بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قبل الدرس وجدت ان اشكر فضيلة الشيخ بندر العتيبي حفظه الله ورعاه فانا اتابع دروسه في شرح صحيح البخاري فجزاه الله خير الجزاء وهذا الشيخ المبارك قدني لقيته في بلادنا هذه في غازي عنتاب مرتين وما شاء الله يحفظ امورا كثيرة في علم الحديث وله شغف في هذا وجزاه الله تعالى خير الجزاء فتح دار القراء ودار ابن مبارك والحمد لله قرأنا هناك صحيح البخاري كاملا بفضل الله تعالى ثم قرأنا غالب الصحيح مسلم هناك ثم يعني عسى الله ان يعيد تلك الدار دار القراء ودار ابن المبارك باذن الله تعالى الحديث ستة الاف وواحد. قال مسلم علينا وعليه رحمة الله وحدثنيه زهير ابن حرب قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا انس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال مثله اي مثل المتن السابق الذي مر عندنا في حديث حوض النبي صلى الله عليه وسلم رزقنا الله واياكم الورود عليه وزاد او اكثر من عدد نجوم السماء فساق هذا الطريق وهو احد الطرق الحديث السابق وفيه هذه الزيادة وهذا من رقة اهل الحديث ومن حسن ترسيخ الامام مسلم للاخبار فهو يسوقها سياقة في غاية الايجاز وتفي الفائدة للقارئ مهما كان القارئ حدثني الوليد ابن شجاع ابن الوليد السكوني قال حدثني ابي رحمه الله قال حدثني زياد بن خيثمة انت ماك ابن حرب عن جابر ابن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا اني فرط لكم على الحوض وان بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وايله كان الاباريق فيه النجوم. اذا في هذا بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين في سعة حوض النبي صلى الله عليه وسلم فيه بيان ان هذه الامة كثير فنسأل الله تعالى ان يحفظ امة الاسلام من كل شر وان يرحم امواتهم وان يوفقهم جميعا لما فيه الخير والبركة وحدثنا قتيبة بن سعيد وابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا حاتم بن اسماعيل عن المهاجر ابن مسمار عن عامر ابن سعد ابن ابي وقاص قال كتبت الى جابر ابن سمرة مع غلامي نافع اخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكتب الي اني سمعته يقول انا الفرس على الحوض اذا هذه من امور المصطلح التي مظت معنا وتمر في جميع كتب المصطلح وهو نوع من انواع التحمل وهو التحمل عن طريق الكتابة او المكاتبة فهذا منها وهذا من الاثار الصحيحة الثابتة عن الصحابة في المكاتبة قال مسلم باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ربنا جل جلاله ينصر اولياءه فهو الذي يدافع عن الذين امنوا وان الانسان كلما كان ثائرا على الطريق الذي اراده الله تعالى نال الانسان النصرة من رب الارض والسماء. ربنا يقول ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل فوان كفور فعلى الانسان ان يكون دائما مع الله تعالى والى الله تعالى وفار من عذاب الله الى الله كلما نال الانسان من معية الله تعالى ونصرة الله تعالى وكلما ابتعد الانسان عن طاعة الله بعدت عنه اعانة الله تعالى فتولى الله يتولاك الله وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا محمد ابن بشر وابو اسامة عن مشعر عن سعد ابن ابراهيم عن ابيه عن سعد قال رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم احد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام وحدثني اسحاق ابن منصور قال اخبرنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال حدثنا ابراهيم بن سعد قال حدثنا سعد عن ابيه عن سعد ابن ابي وقاص قال لقد رأيت يوم احد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنهم كاشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد. اذا ربنا جل جلاله ينصر من يشاء من عباده وهذا فيه بيان منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وكرامة النبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى وان الله سبحانه وتعالى اكرم نبيه ويكرم نبيه صلى الله عليه وسلم ومن اكرام الله تعالى لنبيه ان الله انزل الملائكة يقاتلون معه وفيه ان الملائكة تقاتل وان قتال الملائكة لم يختص بيوم بدر. نعم وفيه ايضا فظيلة الثياب البيظ وان رؤية الملائكة لا تختص بالانبياء بل قد يراه غير الانبياء لكن ليس بصورتهم التي خلقهم الله تعالى عليهم وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لسعد ابن ابي وقاص الذي رأى الملائكة وسعد معروف وقد الف كتاب مستقل في بيان فضائله باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للحرب اذا شجاعته صلى الله عليه وسلم معروفة متقدمهم في الحرب معروف حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وسعيد ابن منصور وابو الربيع العتكي وابو كامل. واللفظ ليحيى قال يحيى اخبرنا وقال الاخرون حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن انس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس وكان اجود الناس وكان اشجع الناس ولقد فزع اهل المدينة ذات ليلة اي حصل فزع وحصل صوت فانطلق ناس قبل الصوت اي قبل الصوت الذي حصل فيه الفزع فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعة اذا كان اول الناس ذاهبا ليدفع عن المسلمين يقول وقد سبقهم الى الصوت وهو على فرس لابي طلحة عري اي كان صلى الله عليه وسلم على فرسه وهذا الفرس كان لابي طلحة وكان ذا عري يعني ما كان ينتظر حتى يجهز الفرس ويوضع عليه الثلج في عنقه السيف اي كان مستعدا للدفاع عن امته صلى الله عليه وسلم وتبين الحال وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا. قال وجدناه بحرا او انه لبحر اذا هذا الحديث فيه بيان ما اكرم الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم من جميل الصفات وان هذه الصفات هي صفات كمال وانه كان مبادرا ل في فعل الخير والدفع عن الامة. يقول للراوي قال وكان فرسا يبطأ. يعني هذا الفرس كان بطيئة لما ركب عليه النبي صلى الله عليه وسلم كان مسجد البحر اي انه قوي ومعنى يبطئ ان يعرف بالبطء والعجز وسوء السير لكن الله قد اكرم نبيه صلى الله عليه وسلم وسار الفرس سريعا وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن شعبة عن قتادة عن انس قال كان بالمدينة فزع فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لابي طلحة يقال له مندوب فركبه فقال ما رأينا من فزع. وان وجدناه لبحرا. نعم وحدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر حاء وحدثنيه يحيى بن حبيب قال حدثنا خالد يعني ابن الحارثي قال حدثنا شعبة بهذا الاسناد. وفي حديث ابن جعفر قال فرسا لنا ولم يقل لابي طلحة وفي حديث خالد عن قتادة قال سمعت انسا اي فيه تصريح سماع قتادة بن انس وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث حينما اراد ان يطمئن الناس لم تراعوا اي لم تراعوا روعا مستقرا او لم تراعوا روعا يضركم ونستفيد من هذا الحديث بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم وهذا يؤخذ من شدة عجلته في الخروج الى العدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس ثانيا فيه بيان عظم بركته في انقلاب الفرس سريعا بعد ان كان بطيئا وهذا معنى وجدناه بحرا اي واسع الجري سريعه وهذا من دلائل لنبوته صلى الله عليه وسلم ان الله قد اظهر طوارق العادات على يديه ثالثا فيه جواز سبق الانسان وحده في كشف اخبار العدو طبعا هذا ما لم يتحقق الهلاك اما اذا تحقق الهلاك فالانسان يجب عليه ان يحفظ نفسه ولما نقول ما لم يتحقق الهلاك هذا فيه دلالة على حرمة ما يسمى بالعمليات الفدائية فتفجير النفس بالحزام النافس بالحزام الناسف وبالسيارات المفخخة امر محرم يخالف محكمات الشريعة رابعا فيه جواز العارية وجواز الغزو على الفرس المستعار لذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعار هذا الفرس خامسا فيه استحباب تقلد السيف العنق وهذا ايسر على الانسان في بعظ الاحيان على حسب سرعته وعلى حسب حاله في ركوبه ونزوله سادسا به استحباب تبشير الناس بعدم الخوف اذا ذهب ووقع تابعا فيه تسمية هذا الفرس مندوب كما جاء في بعض الاثار نعم باب كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير من الريح المرسلة. فهو اجود الناس وشبه بهذا التشبيه لان الريح المرسلة حينما تهب تهب على كل شيء. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان خيره يعم الجميع حدثنا منصور ابن ابي مزاحم قال حدثنا ابراهيم يعني ابن سعد عن الزهري حاء وحدثني ابو عمران محمد بن جعفر ابن زياد واللفظ له قال اخبرنا ابراهيم عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في شهر رمضان هو اجود الناس في شهر رمضان يزداد جوده ان جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينتلف في عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة اذا هو اجود الناس ويزداد جوده في رمضان وهذا الحديث فيه فوائد اولا بيان عظيم جوده صلى الله عليه وسلم قد شبه بالريح المرسل لان الريح حينما تهب تهب على كل شيء ثانيا فيه استحباب الاكثار من الجود في شهر رمضان ثالثا زيادة الجود والخير عند ملاقاة اهل الخير والصلاح والعلم وكذلك عقب فراقه للتأثر بلقائهم رابعا فيه استحباب مدارسة القرآن. صامتا فيها ان الانسان كلما لقي من هو اقرأ منه يقرأ عليه حتى يزداد تعلما كذلك هديه صلى الله عليه وسلم في النفقة في هذا الاعتبار ان جبريل هو رسول رب العالمين الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد ندب الله المؤمنين بالتصدق عند ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق هذا. الامر الاخير في هذا ان من اخذ القرآن فقد صار لديه الغنى كل الغنى فينخص ما في يد الانسان ويزداد جوده وحدثناه ابو كريب قال حدثنا ابن مبارك عن يونس حاء وحدثنا عبد ابن حميد قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بهذا