بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون واذا ادغنا المشركين نعمة من مطر وخصب بعد جذب وبؤس اصابهم اذا لهم استهزاء وتكذيب باياتنا قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين الله اعجل مكرا واسرع استدراجا لكم وعقوبة ان الحفظة من الملائكة يكتبون ما تدبرون من مكر لا يفوتهم منهم شيء فكيف يفوت خالقهم وسيجازيكم الله على مكركم بهذه الاية العظيمة بيان حال الناس والكفار لما طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم اية اخرى سوى القرآن واجابهم بما في قوله انما الغيب لله ذكر جوابا اخر وهو المذكور في هذه الاية وهو انه تعالى بين في هذه الاية الكريمة ان عادة هؤلاء الاقوام المكروه واللجاج والعناد وعدم الانصاف ولما كانوا كذلك لا يعطون ما يريدونه. فالامر كله لله سبحانه وتعالى فاذا كانوا كذلك فبتقدير ان يعطوا ما سألوه من انزال معجزات اخرى فانهم لا يؤمنون بل يبقون على كفرهم وجهلهم وتأمل هذه الايات وما فيها من تعليم الادب مع الله ومع الناس نستذكر حديث ام المؤمنين عائشة حينما قالت عن خلق النبي قالت كان خلقه القرآن فالانسان يقرأ القرآن ويتعلم ما فيه ويتأدب بادبه فقال تعالى واذا ادقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا اي واذا فرجنا عن المشركين ورحمناهم من بعد بلاء وضيق وهم وحزن اصابهم سعوا بكل حيلة بالباطل لابطال ايات الله تعالى وردها وتكذيبها فهنا واذا دغ الناس رحمة من بعد ضراء مستهم قال تشمل الامطار النافعة من بعد من رأى مستثهم اي المراد القحط الشديد فتشمل جميع المصائب التي تمر بالناس ويأتي الفرج بعد ذلك اذا لهم مكر في اياتنا ولذلك من مكرهم انهم يضيفون هذه المنافع الجليلة الى الانواء والكواكب او الى الاصنام وايضا لهم مكر في رد ايات الله وفي رد تفسيرها فهي شاملة للايات التي ينعم الله تعالى بها على البشر من المطر ونحوه بعد الضيق والقحط. وايضا النشر في ايات الله تعالى ولذلك فان صنيع المؤمن يخالف صنيع الكافر فالمؤمن يسعى ببث نور القرآن بين الانام واما الكافر فيريد ان يطمس هذا النور ولكن الله تعالى متم هذا النور وهذه الاية الكريمة تبين حال الناس وقد جاءت ايات كثيرة في هذا المعنى ومر معنا في هذه السورة واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه المرة كأن لم يدعنا الى ضر مسه وفي سورة الروم والى مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا ذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون وربنا قال واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله. قل تمتع بكفرك قليلا. انك من اصحاب النار وربنا قال ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي. وما اظن الساعة ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى فالايات في هذا المعنى كثيرة وقد روى البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه من حديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في اثر السماء اي بعد نزول المطر في اثر السماء كانت من الليل. فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن لي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب واما من قال مضرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب بالقرآن الكريم يعلمنا العقيدة وربنا جل جلاله لما ذكر حال هؤلاء لقن المؤمنين ماذا يقولون قل الله اسرع مكرا اي قل يا محمد لهؤلاء المشركين الله اعجل مكرا بكم باستدراجكم وتعجيل عقوبتكم من نشركم في اياته وربنا قال ولا يحيق المكر السيء الا باهله وربنا قال ويذكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فالانسان يدرك هذه الايات العظيمة وربنا قال افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. اي هل امنوا استدراجه تعالى بالنعم ثم اخذه لهم من حيث لا يحتسبون فلا يأمن عقاب الله تعالى الا القوم الخاسرون الذين خسروا انسانيتهم وعقولهم فصاروا اجهل من البهائم فسمى الله تعالى امهاله لهم واستدراجه لهم بانواع النعم مكرا لانه في صورة من يمكر بصاحبه الله اكبر الله اكبر قال وظن اهلها انهم قادرون عليها. اي وايقن اهل الارض الذين زرعوها وغرسوها انهم قادرون على حصد زرعها. وقطف ثمارها اشهد ان لا اله الا الله ليوقعه في المهلكة ففي الاية استعارة لطيفة ولذا فان المؤمن يعمل بطاعة الله وهو مشفق خائف وجل والفاجر يعمل بالمعاصي وهو مطمئن امن كما قال الحسن البصري. ولذلك هؤلاء يصيبهم القحط ثم يمر بهم المطر ثم يقولون بالكواكب نعم. يقول نظرنا بنو كذا وكذا ولذلك هذا الحديث فيه بيان لما يحصل وان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لهم. ومن احسن ما يفسر به القرآن القرآن ثم السنة النبوية وهذا الحديث الذي سقناه فيه فوائد اولا استحباب انصراف الامام الى المصلين عقب الصلاة ثانيا حسن خلق الصحابة وادبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان اذا سأله النبي صلى الله عليه وسلم نسبوا العلم الى الله والى رسوله وانصتوا الى التعلم ثالثا ان من النعم ما يكون محل اختبار للعبد فمن نسبها الى الله فهو المؤمن الحق. واما من نسبها الى غير الله فقد خاب وحسب فالاساءة عليه دائما ان ينسب النعم الى خالقها. ومثبيها رابعا بيان القول المشروع عند نزول المطر وهو قول مضرنا بفضل الله ورحمته. كما ويشرع للانسان ان يقول اللهم صيبا نافعا ونحن قد نظرنا في هذه الليلة فنسأل الله تعالى ان يرحمنا وان يرحم عباده كما انزل المطر رحمة للعباد خامسا حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته رضوان الله عليهم. اذ انه قدم الاستفهام لجلب انتباههم. فيعون عنه قوله سادسا ان الرزق من الله وحده. فاذا علم العبد ذلك علق اماله كلها بالله فيتوكل عليه حق التوكل فنحن حينما نقرأ القرآن علينا ان نقرأ السنة وهذه العلوم الثلاثة القرآن والحديث والفقه لا يفرط فيها النصب ويجعل البوابة الى فقه هذه العلوم الثلاثة الرئيسة اللغة العربية فهي مدخل للفهم نعم ثم قال تعالى ان رسلنا يكتبون ما تمكرون. اي ان الملائكة الحفظة يكتبون نشركم في اياتي. ايها المشركون ويحصون اعمالكم للحساب عليها في الاخرة ويدونون عليكم النعم التي لم تضعوها في محلها. فهذه مسألة النعم مهم جدا ان الانسان يضعها في محلها وربنا قال وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وربنا قال ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم. بلى. ورسلنا لديهم اكتبوا فعلى الانسان ان يتفكر بهذه النعم دواما ثم قال تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاء اشهى ريح عاصف وجاءها الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم. دعوا الله مخلصين له الدين. لان انجيتنا من هذه لنكونن من شاكر الله هو الذي يسيركم ايها الناس في البر على اقدامكم وعلى دوابكم وهو الذي يسيركم في البحر في السفن حتى اذا كنتم في السفن في البحر وجرت بهم بريح طيبة فرح الركاب بتلك الريح الطيبة فبينما هم في فرحهم جائتهم ريح قوية الهبوب وجاءهم موج البحر من كل جهة وغلب على ظنهم انهم هالك دعوا الله وحده ولم يشركوا معه غيره قائلين لئن انقذتنا من هذه المحنة المهلكة لنكونن من الشاكرين لك على ما انعمت به علينا اذا ان الله سبحانه وتعالى لما قال واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا كان هذا الكلام كلاما كليا لا ينكشف معناه تمام الانكشاف الا بذكر مثال كامل فذكر الله تعالى لنقل الانسان من الظر الشديد الى الرحمة. مثال ولمنشر الانسان مثالا حتى تكون هذه الاية مفسرة للاية التي قبلها فقال ربنا هو الذي يسيركم في البر والبحر. اي الله هو الذي يسيركم في البر باقداره جل جلاله وبتمكينكم على المشي على اقدامكم وبما سخره لكم من الدواب وغيرها ويسيركم في البحر في السفن التي يسر لكم صنعها وهذا طبعا كان في الزمن القديم والنعم التي الان موجودة من وسائل النقل لابد ان نذكرها لانها سورة في كتاب الله فربنا في سورة النحل وهي السورة التي تعدد النعم. قال ربنا خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين. هذا الذي لا يستشعر نعم الله وانه ضعيف خلق من نطفة صغيرة جدا ثم قال والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحونه وحين تسرحون وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبها. وزينة ويخلق ما لا تعلمون فهذه الطائرات والسيارات والمطارات وغيرها من وسائل النقل ووسائل ايصال مذكورة في قوله ويخلق ما لا تعلمون ولما ذكر هذا الامر ذكر السير اليه فقال وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم اجمعين اذا على الانسان ان يستشعر هذه النعم فقال هنا هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفرج وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف. وتأمل حتى اذا كنتم في الفلك وجريت به. هذا التفات ومقصود الالتفات وغرضه ان ينتبه الانسان للكلام حتى يعي حتى يعي القرآن اي حتى اذا كنتم في السفن وجرت بكم بسبب ريح لينة الذنوب موافقة لرغبتكم وفرح ركاب السفينة بتلك الريح واطمئنوا بها فبينما هم كذلك اذ جاءت السفينة ريح شديدة الهدوء وجاءها الموج من كل مكان اي وجاء ركاب السفينة موج البحر من كل جانب من جوانب السفينة وظنوا انهم احيط بهم اي وايقنوا ان الهلاك قد احاط بهم وانهم سيغرقون في البحر الهائج دعوا الله مخلصين له الدين اي دعوا الله وحده ان ينجيهم من الكرب واخلصوا له الدعاء دون الهتهم كما قال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه فقال هنا دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين اي وقالوا والله لئن انجيتنا يا ربنا من هذه الشدة لنكونن من الشاكرين لنعمك المطيعين امرك ولا نشرك بك شيئا في عبادتك نعم وقد حصل طبعا في هذا وبعض الناس يستجيب وبعضهم لا يستجيب ولذلك يقول سعد ابن ابي وقاص لما كان يوم فتح مكة امن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا اربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتوهم متعلقين باستار الكعبة. عكرمة بن ابي جهل وعبدالله بن خضر وميقيس بن صبابة وعبدالله بن سعد بن ابي السرح الحديث الطويل قال واما عكرمة فركب البحر فاصابتهم عاصف فقال اصحاب السفينة اخلصوا فان الهتكم لا تغني عنكم شيئا هانا. قال عكرمة والله لان لم ينجني من البحر الا الاخلاص. لا ينجيني في البر غيره. اللهم ان لك علي عهدا ان انت عافيتني مما انا فيه ان اتي محمدا صلى الله عليه وسلم حتى اضع يدي في يده فلاجدنه عفوا شديدا فجاء فاسلم. طبعا اسلم وحسن اسلامه وابلى بلاء حسنا في معركة اليرموك قال تعالى فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون فلما استجاب دعاءهم وانقذهم من تلك المحنة. اذا هم يفسدون في الارض. بارتكاب الكفر والمعاصي والاثام افيقوا ايها الناس انما عاقبة بغيكم السيئة على انفسكم فالله لا يضره بغيكم تتمتعون به في الحياة الدنيا وهي فانية ثم الينا رجوعكم يوم القيامة فنخبركم بما كنتم تعملون من المعاصي. ونجازيكم وربنا جل جلاله لما حكى عن الكافرين هذا التضرع الكامل عند وقوع البلية بين انهم بعد الخلاص من تلك البلية والمحنة يقدمون في الحال على البغي في الارض بغير الحق ولذلك ربنا جل جلاله له حق في كل شيء فينبغي على الانسان ان يتفقه ليؤدي حق الله في كل شيء اذا لم يتعلم وقع في الخطأ واذا تعمد الخطأ ازداد جرمه قال فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق. اي فلما انقذ الله ركاب السفينة اخلفوا الله ما وعدوه فاشركوا به وافسدوا في الارض بالكفر والظلم والمعاصي في سورة الاسراء ربنا يقول واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى اعرضتم وكان الانسان كفورا فربنا قال يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم. فربنا لما ذكر واقع الناس بين الموعظة للناس اجمعين يا ايها الناس انما وبال بغيكم هذا عائد على انفسكم في الحياة الدنيا فثمة عقوبات معجلة وثمة عقوبات مؤخرة عائد على انفسكم في الدنيا والاخرة. ولن تضروا الله شيئا فربنا جل جلاله لا تنفعه بطاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين انما هي اعمال العباد يحصيها لهم او عليهم. فالسعيد من كان عمله لله خالصا وربنا قال ولا يحيق المكر السيء الا باهله ولذلك جاء في الحديث الصحيح ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم. ما هو البغي؟ البغي هو الظلم والجور كما يحصل لكثير من الظلمة حينما يهجرون المستضعفين من اماكنهم فمن يفعل ذلك يعاقب في الدنيا وايضا عقوب حينما يعاقبه الله تعالى في الدنيا ايضا يدخر له العقاب في الاخرة. قال ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم يعني مع ما يدخر له في الاخرة اي من العقوبة فقال ربنا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا اي تتمتعون به مدة حياتكم القصيرة الفانية وهنا متاع منصوب على المصدر اي تتمتعون متاع الحياة الدنيا قال ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون طبعا الانباء والاخبار وفي هذا الموطن وعيد بالعذاب وعيد بالعذاب ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون اي ثم الينا يكون مصيركم بعد موتكم. فنخبركم يوم القيامة بما كنتم تعملون في الدنيا ونجازيكم عليه وحقيقة الانسان لما يتفكر بهذا الامر يعني يجعل الانسان يقلق ويحذر والامر يستدعي الحياء من الله تعالى لان الانسان يقرر على اعماله فينبغي على الانسان ان يخضع لربه ومولاه ثم قال تعالى انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون انما مثل الحياة الدنيا التي تتمتعون فيها في سرعة انقضائها كمثل مطر اختلط به نبات الارض مما يأكل الناس من الحبوب والثمار ومما تأكل الانعام من الحشيش وغيره حتى اذا اخذت الارض لونها الزاهي وتجملت بما تنبته من انواع النبات وظن اهلها انهم قادرون على حصاد ما انبتت وقطافه جاءها قضاؤنا باهلاكها فسيرناها محسودة كان لم تكن عامرة بالاشجار والنباتات في عهد قريب كما بينا لكم حال الدنيا وسرعة انقضائها نبين الادلة والبراهين لمن يتفكرون ويعتبرون اذا من رحمة رب العالمين ان الله سبحانه وتعالى يسوق الامثال للناس لاجل ان يتعظوا بهذه ايات فربنا قد جعل لنا واعظا من القرآن وواعظا مما حولنا. نحن الان على وادي والوادي كان اخظر من الامس لاحظت انه بدأ الخضرة بدأت فيه تيبس فالانسان يعتبر في كل شيء اذا مناسبة الاية لما قبلها ان الله تعالى لما قال يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا وكان سبب ما ذكر من البغي هو الافراط في حب التمتع بما في الدنيا من الزينة واللذات ضرب مثلا بليغا عجيبا للحياة الدنيا يذكر من يبغي فيها بان هذه الدنيا سريعة الزوال سريعة الانضباط وهذا المثال يجعل العاقل ينصرف عن الاغترار بهذه الدنيا وانه ينتفع من كل شيء حوله وان هذه الدنيا تزول فيبتعد الانسان عن البغي والظلم. وحب العلو والفساد في الارض وانها بحال تضمحل وتزول وتذهب. فقال انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء اي انما مثل زينة الحياة الدنيا في سرعة زوالها كمثل مطر انزلناه من السماء الى الارض فاختلط وتأمل هذا النظر ينزل فيه حياة للانسان وللحيوان وللنبات. وان الله قد انزل القرآن فيه حياة القلوب. يحييها حياة ابدية دائمة انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام اي نبت بذلك المطر انواع من نبات الارض. متداخل بعضها في بحر مما يأكله الناس من الحبوب والثمار والبقول ومما تأكله الانعام من الكلأ والعشب حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت اي حتى اذا ظهر حسن الارض بالوان النبات المختلفة. وتزينت بانواع الحبوب والثمار والاوساخ متعددة الاشكال والالوان والايات في وصف الدنيا وذهاب زهرتها الكثيرة. وربنا قال وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. طب ما تدرس القرآن حينما يدخل في قلب المؤمن يتدبر ويتعظ ثم يعمل وربنا قال وانبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد. والنخل باسقات لها طلع نظيف الله اكبر الله اكبر اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس. اي جاء الارض قضاؤنا باهلاك نباتها فجأة اما ليلا او نهارا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فصيرنا النبات مقلوعا هالكالم لم يكن قائما على ظهر الارض يزينها بجماله من قبل وربنا قال واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما الرياح. اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثم قال تعالى كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون اي كما بينا لكم ايها الناس مثل الدنيا بهذا المثال وعرفناكم امرها نبين ونوضح بمثل ذلك التفصيل البديع الايات لقوم يتفكرون ويعتبرون فلا يغترون بهذه الدنيا الفانية لا حول ولا قوة الا بالله ثم قال ربنا والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم والله يدعو جميع الناس الى جنته التي هي دار السلام يسلم فيها الناس من المصائب والهموم ويسلمون من الموت والله يوفق من شاء من عباده الى دين الاسلام الموصل الى دار السلام هذه وهذه ايها الاخوة اية عظيمة يتجبرها الانسان ويتأمل ما فيها لينشط في العمل وينشط في الدعوة والله يدعو الى دار السلام. اي والله يدعو عبادهم الى دخول جنته السالم من جميع الافات فهو فان الجنة هي مستقر المؤمن لما فيها من النعيم والسلامة من المصائب والهموم. طبعا هذي فوائد الكره الاخوة وبالامكان ان يضاف اليها اولا البغي يجازى اصحابه عليه في الدنيا والاخرة لا حول ولا قوة الا بالله فاطلبوها بطاعته ولا تطلب الدنيا وزينتها فانها مليئة بالافات والنكبات ومصيرها الى زواج وفناء. يعني الانسان يأخذ من الدنيا على قدر حاجته ولا يغفل عن الاخرة. بل يجعل طلبه في الدنيا احتسابا لاجر الاخرة حتى يؤجر في عمله اجمعين لا حول ولا قوة الا بالله ولذلك روى البخاري في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال جاءت ملائكة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم انه نائم الله اكبر الله اكبر وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان فقالوا ان الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وال محمد صليت على ابراهيم وعلى ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ابراهيم في العالمين انك حميد اللهم هذا الدعاء التامة والصلاة والسلام على عاش محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه الله من مقاما محمودا. اذا يقول جابر جاءت ملائكة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم انه نائم. وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان فقالوا ان لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم انه نائم قال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان. فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبا طبعا المائدة هو الطعام يصنع ويدعى عليه الناس وبعث داعيا فمن اجاب الداعي دخل الدار واكل من المأدبة ومن لم يجيب الداعي لم يدخل الدار ولم من المأدبة فقالوا اولوها له يفقهها. ولذلك انت حينما تعظ اناسا فاهشم لهم امر الدين تسكيما حسنا فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقضان. فقالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم فمن اطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد اطاع الله. ومن عصى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله ومحمد صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس اي فارق بين الناجي والهالك من الناس. وحقيقة هذا الحديث يعني حديث عظيم وفيه من الفوائد والعوائد الشيء الكثير. اولا موضع الشاهد من الحديث ما جاء فيه الحث على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الطاعة لا يحقق العبد الفوز بالجنة والنجاة من النار من دونها فحري بالمؤمن ان يهتم بسنة النبي بل حري بالمؤمن ان يتقصى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيتبعها. ويحث الناس عليها ثانيا فيه دليل على مشروعية ضرب الامثال لتقريب المقصود من الكلام وان يكون المثل واضحا ليفقهه السامع والا فان على قائله ان يفسره فالتكلم بما يصعب على الناس فهمه مما يعيب الكلام ثالثا دل الحديث على عدم جواز الدخول الى الدار الا بالاستئذان او دعوة صاحبه رابعا ان مما يدل على صلاح العبد من عدمه ان ينظر الى مدى تمسكه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم لان الصلاح لا يكون بالادعاء وانما يكون بالاتباع فاذا الانسان يجعل لنفسه وردا كل يوم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم اذا والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. اي والله يرشدك ويوفقك من يشاء من عباده الى الاسلام وهو الطريق المستقيم الموصل من سلكه الى الجنة وحقيقة هذا يعني ختم هذه الصفحة بهذه الاية الكريمة فيه الترغيب بالدعوة الى الله كما في قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي. فالانسان يدعو وايضا فيه حث على ان دخول الجنة دار السلام من اعظم ابوابه الدعوة الى الله تعالى. لان الانسان يستجلب بنفسه لسعا كبيرا من الحسنات من فوائد الايات اولا كما قال الاخوة في المختصر في التفسير الله اسرع مكرا بمن مكر بعباده المؤمنين فالانسان يصبر والذين يمكرون بالمؤمنين كثر فالانسان يصبر ويعمل بما امر الله تعالى به. فالله يدافع عن الذين امنوا. بغي الانسان عائد على نفسه ولا يضر الا بالسهل. ولما نعلم هذا الامر لا بد ان نبين حتى اولئك الذين يبغون. نبين لهم خطورة بغيهم على لانه بغي على انفسهم بيان حقيقة الدنيا في سرعة قضائها وزوالها وما فيها من النعيم طبعا لو لو اختاروا عبارة وما فيها من المتاع بان المساعي يتمتع به الانسان ود. اما النعيم فهو نعيم الجنة باقي ثانيا سمى الله تكذيبهم بايات الله مكرا. لان المكر عبارة عن صرف الشيء عن وجهه ظاهر بطريق الحيلة فهؤلاء يحتالون لدفع ايات الله بكل ما يقدرون عليه من القاء شبهة او تخليط في مناظرة او غير ذلك كما يحصل الان في كثير من الاعلام ثالثا عن الانسان ان يعرف حقيقة النعمة وان يضعها في محلها والا كانت وبالا عليه والانسان يتأمل في هذه الايات واذا ادقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا قل الله اسرع مكرا فاذا كما قال ابو حازم سلمة بن دينار كل نعمة لا تقربوا الى الله فهي بلية اذا هذه الاية الكريمة تضمنت بيان عما يوجبه حال الجاهل الذي يضيع حق النعمة نعم. رابعا في الاية هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلس وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءها الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين دليل على ان المضطر قد يستجاب دعاؤه وان كان كافرا لانقطاع الاسباب ولرجوعه الى الواحد القهار الصمد رب الارباب وفي صحيح البخاري في قصة هذه الامة السوداء التي كانت في حال كفرها فاتهمت وظلمت فدعت ربها فانجاها الله تعالى ثم من الله تعالى عليها بالاسلام فالانسان يحذر اذية الاخرين والان انت لما تسجد في شقة فوقك اشخاص وتحتك اشخاص وعن يميني كاشخاص وعن شمال كاشخاص احذر ان تؤذي الناس وتعامل مع الجيران بالصبر والاحسان. فاحسانك اليهم سبب لدخولك الجنة. وصبرك عليهم سبب لدخولك الجنة واياك ان تؤذي احد واحذر دعوة المظلوم. حتى وان كان هذا الذي للتجار ليس بجار الحسن احذر دعوة المظلوم خامسا ان اخذ بهذه الاية فان الاعتراف بالله مركوز في طبائع الناس وانهم مجبولون على انه سبحانه والخالق المالك المدبر المتصرف في الاشياء سادسا العبد يلتجئ بالشدة الى الله سواء كان في البر او في البحر ولكن لما كان الخوف في البحر اغلب على الانسان منه في البغي وقع المثال به والان الناس حينما يكونون في الطائرة فهم اشد خوفا من البحر اذا حصل حركة في الجو سابعا على الانسان ان يعرف حقيقة الدنيا حتى لا يستغرق فيها ويضيع الاخرة ولذلك ربنا قال قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى فكما قال احد السلف لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والاخر من خزف يبقى لكانت الاخرة خير لو لكانت الاخرة خيرا من الدنيا فكيف وان وان الاخرة هي الذهب الذي يبقى ثامنا الدنيا معرضة للافات اما الجنة فهي دار سلام. وبالذات الانسان لما يبلغ الاربعين اول ما يبدأ يقف بصره وتضعف قواه وفي هذا انعام من الله ليعلم الانسان انه يحور الى ربه وانه راجع اليه اما الجن فاهلها يزداد نعيمهم وتزداد قواهم تاسعا على المؤمن ان يدعو الى دار السلام بالحكمة والموعظة الحسنة وربنا جل جلاله يدعو الى دار السلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى دار السلام فالانسان عليه ان يمتثل بهذه الوظيفة التي هي اعظم وظيفة على الارض عاشرا تمتع اصحاب الدنيا يسير صائر الى زوال. اما نعيم الجنة فهو النعيم الباقي حادي عشر على المرء ان يكثر من التفكر بحقيقة الاشياء وان يتفكر الانسان بالايات المنزه والايات المنظورة وربنا قال كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون فخص المتفكرين بالذكر تشريفا للمنزلة ولاجل ان يقع التسابق الى هذه الرتبة الانسان هو يتفكر ويجعل غيره يتفكر. ويحيي الانسان مجالس تدارس القرآن ومجالس تدبر فهؤلاء هم المنتفعون بايات الله ثاني عشر الجنة دار السلام وهي دار خالية من الافات. والنكبات والمناغصات وربنا جل جلاله اضاف الدار الى اسمه تعظيما وتشريفا لها واهل الجنة سالمون من النقص في خلقهم وفي خلقهم فالانسان يطلب الجنة ثالث عشر ابتكارات البشر تسعد الناظر هذي الابتكارات التي تتجدد تسعد الناظر. فعلى المؤمن ان يتفكر بما اعده الخالق لاهل الجنة فالانسان كلما رأى شيء جديد يتفكر اذا بما اعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلبي هشام رابع الله يدعو الى محبته. فعلى الانسان ان يستجيب لدعوة خالقه خامس عشر للصحة بعد المرض والغنى بعد الفقر وقع شديد وتأثير كبير على الانسان والمؤمن يستذكر الحالين ليزداد شكره. فيستذكر الانسان صغره وان الله قد مهد له تمهيدا. يسترسل الانسان فقط وان الان في حالة جيدة يستذكر الانسان مرضه وهو الان في صحة. فالانسان يستذكر هذا حتى يستذكر النعم السادس عشر القرآن يعلمنا الادب مع الله فالاية الكريمة اسندت الرحمة لذاته المقدسة. واذا ادقنا الناس رحمة من بعد الضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا فالقرآن يعلمنا الادب مع الله فلاسدة الرحمة لذاته المقدسة. بينما الضراء لم تسند اليه مباشرة ولذلك كان من دعاء سيد الحنفاء واذا مرضت فهو يشفين فنسب الشفاء لله تعالى وذكر المرض ذكرا عابرا سابع عشر الله يدعو الى دار السلام وهذه الدعوة مفتوحة من الله العزيز الرحيم موجهة الى سائر الناس عن طريق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن مطالب بتبليغ رسالة الرسول فلينعم بالخير من اقامه الله داعيا اليه. حاملا رسالة رسوله الثامن عشر ربنا جل جلاله يهدي من يشاء الى صراط الجنة ربنا جل جلاله يهدي من يشاء الى طريق الجنة. ممن طلب الهداية على الطريق المستقيم واقبل على القرآن متعلما وفي سورة الفاتحة طلب الهداية على الصراط المستقيم. بعدها في الصفحة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اذا ربنا جل جلاله يهدي من طلب الهداية وارادها. اما من اعرض عن الهداية فهذا هو الذي يعاقب بالحرمان طبعا في ثمة تكريمات يحسن حفظها. ظراء اي مرظا وضرا. وكذلك تشمل سوء الحال والفقر والقهر والضر خلاف النفع مكر اي استهزاء وتكذيب والمكر صرف الغير عما يقصده بحيلة فربنا جل جلاله سمى استهزائهم وتكذيبهم نشرا لاحتيالهم لدفع الايات بكل سبيل واصل مكر يدل على احتيال وخداع الفلك اي السفل وواحده وجمعه بلفظ واحد. هو اصل الفرج الاستدارة في الشيء. ولعل السفن سميت لهذا لانها تدار في الماء عاصف اي شديدة الهموم. واصل عصف يدل على خفة وسرعة. احيط بهم اي هلكوا هو اصله هذا ان العدو اذا احاط ببلد فقد دنا اهله فقد دنا اهله من الهلكة واصل حوط الشيء يطيف بالشيء متاع المتاع المنفعة وكل ما حصل التمتع والانتفاع به على وجه ما او ما ينتفع به انتفاعا قليلا باقل بل ينقضي ام قريب. واصل متع يدل على منفعة وامتداد مدة في حيز يعني مدة من الزمن يعني الخير الذي فيه ليس باقيا زخرفها اي حسنها وبهائها وزينتها بالنبات. واصل الزخرف الذهب والزينة المزوقة حصيدا اي محسودة ومقطوعة من اصولها. واصل حصد يدل على قطع الشيب. لم بالامس اي لم تكن عامرة من غني في المكان اذا اقام فيه وعمر ومنه المغاني اي المنازل التي يعمرها الناس واصل غني يدل على الكفاية فاسأل الله ان يغنينا جميعا من فضله وان يجعلنا ممن يقوم بهذا القرآن الكريم اللهم ارحمنا وارحم امة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم من كان معنا في هذه الدروس فبارك له واجعله من الائمة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويذلون الى الخير هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته