اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فلا زالت الايام عطشى ايها الاخوة. الى بعض الوصايا المعصومة التي تبين للمرء في غفشة الليل والظلام الدامس الذي اذا اخرج المرء يده فيه لم قد يراها النور الذي من لم يجعله الله عز وجل لعباده فما لهم من نور. وصايا معصومة لا يستطيع المرء التصرف في الايام الطوال المتقابلات في السير الى الله عز وجل تحت مظلة تلك الفتن المتلاحقة من سوء الفقر الا ان ينزح الى هؤلاء الاسلاف لينظر كيف فهموا. ثم يعرج قبل ذلك على النصوص ويعرج قبل ذلك على نصوص لينظر كيف قال الله عز وجل لك واوصاك؟ وكيف قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهيأك وارشدك ثم ينظر المرء الى مثال عملي من اسلافه منهج معصوم لا يجعلك في شق ويجعل رسول الله في شق. وانما تتسق في السير خلف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان اتبعت هذا المنهج وبحذافيره وبقدر دقة المرء في الاتباع بقدر ثباته على الطريق وسيره في الطريق المستقيم المحجة. وعلى قدر تركه لهذه الجادة بقدر وقه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين. وهنا يسقط في بنيات الطريق فتندق في الفتن عنقه. نسأل الله عز وجل ان يسبق بنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. هي تلك القولة التي لطالما لوكتها ولا ينقضي العجب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال قولا ادهشك ان كنت ممن يعمق على الفكر والنظر ويعمق في الواقع ايضا فقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي اخرجه الامام احمد في مسنده. والبخاري في صحيحه. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يأتي زمان يغربل فيه الناس غربلة وتبقى حثالة قد مرجت عبودهم وخفت اماناتهم واختلفوا حتى صاروا هكذا وشبك بين اصابعه صلى صلى الله عليه واله وسلم. قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال خذوا ما تعرفون. ودعوا ما تنكرون. وعليكم بامر ودعوا عنكم امر العوام. خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون. قانون شرعي والذي نفسي بيده عليه الخناصر ولا تلين قناته. ويسبق العبد الى الله عز وجل ان اتبعه واعمق الفكر فيه. خذوا ما تعرفون دعوا ما تنكرون ويا لطالما ايها الاخوة ذكرت لك هذا المقطع وقلت ان الذي نعرفه هو كتاب الله عز وجل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذان هما اللذان نعرفهما. نوران لا نور واحد في هذا الظلام الذي حدثتك انفا نوران فلا يستطيع احد ان يتحجج بعد ذلك بانه يسير في ظلمة فيخطئ. ومع في زال في يمينه نوران عناهما شوقي. يوم قال شعوبك في شرق البلاد وغربها كاصحاب كهف في عميق سبات بايمانهم نوران زكر وسنة فما بالهم في حالك الظلمات. نوران يحتاجان الى فهم بعد ان تعجمت اللغة الناس وكذلك تعجم العلم وصعب ولم يعد هناك من الفرسان الذين يمتطون صهوته ويغوصون على دقائقه انهم مع ذلك لم يعد المرء يفقه ما يقصد الله. عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم الا اذا اتبع هؤلاء الذين زكاهم الله ورسوله. ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. ويتبع غير سبيل المؤمنين ما تولى هؤلاء هم المؤمنون. هذا الصدر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. منهج معصوم وان كانت كلماته رشيقة خفيفة. يستطيع المرء ان يتحدس بها على طرف لسانه لا تدري قدرها الا حينما يسقط المرء في بنيات الطريق في علم انه كان على باب عصمة معلومة على باب عصمة معلومة في فكره لم يتشربها قلبه. ومن ثم سقط حينما لاحت الفتن. اللهم اسبق بنا الفتن ان ما ظهر منها وما بطن. ان هؤلاء هم الجيل. وقد دبجت لاجل ذلك سلسلة وسنتها وكزلك زكرت صفتها باسمي رجال في الظل. وقلت انما عنيت برجال في الظل هؤلاء الذين لا يعرفهم كثير من الناس. فان اكابر الصحابة الممتدة واعمارهم والمتكاثرة فضائلهم لا يستطيع المرء ان فرج عليهم ان يعرج على سيرتهم ولا على بعضها في مثل هذه هذا الوقت وعلى تلكم الاعواد. وانما يحتاجون الى مستعدة والى ايام متطاولة حينما يحدث المرء عن حياة انما هي ترجمة للاسلام. ولكنني اخترت هؤلاء الذين لا تعرف اسماؤهم وان عرفت لدى البعض فانها مع ذلك لا تعرف اعيانهم ولا سيرتهم على انك ان رجعت الى كتب التاريخ والسير ما رأيت سيرتهم الا في صفحات معدودة. قد لا يتجاوز بعضهم صفحتين او ثلاثة. ومع ذلك ترى ترجمة الطريق وفهم الاسلام احرى اكثر ما ترى واوضح ما ترى واحرى ما ترى على الطريق. لتعلم ان هذه الامة لا تغيب الا عن اراد لا اقول جهالة. وعن بعد لا اقول قرب مصطنع. انهم يغيبون انفسهم. بحيث صرنا اضحوكة الدنيا والعالمين فحينما يسير فحينما يثار الناس سورة عالمة من اجل تافه. ومع ذلك يخرجون حتى ايضا ممخرقا وتافه. وهي امة تتخبط حينما انفكت وانفصلت عن هذا النهج القديم ايها الاخوة فتأملوا جيدا سير بعضهم رجال في الظل. تراجم كما قلت غير معلومة. ومع ذلك اذا عرجت عليها وجدت ترجمة الاسلام فيها ليكون ذلك لك كاشارة فكيف بالذين يعرفون ويعلمون وتطاولت مدة اعمارهم حتى ابدأ في الاسلام حتى ابدأ في الاسلام بداءة حسنة. وفعلوا فيه الافاعيل كيف اذا عرجت على سيرهم لتعلم ان هؤلاء هم المستمسك وهم الفهم وانهم معصومون في مجموعهم ولا يستطيع المرء ان ينفك عن هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ولا من حدث سيرتهم ولا من استمع اليها نسأل الله عز وجل ان ينحي عنا الشقاوة انه مد الوداد. مد المحبة مع جيل كريم عزيز على النفس اذا عرفته. مد الوداد بترجمة الربيع ابن زياد. الحارثي رضي الله عنه اسم غير معلوم ولا اخوه. لكن تأمل. بدأت سيرة الربيع عند اهل السير حينما مات ابو بكر الصديق رضي الله عنه فلما مات ابو بكر رضي الله عنه حزن الناس عليه حزنا شديدا كان لهم معه ولاء. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم من ولي امر امتي فرفق بهم فارفق به. ومن شدد عليهم فاشدد عليه او قال كلمة نحوها ان الناس يعلمون ان ابا بكر اسهر ليله لاجل مصالحهم. وحرم نفسه لاجل ان يعطيهم ابو بكر هو ابو بكر. رضي الله عنه سماء لا تطاول. رضي الله عنه ولا يقارب. مات ابو بكر وعهد من بعده لعمر. فكان عمر رضي الله عنه الناس تتحسس وتنظر وتترقب. فان عمر وهو عمر رضي الله عنه. قال قائلهم يوما كيف يولي علينا ابو بكر عمر وكان شديدا علينا قبل الولاية. فكيف به بعد الولاية؟ وما درى ان الله عز وجل انما اذا وهب الانسان رتبته لطف به فيها فاعطاه من اللطف قدرا حتى كان عمر اكثر الناس بكاء. رضي الله عنه. فلما ولد يا عمر لها الناس مع ذلك عن مصيبتهم او تسكتوا وانطلقوا الى عمر رضي الله عنه ليهنئوه ويوفقوا عليه عليه بيعته. وان كانت بيعته قد استوثقت اذ بايعه اهل الحل والعقد. اذ بايع اذ نص عليه من سبقه وبايعه اهل الحل والعقد في العاصمة. وهذا كاف عند اهل العلم. لكنهم كانوا يفدون عليه لمصالح من ابرز فيها ان يعظوك وكان الامراء يقربون من وعظهم. حتى امن الناس في وعظهم وحتى كان الامراء من قلوبهم وينظرون الى الاخلاص اللائح على وجوههم واللافح من قلوبهم. يقول ابن كثير في تاريخه والذهبي في سيره كان القطب الحنفي. اذا جلس في مجلسه يعظ وفيه السلطان القسيم. ابن القسيم نور الدين فكان يقول له اتق الله يا محمود. الا فاتق الله يا محمود. لا يقول له بالسلطنة ولا بلقب ولا كنية. والسلطان خاضع له وخاشع. فلما مات القطب الحنفي وجاء من بعده. قال له اتق الله يا محمود فارسل خادمه يقول قل له لا يناديني بغير السلطنة. فقيل كنت تسكت على من قبله؟ فقال كنت اشعر بالاخلاص في قلبه فكان ان قال يا محمود قف شعر جسمي. فخضعت لقوله. كان هذا قانونا ايها الاخوة. فدخل الناس لموعظة امير المؤمنين. فلما دخلت الوفود عليه انصت عمر وعمر هو عمر. بيت الحكمة والقصيد الناس فراسة وهو محدث رضي الله عنه ان نظر اليك علم ما وراءك. بفضل الله عليه عز وجل فلما تكلم الناس لم يرى على عمر اي تأثر. وكانه رضي الله عنهما اقام لكلامهم كثير وزن. وان انما يتكلم اكابر القوم وهو يستمع اليهم واحدا تلو الاخر حتى ويتفحص في وجوههم وكأنه من وجوههم يكشف عن ما نقب في قلوبهم فلا يكاد يرى ما يرد بصره حتى وقعت عينه على رجل عليه حسنة وبزة حسنة وشارة حسنة وقف الى جنب الناس لا يتكلم سمة الاخلاص. وان كان الاخرون اخلاص لكنهم يسكتون ولا يريدون ان ولا يتحدثون وينزوون ويختفون فيقدم احدهم صاحبه ثم اذا اعوز فتكلم فكأنه ممن يوحى اليه. يقول الحسن البصري رحمه الله في سمة من سمات الاخلاص يخص بها عامة المسلمين. يخص بها عامة المسلمين وطلبة العلم اخص كان الرجل يجلس الى اصحابه فيتداولون الفقه وهو ساكت. حتى اذا ما اظن فيه اصحابه ان به عي في في لسانك يعني لا يستطيع ان يتكلم فاذا نطق الرجل كأنه مؤيد وليس بلسانه عي وهو الفقيه المسلم ما كانوا يتكلمون لكن القلوب تحدث القلوب والارواح تسري الى الارواح على حد قول القائل حديث الروح للارواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء. فما ان وقع بصر عمر رضي الله عنه على الزاوية التي وقف فيها رجل ووجده شكلا طوالا كما قلت الاخلاص في قلبه فاض. حتى لفح عمر فقال له اقبل وتكلم فاقبل الرجل اليه وقال بعد ان حمد الله واثنى على الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا يا امير المؤمنين اعلم ان الله اذ ولاك على امتي محمد صلى الله عليه وسلم فانما ابتلاك ببلاء. واعلم انك مسؤول يا امير المؤمنين فوالله لو عثرت دابة على شاطئ الفرات لسألك الله عز وجل عليها يوم القيامة يا عمر فاتب عمر رضي الله عنه يبكي وليس الذي يزوي من العين ماؤها. ولكنها روح تسيل فتقطر فلما سكت البكاء عن عمر بعد ان اجهش وتحرك رضي الله عنه وكما قلت عمره وعمر. فنظر اليه عمر وقال فوالله ما وعظني احد موعظة منذ استخلفت. افضل من موعظتك انت فمن انت؟ قال انا الربيع ابن زياد فاندهش عمر رضي الله عنه وقال اخو مهاجر بن زياد ذرية بعضها من بعض فقال نعم انا اخو قوم هاجر ابن زياد فلما خف المجلس وانصرف الناس لم ينس عمر. الرجل الذي يعرف الرجال ويقدر الرجال وليس برجل ممن لم يقدر الرجال فانطلق عمر وانزوى بابي موسى الى جانب حجرته وقال يا ابا موسى انظر الى خبر الربيع بن زياد فان كان الربيع صادقا فبه خير كثير وانه سيكون ممن يعيننا على هذا الامر فنظر ابو موسى ولم ينسى امر عمر رضي الله عنه. وكانت الاقدار مواتية وكانت مع ذلك في ركبهم كان في ايام قلائل خرج المسلمون يجاهدون في سبيل الله عز وجل. ما مكثوا في بيوتهم قط الا اقضوا مضاجع اعدائهم لا اقول يأتي من هو على رأس اعدائهم فتذهب النساء ليقبلن وانما تعرف الامة واعدائها ومن تصاوم. فلما خرج ابو موسى قاصدا الاهواز وما ادراك ما الاهواز. فانه حرب الاكاسرة القوم الذين لهم عند العرب الصولة من قديم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني شيبان وهم شوكة العرش ووجهاؤه ووجهاؤهم وقومهم فقال من يؤويني ابلغ كلام ربي فان قريشا منعتني ان ابلغك كلام ربي. فانبرى له بعضهم بعض امرائهم وقال اما ما قلت فانه كلام حسن نتابعك عليه. لكن نقاتل معك من يليك ولا نقاتل من يلينا. فيقصدون بالزي يليه العرب قاطبة. لكن الزي يليهم من هل فيهم هم الفرس؟ قالوا نقاتل معك العرب كلها ولو رمتنا عن قوس واحدة. اما الفرس فلا. فقال رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم انه لا يحيط بهذا الدين. لا يأخذ هذا الدين الا من حاطه من جميع جوانبه. تقاتلون معي الابيض والاسود والتأمل. الفرس هم الفرس. قصد ابو موسى الفرس. والعرب هم العرب لكنهم ما تغيروا الا كما قال خالد رضي الله عنه لامير الروم وعبادة بن الصامت رضي الله عنه لامير مصر المقوقس وغيره من يصدرون عن قول واحد اذا سئلوا كيف تغيرت العرب حتى صاولتنا ونحن الدول ونحن الدول العظمى فيقولون نحن كما قلت ابأس ناس الا ان الله بعث فينا رسولا فامرنا بعبادة لله وحده. هذا هو الذي غير كونه العرب. كانوا اذلاء ايها الاخوة فما ان اعتنقوا التوحيد حتى صار والقياصرة والنجاشي على كراسيهم. يعلمون قدرهم ويخافون منهم. ويعلمون دبيبهم وثقلهم رضي الله عنهم معادلة يسيرة جدا فقط تحتاج الى هضم الى هضم ابتدائي ممن سلك على الطريق في سلك ويبلغ. فلما قال زلك لا بموسى رضي الله عنه قصد الاهواز فانطلق واعد جنده تلتقيهم واحدا واحدا. وابو موسى ايضا هو الدربة في انتقاء الرجال. حتى انتقى الربيع. حتى انتقى الربيع ابن زياد وانتقى اخاه المهاجر ابن زياد ايضا. وصفهما معه في الجند وانطلق ابو موسى رضي الله عنه فلما اقترب من الاهواز من بعض مدنها وجد الناس قد جمعوا له جموعا. وقد خرجوا وقد كانوا قبل ذلك ذاقوا المر على يد المثنى ابن حارثة الشيباني في طول العراق وعرضها. وعلى يد خالد بن الوليد في طول العراق وعرضها مع زلك هجموا على يدي سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه في القادسية. وتبعتها مع ذلك ونهاوند فلم يعد للقوم قائما فخرجوا خروج اليائس الذي لا يطمع في دنيا قط. فوقفوا امامهم كان الرجل كالجبل لا يتزحزح. فصادمهم موسى رضي الله عنه يكر عليهم ويفر. والقوم ثابتون يسقط من المسلمين شهداء ويسقط منهم. ويسقط منهم في الدرك في اسفل من النار قوم حتى صارت الحرب ما الت الى شيء وقد كثر القتلى. فنظر ابو موسى رضي الله عنه وهو القائد عسكري المحنك فعلم ان القوم قد انكشفت خاصرتهم في مدينة يقال لها السوس. فلو انني نظرت الى هذه المدينة وعمدت اليها فطعنتهم بخنجر في خاصرتهم هناك الهيتهم في الاهواز. فانطلق ابوهم فاراد ابو موسى رضي الله عنه ان ننطلق لكنه في هذه اللحظات اراد ان يتخير اميرا. وكان المسلمون كما قلت يتساقطون واحدا تلو الاخر من قادة وغيرهم حتى نظر المهاجر بن زياد اخو الربيع رضي الله عنهما. فلما رأى المسلمون يقتلون لبس كفنه وتحنط. ثم دعا الله عز وجل وقال اللهم اني قد شريت اليوم نفسي منك. يعني قد بعت نفسي منك وهي لفظة تحتمل المعنيين والمتضادين. وانطلق الى اخيه الربيع فاوصاه واعلمه انه قد ازمع امره قد اجمع امره على ان يزهب اليهم ويعود بل اجمع امره على ان يموت ايها الاخوة. وان امة تظن فيها ولو ملكت كل كل ممتلكات الرفعة ولو ملكت كل ممتلكات الحضارة والرفعة. ثم تضن نفسها جبنا وهلعا فانه لا ينفعها شيء. ولو عدمت كل شيء من مواهب الحضارة والرفعة. ثم علمت ان فالموت اوسع الجانبين فقد حازت كل شيء. وقد قالها ابو بكر رضي الله عنه قديما احرص على الموت توهب لك الحياة فالجود بالمال جود فيه مكرمة والجود بالنفس اقصى غاية الجود. فانطلق الربيع رضي الله عنه في كلام الرسول جعل عمر رضي الله عنه يقول عنه بعد ذلك مقالته الشهيرة. من قال لاصحابه يوما من تعلمون من الامراء من كان على قومه لا يعلم انه امير ومن لم يكن على قومه اميرا ظن الناس انه امير. قالوا لا نعلم بهذه الصفة الا الربيعة زياد فانطلق الربيع الى جنب ابي موسى بهدوء ولا كأن اخاه سيقتل الان. وقال يا ابا موسى ان الربيع ان المهاجر قد رأى الناس يسقطون ويموتون. فلبس كفنه وتحنط واستقبل الموت وشرى نفسه من الله. وان المسلمين اليوم صوموا وانهم لا يريدون الافطار يريد احدهم ان يلقى ربه عز وجل اضافة الى الشهادة في سبيله ان يكون صائما قل رأيك يا ابا موسى وسكت. فلم يفتأت عليه ولم يتجاوز حد الامير. فانطلق ابو موسى رضي الله عنه وقال عزمت على من من الجند ان يفطر. ومن ابى ان يفطر فلا يقاتل. يعني فليرجع عما. قال فخرج المهاجر ورفع ابو موسى وشرب منه فرفع المهاجر كوبا وشرب منه. وقال والله ما اريد الشراب ولا اجد عطشا اليه. وانما اردت ان من ابر عزمة عزمها علي اميري. انظر الى تلك الاخلاق التي بلغت بهم. ايها القريب لتعلم حدود الاسلام الى الى الله عز وجل. فشرب المهاجر ثم انطلق بعد شربته هذه وكأنه ماء الحياة لا اقول اخر شرط فانطلق رضي الله عنه اجرأ قلبا واحد سيفا واجرأ بنانا استقبلهم بصدره يقاتلهم حتى اذهلهم. لا يحمل وعلى فئة منهم الا هدها واسقطها. علماء وحنفاء وعباد وزهاد. اما كنا في جوف الليل رهبانا مصلينا وفرسانا اذا ما قد دعا للموت داعين. فانطلق يقاتل رضي الله عنه حتى اجتمع الناس به ولاثوا علموا قهره وقوته ولا يقتله رجل لرجل. لان الرجل بالف رجل بل بجيش برمته. فاعتوروه بسيوفهم وبادلو وعليه حتى قتلوه رضي الله عنه. وعلموا هزيمتهم المحققة فارادوا ان يشفوا غليلهم. بان دفعوا رجولتهم وفروشيتهم فعمدوا الى رأسه فقطعوها. ثم علقوها مع ذلك على نافذة تشرف على ارض المعركة. والربيع ينظر في المعركة على اخيه الذي دخل على الخط الاحمر وفي حومة الوغى فلما لم يره اخذ ينظر يمنة ويسرة فلاحت النظرة منه فوجد رأس اخيه مع ذلك وجد رأسه معلقا على نافذة من تلك النوافذ مقتولا مذبوحا رضي الله عنه فنظر اليه الربيع وبشره بالجنة. وقال والله لانتقمن منهم. واخذ بثأرك يا وبثأر قتلى المسلمين كذلك. من اراد اغتنام شيء وانتهابه لم لم يأخذه لم يأخذه سؤالا كل غاد لحاجة يتمنى ان يكون الغضنفر الرقبالا. ولست بقرن حين يقتل قرنه ولكنه الاسلام للكفر هازم. فانطلق الرجل بهذا حتى قاتل يمنة ويسرة. فنظر ابو موسى فعلم ان الرجل قائدا لا محالة ولا يصلح في الجمع ان يكون الامير الا هذا الرجل. فقال يا زيايا ربيع اني ذاهب الى السوس اقاتل اقاتل هناك واني قد امرتك على القوم فرجع الربيع كاسد في براسنه رضي الله عنه. وصف الناس وجعلهم على هيئة لا يغلبون ولا يهزمون. اقول يقاتل بالدين. لا ينظر الى قوته وانما نصره معقود فلما صف الناس صفا رضيعا حمل بهم حملة واحدة. فما هي الا تلك الحملة حتى كشف الجند وهزمه ورجع الى المدينة منصورا رضي الله عنه فجد في عيون الناس وصار قائدا رضي الله عنه. صار قائدا اذا ما وجدوا موضعا شديدا بأسه عظيم الحرض يقولون ليس له الا الربيع ابن زياد رضي الله عنه فجاء فتح فما كان الا الربيع فارسل الربيع رضي الله عنه الى سجستان فبين فيها عظمة القائد وشدة الصبر وعلو الهمة بما يعلمك ان الطريق لا يقطع الا بهذه. الثلاث لكن هذا هو الذي ازيل وعليه في الخطبة الثانية. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بدر واذا نهي انتهى وعقل مثواه فهدى لنفسه واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. الحمد لله الذي لم يزل عليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله له ربه الى الناس بشيرا ونذيرا. وعلى ال محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. لما لاح فتح كرجستان على بعد مفازتها وشدة طريقه وحزونته وشدة طريقها وحزونته ما كان الا الربيع رضي الله عنه فارسل الربيع على رأس جند حتى بلغ الى مدينة زرنج. وهي عاصمة سيجستان قتل رضي الله عنه قتالا مريرا سار على قدمه صار يمشي مشيا كما يقول بعضهم ما تستطيعه وحوش البراري تطيقه فسار على قدمه رضي الله عنه. فالطريق الى الله لا يقطع الا بهمة يعلوها نصب وتعب. وكم فقد الناس في الطريق الى الله عز وجل حتى طلبة العلم الذين يمكثون على التصنيف. كان تصنيفهم كجهاد في سبيل الله كأنهم كانوا يقاتلون فترى الرجل خرج من كتاب وقد فقد بعض اعضائه. مما يثير عجبك ويهيج اعجابك. فلما كتب جامعة المسانيد الامام ابن كثير رحمه الله يقول مع ذلك مترجموه عنه يقول وهو يكتب هذا الكتاب ويجمعه لا زال المصباح ينونص. يزهب ضوئه تارة ويرجع اخرى وانا مع ذلك اتصبر عليه. لادون الكتاب حتى ذهب هذا المصباح ببصري واني لارجو ان يقيض الله عز وجل لهذا الكتاب من يكمله. من يكمله فاكمله بعد ذلك من زهب المصباح ببصره ايها الاخوة. همة تتسامى وعزم نبوي يزعزع الاجبان. ان المعالي حدثتني وهي صادقة ان العلا حكر على من لم ينم. فانطلق الربيع رضي الله عنه ومشى خمسا وسبعين في نفر سخن حتى كاد القوم معه يشلون وتذهب اطرافهم. وكنا نتحدث في اللقاء الفائت عن غزات في ذات الرقاع وقلنا نقبت اقدام الصحابة وقل ابو موسى نفسه. هذا الرجل الذي قاد الجند والربيع من بعض حسناته يقول نقبت اقدامنا وسقطت اظافرنا فلفلفوا على اقدامهم خرقا واكملوا الطريق. واكملوا الطريق فانطلق الربيع رضي الله عنه ليقاتل هؤلاء. فلما بلغ اليهم ما سمح لهم حتى ان يلتقط انفاسه. فلم يزل يقاتلهم حتى سقط معه حتى سقط في اسراه قهقان كبير منهم. وسقط مع ذلك خادم له. فجاء بالخادم كاسير بين يديه فوجده يحمل ثلاثمائة الف. وهو مال كثير جدا بالنسبة لهؤلاء الذين كانت عندهم ضيق اليد لازمة فنظر اليه الربيع وقال لمن تحمل هذا المال؟ قال لسيدي الدقان. قال ومما جمعه؟ قال من تلك القرية. قال وقرية واحدة عندكم تجمع كل هذا المال. فقال انما جمعه من مناجلنا ومن عرقنا. شتان بين الناس في شتان بين عصا وحسام. حينما ترى الدهقان يأخذ منهم باسم الدين عرقهم وببذل مناجلهم سترى الصفة العلية للربيع حين اختم حياته على مسامعكم. لترى الفرق بين الثرى والثريا ومع ذلك هي تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما علم الربيع ذلك قيل له ان في الاسر فعلم ما خلف من المال ونحن احق به منهم نعم المال الصالح للرجل الصالح ولما ملكوه حاربونا وقاتلونا ظلمونا واخذوا كل مقومات الانسانية منا. فتأمل يقينا دخل الدهقان حسيرا كسيرا ذليلا اسيرا مقيدا بين يدي الربيع حافيا مقطعا مهلهلا والربيع على كرسيه. ازله ذلا يحبه الله ورسوله. فلما بين يديه قال ايها الامير وددت ان افتدي. فقال له الربيع وبم تفتدي؟ قال شرطك. اشرط ما شئت قال سأركز حربتي بين يديك ثم تصب عليها من الذهب والفضة. حتى تغموا حتى يغمر الذهب والفضة حربته فانظر الى قوم بارتفاع حربة كاملة. قال الرجل وهو لص صرخ ناسه ورعيته. من خلفه؟ قال له نعم. فالمال كثير فذهب الرجل واخذ يصب ذلك بين يدي الربيع رضي الله عنه حتى وفى له بشرطه. ثم انطلق الربيع وما مكث وما قعد هدأ بجوار هذا المال وانما كما قلت ليس بقرن يقارع قرنة وانما اسلام وكفر اسلام يهزم الكفر. انطلق رضي الله عنه حتى قاتل ايضا وملك سجستان برمتها. وسقط اميره ومرزبان القوم بين يديه لما دخل على الردي فلما ارسل الى الربيع ومعه بعض القوة وعلم شدة قوة الربيع. قال ان من الحنكة العسكرية ان اراسله واقول له ننزل على شرطك وصلحك بدلا من ان يقبل علينا فيقاتلنا فيهزمنا كما فعل في من قبلنا فلما ارسل اليه يريد الصلح قال الربيع نعم. اقبل الي فاقبل الرجل الى الربيع وكان الربيع رضي الله عنه اسودا حالك السواد. واياك اسودا فالمسك لونه. وكان مع زلك ضخما طوالا شكلا جسيما. حتى ومعه مع ذلك هيبة الدين. فلما دخل الرجل على الربيع ورآه اخذ يرتجف ولا يتمالك ان يتكلم. واراد ان يمشي الى اي خطوات فلم يستطع ان يدخل عليه حتى قال اهل السير ما استطاع ان يسلم عليه بيده. وتلعسم لسانه ولم حتى قال من بعيد ما تريد من شرطك. فقال له الربيع ان تدفع كذا وكذا فقال له الرجل نعم وبذل للربيع رضي الله عنه وبذل له مع ذلك قريته. فدخل الربيع فاتحا رضي الله عنه في مشهد مهيب لا زال التاريخ يحكي عنه اسر ما يزيد عن المائتي اسير. ودخل وكل منهم يحمل كأسا فوق رأسه مليء بالذهب والفضة. في مشهد كسر الكافرين وفرح به المؤمنون نسأل الله عز وجل ان يعيد لنا مجدنا اوفر مكان. ولم يزل الربيع قائدا ايها الاخوة والناس يستعملونه يمنة ويسرة. حتى مات عمر رضي الله عنه وكان عثمان. ومات عثمان رضي الله عنه وكان علي ومات علي رضي الله عنه وكان بعد ذلك معاوية بعد الحسن رضي الله عن الجميع. فلما ما كان معاوية رضي الله عنه غنم الربيع غنيمة كبيرة. فارسل اليه معاوية رضي الله عنه ليقول له اني اريدك ان احجز عني الابيض والاصفر حتى ترسل بهما الي وقسم ما بقي في المجاهدين. وكأن معاوية رضي الله عنه كان يريد المال من الذهب والفضة لضرورة العوز. فاستجاز لنفسه ان يأخذه وان تقسم الغنيمة من دونه على المؤمنين. لكن انه يحدث الربيع ابن زياد رجل رأى ما رأى ولا يستطيع ان يحيد عما رأى. كان القوم لا يتلونون ولا يغيرون دخل رافع ابن خديج رضي الله عنه دخل ابومسعود الانصاري رضي الله عنه على حذيفة وهو يجود بنفسه فقال له اوصني فقال اليس قد علمت؟ علمت الحق؟ قال بلى. قال فاياك والتلون. فان دين الله واحد. القوم عاشوا بوجه وماتوا بهذا الوجه ايضا لم يغيروا ولم يبدلوا. فلما بلغ القول الى الربيع نظر الى رسول معاوية وقال له وبوجه جريء وبجنان قوي يقول له لكني سمعت الله يقول غير هذا ولست مؤتمرا بما قال امير المؤمنين وانما انا ائتمروا بقول الله عز وجل ثم نظر الى الجند وقال دونكم الغنيمة. فنزل الناس ونهلوا من الغنيمة وارسل اليه بالخمس من اشكال الغنيمة برمتها لكنه استشعر مع زلك الفتنة. وهي صفة اخيرة ايها الاخوة على الطريق تميز اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانوا يعلمون من اين اوتوا ان اخطأ الرجل منهم خطأ واحدا لا يخطئه مرة اخرى علموا كيفية السير الى الله فاقاموا قانونا. فكانوا يستشعرون الفتنة ويعلمونها ويعرفونها. وهم اجبن اسعنها مع ما تراه من جرأتهم عند صدام الخيل. فلما رأى معاوية يرسل اليه بهذا الطلب. وان كان معاوية رضي الله الله عنه لما بلغه الجواب سكت رضي الله عنه. لانهما صنوان او غير صنوان فكلهم يسقى بماء واحد. نهج واحد ومدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنه مع ذلك خاف من الفتن رضي الله عنه. فما راعى الناس الا انه خرج اليهم في في يوم الجمعة وهي اخر جمعة لم يقدر عليه بعدها. ولمح الناس في وجهه كلاما يريد ان يقوله. فلما صعد على المنبر رضي الله عنه كأني بصوته يخرج من خلف من قعر بئر عميقة عتيقة. وكأنه مع ذلك يعاني مما في داخله من الخوف فنادى على الناس وقال ايها الناس اني اميركم واني داع بدعوة فامنوا فوالله لقد مللت الحياة لقد مللت الحياة ان كان في الحياة فتنة فينبغي ان تملها ولا تلقى الله عز وجل مفتونا. فقال اني قد مللت الحياة ايها الناس اني داع فامنوا اللهم ان كان قد بقي لي عندك من الخير فلا تأتي علي الجمعة القادمة فما غربت الشمس حتى كان غروبها حتى غربت معها رح الربيع ابن زياد رضي الله عنه. فمات من يومه رضي الله عنه مخلفا خلفه تلك السيرة المقتضبة في مبناها والمكتظة في معناها ايها الاخوة. اسم لا تعرفونه او لا يعرفه الكثير منا. وسيرة لا يعرفها الكثير ممن يعرف اسمه. ومع ذلك هو لا يعرف من الصحابة بشهرته كما قلت لكم فكيف بالاكابر والاشاوس وصدور المحافل وقادة الجحافل؟ الا فانهلوا من معينهم. واقرأوا عنهم وتمسكوا بغرزهم واجعلوا ايديكم في حرزهم فانها ايام متقابلات طوال كزيزة بالفتن ايها الاخوة كما قلت لك في مصدر في صدري مبحثي من لم من لم يسر فيها على الجادة يسقط في بنياتها فتندق نسأل الله عز وجل ان يسبق بنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اسبق بنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم ان اردت بقومنا فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين ولا مبدلين ولا مغيرين ولا متلونين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم الطف بالمستضعفين من المؤمنين. اللهم ثبت اقدامهم. اللهم انصرهم على من بغى عليهم. اللهم سدد رميتهم. اللهم امنحهم اكتاف اعدائهم حتى يعطوهم الجزية عيد وهم صاغون وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين وخمسة