باب تحريم الكبر والاعجاب. قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. وقال تعالى ولا تمش في الارض مرحا وقال تعالى ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور وقال تعالى ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنور بالعصبة اولي القوة اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. الى قوله تعالى فخسفنا به وبداره الارض الايات. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال ان الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم. وعن سلمة ابن اللكوع رضي الله عنه ان رجلا نكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا استطيع. قال لاستطعت ما منعه الا الكبر. قال فما رفعها الى فيه رواه مسلم وعن حال وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا اخبركم باهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر. متفق عليه بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله واله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث تدل على تحريم التكبر والخيلاء والعجب ينبغي للمؤمن ان يحذر ان يعجب بعمله او نفسه او يتكبر على اخوانه يجيب الحذر من ذلك فان الانسان محل الخطر ينبغي له ان يحاسب نفسه وان يجاهدها حتى لا يقع بقلبه التكبر على اخوانه والعجب نفسه فيهلك. ولهذا حذر الله من ذلك فان الله لا يحب كل مختال في قصة لقمان ولا تصغر خدك للناس ولا تمشي وتمشي فرحا ان الله لا يحب كل وانا في قصة قارون لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. يعني ايه فرح الكبر؟ فرح الخيلاء والتكبر. فالواجب على المؤمن الحذر. وان يكون على بينة وبصيرة في امره لانه ضعيف ما الذي يدعو الى التكبر والانسان الظعيف خلقه الله من ضعف وهو على ظعف فكيف يتكبر على اخوانه؟ كيف يستنقصهم؟ كيف يعجب بنفسه؟ والواجب عليه ان يحذر ذلك قال يا رسول الله الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة افذاك من الكبر قال صلى الله عليه وسلم الكبر بطل الحق وامطر الناس ان الله جميل يحب الجمال معنى بطل الحق رد الحق وغمط الناس للاحتقار هذا كبر رد الحق لان خالف هواه واحتقار الناس لانهم ما اتوا على شاكلتهم وعلى هواه فيحتقرهم الكبر بطل الحق وغمط الناس يعني احتقار الناس فينبغي المؤمن ان يكون بعيدا من ذلك. وان يحذر التكبر العجب وجميع ما نهى الله عنه كذلك خير ابن مسعود يقول صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة قط من كبر هذا وعيد شديد. يوجب الحذر فالواجب على المؤمن ان يجاهد نفسه في التواضع وعدم التكبر وعدم العجب لان العبد على خطر قد تغره تغره دنياه قد تغره وظيفته فليحذر. ان رجلا اكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بيساره فقال له النبي كل بيمينك فقال لا استطيع وهو يكذب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما استطعت فما رفعها الا فيه بعد ذلك ما منعه من الكبر هذا فعلا العقبة عجلت شلت يده حجلت له العقوبة ويقول لا يستطيع ان يكذب فقال له النبي لا استطعت فوجبت الدعوة وصار بعد ذلك اشل لا يستطيع الاكلة بيمينه عقوبة عاجلة نسأل الله العافية. هذا يفيد الحذر من عقوبات الذنوب والحذر من التساهل والحذر من الكذب. رزق الله الجميع التوفيق والهداية. احسن الله