المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله نظرة مجملة في فتوحات الاسلام المتسعة الخارقة للعوائد ثم لبقائه محترما مع تكالب الاعداء ومقاوماتهم العنيفة ومواقفهم المعروفة معه وذلك ان من نظر الى منبع هذا الدين وكيف الف جزيرة العرب على افتراق قلوبها وكثرة ضغائنها وتعاديها وكيف الفهم وجمع قاصيهم لدانيهم وازال تلك العداوات واحل الاخوة الايمانية محلها ثم اندفعوا في اقطار الارض يفتحونها قطرا قطرا وفي مقدمة هذه الاخطار امة فارس والروم اقوى الامم واعظمها ملكا واشدها قوة واكثرها عددا وعددا ففتحوهما وما وراءهما بفضل دينهم وقوة ايمانهم ونصر الله ومعونته لهم حتى وصل الاسلام مشارق الارض ومغاربها فصار هذا يعد من ايات الله وبراهين دينه ومعجزات نبيه وبهذا دخل الخلق فيه افواجا ببصيرة وطمأنينة لا بقهر ولا ازعاج فمن نظر نظرة اجمالية الى هذا الامر عرف ان هذا هو الحق الذي لا يقوم له الباطل مهما عظمت قوته وتعاظمت سطوته وهذا يعرف ببداهة العقول ولا يرتاب فيه منصف. وهو من الضروريات بخلاف ما يقوله طائفة من كتاب هذا العصر الذين دفعهم الرضوخ الفكري الى مشايعة اعداء الاسلام تزعموا ان انتشار الاسلام وفتوحه الخارقة للعادة مبني على امور مادية محضة حللوها بمزاعمهم الخاطئة ويرجع تحليلها الى ضعف دولة الاكاسرة ودولة الرومان وقوة المادة في العرب وهذا مجرد تصوره كاف في ابطاله فاي قوة في العرب تؤهلهم لمقاومة ادنى حكومة من الحكومات الصغيرة في ذلك الوقت فضلا عن الحكومات الكبيرة الضخمة فضلا عن مقاومة اضخم الامم في وقتها على الاطلاق. واقواها واعظمها عددا وعدا في وقت واحد حتى مزقوا الجميع كل ممزق وحلت محل احكام هؤلاء الملوك الجبابرة. احكام القرآن والدين العادلة. التي قبلها وتلقاها ابي القبول كل منصف مريد للحق فهل يمكن تفسير هذا الفتح المنتشر المتسع الارجاء؟ بتفوق العرب في الامور المادية المحضة وانما يتكلم بهذا من يريد القدح في الدين الاسلامي او من راج عليهم كلام الاعداء من غير معرفة للحقائق ثم بقاء هذا الدين على توالي النكبات وتكالب الاعداء على محقه وابطاله بالكلية من ايات هذا الدين وانه دين الله الحق فلو ساعدته قوة كافية ترد عنه عادية العادين. وطغيان الطاغين لم يبقى على وجه الارض دين سواه. ولقبله الخلق من غير اكراه ولا الزام لانه دين الحق ودين الفطرة ودين الصلاح والاصلاح لكن تقصير اهله وضعفهم وتفرقهم وضغط اعدائهم عليهم هو الذي اوقف سيره. فلا حول ولا لا قوة الا بالله