على قلب الانسان وسمعه وبصره واولئك هم الغافلون. غافلون عن اوامر الله وعن نواهيه. نعم لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون. اي من وقع في الكفر عن اختيار اشراح للقلب للكفر نعوذ بالله اولئك بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده عز وجل ونثني عليه الخير كله ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين قال الله عز وجل انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله وذلك لعدم ايمانهم فهم يفتعون الكذب وكما يقال ليس بعد الكفر ذنب قال الله عز وجل واولئك هم الكاذبون عليكم السلام فالافترائهم الكذب واستمرارهم على ذلك وكما جاء في الحديث الصحيح ما يزال الرجل يكذب ويتحول كذب حتى يكتب عند الله كذابا فلذا قال عز وجل هنا واولئك هم الكاذبون ثم قال عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره الذي يقع منه الكفر هو على قسمين اما ان يكون مقظها واما ان يكون مختارا فاذا كان مكرها فهذا معذور ولا يكون كافرا في هذه الحالة وذلك انه اكره على قول كلمة الكفر او على فعل الكفر. نعم الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان عندما اكره على الكفر قلبه مطمئن بالايمان. وليس مختارا للكفر وانما هو مؤمن ومطمئن الى هذا الايمان ومتمسك بالاسلام فهذا معذوب وقد حصل ذلك لعمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه انه عذب وقيل له لن ندعك حتى تسب رسول الله. صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله من ذلك فتحت التعذيب وقع منه ذلك فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبره بما وقع منه فقال كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالايمان فتلى عليه هذه الاية وحديث عمار جاء من طرق لعل بعضها يقوي البعض الاخر لا تسلم من كلامه. والاية كافية بهذه القضية ولذا استثنى كما تقدم ربنا عز وجل الا من اكره. وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن من كضح بالكفر صدرا. هذا القسم الثاني هو منشرح قلبه بالكفر. نعوذ بالله فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم لأنه مختار للكفر وقلبه منشرح والعياذ بالله الى الكفر فهؤلاء عليهم غضب من الله ولهم ايضا عذاب عظيم. نعوذ بالله من غضب الله ومن عذابه نعم ما الذي دعاهم الى الكفر ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة قدموا الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين. فسماهم كفار جل وعلا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم طبع على قلوبهم فاصبحت لا تقبل الحق وسمعهم لا تسمع الحق. وابصارهم لا يرون الحق. نعوذ بالله. وهذا اشد ما يكون عندما لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون. ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا نعم كل من هاجر الى الله جل وعلا بعدما وقع عليه العذاب من قبل الكفار كما حصل لبلال ولعمار ابن ياسر نعم من الصحابة ممن عذبوا في ذات الله جل وعلا ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا اي العذاب من قبل الكفار ثم جاهدوا وصبروا على ذلك ان ربك من بعدها لغفور رحيم فهؤلاء الذين جمعوا بين امور عظيمة الهجرة في سبيل الله ووقع عليهم عذاب في ذات الله والجهاد في سبيل الله والصبر على ما يلاقونه في ذلك او لا الله عز وجل يغفر لهم ويرحمهم جل وعلا ونسأل الله عز وجل ان يلحقنا بهم هذا وبالله تعالى التوفيق. جزاك الله خير يا شيخ. امين