المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي انتم لها واردون اي انكم ايها العابدون مع الله الهة غيرة. حصب جهنم اي وقود قودها وحطبها واصنامكم والحكمة في دخول الاصنام النار وهي جماد لا تعقل وليس عليها ذنب. بيان كذب من اتخذها الهة. وليزداد عذابهم. فلهذا قال لو كان هؤلاء الهة ماوردوها وهذا كقوله تعالى ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين وكل من العابدين والمعبودين فيها خالدون. لا يخرجون منها ولا ينتقلون عنها لهم فيها زفير من شدة العذاب وهم فيها لا يسمعون. صم بكم عمي او لا يسمعون من الاصوات غير صوتها لشدة غليانها واشتداد زفيرها وتغيظها اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم ودخول الهة المشركين النار انما هو الاصنام او من عبد وهو بعبادته. واما المسيح وعزير والملائكة ونحوهم ممن عبد من الاولياء. فانهم لا يعذبون فيها ويدخلون في قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى. اي سبقت لهم سابقة السعادة في علم الله. وفي اللوح المحفوظ وفي تيسيرهم في الدنيا لليسرى الاعمال الصالحة. اولئك عنها اي عن النار مبعدون فلا يدخلونها ولا يكونون قريبا منها. بل يبعدون عنها غاية البعد. حتى لا يسمعوا حسيسها ولا يروا شخصها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون من المآكل والمشارب والمناكح ايها المناظر مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مستمر لهم ذلك. يزداد حسنه على الاحقاب لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة لا يحزنون هم الفزع الاكبر اي لا يقلقهم اذا فزع الناس اكبر فزع. وذلك يوم القيامة حين تقرب النار تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الامر وهؤلاء لا يحزنهم لعلمهم بما يقدمون عليه. وان الله قد امنهم مما يخافون الله الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون وتتلقاهم الملائكة اذا بعثوا من قبورهم واتوا على النجاء بوفدا لنشورهم. مهنئين لهم قائلين. هذا يومكم الذي كنتم توعدون فليهنكم ما وعدكم الله. وليعظم استبشاركم بما امامكم من الكرامة. وليكثر فرحكم وسروركم بما امنكم الله الله من المخاوف والمكاره. كطي السجل للكتب يخبر تعالى انه يوم القيامة يطوي السماء على عظمها واتساعها كما يطوي الكاتب للسجل اي الورقة المكتوبة فيها تنتثر نجومها ويكور شمسها وقمرها وتزول عن اماكنها اي اعادتنا للخلق مثل ابتدائنا لخلقهم. فكما ابتدأنا خلقهم ولم يكونوا شيئا. كذلك نعيدهم بعد موتهم ننفذ ما وعدنا لكمال قدرته وانه لا تمتنع منه الاشياء ولقد كتبنا في الزبور وهو الكتاب المزبور والمراد الكتب المنزلة كالتوراة ونحوها من بعد الذكر اي كتب في الكتب المنزلة بعدما كتبنا في الكتاب السابق الذي هو اللوح المحفوظ وام الكتاب الذي توافقه جميع التقادير المتأخرة عنه والمكتوب في ذلك ان الارض اي ارض الجنة يرثها عبادي الصالحين صالحون الذين قاموا بالمأمورات واجتنبوا المنهيات فهم الذين يورثهم الله الجنات. كقول اهل الجنة الحمد لله الذي وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء. ويحتمل ان المراد الاستخلاف في الارض. وان الصالحين يمكن الله في الارض ويوليهم عليها كقوله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين يثني الله تعالى على كتابه العزيز القرآن ويبين كفايته التامة عن كل شيء. وانه لا يستغنى عنه. فقال ايتبلغون به في الوصول الى ربهم؟ والى دار كرامته فيوصلهم الى اجل المطالب وافضل الرغائب. وليس للعابدين الذين هم اشرف الخلق وراءه غاية. لانه الكفيل بمعرفة ربهم باسمائه وصفاته وافعاله. وبالاخبار بالغيوب الصادقة وبالدعوة لحقائق الايمان وشواهد الايقان. المبين للمأمورات كلها والمنهيات جميعها. المعرف بعيوب النفس سوى العمل والطرق التي ينبغي سلوكها في دقيق الدين وجليله. والتحذير من طرق الشيطان وبيان مداخله على الانسان. فمن لم يغنيه القرآن فلا اغناه الله ومن لا يكفيه فلا كفاه الله. ثم اثنى على رسوله الذي جاء بالقرآن. فقال فهو رحمته المهداة لعباده. فالمؤمنون به قبلوا هذه الرحمة وشكروها وقاموا بها كفرها وبدلوا نعمة الله كفرا واذوا رحمة الله ونعمته قم اله واحد قل يا محمد انما يوحى الي انما الهكم اله واحد. الذي لا يستحق العبادة الا هو. ولهذا هذا قال اي منقادون لعبوديته مستسلمون لالوهيته فان فعلوا فليحمدوا ربهم على ما من عليهم بهذه النعمة التي فاقت المنن على وان ادري اقريب ام بعيد ما توعدون يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتبون. فان تولوا عن الانقياد لعبودية ربهم. فحذرهم حلولا ونزول العقوبة فقل اذنتكم اي اعلمتكم بالعقوبة على سواء اي علمي وعلمكم بذلك مستو فلا تقول اذا نزل بكم العذاب ما جاءنا من بشير ولا نذير. بل الان استوى علمي وعلمكم لما انذرتكم وحذرتكم. واعلم بمآل الكفر ولم اكتم عنكم شيئا. وان ادري اقريب ام بعيد ما توعدون. اي من من العذاب لان علمه عند الله وهو بيده ليس لي من الامر شيء اي لعل تأخير العذاب الذي استعجلتموه شر لكم. وان تتمتعوا في الدنيا الى حين. ثم يكون اعظم لعقاب عقوبتكم. ورب قال ربي احكم بالحق اي بيننا وبين القوم الكافرين. فاستجاب الله هذا الدعاء وحكم بينهم في الدنيا قبل الاخرة. بما عاقب الله به الكافرين من وقعة بدر وغير وربنا الرحمن اين نسأل ربنا الرحمن ونستعين به على ما تصفون. من قولكم سنظهر عليكم وسيضمحل دينكم. فنحن في هذا لا نعجب بانفسنا ولا نتكل على حولنا وقوتنا وانما نستعين بالرحمن الذي ناصية كل مخلوق بيده ونرجوه ان يتم ما استعناه به من رحمته وقد فعل ولله الحمد