الاسناد نحوه باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا. صلى الله عليه وسلم ولذلك ينبغي على الانسان ان يقرأ في اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتخلق باخلاقه حدثنا سعيد ابن منصور وابو الربيع قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن انس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي اف قط ولا قال لي لشيء لما فعلت كذا وهلا فعلت كذا زاد ابو الربيع ليس مما يصنعه الخادم ولم يذكر قوله والله وحدثناه شيبان ابن فروخ قال حدثنا شالله بن مسكين قال حدثنا ثابت البناني عن انس بمثله وحدثناه احمد بن حنبل وزهير بن حرب جميعا عن اسماعيل واللفظ لاحمد قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم قال حدثنا عبد العزيز عن انس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اخذ ابوطلحة بيدي فانطلق بي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان انسا غلام كيس معنى كيس اي فطن فليهدمك قال فخدمته يقول انس متشرفا بهذا الشرف العظيم وهذه المنة التي من الله بها عليه يقول فخدمته في السفر والحضر والله هنا يقولها من باب الفرح والتحدث بالنعمة ثم يمدح خلق النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم اصنعه لما لم تصنع هذا هكذا. نعم حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابن نمير قال حدثنا محمد ابن بشر قال حدثنا زكريا وقال حدثني سعيد وهو ابن ابي عن انس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة فما اعلمه؟ قال لي قط لم فعلت كذا وكذبت؟ ولا عام علي شيئا قط. نعم حدثني ابو معن الرقاشي زيد ابن يزيد قال حدثنا عمر ابن يونس قال حدثنا عكرمة وهو ابن عمار قال قال اسحاق قال انس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس في خلقا فارسلني يوما لحاجة فقلت والله لا اذهب وفي نفسي ان اذهب لما امرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى امر على الصبيان وهم يلعبون في السوق فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفايا من ورائي قال فنظرت اليه وهو يضحك. طبعا هكذا ينبغي على الانسان ان يكون دائما متبسما في وجوه المسلمين فقال يا انيس وهناك صغير وهذا التصغير للتحبيب اذهبت حيث امرتك؟ قال قلت نعم. انا اذهب يا رسول الله. وهذا من جودتهم وحسن جواب انس حينما قال نعم انا اذهب يا رسول الله. نعم ويدل على صبر النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تلطفه وترفقه وهكذا ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه وهذا الحديث يدل على بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وصفحه وحلمه قال انس والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا او لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا وحدثنا شيبان ابن فروخة وابو الربيع قال حدثنا عبد الوارث انا بالتياح عن انس ابن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا. صلى الله عليه وسلم باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط؟ فقال لا وكثرة عطائه حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وعمرو الناقذ قال حدثنا سفيان ابن عيينم عن ابن المنكر انه سمع جابر بن عبدالله قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا وهذا من عظيم تخائه وغزارة جوده ومعنى الحديث ما سئل شيئا من متاع هذه الدنيا الفانية الا اعطاه وحدثنا ابو كريب قال حدثنا الاشعي هاء وحدثني محمد ابن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدين كلاهما عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبدالله يقول بمثله سواء وحدثنا عاصم ابن النظر التيمي قال حدثنا خالد يعني ابن الحارث قال حدثنا حميد عن موسى ابن انس عن ابيه قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام شيئا الا اعطاه قال فجاءه رجل فاعطاه غنما بين جبلين فرجع الى قومه فقال يا قومي اسلموا فان محمدا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء لا يخشى الفاقة نعم وهذا من عظيم كرمه صلى الله عليه وسلم وعظيم ايمانهم بموعود الله سبحانه وتعالى له حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا يزيد ابن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فاعطاه اياه فاتى قومه فقال اي قوم اي حرف نداء يعني ياء اسلموا فوالله ان محمدا صلى الله عليه وسلم فيعطي عطاء ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليعطي عطاء لا يعطي عطاء ما يخاف الفقر قيلن هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم والمسلم يتخلق باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقال انس ان كان الرجل ليسلم ما يريد الا الدنيا فما يسلم حتى يكون الاسلام احب اليه من الدنيا وما عليها لماذا تتحول هذه النيات هكذا لاقتدائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وهكذا الانسان يطبق على نفسه فاذا طبق على نفسه اثر بالاخرين نعم وحدثني ابو الطاهر احمد ابن عمر ابن السرح قال اخبرنا عبد الله ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فتح مكة ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين واعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان ابن امية مئة من النعم ثم مئة ثم مئة قال ابن شهاب فحدثني سعيد ابن المسيب ان صفوان قال والله لقد اعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعطاني وانه لابغض الناس اليهم فما بلح يعطيني حتى انه لاحب الناس الي. اذا العطاء يؤثر في الاخرين حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن ابن المنتذر انه سمع جابر بن عبدالله هاء وحدثنا اسحاق قال اخبرنا سفيان عن ابن المنكدر عن جابر وعن امر عن محمد بن علي عن جابر احدهما يزيد على الاخرين يعني يوجد في حديث البعض ما لا يوجد في الحديث الاخر من الزيادة. والرواة بعظهم يفصل وبعظهم يقتصر حاء وحدثنا ابن ابي عمر واللفظ قال قال سفيان سمعت محمد بن المنكذر يقول سمعت جابر بن عبدالله قال سفيان وسمعت ايضا عمرو بن دينار يحدثه عن محمد ابن علي قال سمعت جابر ابن عبد الله وزاد احدهما على الاخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قد جاءنا مال البحرين لقد اعطيتك هكذا وهكذا وهكذا وقال بيديه جميعا فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يجيء مال البحرين فقدم على ابي بكر بعده اي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فامر مناديا فنادى هذا الصديق صاحب مواقف الصدق يقول فامر مناديا فنادى من كانت له على النبي صلى الله عليه وسلم عدة او دين فليأت فقمت فقلت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو قد جاء مال البحرين اعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فحثا ابو بكر مرة ثم قال لي عدها فعددتها فاذا هي خمس مئة فقال خذ مثليها. نعم اذا هذا الصديق تعلم من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. يعني خذ معها مثليها فيكون الجميع الف وخمس مئة لماذا؟ لان له ثلاث حثيات وانما حثى له ابو بكر بيديه لانه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيده قائمة مقام يد النبي صلى الله عليه وسلم وكان له ثلاث حثيات ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا الانسان اذا وعد احدا فعليه بانجاز العدد عليه بانجاز ما وعد به الاخرين حدثنا محمد ابن حاتم ابن ميمون قال حدثنا محمد ابن بكر قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني عمرو ابن دينار عن محمد ابن علي عن جابر عن جابر بن عبدالله قال واخبرني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء ابا بكر مال من قبل العلاء ابن الحضرمي فقال ابو بكر من كان له على النبي صلى الله عليه وسلم دين او كانت له قبله عدا فليأتنا بنحو حديث ابن عيينة باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخة كلاهما عن سليمان واللفظ لشيبان قال حدثنا سليمان ابن المغيرة قال حدثنا ثابت البناني عن انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم ابي ابراهيم. اذا فيه تسمي باسماء الانبياء والصالحين وفيه على انه يجوز ان يسمى في نفس اليوم الذي يولد فيه يقول ولد لي الليلة غلام فسميته باسم ابي ابراهيم عليه السلام. ثم دفعه الى ام سيف امرأتي قين يقال له ابو سيف طبعا القين هو الحداد فانطلق يأتيهم واتبعته فانتهينا الى ابي سيف وهو ينفخ بكيره بعثمان حداد ينفخ في الكير حتى يصبح عملا قد امتلأ البيت دخانا اعان الله تعالى اصحاب الاعمال فاسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا ابا سيف امسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتجع فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه اليه وقال ما شاء الله ان يقل لا اله الا الله اللهم اجعل في قلوبنا رحمة يا ارحم الراحمين وارحم امواتنا واموات المسلمين فقال انس لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي ولا نقول الا ما يرضى ربنا والله يا ابراهيم انا بك لمحزون اذا معنى يكيد بنفسه ان يجود بها فمعناه انه كان في النزع وفيه جواد البكاء على المريض والحزن عليه. وهذا لا يخالف الرضا بالقضاء بل هو رحمة قد جعلها الله تعالى في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء وانما المذموم والمنهي عنه الندب. والنياحة والدعاء بالويل والثبر ونحو ذلك من القول الباطل ولهذا قال ولا نقول الا ما يرضى ربنا الى هنا نتوقف ونسأل الله تعالى ان لا يخزينا اللهم ارحم اموات المسلمين اجمعين واحفظ احياءهم يا كريم يا رحيم اللهم اجعلنا من الرحماء وارحمنا في يومنا هذا في ساعتنا هذه هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته