ما زلنا في غزوة احد والايات تسرد لنا ابرز احداثها وما فيها من العظات والعبر. فهي تتحدث عن اسباب الهزيمة للمؤمنين عندما اضطربت صفوفهم وبيان موقف المنافقين الفاضح وتآمرهم على الامة اه هل في الوجود كنعمة هو روضة تزداد في الوجدان هل في وجودك نعمة القرآن تزدان في الوجدان وبال عمران ارواحنا وسمت بها لمراتب الاحساء اني زهراء وحي نستظل بظلها خلاصة التفسير للقرآن. اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على عطى بكم فتنقلبوا خاسرين. لا تزال الايات الكريمة تتناول سرد احداث غزوة احد. وفي الاية نداء الى المؤمنين. لا تستمعوا الى ما يلقيه الكفار والمنافقون. فان اطعتموهم فيما قالوه ادركتم نتيجتين سيئتين. تترتبان على هذه الطاعة وهما الرجوع الى الكفر بعد الايمان والخسران في الدنيا والاخرة. والنداء توجه ابتداء للمؤمنين المجاهدين الذين حضروا غزوة احد. وسمعوا كثيرا من اراجيف اعدائهم ومن ذلك مقالة المنافقين الذين قالوا لو كان محمد نبيا ما اصابه الذي اصابه فارجعوا الى اخوانكم وادخلوا في دينهم الا انه يندرج تحت مضمونه كل مؤمن في كل زمان ومكان. لان الكفار وفي كل العصور لا يريدون بالمؤمنين الا خبالا. ولا يتمنون لهم الا شرا بل الله مولاكم. وهو خير ناصر فيا معشر المؤمنين لا تطيعوا الكفار طلبا لنصرتهم. فهم لن ينصروكم بل اطيعوا الله تعالى الذي يتولاكم بتوفيقه وتأييده وهو خير من يجلب لكم النصر. فلا تحتاجون لاحد بعده. ثم بشر الله تعالى المؤمنين بالقاء الرعب في قلوب اعدائهم في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل سلطانا ومأواهم النار وبئس ما توى الظالمين يقول النبي عليه الصلاة والسلام نصرت بالرعب مسيرة شهر. والمعنى ان الله تعالى يقذف في قلوب اعداء النبي عليه الصلاة والسلام وهو على بعد مسيرة شهر منهم. وهذه بشارة من الله تعالى لعباده مؤمنين بانهم ان اخلصوا لله تعالى في جهادهم فان الله تعالى سيملأ قلوب الكافرين خوفا فزعا من المؤمنين حتى يعجزوا عن مواجهتهم. بسبب اشراكهم بالله تعالى من غير حجة ولا برهان ومن مظاهر الرعب التي القاها الله تعالى في قلوب المشركين انهم بعد ان انتصروا على المسلمين في غزوة احد كان في قدرتهم ان يوغلوا في مهاجمتهم وقتالهم. الا ان الرعب صدهم عن ذلك. وجعل احد زعمائهم وهو صفوان بن امية يقول لهم يا اهل مكة لا ترجعوا لقتال القوم فاني ارى انه كونوا للقوم قتال غير الذي كان. فرجعوا. ثم ختم الله تعالى الاية ببيان سوء عاقبة لهؤلاء الكافرين بان مستقرهم في الاخرة هو النار. والنار هي بئس مقام الظالمين. فهم في الدنيا مرعوبون وفي الاخرة معذبون. ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسوا باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم. والله ذو فضل على المؤمنين يذكر الله تعالى المؤمنين بما حدث لهم في غزوة احد. وكيف انهم انتصروا في الجولة الاولى المعركة الا انهم انهزموا بعد ذلك بسبب تقصيرهم. فيا معشر المؤمنين ان الله تعالى قد جزى لكم ما وعدكم به في غزوة احد. في بداية المعركة نصركم الله تعالى على عدوكم. اذ كنتم تقتلونهم قتلا ذريعا باذن الله حتى اذا جبنتم وضعفتم ووقع الخلاف بينكم ايها الرماة بين البقاء على مواقعكم على الجبل او تركها تحرك لجمع الغنائم فاختار اغلبكم عصيان امر النبي عليه الصلاة والسلام بعد ان كان النصر حليفكم وبعد ان اظهر الله لكم ما تحبونه من انهزام الكفار. فلما وقع منكم هذا العصيان حلت بكم الهزيمة ديما ولتوضيح ما جرى في غزوة احد اقول وضع النبي عليه الصلاة والسلام خمسين من الرماة فوق دبل للدفاع عن ظهور المسلمين. وقال لهم لا تبرحوا اماكنكم حتى ولو رأيتمونا تخطفتنا الطير فلما التقى الجمعان لم تطوي خيول المشركين على الثبات بسبب التي نالتهم من الرماة. فانهزم المشركون. فلما رأى الرماة ذلك قالوا الغنيمة الغنيمة الغنيمة الغنيمة ونزلوا لجمع الاسلاب وتركوا مواقعهم على الجبل. حاول رئيسهم عبدالله بن جبير رضي الله عنه منعهم وذكرهم بامر النبي عليه الصلاة والسلام بلزوم مواقعهم الا انهم ابوا. فثبتت معه جماعة لا تزيد عن العشرة. فجاءهم المشركون من خلف الجبل فقتلوا البقية من الرماة. ونزلوا على المسلمين بسيوفهم من خلف ظهورهم فقتلوا يومها سبعين من الصحابة رضوان الله عليهم. فانقلب نصر المسلمين الى هزيمة ولقد فسر القرآن الكريم سبب التنازع الذي حصل بين الرماة. منكم ايها المسلمون من يريد دنيا ومغانمها حتى حمله ذلك على ترك موقعه مخالفا امر قائده ورسوله عليه الصلاة والسلام. ومنكم من يريد بجهاده ثواب الاخرة. وهم الذين اطاعوا امر رسولهم عليه الصلاة والسلام وثبتوا في مواقعهم حتى استشهدوا فيها. ثم ردكم الله تعالى عن الكفار دون ان تنتصروا عليهم ليمتحن ايمانكم. في ظهر المؤمن الطائع من العاصي والمؤمن الصابر من الجزع. ثم ختم الله تعالى الاية الكريمة بما يمسح الامهم ويذهب الحسرة من قلوبهم باخبارهم بان الله قد صفح عنهم ما صدر منهم من عصيان لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله ذو من ونعمة على المؤمنين. حيث وهداهم للايمان وعفا عن سيئاتهم واثابهم على مصائبهم. اذ تصعدون ولا تلون على احد ورسول يدعوكم في اخرى فاثابكم غما بغم فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون في هذه الاية الكريمة تصوير بديع معجز. لحال الصحابة عندما اضطربت صفوفهم في غزوة احد وانهزموا عن القتال فصاروا يفرون في صعيد الوادي يولون الادبار مسرعين. وتصور اه ياطوا حالهم وقد اخذت منهم الدهشة مأخذها. بحيث اصبحوا لا يلتفتون الى الوراء من شدة الهرب ولا يقف واحد منهم للاخر. وتصور الاية حال النبي عليه الصلاة والسلام وقد ثبت كالطود الاشم بدون اضطراب او خوف او وجل. وحوله صفوة من اصحابه يدعوهم الى الثبات وعدم الفرار واخذ ينادي من خلفهم الي عباد الله انا رسول الله من يكر فله الجنة. فجزاكم الله بغموم واحزان كثيرة. بان منع عنكم النصر وحرمكم الغنيمة واصابكم القتل والجراح. وكل ذلك بسبب مخالفتكم امر نبيكم عليه الصلاة والسلام. الا ان الله تعالى عفا عنكم. وسبب العفو لان لا تحزنوا على ما رفعتكم من نصر وغنيمة ولا على ما اصابكم من جراح وهزيمة والله خبير بما تعملون. لا يخفى عليه حاولوا قلوبكم ولا اعمال جوارحكم. فاتقوه واطيعوه. لتنالوا الفوز السعادة. اللهم اجعلنا من اهل الفوز والسعادة في القرآن هو روضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وزمت بها لمراتي بالاحسان. زهراء وحنة نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن امين