هذا كمال الاخلاص هذا معنى التلبية واما حكمها فقد اجمع العلماء على مشروعيتها وانها من شعائر الحج واختلفوا في وجوبها فمذهب الجمهور انها سنة مؤكدة جدا لا ينبغي الاخلال بها وهذا مذهب الامام احمد فان مذهبه رحمه الله ان جميع اقوال الحج سنة وعنه رواية انها واجبة وهذا مذهب مالك وهو الصحيح لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يخل بها ابدا وقد قال خذوا عني مناسككم وكذلك اصحابه كانوا يداومون عليها وهي من اعظم الشعائر ولهذا استحب رفع الصوت بها للرجل مع ان كثيرا من الاذكار الاسرار بها افضل فلو قدر ان يتركها الانسان مع ان تركها نادر بل متعذر فعليه دم وهذه مسألة فرضية لا تقع واما وقتها فتستحب من حين ان يحرم بالعمرة او الحج واما اخر وقتها فيقطعها في العمرة اذا شرع في الطواف وفي الحج اذا شرع برمي جمرة العقبة في يوم العيد وتتأكد كل ما علا نشزا اي محلا مرتفعا او هبط واديا او التقت الرفاق او ركب راحلته او نزل منها او اقبل ليل او نهار او رأى البيت او سمع ملبيا ونحو ذلك من العوارض ويستحب ان يرفع الرجل بها صوته والمرأة لا تجهر بها الا بقدر ما تسمع رفيقتها وهذا اللفظ الذي ذكره من تلبية النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو افضل الالفاظ في التلبية وان زاد فيها او نقص فلا بأس لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يسمع الصحابة رضي الله عنهم يزيدون وينقصون ولم ينكر عليهم