قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق قل الله يهدي للحق ان افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهد الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون قل لهم ايها الرسول هل من بين شركائكم الذين تعبدونهم من دون الله من يرشد الى الحق قل لهم الله وحده يرشد الى الحق فهل من يرشد الناس الى الحق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فانى تؤفكون قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين هل من بين شركائكم الذين تعبدونهم من دون الله من ينشئ الخلق على غير مثال سابق ثم يبعثه بعد موته قل لهم الله ينشئ الخلق على غير مثال سابق ثم يبعثه بعد موته فكيف تصرفون ايها المشركون عن الحق الى الباطل ايها الاخوة هذه الاية الكريمة يعني المحت على شيء مهم جدا وهو الخلق والاعادة ولذلك حينما تتأمل السور القرآنية تجد خمسة سور قد بدأت بحمد الله تعالى ومن تكفل لنا في هذا هو الرازي في سورة سبأ يقول السور المفتتحة بالحمد خمس سور ثورتان منها في النصف الاول وهما الانعام والكهف وسورتان في الاخير وهما هذه السورة وسورة الملائكة. يقصد بهذه السورة بالسلامة والخامسة هي فاتحة الكتاب تقرأ مع النصف الاول ومع النصف الاخير والحكمة فيها ان نعم الله مع كثرتها وعدم قدرتنا على احصائها منحصرة في قسمين نعمة الايجاد ونعمة الابقاء فان الله تعالى خلقنا اولا برحمته وخلق لنا ما نقوم به وهذه النعمة توجد مرة اخرى بالاعادة فانه يخلقنا مرة اخرى ويخلق لنا ما يدوم فلما حالتان الابتداء والاعادة وفي كل حالة له تعالى علينا نعمتان نعمة الايجاد ونعمة الابقاء ثم ساق الايات الواردة في هذا ليستدل على ما ذكره. اذا نحن نستذكر هذا معنى نعمة الخلق ونعمة الاعادة فنحن كنا امواتا فاحيانا الله تعالى ثم يميتنا ثم يحيينا فهذه نعم يستذكرها الانسان اذا قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فانى تؤفكون ربنا جل جلاله بعد ان اقام عليهم الدليل على انفراده تعالى بالخالقية وبالرزق وخلق الحواس وخلق الاصناف من الناس والحيوانات وتدبير جميع الامور وانه المستحق للالهية بسبب ذلك الانفراد بين في هذه الاية الكريمة ان الهتهم مسلوبة من صفات الكمال وان الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال فقال تعالى قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده اي قل يا محمد وقلنا بان الخطاب للنبي هو خطاب للجميع لكل من امن بهذا النبي العظيم واتبعه. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني قل للمشركين هل من الهتكم التي زعمتم انها شركاء لله في العبادة. من يبتدأ خلق اي شيء من العدم ثم اذا مات يعيده الى الحياة مرة اخرى بلا شك انهم سيجيبون بلا فتقوم الحجة عليهم ونحن مطالبون باقامة الحجة لله على الناس قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده. وهنا تلقين العقيدة والزام الخصم بالحجة اي قل يا محمد ويا كل داعية قل للمشركين الله وحدهم هو الذي يبتدأ خلق كل شيء من العدم ثم يعيده بعد موته متى يشاء من غير معاون ولا شريك والامر امر قال ثم اذا شاء انشره بالاحياء والبعث والنشور بيد الله تعالى ولذلك في امر الساعة لا يعلمه احد الا الله ومر معنا في هذه السورة المباركة اليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده وربنا قال قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الاخرة ان الله على كل شيء قدير وربنا قال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. الجميع عند الله تعالى هين. لكن الله سبحانه وتعالى يقرب المعاني التي يفهمها الناس بتجاربهم ولذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقسم بشيء يقول والذي نفسي بيده فذكر المبدأ والمعاد باعتبار ان الله الذي خلقه وان الله الذي هو يميته وان هو الذي يعيده فان تؤثر كيف كيف يصرفون وتقلبون عن اتباع الحق الى الباطل وهنا اتأمل تؤفكون بمعنى تصرفون. ثمة شيء يصرف الانسان عن الحق وهذا شين وساوس الشيطان وما تمليه النفس من طلبات وشهوات نفسانية فعلى الانسان ان يحذر وساوس الشيطان وان يستخدم هذه الغرائز بطاعة الله تعالى. هو ان يحذر ان يضعها في غير محلها فان الله قد خلقها للابتلاء والامتحان والاختبار ثم قال الله تعالى ويدعوهم اليه اولى بان يتبع ام معبوداتكم التي لا تهتدي بنفسها الا ان يهديها غيرها فما لكم كيف تحكمون بالباطل حين تزعمون انهم شركاء لله تعالى الله عن قولكم علوا كبيرا اذا هذه الاية الكريمة طبعا فيما يتعلق بمناسبتها لما قبلها لما قبلها ان الله تعالى لما بين عجز اصنام الكافرين عند الابداع وعجزهم عن الاعادة وهذان صفتان ظاهرتان في القدرة وهما من دلائل الالوهية بين عجزهم عن هذا النوع من صفات الاله وهو الهداية الى الحق والى مناهج الصواب وهذا النوع من الهداية هو نوع عظيم جدا ونحن نسأل ربنا في كل يوم في كل وقت في كل صلاة في كل ركعة ان يهدينا الى الصراط المستقيم قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق اي قل يا محمد للمشركين هل من الهتكم من يفسد الضالة ويوفقه الى معرفة الحق والى اتباع الحق ولماذا لانه لما كان الكافرون معتقدينه ان شركائهم يهدون الى الحق ولا يسلمون حصر الهداية لله تعالى. امر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو امر لكل داعية. ان يبادر بالجواب فقال قل الله يهدي للحق اي قل يا محمد للمشركين الله وحده هو الذي يرشد ويوفق من يشاء الى معرفة الحق والى اتباعه في الهداية هدايتان هداية الدلالة وهداية التوفيق وربنا قال فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم طبعا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت وكان من دعائه الكثير اللهم مصرف القلوب طرف قلوبنا على طاعتك ثم قال تعالى افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى اي الله الذي يهدي الى الحق احق ان يطاع واحق ان يعبد ام شركاؤه وهم الذين لا يهتدون بانفسهم ولا يهدون من يعبدهم الا ان يهديهم غيرهم فما لكم كيف تحكمون وهذا توبيخ لهم على ظلالهم اي فما بالكم ايها المشركون يعبدون المخلوق العاجز وتتركون عبادة الخالق الذي يهديكم كيف تحكمون بالباطل فتساوون بين الله وبين خلقه في العبادة ثم قال تعالى وما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون وما يتبع معظم المشركين الا ما لاعلم لهم به فما يتبعون الا وهما وشكا ان الشرك لا يقوم مقام العلم ولا يغني عنه ان الله عليم بما يفعلونه لا يخفى عليه شيء من افعالهم وسيجازيهم عليها اذا تأمل هذه الاية الكريمة بعد الاية السابقة. فبعد ان امر الله رسوله بان يحجهم فيما جعلوهم الهة وهي لا تصرف عنهم الاذى ولا تأتيهم بخير ولا تدبر لهم امرا ولا هداية اعقب ربنا جل جلاله بان عبادتهم اياها اتباع لظن وهذا الظن هو ظن باطل وقال وما يتبع اكثرهم الا ظنا ايوه ما يتبعوا اكثر هؤلاء المشركين في اشراكهم بالله الا مجرد ظن ضعيف واهن وليس ثمة يقين ولا دليل على صحة اشراكهم بهذه المعبودات التي يعبدونها ثم قال تعالى ان الظن لا يغني من الحق شيئا. اي ان الظن لا يوصل الى الحق ولا ينتفع به في شيء يحتاج الى اليقين وادارة العقيدة امر يعقد الانسان عليه بالقلب قال