فما يجريه الله على المسلم خير خير له عاجلا واجلا نعم وبالله تعالى التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال المصنف الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد نعم هذا في غزوة احد لما اصاب المسلمين ما اصابهم من ما يكرهون فانهم فانهم تبين نفاق المنافقين وقالوا لو كان لنا من الامر من شيء ما قتلنا ها هنا يعرضون برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خرج بهم للقاء العدو وبسبب تفريط من المسلمين سلط الله عليهم العدو وذلك بسبب منهم من المسلمين انفسهم وعدل من الله سبحانه وتأديب من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فهو عاقبته خير عاقبته خير للمسلمين نعم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور نعم وقوله تعالى الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا هذا من سوء الظن بالله سبحانه وتعالى والمسلم يحسن الظن بربه ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه رفعت الاقلام وجفت الصحف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب على المسلم اذا اصابه ما يكره ان ان يحتسبوا الاجر من الله ويرضى بما قسم الله له ويعرف السبب الذي من اجله اصابه ما يكره فيتجنبه فهذا من حكمة الله فيما يجريه على عباده المؤمنين من النكبات اما اهل النفاق فانهم بخلاف ذلك يسيئون الظن بالله عز وجل ويلقون باللوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من الكفر بالله نسأل الله العافية وعدم الاحتساب فالمؤمن يحتسب ما يصيبه من المكروه يحتسبه عند الله سبحانه وتعالى ان فيه حكمة الهية ارادها الله سبحانه وتعالى بهذا الذي اصيب وما ما اصابه من شيء الا بسبب بسبب من قبله بسبب ذنوبهم اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير وما اصابكم يوم يوم التقى الجمعان فباذن الله نعم وقال الشارح الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قول المصنف رحمه الله باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء هذه الاية ذكرها الله تعالى في سياق قوله تعالى في ذكر وقعة احد ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم يعني اهل الايمان والثبات والتوكل الصادق وهم الجازمون بان الله تعالى ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وينجز له مأمولة ولهذا قال وطائفة قد اهمتهم انفسهم. يعني لا يغشاهم النعاس من الجزع والقلق والخوف يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية كما قال تعالى لو ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا وهكذا هؤلاء اعتقدوا ان المشركين لما ظهروا تلك الساعة ظنوا انها الفيصلة وان الاسلام قد باد واهله وهذا شأن اهل الريب والشك اذا حصل امر من الامور الفظيعة تحصل لهم هذه الامور الشنيعة نعم فيختلف الموقف عند المصائب والشدائد المؤمنون تزيدهم المصائب والشدائد ايمانا بالله وثقة بالله ومحاسبة لانفسهم ويعلمون ان ما اصابهم مما يكرهون انما هو بسبب ذنوبهم وبسبب من قبلهم هم اه يرظون آآ بما قدر الله يستدركون امورهم وينظمون شؤونهم للمستقبل في هذه الوقعة التي جرى فيها ما جرى من النكبة على المسلمين يقول انهم اصابهم النعاس بهذه الموقعة اصابهم النعاس يقول فجعل سيفي يسقط وارفعه ويسقط يعني النعاس امنة ان ان نعاس امنة امن واثق بوعد الله سبحانه وتعالى وانه سيفرج هذه الشدة الفرج القريب العاجل وهذه الشدة انما هي ابتلاء وامتحان من الله جل وعلا ولهذا يقول جعل سيفي اه يسقط واخذه يعني اخذه النعاس امنة من الله سبحانه وتعالى فكأنه في قعر داره يأخذ السيف ويسقط منه بالنعاس وبالنوم امن واما اولئك فطار عنهم النوم والنعاس اهل النفاق وظنوا انها الفيصلة وانها النهاية فرق بين من يسقط السيف منه ويأخذه بسبب النعاس لانه امن وواثق بالله سبحانه وتعالى وبين من طار قلبه من الرعب والخوف ويقول لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا فيعرظون بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي اعطاه الله العمر والنهي فهم يعرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم وان هذا بسبب من الرسول ولا يعتقدون انه من الله جل وعلا نعم وهذا شأن اهل الريب والشك اذا حصل امر من الامور الفظيعة تحصل لهم هذه الامور الشنيعة عن ابن جريج قال قيل لعبدالله ابن ابي قتل بنو الخزرج اليوم قال وهل لنا من الامر من شيء نعم هذا رأس النفاق ابن ابي هو رأس المنافقين قال له الاشرار قتل الاوس والخزرج في هذا اليوم فكان جوابه هذا القول الشنيع ليس لنا من الامر شيء لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا رد الله عليه بقوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وليبتلي الله ما في نفوسكم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور فالمؤمنون ما زادهم هذا الموقف الا ايمانا بالله وثقة بالله وان ما اصابهم انما هو بسبب من قبل انفسهم سببه من قبل انفسهم قلتم ان هذا قل هو من عندي انفسكم ان الله على كل شيء قدير وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. نعم قال المصنف رحمه الله قال ابن القيم رحمه الله في الاية الاولى فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله. وان امره سيظمحل وفسر بان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله وان يظهره الله على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح. نعم هذا هو ظن السوء والعياذ بالله يفسرون الاحداث بانها بسبب من قبلهم هم ولا ينسبونها الى الله وان الله اجراها حكمة منه ورحمة بعباده ليمحصهم ويطهرهم وليذكرهم بالطريق الصحيح فيرجعون اليه ويسيرون عليه يعتبرون ما جرى موعظة من الله سبحانه وتعالى. نعم وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن انه يدين الباطل على الحق ادانة مستقرة يظمحل معها الحق او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد بل زعم ان ذلك لمشيئة مجردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار نعم هذا هو الصواب والحق فيما يجريه الله من الاحداث التي قد يكون فيها شدة على المسلمين ويكون فيها تخليص وتمحيص لهم وتنبيه وفيها تنبيه لهم باخذ الحيطة والحذر الرجوع الى الله جل وعلا فهذا هذه حكم عظيمة فيه من قال في هذا اليوم لن نغلب الان من قلة اعجبوا بقوتهم اعجبوا بقوتهم وانهم لن يغلبوا فالله جل وعلا اخلف ظنونهم ليمحص عباده ويخلصهم ولينبههم لمستقبلهم فيأخذ بالاحتياط يأخذ بالحيطة ويستدرك الخطأ الذي حصل بطلب الصواب في الامر وكم لله من حكمة لما يجريه على عباده واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسماءه وصفاته نعم هذا ظن السوء وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا نسأل الله العافية تأمل مؤمن فان اصابه خير فانه يحمد الله ويشكره وان اصابه غير ذلك فانه يعلم انه ما اصابه الا بسبب من قبله فيتوب الى الله عز وجل ويستخر فهو في خير في كلا الحالتين نعم واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب الى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا اخالك لا اخوالك ناجيا هذا من كلام ابن القيم رحمه الله مثل هذه الامور التي يجريها الله على المسلمين اما بسبب من قبلهم واما بانها تأديب من الله لهم اه وتمحيص لهم وتخليص لهم