ان الله عليم بما يفعلون اي ان الله ذو علم بما يفعل المشركون وسيجازيهم على ذلك ولما يأتي العلم الم يعلم بان الله يرى لما يؤتى بعلم معناه ان هذا العلم بعده محاسبة على هذا الشيء المعلوم الذي يعلمه الله تعالى. وفي ذلك تهديد ثم قال تعالى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين وما يصح لهذا القرآن ان يختلق وينسب الى غير الله لعجز الناس ضرورة عن الاتيان بمثله ولكنه مصدق لما نزل من الكتب قبله ومبين لما اجمل فيها من الاحكام فهو لا شك فيه انه منزل من رب المخلوقات سبحانه وتعالى اذا في هذه الاية العظيمة بيان التزكية لاكتتاب الله تعالى العظيم وثمة مسألة يعني بعضهم الف القرآن في القرآن وبعضهم الف في الانتصار للقرآن فتجد في القرآن الكريم الدفاع عن القرآن وهذه الاية الكريمة ربنا جل جلاله لما فرغ من دلائل التوحيد وحججه ذكر هنا في تثبيت امر النبوة وايضا لما تقدم قولهم ائت بقرآن غير هذا او بدله. وكان من قولهم انه افتراه ربنا جل جلاله رد عليه فقال وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله. فهذا القرآن لا يفترى ابدا ولا يستطيع احد ان يفتريها وتأمل هنا الاية وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله فهنا ان يفترى مصدر مؤول في محل نصب وهو خبر كان اي وما كان هذا القرآن افتراء والمصدر هنا بمعنى المفعول اي مفترا نعم اي ما ينبغي لهذا القرآن ولا يستطيع احد ان يخترقه ولا يمكن ان يكون الا من عند الله الخالق العليم ثم قال بعد ان نفى ان يكون مفترقا ولكن تصديقا الذي بين يديه وهنا تصديق منصوب خبر كان المحذوفة هي واسمها والتقدير ولكن كان تصديق هذا فيما يتعلق بمعرفة الاعراب تعينه على فهم النص ولكن تصديق الذي بين يديه. اي ولكن انزله الله مصدقا للكتب السابقة التي انزلها الله على انبيائه بسورة المائدة وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وتأمل هذه الاية الثامنة والاربعين في سورة مائدة وانزلنا اليك الكتاب الالف واللام في الكتاب هي للعهد الكلام عن القرآن وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب. هذه الثانية الكتاب الف لام للجنس اي الكتب التي انزلها الله تعالى على انبيائه هو مهيمنا عليه فهذا القرآن هو خطاب الله تعالى للبشرية اجمع وهو ناسخ لما انزله الله تعالى قال وتفصيل الكتاب اي وتبيانا لما كتبه الله على امة محمد صلى الله عليه وسلم من الفرائض والاحكام والعقائد والاخبار وهذه الاخبار التي اخبر الله بها هي اخبار واقعية حصلت وفي ذكرها عبرة قال ان في ذلك لعبرة لمن يخشى. فالانسان يأخذ العبرة حتى يعبر من اماكن الخسارة الى اماكن الفوز والظفر وفي سورة يوسف ما كان حديثا يفترى ولكن تصديقا الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وفي سورة النحل وهي السورة التي تعدد النعم ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى قال للمسلمين فربنا جل جلاله بين ان هذا القرآن لا يفترى وان فيه تفصيلا كل شيء ثم قال لا ريب فيه من رب العالمين. اي لا شك بان القرآن من عند الله رب العالمين سبحانه وتعالى وهنا ذكر العالمين لها معنى فهو سبحانه وتعالى الذي ربى جميع الخلق بنعمه ومن اعظم تلكم النعم انزال الكتب وخير هذه الكتب هو الكتاب الذي انزله الله تعالى خاتما للكتب وهذه النعمة نعمة الكتاب في هذا الكتاب المصالح الدينية والمصالح الدنيوية وهو مشتمل على مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال وما يصلح حال الناس اجمعين اذا لا ريب فيه اي لا شك فيه من رب العالمين فهو من من الله الذي هو رب العالمين خالقهم ومالكهم ومربيهم وهو كلام الله وليس كلام غيره وفي سورة البقرة نقرأ الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ووددت ان ترجعوا الى تفسير ابي زهرة او تفسير الزمخشري فيما يتعلق بتقطيع القراءة على هذه الطريقة لاجل الفائدة وقال سبحانه تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ثم قال الله تعالى بعد هذا ان يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين نعم بل بل ان يقولوا هؤلاء المشركون ان محمدا اختلق هذا القرآن من نفسه ونسبه الى الله قل ايها الرسول ردا عليهم ان كنت قد اتيت به من عندي وانا بشر مثلكم فاتوا انتم بسورة من مثله وادعوا من استطعتم دعاءه لمظاهرتكم ان كنتم صادقين فيما تدعونه من ان القرآن مختلق مكذوب ولن تستطيعوا ذلك وعدم قدرتكم وانتم اصحاب اللسان وارباب الفصاحة. دال على ان القرآن منزل من عند الله فتأمل شيء في السياق في الانتصار للقرآن. والذب عنه فربنا جل جلاله لما نفى ان يكون القرآن مفترا بل انه قد جاء مصدقا لما بين يديه من الكتب وبيانا لما فيها لكن يرى هنا اعظم دليل على انه من عند الله واقام البرهان القاطع على ذلك وهو الاعجاز فان الله سبحانه وتعالى قد اعجز بالقرآن البشر على ان يأتوا بمثله او بعشر سور او بسورة واحدة وربنا تحدى جميع الخلق بسورة واحدة مثله فابطل بذلك دعواهم افتراءه فقال تعالى ام يقولون افتراه اي ان يقول المشركون المكذبون اختلق محمد القرآن من نفسه وكذب على الله قل فاتوا بسورة مثله. اي قل يا محمد للمشركين ان كنت قد افتريت هذا القرآن كما تزعمون فانتم عرب مثلي تنطقون بكلام العرب وانتم اصحاب بلاغة وفصاحة فاتوا بسورة واحدة من جنس القرآن ومرة في سورة البقرة بعد ان امر الله الناس اجمعين بعبادته يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين فربنا جل جلاله ينتصر للقرآن وانت اخي الكريم عليك ان تنتصر للقرآن بتعلمه وبث علومه فهذه الوظيفة هي اشرف وظيفة على الارض قال وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين اي وادعوا ايها المشركون من قدرتم ان تدعوه من شركائكم واوليائكم واصدقائكم ليعينوكم على المجيء بسورة واحدة مثل سور القرآن. ان كنتم صادقين في زعمكم اني افتريت القرآن وربنا قال ملقنا نبيه صلى الله عليه وسلم قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة اذا هذا القرآن الكريم انزله الله تعالى وهو الكتاب الذي ما بعده كتاب والا ربنا قال الف لام ميم باء ذكر الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ثم قال الله تعالى بل كذبوا بما لن يحيطوا بعلمه ولما ياتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين فلن يجيبه بل سارعوا بتكذيب القرآن قبل ان يتفهموه ويتدبروه وقبل ان يحصل ما انذروا به من العذاب وقد اقترب اتيان ذلك مثل هذا التكذيب كذبت الامم السابقة فنزل بها ما نزل من العذاب فتأمل ايها الرسول كيف كانت نهاية الامم المكذبة فقد اهلكهم الله تعالى وهذه الاية الكريمة بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم تنظر كيف كان عاقبة الظالمين ربنا جل جلاله لما ذكر مجموعة دلائل التي في اثبات ان القرآن معجز وانه من عند الله تعالى انه ليس مفترا ذكر ربنا جل جلاله السبب الذي لاجله كذبوا زد على ذلك ان الله تعالى اقام الدليل على ان القرآن كلامه وكان الدليل انما هو انما من شأنه ان يقام على من عرظ له غلط او شبهة وكان قول الكافرين افتراه لا عن شبهة وانما هو مجرد معاندة فنبه ربنا جل جلاله على ذلك وعلى انه انما قام الدليل لاظهار عنادهم لا لان عندهم شبهة في كونه حقا بالاضراب عن قولهم فقال من كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه اي بل كذب مشركو قريش ومن كان بالقرب منهم بالقرآن الذي لم يحيطه بعلم ما فيه من الحق ولن يفهمه ولذلك نحن الان علينا ان نبلغ معاني القرآن بجميع اللغات كما ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اقام الحجة على قومه وارسل الرسل بالقرآن علينا ان نبلغ رسالات القرآن وبجميع اللغات وربنا قال حتى اذا جاءوا قال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما ام ماذا كنتم تعملون وربنا قال واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم وهذي مشكلة مشكلة من يجهل شيء يطعن بالشيء الذي يجهله فقال هنا ولما يأتيهم تأويله اي لم يأتهم بعد حقيقة ما وعدوا به في الكتاب بما يؤول اليه امرهم من العقوبة ونزول العذاب في الدنيا وفي الاخرة ثم قال تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم اي كما كذب المشركون بالحق كذلك كذب المشركون من الامم الماضية بالحق الذي جاءهم من الله تعالى وفي القصص السابقة يعني بيان كيف انهم قد عاندوا وانهم قد طلبوا الايات وحصل لهم مثل ما طلبوا لاولئك الذين طلبوا الناقة فلما جاءت الناقة عقر الناقة وهكذا فتجد المكذبين في كل زمان ومكان يشبه بعضهم بعضا وربنا قال وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جائتهم رسلهم بالبينات والزبر وبالكتاب المنير وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم. جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير فربنا قال فانظر كيف كان عاقبة الظالمين هذا اخطر شيء الظلم الظلم وضع شيء في غير محله والانسان لما لا يختار لنفسه الشيء الذي ينجيه يسمى ظالما لنفسه لانه مأمور بانجاء نفسه وبوضعها في المحل الحسن فاعظم الظلم هو وضع الشيء في غير محله. ومن ذلك الطعن بالقرآن والشرك بالله فهذا هو من الظلم العظيم وهو الشرك العظيم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين اي تنظر يا محمد ويا كل معتبر كيف كانت نهاية المكذبين بايات الله من الامم الماضية اهلكناهم وسنهلك كذلك الظالمين المكذبين من هذه الامة وهذه الامة امتان امة الدعوة وامة الاجابة ثم تجاوز الذين استجابوا وامنوا وعملوا وامة الدعوة هم الذين تبلغهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم معناه وسنهلك كذلك الظالمين المكذبين من هذه الامة فلا تحسبنهم يفلتون منا. ابدا عذاب الله تعالى لا يفلت منه احد فربنا قال افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها انت الان لما تسير في الارض تجد امم وحضارات كانت موجودة ولكن الله سبحانه وتعالى اهلكهم فربنا اهلكهم وكذلك الموجودين اذا لم يؤمنوهم يهلكون ومن امن فهو يعيش سعيدا ويذهب الى خير فما خير ينتظره المؤمن مثل الموت قال وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون فان كذبك ايها الرسول قومك فقل لهم لي ثواب عملي وانا اتحمل تبعة عملي ولكم ثواب عملكم وعليكم عقابه انتم بريئون من عقاب ما اعمل وانا بريء من عقابي ما تعملون نعم وقبلها ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك اعلم بالمفسدين ومن المشركين من سيؤمن بالقرآن قبل موته ومنهم من لا يؤمن به عنادا ومكابرة حتى يموت وربك ايها الرسول اعلم بالمصرين على كفرهم وسيجازيهم على كفرهم نعم ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به اي ومن المشركين من سيؤمن بالقرآن ويتوب من الكفر وسوف يبلي بلاء حسنا مثل سهيل بن عمرو لم يؤمن بالقرآن بل قاتلة ضد النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اسر في معركة بدر ثم اسلم وحسن اسلامه وابلى بلاء حسنا وقام مقاما عظيما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذي فيها بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن اي ومنهم من لا يؤمن بالقرآن ابدا. ويستمر على كفره حتى يموت قالوا وربك اعلم بالمفسدين اي وربك يا محمد اعلم بالمكذبين ومن يبقى منهم مصرا على الكفر فيجازيهم باعمالهم فربنا جل جلاله عليم بهؤلاء وان الله سبحانه وتعالى يجازي كل انسان بعمله. قال وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون فإن كذبك ايها الرسول قومك فقل لهم لي ثواب عملي وانا اتحمل تبعة عملي ولكم ثواب عملكم وعليكم عقابه انتم بريئون من عقاب ما اعمل. وانا بريء من عقاب ما تعملون. اذا هذه الاية الكريمة فيها ان الانسان لا يداهن ابدا قد توجد المداراة اما المداهنة فلا يجوز. وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم. اي وان كذبك يا محمد المشركون ولم يؤمنوا بما جئتهم به من الحق فقل لهم لي عملي الذي سيجازيني ربي به ولكم عملكم الذي سيجازيكم الله سبحانه وتعالى به وآآ سورة قل يا ايها الكافرون يقرأها الانسان بالسنة البعدية للمغرب ويقرأها في صلاة الوتر وفي السنة القبلية للصبح اي في اول النهار وفي اخر النهار وفي اول الليل وفي اخر الليل حتى يحقق الانسان التوحيد العملي كما انه يقرأ سورة الاخلاص حتى يحقق التوحيد القول واللي قال في الانسان لابد من الولاء والبراء بان الولاء والبراء هو التطبيق العملي لكلمة التوحيد وفي سورة الشورى ربنا يلقن عباده الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير ثم قال تعالى في هذه الاية الكريمة ملقن نبيه وهو تلقين لكل مؤمن انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون. اي وقل يا محمد للمشركين لا تؤاخذون بجريرة اعمالي. ولا اؤاخذ بجريرة اعمالكم ثم قال الله تعالى ومنهم من يستمعون اليك افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومن المشركين من يستمع اليك ايها الرسول اذا قرأت القرآن استماعا غير مقرون بقبول واذعام. افانت تقدر على اسماع من سلب السمع فكذلك لن تقدر على هداية هؤلاء الذين صموا عن سماع الحق فلا يعقلونه اذا ومنهم من يستمعون اليك اي ومن الكفار من يستمع الى تلاوتك للقرآن ويستمع الى حديثك ولكن قلوبهم غافلة لا ينتفعون بسماع ذلك. وهذا طبعا اخطر في ان الانسان تسد عليه مداخل الخير فربنا يقول لنبيه افانت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون اي افانت يا محمد تستطيع ان تسمع الصم وخصوصا اذا كانوا مع صممهم جهالا لا عقل لهم وكذلك لا تقدر على جعل الكفار ينتفعون بالسماع منه وهذا يدل على الحرص الكبير من النبي صلى الله عليه وسلم في ارادته ان يهتدي الناس على يديه فاذا نحن نأخذ العبرة كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جاهدا في تعليم الناس وايصال الخير اليهم. فينبغي ان نكون على هديه في ذلك من فوائد الايات الهادي الى الحق هداية التوفيق هو الله وحده دون ما سواه الحث على تطلب الادلة والبراهين والهدايات للوصول للعلم والحق وترك الوهم والظن ليس في مقدور احد ان يأتي ولو باية مثل القرآن الى يوم القيامة سفه المشركين وتكذيبهم بما لم يفهموه ويتدبروه. هذه هي الفوائد التي ذكرت في المختصر وبالامكان ان يظاعف فوائد اخرى اولا من رحمة الله بعباده انه خلقهم وهداهم الى كل ما يحتاجون اليه في امر حياتهم ومعادهم ثانيا العقائد لا تبنى على الظن ثالثا النظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ورؤية محاسنهم الخلقي والخلقية من اسباب الهداية فكان لزاما علينا ان نبث شمائله الشريفة وخصاله المنيفة رابعا تقرير عقيدة الوحي المنزل من عند الله هو اثبات نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي من ادلتها تصديق القرآن الكريم للكتب السابقة وعدم مناقضتها وهذا التصديق بحد ذاته معجزة مستقلة لموافقته الكتب السابقة مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليها ولا درسها خامسا القرآن الكريم لا شك ولا ريب انه من رب العالمين فمن مقتضى ربوبيتي ارحم الراحمين انزال كتاب فيه فيه تبيان كل شيء يحتاجه الناس سادسا تحدي القرآن الناس وثبوت العجز عن الاتيان ولو بصورة من مثله وايضا يعني لم يستطيعوا ان يأتوا بسورة واحدة وهي سورة الكوثر وما يزال التحدي قائما ولن يستطيع البشر ان يأتوا بمثل القرآن ابدا فهذا دليل على الالوهية من عند الله سبحانه وتعالى ودليل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم تابعا من سنن التحدي ان الانبياء يتحدون الناس فيما برعوا فيه فكان العرب اصحاب فصاحة وبلاغة ومع ذلك فقد عجزوا مجتمعين على ان يأتوا باقصر سورة من القرآن ثامنا الناس اعداء ما جهلوا كما قال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه تاسعا دلت الايات الكريمة انه يجب على الانسان ان يزكي نفسه بالتوبة والعمل الصالح والترقي بالطاعة. فيعمل الانسان على تزكية وان يكملها باتباع الحق من في معتقده وعمله وهديه ودله وان يعني يجعل الانسان يبني حياته المؤمن يبني حياته على اساس من العلم النافع المؤدي الى العمل الصالح اذا ينبغي على المؤمن ان يبني حياته على العمل الصالح على اساس من العلم النافع المؤدي الى العمل الصالح عاشرا القرآن الكريم يعلم المؤمن طريق المناظرة الصحيح فذكر الحجة على سبيل الاستفهام وتفويض الجواب للمقابل يكون ابلغ في القلب وارجى للاستجابة هذه عشر في قوله بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ولما يأتيهم تأويله دليل على وجوب التثبت في الامور وانه لا ينبغي للانسان ان يبادر بقبول شيء او رده قبل ان يحيط به علما تاني عشر ما يمكن ولا يحتمل ان يفتر هذا القرآن. فان الذي يفتريه مخلوق. والمخلوق لا يقدر على ذلك لذا وجب علينا ان نبين للعالمين اعجاز هذا القرآن وان يشتغل الانسان ببيان فهم القرآن للناس اجمعين وبيان ان البشر لا يستطيعون ان يأتوا بمثلهم ثالث عشر من اعظم صور السعادة ان يحيط الانسان بعلم معرفة القرآن بعلم معرفة معاني القرآن ومعاني الايات رابع عشر تفخيم وشأن القرآن وكونه جامعا للاوصاف التي يستحيل وجودها فيه ان يكون مشترى خامس عشر تسلية الله تعالى لنبيه في ان الايمان والتوفيق به تعالى لا بغيره سادس عشر الله لا يؤاخذ احدا من الناس بعمل اخر وهذا يكون حينما يؤدي الانسان واجبه من الدعوة الى الله وانكار المنكر الهدى السابع عشر الهدى جاء مفصلا في القرآن الكريم وجاء بيانه في السنة النبوية فلا مرجع للهداية في غير القرآن والسنة ثمة الكلمات يحسن فهم معانيها. تؤفكون اي تصرفون عن الحق وتصدون عن الصواب وتعدلون يقال افك الرجل عن كذا اذا عدل عنهم والافك كل مصروف عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه واصله افك قلب الشيء وصرفه عن جهته تأويله اي عاقبته. وما يؤول اليه وقوع ما اخبر به واصل اول هنا يدل على انتهاء الامر نعم عاقبته عاقبة كل شيء اخره او ما يؤدي اليه السبب المتقدم والعاقبة تختص بالثواب اذا اطلقت وقد تستعمل في العقوبة اذا اضيفت واصل عقبة تأخير شيء واتيانه بعد غيره هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته